السلام الفلسطيني الإسرائيلي.. حلم أمريكي بعيد المنال

 

شبكة النبأ: محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسير بخطى متعثرة بسبب الانقسامات المستمرة بين الجانبين والمبنية على الشك وعدم الثقة كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان المحدثات الجارية حاليا بين الفلسطينيين والصهاينة على الرغم من بعض التطورات الجديدة والمهمة، سوف لن يكتب لها النجاح خصوصا وإنها محكومة بشروط إسرائيلية منها مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بالدولة اليهودية، والتي يعتبرها نتنياهو شرط أساسي لنجاح محادثات السلام. وهو ما يعتبره البعض عقبة مستعصية تهدف لإفشال محادثات السلام الحالية.

لكون الجانب الفلسطيني الذي قدم الكثير من التنازلات لا يمكن ان يقبل بهذا الشرط باعتباره تنازل كبير قد يتسبب بضياع الحقوق والمطالب السابقة وهو أمر مرفوض من قبل الأطراف الفلسطينية التي تسعى الى انتزاع حقوقها المغصوبة. هذا بالإضافة الى استمرار الاستيطان وسياسة التهويد المستمرة التي تقوم بها إسرائيل.

هذا من جانب اما الجانب الآخر فهو تنازل الحكومة الإسرائيلية التي أقدمت بسبب رضوخها لبعض الضغوط ببعض القرارات ومنها إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيلية، وهو أمر أثار حفيظة وانتقاد بعض القوى يهودية داخل إسرائيل التي تعاني من انقسامات سياسية واختلاف في وجهات النظر، وهو ما قد يدفع الحكومة الى تغير بعض خططها المستقبلية لضمان شعبيتها، وفي هذا الشأن قال وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون إنه ما تزال هناك فجوات واسعة في محادثات السلام مع الفلسطينيين بعد الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية الامريكي جون كيري.

وابدى تشككه في فرص التوصل الى اتفاق نهائي بحلول الموعد المتفق عليه في ابريل نيسان. واستؤنفت المفاوضات بشأن اقامة دولة فلسطينية في يوليو تموز بعد توقف استمر ثلاثة اعوام مع استهداف التوصل الى اتفاق سلام دائم في غضون تسعة اشهر رغم الشكوك العميقة بإمكانية ابرام اتفاق ينهي الصراع المستمر منذ عقود.

وقال يعلون "نحاول وضع إطار عمل لاستمرار المفاوضات يتجاوز الاشهر التسعة التي يعتقد البعض اننا سنستطيع التوصل خلالها الى اتفاق دائم." وأضاف في تصريحات مذاعة "من الواضح ان هناك فجوات كبيرة وهي ليست جديدة لكن بالتأكيد من مصلحتنا استمرار المحادثات" دون ان يوضح هذه الاختلافات.

وتحاول الولايات المتحدة التوسط لوضع "اطار عمل" للخطوط الرئيسية يتناول القضايا الاساسية مثل الحدود والامن ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس مع ارجاء التفاصيل لوقت لاحق. وقال كيري ان الجانبين يحرزان تقدما إلا انه ما زال هناك احتمال ألا يتوصلا الى اتفاق. وقال السفير الامريكي لدى إسرائيل دان شابيرو إن كيري سيعود قريبا لاستكمال محادثاته مع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال بالعبرية "سنضع في اعتبارنا مقترحات وطلبات وأمنيات الطرفين وآمل وسنعمل على ان نكون في خلال اسابيع او ربما شهر لا اعرف على وجه التحديد مستعدين لتقديم مقترح لاطار عمل بشأن جميع القضايا الاساسية."

وقال مسؤول فلسطيني كبير إن الجانب الفلسطيني يسعى لاتفاق على اطار عمل مكتوب. وقال المسؤول إن الفلسطينيين يريدون ان يتناول اطار العمل القضايا الهامة مثل النص على ان القدس الشرقية ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية وعدم الاكتفاء بكلمة "في القدس". ويعمل الفلسطينيون على اقامة دولة في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الذي تسيطر عليه الان حركة حماس على ان تكون القدس الشرقية عاصمة لها. بحسب رويترز.

