إصدارات جديدة: في مصر.. حرب من نوع اخر

 

 

 

 

الكتاب: حجر طاحون اخضر

الكاتب: عاطف سليمان

الناشر: مؤسسة الكتب خان للنشر والتوزيع في القاهرة

عدد الصفحات: 166 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يقول الكاتب المصري عاطف سليمان في كتاب له وفي مقال صدر قبل ما يزيد على عشرة اعوام ان هناك "حربا أهلية" في مصر تختلف عن الحرب الأهلية بمعناها التقليدي، وقال الطبيب الدكتور عاطف سليمان في مقال كتبه سنة 2003 ونشر في كتاب له صدر اخيرا انه "منذ عشر سنوات على الاقل واهل مصر في حرب اهلية فريدة ولا مثيل لبشاعتها اذ انها حرب بين كل فرد على حدة ضد كل الاخرين. ليست حربا بين جماعات وافراد وطوائف وما الى ذلك وانما هي حرب شنها كل فرد ضد كل من وما هو خارج جلده - وربما ضد كل ما هو داخل جلده..نفسه وجسمه - وبطبيعة الحال هي حرب بلا مردود ان جاز التعبير وبلا استراحات وبلا بطولات وبلا طموح". بحسب رويترز.

كان سليمان يتحدث في كتابه "حجر طاحون اخضر" وهو نصوص صادرة عن مؤسسة الكتب خان للنشر والتوزيع في القاهرة. وقد جاء الكتاب في 166 صفحة متوسطة القطع.

وأضاف الكاتب يقول "اما عن الدماء فانها تسفك وتسيل بغزارة في جرائم بلا اول ولا اخر وضمنها جرائم غير مسبوقة في خستها وفي حوادث ليست حوادث وانما تسمى كذلك من باب المزاح. وتلك الحوادث تكمن وراءها ارادات تتسم بمزاج الحرب الانتقامي مثلما تتسم بالاهمال والتبلد واللامبالاة والخرافة.

"فليس هناك في بلد اخر قدر هذا الكم من وقوع الاوتوبيسات من فوق الكباري ولا غرقها في الترع والرياحات ولا قدر هذا الكم من الحرائق وانهيارات المباني وتصادمات الطرق والتسممات وغيره وغيره. ورغما عن غياب او بالاحرى تغييب الاحصائيات عن الجرائم والحوادث فان السحنة المصرية في اي مكان توافي المتطلع اليها بالبيانات كافة".

وقد استهل مقالته بالقول "الحروب الاهلية ليست نزوات والبلاد التي عاشت حروبا اهلية تدمرت بقسوة في معظم الاحوال وبجلافة ووضاعة في احوال اخرى وعاني الجميع - الجميع تقريبا. الا ان الحروب الاهلية -وهذا ليس تحبيذا- ليست شرا كلها وعلى اطلاق الكلمة

"ذلك انها وعلى نحو ما تشابه تقليب تربة حقل (اعدادا لزراعة ومن ثم حصاد جديد) وحين النظر الى التربة وهي تشق وتتقلقل قد لا يمكن تصور انها ستستقر ثانية بعد حين حاوية بذورا جديدة تحضنها وتدفع بها للحياة برعما كاملا."

اضاف يقول "ومصر؟ .. في ظل اوضاع "الدولة" المصرية وانحطاط الاداء السياسي والاقتصادي ووصول الفساد الى حالة تعز على الوصف وتخريب الثقافة المصرية تخريبا عميقا ومنهجيا وفي ظل ما اعترى المجتمع من حالة تديّن مظهرية وقشرية بل ونفعية وفهلوية مع انعدام الروحانية والايمان انجرحت روح الشعب المصري واهينت بلا هوادة حتى تحطمت."

وفي مكان اخر من المقالة قال "حين تتحارب جماعات فان افراد اية جماعة يعيشون فيما بينهم حالات من التآزر ومن التكافل ومن المحبة والامن -ويا للتناقض- تعوضهم عن الويلات التي يلاقونها ممن هم ضدهم مما يبقيهم (وهذا هو المهم) في الحالة الانسانية مهما حدث من تماد في وحشية الاصطراع.

"وعلى هذا فانهم في خضم احترابهم متوازنون.. تعساء وسعداء.. قساة ورحماء.. متعصبون ومتسامحون.. غالبون ومغلوبون. اما في حالتنا المصرية فالامر على غير هذا النحو فكل فرد لوحده (وليست حتى كل اسرة معا). انها حرب اهلية مصرية عنيفة طاحنة وتعيسة وفي وضع خروج من الحالة الانسانية وهي ايضا حرب غير مسماة فيما بيننا في تطبيق لما درجنا عليه من تجهيل واستجهال.

"تكفي مراقبة اي شخصين يتعاملان معا ولو على مستوى السؤال عن عنوان في شارع او بالبيع والشراء او تقديم خدمة من احدهما للاخر ... او مرور شخص متجاوزا آخر على رصيف المشاة وباختصار فان مراقبة اي علاقة عابرة بين افراد المجتمع ستفضي الى ملاحظة حد ادنى (في افضل الاحوال) من العدوانية.. من الغلاظة والتربص وسوء الظن وانعدام الثقة والعنف والتشاحن والتباغض ونفاد الصبر والتأهب لتصعيد الصراع لأهون سبب او لغير ما سبب."

وخلص الى القول ان "الحرب الاهلية المصرية" التي اشار اليها "وكأنها ليست سوى مقدمة استثنائية واعداد مخيف لما هو آت بكل اسف وحسرة من انتحار شامل كامل وبلسان حال: "انا ادمرك لانك تريد الانتحار دون ان تقدر عليه وانت تدمرني لانني اريد الانتحار ولا اقدر عليه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/كانون الثاني/2014 - 28/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م