العراق وسوريا.. انفراط عقد داعش وأوهام الخلافة الإسلامية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يركز تنظيم القاعدة في سلم أولوياته من منطلق تشكيل امارات إسلامية وصولاً الى الخلافة الإسلامية التي لا تعترف بالحدود والقوميات والديانات الأخرى، وفي سياق هذا الامر تحاول استغلال مناطق الصراع والأزمات لتحقيق مكاسب على الأرض من اجل التمهيد لدولة الخلافة الإسلامية المزعومة.

هذا الامر دفعها لخوض حروب اختلف خطها البياني بحسب الظروف والمعطيات الموجودة على ارض الواقع (في سوريا والعراق) وتحت مسميات مختلفة (جبهة النصرة، دولة العراق الإسلامية، داعش) وربما اهداف متنوعة (مذهبية، معارضة، بلاد الكفار)، لكن في الصميم يبقى الهدف واحد وان تنوعت الوسائل.

ففي سوريا تطور الوضع لتصبح الفصائل المقاتلة تحت مسمى "المعارضة" في مواجهة مسلحة شرسة مع أذرع القاعدة المقاتلة بعد ان ضاق حلفائها بتطرفهم وأساليب حكمهم القاسية، وكما يشير باراك بارفي وهارون ي. زيلين، فورين بوليسي، "أثبتت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» عدم قدرتها على تجنب الأخطاء التي تسببت في فقدانها الدعم في دول مثل مالي واليمن، فلا زالت الجماعات المنتسبة لـ تنظيم «القاعدة» تضطهد النشطاء المناهضين للأسد الذين لا يتفقون مع رؤيتها الإسلامية المتشددة، ووفقاً لسكان المدينة، كان اعتقال القس باولو دال أوغليو، وهو منتقد صريح للنظام، من بين الأحداث التي أثارت غضب سكان الرقة بصفة خاصة"، واضافا "وعلى الرغم من أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تزعم بأنها نموذج للحكم الأخلاقي الرشيد، إلا أن أعضاءها تورطوا كذلك في سلوكيات إجرامية.

ويبدوا ان عواقب تشكيل امارات اسلامية تواجه بصعوبات جمة بالنسبة لهم، وأبرزها ما تواجهه من مقاومة مسلحة في سوريا والعراق حتى من قبل المتعاطفين معها، وهو امر استدعى من قائد "جبهة النصرة" الجولاني الطلب بتسجيل صوتي منسوب اليه بوقف القتال والاحتكام الى "لجنة شرعية" لفض النزاعات المتنامية بينهم، من دون ان يستثني من اسماهم بـ"الخونة" بالوعيد.

اما في العراق فقد تفتح ذهن القاعدة وانطلقت شهيتها في صحراء الانبار والفلوجة تحديداً بعد ان أعلنتها امارة إسلامية لنصرة المظلومين من بطش الحكومة العراقية، لأثارة الخلاف الطائفي كورقة للتمرير غايتها، كما أعلنت.

لكنها تفاجئت، لاحقاً، بوقوف العشائر السنية مع القوات العراقية لطرد القاعدة من مناطقهم واحيائهم في سيناريو أعاد الى الاذهان تنظيم "قوات الصحوة" ودورها الكبير في تنظيف محافظة الانبار من التنظيمات المتطرفة، وهو امر أربك حساباتهم خصوصاً وانه تزامن مع صراعهم الداخلي في سوريا.

إضافة الى ذلك فان العمليات العسكرية الجارية في صحراء الانبار والتي وصفها الخبراء العسكريون بـ"النوعية" أسهمت بشكل كبير في الحد من قدراتهم التوسعية، سيما وان الدعم الأمريكي والروسي بتسريع امدادات العقود من السلاح الجوي والصواريخ والطائرات المسيرة للجانب العراقي عزز من موقفها، فضلاً عن الدعم السياسي والوقوف الى جانب الحكومة في عملياتها ضد الإرهاب، وهو ما اعلنه كبار قادة الولايات المتحدة.

وهذا الدعم لا بد منه بالنسبة للولايات المتحدة، كما يؤكد جيمس جيفري، واشنطن بوست، "ومن ناحية السياسة الواقعية البحتة، إن هذه هي معركة واشنطن، فمن الواضح أن عدم الاستقرار في العراق مع اجتياح تنظيم «القاعدة» للمنطقة الغربية هي ليست في مصلحة الولايات المتحدة إذا أرادت واشنطن قيام شرق أوسط هادئ ووطن آمن".