واستولت اسرائيل على هذه المناطق في حرب 1967 وسحبت قواتها ومستوطنيها من غزة في 2005. واشار يعلون في تصريحاته الى ان اسرائيل تتطلع الى اتفاق "اطاري" اقل جمودا مما يريده الفلسطينيين في علامة واضحة على المخاوف من ان يتسبب اي اتفاق رسمي الان في اثار غضب الاعضاء المتشددين بالحكومة الاسرائيلية. وقال يعلون "نحن لا نتعامل مع اتفاقية اطارية لكن مع اطار لاستمرار المفاوضات لفترة اخرى طويلة." وقال شابيرو إن كيري جلس "لعدة ساعات" مع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين واستمع منهم الى امور "ربما لم يسمع بها أحد غيره". واضاف "رغم انهم اتخذوا بالفعل قرارات جريئة .. في تقديره ان كلا الجانبين لديه القدرة على اتخاذ مزيد من القرارات الصعبة بدعم من شعبه".

اتهامات متبادلة

في السياق ذاته اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو السلطة الفلسطينية بشن حملة "تحريض على الكراهية" وقال نتانياهو في مستهل اجتماع مجلس الوزراء "ان الفلسطينيين يواصلون حملتهم للتحريض على الكراهية كما رأينا في الايام الاخيرة مع رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي". واضاف رئيس الوزراء الذي بثت تصريحاته الاذاعة العامة "انها المشكلة الرئيسية التي نبحثها مع وزير الخارجية (الاميركي).

ومن بين المسائل الرئيسية الاخرى امن اسرائيل الذي يجب بكل تأكيد ان يبقى بأيدي اسرائيل". وتابع "نعلم ان علينا التوصل الى اتفاق، لكن هذا الاتفاق لا يمكن ان يشكك بحق الشعب اليهودي في دولة". واعتبر ان تطبيق اي اتفاق "يجب ان يمتد زمنيا بغية السماح بإحداث تغيير في ثقافة الكراهية هذه".

وعرض وزير العلاقات الدولية يوفال شتاينيتز من جهته تقريرا حول "حملة التحريض على الكراهية" للسلطة الفلسطينية في البرامج التعليمية. وقال الوزير الاسرائيلي "ان السلطة الفلسطينية تتحدث عن السلام في الامم المتحدة وفي محافل دولية اخرى، لكنها تربي على فكرة تدمير دولة اسرائيل وطرد او قتل الشعب اليهودي. وفي هذه الحملة هناك جانب من الاعجاب بادولف هتلر الذي يقدم على انه عرف كيف يتعامل مع مشكلة الشعب اليهودي".

من جانب اخر دعت الرئاسة الفلسطينية إلى اعادة احياء اللجنة الثلاثية الفلسطينية الإسرائيلية الأمريكية لوقف التحريض. وتشكلت هذه اللجنة في اطار اتفاق اوسلو المؤقت بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمتابعة وقف التحريض في مناهج التعليم ووسائل الاعلام لدى الجانبين لكن تعطل عملها منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 .

وقال نبيل ابو ردينة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "ان الحملة التي تجند فيها رئيس ووزراء الحكومة الإسرائيلية لاتهام شعبنا بتهمة التحريض تفضح النوايا المبيتة للتنصل من عملية السلام." واتهم ابو ردينة الحكومة الإسرائيلية بمواصلة "ذات السياسة التي لا تستطيع العيش خارج مستنقع الاحتلال والاستيطان والقمع المتواصل لشعبنا وزج الالاف من ابنائه في عتمة السجون والمعتقلات ومصادرة املاكه وهدم بيوته وتشريده."

وتصاعدت مؤخرا الاتهامات الإسرائيلية للرئيس محمود عباس ووسائل الإعلام الفلسطينية بمواصلة التحريض وبث الكراهية ضد إسرائيل. وقال ابو ردينة في بيانه "ان الحكومة الإسرائيلية لم تكتف بتزوير التاريخ والافتئات على الحقيقة بل طلبوا من الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته الخضوع لواحدة من اكبر عمليات التزوير في التاريخ وتغييب الحقيقة وتزييف وعيه ومحو ذاكرته."

