ظاهرة التحرش بالنساء تتنامى رغم الروادع الدينية والاجتماعية

تحقيق: ميساء الهلالي

 

شبكة النبأ: إلتقيتها صدفة قبل عدة سنوات، كانت طالبة في كلية التربية الرياضية وتمارس رياضة الكونغ فو فتاة تبدو عليها الرقة والجمال ولكنها تجيد العاب القتال، سألتها بفضول واضح عن أسباب حبها وتعلمها لتلك الألعاب فأجابت "أحيانا تحتاج المرأة إلى لغة القوة للدفاع عن نفسها وليس كل رجل قادر على إيذاء المرأة جسديا لأن العاب القوى تعتمد على قوة العقل والجسم معا" أدركت حينها بان تلك الفتاة إنما تبحث عن الحماية الذاتية من مخاوف الشارع بدون اللجوء إلى الرجل لحمايتها، ولأن المرأة تتعرض يوميا في الشارع وفي مختلف الأماكن للتحرش وحتى في أماكن العمل والحرم الجامعي.

فقد أصبح التحرش ظاهرة مستفحلة جدا ولا يقف عندها رادع وهي نوع من العنف النفسي الذي يقع على المرأة، عن دوافع وأسباب التحرش كان لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) هذه الوقفة القصيرة التي تعرفت من خلالها على بعض الآراء المهمة أرائهم بخصوص هذه الظاهرة التي تعددت أشكالها وتنوعت في مجتمعنا المحافظ.

وحتى وقت قريب كان العراق مغلقا على نفسه ولكن هذا لا يعني ان التحرش ظاهرة وليدة السنوات الحالية بل هي قديمة جدا ولكن الذي اختلف في الموضوع هو انفتاح العراق على العالم بشكل أضاع بعض القيم الأخلاقية ولم تعد تسلم ابنة الجيران من تحرش جارها ولا زوجة الصديق من تحرش الصديق وأحيانا حتى بين الأقارب. وحتى في العلاقات الاجتماعية إذ أصبح من الطبيعي عند البعض أن يخون الصديق صديقه ويتعرف على فتاة كان يعرفها الأول أو يحاول التعرف على شقيقة صديقه، وقد تصبح الفتاة في المنطقة كالعلكة في أفواه الشباب ويتسابق بعضهم للحصول على رقم هاتفها فيسارعون لتبادله بينهم للاتصال بها، لتجد الفتاة نفسها محاطة بعدة مشاكل.

كما ضاعت الشهامة لدى البعض فأصبحت الفتاة تتجنب الخروج وحيدة لأنها تعلم بأن لا أحد يهرع لحمايتها ان تعرضت لتحرش أو اعتداء فكل شخص في الشارع يخشى على نفسه وفي الحرم الجامعي أيضا تنال الفتاة نصيبها من التحرش فلا يبالي زميلها بزمالته لها ولا يحاول اعتبارها كأخت له بل ينتظر الفرصة للإيقاع بها، هذا ما قالته لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) الطالبة الجامعية "شهد" والتي تتعرض يوميا إلى الكثير من التحرشات بسبب جمالها.

مضايقات مستمرة

في كل مكان تختلف التصرفات والعادات وللتحرش طقوس أخرى تشابه الأماكن التي تحتويها، ففي كل محافظة هناك تصرفات أكثر اختلافا عن المحافظة الأخرى حسب سمة كل محافظة، وفي المحافظات المقدسة هناك روادع دينية لدى البعض بينما لا تزال هناك شريحة من الشباب لا يهمه أي رادع ديني أو أخلاقي فيزيد من التحرش، الذي لا يقف عند حد عمري معين وفي هذا الخصوص فقد ظنت( ع ـ هـ ) بأن عمرها الثلاثيني وكونها زوجة وأم سيحصنها من التحرش ولكنها كانت مخطئة فهي تتعرض يوميا إلى مختلف أنواع التحرش اللفظي الذي ينال من أنوثتها ويحرجها في الشارع.

