جون كيري.. هنري كيسينجر أم جيمس بيكر؟

وجه براغماتي ناعم وشوكة دبلوماسية في حلق اليمني الإسرائيلي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: كيري السيناتور والمرشح السابق للرئاسة الامريكية، ووزير الخارجية الحالي في إدارة الرئيس أوباما، يحاول وضع أصابعه على الجروح المزمنة والقضايا الكبيرة في الشرق الأوسط والعالم، مما سبب اعجاب لبعض المتابعين والسخط للقسم الاخر.

تقف الكثير من الأسباب الكامنة لدفع الإدارة الحالية للبيت الأبيض في انتهاج خط دبلوماسي يؤخر الخط العسكري خطوة الى الوراء، على الأقل، منها ما قدمته الإدارة الامريكية نفسها منذ البداية من اعتراضات ورفض للطريقة التي تعامل بها بوش الابن للكثير من القضايا الخلافية وخصوصاً في الشرق الأوسط، والتي تسببت في المزيد من الحروب والصراعات والعداء للولايات المتحدة الامريكية، فضلاً عن تنامي الرفض الشعبي لهذه السياسيات الخارجية التي جعلت الدبلوماسية والتفاوض من اجل حل النزاعات لا قيمة لها.

ويبدو ان الخطوات الأولى لدبلوماسية كيري في الازمة النووية الإيرانية والتمهل في استخدام الحل العسكر ضد سوريا والإصرار على تقديم التنازلات المتبادلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين لحلحلة الجمود المزمن في خارطة الطريق المستقبلية وغيرها، قد برز دور الدبلوماسية في إمكانية تعديل بعض المسارات السياسية الغير متوازنة، كما يرى الكثير من المختصين، كما يوكد اخرون ان كيري يمكن ان يترك علامة فارقة في مستقبل السياسية الخارجية الأمريكية مستقبلاً.

فهل يكون جون كيري هنري كيسينجر او جيمس بيكر جديدا؟. فقد لمع اسم هذين المسؤولين في مجال الدبلوماسية الاميركية حتى ان انجازاتهما ترسخت في سجلات احداث القرن العشرين، ويقول البعض اليوم ان كيري قد يكون على الطريق الصحيح ليكسب مكانة في نادي وزراء الخارجية العظماء في الذكرى الاولى من توليه مهامه.

فمن إيران الى سوريا الى عملية السلام في الشرق الاوسط، خاض السناتور السابق أصعب المعارك لتسوية مسائل دولية شائكة تجنبتها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، ولدى تنصيبه وزيرا للخارجية في الاول من شباط/فبراير 2013، كان وصول كيري الى الخارجية الاميركية كالعودة الى الجذور لابن دبلوماسي اميركي أعلن ان "تولي الخارجية وراثي" خصوصا وانه كان يحمل جواز سفر دبلوماسيا عندما كان في ال11 من العمر، وتصادف هذه الذكرى مع وجود كيري في الخارج، وهذه المرة في المانيا.

ومنذ توليه هذا المنصب قطع كيري 320961 ميلا (516500 كلم) في زياراته ل39 بلدا وسافر خلال 149 يوما، وصرح مسؤول في الخارجية الاميركية "يشعر الوزير كيري بفخر كبير لقيامه بهذه المهمة لهذا الرئيس في عالم في غاية التعقيد"، لكن كيري البالغ اليوم السبعين من العمر، يقول انه ليس مستعدا للتباهي بإنجازاته، واضاف المسؤول المقرب من كيري ان الاخير "أصدر مرسوما في الوزارة يمنع هدر الوقت بالتباهي بالإنجازات او القبول بالفشل".

ورغم الصعوبات، يبدو ان كيري يحظى باحترام لإصراره على جمع الخصوم الى طاولة واحدة، وقال دبلوماسي غربي طلب عدم كشف اسمه "نقدر بإيجابية كبيرة جهود جون كيري"، واضاف "في كل الازمات الحالية يمثل التدخل الاميركي الاكثر ايجابية في كل ما للكلمة من معنى"، واشاد الدبلوماسي ب"شجاعة وجرأة" كيري في كافة الملفات التي يعالجها حاليا مضيفا انه "دون كيري لما كانت استؤنفت عملية السلام" في الشرق الاوسط.

