باكستان.. بلد ملبد بالعنف مرتع للإرهابيين

 

شبكة النبأ: تشهد باكستان تصاعدا ملحوظا في مستوى الهجمات المسلحة وأعمال العنف الطائفي التي تقوم بها الجماعات المتمردة المنتمية الى "حركة طالبان"، ضد بعض الأقليات في هذا البلد ومنهم الشيعة الذين يشكلون أكثر من 15% من السكان، حيث تزايدت وتيرة العنف والاعتداءات المتنوعة ضد "الشيعة" في باكستان بشكل خطير أسفرت عن سقوط المئات من الأبرياء وسط عجز وفشل حكومي كبير في مواجهة الإرهاب.

 ويأتي هذا التصعيد الإجرامي الخطير مع اطلاق مبادرة الحكومة الباكستانية التي تدعو الى عقد محادثات سلام خاصة مع "حركة طالبان" بهدف إنهاء التمرد المسلح وضع خارطة طريق جديدة للعمل السياسي. وهو ماقد يسهم وبحسب بعض الخبراء بعرقلة او إنهاء تلك المحدثات العقيمة خصوصا مع تزايد الضغوط على الحكومة التي قد تضطر الى استخدام الخيار العسكري في سبيل كبح جماح تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي قد تزداد خطورتها في المستقبل مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية، وهو ما قد يتيح لحركة طالبان تعزيز قدراتها القتالية ومعاودة نشاطها المسلح بشكل مكثف في باكستان التي ستكون هدف مهم من أهداف حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

استهداف الشيعة

وفيما يخص آخر التطورات في الشأن الباكستاني فقد قتل 22 شيعيا لدى عودتهم من ايران حيث زاروا اماكن دينية واصيب 20 اخرون عندما انفجرت قنبلة في حافلة كانت تقلهم في ولاية جنوب غرب باكستان، بحسب مسؤولين. ووقع الانفجار في قرية درينغار على الطريق السريع الواصل بين باكستان وايران على بعد نحو 60 كلم غرب مدينة كويتا عاصمة ولاية بلوشستان.

وصرح مسؤول الحكومة المحلية شوكت شهواني ان "22 شخصا قتلوا واصيب 20 اخرون". واضاف ان 51 راكبا كانوا على متن الحافلة ساعة وقوع الانفجار وان مصير تسعة ركاب لا يزال غير معروف بسبب حجم الدمار الذي خلفه الانفجار. وصرح وزير داخلية الولاية اسد جيلاني انه لم يتضح على الفور نوع القنبلة التي استخدمت في الهجوم وما اذا كان الهجوم انتحاريا. وقال ان حافلتين كانتا تسيران معا برفقة عربات امنية حكومية وان الانفجار استهدف احدى الحافلتين.

وكان شخصان قتلا في هجوم مماثل في وقت سابق في انفجار قنبلة استهدفت حافلة تحمل زوارا شيعة. ولم تعلن اية جهة مسؤوليتها عن الانفجار الا ان العنف الطائفي تصاعد في باكستان بعد عدة اشتباكات دموية بين جماعات سنية وشيعية قرب اسلام اباد في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي. وتتزايد الهجمات الطائفية في باكستان حيث تشكل الأقلية الشيعية حوالي 20 بالمئة من السكان البالغ عددهم 180 مليون نسمة. بحسب فرانس برس.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إن أكثر من 400 شيعي قتلوا في عام 2013 من بينهم كثير من أساتذة الجامعات والأطباء والأطفال الذين أطلق عليهم الرصاص وهم في طريقهم إلى العمل أو المدرسة. وأعمال العنف أسوأ ما تكون في إقليم بلوخستان في غرب البلاد. وتقول جماعات متشددة مثل عسكر جنجوي إنها تقاتل لإقامة دولة سنية وإنه ليس أمام الشيعة سوى مغادرة البلاد أو أن يقتلوا. وكثير من الجماعات الطائفية محظور من الناحية النظرية لكن لا يزال زعماؤها يخطبون في التجمعات ويجرون مقابلات صحفية.

