عبد الله عزام ... كتائب غامضة واجندات مفتوحة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ان البحث في التنظيمات الجهادية امر يكتنفه الكثير من الغموض والصعوبة لما تمثله اتجاهات هذه التنظيمات في الحفاظ على السرية في عملها من حيث الدعم المالي والولاء المرجعي، إضافة الى تشعب وتداخل الكثير من المصالح السياسية التي تدفع باتجاه تبني تنظيمات بعينها من قبل بعض الدول لتنفيذ اجندة معينة في بلد او عدة بلدان أخرى.

في الآونة الأخيرة برز نجم كتائب "عبد الله عزام" على خلفية اعتقال زعيمها "ماجد محمد عبد الله الماجد" السعودي الجنسية في لبنان ثم موته بشكل "دراماتيكي" ليغلق ملف القائد وتبقى ملفات كتائب العزام وسراياها مفتوحة في المستقبل.

المعروف ان "عبد الله عزام" -والذي تحمل الكتائب الجهادية اسمه-هو من الرعيل الأول لمجاهدي أفغانستان وتنظيم القاعدة خلال العزو الروسي لها، من فلسطين، ينتمي لفكر الاخوان المسلمين ذو الاتجاه السلفي الجهادي، دبرت له عملية اغتيال من داخل تنظيم القاعدة أواخر ثمانينات القرن الماضي بعد ان دب خلاف عقائدي بينه وبين زعيم التنظيم "بن لادن" وكذلك "ايمن الظواهري".

في فكره كان يشدد على محاربة التيارات الدينية والمذاهب الإسلامية التي تتقاطع معه والذين يصفهم "بالخونة" كما قال "إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة (للخونة) وواحدة للعدو فلولا (خونة الداخل) ما تجرأ عليك عدو الخارج، حتى قيل عنه "عبد الله عزام رمز الثورة الإسلامية السنيّة وعلى شباب المسلمين الاقتداء به".

على هذا الأساس أنشئت هذه الكتائب التي لا يعرف بالتحديد متى شكلت، كما لا يعرف بالدرجة القطعية انتمائها الى تنظيم القاعدة حتى وقت قريب، لكن المعروف ان هذا التنظيم المسلح بدء اول عملياته في عام 2004 في مصر واستمرت لتطال الامارات والأردن ولبنان بقيادة القرعاوي الذي طالته صواريخ الولايات المتحدة ليتسلم القيادة ماجد الماجد عام 2012، بعد ان بايع أبو محمد الجولاني امير جبهة النصرة في سوريا على السمع والطاعة، لتدخل الى المشهد السوري من خلال عملية تفجير السفارة الإيرانية في بيروت ومعلنة استهداف أي مصلحة تمت بصلة لحزب الله الشيعي.

وأشار بعض المحللون على ان هذه الجماعة "تقدم نفسها على أنها حامية للمسلمين السنّة، كما دأبت على انتقاد ما تصفه بهيمنة الشيعة على لبنان، وتتهم جماعة حزب الله المسلحة بالوقوف وراء موجة اغتيالات سياسية هناك، وأصدرت كتائب عبد الله عزام بيانا عام 2012 تهدد فيه بعقاب قاسي لكل لبناني شيعي يدعم النظام السوري في قتاله الحالي ضد المعارضة".

ويبدوا ان استغلال هذه الجماعة الوتر الطائفي في لبنان كونه أسهل الاوتار التي يمكن العزف عليها في بلد هزته تجارب طائفية مريرة في السابق ما زال يعاني منها حتى الان، كما انها تشكل فرصة مهمة للقاعدة من اجل الضغط على حزب الله من الخلف لسحب قواته المشاركة في سوريا والتي غيرت المعادلة لصالح الأسد منذ معركة القصير.

السعودي ماجد الماجد

فقد تابعت وسائل الإعلام اللبنانية التركيز على الأنباء حول اعتقال السعودي ماجد الماجد، زعيم ما يعرف بـ"كتائب عبدالله عزام" التابعة لتنظيم القاعدة، وبرزت تقارير حول مخططات كان الماجد يعتزم تنفيذها، ولكن من هو هذا القيادي وما أبرز محطات حياته؟.

