شبكة النبأ: مع ازدياد اعداد الفقراء
في العديد من دول العالم، ارتفع عدد الاغنياء وأصحاب المليارات، التي
ازدادت ارصدتهم ووصلت الى مستويات كبيرة تفوق ميزانيات الكثير من
الدول، وهو ما خلق فجوة طبقية كبرى بين شرائح المجتمعات كافة، وثروات
أكثر الناس ثراء كفيلة ايضا بالقضاء على الفقر في العالم وفقاً
لتقديرات بعض المؤسسات التي رجحت ازدياد عدد الاثرياء خلال العقد
القادم. وفي هذا الشأن فقد وصل عدد أصحاب المليارات بالدولار إلى مستوى
قياسي في العام 2013 وسجل ارتفاعا كبيرا في آسيا، بحسب دراسة مشتركة
صادرة عن المصرف السويسري "يو بي إس" ومركز أبحاث في هونغ كونغ.
وكان العالم يضم في حزيران/يونيو الماضي 2170 مليارديرا، أي أكثر
بنسبة 0,5 % من العدد المسجل العام المنصرم، وفق ما جاء في دراسة "يو
بي إس" و"ويلث إكس" التي أوضحت أن الثروات ارتفعت بنسبة 5,3 % بين تموز/يوليو
2012 وحزيران/يونيو 2013. وسجل أكبر ارتفاع على هذه الصعيد في منطقة
آسيا، مع 18 مليارديرا إضافيا في خلال سنة. وقد زادت ثرواتهم بنسبة 13
%، أي أن هذه القارة شهدت أسرع ازدياد للثروات. وتبقى أميركا الشمالية
المنطقة التي تضم أكبر عدد من أصحاب المليارات، لكن آسيا قد تتخطاها في
غضون خمس سنوات إذا استمر الازدياد فيها على هذه الوتيرة. ومنذ الأزمة
المالية في العام 2009، ضم نادي أصحاب المليارات 810 عضوا جديدا.
وقد ارتفع عدد أصولهم ثلاث مرات تقريبا ليساوي 6,5 تريليونات دولار،
أي "ما يكفي لسد عجز الميزانية في الولايات المتحدة حتى العام 2024"،
بحسب القيمين على هذه الدراسة. ولفتت الدراسة إلى ان 60 % من اصحاب
الثروات الطائلة قد جنوا ثروتهم بفضل جهود شخصية، في حين أن 40 % ورثوا
ثرواتهم أو زادوا الأصول التي حصلوا عليها.
في السياق ذاته نشرت مجلة "فينشر" الاقتصادية النيجيرية لائحة
بأسماء 55 مليارديراً في إفريقيا. وتضمنت هذه اللائحة 3 ملياديرات،
إحداهن والدة الرئيس الكيني وإبنة الرئيس الأنغولي ونيجيرية. وقالت
المجلة النيجيرية إن "أغنى رجل في نيجيريا هو اليكو دانغوت"، مضيفة أن
ثروته تقدر بحوالي 20.2 مليار دولار امريكي. وتفيد التقارير إن "نشر
هذه اللائحة سيثير الجدل حول الهوة بين الأغنياء والفقراء في إفريقيا.
هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها هذه المجلة المرموقة لائحة بأسماء
الأغنياء في افريقيا". وقدرت المجلة عدد ثروة الأغنياء في افريقيا
بحوالي 143.88 مليار دولار، وبمعدل 2.6 مليار لكل ملياردير افريقي. ومن
بين الـ 55 مليادير،20 من نيجيريا و9 من جنوب افريقيا و8 من مصر. بحسب
بي بي سي.
وأوردت المجلة النيجيرية أن أغنى إمرأة في نيجيريا هي فلورنينشو
الآكاجي التي استطاعت تكوين ثروة تقدر بحوالي 7.3 مليار دولار امريكي
من عملها في قطاع النفط. وأضافت المجلة أن الآكاجي درست تصميم الأزياء
في لندن كما صممت العديد من الملابس للعديد من المشاهير وأهل الساسة في
البلاد. وفي نيسان/ابريل، كشف البنك الدولي أن عدد الأشخاص الذين
يعيشون في فقر مدقع في افريقيا ارتفع من 205 مليون إلى 404 مليون نسمة.
