قشور الفواكه والخضروات.. كنوز صحية يتجاهلها الناس

 

شبكة النبأ: قشور الفواكه والخضروات تحتوي الكثير من العناصر الغذائية المهمة، والتي قد تفوق اهميتها ما موجود في لب بعض تلك الفواكه كما يقول بعض الخبراء، فهي تساعد وبشكل كبير في الحماية من بعض الأمراض الخطيرة مثل الأمراض القلبية الوعائية والأورام الخبيثة والبدانة وغيرها، لاحتوائها على كثير من الفيتامينات والبروتينات والمواد المضادة للأكسدة، وهذا ما تؤكده ايضا العديد من الدراسات والابحاث الحديثة التي اثبتت اهمية فوائد قشور الفواكه والخضروات.

وفي هذا الشأن فقد أكدت دراسة علمية حديثة أن تناول الليمون والبرتقال بقشرته الخارجية يمكنه خفض الاصابة بسرطان الجلد بنسبة 30%. وأوضحت الدراسة أن الليمون يتميز بأنه أيضاً يمنع تكون حصوات الكلي لازدياد محتوي حمض الستريت به الذي يمنع تكوين الحصوات لثرائه بعنصري البوتاسيوم والستريت.

وأشارت الدراسة إلى أن قشرة البرتقال تعمل على الوقاية من ارتفاع الكوليسترول ومن الأمراض السرطانية مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا. ويذكر أن مكونات قشرة البرتقال من الداخل يوجد بها فيتامين "سى" الذى يحتاجه الجسم وأيضاً الكربوهيدرات كما توجد بها الألياف والتى يطلق عليها البكتين.

في السياق ذاته أظهرت دراسة طبية حديثة أن قشر التفاح الأحمر يحتوى على مركبات تساعد في منع نمو الخلايا السرطانية في الجسم أو القضاء عليها. وأكد فريق البحث من جامعة كورنيلال، أن قشر التفاح الأحمر يحتوى على مركب "ترايتربينويدز" الذى يقوم بالدور الأساسي في منع تكاثر الخلايا السرطانية في الكبد والقولون وتقى من الإصابة بسرطان الثدي.

وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد أن أجروا تحليلاً لقشور نحو 1.4 كيلوجرامات من التفاح الأحمر بعد عزل مكوناتها وتحديد طريقة تركيبها واخضاعها لاختبارات في المختبر. وأوضح الباحثون أن تناول التفاح أثناء فترة الحمل يحمى المواليد من الإصابة بالربو والأعراض المرتبطة به، كما يساعد عصيره في حفظ مستويات الكوليسترول فى الدم ضمن حدودها الطبيعية، كما أنه يحمى الإنسان من الإصابة بتصلب الشرايين، حيث يساعد على تقليل نسبة الدهون الطبيعية في الدم.

على صعيد متصل أفادت دراسة أمريكية أجراها معهد السرطان القومي التابع لمعاهد الصحة القومية، بأن قشر العنب المسكي يستطيع تثبيط نمو خلايا سرطان البروستاتا. وأظهرت التجارب المخبرية التي قام بها الباحثون أن مستخلص قشر العنب المسكي لا يحتوي على الكثير من "رزفيراترول"، وهو مركب آخر موجود في قشر العنب، ولا يزال موضع دراسة واسعة نظراً لفوائده الواعدة كمثبط لنمو سرطان البروستاتا.

وباستخدام سلسلة من خلايا سرطان البروستاتا الممثلة لمختلف مراحل الإصابة به، أظهر الفريق البحثي أن مستخلص قشر العنب المسكي قد ثبط بشكل دال نمو خلايا البروستاتا السرطانية وليس الطبيعية، وذلك بتسريع موت الخلايا السرطانية المبرمج، مؤكدين أن موت الخلايا المبرمج هو آلية يستخدمها الجسم للتخلص من الخلايا ذات العطب الوراثي غير القابل للإصلاح، قبل أن تتمكن تلك الخلايا من إعادة إنتاج نفسها. ويذكر أن المكونات الكيميائية للعنب المسكي تختلف عن معظم أنواع العنب الأخرى، حيث يتميز المسكي بغناه بمركبات كيميائية تعرف ب"أنثوسيانين"، وتمنح مركبات أنثوسيانين العنب لونه الأحمر أو الأرجواني، وتعد مضادات قوية للأكسدة.

