داعش في الفلوجة والألغام السياسية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تختلف وتيرة الاحداث في محافظة الرمادي، بين الترقب والتصعيد، حسب المعطيات العسكرية والسياسية الراهنة والمتوقعة في الأيام القادمة، سيما وان المنطقة الرمادية بدأت تتلاشى وأصبحت منطقة الصراع اكثر وضوحاً بعد ارتكازها على مدينة الفلوجة "المحافظة المستقبلية" بين الجيش العراقي بأسناد من قوات الصحوة والعشائر العراقية الرافضة لتنظيم القاعدة وأفكاره التكفيرية والتي تحاول التخلص من هذه العقدة بصورة نهائية، وبين تنظيم (داعش) المدعوم من بعض الفصائل والمليشيات المتطرفة، إضافة الى بعض العشائر الساندة له، من اجل تثبيت مسألة إقامة الخلافة الإسلامية في دولة مفترضة في العراق.

ان اقتراب الحسم العسكري بوتيرة أسرع بعد فشل المفاوضات مع المقاتلين المتمركزين داخل مدينة الفلوجة "والمتسلحين بما يكفي لإسقاط العاصمة بحسب تصريح عدنان الاسدي الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية" رافقة الكثير من المحاذير والعقبات، ترشح اغلبها من تصريحات لقادة العمليات العسكرية وقلقهم من جر الجيش الى (حرب عصابات) مرهقة يرافقه قصف جوي للمدينة قد يسبب خسائر في صفوف المدنيين، مما يغير اتجاه البوصلة التي صبت في صالح الحكومة (حتى الان) مع الدعم الكبير الذي لاقته من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوربي، إضافة الى جامعة الدول العربية في اجماع قل نظيرة في مثل هكذا عمليات تتخذ طبيعة حساسة. 

ليست الحكومة وحدها في (مازق الحسم)، فـ(داعش) هي الأخرى تعيش مأزقها الخاص في سوريا والعراق، خصوصاً وان الصراع المباشر بينها وبين الفصائل المقاتل في سوريا بلغ الذروة بعد مصرع أكثر من (2000) مسلح بين الطرفين حتى الان، كما ان (اصلاح ذات البين) لم يأتي بنتيجة مرضية على الرغم من تدخل الجولاني وأبو قتادة والظواهري مؤخراً، والسبب يعود بحسب المحللين الى ان تلاميذ (أبو مصعب الزرقاوي) اللذين أصبحوا قادة تنظيم داعش (أبو بكر البغدادي) لا يهمهم من يقاتلون وانما كيف يحققون الحلم الكبير لسلفهم في إقامة دولة اسلامية تنطلق منها عملياتهم الجهادية بعد ان تكون مقراً لحكمهم، وهذا ما وجدوه (فرصة ذهبية) في مدينة (الفلوجة) بعد ان استغلوا الضعف الأمني والخلافات الطائفية المتضمنة للعملية السياسية في العراق، لكن خوفهم من تكرار سيناريو الاحداث في عام 2006 بعد ان تمكنت (قوات الصحوة) السنية من تحجيم دور القاعدة بشكل كبير مازال ماثلاً امامهم، وهو ما تحاول الولايات المتحدة حث الحكومة العراقية على دعمه بقوة.

تبقى الأيام القادمة هي المحك الحقيقي، فالسير بين الألغام السياسية من دون تفجيرها سيعكس طبيعة الدعم والتأييد الذي تلاقيه أي عملية عسكرية متوقعة من الداخل او الخارج.

الفلوجة نقطة الصراع

فقد قال مسؤولون وسكان إن مسلحين من تنظيم القاعدة وجماعات اخرى احكمت قبضتها على مدينة الفلوجة في تحد لمساعي الحكومة العراقية لإقناع العشائر بطردهم من المدينة التي تقطنها اغلبية سنية، ورغم حصار الجيش يتدفق المقاتلون والاسلحة على المدينة التي كانت مسرحا لعدد من أعنف المعارك التي خاضتها القوات الامريكية أثناء احتلالها للعراق من عام 2003 إلى 2011.