لكن اشد الانتقادات لكيري جاءت من مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين استاءوا لحثه لهم على تقديم تنازلات مؤلمة للتوصل الى اتفاق سلام، ووصفت مساعي كيري بانها ساذجة وتبشيرية وملحة، حتى ان اعز اصدقائه السناتور الجمهوري جون ماكين هاجم وانتقد كيري حول سياسة الادارة الاميركية الحذرة في الملف السوري. بحسب فرانس برس.

واقر المقربون من كيري بان هذه الهجمات اثرت فيه ورد بانه من الاسهل الانتقاد عندما تكون خارج اللعبة، وقال ارون ديفيد ميلر الذي عمل مع ستة وزراء خارجية ان "كيري يؤمن بالدبلوماسية ويجب ان نثني عليه لأنه وضع نفسه مباشرة وسط العاصفة"، واضاف انه خلافا لولايته الاولى فان الرئيس باراك اوباما "المهتم أكثر بالطبقة الوسطى منه بالشرق الاوسط" لا يتدخل كثيرا في السياسة الخارجية.

ورغم ان الاتفاق مع روسيا في ايلول/سبتمبر حول الاسلحة الكيميائية في سوريا والاتفاق المرحلي مع إيران في تشرين الثاني/نوفمبر بشأن برنامجها النووي من الانجازات المهمة، لكنهما يبقيان ناقصين، وقال ميلر "لا يزال يتعين التوصل الى نتيجة نهائية، يمكن لكل هذه الامور ان تفشل ليس بسبب جهوده بل بسبب طبيعة المشكلة"، وتابع ليكسب كيري موقعا بين اهم وزراء خارجية اميركا "عليه ان يحقق انجازا فريدا ولم يصل بعد الى ذلك".

وتفاوض كيسينجر بشأن ثلاثة اتفاقات ابرمت بين اسرائيل ومصر وسوريا مطلع السبعينات وساهم في توقيع اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر في 1979 وسياسة الانفتاح على الصين، واضطلع بيكر بدور محوري في توحيد المانيا وعملية السلام في مدريد، وقال الباحث حسين ابيش "اعتقد ان القرار لم يتخذ بعد بشأن معظم القضايا الاساسية"، واضاف كان كيري "نشيطا جدا ورفع تحديات صعبة جدا بحماسة شخصية لم تكن متوقعة".

وكما كلينتون يعمل كيري بوتيرة سريعة حتى ان موظفين في نصف سنه يجدون صعوبة في اللحاق به، وفي كل رحلة يقوم بها يصطحب كيري الغيتار للترفيه عن نفسه بعد كل جولة مفاوضات مرهقة، وأبهر كيري المحللين لجهوده الحثيثة المتواصلة رغم احتمالات الفشل الكبيرة، وقال الدبلوماسي الغربي ان "عمل كيري مع مجموعة صغيرة من المعاونين مسألة قد تتحول الى مشكلة داخلية"، واضاف "لقد نشط بمفرده لأشهر حول عملية السلام" في الشرق الاوسط.

كيري واليمين الاسرائيلي

من جانب اخر هاجم مسؤولون اسرائيليون كبار وزير الخارجية الاميركي جون كيري مرة جديدة واتهموه باستغلال التهديدات بالمقاطعة الدولية لإسرائيل من اجل انتزاع تنازلات اسرائيلية في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.

وسيقدم كيري في الاسابيع المقبلة مقترحاته للسلام، والتي تثير قلق اليمين في اسرائيل، الامر الذي يفسر بحسب المعلقين سلسلة الهجمات والانتقادات.

