تلوث البيئة... معضلة متجددة تهدد بزوال الحياة

 

شبكة النبأ: مشكلة تلوث البيئة هي اليوم اخطر مشاكل العصر التي تهدد بزوال الحياة على كوكب الارض كما يقول بعض الخبراء، الذين حذروا من اتساع هذا الخطر بسبب تعدد انواع الملوثات وانتشار المواد الضارة والغازات السامة التي ازدادت نتيجة التقدم التكنولوجي والصناعي الذي اسهم بتلوث الهواء و الماء و التربة وهو ما نعكس بشكل سلبي على الصحة العامة، حيث تهدد الاشكال المختلفة للتلوث الناجمة عن النشاط البشري صحة الملايين من الاشخاص في العالم، بحسب ما اعلنت منظمات بيئية نشرت قائمة بالمناطق العشر الاكثر تلوثا في العالم. وقال ريشارد فولر مدير منظمة بلاكسميث إنستيتوت "نعتقد ان صحة 200 مليون شخص مهددة بسبب التجمعات السكانية في الدول النامية".

ولمساعدة السلطات على مكافحة الاشكال المختلفة للتلوث، أعدت هذه المنظمة الاميركية بالتعاون مع منظمة الصليب الاخضر ومقرها جنيف قائمة بأكثر الاماكن تلوثا في العالم. وبحسب الخبراء الذين اجروا دراسات في 49 بلدا، فان هذه المواقع العشرة الاكثر تلوثا تتوزع بين ثماني دول، منها ثلاث افريقية. ففي غانا، تعرض الكميات الهائلة من النفايات الالكترونية في ضواحي اكرا صحة 40 الف شخص لخطر التلوث بالرصاص والزئبق والكادميوم. وفي دلتا النجير ونيجيريا يعاني السكان من التلوث الناجم عن استخراج النفط. ويعاني سكان كابوي في زامبيا من بقايا الرصاص الناتج عن استغلال المناجم.

وفي القائمة السوداء ايضا منطقتان في اندونيسيا، حيث يتعرض خمسة ملايين شخص بشكل غير مباشر، و500 الف بشكل مباشر، لمواد كيماوية تلقيها المصانع في نهر سيتاروم قرب جاكرتا. وفي اندونيسيا ايضا، يهدد الزئبق الناجم عن استخراج الذهب في جزيرة بورنيو صحة 225 الف شخص. وفي بنغلادش، يقع 160 الف شخص ضحية التلوث بمادة الكروم بسبب المدابغ ولا سيما في هازاريباغ. بحسب فرانس برس.

وفي روسيا، يتعرض 300 الف شخص في مدينة دزيرزينغ الصناعية لبقايا 190 مادة كيماوية سامة. وفي نوريلسك في سيبيريا تسفر النشاطات المنجمية لشركة نوريسلك نيكيل عن تعرض السكان لمخاطر شديدة تطال 135 الف شخص. وفي القائمة ايضا منطقة تشرنوبيل الاوكرانية، حيث وقعت الكارثة النووية الشهيرة قبل عقود وما وزالت تلقي بظلالها الخطرة على صحة عشرة ملايين شخص، ومنطقة حوض نهر ماتينزا رياتشويلو في الارجنتين حيث يلقي خمسة الاف مصنع نفاياتها ما يهدد صحة 20 الف شخص.

مستويات خطيرة

في السياق ذاته قالت الوكالة الأوروبية للبيئة إن تلوث الهواء بلغ مستويات مرتفعة خطيرة في اجزاء عديدة من اوروبا حيث يتسبب في وفيات مبكرة وامراض وخسائر اقتصادية ضخمة مرتبطة بضعف المحاصيل الزراعية. ومع أن انبعاثات بعض الملوثات شهدت انخفاضا حادا في اوروبا خلال العقود الأخيرة فإن انتاج المزيد من السيارات التي تعمل بوقود الديزل وزيادة حرق الأخشاب في المنازل كبديل زهيد للغاز يعني ان الأنواع الأخرى للتلوث تتراجع ببطء أكبر. ومن المتوقع ان تقترح الهيئات التنظيمية الأوروبية تشديد المستويات القصوى للاتحاد الاوروبي لما يعرف بالجسيمات المجهرية والملوثات الاخرى إلى جانب اقتراحات اخرى متوقعة قبل نهاية العام.