وبحسب ما يشير إليه موقع وزارة الداخلية السعودية فإن الماجد من مواليد الرياض عام 1973، وليس له كنية معروفة، ويحتل الرقم 61 على قائمة المطلوبين الـ85 التي أصدرتها المملكة وأدرجت فيها أخطر المطلوبين بجرم الانتماء إلى تنظيم القاعدة.

وتشير تقارير صحفية سعودية إلى ارتباط الماجد بعناصر القاعدة في المملكة وخارجها من خلال الدعم المالي، كما ساهم بمحاولة تهريب سجناء على صلة بالتنظيم في اليمن ونقلهم إلى العراق، وقد تسلل بنفسه إلى اليمن قبل أن يغادر لاحقا إلى لبنان.

ونشط الماجد ضمن تنظيمات متشددة يعتقد أنها على صلة بالقاعدة والنشاط المسلح في العراق انطلاقا من لبنان، كما دخل إلى مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين الذي اقتحمه الجيش اللبناني عام 2007 للقضاء على جماعة "فتح الإسلام" المتشددة، ولكنه تمكن من مغادرته إلى جهة مجهولة بعد ذلك، وصدر في لبنان حكم غيابي بحقه بالسجن المؤبد على خلفية هذه القضية عام 2009.

أما كتائب عبد الله عزام، التي يعتقد أن الماجد كان يقودها، فقد تأسست على يد السعودي صالح القرعاوي، الذي أوقفته السعودية عام 2012، وسبق للتنظيم أن أعلن مسؤوليته عن عدة عمليات، على رأسها إطلاق صواريخ باتجاه بارجة أمريكية في خليج العقبة بأغسطس/آب 2005، إلى جانب عمليات قصف لصواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وتنفيذ تفجيرات في طابا.

ووضعت الولايات المتحدة "كتائب عبد الله عزام" على لائحة المنظمات الإرهابية في 24 مايو/أيار 2012، علما أن التنظيم يحمل اسم القيادي المعروف خلال مرحلة القتال ضد السوفييت في أفغانستان، عبد الله عزام، الذي يعتقد أنه كان المرشد الروحي الأساسي لمؤسس القاعدة الراحل، أسامة بن لادن.

وبرز اسم "كتائب عبد الله عزام" كجماعة جهادية سنية مرتبطة بتنظيم القاعدة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأمريكية لتصنيفها على أنها منظمة إرهابية، ويسود اعتقاد بأن بعض أفرع تلك الجماعة التي تأسست عام 2009 تنشط في لبنان وشبه الجزيرة العربية، وأن هناك فرع آخر تابع ينشط في أفغانستان وباكستان.

واتخذ مؤسسو الجماعة اسم كتائب عبد الله عزام تيمنا بالزعيم الجهادي "عبد الله عزام" أحد مؤسسي تنظيم القاعدة والناصح المخلص لزعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، والذي توفى عام 1989، ويقود السعودي ماجد بن محمد الماجد كتائب عبد الله عزام منذ عام 2012، ومن كبار قادة الجماعة، هناك اثنان على الأقل مدرجين على قائمة الإرهاب لوزارة الخارجية الأمريكية، وأفادت تقارير بأن السلطات السعودية اعتقلت في وقت سابق من عام 2013 القائد السابق للجماعة صالح القرعاوي، وذلك بعد إصابته بجراح بالغة في غارة جوية على منطقة وزيرستان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان.

