عالم الكواكب.. عندما يصبح استيطان الفضاء ليس ببعيد

 

شبكة النبأ: استكشافات ونتائج مهمة حققها علماء الفضاء في الفترة الأخيرة نتيجة الأبحاث والدراسات المستمرة والمتواصلة والتي أصبحت أكثر سهولة بفضل توفر التقنيات الحديثة وأجهزة الرصد المتطورة التي أسفرت عن اكتشاف كواكب ونجوم جديدة يمكن ان تسهم وبحسب بعض الخبراء بتغير بعض النظريات التوقعات السابقة، وفيما يخص اخر تلك الاكتشافات فقد رصد علماء الفلك بقايا كويكب كبير خارج مجموعتنا الشمسية كان غنيا بالمياه، وهو اول اكتشاف من نوعه، ما يعزز الامل بوجود حياة على أجرام فضائية خارجية. وهي المرة الاولى التي يرصد فيها العلماء جرما صخريا خارج نظامنا الشمسي يحتوي على المياه.

ويعد الصخر والمياه عنصرين لا بد منهما لتشكل الحياة وتطورها، بحسب ما يقول العلماء في دراسة اوروبية نشرت في مجلة ساينس الاميركية. وكانت دراسات سابقة اجريت على بقايا 12 كوكبا خارج النظام الشمسي لم تظهر وجود أي اثر للمياه. لكن الدراسة التي نشرت بعد رصد ودراسة بقايا هذا الكويكب تظهر ان هذا الجرم الفضائي، الذي كان ذا قطر لا يقل عن 90 كيلومترا، كان غنيا جدا بالمياه. وتدور بقايا هذا الكويكب حول نجم قزم ابيض اطلق عليه العلماء اسم "جي دي 61"، وهو يقع على بعد 170 سنة ضوئية من كوكب الارض، علما ان السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة وهي تعادل 9460 مليار كيلومتر. والنجم القزم هو نجم "عجوز" يوشك على الانطفاء.

وكتب بوريس غانشيك الباحث في جامعة ووريك البريطانية واحد المشرفين على الدراسة "كل ما تبقى من هذا الكويكب هو بقايا وغبار تدور حول شمسه الميتة". ويضيف "لكن مقبرة الكواكب هذه مصدر غني للمعلومات، فهي تحتوي على مؤشرات كيميائية تثبت ان الكويكب كان غنيا بالمياه".

وتمكن علماء الفيزياء الفضائية من رصد وجود مواد اخرى في بقايا هذا الكويكب، منها الماغنيسيوم والسيليسيوم والحديد والاوكسجين، وهي العناصر الاساسية لتكوين الصخور. وتتكون الكواكب الصخرية، مثل كوكب الارض، من انصهار لكويكبات عدة، وعلى ذلك فان العثور على كميات كبيرة من المياه في بقايا كويكب كبير الحجم، يظهر ان العناصر التي تجعل من الكواكب قابلة للحياة متوفرة في ذاك النظام الشمسي "جي دي 61" وربما في مجموعات شمسية اخرى مشابهة، بحسب ما يقول جاي فاريهي الباحث في جامعة كمبريدج والمشرف على هذه الدراسة.

وكان هذا الكويكب الكبير الحجم (وربما كان كبيرا لدرجة يصح ان يقال عنه كوكب قزم) يحتوي على المياه بنسبة 26 % من كتلته، وهي نسبة عالية جدا اذا ما علمنا ان نسبة المياه على الارض لا تتعدى 0,02 % من كتلتها. ويبدو ان النجم "جي دي 61" كان في غابر الزمن شمسا أكبر بقليل من شمسنا، في الوقت الذي كان الكويكب يدور حوله ويحتوي تحت سطحه على تلك الكميات الكبيرة من المياه على شكل جليد. بحسب فرانس برس.

