الطاقة النووية.. بين مخاطر الحاضر وطموحات المستقبل

 

شبكة النبأ: الطاقة النووية هي اليوم وبحسب بعض الخبراء مطلب مهم وأساسي للعديد من دول العالم لما لها من أهمية الكبيرة في الكثير من المجالات وذلك لكونها مصدر رخيص لطاقة مستمرة، لكنها وعلى الرغم من كل ذلك لاتزال تشكل مصدر قلق للكثير بسبب استخدامها في تطوير برامج التسليح التي تهدد الأمن والاستقرار العالمي خصوصا مع وجود الخلافات والنزعات المستمرة بين بعض الدول المهمة التي تمتلك مثل هكذا أسلحة مدمرة، هذا بالإضافة الى المخاطر الأخرى المتعلقة بالسلامة العامة وصعوبة التخلص الآمن من المخلفات عالية الإشعاع، وهو ما قد يسهم بحدوث بعض الكوارث التي فد يصعب السيطرة عليها وفي هذا الشأن فقد خلصت دراسة أعدها لفيف من العلماء الى انه في حال نشوب حرب نووية بين الهند وباكستان، ستؤدي المجاعة الناتجة عنها الى هلاك مليارين من البشر ونهاية الحضارة الإنسانية. وجاء في الدراسة ان التأثيرات الكارثية لحرب نووية حتى لو كانت محدودة النطاق ستعيث فسادا بالغلاف الجوي وتؤدي الى دمار المحاصيل الزراعية. وكانت الجهة التي اعدت الدراسة، وهي الاطباء الدوليون من اجل منع الحرب النووية واطباء من اجل المسؤولية الاجتماعية، والتي كانت قد فازت بجائزة نوبل للسلام، قد نشرت دراسة مماثلة في العام الماضي توقعت ان يبلغ عدد من يهلكون نتيجة المجاعة في حال اندلاع حرب نووية مليارا من البشر.

ولكن في الدراسة الاخيرة، قال الباحثون إنهم كانوا قد قللوا بشكل كبير في دراستهم السابقة من الاضرار التي ستتكبدها الصين جراء حرب نووية بين الهند وباكستان، واكدوا ان اكثر بلدان العالم سكانا ستواجه مجاعة خطيرة. وقال مؤلف الدراسة آيرا هلفاند "إن مقتل مليار من البشر في العالم النامي لهو كارثة لا توازيها كارثة في التاريخ البشري، ولكن اذا اضفنا الى ذلك احتمال تعرض 1,3 مليار صيني للخطر فسنكون قد دخلنا عصر نهاية الحضارة الانسانية."

وقال هلفاند إن الدراسة ركزت على الهند وباكستان نظرا للتوتر التاريخي بين الجارتين النوويتين اللتين خاضتا ثلاثة حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا وتقسيم شبه القارة الهندية عام 1947. الا انه اضاف ان التأثيرات الكارثية للحرب النووية ستكون مماثلة مهما كانت الدول التي تستخدم هذه الاسلحة إذ ان الاسلحة النووية الحديثة اشد تدميرا بشكل كبير من تلك التي استخدمها الامريكيون لضرب مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وخلصت الدراسة الى ان الدقائق الكربونية التي ستملأ الغلاف الجوي جراء التفجيرات النووية (في الحالة الهندية الباكستانية) ستؤدي الى انخفاض محصول الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة بنسبة 10 بالمئة لعقد كامل، كما ستؤدي الى خفض انتاج الصين من الرز بنسبة 21 بالمئة لاربع سنوات و10 بالمئة في السنوات الست التالية.

تطوير مستمر

في السياق ذاته قال مسؤولون في وزارة الدفاع الامريكية ان الترسانة النووية تحتاج الى عملية تحديث تتكلف مليارات الدولارات خلال العشر سنوات القادمة لضمان سلامة الاسلحة وفعاليتها رغم تحذيرات جماعات الحد من السلاح من ان ذلك غير ضروري ولا يمكن تحمل تكاليفه. وقالت مادلين كريدون مساعدة وزير الدفاع الامريكي للجنة في مجلس النواب ان عمليات تحديث الاسلحة القديمة مطلوبة لإعطاء صانعي السياسة الثقة التي يحتاجونها لتحقيق أهداف الرئيس باراك أوباما لاحداث خفض كبير في المخزون النووي.

