آفاق طبية.. تطورات نوعية من أجل صحة أفضل

 

شبكة النبأ: تطور كبير يشهده الطب الحديث الذي يعتمد اليوم على التقنيات والادوات الطبية والعلمية المتطورة التي اسهمت وبحسب بعض الخبراء، بإحداث نقلة نوعية في مجال تشخيص ومعالجة الكثير من الامراض والعلل الخطيرة التي كانت تهدد حياة العديد من البشر، هذا بالإضافة الى البحوث والدراسات الطبية والمختبرية المهمة التي غيرت الكثير من النتائج والفرضيات السابقة، وفي هذا الشأن فقد اعتبر العلاج المناعي لمرض السرطان التقدم العلمي الأبرز في العام 2013، بحسب القائمة السنوية لأهم عشرة اكتشافات التي تعدها مجلة "ساينس" الأميركية. وقد شهدت الأبحاث في مجال مكافحة مرض السرطان تقدما كبيرا هذه السنة عندما أثبتت هذه المنهجية في مكافحة المرض التي تطور منذ عقود فعاليتها في علاج السرطان، على ما جاء في العدد الأخير من مجلة "ساينس" للعام 2013.

وقد أثبتت عدة تجارب سريرية لهذه التقنية فعاليتها في علاج أنواع خطيرة من مرض السرطان فشلت علاجات أخرى في مداواتها. ومن الاكتشافات الأخرى التي أدرجتها المجلة العريقة في قائمتها السنوية، أبحاث خاصة بآلاف المليارات من البكتيريا المستوطنة في جسد الإنسان وأهميتها بالنسبة إلى صحته وتجارب أجريت على فئران بينت أهمية النوم، بالإضافة إلى تقنية التصوير المعروفة ب "كلاريتي" والتي تسمح بإخفاء الأنسجة الدماغية وإبراز الخلايا العصبية للتعمق في دراسة الدماغ وتطبيق علم الأحياء الهيكلي للمرة الأولى في تطوير لقاح .

الى جانب ذلك نجح باحثون أستراليون في تطوير كلى صغيرة من خلايا جلد بشرية، ما عزز الآمال من جديد بإمكانية التوصل إلى مرحلة يتم فيها استبدال الأعضاء المريضة في جسم الإنسان بأخرى تم التوصل إليها بالمختبرات. وأفادت وكالة الأنباء الأسترالية آي آي بي، أن العالمة ميليسا ليتل وزملاءها في جامعة كوينزلاند، استخدموا خلايا جلد بشرية للحصول على كلى صغيرة لا يتعدى حجمها ملليمترات عدة، أي أنها أصغر إلى حد كبير من الكلى البشرية الناضجة.

وقالت ليتل، إنه تم تحويل خلايا الجلد إلى خلايا جذعية جنينية، واستخدمت عوامل نمو لتحويلها إلى كلى بشرية صغيرة قيد النمو وذكرت أنه رغم أن التجارب للتوصل إلى كلى بشرية ناضجة يمكن استخدامها في التجارب على البشر مازالت بعيدة المنال، إلا أن ما تم التوصل إليه الآن مشجع جداً ويزيد الآمال بإمكانية بلوغ يوم يتم فيه استبدال الأعضاء المريضة في جسم الإنسان بأخرى تم تطويرها في المختبرات.

في السياق ذاته ماذا لو كان بالإمكان نسيان الذكريات المؤلمة بتناول حبوب معينة؟.. قد يكون العلم بعيداً عن هذه المرحلة، ولكن العلماء في معهد ماساتشوستس التكنولوجي اقتربوا خطوة إليها. إذ أشار العلماء إلى اكتشافهم جين محدد بـ"انقراض الذاكرة"، وهي عملية تستبدل فيها الذكريات القديمة بأخرى حديثة. وفي حال تم العثور على طريقة لتفعيل هذا الجين المسمى "Tet 1" بالتحديد، فإنه سيتمكن المصابون بالإدمان وبمتلازمة القلق بعد حالات الصدمة من التعافي بسهولة.