وفي 2011 كانت الجماعة قد ناشدت السوريين بضرورة الاحتجاج السلمي، وقالت إن العنف سوف يقوض انتفاضة الشعب السوري، لكن في بيانات أصدرتها في أغسطس/ آب الماضي غيرت الكتائب على ما يبدو موقفها وطالبت المحتجين بحمل السلاح لإسقاط النظام، وتوعدت كتائب عبد الله عزام بمهاجمة أهداف غربية في الشرق الأوسط، كما دعت أيضا إلى انتفاضة في لبنان، وإلى الإطاحة بالعائلة المالكة التي تدير شؤون الحكم في السعودية، وثمة اعتقاد بأن الجماعة تقف وراء عدد من الهجمات وإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، بالإضافة إلى ضلوعها في الهجوم الانتحاري الذي استهدف ناقلة نفط يابانية في الخليج في أغسطس/ آب عام 2010.

وفاة غامضة

في سياق متصل أعلن مصدر قضائي وفاة السعودي ماجد الماجد الذي يشتبه بارتباطه بتنظيم القاعدة واوقفه الجيش اللبناني قبل ايام، بسبب قصور في وظيفة الكليتين، وقال المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان "ماجد الماجد الذي كان يعاني من مرض في الكلى وكان في وضع صحي صعب، قد توفي".

وكانت قيادة الجيش اكدت في بيان ان "مديرية المخابرات اوقفت في 26 كانون الاول/ديسمبر أحد المطلوبين الخطرين، وبعد اجراء فحص الحمض النووي له تبين انه المطلوب ماجد الماجد من الجنسية السعودية"، وكان وزير الدفاع اللبناني فايز غصن قال ردا على سؤال ان الجيش اللبناني اوقف الماجد، وان "التحقيق معه يجري بسرية تامة".

والماجد الذي كان مطلوبا من السعودية، "امير" مجموعة "كتائب عبد الله عزام" التي تبنت التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الايرانية في بيروت في تشرين الثاني/نوفمبر واوقعا 25 قتيلا. بحسب فرانس برس.

وهناك حكم صادر عن القضاء اللبناني في 2009 في حق ماجد الماجد (من مواليد 1973) بتهمة الانتماء الى تنظيم "فتح الاسلام" الذي قضى عليه الجيش اللبناني بعد معارك طاحنة استمرت ثلاثة أشهر في مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان في 2007.

وقضى الحكم الغيابي بالسجن المؤبد لماجد الماجد بتهمة "الانتماء الى تنظيم مسلّح بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والنيل من سلطة الدولة وهيبتها وحيازة متفجّرات واستعمالها في القيام بأعمال إرهابية".

وانشئت كتائب عبد الله عزام المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الاميركية للمنظمات الارهابية، في 2009، وتمت مبايعة الماجد "اميرا لكتائب عبد الله عزام" في حزيران/يونيو 2012 في سوريا، بحسب ما اوردت مواقع الكترونية اسلامية في حينه، وهددت "كتائب عبد الله عزام" المرتبطة بتنظيم القاعدة بمواصلة عملياتها ضد حزب الله المدعوم من إيران حتى انسحابه من سوريا حيث يقاتل الى جانب قوات النظام.

وكانت إيران قالت إنها سترسل وفدا إلى لبنان من أجل التعاون في مسار التحقيق مع السعودي ماجد الماجد، المعتقل على خلفية التفجير الذي استهدف سفارتها في بيروت في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأعلن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن الوفد سيتوجه قريبا إلى لبنان، لهذه الغاية، وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية، إن ظريف أجرى اتصالا مع نظيره اللبناني عدنان منصور، وعبر له عن شكر الرئيس الإيراني حسن روحاني، على الجهود التي بذلها المسؤولون اللبنانيون للقبض على "المطلوب الأول، في جريمة الهجوم الإرهابي ضد السفارة الإيرانية في بيروت".

وقال ظریف في اتصاله مع نظيره اللبناني، إنه "نظرا إلی دور المتهم في انعدام الأمن فی المنطقة، وكذلك في استشهاد اثنين من موظفي السفارة الإيرانية فی بيروت، وعدد من المواطنين اللبنانيين، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قررت إرسال وفد إلی بيروت للتعاون فی مسار التحقق مع هذا الإرهابي".