المساندة الامريكية

في سياق متصل قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للتعبير عن مساندة الولايات المتحدة لجهود العراق في محاربة الجماعات التابعة لتنظيم لقاعدة وهي رسالة أكد عليها بايدن في محادثة هاتفية اخرى مع أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي.

وقال البيت الأبيض في بيان "عبر نائب الرئيس عن القلق على العراقيين الذين يتعرضون للأذى على أيدي الإرهابيين وأشاد بالتعاون الأمني في الآونة الأخيرة بين قوات الأمن العراقية والقوى المحلية والعشائر في محافظة الأنبار".

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تقوم بتسريع مبيعاتها من العتاد العسكري وتعجل بتسليمها للعراق لمساعدته على محاربة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة للقاعدة. بحسب رويترز.

وكان مقاتلون من الدولة الإسلامية في العراق والشام عززوا سيطرتهم في محافظة الأنبار العراقية واستولوا على مواقع في الرمادي وأجزاء كبيرة من الفلوجة.

وقال البيت الأبيض إن بايدن أشاد في محادثته مع النجيفي بالتعاون في الآونة الأخيرة بين قوات الأمن العراقية وزعماء السنة المحليين والوطنيين ومن العشائر في جهود محاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأضاف البيان "ناقش الاثنان أفضل السبل للحفاظ على التعاون الذي تم في الآونة الأخيرة وتوطيده بين العشائر السنية والحكومة العراقية".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين إن الولايات المتحدة تتطلع لتزويد العراق بشحنات إضافية من صواريخ هيل فاير بحلول الربيع القادم على أقرب تقدير، واضاف قوله "إننا نعمل بشكل وثيق مع العراقيين لوضع استراتيجية شاملة لعزل الجماعات التي تنتمي للقاعدة وقد شهدنا بعض النجاحات المبكرة في الرمادي".

وقال كارني "هذا الوضع ما زال مائعا ومن السابق لأوانه استخلاص نتائج بشأنه لكننا نقوم بتسريع مبيعاتنا الخارجية من العتاد العسكري"، واضاف أن الولايات المتحدة ستزود العراق أيضا بعشر طائرات استطلاع دون طيار من طراز سكان ايجل في الاسابيع القادمة و48 طائرة من طراز رافين في وقت لاحق هذا العام لمساعدته في ملاحقة الجماعات التابعة للقاعدة.

وقال كارني ان الولايات المتحدة سلمت العراق أيضا ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز بل 1إيه-407 في ديسمبر كانون الأول ليصل إلى 30 مجموع طائرات الهليكوبتر التي تم بيعها وتسليمها لهذه الدولة.

فيما عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ثقته في أن الحكومة العراقية والعشائر ستنجح في معركتها ضد تنظيم القاعدة وقال إن واشنطن لا تفكر ثانية في ارسال قوات إلى العراق، وتصاعد التوتر الطائفي والعرقي في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر كانون الأول عام 2011 وأججها الصراع في سوريا المجاورة حيث يحاول مقاتلون أغلبهم من السنة الاطاحة بالرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران، ويقاتل الجيش العراقي بالتعاون مع رجال عشائر محليين تنظيم القاعدة.

وقال كيري للصحفيين خلال زيارة إلى إسرائيل "هذه معركة خاصة بالعراقيين، لا نفكر في العودة، سنساعدهم (العراقيين) في قتالهم لكن هذه المعركة في النهاية عليهم تحقيق النصر فيها وأنا واثق من أنهم سيتمكنون من ذلك".

ويعيد تعاون الجيش العراقي مع رجال العشائر ضد تنظيم القاعدة للأذهان قرار العشائر عام 2006 بالتعاون مع القوات الأمريكية محاربة مقاتلي تنظيم القاعدة الذين سيطروا على معظم المناطق التي يقطنها السنة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

القاعدة في العراق

فيما يخوض مسلحون تابعون للقاعدة قتالا ضاريا لاستعادة السيطرة على محافظة الأنبار في العراق في إطار مساعيهم لإقامة دولة إسلامية أصولية انطلاقا من فوضى الحرب الأهلية السورية وهو ما يثير مخاوف من أن يتسبب الصراع في سوريا في مزيد من الاضطرابات خارجها.