وفي دراسة نشرتها مجلة "Neuron" عمد العلماء إلى مقارنة وضع فئران احتفظت بهذا الجين مع فئران أخرى انتزع منها ذلك الجين، وأسست الدراسة على خوف الفئران من الدخول لقفص معين بعد تعرضها لصقات كهربائية عندما دخلت إليه في السابق. وعند تطبيق التجربة لم تعد الفئران التي احتفظت بالجين خائفة من الدخول إلى القفص الخاضع للتجربة، وذلك لأن ذاكرتها المتعلقة بالتعرض للصدمة الكهربائية استبدلت بمعلومات جديدة، بينما بقيت الفئران الأخرى من دون الجين مصدومة وخائفة من الدخول إليه. وستقوم الأبحاث على صناعة أدوية صيدلية يمكنها مضاعفة تأثير الجين لمساعدة من يحاولون تخطي الأزمات في حياتهم.

على صعيد متصل اعلنت مجموعة باناسونيك اليابانية انها ستبدأ بعرض اجهزة روبوت من طراز "اتش كيو اس بي آي" المصمم ليكون مساعدا للفرق الطبية العاملة في المستشفيات. ووجه هذا الروبوت هو عبارة عن شاشة، اما جسمه فيشبه دلوا كبيرا موضوعا على الارض رأسا على عقب، وهو يتحرك في ممرات المستشفيات وبين الغرف بواسطة عجلات، واعتمادا على ذاكرة يمكنها ان تحفظ خارطة المستشفى. بحسب فرانس برس.

ومن المهمات التي يمكنه القيام بها احضار الادوية من مخازنها الى الممرضات في اوقات محددة بحسب حاجة المرضى. وقالت مجموعة باناسونيك التي صممت هذا الروبوت وجربته في مستشفى اوساكا تعاني اليابان من نقص في العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية. واضافت في بيان لقد ادركنا ان هذه الروبوتات لها اثار ايجابية ملحوظة في المستشفيات، ولذلك قررنا تسويقها. واكدت باناسونيك ان الاولوية في تصميم هذا الطراز من الروبوتات كان "السلامة". ومن شأن هذه الروبوتات ان تغطي جانبا لوجستيا من الاعمال الطبية سامحة للفرق العاملة في المستشفيات والعيادات بالتركيز على رعاية المرضى.

خياطة العظام

في السياق ذاته نجح طبيب ألماني في تطوير طريقة جديدة لعلاج الكسور المعقدة عن طريقة خياطة العظام بالإبرة والخيط الذي يتحلل في الجسم بعد أسابيع قليلة من العملية، ما يجنب المريض إجراء عملية ثانية لاستخراج المسامير أو البراغي أو غيرها. وقبل بضعة أسابيع، أصيبت اليد اليمنى لتوماس فيجلمان بكسور عديدة، وهو ما دفعه للذهاب إلى أخصائي جراحة العظام أرتوين رولاند الذي نصحه بخياطة عظام يده لعلاج الكسور.

في البداية لم يكن توماس مقتنعا بطريقة العلاج الجديدة، فهي تقنية لم يسمع عنها ولا يعرف نسبة نجاحها، حسبما يروي توماس دُهشت تماما من وجود شيء كهذا، ولم أكن مقتنعا بفكرة خياطة العظام. وفي حديثه مع DW يوضح الطبيب رولاند تقنية خياطة العظام بقوله نقوم بخياطة العظام المكسورة باستخدام الإبرة والخيط بدلا من استعمال البراغي والمسامير وشرائح الفولاذ.

هذه التقنية التي طورها الطبيب رولاند في علاج الكسور، أثارت دهشة عديد من أطباء جراحة العظام. فهي تقنية جديدة لم تُعرف من قبل في طب جراحة العظام حسبما يؤكد رولاند مضيفا "في البداية كانوا متشككين قليلا لعدم وجود هذه التقنية في كتب الجراحة العظمية، ولكن عندما تأتي حالات ليس لها أي بديل آخر كحالات كسر العظام في عدة أماكن، فهنا لايوجد لدينا اختيارات آخرى.

أما أصل فكرة هذه التقنية فيعود إلى معرض القوارب الذي زاره الطبيب رولاند ذات مرة، ليلتقي بصانعي القوارب الذين كان يخيطون الخشب مع بعضه. ما دفعه لنقل تجربة خياطة الخشب إلى العظام حسب قوله "بقي الأمر في مخيلتي، وعندما كنت أقوم بإجراء عملية ذات مرة، جاءتني الفكرة فجأة، فتذكرت ما رأيت وقررت تجربته.