وقالت الوكالة إن وزیر الخارجية اللبناني، عبر عن شكره لاتصال ظريف، وثمن استعداد إيران للتعاون مع لبنان فی مسار التحقق مع هذا العنصر الإرهابي "متمنيا عودة الأمن والاستقرار إلی لبنان والمنطقة، باعتقال هذا الإرهابي، والعناصر الإرهابية الأخرى فی هذا البلد".

واوضح المصدر الطبي الذي كان من ضمن الفريق الذي اهتم بالماجد من دون معرفة هويته قبل توقيفه، ان هذا الاخير يعاني من "فشل في الكلى"، وانه كان يخضع بانتظام لعمليات غسل كلى، واضاف "في يوم 27 كانون الاول/ديسمبر، اتصل المستشفى الذي كان يعالج فيه الماجد بالصليب الاحمر ليتم نقله الى مستشفى آخر، وقام الصليب الاحمر بتنفيذ المهمة، لكن، وقبل ان يصل الى وجهته، اعترضت قوة من استخبارات الجيش اللبناني سيارة الاسعاف واوقفت الماجد".

واوضح ان "هوية الماجد لم تكن معروفة لا من المستشفى الذي كان يعالج فيه ولا بالطبع من طاقم سيارة الاسعاف"، وعبر السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عن ارتياح بلاده لتوقيف الماجد، مشيرا الى ان "هذا الرجل ارهابي هاجمنا وهاجم بلاده قبل أن يهاجم السفارة الإيرانية، وهو على قائمة المطلوبين للعدالة السعودية منذ زمن".

كما قال مسؤول أمني لبناني إن الماجد اعتقل برفقة سعودي آخر، وكانا يعيشان في مدينة صيدا الجنوبية، ونقلت قناة المنار اللبنانية عن مصدر أمني قوله إن الهجوم على نقطتي تفتيش للجيش اللبناني بمدينة صيدا الجنوبية استهدف تحرير الماجد، وكان جندي وأربعة مسلحين قد لقوا حتفهم في إطار الاشتباكات التي شهدتها ضاحية ماجدولين، والتي لم يعلن أحد مسؤوليته عنها.

وضاحية ماجدولين قريبة من معقل رجل الدين الهارب الشيخ أحمد الأسير في عبرا شرقي مدينة صيدا التي استولى عليها الجيش في شهر يونيو/حزيران الماضي في أعقاب اشتباكات ضارية خلفت مقتل العشرات من أنصاره، وحددت جهات التحقيق فيما بعد انتحاريين أحدهما لبناني له ارتباطات بمجموعات سنية متشددة وفلسطيني.

ويذكر أن كتائب عبد الله عزام سميت على اسم مُنظر جهادي فلسطيني كان يجند الأشخاص الراغبين في قتال السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات من القرن الماضي، واستخدم الاسم لأول مرة لتبني مسؤولية سلسلة من الهجمات على سياح أجانب في مصر في عامي 2004 و2005 لكن الحكومة الأمريكية تعتقد أن الجماعة التي تصنفها بأنها إرهابية تشكلت في عام 2009، ويعتقد في لبنان أن هذه الجماعة استقطبت متشددين إسلاميين شاركوا في التمرد في العراق، وتتخذ من مخيم عين الحلوة بالقرب من صيدا مقرا لها.

جمع المال والرجال

واحتجز الجيش اللبناني ماجد بن محمد الماجد زعيم كتائب عبد الله عزام التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرين انتحاريين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وجاء الهجوم في إطار تصاعد موجة العنف في لبنان التي يبدو انها امتداد للصراع الدائر في سوريا، وفي أحدث هجوم قتل خمسة في انفجار سيارة ملغومة في معقل للشيعة في جنوب بيروت.

وقال ليث الخوري من مجموعة فلاش بارتنرز الخاصة التي ترصد مواقع المتشددين إن الماجد كان وراء جزء كبير من تمويل الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا، ويقول مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن أغلب الفصائل السنية التي تقاتل قوات الأسد ومنها جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام وكلاهما على صلة بالقاعدة تلقى تمويلا بدرجة كبيرة من أسر ثرية في السعودية ودول الخليج.