ووصف ابو ردينة قبول الفلسطينيين اقامة دولتهم على الارض التي احتلت عام 67 بانه "مساومة تاريخية رغم ما تحمله من اجحاف بحقوقنا الوطنية." وقال إن هذا القبول "دليل على رغبتنا بالتغلب على مرارات الماضي وتجاوز الحاضر المدجج بالاحتلال والاستيطان الى مستقبل خال من الاضطهاد والعنف والسيطرة بالقوة الغاشمة واغتصاب حقوق شعبنا وارضه." واضاف أن هذا ايضا "برهان على ايماننا العميق بالسلام والتعايش وحسن الجوار على هذه الارض المقدسة." بحسب رويترز.

وتعهد ابو ردينة بأن تبقى القيادة الفلسطينية "اوفياء لتاريخ شعبنا ونضاله العادل ولتضحيات شهدائه وعذابات اسراه ولن نقبل او نخضع لحملات التشويه والابتزاز التي تقودها حكومة نتنياهو ضد شعبنا وقيادته باسم التحريض." وقال إن هذه الادعاءات "تفضح نواياها (الحكومة الاسرائيلية) لتخريب عملية السلام واطالة امد الاحتلال".

ضغط أمريكي

على صعيد متصل كشف مسؤول فلسطيني ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري يمارس "ضغوطا كبيرة" على عباس للقبول باتفاق اطار يتضمن الاعتراف ب"يهودية اسرائيل". وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان كيري "وخلال اجتماعه الاخير مع الرئيس محمود عباس ووفد من القيادة الفلسطينية مارس ضغوطا كبيرة على الرئيس عباس للقبول باتفاق اطار يتضمن القبول بيهودية دولة اسرائيل".

واضاف المسؤول في كلامه عن القاء مع عباس "لكن الرئيس جدد مرة اخرى رفضه الاعتراف بيهودية اسرائيل واكد تمسكه بالتوصل الى اتفاق يلبي الحقوق الفلسطينية ويؤدي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وتابع "كما اكد الرئيس رفضه لاي وجود اسرائيلي عسكري في اراضي دولة فلسطين واي وجود استيطاني في اراضي هذه الدولة".

وكان الفلسطينيون رفضوا عرض كيري بابقاء وجود عسكري اسرائيلي في غور الاردن في اطار اتفاق مع اسرائيل. ووصف المسؤول اللقاء الفلسطيني الاميركي في رام الله بانه "كان جلسة مفاوضات صعبة جدا جدا". وقال ان كيري طلب من عباس "ان يعطيه مواقف نهائية وواضحة وصريحة ومحددة على الخطوط العريضة لاتفاق الاطار الذي ينوي تقديمه الى الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي". واشار الى ان "معظم اللقاء الذي استمر اكثر من اربع ساعات تركز على موضوع الدولة اليهودية".

وكشف ان كيري "ابلغ الجانب الفلسطيني ان موضوع يهودية الدولة ليس موقفا اسرائيليا فقط بل هو موقف الادارة الاميركية ايضا " في حين ان الرئيس عباس "جدد رفضه للاعتراف باسرائيل دولة يهودية خصوصا ان منظمة التحرير قدمت الاعتراف المتبادل بدولة اسرائيل" من خلال اتفاقية اوسلو عام 1993. واشار كيري في ختام لقائه عباس الى حصول "تقدم" في المفاوضات لكنه اقر في الوقت نفسه بانه لا يزال هناك المزيد للقيام به.

