تشن على الشعب العراقي منذ أمد وتزداد همجية ودموية هذه الأيام،
حربا شاملة من قبل الارهاب الدولي ممثلا بمنظمة القاعدة التي لا تعرف
التمييز بين المرأة والرجل والشيخ الطاعن بالسن والطفل الرضيع، أو بين
السني والشيعي والمسلم والمسيحي والأيزيدي والصابئي والعربي والكردي
والتركماني. انها حرب ابادة لا حرب تحرير من الاحتلال كما كانوا
يعلنون، لقد كانت كذلك أيام الاحتلال كما هي اليوم، يريدونها حربا
أهلية يقتل العراقي الجار جاره تحت شعار اقامة دولة الخلافة البائدة
حلم المختلين والشاذين عقليا والأوباش من مرتزقة وقطاع طرق لا تربطهم
أي رابطة بالشعب والوطن العراقي.
العراقيون الأخيار والشرفاء مدعوون للتوحد جميعا ضد هذا الوباء
الداهم الذي رأينا ممارساته الاجرامية من قطع الرؤوس في شوارع وأحياء
المدن العراقية خلال السنين الماضية وفي اليمن وسوريا الشقيقة اليوم.
لقد شاهد العالم على القنوات الفضائية عصابات الارهاب وهي تنفذ جرائمها
بتقطيع اجساد الناس وتلتهمها كالوحوش الكاسرة وتستلذ بدمائهم المسفوكة
غدرا. ليس هناك أدنى شك بأن العراقيين وبصرف النظر عن معتقداتهم
المذهبية والدينية وأصولهم الاثنية سوف لن يسمحوا لأولئك الأوباش من
المرور وتنفيذ مآربهم.
وينبغي على أبناء شعبنا مدنيين وعسكريين احترام النظام والقانون
وحقوق الانسان في التعامل مع من يشكون في صلاتهم بالمنظمات الارهابية،
وأن لا يسمحوا أو يتسامحوا مع من يحاول الاعتداء عليهم بالاحلال محل
السلطات الأمنية والقضائية. ان الاسلوب الصحيح والحضاري هو تسليمهم
للقوات الأمنية والعسكرية ليحالوا الى القضاء تمهيدا لمحاكمتهم وفق
سياق القانون العراقي.
والأمل معقود على القوى السياسية الوطنية بأن تتناسى خلافاتها وتوحد
خطابها لقطع الطريق على مخطط الرجعية المحلية والعربية والأجنبية
السوداء التي تدعم وتحرض على اشعال الحرب الأهلية بين أبناء الشعب
العراقي الواحد. ويطلب بنفس الوقت من الحكومة العراقية وأجهزتها
الأمنية التحلي بالحكمة والوعي والمسئولية العالية في معالجة الخلافات
في الرأي داخل الحكومة والبرلمان لضمان الوحدة السياسية في مقارعة
العدو الداهم الذي يستهدف الجميع بدون استثناء، وان تبذل أقصى الجهود
للوصول الى الحلول الوسط التي ترضي كافة أطراف العملية السياسية.
انها فرصة قد لا تسنح مرة أخرى لإعلان تضامن الأخوة العرب من شتى
اقطارهم للوقوف معنا ضد الهجمة الرجعية السوداء على شعبنا المسالم،
الشعب الذي لم يتوانى مرة عن دعم نضال الشعوب العربية في كافة اقطارها
في نضالها ضد الرجعية والاستعمار.
وكلنا أمل باستعادة شعبنا لأمنه واستقراره ليتفرغ لبناء حياته
وسلامه الاجتماعي الذي لم يتحقق له لا خلال الفترة الصدامية ولا خلال
فترة الاحتلال ولا بعده. ان نصف قرن من الاضطهاد والحروب والاحتلال
والارهاب قد خلفت من المرارة ما لم يذقه اي شعب من العالم، ولولا
الصمود الاسطوري لشعبنا وايمانه الراسخ بالانتصار لكان قد تلاشى كتلاشي
الشعوب الأصلية في الأمريكتين.
ويعود الفضل في ذلك لقوة التحمل ومشاعر التضامن التي يكنها أبناء
العراق بمختلف مكوناتهم الاثنية والدينية لبعضهم البعض، وللوعي العالي
لقواه السياسية الوطنية وتفاني أبناء العشائر الأوفياء. ولاشك وكما كان
دائما سيتوحد شعبنا بتصميم وثقة تامتين للدفاع عن وحدة وطننا ضد مشاريع
التجزئة التي يسعى لها باستماتة أعداءه خارج الحدود ومرتزقتهم
المحليين.
ولنا كل الثقة بأن القوى المحبة للحرية والسلام في العالم ستتضامن
معنا ضد الارهاب الظلامي وستتوجه بآمالها لترى انتصاراتنا وقد تكللت
بالنجاح. فشعب الرافدين لم يبخل ولم يتهاون أبدا في الاعلان عن تضامنه
ووقوفه مع شعوب العالم كافة ايام المحن والشدائد.
وكعراقيين في الوطن والمهاجر مطلوب منا ابداء مشاعر التضامن مع
جيشنا الوطني الذي لم يبخل بأرواحه للتصدي لجرائم المنظمات الارهابية
دفاعا عن شعبنا المسالم. والرجاء معقود على تعاون الأخوة في كوردستان
بإبداء تضامنهم المعنوي والعسكري لإنهاء الخطر الداهم ودحره، فأي
انتصار في هذه المعركة كفيل بتمتين الأخوة العراقية العراقية في شتى
ربوع العراق. |