وكما في الخياطة العادية تتم خياطة العظام، وذلك بإدخال إبرة مجوفة من الداخل ويوضع فيها خيط ومن ثم تُغرس الإبرة في العظم ويُسحب الخيط بواسطة مشبك ومن ثم تُسحب الإبرة للخلف مرة آخرى. وبعد ربط العظام بالخيط يُعقد الخيط بإحكام حسبما يشرح الطبيب رولاند مضيفا يجب أن تكون العقدة الأخيرة محكمة دون خدش العظم، لذا أقوم بعقدها مستخدما أصبعي الإبهام.

ويتميز الخيط المستخدم في عميلة الخياطة بأنه خيط بلاستيكي طبي يتحلل في الجسم بعد أسابيع قليلة من إجراء العملية. الأمر الذي يجعل تقنية خياطة العظام مفيدة للأطفال، إذ تجنب هذه التقنية الجديدة إجراء عملية آخرى لإزالة الشرائح المعدنية حسبما يؤكد الطبيب رولاند لا نحتاج استخراج الشرائح المعدنية، وبهذا نجنب الأطفال الضغط النفسي، عندما نقول لهم سنجري لكم عملية أخرى. حتى توماس لم يعد بحاجة إلى إجراء عملية ثانية لنزع الشرائح المعدنية، إذ نجحت عملية خياطة عظام يده، ليتمكن من استخدام يده اليمنى مجددا بعد مرور ثلاثة أسابيع على خياطة عظامه.

أول تجربة

الى جانب ذلك أجرى أطباء في مستشفى "غريت اورموند ستريت" في لندن تجربة لتقنية رائدة في زرع النخاع العظمي. وكان محمد أحمد، الذي يبلغ من العمر نحو خمس سنوات، من بين أول ثلاثة أطفال في العالم يخضع لتجربة العلاج الجديدة. ويعاني محمد من مرض العوز المناعي المشترك الحاد، وينتظر ظهور متبرع يكون لديه أنسجة متماثلة منذ سنوات.

نقل محمد الذي يعيش في ميلتون كينيس إلى مستشفى غريت اورموند ستريت عندما كان يبلغ من العمر عاما واحدا. وبسبب مرض محمد، وهو ضعف الجهاز المناعي، فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وبات زرع النخاع العظمي طريقة العلاج الوحيدة المعروفة لمرضه.

ورغم أن محمدا كان على قائمة الانتظار لزرع النخاع العظمي، فإنه أصيب بشدة بمرض أنفلونزا الخنازير.

وخلال هذه الفترة، قرر أطباؤه أن الأمل الحقيقي الوحيد لمحمد هو خضوعه لعملية زرع نخاع عظمي لأنسجة غير متماثلة وكان والده هو المتبرع. وافق والد محمد ويدعى جميل على المضي قدما في تجربة هذا العلاج. وقبل تبرعه، تم تطعيم جميل ضد أنفلونزا الخنازير حتى يتسنى لخلايا النخاع العظمي التعرف على كيفية محاربة العدوى. وقام أطباء محمد بعد ذلك بتعديل خلايا المناعة التي تم التبرع بها والتي تعرف باسم "خلايا تي" في المعمل لعمل ما يعرف بمفتاح الأمان.

ورفض الأعضاء المزروعة هو أحدى المضاعفات الخطيرة لعمليات زرع النخاع العظمي، خاصة حينما لا يكون تماثل الأنسجة بين المتبرع والمتلقي في حالة ممتازة، وهو أحد أصعب التحديات التي تواجه المرضى وأطبائهم. وعمليات الزرع في الأنسجة غير المتماثلة للأطفال تكون عادة خالية من خلايا تي للوقاية من مرض رفض الأعضاء المزروعة، لكن هذا يسبب مشاكل بشأن العدوى الفيروسية وعودة الليوكيميا.