عنف متصاعد

على صعيد متصل قتل 11 شرطيا باكستانيا حين صدم انتحاري حافلتهم بسيارته في احدث فصول الهجمات الدامية التي تشهدها البلاد منذ ان دعت الحكومة الى مفاوضات سلام مع المتمردين. وياتي التفجير في كراتشي الذي ادى الى اصابة 47 شخصا بجروح فيما تجري الحكومة الباكستانية مفاوضات مع حركة طالبان لانهاء تمرد مستمر منذ سبع سنوات.

وقال منير شيخ المسؤول الكبير في الشرطة للصحافيين ان انتحاريا نفذ الهجوم واضاف "يبدو انها كانت سيارة مفخخة يقودها انتحاري صدمت حافلة الشرطة. وقد قتل 11 شرطيا حتى الان".

من جهته قال فاروق اوان الذي يرئس وحدة التحقيقات الخاصة في الشرطة ان الحافلة كانت غادرت مركز تدريب حين صدمتها السيارة.

واكد الطبيب سامي جمالي في مستشفى كراتشي تلقي 11 جثة واصابة 47 عنصرا من الشرطة، 10 منهم في حالة حرجة. وقالت الشرطة ان الانفجار وقع في شرق كراتشي قرب طريق سريع. وقال المسؤول الكبير في الشرطة محمد اقبال ان "سيارة مفخخة صدمت حافلة كانت تقل ما بين 50 و 55 شرطيا متوجهين الى عملهم من مركز تدريب".

ولم تتبن اي جهة في الحال مسؤولية الهجوم، لكنه الهجوم الحادي عشر منذ ان اعلن رئيس الوزراء الباكستاني بشكل مفاجئ انه يريد اعطاء محادثات السلام مع حركة طالبان "فرصة جديدة". واكد مسؤولون محليون ان التفجير لن يثنيهم عن ملاحقة المجرمين والارهابيين. وقال شارجيل مأمون وزير الاعلام في اقليم السند الذي يشمل كراتشي، "نحن نحقق بهذا الهجوم من كل الجوانب، لكن قواتنا ستعمل بشكل مكثف اكثر ولن يحبط هذا الهجوم معنوياتها". ومنذ هذه الدعوة الى محادثات سلام ، قتل 60 شخصا في اعتداءات في باكستان.

من جهة اخرى اقتحم مسلحون منزلا لناشطين مناهضين لطالبان وقتلوا تسعة رجال في بيشاور شمال غرب البلاد.وادى هجوم اخر بالقنابل على دار سينما تعرض افلاما اباحية في بيشاور الى مقتل 13 شخصا. ونفت القيادة المركزية لحركة طالبان الباكستانية، التحالف الذي يضم مجموعات اسلامية مسلحة وتاسس في 2007، اي ضلوع لها في اعمال العنف هذه التي يمكن ان تحمل بصمات فصائل منشقة عن المتمردين المعارضين لاي تقارب مع حكومة اسلام اباد.

وقبل دعوة رئيس الوزراء نواز شريف للسلام، تبنت طالبان اعتداء ضد شودري اسلام مسؤول الشرطة الكبير في كراتشي لانه ادار عمليات ضد طالبان وضد عصابات محلية كبرى. وتشهد باكستان منذ سنوات موجة عنف حصدت في شهر كانون الثاني/يناير لوحده 114 قتيلا.

الى جانب ذلك اكد مسؤولون ان 7 اشخاص على الاقل قتلوا في انفجار قنبلة استهدف حافلة صغيرة للشرطة كانت في طريقها لحماية فرق التلقيح ضد شلل الاطفال في منطقة شمال غرب باكستان المضطربة. واثرت هجمات المسلحين والتهديدات باعمال عنف سلبا بدرجة كبيرة على جهود القضاء على شلل الاطفال في باكستان، احدى ثلاث دول فقط لا يزال هذا المرض متوطنا فيها.