ومن المعروف لدى العلماء ان شمسنا ستخفت في بضع مليارات من السنوات لتواجه مصيرا مثل مصير النجم "جي دي 61". ويقول العلماء ان "جي دي 61" استهلكت كل وقودها قبل 200 مليون سنة وتحولت الى نجم قزم ابيض، وقد نجت بعض كواكبها فيما دمرت الكواكب القزمة والكوكيبات من قوة جاذبيتها جراء اقترابها منها. وارتكز العلماء في هذه الدراسة بشكل اساسي على اعمال المراقبة الفلكية بواسطة التلسكوب الفضائي هابل.

كوكب شبيه بالأرض

من جانب اخر اكتشف علماء للمرة الاولى كوكبا خارج المجموعة الشمسية شبيه بالارض ليس فقط في الحجم بل ايضا في نسب الحديد والصخور وذلك في خطوة مهمة في البحث المستمر للعثور على عوالم شقيقة من المحتمل ان تكون مناسبة للحياة. ويدور الكوكب الذي يعرف باسم كيبلر-78بي حول نجم أصغر قليلا من الشمس يقع في كوكبة الدجاجة على بعد 400 سنة ضوئية.

واكتشف كيبلر-78بي بواسطة التلسكوب الفضائي كيبلر التابع لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) والمتوقف حاليا عن العمل. وكشفت القياسات عن ان قطر كيبلر-78بي يزيد بنسبة 20 بالمئة فقط عن قطر الارض. ورغم انه من المفترض ان سطح الكوكب منصهر وان درجات الحرارة شديدة الارتفاع بما لا يجعله مناسبا للحياة إلا ان فريقين مستقلين من علماء الفلك انتهزا الفرصة لاستكمال الاكتشاف بقياسات مأخوذة من الارض في محاولة لتحديد كثافة كيبلر-78بي.

وباستخدام أكثر من تلسكوب ركز الفريقان على قوة الجاذبية بين الكوكب الصغير والنجم الرئيسي الذي يدور حوله وهي معلومات قد تستخدم في التعرف على وزن وتركيبة كيبلر-78بي. وفي بحثين نشرا في دورية نيتشر كتب الفريقان انهما توصلا الى نفس الاستنتاج وهو ان كيبلر-78بي له نفس كثافة الارض تقريبا مما يشير الي انه مكون ايضا بشكل اساسي من صخور وحديد. بحسب رويترز.

وكيبلر-78بي هو احد حوالي عشرة كواكب صغيرة اكتشفت حديثا تدور على مسافة قريبة جدا من النجم الرئيسي للمجموعة. وعلى سبيل المثال يكمل كيبلر-78بي دورة حول النجم في ثماني ساعات ونصف فقط. ولا يعرف العلماء كيف انتهى الحال بهذه الكواكب لان تكون قريبة الي هذا الحد من النجم الرئيسي للمجموعة.

قمر يوروبا

في السياق ذاته قال علماء فلك إن الصور التي التقطها "تليسكوب هابل" الفضائي تظهر وجود بقايا من غازات الهيدروجين والأكسجين بالنصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وهو ما يرجح وجود كميات كبيرة من المياه على قمر يوروبا الجليدي، التابع لكوكب المشتري، وهو أحد أفضل المواقع للبحث عن حياة أخرى في المجموعة الشمسية.

وأوضح العلماء في دورية "ساينس" العلمية أنه إذا ما تأكد وجود بخار الماء هناك، فسيعزز ذلك الاعتقاد السائد بأنه يمكن الوصول إلى محيط المياه تحت سطح القمر، مما يوفر مجالا جيدا أمام البعثات في المستقبل لدراسة هذه البخار بحثا عن فرص لوجود حياة أخرى. وقال جيمس غرين، رئيس علم الكواكب في وكالة ناسا الفضائية، إن وجود المياه على القمر دفع العلماء إلى التكهن بوجود حياة هناك. وأضاف أنه في حالة وجود تلك الأعمدة البخارية فسيكون أمرا مذهلا، وهو ما يعني إخراجها موادّ من محيط القمر، وقد تكون هناك جزئيات عضوية على سطح القمر.

وجرى إعلان تلك النتائج في اجتماع الخريف للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في مدينة سان فرانسيسكو بكاليفورنيا.