حيث تقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): رغم إننا نسكن في محافظة مقدسة تلتزم بالأعراف والتقاليد والدين ولكن الشباب فيها لا يكف عن التحرش بالنساء سواء كانت طالبة مدرسة أو فتاة جامعية أو موظفة أو امرأة متزوجة وغيرها، وحتى العمر لا يتحدد إذ تتعرض المراهقة والمرأة الأربعينية للتحرش على السواء حتى وان كانت تصطحب أطفالها معها إذ إن هذا لا يمنع المتحرشين من إبداء كلمات الإعجاب تارة أو التلفظ بألفاظ خادشة للحياء تارة أخرى، رغم إن بعض الشباب يدعي بأن مظهر المرأة أحيانا يجبر الشاب على التحرش بها، هذا لو كان في مدينة أخرى فكيف إذا كنا نسكن في مدينة مقدسة ونرتدي العباءة التي تستر كل الجسد؟؟

من جانبها تقول "شيماء خليل" مدرسة: لقد تم اكتشاف صرعة جديدة للتحرش تجبر الفتاة على الصمت بل ان بعض الفتيات يستسغن مثل هكذا تحرش إذ يكفي أن تمر الفتاة بالقرب من أي شاب أو مجموعة شباب ليقوم بالصلاة على النبي بصوت واضح لإبداء إعجابه بها، فهو نوع من التحرش الذي اختصت به المحافظات المقدسة حفاظا على قدسية المدينة من الخدش لحياء المرأة فيها.

وفي ذات الوقت قالت "سحر محمد رضا" مسؤولة مركز الإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة: إن للأسرة دور كبير لمعالجة تلك الثغرة، لأن الشاب يشعر بان التحرش هو بمثابة كمال لرجولته وبأنه شخص بالغ وقد تنعشه وتضيف عليه بعض المتعة التي يحتاجها بينما لو تربى هذا الشاب منذ البداية على أسس ثابتة تخبره بأن هذا انتقاص لرجولته وليس كمالا لها فسوف يبتعد عن تلك الممارسات غير الأخلاقية.

تحرش أمنى

من جانب آخر انضم إلى صنف المتحرشين بعض رجال الأمن فبالرغم من احترام الكثير من رجال الأمن لعملهم وللمرأة في الشارع ومساعدتها يعمد البعض القليل إلى تشويه صورة رجل الأمن وينصاع لرغباته وشهواته فلا تسلم امرأة من لسانه وهي تمر بالقرب من نقطة تفتيش أمنية فهل يعود هذا إلى دواعي الحرمان أم ان الاستخفاف بعمله من جهة وبعدم احترامه للمرأة التي وثقت به كرجل امن هدفه حمايتها هو ما يجعله ضعيف أمام رغبته في التحرش.

 حيث تقول " شهد " وهي موظفة: لا يكل رجال الأمن في نقطة التفتيش القريبة من مكان عملي من التحرش يوميا وكأنني المرأة الوحيدة في الشارع التي تقود سيارة ولكنني اصمت ولا ابدي أي تعبير يدل على رضا أو سخط بل أزيد من إهمالي لتحرشاتهم ولكنني أأسف لما وصلنا عليه من حال يجعل من نطمع في حمايتهم لنا يتحرشون بنا.

من جهته الضابط "محمد عبد علي" يقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): هناك ملاحظة مهمة وهي أن الشاب لا يتحرش بفتاة إلا إذا كان ضمن مجموعة ونادرا ما يتحرش شاب بفتاة وهو بمفرده وهنا تكون الإشارة إلى إن الشاب يحاول بذلك المزاح مع أصدقائه أو الرهن أو التحدي للإيقاع بهذه الفتاة أو تلك. ويضيف محمد لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): وفي المحافظات المقدسة يفرض لباس المرأة المحتشم احتراما على شكلها في الشارع ولكن هناك من يمتلك نفسا ضعيفة فمجرد شكل المرأة حتى وان كانت محتشمة يثيره ليتحرش بها وهذا شخص مريض نفسيا أو ربما مراهق يحاول أن يثبت بأنه أصبح إنسان بالغ.