واستطاع المقاتلون بسط سيطرتهم على المدينتين الرئيسيتين في الأنبار للمرة الأولى منذ هزيمتهم على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي في 2006 و2007 مستغلين استياء السكان المحليين من حكومة بغداد وتشجعهم في الوقت نفسه الانتصارات التي حققتها القاعدة في سوريا.

ويثير تقدمهم بواعث قلق في واشنطن حيث تعهدت الولايات المتحدة بمساعدة بغداد في كبح المتشددين في الأنبار دون المشاركة بقوات بهدف إرساء الاستقرار في المحافظة التي شهدت أعنف قتال أثناء الاحتلال الأمريكي.

وتواجه الدولة الإسلامية في العراق والشام خصما صعب المراس يتمثل في عشائر الانبار المسلحة جيدا وهم سنة يرفضون التنازل عن السلطة للقاعدة حتى وان كانوا يشاركون الجماعة العداء للحكومة المركزية التي يقودها.

وما زال كثيرون يرون أن هدف الجماعة إقامة دولة إسلامية تصل إلى داخل سوريا أمر بعيد المنال، لكن محللين يرون ان دخول مقاتلي الدولة الإسلامية إلى مدينتي الرمادي والفلوجة يسلط الضوء على مخاطر اتساع نطاق الصراع الدائر في سوريا منذ نحو ثلاثة أعوام والذي يعد في جزء منه حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.

وينشط مقاتلو جماعة الدولة الإسلامية في سوريا ايضا ويقول محللون إن الانتكاسات التي تعرضت لها الجماعة في الآونة الاخيرة في الحرب ربما تجعل أعضاءها العراقيين أكثر تصميما على تحقيق مكاسب في الأنبار.

وقال فواز جرجس المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "الصراعان في سوريا والعراق يغذيان بعضهما بعضا"، واضاف "هناك بالفعل صراع جيو-استراتيجي يتكشف في الساحة العربية بين السعودية وإيران، ثمة خطر حقيقي من أن يؤدي اندلاع حرب شاملة في العراق إلى سكب المزيد من البنزين على هذه النيران المستعرة ويزعزع استقرار الدول العربية الهشة".

ويستغل مقاتلو جماعة الدولة الإسلامية غضب السنة المحتدم تجاه حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة في بغداد والتي ينظر اليها كثير من السنة على انها تتجاهلهم، ويستفيدون أكبر استفادة ممكنة ايضا من تصاعد المشاعر الطائفية في أنحاء المنطقة وضعف سيطرة حكومات في دول عربية تأثرت بشدة من الانتفاضات الشعبية منذ عام 2011.

وقال جرجس ان "فراغ الحكم" في العراق وسوريا ولبنان ساعد القاعدة على اكتساب قوة في الاعوام الاخيرة وهو ما يهدد بامتداد الصراع إلى دول اخرى في المنطقة، وأضاف "القاعدة في العراق وسوريا وحتى في لبنان تروق في الأساس لشريحة معينة من الرأي العام السني الذي يشعر بالإقصاء أو التهميش أو الاضطهاد".

ويشهد لبنان موجة تفجيرات منذ الصيف وقتل أحدث تفجير انتحاري هناك ما لا يقل عن خمسة أشخاص في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل جماعة حزب الله وهو الهجوم الذي أعلنت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام مسؤوليتها عنه.

وفي خطوة تعيد إلى الأذهان أسلوب دعاية القاعدة في السنوات الأشد عنفا خلال فترة الاحتلال الأمريكي تم بث تسجيل مصور على الانترنت في اغسطس اب يظهر من يزعم أنه مقاتل من جماعة الدولة الإسلامية يدعى شاكر وهيب الفهداوي وهو يستجوب ثلاثة من سائقي الشاحنات السوريين عند نقطة تفتيش في صحراء العراق ثم يقتلهم رميا بالرصاص، وقام الفهداوي بعد ذلك بتعليق جثث الثلاثة الذين اعتقد انهم من العلويين على جانب طريق في تحذير للسوريين غير السنة من الذهاب للعراق.

وأصبح العراق ساحة قتال للقاعدة بعد غزو 2003 الذي أطاح بصدام حسين لكن أعداد أفرادها والأراضي التي ينشطون فيها تقلصت منذ عامي 2006 و2007 عندما تحالف زعماء عشائر سنية مع الجيش الأمريكي لقتال القاعدة.