واكتشف العلماء عددا هائلا من نافورات المياه خلال الصور التي التقطها هابل في نوفمبر/ تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وأخرى قديمة عام 1999. وتظهر الصور دلائل لوجود مياه (زرقاء) على سطح القمر، وإشارات أخرى لمياه بعدما تفككت إلى هيدروجين وأكسجين جنوبي بعض المناطق القطبية للقمر يوروبا.

وقال لورنز روث، من "المعهد الجنوبي الغربي للبحوث" في سان أنطونيو بتكساس، إن الصور الملتقطة تظهر وجود عامودين من بخار المياه بارتفاع 200 كيلومتر، في حين يقذف سطح القمر نحو سبعة أطنان من المواد كل ثانية. ووصف كيرت ريزرفورد، الباحث في المعهد نفسه، تلك الكمية من الأبخرة بالـ "مذهلة"، لافتا إلى أن "تلك الكتلة من الأبخرة تسير بسرعة 700 ميل في الثانية. وتخرج تلك الغازات ثم تكاد تعود مرة أخرى إلى الخلف تجاه السطح، لكنها لا تجد مخرجا إلى الفضاء".

وتظهر هذه الأعمدة بشكل عابر إذ ترتفع لسبع ساعات فقط في كل مرة. وتبلغ تلك الأبخرة ذروتها عندما يكون يوروبا في أبعد نقطة من كوكب المشتري، ثم تختفي عندما يكون في أقرب نقطة من الكوكب. ويضيف ريزرفورد: "هذا يعني أن تسارع المد والجزر سيقود تدفق المياه عبر شقوق موجودة على سطح الجليد". ولا يزال فريق العلماء القائم على الدراسة غير متأكد من أن تلك الشقوق ممتدة حتى تصل إلى المياه السائلة أسفل قشرة القمر.

ويرغب الباحثون في مزيد من الدراسة حول إذا ما كانت تلك الأعمدة شبيهة بتلك الموجودة في "إنسيلادوس"، سادس أكبر أقمار كوكب زحل، حيث تندفع انبعاثات البخار ذات الضغط العالي من شقوق ضيقة للغاية إلى السطح. وأكد ريزرفورد أنه "لا يزال لدى العلماء أسئلة عديدة حول الأمر، وفي مقدمتها: كم حجم سمك القشرة الجليدية، وهل توجد هناك أية بحيرات أو برك داخل طبقات القشرة الجليدية؟ وما هو عمق تلك الشقوق؟ وهل تمتد لتصل إلى المياه السائلة في الأسفل؟ وهي الأسئلة التي لا تزال تبحث عن إجابات".

وأطلقت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) عددًا من الخطط التمهيدية، لمهمة استكشاف القمر يوروبا، وأطلقت على إحدى هذه المهمات اسم "يوروبا كليبر"، المتوقع تحليقها بالقرب من الأعمدة. وأوضح جيمس جرين، رئيس علم الكواكب في وكالة ناسا، أن تلك المهمة باهظة التكاليف، حيث يجري تصميمها لتستمر فترة طويلة نسبيا، ربما عام أو أكثر، في بيئة مشعة قاسية للغاية، وهو ما جلعنا نطلق عليها "المهمة الرائدة"، لكننا اضطررنا لتأجيلها. بحسب بي بي سي.

ولفت غرين إلى أن الفرصة الحقيقية لدراسة تلك النافورات البخارية ستكون خلال مهمة "جوس" التي ستطلقها وكالة الفضاء الأوروبية. وستتمكن المهمة، المقرر إطلاقها عام 2022، من التحليق مرتين بعد ثمان سنوات بالقرب من ذلك القمر عام 2030، وفي حالة نجاح المهمة، ستتمكن من الاقتراب من تلك الأعمدة بشكل كافٍ. وأضاف غرين "ربما يكون هناك عدد كبير من الأعمدة، التي يتراوح ارتفاعها من 10 كلم إلى 50 كلم، وهو ما يستبعد تحليق جوس فوق تلك الأنواع من الأعمدة القريبة من خط الاستواء، لكن يظل أمامنا فرصة لاكتشاف تركيبة تلك الغازات وإجراء دراسات في غاية الأهمية عنها".