والانفجار الذي وقع في سير ديري على بعد نحو 30 كلم شمال بيشاور، كبرى مدن شمال الغرب الباكستاني، يأتي غداة مقتل ثلاثة من العاملين في حملات التلقيح ضد شلل الاطفال بيد مسلحين في كراتشي. وقالت الشرطة ان ما يصل الى 5 كيلوغرامات من المتفجرات استخدمت في العبوة التي تم تفجيرها عن بعد.

وقال المسؤول الكبير في الشرطة شفيع الله "قتل سبعة اشخاص هم ستة من رجال الشرطة وطفل في انفجار قنبلة في سير ديري". وقال مسؤول كبير آخر في الشرطة هو سيد خان ان الحافلة كانت تقل عناصر الى مركز صحي ينطلقون منه لمواكبة فرق التلقيح ضد شلل الاطفال. وقال "سنستمر في توفير الامن لعاملي التلقيح ضد شلل الاطفال حسب برنامج حكومة الولاية". واكد مسؤول في حكومة الولاية ان فريق الشرطة كان في طريقه لتقديم المواكبة الامنية لفرق التلقيح عندما تعرض للهجوم. بحسب فرانس برس.

وتعتبر المجموعات المسلحة حملات التلقيح غطاء لعمليات تجسس وتسري شائعات منذ مدة بان قطرات اللقاح تسبب العقم. وبحسب منظمة الصحة العالمية سجلت باكستان العام الماضي 91 حالة اصابة بشلل الاطفال، بزيادة عن عام 2012 حيث تم تسجيل 58 حالة. وحذرت منظمة الصحة العالمية من ان بيشاور "اكبر خزان" في العالم لشلل الاطفال. وجهود باكستان للقضاء على شلل الاطفال تبدو في تناقض صارخ مع جارتها ومنافستها الهند التي احتفلت بمرور ثلاث سنوات منذ تسجيلها آخر حالة اصابة بهذا المرض.

من جانب اخر قالت الشرطة الباكستانية إن مسلحين قتلوا بالرصاص ستة من حراس راكب دراجة اسباني في منطقة مضطربة ونائية بغرب البلاد. وأضافت أن راكب الدراجة الذي أصيب بجروح طفيفة كان قد عبر من ايران إلى إقليم بلوخستان في غرب باكستان. وأصيب ستة من حراسه. وذكرت الشرطة أنها لا تعلم السبب الذي دفعه لركوب الدراجة في مثل هذه المنطقة الخطرة. وكانت قوات الامن الباكستانية قد كلفت 12 حارسا بحمايته لان المنطقة تعاني من عمليات خطف وعنف طالبان وحركة تمرد انفصالية واعمال قتل طائفية وفرق اغتيال وتهريب مخدرات.

وخطفت امرأتان من جمهورية التشيك استقلتا حافلة في نفس الطريق في مارس اذار الماضي ولم يفرج عنهما حتى الان. وتعرض راكب الدراجة الاسباني وحراسه للهجوم في منطقة ماستونج. وقال شفقة انور شاواني مساعد مفوض الشرطة في ماستونج "قتل ستة رجال امن تابعين لنا وهم يحاولون انقاذ راكب الدراجة الاسباني الذي اصيب بجروح طفيفة." وأضاف أن أحد المهاجمين قتل.

في السياق ذاته قالت مصادر عسكرية وسكان إن طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر باكستانية قصفت ما يشتبه أنها مخابئ لحركة طالبان في منطقة قبلية على الحدود مع أفغانستان وهو ما أدى إلى مقتل 40 شخصا على الأقل بعد موجة هجمات للمتشددين على قوات الأمن. وهذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها السلاح الجوي إلى الضربات الجوية في منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة منذ أن توصلت باكستان لاتفاق لوقف اطلاق النار مع قادة حركة طالبان المحلية عام 2007. وشن سلاح الجو ضربات جوية أيضا في منطقة كرم القبلية القريبة.