وقال تقرير للوكالة الأوروبية للبيئة إن 22 دولة اوروبية اجمالا ومنها فرنسا وإيطاليا وبولندا تخطت المستوى الأوروبي اليومي المحدد للجسيمات المجهرية عام 2011 وأن مستويات المباديء التوجيهية الأكثر صرامة وغير الملزمة المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية اخترقت في جميع انحاء القارة الأوروبية.

وقال جينز بوتوكنيك مفوض شؤون البيئة في الاتحاد الأوروبي إنه سيكون واقعيا بالنسبة للاتحاد ان يحقق المباديء التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بحلول عام 2050 على اقصى تقدير بينما يتواصل الجدل حول نوع الأهداف المرحلية التي ستقترحها المفوضية الأوروبية لشؤون البيئة.

وقال بوتوكنيك اثناء تقديم التقرير الجديد "هدفي الاساسي هو وضع الاتحاد الأوروبي على مسار واضح نحو تحقيق المباديء التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.. إنها خطة انتقالية لكيفية ان نعيش حياة اطول وصحية ونحمي منظوماتنا البيئية." وقالت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقريرها إن التلوث الناجم عن الجسيمات المجهرية يشكل الخطر الأكبر على صحة الانسان لأنها تمر بسهولة من الرئتين إلى الدورة الدموية.

الى جانب ذلك قال عضو في مجلس الشورى الإيراني إن التلوث البيئي يقتل يوميا 270 شخصا في العاصمة طهران وحدها، وأوضح مندوب أهالي مدينة خوى في مجلس الشورى الإسلامي أن إيران تخسر سنويا بين 8 إلى 10 مليارات دولار بسبب التلوث الجوي في العاصمة، وفقا لإحصاءات البنك الدولي.

وأضاف مؤيد حسيني الناطق باسم كتلة البيئة في مجلس الشورى، في حديث متلفز، بثته وكالة الأنباء الإيرانية، أنه يتم استهلاك 15 مليون لتر من الوقد يوميا في طهران وأنه يتم هدر كميات كبيرة من الطاقة بحيث تعرض حياة الناس للخطر جراء التلوث، ويموت عدد كبير من سكان العاصمة، وتنخفض نسبة أداء السكان. وأوضح حسيني أنه خلال السنوات الثمانی الماضیة انخفضت مكانة ایران من ناحیة حمایة البیئة، نحو 60 درجة واقترح إنشاء حكومة الكترونية تساهم في الحد من حركة الناس، خاصة الذين يتوجهون إلى الدوائر الحكومية ، ما يخفض نسبة التنقل في العاصمة.

على صعيد متصل قالت وكالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية إن الهواء الذي نتنفسه ملوث بمواد تسبب السرطان ويجب إدراجه ضمن قائمة المواد المسرطنة. واستشهدت الوكالة الدولية لبحوث السرطان ببيانات تشير إلى حدوث 223 ألف حالة وفاة في العالم في عام 2010 نتيجة الإصابة بسرطان الرئة الناجم عن تلوث الهواء. وقالت الوكالة إن هناك أيضا دلائل مقنعة على أن تلوث الهواء يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة.

ومن المعروف أن تلوث الهواء الناجم في معظمه عن وسائل النقل وتوليد الكهرباء والانبعاثات الصناعية أو الزراعية وأنظمة التدفئة والطهو يزيد من خطر الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض منها أمراض الجهاز التنفسي والقلب. وتشير الأبحاث إلى أن مستويات التعرض لتلوث الهواء زادت بقوة في السنوات الأخيرة في أجزاء من العالم وبخاصة الدول ذات الكثافة السكانية العالية ومعدل التصنيع المتسارع كالصين.

وقال كيرت ستريف رئيس قسم الدراسات في الوكالة وهو القسم المعني بتصنيف المواد المسرطنة نعرف الآن أن تلوث الهواء الخارجي لا يمثل فحسب خطرا كبيرا على الصحة بوجه عام لكنه أيضا سبب بيئي رئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان. وأضاف أصبح الهواء الذي نتنفسه ملوثا بمزيج من المواد المسببة للسرطان. بحسب رويترز.

وقالت الوكالة الدولية لبحوث السرطان في بيان أصدرته بعد اجتماع للخبراء استمر أسبوعا استعرضوا فيه أحدث الأبحاث العلمية إنها ستدرج كلا من تلوث الهواء الخارجي والذرات العالقة ضمن المجموعة الأولى من المواد المسرطنة. وهذا يضعهما ضمن أكثر من 100 مادة أخرى مسببة للسرطان في المجموعة الأولى ومنها الإسبستوس والبلوتونيوم وذرات السيليكا والأشعة فوق البنفسجية والتبغ. ورغم أن مستويات تلوث الهواء تختلف بقوة من مكان لآخر قالت الوكالة إن ما خلصت إليه ينطبق على جميع مناطق العالم.