قشرة الموز والرمان

من جانب اخر أثبتت دراسة بريطانية علمية حديثة أن فوائد قشرة الموز تضاهي فوائد ثمرة الموز نفسها، وبيّن العلماء أن قشور الموز تحتوي على معدن المغنسيوم بمعدلات مرتفعة ونصحوا بـ" غليها لتخفيف توتر الأوعية الدموية وتجنيب الشخص تصلب الشرايين ووقايته من الازمات القلبية ."

ووفقا للدراسة التی نشرتها صحیفة "دیلی میل" البریطانیة، فإن قشور الموز لها دور تجمیلی ایضا، اذ تعمل على تبییض البشرة بعد طحنها ووضعها على الوجه وتساعد على إزالة آثار حب الشباب، فضلاً عن فائدتها فی تطویل شعر الرأس وزیادة کثافته. واضافت الدراسة یمکن الاستفادة من قشور الموز فی تخفیف الصداع النصفی عند وضع قشر الموز الناضج على الرأس لمدة 15 دقیقة ومعالجة قرحة القدم والحروق والطفح الجلدي والحراري.

 کما یستعین أهالی جزر الباهاما بقشور الموز للتخلص من ضغط الدم المرتفع عن طریق غلی قشور الموز وشرب مائه. ومن جانب آخر أوضحت دراسة برازیلیة نشرت فی مجلة الجمعية الكیمیاویة الأمیرکیة أن قشرة الموز المقطعة تفید فی تنقیة المیاه والتخلص من المعادن السامة التی یحتمل أن تتواجد فیها، إذ إنها تساعد على التخلص من کافة السمیات التی تحتویها مثل الرصاص والنحاس.

على صعيد متصل كشفت دراسة علمية حديثة عن دور قشور الرمان في محاربة الالتهابات الموضعية التي يسببها نوع من البكتيريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية الأمر الذي قد يسهم في إيجاد علاجات جديدة لهذا النوع من الالتهابات الانتانية. ونجح باحثون من جامعة كينجستون البريطانية في الإشارة إلى دور قشور ثمار الرمان ذات النكهة المرة في مكافحة الالتهابات الموضعية والتي تنجم عن بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة لمضادات الميثيسيللن.

واستنادا الى الباحثين تظهر المكورات العنقودية الذهبية المضادة للميثيسيللن أو ما يعرف اختصارا باسم إم آر اس إيه مقاومة تجاه عدد من المضادات الحيوية مثل الميثيسلين والبنسلين والاموكسيسيلين وغيرها حيث تسبب هذه الجرثومة الالتهابات بشكل متكرر بين المرضى من نزلاء المستشفيات ورواد المرافق الصحية كأقسام غسيل الكلى وأقسام رعاية المسنين.

وقام فريق البحث مؤخرا بتحضير مستحضر دوائي على شكل دهون لأغراض الاستعمال الموضعي والذي احتوى على مسحوق قشور الرمان وفيتامين سي بالإضافة إلى أملاح المعادن وأجرى الفريق سلسلة من الاختبارات التي استمرت مدة ثلاث سنوات بهدف تقييم مستوى فعالية هذا المستحضر الدوائي في محاربة بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيلسيلين وأصناف أخرى من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

وطبقا لنتائج الدراسة التي نشرتها الدورية البريطانية لعلوم الطب حيوية نجحت التركيبة الموضعية المحضرة من قشور الرمان وأملاح المعادن في محاربة الالتهابات الموضعية التي سببتها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (ام آر اس أيه) والتي عزلت من مرضى نزلاء في المستشفيات فيما أظهرت الدراسة أن إضافة فيتامين سي إلى التركيبة السابقة جعل منها علاجاً فعالاً في محاربة أنواع البكتيريا الأخرى المقاومة للمضادات الحيوية.