وأثارت القاعدة استياء الكثير من سكان الانبار خلال سيطرتها على المحافظة حيث شكل مقاتلوها محاكم وطبقوا عقوبات غليظة منها الاعدام العلني على من لا يطبقون تفسيرها للشريعة الإسلامية.

لكن المتشددين عملوا على مدى سنوات على إعادة تجميع صفوفهم والتخطيط سرا وعززوا وجودهم تدريجيا في صحراء الانبار الشاسعة معقل المسلحين السنة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

ويحتدم التوتر على نحو خاص في أنحاء الأنبار منذ ان فضت الشرطة العراقية اعتصاما للسنة وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين جماعات سنية مسلحة وقوات الأمن، واقتحم متشددون إسلاميون مراكز للشرطة في عدة مدن في الانبار واستولوا على مخازن أسلحة وأطلقوا سراح سجناء. بحسب رويترز.

وفي الفلوجة سيطر ملثمون على أجزاء كبيرة من المدينة، ولوحوا برايات القاعدة وأقاموا نقاط تفتيش وطلبوا من السكان دعمهم عبر مكبرات للصوت، وتقاتل قوات الجيش العراقي القاعدة في الرمادي وقصفت الفلوجة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينتين.

وعرض موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت صورا للفهداوي وهو يسير في مكتب حكومي سيطر رجاله عليه رغم عدم وجود تأكيد من جهة مستقلة بخصوص تاريخ الصورة، وجاء الاستياء المتزايد للسنة من حكم المالكي ليصب في مصلحة القاعدة، وتتهم الأقلية السنية التي انتهت هيمنتها السياسية على البلاد مع الاطاحة بصدام حسين حكومة المالكي بتهميشها.

والقاعدة ايضا هي القوة السنية الافضل تنظيما وانضباطا في البلاد وفقا لما ذكره كيرك سويل المتخصص في شؤون العراق والذي يدير مركزا لاستشارات المخاطر السياسية، لكن يتعين على القاعدة التعامل بحذر مع العشائر التي لديها مقاتلون بأعداد أكبر بكثير في كل بلدة.

وقال تشارلز ليستر من مركز بروكينجز الدوحة "استفادت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام حتى الآن من موجة الغضب السني الشعبي، "لكن إذا أرادت الاحتفاظ بنفوذ دائم في المراكز الحضرية في الانبار فإن من المهم الحفاظ على دعم العشائر المحلية".

وقال أيهم كامل من مجموعة اوراسيا الاستشارية إن نسبة كبيرة من السنة تفضل لعب دور في سياسة الحكومة المركزية على المشاركة مع القاعدة، وأضاف "لا أتوقع أن تؤدي المواجهات في الأنبار إلى حرب أهلية في أنحاء البلاد".

وقال المحلل العراقي هاشم الحبوبي ان الهجمات المضادة التي تنفذها السلطات ضد تقدم القاعدة في الأنبار والانقسامات بين الساسة السنة ستدعم على الأرجح سلطة المالكي في البلاد، وأضاف "يعتبر كثير من السنة المالكي خيارا أفضل بكثير مقارنة بالقاعدة".

وتقول مصادر عشائرية انه برغم تحالف رجال العشائر مع القاعدة في الفلوجة فإنهم يقاتلون إلى جانب قوات الأمن الحكومية في الرمادي ضد المتشددين، وأضافوا ان من يحجمون عن الانضمام يفعلون ذلك بدافع الخوف من انتقام القاعدة.

وحث المالكي المواطنين في الفلوجة على طرد المسلحين المرتبطين بالقاعدة لتجنب عملية عسكرية قال مسؤولون إنها قد تبدأ في غضون أيام، وسيتحتم على المالكي أن يتعامل بحذر بخصوص الاستجابة لعرض الولايات المتحدة تقديم المساعدة وهو الامر الذي سينظر اليه حلفاء سنة محتملون بعين الريبة.

وقال البيان "رئيس الوزراء يوجه نداء إلى أهالي الفلوجة وعشائرها لطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤهم إلى خطر المواجهات المسلحة".