وقال حاجي جمال الدين أحد السكان "هل تسمعون صوت الطائرات؟. انها فوق رؤوسنا. كل من في القرية يجرون بأطفالهم والنساء بحثا عن مكان آمن يختبئون فيه." وثارت تكهنات بأن هناك عملية عسكرية وشيكة بعد أن ألغى رئيس الوزراء نواز شريف رحلته إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري في أعقاب هجوم لطالبان على قافلة عسكرية قتل فيه 20 جنديا. ويتعرض شريف لضغط من الولايات المتحدة وقيادات بالجيش الباكستاني لاتخاذ إجراء عسكري أكثر صرامة ضد متشددي طالبان.

وقال شهيد الله شهيد المتحدث باسم حركة طالبان "ندين بشدة هذا التصرف الجبان الذي نفذه (الجيش الباكستاني) تحت جنح الظلام مستهدفا الناس وهم نائمون. "إذا استهدفتم الأبرياء في منازلهم سنستهدفكم في منازلكم في اسلام اباد أيضا." وقال مسؤولون عسكريون إن المقاتلات لم تستهدف سوى مواقع المتشددين في وزيرستان الشمالية إلا أن السكان قالوا إن هناك عددا من الضحايا المدنيين. بحسب رويترز.

وأصر شريف الذي جاء إلى السلطة العام الماضي على أن التحرك العسكري هو الملاذ الأخير ووعد بالسعي لحل من خلال المفاوضات لكن الهجوم الذي استهدف الجيش كان القشة التي قصمت ظهر البعير. ولا يوجد تقدير رسمي للقتلى والجرحى المدنيين وأعطى السكان أرقاما متباينة. وتقدر مصادر عسكرية في مقر قيادة الجيش في روالبندي عدد القتلى بنحو 40 شخصا جميعهم من المتشددين. وقال شيوخ قبائل إن ما بين 15 و24 شخصا قتلوا. وقال مصدر من طالبان إن عدد القتلى 27.

الى جانب ذلك أوضحت دراسة سنوية أعدتها منظمة مقرها بريطانيا لعدد القتلى المدنيين منذ بدء برنامج استخدام طائرات بلا طيار في شن هجمات في عام 2004 ان هجمات الطائرات الامريكية بلا طيار التي تنفذها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.ايه) ضد متشددين في باكستان لم تقتل أكثر من أربعة مدنيين في العام الماضي. والدراسة التي أعدها مكتب الصحافة الاستقصائية أظهرت ان عدد الضحايا المدنيين يتراوح بين الصفر وأربعة. ويمكن ان تعضد هذه النتائج موقف اولئك الذين يؤيدون استخدام الطائرت بلا طيار في اي مناقشة بشأن مدى فاعلية ودقة الضربات مقارنة بالعمليات العسكرية التقليدية.

ولا تنشر الولايات المتحدة معلومات بشأن الهجمات المنفردة. والمعلومات التي نشرتها حكومة باكستان غير مكتملة. ورصد المكتب 27 هجوما مشتبها به مستعينا بتقارير اخبارية وتحريات ميدانية وأبحاث أجرتها منظمة العفو الدولية. وقال المكتب ان الطائرات بلا طيار التي استخدمت بصفة اساسية في مناطق شمالية غربية نائية قتلت عددا اجماليا تراوح بين 112 و193 في عام 2013 . ويختلف عدد القتلى لان المصادر المختلفة تقدم روايات متضاربة.

وقالت اليس روس التي ترأس وحدة ابحاث هجمات الطائرات بلا طيار بالمكتب ان التدقيق المتزايد والضغط السياسي والانخفاض الحاد في عدد الضربات ربما ساعد في انخفاض عدد الضحايا المدنيين. وقالت "نقص الشفافية التي تحيط بحملة الطائرات بلا طيار تعني انه من الصعب تماما الافصاح عن سبب انخفاض اصابات المدنيين."

وفي عام 2012 رصد المكتب 47 هجوما وتراوحت الخسائر في صفوف المدنيين بين 13 و63 . وقالت روس ان الانخفاض يشير الى ان اصابات المدنيين السابقة كانت حقيقية. ووثقت منظمة العفو الدولية هجمات قتلت جدة ومجموعة من العمال في 2012 . وقالت "لو كانت اصابات المدنيين ملفقة فانك كنت ستتوقع ان تستمر." واضافت انه ربما تظهر تقارير اخرى عن خسائر المدنيين. بحسب رويترز.