واقر مسؤولون اميركيون بانه من المستبعد التوصل الى اتفاق حول اطار يدفع المفاوضات قدما نحو تسوية نهائية خلال هذه الزيارة بل ان المسالة تتطلب المزيد من الوقت. بالنسبة للقدس اوضح المصدر الفلسطيني ان كيري "طرح صيغة جديدة لحل قضية القدس لكنها غير واضحة وغامضة وبالتالي لا يمكن القبول بها". وتابع ان صيغة كيري "تتضمن ان تكون القدس الموحدة عاصمة لدولتين دون ان يحدد اين هي القدس واين هي القدس الشرقية وهو طرح يثير الشك حيث ان اسرائيل تعتبر ان القدس الكبرى تتضمن قرى القدس وبالتالي القدس الشرقية التي نطالب بها وهي التي احتلت عام 1967".

وبخصوص منطقة الاغوار والحدود مع الاردن قال كيري حسب المصدر الفلسطيني نفسه "يجب ان تقتنعوا انه لا يوجد طرف ثالث على الحدود بل سيكون هناك تواجد عسكري اسرائيلي وفلسطيني". وتابع كيري "ان الادارة الاميركية ستكون معكم في بناء القدرات الامنية الفلسطينية لمرحلة لم يحدد فترتها الزمنية حتى يتمكن الامن الفلسطيني من القيام بمهامه كاملة وبعدها يتم الانسحاب الاسرائيلي". واضاف المصدر الفلسطيني "حسب وجهة نظر كيري فان الفترة الزمنية للتواجد العسكري الاسرائيلي تحدد حسب الاداء الامني الفلسطيني".

وحول موضوع المستوطنات فان كيري يرى "انه يجب الاخذ بعين الاعتبار التغيرات التي حصلت على الارض ويقصد المستوطنات ونسبة تبادل الاراضي تعتمد على ذلك وعدد المستوطنات التي ستبقى يتم تحديده خلال المفاوضات حول تنفيذ اتفاق الاطار". واوضح ان كيري "لا يطرح نسبة محددة لتبادل الاراضي بل تبقى للمفاوضات". وفي هذا السياق نصح كيري الجانب الفلسطيني "بعدم التوجه الى منظمات الامم المتحدة لانه لا حل الا من خلال المفاوضات وان التوجه للمنظمات الدولية سيفتح مواجهة مع السلطة الفلسطينية".

وقال المسؤول الفلسطيني "ان الجانب الفلسطيني ابلغ كيري ان هذه المقترحات لا ترقى الى الحد الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني وان الاطر القيادية الفلسطينية مع الراي العام الفلسطيني ترفض هكذا مقترحات لا تلبي هذه الحقوق وخيارات شعبنا يحددها الشعب واطره القيادية الشرعية فقط".

واوضح المسؤول ايضا ان كيري "يعتبر موافقة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على ان تكون حدود عام 1967 مرجعية المفاوضات ضمن صيغة غامضة وعامة وغير محددة تقدما في موقف نتانياهو، كما يعتبر موافقة نتانياهو ان تكون القدس الموحدة عاصمة لدولتين دون تحديد حدود كل عاصمة تقدما وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني". وتابع ان كيري "ابدى استعداده للبقاء في المنطقة فترة طويلة او العودة متى اراد الطرفان من اجل بذل مزيد من الجهود". لكن المصدر الفلسطيني اعتبر ان "جهود كيري بدأت تتحول الى ضغوط على الجانب الفلسطيني للقبول بمقترحاته".

وكان القيادي البارز في حركة فتح عزام الاحمد اعتبر ان الافكار التي طرحها كيري خلال جولاته الاخيرة "اقرب الى الموقف الاسرائيلي واذا بقي يحمل هذه الافكار نحن غير متفائلين بالتوصل الى اتفاق اطار او اتفاق سلام شامل". وقال الاحمد "ما زال وزير الخارجية الاميركي جون كيري يراوح مكانه حيث انه في جولاته الاخيرة الثلاث حمل افكارا يحاول طرحها وتمريرها علينا" مضيفا " لكن هذه الافكار هي اقرب للموقف الاسرائيلي ووجهة النظر الاسرائيلية". ورفض المسؤولون الاميركيون حتى الان كشف اي تفاصيل عن الاتفاق الاطار المقترح لكنهم ابدوا املهم في ان تتم الموافقة عليه قريبا.