وقال مسؤول محلي إن قوات الأمن استعادت السيطرة على مدينة أخرى هي الرمادي وأجبرت المسلحين على الاتجاه شرقا حيث يتحصنون في مساجد ومنازل، وقال إن الغارات الجوية ستؤدي إلى طردهم.

وقال فالح العيساوري عضو المجلس الذي يدير محافظة الأنبار "القوات الجوية ستنهي هذه المعركة في الساعات القليلة القادمة"، وأضاف قوله ان الموظفين الحكوميين والطلاب صدرت إليهم توجيهات للعودة إلى أعمالهم ومدارسهم.

وقال أحد زعماء العشائر في الفلوجة التي يقطنها نحو 300 ألف نسمة "نحاول الآن جعل مقاتلي القاعدة يرحلون عن المدينة، شهدت الفلوجة ما يكفي من الدم والقتل، ضقنا بالعنف"، وقال اثنان من زعماء العشائر في الفلوجة إن اجتماعات تعقد مع رجال الدين وأعيان البلدة لإيجاد سبيل لإقناع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام بمغادرة الفلوجة وتجنب مزيد من العنف.

وقال ليستر من مركز بروكينجز ان أي زيادة في المساعدات العسكرية الأمريكية سيعتبرها السنة دليلا على تحول ملموس في السياسة الأمريكية تجاه القوى الشيعية الاقليمية بعد الاتفاق النووي المؤقت الذي أبرم مع إيران في نوفمبر تشرين الثاني.

عمليات عسكرية

الى ذلك قال مسؤولون محليون إن القوات الحكومية العراقية التي تتصدى لهجوم للقاعدة قرب الحدود السورية قصفت مدينة الرمادي جوا وقتلت 25 مسلحا إسلاميا، واجتمع مسؤولون حكوميون في محافظة الأنبار بغرب البلاد مع زعماء العشائر لحثهم على المساعدة في صد المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين سيطروا على أجزاء من الرمادي والفلوجة وهما مدينتان عراقيتان استراتيجيتان على نهر الفرات.

وقال مسؤولون عسكريون ومحليون إن من بين الخيارات التي ينظر فيها لطرد القاعدة من الفلوجة قيام وحدات من الجيش ومقاتلين من العشائر بتشكيل "حزام" حول المدينة يعزلها ويقطع طرق الإمداد للمسلحين، وسيحثون السكان أيضا على مغادرة المدينة، وقال مسؤول عسكري كبير طلب عدم نشر اسمه "قد يستغرق الحصار أياما، نحن نراهن على الوقت لإتاحة فرصة للسكان لمغادرة المدينة وإضعاف المتشددين وإنهاكهم"، وقال مسؤول حكومي ان "القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الان لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة".

واضاف "الجيش حاليا ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح الى اماكن اخرى قبل شن الهجوم لسحق الارهابيين"، رافضا تحديد موعد بدء الهجوم.

بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان "لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة ان تنتظر القادم".

وكانت القوات الامنية العراقية خسرت الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في ايدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، لتتحول من جديد الى معقل للمتمردين المتطرفين بعد ثمانية اعوام من الحربين الاميركيتين.

وقال مصدر أمنى عراقي رفيع المستوى في الانبار ان الفلوجة التي لا تبعد عن العاصمة بغداد سوى 60 كلم "خارج سيطرة الدولة وتحت سيطرة تنظيم داعش"، في اشارة الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، الفرع العراقي والسوري لتنظيم القاعدة.

واضاف المصدر ان المناطق المحيطة بالفلوجة التي اعلنت ولاية اسلامية "في ايدي الشرطة المحلية"، بينما ذكر قائد شرطة الانبار هادي رزيج ان "اهل الفلوجة أسري لدى عناصر داعش"، مؤكدا ان الشرطة انسحبت بالكامل الى أطراف المدينة.

وتدور اشتباكات متقطعة عند أطراف الفلوجة، فيما يعم الهدوء مركزها، وسط استمرار نزوح العائلات خوفا من المعارك المقبلة.

وفي الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، تدور اشتباكات متقطعة ايضا منذ الصباح داخل المدينة بين القوات الامنية ومسلحي العشائر من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة ثانية، غداة تحقيق القوات الحكومية تقدما فيها.

وتعمل القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر على طرد مقاتلي "داعش" من آخر المناطق التي يسيطرون عليها وخصوصا تلك الواقعة في شرق المدينة.