ويتغلب مفتاح الأمان على هذه العملية حيث يتم زرع عدد وافر من "خلايا تي" ليتم التخلص منها لاحقا في حال ظهور مشاكل. ولحسن الطالع فإن عملية الزرع أجريت لمحمد بنجاح عام 2011، ولم يحتج الأطباء إلى استخدام تحول الأمان. ورغم أنه لا يزال على محمد تناول عدد من الأدوية للوقاية من أي عدوى مستقبلية، فإن نظامه المناعي بحالة أفضل حاليا.

وقال جميل والد محمد انتظرنا حتى يكون هناك تماثل كامل، لكن هذا لم يحدث، لكننا استعنا بالله واتخذنا قرارا بتلقي العلاج. وأضاف إن محمدا بصحة جيدة الآن، أحيانا ننسى ما عاناه، إننا فقط ممتنون للغاية. وأوضح أن محمدا سيحتاج بالرغم من ذلك إلى مراقبة عن كثب وكشف طبي بطريقة منتظمة خلال السنوات المقبلة، لكن حالته مطمئنة.

وقال الدكتور وسيم قاسم مستشار طب مناعة الأطفال في مستشفى "غريت اورموند ستريت" والمشرف على الدراسة إن التوجه الجديد، حسبما هو مؤمل، يجب أن يعني أن الأطفال الذين خضعوا لزراعة غير متماثلة يمكنهم أن يستمتعوا بفرصة النجاح ذاتها مثل أولئك الذين أجريت لهم عملية زرع متماثلة بشكل كامل. وأضاف نعتقد بأن محمدا عولج من الاضطراب الذي كان يعاني منه، يجب أن يكون باستطاعته أن يعيش حياة عادية إلى حد كبير الآن. بحسب بي بي سي.

ونشر تقرير كامل حول علاج محمد والبحث الذي أجراه مستشفى غريت اورموند ستريت وجامعة كينغز كوليدج لندن ومعهد صحة الطفل في دورة "بلوس وان". وهناك حاليا نحو 1600 شخص في بريطانيا بانتظار إجراء زراعة نخاع عظمي و37 ألفا حول العالم. وهناك فقط 30 في المئة سيجدون متبرع متماثل من داخل عائلاتهم. وتتضمن التبرعات جمع الدم من أحد العروق أو سحب نخاع العظم من منطقة الحوض باستخدام إبرة أو محقنة.

علاج الصلع

من جانب اخر تمكن علماء أمريكيون وبريطانيون من إحراز تقدم في علاج الصلع، وذلك بعد نجاح تجارب معملية استطاعوا خلالها إنبات شعر جديد من عينات أنسجة وأكد الفريق البحثي على أن الوسيلة التي استخدموها "قادرة على تحويل" مسار علاج فقدان الشعر. لكن أشاروا إلى الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث. ونشرت نتائج الدراسة في دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences". وتوجد وسائل لعلاج الصلع تتضمن أدوية تساعد على إبطاء تساقط الشعر، وأخرى تعتمد على زرع الشعر من خلال نقله من مؤخرة الرأس لتغطية مناطق الصلع.

وسعى الفريق البحثي، وهو من جامعة دورهام البريطانية والمركز الطبي بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، إلى إنبات شعر جديد. لكن عمليات إنبات شعر بشري تتسم بالصعوبة مقارنة بالنجاحات المحققة في دراسات أجريت على الحيوانات. فمع أخذ أنسجة بشرية من الخلايا التي تشكل قاعدة بصيلات الشعر تتحول الخلايا إلى جلد بدلا من إنبات شعر جديد.

بيد أن فريق العلماء توصل إلى أنه من خلال عملية تراكم الخلايا معا في أجسام ثلاثية الأبعاد شبه كروية سيمكنهم منع تحولها إلى جلد. واستطاع العلماء أخذ أنسجة من سبعة أشخاص وزرعها في أجسام ثلاثية الأبعاد شبه الكروية ثم زرعها في جلد آدمي قاموا بترقيعه في ظهور فئران. وبعد ستة أسابيع، تشكلت بصيلات شعر جديدة في خمس من أصل سبع حالات وبدأ نمو شعيرات جديدة.