وقال وزير الجبهة الداخلية جلعاد اردان والمقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "من المؤسف ان الادارة الاميركية لا تفهم الحقيقة في الشرق الاوسط وتمارس ضغوطات على الجانب الخطأ في الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني"، واكد اردان في حديث للإذاعة العامة "اود ان يشرح جون كيري لمحمود عباس ما الذي سيحدث في حال واصل رفضه صنع السلام".

ومن جهته، اتهم وزير الاسكان اوري اريئيل من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف المؤيد للاستيطان جون كيري بانه ليس "وسيطا نزيها بحديثه عن تهديد المقاطعة"، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وشن اعضاء في الحكومة الاسرائيلية مؤخرا هجمات، بعضها بشكل شخصي ضد جون كيري الذي تحدث في مؤتمر أمنى في ميونيخ عن مخاطر مقاطعة دولية لإسرائيل في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام.

وتأتي تصريحات كيري مع اكتساب حركة المقاطعة الدولية لبضائع المستوطنات المزيد من الزخم على الساحة الدولية، واعلنت الممثلة الاميركية سكارليت جوهانسون التخلي عن دورها كسفيرة لمنظمة اوكسفام البريطانية والذي اعتبر انه لا يتفق مع ترويجها لشركة صودا ستريم الاسرائيلية التي تملك مصنعا في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب كيري، فانه "توجد حملة متزايدة على إسرائيل، والناس متحسسون من ذلك للغاية، هنالك أحاديث عن المقاطعة وامور اخرى"، وحذر كيري من انه لا يمكن الابقاء على الوضع الراهن قائلا "انه ليس مستداما وهو وهمي"، واثارت هذه التصريحات غضب اليمين الاسرائيلي إذ رأى وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز وهو مقرب من نتانياهو، ان تصريحات كيري "مهينة وغير عادلة ولا يمكن احتمالها".

واكد نتانياهو منتقدا تصريحات كيري في افتتاح الجلسة الاسبوعية لحكومته "المحاولات لفرض مقاطعات على دولة اسرائيل ليست اخلاقية وليست مبررة واضافة الى ذلك فإنها لن تحقق اهدافها"، وفي منتصف كانون الثاني/يناير، هاجم وزير الدفاع موشي يعالون وزير الخارجية الاميركي جون كيري متهما اياه ب"انه يتصرف انطلاقا من هوس في غير محله وحماسة تبشيرية"، مؤكدا في الوقت نفسه انه "لا يستطيع ان يعلمني اي شيء عن النزاع مع الفلسطينيين". بحسب فرانس برس.

وقد اثارت هذه التصريحات توترا كبيرا مع الولايات المتحدة الى حد ان يعالون قدم اعتذاره للوزير كيري من دون العودة مع ذلك عن مضمون تصريحاته، ولم يتمكن كيري الذي نجح في اعادة إطلاق المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في تموز/يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ اذار/مارس 2013 من اقناع الجانبين بقبول خطته للسلام.

وردت الخارجية الاميركية على الانتقادات الاسرائيلية، واعلنت المتحدثة باسم الخارجية جين بساكي ان كيري واثناء كلمته في ميونيخ "اشار فقط الى المقاطعة على انها احد الافعال التي يمكن ان يتخذها اخرون، ولكنه يعترض عليها".

ومن جهته، دعا وزير المالية الاسرائيلي يائير لابيد زعيم حزب هناك مستقبل الوسطي الى "تخفيض اللهجة تجاه الولايات المتحدة"، واكد لابيد انه "خلال تحذيره من تهديدات المقاطعة التي تتضاعف فان جون كيري لم يقم سوى باستحضار الحقيقة بينما تحارب وزارته هذه التهديدات"، واعتبر لابيد بان هذا النوع من الهجوم الشخصي على كيري سيجعل " من الاسهل اتهام اسرائيل في حال فشل المفاوضات"، وعلى الجانب الفلسطيني، فان الضغط على الدولة العبرية اخذ في الازدياد.