اطفال بوزن متدن

من جانب اخر يزيد تلوث الجو من احتمال ولادة اطفال بوزن خفيف ومحيط جمجمة متدن على ما اظهرت دراسة اوروبية شملت اكثر من 74 الف امرأة حامل. تعرض المرأة الحامل لملوثات في الجو والى حركة السير الكثيفة يزيد بشكل كبير من احتمال حصول تأخر في النمو لدى الجنين حتى لو كانت اقل بكثير من المستويات المعتمدة في توجيهات الاتحاد الاوروبي حول نوعية الهواء على ما افاد معدو الدراسة التي نشرت في المجلة المتخصصة ذي لانسيت ريسبيراتوري مديسين.

وقد حدد الاتحاد الاوروبي للجزئيات الدقيقة مستوى 25 مايكروغرام في المتر المكعب بشكل وسطي على سنة. وتأتي الجزئيات الدقيقة هذه خصوصا من غاز عوادم السيارات والتدفئة والنشاطات الصناعية. والوزن المتدني للطفل المولود في حينه اي اقل من 2,5 كيلوغرام بعد 37 اسبوعا من الحمل مرتبط بمشاكل تنفسية في الطفولة وبأمراض اخرى في مراحل تالية من الحياة مثل السكري والوزن الزائد والاضطرابات القلبية.

وقال ريمي سلاما مدير الابحاث في معهد البحث الطبي العام (انسيرم) في غرونبل في فرنسا الذي شارك في اعداد الدراسة قد لا يكون ذلك السبب الا انه عامل ضعف ومؤشر الى مشكلة ما اعترضت فترة الحمل. ولاحظ الباحثون ايضا تدنيا في محيط الجمجمة الامر الذي يدفع الى طرح الاسئلة حول تأثير التلوث على النمو العصبي وعلى الصعيد الادراكي والسلوكي على ما اوضح ريمي سلاما. بحسب فرنس برس.

واضاف هذه النتائج تشير الى ان نسبة كبيرة من حالات الاطفال متدنيي الوزن عند الولادة في الموعد المحدد يمكن تجنبها في اوروبا في حال خفض تلوث الجو في المدن ولا سيما الجزئيات الدقيقة. ورأى الباحثون ان خفض مستوى هذه الجزئيات الى 10 مايكروغرام في المتر المكعب يسمح بتجنب 22 % من حالات الاطفال متدنيي الوزن. وتبين ان النسبة الوسطى للتعرض لهذه الجزئيات خلال الدراسة ووفقا للمناطق تفاوتت بين 10 مايكروغرام في المتر المكعب وحوالى 30 مايكروغرام. وقد جمع الباحثون في اطار عملهم 14 دراسة من 12 دولة اوروبية شملت اكثر من 74 الف امرأة انجبن فلا بين 1994 و2011.

مثلث الموت

الى جانب ذلك يغطي دخان كريه الرائحة شوارع "المتنزه الاخضر" وهو حي سكني في كايفانو في جنوب ايطاليا في قلب "مثلث الموت" حيث طمرت المافيا المحلية اطنانا من النفايات العالية السمية. ويوضح انزو توستي عضو لجنة "أرض الحرائق" مشيرا الى كومة كبيرة "هذا زفت اخذ من اسقف قديمة ورمي هنا. انها مواد عالية السمية عندما تحترق. وهنا كل شيء احترق، ويوجد ايضا الاسبستوس". و"ارض الحرائق" هو اللقب الايطالي الذي يطلق على هذه المنطقة الواقعة بين نابلولي وكازيرته وتعتبر كايفانو مركزها.

وهي تستمد اسمها من الحرائق التي لا تحصى التي اشعلت في العقود الاخيرة من اجل احراق النفايات السامة في غالب الاحيان، التي تطمر بطريقة غير قانونية او ترمى في الحقول من قبل الكامورا، المافيا في نابولي التي جعلت من هذا النشاط مصدرا كبيرا للاموال. وينبعث من هذه النفايات عند احتراقها دخان سام وهي تسمم ايضا الارض وطبقات المياه الجوفية مما ادى الى ارتفاع كبير في حالات السرطان (+ 40 % لدى النساء و+47 % لدى الرجال).