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن اعتقال الماجد "يمثل انتكاسة مؤقتة على الأقل لكنه بالتأكيد ليس ضربة قاتلة لسرايا زياد الجراح وهي واحدة من أقوى الجماعات الإرهابية في لبنان"، وأضاف المسؤول "تحت قيادة الماجد صدرت الجماعة درجة من العنف الطائفي من الحرب الدائرة في سوريا إلى لبنان باستهداف مصالح إيرانية ومصالح حزب الله، وفي الوقت نفسه هذا فصيل أظهر صموده في الماضي ونواب الماجد المخضرمون قد يترقون في غيابه"، ويقول مسؤولون أمريكيون إن الحكومة السعودية بذلت جهودا كبيرة لمنع جمع المال للمتشددين الإسلاميين في سوريا لكن حكومات دول خليجية أخرى كانت أكثر تسامحا.

وقال الخوري إنه على مدى العامين الماضيين كان جامعو أموال في الكويت عادة ما يستخدمون حسابات مصرفية كويتية ينشطون في جمع المال للقوات التي تقاتل الأسد باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب وسكايب، وفي يونيو حزيران 2012 أصدر الماجد رسالة صوتية انتقد فيها الحكومة السعودية لتهديدها حملة لجمع الأموال أطلقها عدد من رجال الدين الوهابيين في الخليج لدعم المقاتلين في سوريا.

ويقول الخوري إن الماجد في رسالته الصوتية حث مستمعيه على التبرع للمقاتلين في سوريا قائلا إنه لا أحد يمكنه منعهم من دعم "أشقائنا في سوريا" وأن كل شخص يمكنه جمع المال من معارفه وأقاربه ومن النساء وتوصيله لمن يثق بهم في سوريا والدول المحيطة بها.

وقال الخوري إن الماجد استمر كاشفا صلة بالكويت قائلا إن الذي لا يعرف أحدا يقدم له المال فإن الكويت بها نشاط جيد في جمع المال للمقاتلين السوريين يقوده علماء دين معروفون واسماؤهم معلنة والوصول إليهم سهل، وقال الخوري إن الماجد هدد ضمنا في تسجيل صوتي آخر صدر في اغسطس آب عام 2012 الشيعة اللبنانيين الذين يدعم حلفاؤهم الأساسيون وهم إيران وجماعة حزب الله قوات الأسد في سوريا.

وفي العام الماضي اعلنت الولايات المتحدة رسميا اعتبار كتائب عبد الله عزام التي تحمل اسم أحد مؤسسي القاعدة المقربين لأسامة بن لادن منظمة إرهابية أجنبية، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الجماعة منقسمة إلى فرعين أحدهم هو سرية يوسف العييري التي سميت على اسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقره اليمن والآخر هو سرايا زياد الجراح ومقره لبنان والذي سمي على اسم أحد مختطفي الطائرات في هجوم 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.

تفجير الضاحية الجنوبية

من جانب اخر تبنى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) التفجير الذي استهدف مؤخراً الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله الشيعي، وذلك في بيان نشره عبر تويتر حساب "مؤسسة الاعتصام" التابع للتنظيم ونقلت مضمونه ايضا مؤسسة سايت المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية.

وجاء في البيان المخصص غالبيته للإحداث في مدينة حلب السورية ان التنظيم "تمكن، من كسر الحدود واختراق المنظومة الأمنية لحزب الشيطان الرفضي في لبنان ودك معقله بعقر داره فيما يسمى بالمربع الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت"، واعتبر البيان ان التفجير الذي أسفر عن مقتل اربعة اشخاص هو "دفعة اولى صغيرة من الحساب الثقيل الذي ينتظر هؤلاء الفجرة المجرمين".