وقال غيدان ان "المدينة تم تطهيرها بشكل كبير لكن هناك بعض الجيوب يجري معالجتها الان، وهي محاولة من داعش للاستمرار كي يحصلوا على دعم من خارج المدينة ومحاولة اسنادهم بعد طردهم منها وقتل العشرات منهم".

وأعلن غيدان مقتل 11 مقاتلا افغانيا ومن جنسيات عربية مختلفة على الطريق السريع المؤدي الى الفلوجة من بغداد، بعد يوم من مقتل 55 مقاتلا من "داعش" وثمانية عسكريين ومسلحين اثنين من العشائر التي تقاتل التي جانب القوات الحكومية.

وذكر من جهته شاهد عيان ان تنظيم "داعش" تمكن اليوم من السيطرة على قرية البوبالي شرق الرمادي بعد معارك مع قوات حكومية ومسلحي العشائر.

وهذه اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم منذ سنوات وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي عام 2003.

وكان تنظيم "داعش" استغل اخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة، لدخول الرمادي والفلوجة بشكل علني للمرة الاولى منذ سنوات. بحسب فرانس برس.

وعلى الجانب الآخر من الحدود في سوريا استولى مقاتلو القاعدة على مساحات من الأرض في الشمال ويحاربون ألوية إسلامية أخرى بالإضافة إلى الجيش السوري.

والعلاقة بين المقاتلين في العراق وسوريا غير واضحة بالرغم من أنهم يشيرون إلى أنفسهم على أنهم ينتمون إلى الجماعة نفسها، وتقول بغداد إن مقاتلي القاعدة من سوريا يعبرون الحدود إلى العراق وساعدوا في دفع العنف إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات.

وكان مقاتلو القاعدة في العراق يسيطرون على مساحات كبيرة من الصحراء في غرب البلاد بمحاذاة الحدود السورية لكنهم تراجعوا تحت وطأة حملة عسكرية في الايام الاخيرة تهدف الى منعهم من الاستيلاء على أراض.

وفي الرمادي حيث يعمل رجال العشائر والجيش معا للتصدي لمقاتلي القاعدة تمركز قناصون من الدولة الإسلامية في العراق والشام على أسطح البنايات وخاضوا اشتباكات محدودة في المدينة.

القاعدة في سوريا

من جانبهم قال سكان إن اشتباكات دارت بين فصائل إسلامية متنافسة بالمعارضة السورية في مدينة الرقة في الوقت الذي يحاول فيه مقاتلون محليون طرد جماعة تابعة لتنظيم القاعدة يقودها أجانب سيطرت على بلدات عبر الحدود في العراق.

وقال نشطاء معارضون للرئيس بشار الأسد إن عشرات السوريين الأعضاء بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام حولوا ولاءهم وانضموا إلى فصائل إسلامية سنية أخرى استفادت من مشاعر الاستياء الشديد بين السكان تجاه الدولة الإسلامية في العراق والشام والجهاديين الأجانب التابعين للقاعدة والذين برزوا بين قيادتها.

وخلفت المعارك في الرقة جثثا لأشخاص يرتدون الزي الأسود المفضل لمقاتلي القاعدة ملقاة في شوارع المدينة عاصمة محافظة الرقة الواقعة على ضفة نهر الفرات في شرق سوريا، وجاء القتال في أعقاب اشتباكات مماثلة في أماكن أخرى قتل خلالها أعضاء في جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تخلت أيضا عن بعض مواقعها.

وقال نشط بالمعارضة يدعى عبد الرزاق شلاس في الرقة "انقسمت الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى مجموعتين تقريبا، محليون بدأوا ينشقون ومقاتلون اجانب مصممون على ما يبدو على مواصلة القتال".

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وهي جماعة مراقبة تابعة للمعارضة إن 71 من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام و20 مقاتلا من جماعات منافسة و26 مدنيا قتلوا في الاشتباكات في الرقة ومناطق أخرى غيرها في سوريا مؤخراً، ويأتي القتال في الوقت الذي استولت فيه جماعات في العراق تعرف نفسها بأنها تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدات سنية على بعد مئات الكيلومترات على نهر الفرات في العراق في تحد للحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد والتي يعتبرونها حليفة لإيران مثل الأسد.