ويقول الطبيب لويجي كوزتانتزو الامر لا يقتصر على ارتفاع الاصابات في السرطان بل ثمة انتشار كبير للحساسيات. فضلا عن التشوهات الخلقية. فقد اضطرت ثلاث من مريضاتي الى اجهاض الجنين بسبب اصابته بتشوهات خطرة. اذا هناك عمليات اجهاض فضلا عن مشاكل تتعلق بالخصوبة.

تينا كازاريا ونساء اخريات دفعن الثمن غاليا فقد فقدن جميعهن طفلا بسبب سرطان مرتبط بالنفايات السامة. وتقول تينا التي فقدت ابنتها البالغة 13 عاما لم يتجرأ اي شخص على التسلح بالارقام ليقول لنا لقد تسببنا بقتل اطفالكم اننا نتحمل مسؤولية ذلك ونحن مستعدون للتدخل من اجل انقاذ اطفال الغد وكل الذين يتنشقون هذا السم راهنا. والى جانب الزفت والاسبستوس، هناك ايضا الصمغ الصناعي والمذيبات والاطارات والحاويات والبرادات التي تطمر او تترك ببساطة منذ نهاية الثمانينات عندما قررت الكامورا العمل في مجال "معاجلة" النفايات.

فقد فضلت شركات مقرها في غالب الاحيان في شمال البلاد او وسطها، ان تدفع لها مبالغ زهيدة للتخلص من نفاياتها بدلا من الاستعانة بشركات تحترم القواعد والانظمة وتفرض اسعارا اعلى. وتفيد جمعية حماية البيئة "ليغامبيينتي" ان عشرة ملايين طن من النفايات الصناعية احرقت او طمرت في هذه المنطقة بين عامي 1991 و2013 ، بفضل الاف الشاحنات التي تعمل ليلا.

وكثفت السلطات العامة اجراءات حجز اراض ملوثة . وقد شكل ذلك صدمة لبعض المزارعين الذين كانوا يجهلون ان اراضيهم كانت تستخدم كمكب للنفايات السامة. ويقول باسكواليه كريسبينو وهو مزارع في المنطقة "البعض اشتبهوا في الامر لكن عندما حاولوا ابلاغ الشرطة تعرضوا للتهديد. ويفيد تقرير برلماني اخير ان النفايات غير القانونية في كامبانيا الحقت اضرارا لا تحصى سيكون لها تأثير تدريجي، على ان تبلغ هذه العواقب ذروتها بعد حوالى خمسين عاما. وحكم على فرانشيسكو بيدونييتي وهو احد زعماء اسرة كازاليزي وهي الاقوى في صفوف الكامورا، اخيرا بالسجن 20 عاما بتهمة الحاق اضرار بالبيئة تضاف الى عقوبة بالسجن مدى الحياة يمضيها راهنا بعد ادانته بتهمة القتل.

الا ان سكان المنطقة يشككون في نجاح هذه الاجراءات ويعتبرون ان الكامورا لن تتخلى عن هذا القطاع المدر للاموال. ويقول الاب ماوريتسيو باتريتشيللو الكاهن في كايفانو واحد كبار الناشطين في هذا المجال لا نتوقع اي شيء ايجابي من قبل الزعماء (المافيا). الا اننا نعيش في دولة من واجبها حماية مواطنيها. بحسب فرنس برس.

وقد شكلت الحكومة فريق عمل لتجنب وقوع حرائق فضلا عن اعتماد خطة واسعة لازالة التلوث. وحذر انزو توستي على الذين تسببوا بالتلوث ان يغيروا موقفهم وان يشكلوا مؤسسات لتطهير الاراضي وحماية البيئة. الا ان روسيلا موروني احدى المسؤولات في "ليغامبيينتي" تحذر ايضا من ان مثلث الموت لا يقتصر فقط على كامبانيا بل هو في كل ايطاليا.

ثقب الاوزون

من جانب اخر قال علماء ان الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض مازالت ممتلئة بغاز الكلور السام الذي يؤدي الى تآكل طبقة الاوزون وان الامر سيتطلب عشر سنوات أخرى للتأكد من ان الحظر المفروض منذ ربع قرن على هذه المواد الكيماوية الضارة بدأ يؤتي ثماره. وقالت عالمة الغلاف الجوي ناتاليا كراماروفا التي تعمل في مركز جودارد لرحلات الفضاء في جرينبلت بولاية ماريلاند الامريكية للصحفيين ان الشفاء الكامل لطبقة الاوزون التي تحمي الكرة الارضية من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة من المتوقع ان يحدث عام 2070.