وقال كولين جاهودا، من جامعة دورهام إنه من الممكن الوصول إلى علاج للصلع. وأضاف اقتربنا من العلاج، لكن ما زال هناك بعض الخطوات لتلبية ما يريده الناس تجميليا إذ هم يبحثون عن إعادة نمو الشعر في نفس شكله وحجمه. كما كان الوضع من قبل. وبعض هذه تعد حلولا هندسية تقريبا. وقال نعم أعتقد أنه سيمكن علاجه [الصلع] في نهاية المطاف. وأضاف من الصعب تحديد الوقت الذي سيستغرقه ذلك، لكن ما أحرزناه ينبغي أن يثير اهتمامنا مجددا.

وسينضوي أي علاج في المستقبل يعتمد على زرع خلايا نمت في المختبر على مخاوف بشأن سلامتها، بسبب خطر العدوى أو احتمالية أن تكون هذه الخلايا غير طبيعية أو حتى سرطانية. وقد لا يكون علاج الصلع هو أول تطبيق البحث، إذ يعتقد الاستاد جاهودا أن نتائج الدراسة ستكون مفيدة في تحسين نوعية عمليات ترقيع الجلد بعد الحروق الشديدة. بحسب بي بي سي.

وقالت أنجيلا كريستيانو، من جامعة كولومبيا هذه الطريقة قادرة على تغيير نهج العلاج الطبي لتساقط الشعر. وأضافت تميل الأدوية المستخدمة حاليا لعلاج تساقط الشعر إلى إبطاء فقدان بصيلات الشعر أو ربما تهدف إلى تحفيز نمو الشعر الموجود، لكنها لا تخلق بصيلات شعر جديدة. وقال على النقيض من ذلك تعتبر طريقتنا قادرة على إنبات بصيلات شعر جديدة باستخدام خلايا المريض نفسه.

استخدام الخلايا

الى جانب ذلك نجح علماء من جامعة كامبريدج في طباعة خلايا جديدة تساهم في علاج فقد البصر. ويقول الباحثون إن هذه التقنية تمهد الطريق أمام مرضى تلف أنسجة القرنية لعلاج أنفسهم بأنفسهم. وأُجرى الباحثون الاختبارات الأولية باستخدام خلايا الحيوانات، إلا أن اختبار هذه التقنية على البشر يحتاج إلى المزيد من التجارب. وحتى الآن فإن النتائج أولية، وتظهر إمكانية طباعة نوعين من خلايا القرنية لفئران بالغة.

وهذان النوعان من الخلايا ينقلان الإشارات من العين إلى بعض أجزاء المخ، كما تعزز وتحمي الخلايا العصبية. وأشارت التجارب إلى أن الخلايا التي تم طباعتها صحية، وتحافظ على وجودها ونموها في البيئة المحيطة. ويقول الباحثان، كيث مارتن وباربرا لوربر، إن فقدان الخلايا العصبية في القرنية هو أحد أهم مسببات فقد البصر. فالقرنية كيان منظم بدقة، حيث يمثل الترتيب الدقيق للخلايا بالنسبة لبعضها البعض عاملا حاسما من أجل رؤية فعالة. وأضافا: تشير دراستنا إلى أنه لأول مرة يمكن طباعة الخلايا العصبية الخاصة بالإبصار باستخدام آلة طباعة بالحبر. ونعمل على تطوير هذه الدراسة لاستخدامها في إصلاح القرنية. ويحاول الباحثون الآن طباعة أنواع أخرى من خلايا القرنية، مثل خلايا الإبصار المخروطية والعصوية.

جدير بالذكر أن تقنية نقل الخلايا الجذعية قد نجحت من قبل في إعادة البصر لفئران التجارب.

كما تجري الآن أبحاث واعدة في زراعة قرنية إلكترونية للمرضى. وتقول كلارا ايجلن، من المعهد الوطني الملكي للمكفوفين، إن البحث مازال في مراحله الأولى. نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لتطوير هذه التقنية بما يناسب القرنية البشرية. وأضافت: تعتمد فعالية البحث على القدر الذي يمكن استعادته من البصر. حتى وإن كان قدر بسيط، إلا أنه يمكن أن يحدث تغييراً كبيراً في حياة البعض.