وتعرض كيري نفسه لانتقادات من السناتور الاميركي الجمهوري جون ماكين الذي قال اثناء زيارة الى اسرائيل انه يشاطر نتانياهو مخاوفه بشأن الاطار الذي يفترض ان يحدد مسار المفاوضات خلال المرحلة التالية التي ستقودها نحو اتفاقية سلام شاملة. وقال ماكين بعد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس ان "نتانياهو لديه مخاوف جدية للغاية حول الخطة المعروضة عليه، سواء بالنسبة لقدرة اسرائيل على الدفاع عن حدودها او بالنسبة لامكانية الوثوق في دولة فلسطينية ونواياها".

وكان نتانياهو اعطى مؤشرا الى الاجواء التي ستسود زيارة كيري حين شن هجوما عنيفا على عباس في مستهل الزيارة. وقال نتانياهو "اعلم انك ملتزم بالسلام، واعلم انني ملتزم بالسلام. لكن للاسف، وفي ضوء افعال القادة الفلسطينيين واقوالهم، هناك شكوك متزايدة في اسرائيل حول التزام الفلسطينيين بالسلام". بحسب فرانس برس.

ويطالب الفلسطينيون بدولة بحدود 1967 من ضمنها القدس الشرقية المحتلة، فيما تطالب اسرائيل بالاحتفاظ ببعض المستوطنات التي اقامتها بعد ذلك التاريخ في الاراضي المحتلة. وتطالب اسرائيل بالإبقاء على وجود عسكري في غور الاردن على الحدود بين الضفة الغربية والاردن. غير ان الفلسطينيين يرفضون بقاء اي قوة اسرائيلية في دولتهم المستقبلية ويوافقون في المقابل على نشر قوة دولية لضمان الامن، الامر الذي ترفضه اسرائيل.

بناء المستوطنات

الى ذلك نشرت اسرائيل عطاءات لبناء 1400 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد أيام معدودة من زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للمنطقة لدفع جهود السلام مع الفلسطينيين. وحذر الفلسطينيون من قبل من ان اي توسيع للمستوطنات الاسرائيلية في أراض يطالبون باقامة دولتهم عليها قد تخرج محادثات السلام عن مسارها. وكان اعلان اسرائيل عن العطاءات متوقعا لكنه ارجيء الى حين انتهاء زيارة كيري.

كما جاء الإعلان بعد ان افرجت اسرائيل عن 26 سجينا فلسطينيا بموجب اتفاق توسطت فيه واشنطن لضمان استئناف مفاوضات السلام. وأصدرت وزارة الاسكان الاسرائيلية قائمة بالمستوطنات الاسرائيلية في الضفة التي تعتزم ان تبني فيها 801 وحدة سكنية بالاضافة الى 600 وحدة في احياء يهودية بالقدس الشرقية. كما أعادت الوزارة طرح مناقصات لبناء ما يصل الى 582 وحدة سكنية اضافية في القدس الشرقية لم يتقدم أحد بعروض فيها.

وقالت جماعة السلام الان المناهضة لبناء المستوطنات ان مناقصات تعني ان الحكومة الاسرائيلية أعلنت منذ استئناف محادثات السلام العام الماضي عن خطط لإقامة نحو 5349 منزلا جديدا في الضفة والقدس الشرقية. وقال ياريف اوبنهايمر الامين العام للسلام الان في بيان "تلك العطاءات الاخيرة يمكن ان تؤدي الى انهيار المحادثات وتدمير جهود كيري."

ويرى الفلسطينيون ان بناء المستوطنات الاسرائيلية عقبة على طريق سعيهم لإقامة دولة تتمتع بمقومات البقاء في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين احتلتهما إسرائيل في حرب عام 1967 إلى جانب قطاع غزة الذي انسحبت منه عام 2005. ودافع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تضم حكومته أحزابا مؤيدة للمستوطنين عن التوسعات الاخيرة قائلا انها تتم في مستوطنات ستحتفظ بها اسرائيل في اي اتفاق سلام. وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية غير مشروعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/كانون الثاني/2014 - 12/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م