 وفي معظم الأحيان لا تحدث التحرشات إلا قليلا أما في أماكن تجمعات الشباب أو بعض الأماكن الشعبية أو الأسواق العامة ولا يمكن مقارنتها بظاهرة التحرش في بغداد والتي تخدش حياء الفتاة بشكل واضح، ويشير محمد أيضا إلى تحرشات رجال الأمن بالفتيات ويقول: نحن كرجال امن لا يمكن أن نتعدى على امرأة لفظيا أو بأي طريقة أخرى لأننا وجدنا لحمايتها وحماية باقي المواطنين وان وجد أشخاص من رجال الأمن يقومون بذلك فهم ليسوا أهلا للثقة ولا يستحقون أن يطلق عليهم هذا اللقب لأنه وجد للأبطال ولا بد أن يعاقب اي رجل امن يقوم بذلك.

القانون لا يعاقب

المحامية " حنان عبد الرزاق " كشفت لنا: أن القانون العراقي لا يتضمن روادع تحمي المرأة من التحرش الجنسي بأشكاله المختلفة، التي تتعرض اليها في حياتها اليومية، إذ تكاد لا تنجو امرأة عراقية من أشكال التحرش بدءً من الكلام النابي، والمخدش للحياء، إلى الملامسة وجس البدن، ولم يستطع "الحجاب" في كثير من الأحيان أن يكون رادعا للمتحرشين، وحامٍ للمرأة، وبحسب قول عبد الرزاق. التي أشارت إلى إن المجتمع يتقبل التحرش بالمرأة، لكنه ينتقدها ويسئ إليها في حال احتجّت أو دافعت. بينما لا تتقبل المجتمعات الغربية غير المسلمة مسألة التحرش ويعاقب عليها القانون بشدة.

فيما أكد القاضي ماجد الخفاجي على وجود مادة تعاقب المتحرش في القانون العراقي وتختلف مدة العقوبة حسب نوع التحرش، مشيرا إلى عدم تلاؤم تلك الظاهرة مع طبيعة مجتمعنا الإسلامي الذي يرفض التعدي على المرأة بأي شكل من الأشكال.

من جانبها دعت منال الياسري وهي فنانة تشكيلية إلى ضروة الاقتداء بدول قريبة مثل الأردن التي تفرض الغرامة والسجن على المتحرش حتى امتنع الشباب في الشارع عن تلك الظاهرة التزاما بالقانون أي إن الشاب يربيه القانون وليس البيئة التي ينشأ فيها.

التأثير النفسي

هل ان الشخص المتحرش هو شخص غير سوي نفسيا؟، أم انه شخص طبيعي ولكنها عادة ربما من ضمن العادات التي تعود عليها بعض الشباب؟، كيف يراه أخصائيو علم النفس؟، "د. عبد عون عبود جعفر المسعودي" رئيس قسم الإرشاد النفسي في الكلية التربوية ومحاضر في جامعة كربلاء قسم علم النفس، يحلل الأسباب التي تجر الشاب إلى هذا الفعل ويؤكد على عامل الكبت ولا سيما في مرحلة المراهقة تكون المكبوتات كثيرة فالمراهق يملك من الحاجات الفسلجية والطاقة الجنسية التي تحتاج إلى تصريف وعندما لا يجد التصريف المباشر يلجأ إلى التحرش.

وهذا لا يقتصر على المراهق فقط بل يشمل الفئات العمرية كافة حتى الشيخوخة، وهذا يعود إلى تعرض العراق إلى الكثير من الويلات والحروب والتي خلقت الكبت الذي يعاني منه الإنسان في العراق، حيث صرنا نشهد حالات تحرش غريبة مثل التحرش بالمحارم وقد كنت أعالج قبل قليل حالة فتاة تعرضت لتحرش الأب وأخرى تحرش بها والد زوجها فضلا عن اكتشاف ثمان حالات في مدرسة ابتدائية لتلميذات تعرضن للتحرش من قبل الأب بشكل مباشر والتحرشات تتعدى إلى محاولات ممارسة الزنا، وهذه الحالات تدل على إن هؤلاء الأشخاص ليسوا أسوياء نفسيا.