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الاميركية استعداده لقبول انسحاب اسرائيلي خلال فترة خمس سنوات مع نشر قوات لحلف شمال الاطلسي في الدولة الفلسطينية المستقبلية.

الدبلوماسية والقوة العسكرية

من جانبه أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتزم التحول في سياستها الخارجية من التركيز على القوة العسكرية إلى الدبلوماسية، وقال هاجل الذي كان يتحدث في مؤتمر ميونيخ للأمن إنه ووزير الخارجية جون كيري "عملا معا على إعادة التوازن إلى العلاقة بين الدفاع والدبلوماسية الأمريكيين".

وشدد هاجل في تصريحات معدة سلفا على أن الولايات المتحدة "تخرج من حرب استمرت 13 عاما" بينما تضع الحرب في أفغانستان أوزارها وتسعى واشنطن إلى تفادي الدخول في صراعات عسكرية أخرى في الخارج.

وتعكس تصريحات هاجل ما ذكره أوباما في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد الذي ألقاه مؤخراً وقال فيه إنه لم يعد في استطاعة الولايات المتحدة أن تعتمد على القوة العسكرية وحدها ووعد بألا ترسل واشنطن الجنود الأمريكيين للقتال في الخارج إلا عندما تكون هناك "ضرورة حقيقية" لذلك.

وأبدت الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية حماسا تجاه إنهاء الحرب في أفغانستان وفي العراق حيث اضطلع الجيش بأنشطة تؤديها هيئات مدنية عادة مثل مساعدات التنمية، وحرص المسؤولون الأمريكيون أيضا على تفادي التورط مباشرة في أي تحرك عسكري جديد في أماكن مثل سوريا وليبيا، وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه "على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك كان الطابع العسكري يطغى بقوة على السياسة الخارجية"، وأضاف "حان الوقت لأن نضطلع بدور داعم عندما يتعلق الأمر بتنفيذ السياسة الخارجية الأمريكية"، وتابع قائلا "السياسة الخارجية للدولة يجب أن تقودها وزارة الخارجية بدعم كامل من وزارة الدفاع."

وتضطلع وزارة الخارجية الأمريكية بدور قيادي في عدد من قضايا السياسية الخارجية الرئيسية ذات الأولوية للبيت الأبيض بما في ذلك جهود الوساطة للتوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين ووقف برنامج إيران النووي، لكن تصريحات وزير الدفاع الأمريكي تظل لافتة للنظر، فالإنفاق على الدبلوماسية والمساعدات الخارجية تقل كثيرا عن الميزانية العسكرية الأمريكية حتى بعد التخفيضات التي فرضتها الأزمات المتكررة للميزانية الأمريكية.

لكن الجيش الأمريكي يعاني من ضغوط بسبب الحروب الطويلة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001، وسحبت واشنطن كل قواتها من العراق نهاية عام 2011، وتسعى أيضا إلى إنجاز اتفاق أمني مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يسمح للولايات المتحدة بالإبقاء على قوة صغيرة في أفغانستان بعد عام 2014.

مواجهة الازمات

بدورهم دعا الاوروبيون والولايات المتحدة الى تعزيز التعاون عبر الاطلسي الذي يعتبر حتميا لمواجهة كثافة الازمات من اوكرانيا الى سوريا، والتي "لا يمكن لاي بلد ان يجد لها حلولا بمفرده".

وفي الوقت الذي يحمل فيه المحور الاستراتيجي الذي تعتمده واشنطن حيال اسيا، على الخشية من التخلي عن اوروبا، وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره وزير الدفاع تشاك هيغل الى مؤتمر ميونيخ حول الامن وهما يحملان رسالة مفادها ان ازدهار وامن الغرب "جزء واحد لا يتجزأ".

وفي حين تتراجع موازنات الدفاع من على جانبي الاطلسي، يشكل تحديث الجهاز العسكري في الصين وروسيا تهديدا "لتقدمنا التكنولوجي وشراكاتنا الدفاعية في العالم"، بحسب وزير الدفاع الاميركي.