بدوره تحدث وزير الداخلية اللبناني عن احتمال ان يكون الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت ناتجا عن عملية انتحارية، في وقت أكد وزير الصحة ان الحصيلة النهائية للانفجار هي اربعة قتلى و"اشلاء" لشخص خامس، بالإضافة الى 77 جريحا، ووقع الانفجار في الشارع العريض في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، وهو السادس ضمن سلسلة تفجيرات استهدفت مناطق مختلفة في لبنان منذ الصيف الماضي. بحسب فرانس برس.

وقال وزير الداخلية مروان شربل في اتصال هاتفي مع تلفزيون "ام تي في" اللبناني "نحن ميالون الى فرضية وجود انتحاري" فجر نفسه في السيارة المفخخة التي انفجرت في حارة حريك، مضيفا "عثر على اشلاء بشرية في السيارة، لكن لا يمكن تأكيد ذلك في انتظار انتهاء التحقيقات"، واصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا جاء فيه "نتيجة الكشف الاولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار، تبين ان الانفجار ناجم عن كمية من المتفجرات زنة نحو عشرين كيلوغراما موزعة داخل سيارة نوع جيب غراند شيروكي لون زيتي داكن من طراز 1993"، وتابع انه "يجري التحقق من وسيلة التفجير المستخدمة".

وأعلن وزير الصحة علي حسن خليل في بيان ان "الحصيلة النهائية لضحايا التفجير الارهابي الذي استهدف منطقة حارة حريك" هو "اربعة شهداء وأجزاء من أشلاء لم يتم التعرف الى صاحبها، و77 جريحا غادر منهم 67 المستشفيات بعد أن تلقوا الاسعافات والعلاجات اللازمة"، واشار الى وجود حالة حرجة بين الاصابات العشر المتبقية.

واستهدف تفجيران انتحاريان بفارق لحظات السفارة الايرانية في بيروت عند طرف الضاحية الجنوبية في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ما اوقع 25 قتيلا، وتبنت "كتائب عبد الله عزام" المرتبطة بتنظيم القاعدة التفجير، مهددة بمواصلة العمليات ضد حزب الله المدعوم من إيران، ما لم يخرج من سوريا.

وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية في السادس من تموز/يوليو، ما ادى الى اصابة حوالي خمسين شخصا بجروح، ثم انفجرت سيارة اخرى في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية في 15 آب/اغسطس واوقعت 27 قتيلا، وفي 23 آب/اغسطس، استهدف انفجاران بفارق دقائق مسجدين سنيين في مدينة طرابلس في شمال لبنان، ما ادى الى وقوع 45 قتيلا.

وفي 27 كانون الاول/ديسمبر، قتل في انفجار سيارة مفخخة في بيروت السياسي اللبناني المناهض لدمشق وحزب الله محمد شطح وسبعة اشخاص آخرين، واتهمت قوى 14 آذار التي ينتمي اليها شطح حزب الله والنظام السوري بالعملية، وقال محللون ان هذه التفجيرات تؤشر الى تحول لبنان الى ساحة تختزل النزاعات الاقليمية على خلفية النزاع السوري.

قتلت امرأة واصيب اربعة اشخاص آخرين بجروح في تبادل إطلاق نار بين سنة وعلويين في طرابلس في شمال لبنان، على خلفية الانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله الشيعي.

وقال المصدر "بعد انفجار الضاحية الجنوبية، أطلق الرصاص ابتهاجا في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية في طرابلس، ما استفز منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المقابلة"، واضاف "تطور الامر الى تبادل إطلاق نار بين المنطقتين تسبب بمقتل امرأة وجرح شخصين في جبل محسن، وسقوط ثلاثة جرحى آخرين في باب التبانة".

ودانت فرنسا التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله واوقع اربعة قتلى على الاقل، ودعت اللبنانيين الى "تفادي تصاعد العنف والحفاظ على الوحدة الوطنية"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال ان "فرنسا تدين بحزم شديد الاعتداء الذي نفذ بعد ظهر اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت"، واضاف ان باريس "تجدد التزامها استقرار لبنان" و"تدعم السلطات اللبنانية في تصميمها على محاربة كل اشكال الارهاب".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 8/كانون الثاني/2014 - 6/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م