ويقول المكتب ان بين 61 و99 شخصا قتلوا في 16 هجوما مؤكدا بطائرات بلا طيار في اليمن العام الماضي وان بين 11 و29 ربما كانوا من المدنيين. وهناك 16 هجوما آخر يشتبه انها تمت باستخدام طائرات بلا طيار. وفي أفغانستان يحقق حلف شمال الاطلسي في هجوم بطائرة بلا طيار في سبتمبر ايلول. ويقول مسؤولون أفغان ان الهجوم قتل ثمانية من النساء والأطفال.

لا سلام في باكستان

على صعيد متصل حذر مفاوضون من حركة طالبان من ان التوقيع على اتفاق يضمن بقاء الجنود الاميركيين في افغانستان بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي في 2014، قد يضر بعملية السلام بين المقاتلين الاسلاميين والحكومة الباكستانية المجاورة. وقال الملا سامي الحق كبير مفاوضي طالبان الباكستانيين والذي يعتبر "مؤسس" حركة طالبان في المنطقة،"اذا بقي الاميركيون في افغانستان فلن يكون السلام ممكنا في المنطقة وسيستمر الوضع على حاله، اي غير مستقر". ويرفض الرئيس الافغاني حميد كرزاي التوقيع على الاتفاقية الامنية الثنائية مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ابريل التي ستؤدي الى اختيار خلف له، الامر الذي يثير غضب واشنطن.

من جانبه، قال الملا عبد العزيز العضو ايضا في وفد حركة طالبان الباكستانية المفاوض الذي يضم ثلاثة اشخاص، انه اذا بقيت الولايات المتحدة، فان "الحرب ستستمر وكذلك الصدام بين الولايات المتحدة والمسلمين"، مؤكدا ان "السلام في افغانستان يقتضي السلام في باكستان والعكس صحيح". وفي باكستان ما زال المراقبون يشككون في سلام حقيقي ودائم بين المقاتلين الاسلاميين الذين يطالبون بتطبيق الشريعة الاسلامية في كافة انحاء البلاد وبين حكومة اسلام اباد.

ولم يضع المقاتلون هذه المرة شروطا مسبقة للحوار مع السلطات، لكن يبدو انهم لن يتنازلوا عن فرض الشريعة. وقال الملا عبد العزيز "من دون الشريعة ليس هناك ولو واحد في المئة من الحظوظ لكي توافق طالبان على اتفاق". وفي باكستان، البلد الاسلامي الذي يعد 180 مليون نسمة، توكل الى المحكمة الاسلامية الفدرالية مهمة ضمان مطابقة قوانين البلاد مع القرآن والحديث.

وعندما ينتهك قانون ما مبادئ الاسلام وفق القضاة، تطلب المحكمة من النواب تعديل القانون. لكن الملا قال ان "تلك المحاكم ضعيفة جدا" ولا تطبق فعلا شريعة الله. وقد فشلت اخر محاولة للتفاوض بين حركة طالبان الباكستانية واسلام اباد في تشرين الثاني/نوفمبر بعد اغتيال زعيم طالبان حكيم الله محسود في غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار على احد معاقل طالبان في المناطق القبلية شمال غرب البلاد. ورغم انها لم تضع حدا لهذه الغارات، لكن الولايات المتحدة خفضت خلال الاشهر الاخيرة من عدد هذه الهجمات. بحسب فرانس برس.

ولم تشن واشنطن اي هجوم بطائرة من دون طيار على المناطق القبلية لمدة شهر، وذلك لاول مرة منذ اكثر من سنتين، وفق مكتب التحقيقات الصحافي (وهي هيئة ابحاث بريطانية مستقلة)، الامر الذي قد يعزز الحوار بين المقاتلين والحكومة الباكستانية. الا ان مصادر اميركية تحذر من ان ضبط النفس هذا لا ينطبق عندما يعتبر الهدف خطرا مباشرا على الولايات المتحدة كما كانت عليه الحال بالنسبة لحكيم الله محسود.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/شباط/2014 - 18/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م