وفي سوريا سعت جماعات إسلامية أخرى للاستفادة من مشاعر الاستياء بين السكان المحليين من محاولات الدولة الإسلامية في العراق والشام فرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية وممارسات اجتماعية أخرى في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقال نشطاء إن مقاتلين سوريين من فصيلين إسلاميين هما أحرار الشام وجبهة النصرة وهي جماعة تابعة للقاعدة أيضا حاصروا القاعدة الرئيسية للدولة الإسلامية في العراق والشام في وسط الرقة، وقال نشط يدعى محمد عز الدين عبر هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية من المدينة التي تبعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق انه يسمع دوي اطلاق النيران من أماكن كثيرة، وهون مسؤول من أحرار الشام من شأن الانباء التي ترددت عن انسحاب كثير من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الريف قائلا ان رجالها ما زالوا يديرون حواجز على الطرق في أنحاء المدينة.

ووردت أنباء أيضا عن اشتباكات بين جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام ومنافسيها الإسلاميين في محافظة دير الزور قرب العراق، وقال نشطاء إن مقاتلي الجماعة أخلوا مواقع على طريق سريع رئيسي هناك على طول نهر الفرات وانسحبوا من حي في مدينة دير الزور عاصمة المحافظة. بحسب رويترز.

وإلى الغرب قرب الحدود التركية تخلت الدولة الإسلامية في العراق والشام عن مناطق لصالح إسلاميين منافسين والجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، وكان إسلاميون من جماعات مختلفة استولوا على الرقة في مارس اذار العام الماضي لتصبح العاصمة الوحيدة لمحافظة التي تسقط في أيدي المعارضة السورية المسلحة.

وأظهر تسجيل مصور بث على الانترنت عددا من الرجال الذين عرفوا أنفسهم بأنهم معارضون للأسد قالوا إنه تم تحريرهم من سجن في الرقة تديره الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال نشطاء إن الجماعة كانت تحتجز نحو 50 شخصا أطلق سراحهم الآن.

وقال المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية وهو مؤسسة بحثية إنه رغم خسائر جماعة الدولة الإسلامية فلا يزال بإمكانها إعادة تنظيم صفوفها وجر منافسيها إلى "صراع داخلي طويل"، وأضاف "هذا سيعرقل بدرجة كبيرة قدرتهم على محاربة نظام الأسد، الذي من الواضح أنه يستفيد بالفعل من التغير في التركيز المحلي والدولي".

من جانب اخر دعا زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا إلى وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية لوضع حد للاشتباكات المستمرة في أعنف موجة اقتتال بين المعارضين منذ بدء الانتفاضة السورية.

وجاء في تسجيل صوتي لأبي محمد الجولاني زعيم الجبهة "نعتقد باسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الأطراف الخائنة للحالة الراهنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة وعليه فان القتال الحاصل نراه في غالبه قتال فتنة بين المسلمين"، وحمل الجولاني جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة أيضا جانبا كبيرا من المسؤولية عن القتال.

وعلى الرغم من خروج الجماعتين من عباءة التنظيم العالمي المتشدد وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب فإن جبهة النصرة أكثر تعاونا مع فصائل المعارضة الأخرى وتفادت إلى حد بعيد صراعات القوى التي تخوضها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ انتزعت من جماعات أخرى السيطرة على كثير من مناطق المعارضة.

وقال الجولاني "لقد جرت الكثير من الاعتداءات في الساحة بين الفصائل المسلحة وتجاوزات من بعض الفصائل كما أن السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع، يضاف إليها عدم الوصول إلى صيغة حل شرعي معتمد بين الفصائل البارزة"، وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 274 شخصا قتلوا في اشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية.

واقترح الجولاني تشكيل لجنة شرعية لحل النزاعات بين المقاتلين ودعا مقاتلي المعارضة للعودة إلى هدفهم المشترك وهو قتال قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وقال الجولاني "إن هذا الحال المؤسف دفعنا لان نقوم بمبادرة انقاذ للساحة من الضياع وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة ووقف إطلاق النار".

وحذر الجولاني المقاتلين من الانقسام إلى مقاتلين أجانب ومحليين وأكد الحاجة للجميع لأجل "الجهاد" في سوريا، وحث الجولاني المقاتلين على تبادل الأسرى وفتح الطرق أمام كل فصائل المعارضة، وقال "هذه المبادرة قد قبل بها بعض الاطراف وعلق بعضهم موافقته على موافقة الاطراف الاخرى وماطل البعض في الإجابة، لقد كانت هذه المبادرة بمثابة طوق نجاة للساحة".