وفي انتكاسة تحرج الدولة العراقية سيطرت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام والعشائر الحليفة لها على الفلوجة واجزاء من مدينة الرمادي القريبة في الأول من يناير كانون الثاني، ونشر رئيس الوزراء نوري المالكي -الذي يسعى للفوز بفترة ثالثة في الانتخابات البرلمانية التي تجري في ابريل نيسان- قوات ودبابات حول المدينة التي يقطنها 300 ألف نسمة وارسل أسلحة للعشائر المناوئة للقاعدة ولكنه استبعد شن هجوم عسكري شامل.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عنه ان 80 جنديا من الجيش والشرطة قتلوا حتى الآن وأكثر من 80 مدنيا ومثلي هذا العدد من المسلحين، واستعادت الدولة سيطرتها على معظم الرمادي عاصمة محافظة الانبار غير ان دعوات المالكي للعشائر لطرد المسلحين من الفلوجة التي تقع على بعد 50 كيلومترا الى الغرب من بغداد لم تجد أذانا صاغية.

وبدلا من ذلك قال مسؤولون محليون ومصادر أمنية وسكان وشيوخ عشائر إن عشرات من مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية تسللوا إلى المدينة حاملين مختلف انواع الأسلحة من الأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر حتى صواريخ جراد والمدافع المضادة للطائرات.

وقال مسؤول محلي كبير طلب عدم نشر اسمه "مصادرنا في الفلوجة تشير إلى أن عدد المسلحين تجاوز 400 في الايام القليلة الماضية ووصلت كميات أكبر من المدفعية المضادة للطائرات"، ولم يتسن التحقق من هذا العدد. بحسب رويترز.

وأشار مسؤولون أمنيون الى أن المقاتلين والأسلحة تأتي في معظمها الى الفلوجة من المناطق الواقعة إلى الجنوب التي تخضع لنفوذ عشائر تناصب الحكومة العداء، وقال الشيخ محمد البجاري وهو زعيم عشائري ومفاوض في المدينة "ولاء العشائر المنتشرة حول الفلوجة للحكومة المركزية صفر"، وأضاف البجاري "الان لا يسيطر (الجيش) على اي شيء ولا يمكنه غلق اي طريق" مشيرا الى المداخل الجنوبية للفلوجة.

وتفوق اعداد رجال العشائر المسلحين في الفلوجة -التي تعد رمز الهوية السنية والمقاومة في العراق- اعداد مقاتلي الدولة الاسلامية بكثير وغالبيتهم يميلون نحو المتشددين أو فصائل مسلحة أخرى، وقال مسؤولون وشيوخ عشائر وسكان في الفلوجة إن عدة جماعات مسلحة دخلت في تحالف واسع مع الدولة الإسلامية او سعت لفرض نفوذها منذ ان خرجت المدينة عن سيطرة الحكومة.

ومن هذه الجماعات كتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وجيش الراشدين وأنصار السنة وجيش رجال الطريقة النقشبندية الذي شكله عزت الدوري النائب الأول لصدام، ورغم قلة عدد مقاتلي الدولة الإسلامية فإنها تسيطر على الفلوجة بتشددها وما تتمتع به من سمعة مرهوبة الجانب في ميدان القتال وخارجه، كما انها كثيرا ما تلجأ للهجمات الانتحارية في العراق وسوريا حيث انقلبت حتى على فصائل معارضة اخري في صراع شرس على النفوذ، وقال سكان في الفلوجة ان الجماعة وزعت منشورات تعلن تشكيل لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وإعادة ذلك للأذهان ذكريات المحاكم الشرعية التي تشكلت في الفلوجة حين هيمن مجلس شورى المجاهدين على المدينة في اواخر 2005 وحتى 2006، واتهم عشرات من الشبان بالتعاون مع الاحتلال الامريكي آنذاك حيث قضت تلك المحاكم بإعدامهم، وعاد أحد قادة المجلس ويدعى الشيخ عبد الله الجنابي الذي كان عضوا بارزا في جماعة الدولة الإسلامية في العراق قبل أن تصبح الدول الإسلامية في العراق والشام الى الفلوجة بعد يومين من سقوطها في قبضة المسلحين العام الجاري.