وأضافت في الوقت الراهن لا نرى ان ثقب الاوزون يتحسن. ورصد الباحثون سنويا تغيرات كبيرة محيرة في حجم ثقب الاوزون فوق القطب الجنوبي. وفي عام 2012 على سبيل المثال كان حجم ثقب الاوزون هو ثاني اصغر حجم مسجل واعتبر هذا مؤشرا ايجابيا على ان بروتوكول مونتريال لعام 1989 يحقق نجاحا بعد ان طالب بالحد من استخدام الفريون والكلوروفلور كربون وهو مركب عضوي يحتوي على الكربون والكلور والفلور ورمزه العلمي (سي.اف.سي). لكن العلماء قالوا ان عوامل متعلقة بالظواهر الجوية أخفت الحجم الحقيقي للثقب. واشاروا الى انه في عام 2011 كان ثقب الاوزون بنفس حجم عام 2006 تقريبا وهو اكبر حجم مسجل للاوزون.

وقالت كراماروفا في الوقت الراهن التراجع البسيط في مستويات المواد المسببة لاستنزاف طبقة الاوزون هي حتى الان قليلة جدا بما لا يظهر اي تحسن في الاوزون اذا اجريت المقارنة من عام لعام. ويقول العلماء انه نظرا لامتلاء الغلاف الجوي بغاز الكلور المدمر لطبقة الاوزون يعتمد الحجم السنوي لثقب الاوزون على درجة الحرارة والرياح في الطبقة العليا من الغلاف الجوي. بحسب رويترز.

وهم يرون انه مع انخفاض مستويات الكلور سيتناقص بشكل مطرد سنويا حجم ثقب الاوزون فوق القطب الجنوبي. وقالت عالمة الغلاف الجوي سوزان ستراهان التي تعمل أيضا في معهد جودارد التابع لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لدينا الكثر من الكلور في الطبقات العليا. ويتوقع العلماء نتيجة لبروتوكول مونتريال ان تنخفض مستويات الكلور نحو خمسة في المئة خلال العقد الحالي.

تحسين مواقد الطهي

في السياق ذاته ذكرت دراسة للبنك الدولي ان الاجراءات البسيطة لتقليص التلوث الذي تسببه مواقد الطهي في الدول النامية يمكن ان تنقذ حياة الملايين سنويا وتساعد في ابطاء ارتفاع درجة حرارة الارض. وقالت الدراسة ان فرض قيود اشد على انبعاث الديزل على سبيل المثل من عوادم السيارات يمكن ايضا ان يجنب العالم 340 الف حالة وفاة مبكرة سنويا من خلال الحد من السخام والملوثات الاخرى المسببة للاحتباس الحراري والتي تؤجج ايضا التغير المناخي.

ودعت الدراسة الى فرض قيود صارمة على التلوث الناجم عن الميثان والسخام اللذين يمكن ان يستقران على الجليد والثلج ويعجلان بذوبان الجليد في كل شيء ابتداء من الطهي والتدفئة الى التعدين والاحتراق الذي تسببه صناعة النفط والغاز. وقال جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي في بيان عن الدراسة ان الاضرار السنوية الناجمة عن دخان الطهي المنزلي وحده مريعة فأربعة ملايين شخص يموتون نتيجة التعرض لهذا الدخان.

ويطهى كثيرون في الدول النامية الطعام على نيران مكشوفة باستخدام الاخشاب او الفحم مما يعرض الناس وبشكل اساسي النساء والاطفال لأدخنة يمكن ان تسبب كل شيء ابتداء من امراض الجهاز التنفسي الى امراض القلب. وقال التقرير عن المزايا السنوية اذا تسنى استخدام مزيد من مواقد الطهي النظيفة التي تستخدم وقودا اقل او وقودا انظف فان ذلك سينقذ حياة مليون شخص. بحسب رويترز.

وتستخدم المواقد الجديدة مراوح لتحسين الاحتراق او وقود اقل تلويثا للبيئة مثل الغاز المستخرج من نفايات المحاصيل او الروث. وقالت راشيل كايت نائبة رئيس البنك الدولي للتنمية المستديمة اذا تحركنا بسرعة وخفضنا الملوثات المعروفة مثل السخام والميثان فسنستطيع ابطاء معدل ارتفاع درجة الحرارة.. واذا فعلنا ذلك سنتمكن من انقاذ حياة الملايين. وقال التقرير ان تشديد القيود على التلوث يمكن ايضا ان يعزز نمو المحاصيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 29/كانون الأول/2013 - 25/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م