وقالت كريدون لمشرعين يدرسون برنامجا لخفض عدد أنواع الرؤوس النووية الامريكية ووضع أنظمة توجيه على الاسلحة هذا النوع من التحديث مكلف لكن ما من شك ان هذا الاستثمار. ضروري. وأضافت "لا يوجد بديل أقل تكلفة يفي بالمتطلبات العسكرية والاهداف السياسية" مشيرة إلى أن القنبلة بي61 التي تنشرها القوات الامريكية في أوروبا هي "حجر زاوية" لالتزام الردع النووي الامريكي تجاه حلف شمال الاطلسي.

وبدأت الولايات المتحدة جهدا وصفه الجنرال روبرت كيهلر قائد القيادة الاستراتيجية الامريكية للجنة بأنه "جهد يستغرق عقودا لتجديد قوتنا للردع النووي والبنية التحتية الداعمة لها." وبالإضافة الى تحديث أسلحة السبعينات من القرن الماضي وفي بعض الاحوال استبدال طرز الانابيب الفراغية التي ترجع الى الستينات بإلكترونيات حديثة تعتزم وزارة الدفاع (البنتاجون) تحديث أنظمة اطلاق الاسلحة ومنها طراز جديد من الغواصات التي تحمل صواريخ باليستية ونوع جديد من القاذفات بعدة المدى. بحسب رويترز.

الى جانب ذلك اطلقت روسيا عددا من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية والموروثة من الحقبة السوفياتية، لاختبار فعاليتها. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الغواصة بريانسك الموجودة في بحر بارنتس والغواصة سفياتوي جورجي بوبيدونوستس الموجودة في بحر اوخوتسك اطلقتا عدة صواريخ بالستية على سبيل التجربة.

كما اطلقت القوات البرية صاروخا عابرا للقارات من نوع توبول وآخر من نوع فويفود من موقعين في شمال ووسط روسيا. واعلن متحدث عسكري لوكالة انترفاكس ان الصاروخين اصابا هدفيهما في شبه جزيرة كمشاتكا في اقصى الشرق الروسي. كما اطلق الجيش الروسي ايضا اربعة صواريخ قصيرة المدى من نوع اسكندر وتوشكا-يو، و15 صاروخا من نوع اس-300 واس-400 للدفاع المضاد للطيران. وروسيا هي البلد الوحيد الذي لا يزال يجري تجارب على صواريخ عابرة للقارات بشكل دوري.

مخاطر وقلق

من جانب اخر كانت السلطات المكسيكية في حالة استنفار بحثا عن شاحنة مسروقة قرب مكسيكو على متنها حمولة مشعة "بالغة الخطورة" يمكن في حال سقوطها في ايد شريرة ان تستخدم لصنع "قنبلة قذرة". واعلنت اللجنة الوطنية المكسيكية للامن النووي ان الشاحنة البيضاء من نوع فولكسفاغن كانت تنقل مواد طبية الى مركز تخزين نفايات مشعة عندما سرقت في محطة وقود في تيبوخاكو بولاية هيدالغو على مسافة نحو 50 كيلومترا الى شمال مكسيكو.

وبحسب الهيئة النووية، فان المواد المحملة على الشاحنة "لا تشكل اي خطر طالما لم ينزع (جهاز) الحماية او يلحق به ضرر"، لكن اللجنة الوطنية للامن النووي ناشدت "اي شخص بحوزته الحمولة او يعثر عليها بعدم فتحها ولا الحاق اي ضرر بها، ما قد ينتج عنه عواقب صحية خطيرة". واسرعت اللجنة في تفعيل بروتوكول انذار يشمل السلطات الفدرالية والولايات والبلديات ونشرت صور الصندوق الخشبي المقوى بالفولاذ الذي كانت تنقله الشاحنة.

وقد انطلقت عمليات البحث في ست ولايات مجاورة للعاصمة (هيدالغو وكيريتارو وفيراكروز ومكسيكو وتلاكسكالا وبويبلا والاقليم الفدرالي) كما اكدت اللجنة التي دعت الى التعبئة. ولم تتسرب اي معلومة عن مشبوهين محتملين في هذه السرقة في بلد تهزه بانتظام مواجهات بين مهربي المخدرات والعمليات التي تطلقها الدولة لملاحقة المجموعات الاجرامية ما خلف 77 الف قتيل على الاقل منذ 2006.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان "عند وقوع السرقة، كان المصدر (المشع) محميا بشكل صحيح. لكنه قد يصبح خطيرا جدا اذا نزعت الحماية عنه او اذا تضرر". وبحسب الوكالة تنقل الشاحنة مادة الكوبالت-60 المشعة التي تستخدم في العلاج بالأشعة قادمة من مستشفى في مدينة تيخوانا (شمال). ولا يمكن استخدام هذه المادة كسلاح نووي حقيقي، لكن يمكن ان تستخدم في صنع "قنبلة قذرة" تجمع متفجرات تقليدية ونظائر مشعة نشطة.