كما يقول البروفيسور جيم باينبريدج من مستشفى لندن موورفيلدز للعيون إن إمكانية طباعة خلايا العين تعني احتمالية طباعة أنسجة منظمة لاستعادة الإبصار. وأضاف معظم حالات فقد البصر تكون بسبب تلف الخلايا العصبية، وهو ما يحاول العلماء علاجه في السنوات الأخيرة باستخدام تقنيات عديدة، بما فيها زراعة الخلايا. بحسب بي بي سي.

في السياق ذاته تعتمد الطريقة الجديدة على نزع بقايا الخلايا، المعروفة باسم الأجسام القطبية، من الجنين وتحليل الشفرة الوراثية الخاصة بها بالكامل. قال علماء أمريكيون وصينيون إن تحديد خريطة الشفرات الوراثية للبويضات الملقحة من الممكن أن يضاعف من نسب نجاح التلقيح الصناعي. فطبقًا لفريق بحثي من جامعتي هارفرد الأمريكية وبكين الصينية فإن طريقة الفحص الجديدة للكشف عن الأجنة الصحية قد تساعد على رفع نسبة نجاح التلقيح الصناعي إلى 60 في المئة.

ويقول الباحثون الذين نشرت دراستهم في مجلة سيل (Cell) العلمية إن التجارب التي بدأوا تطبيقها بالفعل في الصين من الممكن أن تسهم في مساعدة النساء الأكبر سنًا لكن على الرغم من ذلك قال خبير تلقيح بريطاني إنه يجب قراءة البحث الجديد مع توخي الحذر. ويتضمن التلقيح الصناعي ضم بويضة الأنثى مع الحيوان المنوي للذكر، ومن ثم نقل الجنين إلى رحم الأم.

وتقوم معامل التلقيح باستخدام عدة وسائل فحص لاختيار الأجنة الأكثر صحة لزراعتها في رحم المرأة من أجل تعزيز نسب نجاح عملية التلقيح الصناعي. وعادة ما تشمل هذه الطرق نزع خلايا بأكملها من الجنين، ولكن لا يمكنها بالضرورة اكتشاف جميع المشاكل الجينية. أما الطريقة الجديدة، التي تمت دراستها على 70 بويضة ملقحة من متبرعات شاركن في البحث، اعتمدت على نزع بقايا الخلايا، المعروفة باسم الأجسام القطبية، من الجنين وتحليل الشفرة الوراثية الخاصة بها بالكامل.

وقال كبير الباحثين في الدراسة جي كياو من جامعة بكين إنه من الممكن نظريًا، إن نجح هذا الأمر، أن ترتفع نسبة نجاح اختبارات أطفال الأنابيب من 30 في المئة إلى 60 في المئة أو أكثر. ويقول اكسياليانج سوني كسي من جامعة هارفرد إن التقنية الجديدة تسمح بفحص الحمض النووي الخاص بأم الجنين للكشف عن أي أمور غير طبيعية جينيًا، قد تؤدي إلى فشل التلقيح الصناعي، أو الاجهاض، أو إلى مشاكل وراثية لدى للأطفال. وأضاف أن البحث الجديد يعد أكثر فائدة للنساء اللاتي عانين عدة مرات من فشل التلقيح الصناعي، خاصة في الفئة الأكبر سنا. لكنه قال أيضًا لدينا ما يعتبر ثبوتا للمبدأ في البحث، وقد بدأت التجربة الطبية بالفعل. ويعطي هذا البحث الكثير من الأمل للسيدات اللاتي فشلن في التلقيح الصناعي في السابق.

من ناحية أخرى دعا الدكتور يعقوب خلف، استشاري الطب التناسلي والجراحة في مستشفى جاي في لندن، إلى توخي الحذر بشأن هذا البحث، قائلا إن عملية الفحص قد تبدو جذابة نظريا، ولكنها لم تؤت ثمارها عند التجربة. فإذا لم يكن الفحص قويًا وموثوقا به، فمن الممكن أن يؤدي إلى خسارة البويضات أو الأجنة، وهي ثمينة ومحدودة. ويؤثر العقم على 15 في المئة من الأزواج حول العالم، مما يدفع بالكثيرين إلى اللجوء للتلقيح الصناعي لإنجاب الأطفال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/كانون الأول/2013 - 19/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م