إصدارات جديدة: مساءلة الذات والآخر وإدانة التاريخ

 

 

 

الكتاب: جيل السبعينيات في الرواية المصرية

الكاتب: يسري عبد الله

الناشر: دار (أوراق للنشر والتوزيع) في القاهرة

عدد الصفحات: 252 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

 

 

 

شبكة النبأ: في رأي ناقد مصري أن الروائييين المصريين الذين تشكل وعيهم السياسي والجمالي بين حرب 1967 ومعاهدة السلام مع إسرائيل 1979 كتبوا روايات قلقة لا تطمئن القارئ بالإجابة عما يشغله بل تدعوه إلى مساءلة الذات والآخر وإدانة المسكوت عنه في التاريخ مثل ثورات المصريين في ظل الخلافة العباسية.

ويقول يسري عبد الله أستاذ الأدب والنقد الحديث بكلية الآداب بجامعة حلوان في القاهرة في كتابه (جيل السبعينيات في الرواية المصرية) إن القواسم المشتركة بين روائيي هذا الجيل هي طبيعة الرؤية للعالم والتي تنهض على إدانة الواقع وكشف زيفه ومحاكمته وإعادة تشكيل مفرداته، ويضيف أن السياق السياسي والثقافي المعقد وضع هذا الجيل بين ما يمكن اعتباره قوسين هما "هزيمة يونيو 1967" وما تلاها من سخط يطالب بتغييرات سياسية ثم انتفاضة الشعب في يناير كانون الثاني 1977 اعتراضا على رفع أسعار بعض السلع الأساسية وما أعقبها من مسافة تتسع ين الشعب وصانع القرار وصولا إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

ويطبق عبد الله هذه المقولات على روايات كتاب منهم إبراهيم عبد المجيد وسلوى بكر وفتحي إمبابي ومحمود الورداني ومحمد المنسي قنديل وهالة البدري. ويرى أن أعمالهم تسائل الواقع المعيش وترفض الامتثال له بعد "الإحساس العام بالخديعة من جراء إجهاض الحلم الناصري" على يد الرئيس السابق أنور السادات إضافة إلى ما تركته هجرة المصريين من آثار نفسية، إلا أنه رغم إيضاحه في مقدمة االكتاب أن "الجيل مفهوم كيفي ينبئ عن انعطافة ثقافية تاريخية" لم يدرج كاتبا بارزا مثل محمد ناجي الذي لا يشبه غيره في كثير من أعماله.

والكتاب الذي يحمل عنوانا فرعيا هو (إشكاليات الواقع وجماليات السرد) يقع في 252 صفحة متوسطة القطع وصدر في القاهرة عن دار (أوراق للنشر والتوزيع) وصمم غلافه عبد العزيز السماحي.

ويقول عبد الله إن رواية (بيت النار) لمحمود الورداني من أبرز الأعمال التي رصدت التحولات السياسية والاجتماعية في مصر حيث تستعرض ذلك من خلال عين صبي يتحمل مسؤولية أسرته منذ الصغر بالعمل في عدة مهن ومنها صبي يبيع الثلج ومساعد كواء وعامل في مطبعة ثم في محل بوسط القاهرة لينتهي به الأمر في المعتقل.

ويضيف أن الورداني نجح في "أنسنة الأشياء... أنسنة الأيديولوجي وصبغه بماء الحياة موظفا السخرية بوصفها أداة لإنتاج المعنى وتوليده مدركا جدل العلاقة ما بين السياسي والفني"، أما رصد علاقة الأنا بالآخر فذهب كتاب هذا الجيل إلى أبعد من اهتمام الجيل السابق بثنائية الأنا-الآخر التي كانت عالجها كتاب عرب منهم المصريان يحيى حقي في (قنديل أم هاشم) وبهاء طاهر في (الحب في المنفى) و(بالأمس حلمت بك) واللبناني سهيل إدريس في (الحي اللاتيني) والسوداني الطيب صالح في (موسم الهجرة إلى الشمال).

ويقول المؤلف إن الآخر في رواية (بيع نفس بشرية) للمنسي قنديل لم يعد الأوروبي بل "الآخر النفطي" الذي تواجهه ذات مأزومة تتمثل في مدرس مصري مغترب في الخليج وبنت آسيوية تقع ضحية لسادية أحد رجال المال ومواطن يمثل "جوهر المجتمع الخليجي... يرى نفسه واقفا في ضفة مغايرة عن الأثرياء من أمراء وشيوخ المكان" ويعاني أيضا من آثار سطوة النفط.

ويرى أن رواية (البشموري) لسلوى بكر تكشف "المسكوت عنه في التاريخ المصري" عبر رصد جانب من أحوال المواطنين في القرن التاسع الميلادي تحت حكم الخليفة المأمون ابن هارون الرشيد الذي قمع ثورة الفلاحين من مسلمين ومسيحيين في شمال البلاد، ويقول إن الرواية التي تنعش الذاكرة بما جرى للمصريين بعد ثورتهم على استبداد الولاة وفرض ضرائب لا تحتمل هي "إعادة الاعتبار إلى الذاكرة التاريخية غير الرسمية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/شباط/2014 - 11/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م