ويحذر الخبراء بشكل منتظم من الخطر الذي تمثله المخزونات الكبيرة لهذا النوع من المواد المخزنة في المستشفيات والجامعات او المصانع بدون تدابير مراقبة كافية. وقد احصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي 17 حالة لحيازة غير مشروعة ومحاولات بيع مواد نووية في العالم و24 حالة سرقة او فقدان ما يمثل "الجزء الظاهر من جبل الجليد" بحسب الوكالة.

وتتعلق حالات عديدة خصوصا بمناطق سوفياتية سابقة حيث تم توقيف العديد من الاشخاص في 2011 اثناء محاولتهم بيع اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في صنع اسلحة. وقد بدأت جهود كبيرة على المستوى الدولي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991 واعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة لمنع سقوط المواد النووية في ايد شريرة. وترأس الرئيس الاميركي باراك اوباما قمة حول الموضوع في 2010 تلتها قمة ثانية في سيول العام الماضي. ومن المقرر عقد قمة ثالثة في اذار/مارس 2014 في لاهاي.

وفي تموز/يوليو الماضي، اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو اثناء مؤتمر حول الامن النووي ان دولا عدة اتخذت اجراءات في هذا الصدد لكنه حذر في الوقت نفسه من "شعور خاطىء بالامان". وقال ان "انفجرت قنبلة قذرة في مدينة كبرى، او ان تم تخريب منشأة نووية، فان النتائج قد تكون مدمرة". واوضح مارك هيبس المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ان مادة الكوبالت-60 "ظهرت في حوادث عديدة اوقعت ضحايا لان المادة كانت بيد اشخاص غير مدركين لخطورتها.

وفي العام 1987 اضطر 249 شخصا في جويانيا بالبرازيل لتلقي العلاج الطبي واصيب 28 بحروق بسبب مادة مشعة واربعة توفوا على اثر حادث متعلق بالسيزيوم 137 وهو مادة شبيهة بالكوبالت 60. وكان شخصان يفككان معدات طبية متروكة خاصة بالسرطان والمواد المشعة التي تحتويها وتصدر ضوءا ازرق اصبحت محط جذب للسكان المحليين.

على صعيد متصل قال رئيس بلدية درانسي ان عربة لنقل البضائع بالسكك الحديدية تحمل نفايات نووية خرجت عن القضبان في محطة البلدة الواقعة على بعد ثلاث كيلومترات الى الشمال الشرقي من باريس وقال جان كريستوف لاجارد انه لا يوجد تسرب للنفايات النووية. واضاف رئيس البلدية وهو ايضا عضو في البرلمان عن حزب اتحاد الديمقراطيين والمستقلين المنتمي لتيار الوسط "ان عربة شحن تنقل مادة مشعة خرجت عن القضبان في محطة درانسي." وقال لاجارد ان نحو اربعة الاف عربة شحن تنقل نفايات مشعة او كيماوية تمر بالمحطة كل عام. ودعا حزب الخضر الفرنسي الى انهاء نقل النفايات المشعة عبر المناطق الحضرية والمحطات المزدحمة في اعقاب الواقعة. وقال الحزب في بيان "اقل حادث يمكن ان يسبب آثارا تصل الى حد الكارثة. كل عمليات نقل (النفايات النووية) تنطوي على خطورة وتعرض السكان لخطر لا داعي له."

من جهة اخرى قال مسؤولون روس إن حقل نفط في سيبيريا تعتزم روسيا والصين تطويره معا كان موقعا لتفجيرات نووية سوفيتية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. وقالت شركة النفط الحكومية روسنفت إن الحقل آمن رافضة مخاوف خبراء البيئة من ان يكون النفط المستخرج منه ملوثا بالاشعاع. لكن هذا الكشف يثير الشكوك حول مشروع استراتيجي مشترك أعلن عنه وتتخلى بموجبه روسيا أكبر دولة منتجة للطاقة في العالم عن حصة من ثروتها النفطية للصين اكبر مستهلك للطاقة في العالم.