وامام تنامي عدد بؤر الازمات، لاحظ وزير الخارجية الاميركي ان "اميركا بحاجة الى اوروبا قوية واوروبا بحاجة الى اميركا ملتزمة"، مشيرا الى الحاجة الى "نهضة عبر الاطلسي"، واوضح جون كيري ان "ذلك يعني ان انكفاء على الذات ليس خيارا لأي منا، عندما نشير جميعا الى الطريق، فان اخرين سينضمون الينا، لكن إذا لم نفعل ذلك، فانه يتعين ان نلاحظ ان القلائل هم الذين على استعداد للقيام به".

ولهذا التعاون بين الاوروبيين والاميركيين أثر فعال وهو يؤتي ثماره سواء في تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية او في إطلاق مفاوضات مع إيران لتجميد برنامجها النووي المثير للجدل، كما يقول طرفا الاطلسي.

وبالتالي فقد امتنع المسؤولون الاميركيون في ميونيخ عن تكرار الانتقادات الحادة احيانا، حيال عجز الاوروبيين عن تعزيز قدراتهم الدفاعية وخصوصا داخل الحلف الاطلسي منذ بداية الازمة الاقتصادية، وللمرة الاولى منذ خمسة اعوام، تم تخصيص قسم من قمة اوروبية في كانون الاول/ديسمبر لبحث الشؤون الدفاعية.

وأعلن رئيس المجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي "نفضل بكل وضوح الحلول الدبلوماسية، لكن دولنا على استعداد لاستخدام القوة العسكرية عند الضرورة، وفي مجال الدفاع، نعرف انه يتعين علينا القيام بالمزيد مع قدرات اقل"، واورد مثالا على ذلك فرنسا التي أطلقت في العام 2013، وعلى الرغم من صعوباتها المالية، عمليتين في افريقيا، احداهما في مالي والاخرى في افريقيا الوسطى.

وهما عمليتان تحظيان على المستوى اللوجستي خصوصا بدعم واشنطن التي يعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان دورها في افريقيا "لا بد منه"، ويشارك الاتحاد الاوروبي بخجل في العمليتين عبر المشاركة في تدريب قوات مالية وعزمه ارسال 500 عسكري الى افريقيا الوسطى، والمانيا التي تعرضت للانتقاد منذ سنوات لتحفظها حيال الالتزام، يبدو انها تغير موقفها أيضا، فقد لفت رئيسها جواكيم غوك الانظار في ميونيخ عندما دعا بلاده الى الانخراط "بسرعة أكبر وبتصميم أكبر وبصورة أكبر" على المسرح الجيوسياسي.

وبعد قرابة سبعين عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية، دعا الرئيس الالماني الالمان الى عدم الخوف بعد الان من صورة بلادهم "التي عرفت كيف تصبح أفضل"، وتسعى فرنسا الى تشجيع هذا التطور، فقد دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اخيرا الى "ثنائي فرنسي-الماني يمكنه التحرك من اجل اوروبا الدفاعية"، وكذلك فعلت الولايات المتحدة لان تشاك هيغل رحب "برغبة المانيا في المساهمة بالمهمات الدولية في افريقيا".

من جهتها، اكدت وزيرة الدفاع الالمانية الجديدة اورسولا فون در ليان ان المانيا والدول الاوروبية "على استعداد للاضطلاع بحصتها من عبء" الامن عبر ضفتي الأطلسي، لكن في الوقائع، فان "الفجوة بين الولايات المتحدة واوروبا لا تزال تتسع من حيث القدرات العسكرية"، كما لاحظ فرانك ماترن الخبير المشارك في مؤتمر ميونيخ، واضاف "والوضع يتفاقم" لان الاوروبيين لم يعودوا يخصصون أكثر من 1,2 بالمئة من موازناتهم الدفاعية للأبحاث والتطوير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/شباط/2014 - 8/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م