أثرياء العالم
الى جانب ذلك يبقى بيل غيتس أحد مؤسسي مجموعة "مايكروسوفت" الأميركي
الأكثر ثراء في العام 2013، مع ثروة مقدرة ب 72 مليار دولار، بحسب
التصنيف الجديد الذي نشرته مجلة "فوربز". وهذه هي السنة العشرين على
التوالي التي يكون فيها بيل غيتس أثرى أثرياء الولايات المتحدة. وفي
أيار/مايو، احتل غيتس البالغ من العمر 57 عاما مجددا مرتبة الصدارة في
تصنيف أثرء أثرياء العالم، متقدما على المكسيكي من أصل لبناني كارلوس
سليم.
وتوازي ثروة الأميركيين الاربعمئة الاكثر ثراء ألفي مليار دولار هذا
العام، في مقابل 1700 العام الماضي. ويعزى هذا الازدياد، بحسب المجلة،
إلى انتعاش الاسواق المالية والعقارية. وكما كانت الحال العام الماضي،
كانت المرتبة الثانية من نصيب وارن بافيت مدير مجموعة "بيركشير هاثاوي"،
مع ثروة مقدرة ب 58,5 مليار دولار ارتفعت بمعدل 12,5 مليار منذ العام
2012. وتلاه في المرتبة الثالثة لاري إليسون أحد مؤسسي مجموعة "أوراكل"
مع 41 مليار دولار. بحسب فرانس برس.
وجاء رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في المرتبة العاشرة من
التصنيف مع 31 مليار دولار. وبصورة إجمالية، ازدادت ثروة 314 مليارديرا
وانخفضت ثروة 30 منهم، في حين بقيت ثروة 22 صاحب مليارات على حالها.
و10% من أصحاب المليارات ولدوا خارج الولايات المتحدة و273 هم عصاميون
و71 ورثوا ثرواتهم، كما أن 56 ورثوا جزءا من الثروة وعملوا على
زيادتها.
في السياق ذاته ازدادت ثروة أثرى 25 شخصا في البرتغال بنسبة 16% في
العام 2013 لتصل إلى 16,7 مليار يورو، بالرغم من الأزمة التي يعانيها
البلد، وفق ما جاء في القائمة السنوية التي نشرتها مجلة "إزامه". وقد
خرجت البرتغال بصعوبة من الكساد في الربع الثاني من العام، غير أن
ثروات أثرى 25 شخصا في البلاد باتت توازي 10% من إجمالي الدخل العام،
في مقابل 8,4% في العام 2012.
ويعزى هذا الازدياد في الثروات، بحسب المجلة البرتغالية، إلى
الأرباح التي تم كسبها في البورصة. ويتصدر رجل الأعمال أميريكو أموريم
(79 عاما) قائمة أثرى أثرياء البرتغال. وقد تضاعفت ثروته في خلال عام
لتصل إلى 4,5 مليارات يورو. وتراجع إلى المرتبة الثانية ألكسندر سوريس
دوس سانتوس (79 عاما) صاحب مجموعة "جيرونيمو مارتينز" الاولى في مجال
توزيع المواد الغذائية في البرتغال، مع ثروة مقدرة ب 2,2 مليار دولار.
بحسب فرانس برس.
وكانت المرتبة الثالثة من نصيب عائلة غيماراييس دي ميلو التي تملك
مجموعة "جوزيه دي ميلو" إحدى أكبر المجموعات في البلاد. وأكدت البرتغال
خروجها من حالة الكساد في الربع الثالث من العام، مسجلة نموا طفيفا
نسبته 0,25%. لكن الوضع الاقتصادي لا يزال هشا في البلاد. وكشفت
إحصاءات رسمية حديثة أن 17,9% من البرتغاليين واجهوا خطر الوقوع في
دوامة الفقر في العام 2011 وأن 8,9% منهم عانوا حرمانا شديدا.
أعلى مبنى
على صعيد متصل تعهد مليونير صيني بنى لنفسه نسخة طبق الأصل من هرم
مصري وأخرى لقصر فرساي بتشييد أعلى مبنى في العالم ، بالرغم من تحذيرات
السلطات من معايير العمل. وتقدر ثروة زهانغ يو ب 1,1 مليار يوان (180
مليون دولار). وطموحاته هي بعد أكبر من ثروته، فهو ينوي بناء مبنى يبلغ
علوه 838 مترا ويحمل اسم "سكاي سيتي"، وذلك بحلول نهاية العام.
ومن المتوقع أن يكون هذا المبنى أعلى بعشرة أمتار من أعلى مبنى
حاليا في العالم وهو برج خليفة في دبي الذي استغرق تشييده خمس سنوات.