وأفاد تقرير نشرته وزارة البيئة في جمهورية ساخا وهي منطقة نائية في شرق سيبيريا تعرف كذلك باسم ياقوتيا إن ما لا يقل عن سبعة انفجارات نووية "سلمية" أجريت في حقل سردنيبوتوبنسكوي. وقالت متحدثة باسم الوزارة "نعم بالفعل أجريت تفجيرات نووية في الموقع." واضافت انه لم يتم الابلاغ عن اي تسرب إشعاعي. وكانت التفجيرات في الحقل تهدف إلى زيادة التدفقات من بين الصخور المحملة بالنفط وفي حالة واحدة لإيجاد مكان يمكن استخدامه في التخزين.

وقالت روسنفت في تصريحات انها تراقب بانتظام الاشعاع في مواقع التفجيرات التي توجد الان داخل مناطق تحمل الشركة تراخيص بانتاج النفط فيها. وقالت "الفحص الإشعاعي للمواقع والانتاج المستخرج منها يظهران انه لا توجد مواد مشعة وصلت إلى السطح ولا إلى النفط." ووقعت الشركة في وقت سابق مذكرة مشروع مشترك مع شركة النفط الوطنية الصينية (سي.ان.بي.سي) لتطوير الحقل الذي تقدر احتياطياته بنحو مليار برميل من النفط. ووقع الرئيس التنفيذي للشركة إيجور سخين اتفاقا هذا الأسبوع يزيد صادرات روسنفت للصين إلى ما يزيد على مليون برميل يوميا. بحسب رويترز.

والصفقتان تعكسان مساعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتوجيه صادرات روسيا من الطاقة باتجاه الشرق بعيدا عن اسواق أوروبا التي تعاني ركودا وبخاصة باتجاه أسواق منطقة اسيا والمحيط الهادي الأكثر نشاطا. ولم تذكر روسنفت ما إذا كانت أبلغت الشركة الصينية بشأن التفجيرات. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشركة الصينية عن الأمر.

محطات جديدة

الى جانب ذلك اعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية خالد طوقان ان بلاده اختارت شركتين روسيتين لبناء وتشغيل أول محطة نووية في المملكة للاغراض السلمية وخصوصا من اجل توليد الكهرباء وتحلية المياه. وتم اختيار شركة "أتوم ستروي اكسبورت" الروسية كجهة مزودة للتكنولوجيا النووية وشركة "روست أتوم اوفرسيز" الروسية كشريك استراتيجي ومستثمر ومشغل للمحطة النووية الاردنية الاولى وفق اتفاقية ستبرم بين الحكومتين الاردنية والروسية.

وقال طوقان في مؤتمر صحافي ان "انجاز المشروع سيتم على مرحلتين، الاولى تمتد لمدة عامين وفيها تنفذ الدراسات التفصيلية للموقع والثانية يتم خلالها توقيع العقد والمباشرة بتنفيذ وبناء المشروع". واضاف ان المشروع "يشمل مفاعلين نوويين بقدرة 1000 ميغاواط لكل منهما، ليشغل الاول عام 2021 ثم يليه الثاني بعامين". واوضح انه "تم اختيار موقع عمرة على بعد 60 كيلومترا جنوب شرقي خربة السمرا في محافظة الزرقاء موقعا لاقامة المحطة النووية الاردنية الاولى".

واشار طوقان الى ان "هذا المكان بعيد عن التجمعات السكانية والمدن الكبيرة ومصادر المياه العذبة والمناطق الزراعية الحيوية وقريب نسبيا من مصدر لمياه التبريد فضلا عن انه يتميز بزلزالية منخفضة". ويبعد المكان المقترح نحو 75 كلم شرق العاصمة الاردنية عمان.

وبحسب طوقان فان "مساهمة الجانب الروسي في المشروع ستكون بنسبة 49 بالمئة من كلفة المحطة النووية الاردنية على ان تكون نسبة الطرف الاردني 51 بالمئة". وابقى رئيس هيئة الطاقة الذرية على جميع خيارات التمويل مفتوحة ومن ضمنها انجاز المشروع بالكامل على نظام "بناء تملك تشغيل".

وبحسب محمد المومني وزير الدولة لشؤون الاعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة فأن كلفة المشروع قد تصل لعشرة مليارات دولار. وكانت المملكة تدرس عرضين مقدمين من قبل "أتوم ستروي اكسبورت" الروسية وائتلاف شركتي "أريفا" الفرنسية و"ميتسوبيشي" اليابانية. ويسعى الاردن، الذي تثير احتياطاته من اليورانيوم اهتمام العديد من البلدان، الى انشاء اول مفاعل نووي للاغراض السلمية وخصوصا من اجل توليد الكهرباء وتحلية المياه.