وقال الجنابي "نقسم بالله العظيم ودماء الشهداء أن الجيش الصفوي لا يمكن ان يدخل المدينة إلا على جثثنا" في اشارة تحط من قدر الجيش العراقي، وتولى نحو 200 مسلح ملثم في سيارات نهبت من الشرطة حراسة الطرق المؤدية إلى مسجد سعد بن ابي وقاص شمالي الفلوجة حيث القى الجنابي خطبة الجمعة وجرى تفتيش المصلين قبل دخول المسجد.

وتجاهل عدد كبير من سكان المدينة دعوة رجال دين سنة- يشاركون في حركة احتجاج ضد الحكومة منذ عام- للتجمع للصلاة في مسجد الفرقان في وسط المدينة وادى معظم السكان صلاة الجمعة في مساجد الاحياء التي غاب عنها المسلحون.

واتفق زعماء العشائر ورجال الدين ومسؤولو الحكومة على تعيين رئيس بلدية وقائد للشرطة، ورد المسلحون بتفجير منزل قائد الشرطة وخطف رئيس البلدية لفترة قصيرة، وفر الاثنان فيما بعد شمالا إلى كردستان العراق، واقام المسلحون نقاط تفتيش في عدة احياء وقاموا بتفتيش المواطنين بحثا عن بطاقات هوية قد تكشف عن صلات بقوات الأمن او مجالس الصحوة التي تدعمها الحكومة.

ودفع الخوف من جماعة الدولة الإسلامية والقصف المتكرر من جانب الجيش بدعوى الرد على نيران المسلحين مئات الاسر للفرار من المدينة في الايام القليلة الماضية، وتقول اليانا نبعا المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق ان اكثر من 14 ألف اسرة -ما لإيفل عن 80 ألف شخص- غادرت الفلوجة والرمادي منذ اواخر ديسمبر كانون الأول.

وتابعت أن الرقم لا يشمل عددا كبيرا من النازحين غير مسجلين لدى الحكومة ووكالات الإغاثة او من فروا من الفلوجة، وتستمر المفاوضات من اجل انسحاب مسلحي الدولة الإسلامية من الفلوجة سلميا لكن هذه المفاوضات لم تحرز أي نجاح، وقال مسؤول محلي ومفاوض طلب عدم نشر اسمه "لا نتوقع أن يستجيب مسلحو الدول الإسلامية، جاءوا لبسط سيطرنهم على المدينة، لا سبيل لإخراجهم بدون قتال".

ازمة امنية سياسية

فيما قالت الشرطة ومسؤولون محليون إن رجال عشائر عراقيين تدعمهم قوات خاصة من الشرطة وطائرات هليكوبتر هاجموا متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في الاطراف الشرقية والجنوبية لمدينة الرمادي، وأضاف المسؤولون ان القوات البرية استعادت مركزا للشرطة في الاطراف الشرقية للمدينة بعد ان هاجمت طائرات الهليكوبتر مخابئ للمتشددين في المنطقة.

واحتدم القتال حول الرمادي عاصمة محافظة الأنبار السنية الواقعة في غرب العراق في واحد من أعنف الاشتباكات التي وقعت على مدى عدة أيام، وكانت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي جناح للقاعدة يقاتل ايضا في سوريا وحلفاؤها المحليون اجتاحوا اجزاء من الرمادي ومدينة الفلوجة في الاول من يناير كانون الثاني بعد ان فضت قوات الأمن احتجاجا للسنة قرب الرمادي واعتقلت نائبا سنيا بمجلس النواب.

واستعادت قوات الأمن ورجال العشائر السنة المعارضين للقاعدة السيطرة على معظم الرمادي في وقت سابق هذا الشهر لكن المتشددين احتفظوا بموطئ قدم لهم على أطراف المدينة، وقالت الشرطة إن السلطات فرضت حظر التجول لأجل غير مسمى في الرمادي التي تبعد 100 كيلومتر غربي بغداد في محاولة لتجنب وقوع اصابات في صفوف المدنيين.