 ويضيف المسعودي لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): وأيضا نود التركيز على دور المرأة في هذا فهي تسهم أيضا في زيادة تلك الظاهرة من خلال مظهرها الخارجي فقد يكون لباسها أو نظرتها أو حركاتها وربما طريقة مشيتها تعني الكثير، وحتى الضحكة قد يفسرها الرجل بشكل آخر وتثير الريبة فتشجعه على التحرش.

 ومن الأسباب الأخرى هي الطبقية التي أفرزها المجتمع فانقسم إلى عدة طبقات فهناك الطبقة المترفة التي يكون الشاب فيها حرا قادرا على ممارسة كل ما يريد والتحرك أينما يريد في الوقت الذي وجدت طبقة فقيرة يكون فيها الشاب غير قادر على فعل ابسط الأشياء مما أثار الغيرة بين الطبقات مما اضطر الفقير أحيانا إلى إشباع حاجاته بالتحرش إضافة إلى هذا هناك نظرية في علم النفس اسمها نظرية بندورا تقول بأن سلوك المتعلم هو نتيجة وجود نموذج في حياتنا نتعلم منه فالمراهق يتعلم من الأخ الأكبر منه أو من أبيه إذن فالمثل يكون سبب أيضا.

النظرة الشرعية

لأننا نعيش ضمن مجتمع محافظ ولأن الدين الإسلامي فرض علينا الكثير من الضوابط التي يجب أن يلتزم بها المسلم ومنها غض البصر ولأن الدين هو الوسيلة التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى وهي الرادع الذي يمكننا الخوف منه في حالة التوجيه الصحيح، فقد زاد وأكد علماء الدين وأئمة الجوامع على ضرورة الابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى ويتنافى مع التعاليم الإسلامية فيما يخص ظاهرة التحرش ووجهوا بشكل مباشر على ضرورة ترويض النفس على غض البصر. وعن هذا الأمر تحدث لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) الشيخ " احمد الصافي " المستشار الديني في مركز الإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية المقدسة والذي قال: هناك جملة من الأسباب التي تقود الشباب إلى تلك الظاهرة من جملتها التدين فلو كان الشاب متدينا ملتزما بالتعاليم الإسلامية التي تحجزه نفسيا عن هذا الفعل فسوف يبتعد عنه ولو انفك هذا الارتباط فانه سيسعى إلى ذلك بعد غياب الوازع الديني.

 والسبب الآخر يكمن في التربية فهناك أناس ليس لديهم التزام ديني كبير ولكن التربية تمنعهم من ممارسة مثل هكذا عادات سيئة حيث يشعرون بالغيرة على أخواتهم وأمهاتهم وزوجاتهم فلا يقدمون على فعل مع الأخريات قد يطال محارمهم يوما. والسبب الثالث هو الجو العام فلو كانت البيئة التي يعيش فيها بيئة منحلة تزداد لديه هذه الحالة فالبيئة تفرض على الناس قيودا اجتماعية أو قيودا دينية فهناك مجتمعات غير متدينة ولكنها تلتزم بقيود عشائرية وقبلية قد تعوض عن دور التدين في هذا الجانب فالمتدين والمتدينة ينفع وينتفع في الدنيا والآخرة فبعض العادات والتقاليد تنفع وتسد في الدنيا ولكنها لا تنفع وتسد في الآخرة وهذا ما قصدته.

أما السبب الآخر فهو المرأة ذاتها والذي اعتبره أهم الأسباب وامنحه النسبة الأكبر فإذا كانت المرأة متزينة وتعرض نفسها لنظر الآخرين فتخرج بزينة معينة وقد تكون طريقة مشيتها أو حديثها مع زميلاتها في الشارع بصوت عال والضحك فهذا يجذب النظر إليها ويشجع الآخرين على التحرش بها.

والمحيط أيضا يهيئ أيضا للتحرش فأحيانا تكون المرأة غاية في الالتزام والحجاب ولكنها تتعرض للتحرش وهنا لا تكون هي السبب بل السبب ما يحيطها من بيئة في الشارع أو المكان، بينما نجد بان هناك امرأة تتزين وتخرج كي يقال عنها إنها جميلة إذ تطمع بعض النساء في تحرش الرجال ارضاءا للنفس بل إن بعضهن يتعاملن مع الشاب في المحلات بكثير من الدلال والضحك فهي بذلك تهيئ له الجو الذي يقوده إلى التحرش بها، وهناك بعض الروايات والقصص التي تدل على تورط البعض في هذا الجانب بسبب تبرج المرأة.