وكانت اصوات ارتفعت تطالب بالتخلي عن الطاقة النووية في الاردن بعد حادث محطة فوكوشيما شمال شرق اليابان في 11 آذار/مارس 2011 والذي يعتبر الاخطر منذ كارثة تشرنوبيل قبل 25 عاما. وتستورد المملكة 96% من احتياجاتها من المشتقات النفطية، وتشير الدراسات الى ان الطلب على الكهرباء سيتضاعف بحلول عام 2020. كما تعد المملكة واحدة من افقر عشر دول في العالم بالمياه حيث يتجاوز العجز المائي 500 مليون متر مكعب سنويا بحسب تقديرات المسؤولين.

على صعيد متصل قال وزير الطاقة البلغاري إن حكومته ستتخذ قرارا بشأن تشييد مفاعل ثالث باستخدام تكنولوجيا امريكية في محطتها الوحيدة للطاقة النووية. واستأجرت الحكومة البلغارية شركة وستنجهاوس لاعداد خطة للمفاعل الجديد بعد ان علقت خططا لبناء محطة جديدة بقدرة 2000 ميجاوات في بيلين على نهر الدانوب بعد فشلها في اجتذاب مستثمرين اجانب الي المشروع الذي يتكلف 10 مليارات يورو.

وقال وزير الطاقة دراجومير ستوينيف "ناقش مسؤولون بلغار وامريكيون تشييد مفاعل جديد في محطة الطاقة النووية في كوزلودوي." واضاف ان تشييد المفاعل قد يبدأ في 2016 ويستغرق اربع سنوات على الاقل. وبلغاريا هي احدى الدول القليلة بالاتحاد الاوروبي التي لديها مشاريع لبناء مفاعلات نووية جديدة في اعقاب كارثة فوكوشيما في اليابان في 2011 واتجاه المانيا الي التحول بشكل تدريجي عن الطاقة النووية. بحسب رويترز.

وحوالي 35 بالمئة من الطاقة المنتجة في بلغاريا تأتي من محطة كوزلودوي البالغ قدرتها 2000 ميجاوات لكن رخصة احد المفاعلين بالمحطة تنتهي في نوفمبر تشرين الثاني 2017 بينما تنتهي رخصة المفاعل الثاني بعد ذلك بعامين. وعرضت روسيا تمويل محطة بيلين في 2006 لكن حكومة يمين الوسط السابقة في بلغاريا رفضت العرض بسبب مخاوف من ان موسكو قد تكتسب سيطرة على المستقبل النووي للبلد العضو بالاتحاد الاوروبي.

في السياق ذاته اطلق رئيس الوزراء الباكستاني عملية بناء اكبر محطة نووية لتوليد الطاقة في البلاد متعهدا بتنفيذ مزيد من المشاريع لجعل المفاعلات النووية اكبر مصدر للطاقة في البلاد. وسيتم بناء المفاعل الذي تبلغ طاقته 2200 ميغاواط بمساعدة فنية من الصين على ساحل بحر العرب على شاطئ باردايس على بعد 40 كلم غرب كراتشي.

وتوجد في باكستان ثلاثة مفاعلات نووية عاملة تولد اجمالي 740 ميغاواط تقريبا من الطاقة، وبدأ العمل على مفاعل رابع، اضافة الى المفاعل الذي بدأ العمل فيه. وتأمل الحكومة في ان توفر المفاعلات النووية الكهرباء بكلفة منخفضة نسبيا لتجنب حالات انقطاع الكهرباء التي يعاني منها سكان باكستان. ويعاني قطاع الكهرباء في البلاد من سوء الادارة والفساد وفرط الاعتماد على الوقود المستورد المرتفع الثمن ما تسبب في انقطاع الكهرباء بشكل يومي في اشهر الصيف.

وقدرت جمعية الطاقة النووية الدولية تكلفة المشروع بنحو 10 مليارات دولار. وسيعمل في المشروع مهندسون من لجنة الطاقة الذرية الباكستانية بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية الصينية. ونظرا لان باكستان ليست عضو في معاهدة الحد من الانتشار النووي، فانها مستثناة من التجارة الدولية في المواد والتكنولوجيا النووية وتعتمد على الصين فقط لمساعدتها في هذا المجال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/كانون الثاني/2014 - 3/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م