وقالت الشرطة في وقت سابق إن مسلحين يرتدون ملابس عسكرية قتلوا ستة على الأقل من أفراد مجالس الصحوة السنية المدعومة من الحكومة عند نقطة تفتيش قرب مدينة بعقوبة العراقية على بعد 65 كيلومترا شمال شرقي بغداد، وأضافت أن بين الضحايا الزعيم المحلي لمجالس الصحوة واثنين من أبنائه.

وكثيرا ما يستهدف أفراد مجالس الصحوة -الذين ساعدوا القوات الامريكية في تحويل دفة المعركة ضد الميليشيات المرتبطة بتنظيم القاعدة في العراق منذ عام 2006- على أيدي مسلحين يحاربون الحكومة، وبعد عامين من انسحاب القوات الأمريكية من العراق تصاعد العنف مرة أخرى إلى أعلى مستوياته منذ ذروة أعمال العنف الطائفي عامي 2006 و2007 عندما قتل عشرات الآلاف.

وتزايد التوتر هذا العام منذ أن سيطر متشددون على صلة بتنظيم القاعدة وغيرهم من المسلحين السنة على مدينة الفلوجة في الأول من يناير كانون الثاني مستغلين الإحساس بالظلم بين الأقلية السنية لاستعادة قوتهم في محافظة الانبار، وقالت الشرطة ومصادر طبية إن عدد القتلى بسبب أعمال عنف وصل الى 32 على الأقل بينهم ستة رجال شاركوا في هجوم على سجن للأحداث في بغداد كما أصيب 57 بجروح.

الى ذلك قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان دولا عربية "شيطانية خائنة تدعم الارهاب" في بلاده محذرا من "وصول الشر اليها" كما وصل لغيرها في السابق، وقال المالكي في خطاب القاه في مدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد) ان "المنطقة فيها ارهاب والعراق هو الهدف لبعض الدول التي تدعم الارهاب وتدعم الشر".

واضاف "لكن هذا الشر بدأ يتسع وسيصل الى نفس هذه الدول كما وصل الى غيرها في السابق" دون تسمية لتلك الدول، لكن مسؤولين عراقيين دائما ما يوجهون الاتهام الى السعودية وقطر في دعم الارهاب في العراق، واكد المالكي ان "العالم اتحد معنا في موقف قل نظيره في مواجهة الارهاب، حيث وقف مجلس الامن والاتحاد الاوربي والدول العربية اغلبها الا بعض الدول الشيطانية الخائنة".

وأعرب مجلس الامن الدولي عن دعمه للحكومة العراقية في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق بالقرب من بغداد والتي كانت سقطت بأيدي اسلاميين مرتبطين بالقاعدة، ويواجه العراق موجة عنف غير مسبوق، فيما يخوض الجيش العراقي مواجهات يومية منذ اسابيع ضد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي فرض سيطرته على مدينة الفلوجة واحياء من مدينة الرمادي، كلاهما غرب بغداد.

واضاف المالكي ان "الارهاب يكاد يتسع أكثر إذا لم يتحد العالم، لمواجهة هذا الشر، مشيرا الى ان "انطلاقة توحد العالم في مواجهة الارهاب بدأت من العراق نحن نفتخر في ذلك"، وأعرب المالكي عن رغبته بوضع "خبرتنا وقدرتنا امام العالم في ملاحقة الارهاب، في كل الدول الشقيقة والصديقة لان الارهاب ارهاب عالمي". بحسب فرانس برس.

واكد رئيس الوزراء ان "الارهاب أصبح ظاهرة كونية عمقها في هذه المنطقة التي اصبحت هدفا لأعداء هذا الشعب"، لكنه أعرب عن ثقته في ان "يسطر العراقيون الملاحم في ملاحقة الارهاب والارهابيين"، في غضون ذلك، تنفذ قوات عراقية بدعم من عشائر الانبار عملية واسعة لطرد مسلحين من تنظيم داعش من مناطق لجأوا اليها في مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار.