كوكب الزهرة

لماذا شهد كل من كوكب الارض وكوكب الزهرة تطورا مختلفا عن الآخر علما انهما متجاوران ومتشابهان؟ يعكف العلماء على الاجابة عن هذا السؤال من خلال مهمة "يوروفينوس" التي تدرس على مدى ثلاث سنوات الغلاف الجوي والرياح في كوكب الزهرة. ويقول توماس ويدمان من مرصد باريس الذي ينسق هذا المشروع الممول من الاتحاد الاوروبي "يملك كوكب الزهرة على الارجح اسرارا كثيرة تهمنا".

وتعمل ضمن هذا المشروع ست مختبرات في فرنسا وبلجيكا والمانيا والبرتغال وبريطانيا، في مشروع يقضي بتمديد عمل مهمة "فينوس اكسبرس" التابع لوكالة الفضاء الاوروبية، من خلال مواصلة دراسة بياناته والمعلومات التي جمعها، بالتزامن مع اجراء عمليات مراقبة بواسطة التلسكوب الما في تشيلي وغيره من المراصد العملاقة على سطح الارض.

وانطلقت مهمة "فينوس اكسبرس" في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2005، وقوامها قمر اصطناعي يسبح في مدار حول كوكب الزهرة. وقد جرى تمديد هذه المهمة حتى العام 2015، رغم ان عددا هائلا من البيانات التي جمعت لم يجر درسها وتحليلها بعد. ومن شأن برنامج "يوروفينوس" ان يتيح لاوروبا دورا رياديا في دراسة الزهرة، بحسب توماس ويدمان. ومن المقرر ان يستقر مسبار ياباني في مدار حول الزهرة في العام 2015.

وبحسب علماء الفضاء، فان كوكب الزهرة، او نجمة المساء كما كان يسمى، تشكل في الحقبة نفسها التي تشكل فيها كوكب الارض وفي المنطقة نفسها ايضا، ومن المواد نفسها على الارجح. وهو مشابه للارض، اذ يبلغ قطره 95 % من قطر الارض، وكتلته 80 % من كتلتها. لكن مصير كل من الكوكبين كان مختلفا في ما بعد، ففيما تضم الارض حياة متنوعة، يشكل كوكب الزهرة بيئة غير مناسبة للحياة على الاطلاق. فهو قاحل تماما، وغلافه الجوي مشبع بغاز ثاني اوكسيد الكربون، وحرارة سطحه تصل الى 450 درجة مئوية.

ويرى علماء الكواكب ان فهم التطور على المدى الطويل بالنسبة لهذين الكوكبين الشقيقين، الارض والزهرة، يشكل عاملا اساسيا في فهم الكواكب الاخرى خارج المجموعة الشمسية التي قد تكون مناسبة لوجود الحياة وتطورها على سطحها. وستعكف مهمة "يوروفينوس" على دراسة الغلاف الجوي للزهرة، حيث يسجل العلماء تغيرات لا تتوافق مع قوانين الفيزياء المعمول بها. بحسب فرانس برس.

وسيدرس العلماء خصوصا ظاهرة تحيرهم، وهي رياح كوكب الزهرة. ففي الوقت الذي يتم الكوكب دورته البطيئة حول نفسه في 243 يوما، يدور الغلاف الجوي حول نفسه متما دورة كاملة حول الكوكب في اربعة ايام او خمسة. وما زالت هذه الظاهرة غير مفهومة للعلماء، وهي تشبه ما يجري على سطح بعض الكواكب خارج المجموعة الشمسية، التي تدور حول نفسها ببطء شديد، بحسب مرصد باريس. ويشارك في برنامج "يوروفينوس" باحثون وعلماء من مرصد باريس، ومرصد كوت دازور، ومعهد الفضاء في بلجيكا، وجامعة كولونيا، وجامعة لشبونة، وجامعة اوكسفورد.