ويقر المليونير أن مشروعه واجه معارضة شديدة. "الكثيرون يؤيدوننا لكن
الأشرار كثر أيضا". وزهانغ البالغ من العمر 53 عاما جنى ثروته من بيع
المكيفات الهوائية و كان أول رجل أعمال صيني يقتني مروحية خاصة. وهو
يسعى اليوم إلى الاضطلاع بدوير ريادي في مجال الدفاع عن البيئة.
ويحافظ زهانغ على تصرفات الطبقة الوسطى من السكان، فلا يتوانى عن
الأكل في مقصف شعبي والبصق في منديل وهو يتحدث، لكنه يعتبر أنه يتمتع
ببصيرة نافذة ويأمل إعادة هيكلة المدن الصينية. وتعد تدفقات النزوح من
الريف الصيني إلى المدن الممتدة على عقود أكبر حركة هجرة في تاريخ
الإنسانية وهي في الوقت عينه من أسباب الازدهار الاقتصادي في البلاد
ونتائجه. وفي رأي رجل الأعمال، تمهد هذه التدفقات الطريق لكارثة بيئية.
و قال "ينبغي التخلص بسرعة من هذا النهج الخاطئ للتنمية الحضرية"،
مؤكدا أن مبنى "سكاي سيتي" بمواده المدخرة للطاقة وإدارته الرشيدة
للأراضي هو "إحدى الوسائل للخروج من هذا النهج الخاطئ". وقد قامت شركته
"برود ساستينيبل بيلدينغ" بتشييد فندق من 30 طابقا في خلال 15 يوما في
مدينة تشنغشا وسط البلاد. وقد شوهد شريط فيديو عن مراحل تشييد الفندق
أكثر من 5 ملايين مرة على موقع "يوتيوب". وأكد صاحب هذا المشروع "ليس
هدفنا جني الأموال فعند تغليب المصالح البيئية، تفقد الخسائر فداحتها".
وقد تخلى زهانغ عن مروحيته باعتبار أنها قد تساهم في التغير المناخي،
وقد باتت تصرفاته أقرب إلى تصرفات النشطاء البيئيين، بحسب روبيرت
هوغيويرف القيم على تقرير هورون السنوي الذي يتضمن قائمة أثرى أثرياء
الصين. ولفت روبيرت هوغيويرف إلى أن أثرى أثرياء الصين باتوا يسعون إلى
التأثير على المسائل الاجتماعية وغيرها من المسائل، قائلا "هم أشخاص
يشعرون بأنه لديهم كل ما يتمنوه على الصعيدين المالي والمادي وهم يسعون
إلى تحقيق طموحات أوسع نطاقا والتحلي بنفوذ أكبر".
وصرح خبراء مستقلون في الهندسة المعمارية أن عملية تشييد "سكاي سيتي"
تواجه مشاكل عدة.
وقد سخر مجلس المباني المرتفعة والمساكن الحضرية من مشاريع زهانغ
عندما عرضها عليه، على حد قول دايفيد سكوت مدير شركة الهندسة "لاينغ
أوروكه". لكن دايفيد سكوت أضاف أن "المسألة باتت تأخذ على محمل الجد
اليوم لن أقول إن المشروع غير قابل للإنجاز فهو يتمتع بحظوظ للنجاح".
بحسب فرانس برس.
وتعد المعايير المضادة للهزات الارضية المعتمدة في ناطحات السحاب في
الصين من المعايير الأشد صرامة في هذا المجال في العالم أجمع، وقد
يتأخر المشروع نظرا للحاجة إلى تقييمه من قبل خبير مستقل. وختم زهانغ
قائلا "لن يصدقك أحد في هذا المجتمع إذا حاولت القيام بمبادرة إيجابية
فمجتمعنا يفتقر إلى مبادئ الثقة الأساسية وهو يرى شرا في كل خير".
اعمال خيرية ومراهنات
من جانب اخر تبرع أغنى رجل في النرويج بجزء من ثروته الشخصية بما في
ذلك شركة عقارية قابضة مدرجة في البورصة لمؤسسة خيرية بمناسبة خروجه من
إمبراطورية أعمال بنيت بجهده الذاتي. وسلم أولاف ثون الذي تقدر مجلة
كابيتال ثروته بنحو 27 مليار كرونة (4.39 مليار دولار) حصته البالغة
71.9 في المئة في شركة أولاف ثون ايندومسلسكاب إلى مؤسسته الجديدة
ليبدأ الكيان الجديد بنحو 1.3 مليار دولار بناء على رسملة الشركة.