اعمال عنف متواصلة

الى ذلك اوقعت موجة من الاعتداءات بينها هجمات منسقة بالسيارات المفخخة 73 قتيلا على الاقل في العراق مؤخراً، حيث تجددت اعمال العنف مع دنو موعد الانتخابات في نيسان/ابريل، بينما جدد رئيس الوزراء نوري المالكي مطالبته بمواجهة "الارهاب"، وفي بغداد، قتل 37 شخصا على الاقل واصيب عشرات بجروح في انفجار تسع سيارات مفخخة على الاقل، خصوصا داخل سوق مكتظ في حي الشعب (شمال) وامام مطعم يقصده عدد كبير من الناس في شارع صنعاء، وفق مصادر امنية وطبية.

وكانت الدماء لا تزال في مكان هجوم خلف ثلاثة قتلى في شارع صنعاء، كما انهار قسم من سقف المطعم بينما اصيبت المتاجر والسيارات القريبة لأضرار، واشارت الشرطة الى ان الحصيلة كان يمكن ان تكون أكبر، لولا انها افشلت أربع محاولات لانتحاريين كانوا يريدون تفجير سيارات مفخخة في العاصمة.

وفي بهرز (شمال شرق العاصمة) قتل 16 شخصا على الاقل واصيب 20 اخرون بجروح عندما فجر انتحاري حزامه الناسف خلال تشييع أحد عناصر قوات الصحوة، بحسب شرطي ومصادر طبية.

وفي شمال البلاد، قتل 13 شخصا من بينهم 9 جنود في الموصل ومحيطها، كما تعرض سبعة عمال في مصنع للطوب للاغتيال بأيدي متمردين في المقدادية بشمال العاصمة، ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجمات الا ان متمردي القاعدة غالبا ما ينفذون هجمات ضد مدنيين وقوات الامن وحتى قوات الصحوة.

وجدد المالكي مطالبة المجتمع الدولي بمساعدة العراق لمواجهة "الارهاب"، وقال في كلمته الاسبوعية التي بثها تلفزيون العراقية الحكومي ان "مقاتلة القاعدة والتشكيلات المتحالفة معها، لا بد ان يجري في ان واحد متوازيا ومتكاملا في كل دولة من الدول التي تعيش فيها وتعبث فيها تنظيمات القاعدة"، واضاف ان "هذه المعركة مقدسة لكنها قد تطول وقد تستمر ولكن القرار المتخذ والذي ينبغي ان يتخذ عالميا هو ادامة هذا الصراع"، وتابع "نطالب المجتمع الدولي مرة اخرى ونحن نخوض هذه الحرب ضد القاعدة والارهاب ان يقف موقف قويا من الدول التي تقدم له الدعم والاسناد".

في موازاة ذلك، تواصلت المواجهات بشكل متقطع في الانبار حيث يسيطر مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ومن قبائل معارضة للحكومة منذ مطلع كانون الثاني/يناير على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وعلى قطاعات عدة في الرمادي (40 كلم الى الغرب)، وهذه المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون علنا على مدن عراقية منذ التمرد الذي أعقب الغزو الاميركي للعراق العام 2003.

وسجل المقاتلون تقدما اذ تخلت الشرطة عن مواقعها في منطقتين اساسيتين في الفلوجة والرمادي، بحسب مسؤولين وشهود عيان، وأعلن شرطي من منطقة الصقلاوية بشمال الفلوجة "لقد استسلمنا وسلمنا اسلحتنا لمسلحي داعش".

واضاف "لديهم اسلحة ثقيلة واقوى منا، والمخفر لم يكن يتمتع بالحماية الكافية وقاموا بتطويقنا، وحتى عندما طلبنا المساعدة لم يأت أحد، بعضنا عاد ادراجه بينما التحق الباقون بمخافر اخرى"، وكانت اعمال العنف التي تراجعت في العراق منذ 2008، تجددت في 2013 واوقعت الاف القتلى، وبدئت الحصيلة تقارب ال500 قتيل منذ مطلع العام الحالي بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/كانون الثاني/2014 - 25/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م