البطيخ والباذنجان والبطاطس

في السياق ذاته أكدت دراسة صينية أن قشر البطيخ يتسم بفعالية كبيرة في علاج خمسة أمراض هي ارتفاع ضغط الدم المزمن والتهاب الكلي واحتباس البول والاستسقاء والامساك المزمن. وأشارت الدراسة التي أعدها معهد الطب الحيوي، إلى أنه تم استخلاص النتيجة بعد أبحاث وتجارب أجريت على مدار ثلاثة أعوام وشملت نحو تسعة ملايين مريض من المقاطعات الصينية الاحدى والثلاثين.

وتنصح الدراسة مرضي ارتفاع ضغط الدم بتجفيف قشر البطيخ ثم طحنه حتى يتحول إلى مسحوق يؤخذ منه عشرون جراماً ويقلب جيداً في الماء حتى يصل إلى درجة الغليان ثم يحتسيه المريض يومياً لمدة لا تقل عن شهر دون توقف. أما مرضي التهاب الكلي فتنصحهم الدراسة بتقطيع قشر البطيخ قطعاً صغيرة جداً ووضعها في الماء وتقليبها على النار حتى تتحول إلى عينة تحفظ في وعاء زجاجي محكم الاغلاق ويتناول منه المريض ملعقة واحدة علي الريق لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع.

وبالنسبة لمرضي الاحتباس البولي والاستسقاء والامساك فعليهم تقطيع قشر البطيخ قطعاً صغيرة ووضعها في الماء مع إضافة شرائح رقيقة من البندورة أو بياض بيضة واحدة بعد فصله عن الصفار وأثناء ذلك يتم تقليبه على النار مدة خمس دقائق ثم يشرب بارداً يومياً لمدة خمسة أسابيع.

من جهة اخرى كشفت أحدث الدراسات الأمريكية أن مركبات "باسيولين" المضادة للأكسدة والمتوافرة في قشر الباذنجان‏ تخلص الجسم من الشوادر الحرة التي تتسبب في الإصابة بالشيخوخة‏. وأشارت الدراسة إلى أن قشرة الباذنجان تحمي جدران خلايا الجسم والدماغ من التلف‏,‏ إضافة إلي دورها في إنتاج هرمونات الذكورة والأنوثة‏,‏ وتكوين أملاح عصارة المرارة اللازمة لامتصاص بعض الفيتامينات المهمة‏.

ووجدت الدراسة أن ثمار الباذنجان تحتوي أيضاً علي مركبات "فينوليك" المضاد للأكسدة وأهمها حامض "الهوردجنيك" الذي يعد من أقوي مضادات الأكسدة النباتية، وتكمن أهمية هذا الحمض في الوقاية من حدوث خلل بتركيبة الحمض النووي بما يمنع تكوين الخلايا السرطانية في الجسم‏،‏ فضلاً عن دوره في تخفيض نسبة الكوليسترول الضار‏.

الى جانب ذلك ينصح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة بتناول البطاطس بقشرها حيث يحتوي قشر البطاطس على معادن هامة لدفع مناعة الجسم. واوضح بدران أن قشر البطاطس يحتوي على البوتاسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والكالسيوم والفسفور والكروميوم وهذه المعادن هامة في تنظيم ضغط الدم واتزان سوائل الجسم وتكوين عظام الأسنان وتنشيط القوي الفكرية والجسيمة وتعمل كمهدئ للأعصاب ومفيد لزيادة كفاءة العضلات. وأضاف بدران أن البطاطس تعمل كمانع للسرطان، كما تحتوي على الالياف والبروتين المفيدة في رفع المناعة وتنظيم حركة الامداد كما تعمل مضادات الأكسدة بها علي خفض الدهون الضارة والوقاية من تصلب الشرايين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/كانون الثاني/2014 - 17/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م