إعادة حسابات

بدورهم قال نشطاء إن مقاتلين موالين للقاعدة تخلوا عن أراض قرب الحدود التركية لإسلاميين منافسين فيما بدا انه انسحاب تكتيكي لوقف الاشتباكات بين معارضي الرئيس بشار الأسد.

ومع تزايد تعقيد الصراع في سوريا أكثر من أي وقت مضى وسط مواجهات واسعة بين السنة والشيعة في المنطقة اثارت الولايات المتحدة احتمال اضطلاع إيران بدور في محادثات السلام السورية المقرر أن تجرى في سويسرا.

لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال إنه يجب عدم مشاركة طهران بصفة رسمية في مؤتمر جنيف 2 للسلام المقرر ان يبدأ في 22 يناير كانون الثاني لأنها لم تدعم اتفاقا تم التوصل إليه في عام 2012 ويطالب بقيادة جديدة في سوريا.

وأضاف كيري انه قد تكون هناك وسائل تستطيع إيران من خلالها "المساهمة من الكواليس"، والاحتمال ضئيل في امكانية انهاء الصراع السوري سريعا لكن ظهور القاعدة مجددا في العراق وهي عدو مشترك للولايات المتحدة وإيران والتقارب مع الرئيس الإيراني الجديد اثار تكهنات بشأن جهود مشتركة بين الجانبين لاحتواء الاضطرابات في المنطقة.

وتعهد كيري خلال زيارته لإسرائيل بمساعدة الحكومة العراقية على محاربة القاعدة لكنه قال إن واشنطن لا تفكر في إرسال قوات أمريكية بعد انسحابها من هناك قبل عامين.

وقال نشطاء بالمعارضة السورية إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المتحالفة مع القاعدة والتي تضم جهاديين أجانب بين قادتها انسحبت من معاقل رئيسية لها في بلدة الدانة وبلدة اطمة في محافظة إدلب وإن مقاتلين من جبهة النصرة وأحرار الشام سيطروا على مواقع الجماعة في البلدتين.

وذكر النشط فراس احمد ان جماعة الدولة الاسلامية انسحبت دون قتال وان مقاتليها اخذوا اسلحتهم ومدافعهم الثقيلة، وقال انهم يسيرون في اتجاه حلب حيث تكثف قوات الأسد الضغط على مقاتلي المعارضة الذين استولوا على المدينة قبل 18 شهرا.

وقال نشط اخر يدعى عبد الله الشيخ ان بعض مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام السوريون بقوا في أماكنهم وحولوا ولاءهم إلى جبهة النصرة وهي جماعة اغلب قادتها من السوريين وليس الأجانب، وتنسق جبهة النصرة مع الجبهة الإسلامية التي تضم ألوية إسلامية سورية منها احرار الشام.

وقال أنصار المعارضة السورية ودبلوماسيون انه رغم المناوشات التي استمرت لأيام في الشمال الغربي بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وفصائل اخرى من المعارضة فإن ائتلافا موسعا يضم هذه الجماعات بات يسيطر على ما يبدو على شرق البلاد الصحراوي.

وأدى تنامي قوة الإسلاميين المتشددين بعد ثلاثة اعوام تقريبا من بدء الصراع السوري إلى احجام القوى الغربية عن تقديم الدعم العملي للمعارضة المسلحة رغم تأييدها للإطاحة بالأسد وهو ما تشترك فيه مع دول عربية سنية مثل السعودية وقطر.

وفي العراق سيطرت الدولة الإسلامية في العراق والشام على بلدات رئيسية الاسبوع الماضي وخاضت مواجهات مع قوات العشائر السنية والحكومة العراقية وحققت أكبر مكاسبها ميدانية منذ رحيل القوات الأمريكية عن العراق في ديسمبر كانون الأول 2011.

وقال مسؤولون محليون ان مسؤولين من الحكومة العراقية اجتمعوا مع زعماء العشائر لحثهم على المساعدة واحباط محاولة الدولة الإسلامية في العراق والشام تعزيز سيطرتها على منطقة صحراوية تمتد عبر الحدود العراقية السورية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/كانون الثاني/2014 - 9/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م