متى وكيف نستثمر الذكاء العراقي؟

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: ذكاء الشعب العراقي وتفوق العراقيين عربيا وعالميا، يضع الحكومة العراقية والجهات المعنية بالابداع والتطور على المحك، ويدفعنا لطرح التساؤلات التي تبحث في أسباب إهمال هؤلاء المتفوقين، ومتى تتحرك الجهات المعنية لاستثمار النجاح العراقي؟.

الشعب العراقي يتصدر الدول العربية في الذكاء، ليس في هذا الامر غرابة، ولا تبجحا، او انتقاصا من احد، إنما هي شهادة مستقلة نشرها موقع غربي مستقل، إذ (أظهرت خريطة تفاعلية نشرها موقع targetmap متوسط مستوى الذكاء في دول العالم، إذ يتصدر العراق فيها قائمة الدول العربية، بينما احتلت سنغافورة المرتبة الأولى عالميا.. وقد احتل العراق المرتبة الأولى عربيا بـ87 نقطة على مقياس IQ).

وما يؤكد ظاهرة التفوق العراقي، حالات الفوز الكثيرة لجوائز مهمة يحصدها مبدعون عراقيون في المجالات الادبية والفنية والعلمية، ولعل الفوز الذي حققته المعمارية (زها حديد) على الصعيد العالمي خير دليل على ذلك، فضلا عن نجاحات اخرى في مسابقات مهمة، منها فوز الفيلم العراقي" تحت رمال بابل " لمحمد الدراجي بجائزة أفضل فيلم في العالم العربي، فيما فاز ثلاثة عراقيين (الكاتبان عبد الخالق الركابي واحمد سعداوي، و الكاتبة أنعام كجه جي) بالصعود الى القائمة القصيرة لجائزة بوكر للرواية العربية من بين اكثر من 150 رواية مرشحة للمسابقة. كذلك نجاح طالب عراقي في جامعة هدرسفيلد البريطانية بابتكار جهاز متطور لقياس الاسطح سيحدث ثورة نوعية في هذا المجال. إذ قال الطالب (حسام مكي) في تعريفه عن الجهاز: إن ما يميز هذه الآلة انها تحتوي على ثلاث خواص رئيسة، الأولى تتمثل بسرعة القياس، حيث يمكن ان تقيس العينة باقل من ثانية واحدة. والخاصية الثانية هي الكم الهائل من المعلومات يتم معالجتها عن طريق وحدة (جي بي يو) المختصة بتحليل المعادلات الرياضية باقل من ثانية واحدة. اما الثالثة تميّز الجهاز بخاصية مقاومة الاهتزازات الخارجية.

هذه العيّنة التي أخذناها من كم أكبر فاز به عراقيون آخرون، تدفعنا للبحث عن سبل يمكن أن توظفها الحكومة والمؤسسات والمنظمات المهتمة بالابداع وتطوير قدرات الانسان لصالح البلد، ويسبق ذلك طرح سؤال محدد في هذا الشأن، لماذا يتم إهمال الشباب العراقي المتفوق؟ ومتى تُستثمر هذه المواهب والطاقات لبناء العراق، وهل تحركت الدولة بمؤسساتها كي تستوعب هذه النجاحات، والامكانيات التي برهن عليها العراقيون، ليس في داخل حدود الوطن فحسب، إنما ذهب هؤلاء المبدعون الى ساحات الابداع العربي والعالمي، وتنافسوا وتباروا فيها مع قدرات وعقول غربية وعربية وحتى أسيوية، وحقق العراقي نجاحا مهما فيها، وأثبت انه قادر على مواكبة العقل المتطور، بل تقدم الذكاء العراقي في مجالات عديدة، اثبتتها المسابقات الفعلية في مجالات عديدة، بالاضافة الى التكريم الذي يتلقاه المبدع العراقي عن انجازاته في هذا المجال او ذاك، ولا ننسى الابتكارات المهمة التي أمكن للعراقيين تحقيقها عالميا، كما لاحظنا في اكتشاف الطالب العراقي لجهاز قياس الاسطح.

لذا يبقى السؤال قائما، لماذا هذا الاهمال؟ ومن الذي يقف وراءه، ومتى يمكن أن يتم استثمار هذه النجاحات والتفوق لصالح بناء العراق؟ لا شك أن السؤال الاكبر والاقوى موجّه الى الحكومة والدولة العراقية ومؤسساتها العلمية والثقافية كافة، إذ لا يصح أن يتميز الشعب العراقي بكل هذه الطاقات والمزايا، ويتقدم على اقرانه من العرب في الذكاء، في حين تتعامل معه الجهات المعنية بإهمال واضح.

 لذلك لابد من اتخاذ الخطوات اللازمة التي ترعى هذه المواهب والقدرات، ومطلوب أن يتم التخطيط العلمي والعملي، لكيفية الاستفادة منها في تأسيس ركائز تفوق أساسية للبنية الصناعية والاقتصادية والعلمية والثقافية، من اجل نقل العراقيين الى واقع افضل، وهم يستحقون ذلك، والدليل تفوقهم وذكاؤهم، لكن سوء التخطيط الاداري والحكومي، والاهمال والانشغال بالمصالح الذاتية واسباب اخرى، يقود الى اهمال تفوق الشعب العراقي، وتركه في صراع دائم مع واقع مؤلم ومؤسف في وقت واحد، أخيرا لابد للجهات المعنية الرسمية وسواها، اتخاذ ما يلزم من اجراءات وخطوات مخطط لها من لدن لجان مختصة، لمعالجة هذا الخلل الكبير الذي يتحمله أولي الامر قبل غيرهم!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 12/كانون الثاني/2014 - 10/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م