وقالت الشركة في بيان "الغرض من مؤسسة أولاف ثون تقديم ملكية مستقرة
وطويلة الأجل لأولاف ثون جروبن وعملياتها وفقا للخطوط الرئيسية التي
اعتاد أولاف ثون استخدامها لأعماله ولتوزيع الأموال على الصناديق
الخيرية." وبدأ الملياردير العصامي ثون حياته صبيا في مزرعة وبنى
إمبراطوريته العقارية في أوائل الخمسينات ليكون مجموعة تضم حوالي 500
منشأة بما في ذلك فنادق ومبان إدارية.
وعلى الرغم من انه أتم عامه التسعين هذا العام لا يزال ثون شخصية
عامة معروفة ويقوم بدور نشط في انتخابات هذا العام بدعم حزب التقدم
الشعبي. وكان ثون أيضا رئيسا لمجلس إدارة شركته طوال الواحد والثلاثين
عاما الماضية وساند علانية الضرائب المرتفعة في النرويج التي أضرت
بالأثرياء بضرائب مرتفعة على الدخول والثروات. ولم يكن أغنى منه في
النرويج سوى قطب صناعة النقل البحري جون فريدركسن لكنه تخلى عن جنسيته
منذ سنوات ليحصل على الجنسية القبرصية هربا من الضرائب المرتفعة.
على صعيد متصل انضم الملياردير الأميركي وارن بافت إلى شركة التأمين
"كويكن لونز إنك" ليقدم مليار دولار للمراهنين على نتائج نهائيات بطولة
كرة السلة الجامعات الذين تأتي كل توقعاتهم صائبة. وأكد عملاق التأمين
الأميركي أن المكافأة المالية ستمنح للمراهن الذي يقدم جدولا بنتائج
المباريات النهائية في دوري العام 2014 لكرة السلة للرجال في الجامعات
لا تشوبه شائبة. بحسب فرانس برس.
وليست هذه المهمة بالسهلة، إذ أن 64 فريقا يشارك في هذا الدوري الذي
يخرج منه الخاسر فورا والذي ليس من المستبعد حدوث مفاجآت فيه. وستنظم
نهائيات هذا الدوري بين 18 آذار/مارس و7 أبريل/نيسان. ومسابقة
المراهنات مفتوحة لأول 10 ملايين مشارك فيها. وسيتسنى للفائزين بها
اختيار إما الحصول على المبلغ مقسما على 40 قسطا سنويا قيمته 25 مليون
دولار أو تلقيه دفعة واحدة، وهو لن يتخطى في هذه الحال 500 مليون
دولار. غير أن جيفري بيرغن الأستاذ المحاضر في الرياضيات في جامعة
ديبول في شيكاغو صرح لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه لن يفوز أحد على
الأرجح بهذه المسابقة، إذ أن حظوظ تقديم نتائج صائبة للمباريات جميعها
هي واحد من أصل 9 تريليونات.
من جهة اخرى وجهت انتقادات لاذعة إلى أثرى اثرياء الصين بعد أن دفعت
شركته 28 مليون دولار لشراء لوحة للرسام الإسباني بابلو بيكاسو وتساءل
كثيرون عن جدوى عملية الشراء هذه، مشككين في حس وانغ جيانلين القومي.
وقد دفع صاحب مجموعة "واندا" أكثر من ضعف الثمن المقدر في بداية المزاد
(12 مليون دولار) للوحة "كلود وبالوما" التي رسم فيها بيكاسو في العام
1950 ولديه الصغيرين.
وكتب أحد أصحاب المدونات في الصين "كان بإمكانه أن يعالج المرضى
بهذه الأموال الطائلة. ولم لا يعطيها للمجتمع أولا؟ الأغنياء الجدد في
الصين عدماء الضمير". ونقلت صحيفة "غلوبل تايمز" عن غوو كينغشيانغ مدير
قسم المجموعات الفنية في "واندا غروب" قوله "وحدها الشركة التي تتمتع
بحس ثقافي كبير تدرك اهمية الفنون وتجمع أفضل الأعمال الفنية في
العالم". وأضاف "ينبغي أن يفتخر الصينيون بهذه الصفقة بدلا من التركيز
على قيمتها المالية". ورد أحد مستخدمي الانترنت على هذه التصريحات
كاتبا "لم لا يشتري أعمال فنية صينية؟". ولفت مستخدم آخر "في وسعه
إعادة كنوز الصين الضائعة إذا كان يريد إنفاق مبالغ طائلة". وتقدر ثروة
وانغ جيانلين ب 14 مليار دولار، بحسب مجلة "فوربز". |