المسافات بين المجرات

على صعيد متصل قال علماء فلك إنهم تمكنوا من قياس المسافات بين المجرات في الكون بشكل أكثر دقة من ذي قبل، وبنسبة تباين بلغت واحد في المئة فقط. ويعد ذلك المسح الدقيق لمسافة تصل إلى ست مليارات سنة ضوئية أمر مهم فيما يتعلق برسم خريطة دقيقة للكون وتحديد طبيعة الطاقة المظلمة فيه. ووضع ذلك المعيار الجديد عن طريق مرصد باريون لقياس الذبذبات الطيفية باستخدام مؤسسة سلووان بولاية نيو ميكسيكو الأمريكية، وأُعلن ذلك في المؤتمر 23 لرابطة علماء الفلك الأمريكيين في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وقال ديفيد شليجل، الفيزيائي بمختبر لورينس بيركلي الوطني وكبير الباحثين بمرصد باريون: "ليس هناك الكثير من الأشياء في حياتنا التي نعرفها بدقة كبيرة نسبة التباين فيها واحد في المئة فقط." وأضاف: "أصبحت الآن أعرف حجم الكون أفضل مما أعرف حجم منزلي." وقال شليجل إنه منذ عشرين عاماً، اختلفت تقديرات علماء الفلك لحجم الكون بنسبة 50 في المئة، "ومنذ خمس سنوات، انخفض ذلك التباين إلى خمسة في المئة، ثم وصل إلى اثنين في المئة العام الماضي". وتابع: "نسبة واحد في المئة هذه ستكون معيارا لفترة طويلة في المستقبل."

واستخدم فريق مرصد باريون ذبذبات باريون الصوتية لقياس المسافات بين المجرات، وتمثل هذه الذبذبات الآثار المتجمدة لموجات الضغط التي حدثت خلال تشكل الكون، وساعدت على توزيع المجرات بالشكل الذي نراه اليوم. وتقول آشلي روس، أستاذ الفلك بجامعة بورتسموث، إن الطبيعة أعطتنا أداة قياس جميلة "يبلغ طولها نصف مليار سنة ضوئية، يمكننا من خلالها قياس المسافات بدقة ومن مسافات بعيدة."

ومعرفة المسافات من خلال مقياس باريون سوف تساعد في التأكد من الخصائص الأساسية للكون. ويعد تحديد المسافات أحد أكبر التحديات في علم الفلك، ويقول دانييل إيسينستين، مدير مرصد سلووان الثالث للمسح الرقمي للسماء "بمجرد معرفة بعد المسافة (بين المجرات) يصبح من السهل جدا معرفة الخصائص الأخرى الخاصة بها." وسوف تساعد معرفة المسافات من خلال مقياس باريون في التأكد من الخصائص الأساسية للكون، وما إذا كانت "الطاقة المظلمة" تسرع من عملية توسع الكون.

وتؤكد آخر النتائج أن الطاقة المظلمة تعد إحدى الثوابت الكونية التي لا تتغير قوتها بتغير المسافة أو الزمن. ويقول شليجل "الكون ليس مقوساً كثيرا، بل إنه مسطح بشكل ملحوظ، مما قد يعطي دلالات حول ما إذا كان الكون غير محدود." وأضاف "قد لا نستطيع أن نجزم، لكن المرجح أن الكون يتمدد إلى ما لا نهاية في الفضاء، وسيتمدد إلى الأبد من حيث الزمن، وتتوافق نتائجنا هذه مع فكرة الكون اللامتناه."

وعند اكتمال عمليات المسح التي يجريها مرصد باريون، سيتمكن من جمع معلومات بشأن ما يقرب من 1.3 مليون مجرة، و160 ألف من أشباه النجوم، وآلاف الأجسام الفضائية الأخرى، مما يغطي مساحة 10 آلاف درجة مربعة. ونشر تحليل للبيانات المتاحة حاليا، والتي اكتمل منها نحو 90 في المئة، على موقع إلكتروني تابع لقسم الفيزياء الفلكية بجامعة كورنيل.