ويضيف الشيخ الصافي: فالشهوة في الإنسان شهوتان شهوة البطن وشهوة الفرج فمثلما يجوع الإنسان فيأكل كذلك فان شهوته تحتاج منه إلى سد تلك الحاجة بالنظر إلى المرأة الجميلة. وهنا لا بد أن يتحرك أهل الدين في هذا المجال فقد أكد القرآن على ذلك فكما شرع الصلاة والزكاة والصيام واحترام الوالدين فهو أيضا ذكر العفة فهناك آية كريمة نصها " قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن (إلى أن يصل إلى قوله تعالى) ولا يضربن بأرجلهّن ليُعلم ما يخفين من زينتهن ".

أي إن الخطاب موجّه بشكل مباشر للمرأة للابتعاد عن التقصد في لفت انتباه الرجل من خلال مشية معينة أو طريقة في الكلام أو الضحك أو الزينة وهناك أشياء كثيرة تثير الرجل وتلفت انتباهه وهذا قد حرمه الشرع وما يحرمه الشرع هو حرام فكل مشرّع وكل مدير ومسؤول سواء في عمله أو بيته عليه أن يتحلى بالأخلاق الحميدة وغض البصر كي يتحلى الآخرين بنفس أخلاقه.

ورغم الأسباب الكثيرة التي يمكن ذكرها في كافة التجمعات مثل غلاء المهور وكثرة العزوبية والتي تقود إلى ظاهرة التحرش إلا إنني لا اعتبرها جوانب مهمة لو نظرنا إلى بعض الرجال الأغنياء فهم مكتفين ماديا وقادرين على الزواج ولكنهم يفعلون ما يغضب الله سبحانه وتعالى ويتحرشون بالنساء، فهناك أشخاص نصِفهم بالمرضى لأنهم يمتلكون كل المقومات التي تشجعهم على غض البصر ولكنهم رغم ذلك يتحرشون بالنساء كأن يكون الرجل مقتدرا ماديا أو متزوجا ومكتفيا ولديه زوجة جميلة ورغم ذلك ينظر إلى الأخريات فهذا رجل مريض.

من جهة أخرى فان عزل المرأة عن أجواء الرجال حتى في العمل يعد إكراما لها وليس اهانة لها كما تظن فعزلها تحصين لها من نظرات الآخرين والأفضل تشجيع المرأة على اختيار عمل لا يخلطها بالرجال. كما ندعو المؤسسات الدينية والإنسانية إلى تشجيع الزواج والمساعدة عليه وتوجيه الشباب والشابات الوجهة الصحيحة بالالتزام بالأخلاق الإسلامية والزواج والابتعاد عن النظر إلى الغرباء.

ضرورات التغيير

ليست وليدة اللحظة فهي ظاهرة قديمة ولكن ازديادها ينذر بالخطر في مجتمع يحتاج إلى توجيه ورعاية مستمرة خصوصا للشباب ذكورا وإناثا، فهناك ما يشدهم نحو الخراب الأخلاقي بعد التأثر بالمتغيرات الجديدة التي يواكبها المجتمع وازدياد وسائل التكنولوجيا التي قاربت من الشباب وزادت فرص الاختلاط، فلا بد هنا من الانتباه إلى تلك الحالة وتوجيه الشباب نحو الوجهة الصحيحة وخاصة الالتزام الديني والأخلاقي وتنبيه الشاب على نظرية يوم لك ويوم عليك فمن يتعدى على أعراض الغير يجد مستقبلا من يتعدى على عرضه ولو اقتنع الجميع بتلك النظرية لتقلصت هذه الظاهرة وهنا يكون دور المؤسسات التربوية والتوجيهات الدينية والمنظمات الإنسانية والأسرية مهما جدا لكسب الشباب وتحويلهم إلى قوى نافعة للمجتمع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/كانون الثاني/2014 - 5/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م