الى جانب ذلك اكتشف علماء فلك أمريكيون أبعد مجرة عن الارض حتى الان وهو كشف سيجعل العلماء يراجعون تقديرهم لعمر الكون بما يجعله أقدم بنحو 700 مليون سنة. واستغرق الضوء الصادر من المجرة التي سماها العلماء زد8 جي.ان.دي 5296 نحو 13.1 مليار سنة ليصل الى تلسكوب هابل المحلق في الفضاء والى مرصد كيك في هاواي اللذين رصدا المجرة بالأشعة تحت الحمراء. بحسب رويترز.

وقال ستيفن فينكلستاين كبير الباحثين والاستاذ المساعد في جامعة تكساس بأوستن "نتعلم الكثير عن منطقة تعود كثيرا الى الوراء من حيث الزمن بدرجة يصعب فهمها. هذه المجرة التي نراها ترجع تقريبا الى 13.1 مليار عام الى الوراء وهذا تقريبا يمثل 8 مليارات عام قبل مولد شمسنا وبالطبع أكثر من هذا كثيرا بالنسبة لمنشأ الحياة."

ولهذه المجرة التي تعادل كتلتها مليار مرة كتلة الشمس صفتان غير معتادتين ربما هما السبب وراء ظهورها بينما هذا لم يحدث مع مجرات شبيهة اخرى محتملة. أولاهما ان هذه المجرة تشكل نجوما بسرعة كبيرة جدا وتطلق ما يعادل تقريبا مئة مثل النجوم التي تطلقها مجرة درب التبانة ولذلك قد تكون أكثر لمعانا من المجرات الاخرى المرشحة. والثانية انها تحوي نسبة عالية من العناصر الاثقل من الهيدروجين والهيليوم.

شهاب اخترق السماء

من جانب اخر أظهرت أبحاث جديدة أن الشهاب الذي اخترق السماء فوق وسط روسيا وأدى إلى إصابة أكثر 1200 شخص كان له تأثير أقوى من تقديرات العلماء في باديء الامر. وأثارت الأبحاث أيضا احتمال أن وجود أجسام في حجم شهاب تشيليابينسك الذي بلغ قطره 19 مترا في مدارات قريبة من الأرض هو أكثر شيوعا من التقديرات الحالية وربما يبلغ عددها 20 مليونا.

وقال بيل كوك رئيس مكتب الاجسام السماوية التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) في مركز مارشال لرحلات الفضاء في هانتسفيل بولاية ألاباما "كان تشيليابينسك مذهلا لكن لا ينبغي علينا أن نعطيه قدرا مفرطا من الأهمية فيما يتعلق بما قد يأتي في المستقبل." وأظهرت الدراسات الجديدة أن الموجات الاهتزازية الناتجة عن الانفجار الشهبي على ارتفاع حوالي 30 كيلومترا فوق مدينة تشيليابينسك الروسية المكتظة بالسكان كانت قوية بما يكفي لان يطيح بالناس أرضا. وقال الباحثون في ثلاثة ابحاث إن كرة اللهب في ذروتها كانت أكثر إشراقا من الشمس حوالي 30 مرة ونتج عنها كمية من الاشعة فوق البنفسجية تكفي لاحداث حروق شمسية على الفور.

وأظهرت الدراسات أن الانفجار فوق تشيليابينسك كان في قوة حوالي 500 كيلوطن من مادة تي إن تي الشديدة الانفجار وأكثر 30 ضعفا من قوة القنبلة النووية التي اسقطت على هيروشيما. وأدى الحطام من النوافذ والمباني المتضررة إلى دخول أكثر من 1200 شخص إلى المستشفيات لتلقي العلاج. بحسب رويترز.

وجمع الباحثون مئات التسجيلات المصورة من هواتف محمولة وكاميرات مراقبة لهذا الحدث لإعادة بناء مسار رحلة الشهاب وسرعته وانفجاره في الجو. كما حللت فرق الباحثين صخورا وشظايا تم استعادتها من الأرض وتوصلوا الي أن الشهاب كان يحلق منفردا لفترة زمنية قصيرة نسبيا بلغت 1.2 مليون سنة. ويعتقد العلماء انه كان ذات يوم جزءا من جسم أكبر مزقته جاذبية الأرض عندما مرت بالقرب منه في السابق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/كانون الثاني/2014 - 18/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م