في سوريا .. عندما يصبح الصراع أجندات إستراتيجية وتسويات تكتيكية

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تظهر المستجدات الأخيرة في القضية السورية، مفارقات وتباينات متعددة المقاصد من لدن بعض الدول الإقليمية والعالمية المشاركة بشكل مباشر في هذه القضية الدولية، حيث تسعى تلك الى إيجاد حل سياسي لتسوية الازمة في سوريا بالظاهر، بينما تذكي الازمة وتزيد من تعقديها بالخفاء، مما وضع النزاع السوري داخل حلقة مفرغة تساعد على ديمومة الصراع الذي يغذي العنف وينشر الدمار في البلاد، وهذا ما جعل منها أزمة بالغة الضخامة لها أبعاد إقليمية ودولية، قد تكون الأخطر على السلم والأمن العالميين منذ الحرب العالمية الثانية، ليبقى المشهد السوري غامضا حتى اللحظة الراهنة.

إذ يرى الكثير من المحللين إن التطورات الاخيرة التي يجسدها التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين المتشددين، سببت انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للمعارضة السورية، وقد سلطت هذه التطورات الضوء على المصاعب التي تواجهها واشنطن في التعامل مع المعارضة السورية التي تعصف بها انقسامات حادة، حيث لمح الغرب للمعارضة السورية إلى ان الرئيس السوري بشار الأسد قد يبقى في منصبه حتى بعد مؤتمر السلام المسمى بـ جنيف الثاني المقرر عقده بداية الشهر الاول من العام القادم، خصوصا بعدما رفضت الجبهة المقاتلة المتطرفة في سوريا إجراء محادثات مع ولايات المتحدة الامريكية، ومن جانبها انتقدت الحكومة السورية استعداد واشنطن للدخول في حوار مع الجبهة الاسلامية ووصفته بأنه موقف مستهجن، وتضم الجبهة ست جماعات إسلامية معارضة وتعتبرها الحكومة منظمة ارهابية.

وحتى اللحظة الراهنة لم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة في فتح كوة في الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات تقريبا، لكن طرح مبادرة السلام جنيف2 قد تفتح بوابة جديدة لحل للازمة السورية العنيفة وتعطي امالا لإنهاء الصراع الدموية الذي تسبب بمآسي إنسانية ارعبت الشعب السوري طوال عامين ونصف العام تقربيا.

لكن لا يزال من غير الواضح من الذي سيمثل المعارضة في محادثات السلام رغم أن المهلة التي حددها الأخضر الابراهيمي وسيط الأمم المتحدة لتحديد أسماء أعضاء الوفود توشك على الانتهاء في 27 ديسمبر كانون الاول.

ويرى بعض المحللين أن من شأن مثل هذه التسوية الدبلوماسية بخصوص المرحلة الانتقالية ان تضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الأمم المتحدة بأي تحرك ضد الأسد مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في سبتمبر ايلول بعد اتهامه لقوات الأسد باستخدام الغاز السام، لكنها قد توسع اختلاف الرؤى مع حلفاء المعارضة في الشرق الأوسط فيما يخص طريقة التصدي للأزمة.

وخلافا لما حدث في ليبيا عام 2011 استبعد الغرب اي تدخل عسكري في سوريا الأمر الذي أفسح المجال لبروز دور الاسلاميين المتشددين بما في ذلك المرتبطون بالقاعدة ليصبحوا أقوى فصيل بين قوى المعارضة وهو ما اثار قلق واشنطن وحلفائها من تحول سوريا إلى مركز للجهاد العالمي.

لكن السعودية وتركيا تعتقدان ان التصدي للمتشددين لا يأتي في مقدمة الاولويات وتشعر السعودية على وجه الخصوص بالغضب مما تعتبره استرضاء أمريكيا للأسد وإيران.

وفي علامة أخرى على الخلاف مع واشنطن قال نشطاء بالمعارضة السورية ان تركيا سمحت بعبور شحنة اسلحة إلى الجبهة الإسلامية في سوريا وهي المجموعة التي استولت على معبر باب الهوى وعلى اسلحة وعتاد ارسله الغرب للمقاتلين غير الإسلاميين.

ومارست الدول الغربية وحلفاؤها في الشرق الأوسط ضغوطا على المعارضة المنقسمة للمشاركة في المحادثات المقترحة رغم أن الأسد أوضح أنه لن يستجيب لمطالبة المعارضة بأن يتنحى كشرط مسبق لحضور المحادثات.

بقاء الأسد

ففي الاونة الاخيرة لمح الغرب  للمعارضة السورية إلى ان الأسد قد يبقى في منصبه، حيث قالت مصادر بالمعارضة السورية إن الدول الغربية نقلت للمعارضة رسالة مفادها ان محادثات السلام التي ستجرى الشهر القادم قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة وان الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفا اساسيا في اي حكومة انتقالية.

وأبلغت المصادر رويترز أن الرسالة نقلت إلى اعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري اثناء اجتماع لمجموعة اصدقاء سوريا في لندن، وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش الحر قرب حدود تركيا.

وقال عضو كبير بالائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية "اوضح اصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الان لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد"، وأضاف عضو الائتلاف مشيرا إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسميا العام القادم "البعض حسبما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجددا العام المقبل متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه".

ومن المقرر ان تبدأ محادثات السلام في سويسرا يوم 22 يناير كانون الثاني، ووافق الائتلاف على المشاركة في المحادثات لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الأسد عن الساحة فورا، وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط ان زعماء المعارضة يجب ان يتبنوا أفكارا "خلاقة" لاسيما فيما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الأسد في مواقع حيوية.

وقال الدبلوماسي "حتى يتسنى التوصل الى اتفاق في جنيف يجد قبولا لدى الولايات المتحدة وروسيا سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في ادارة انتقالية بها وجود قوي للعلويين... الأسد قد يبقى رئيسا أو لا يبقى لكن سلطاته ستتقلص على الأقل"، وتابع "اذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا".

وقال شخص ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الامريكيين ان واشنطن وروسيا تعملان فيما يبدو على وضع إطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن لضمان عدم إنزال العقاب بطائفتهم ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم القاعدة مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه لها الدعوة للانضمام الى جيش تعاد هيكلته.

وانتقد المعارض السوري المسؤولين الامريكيين والأوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للأسد في مستقبل سوريا دون ان يوضحوا كيف سينتهي دوره، وقال "حتى اذا تم تهميش الأسد ورأس سني سلطة انتقالية فلن يكون له سلطان لأنه لا واشنطن ولا موسكو ترغب في انهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الأمن"، وقال مسؤول غربي رفيع ان روسيا والولايات المتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت.

سيناريوهات مرعبة

من جهته اعتبر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن ان انتصار بشار الاسد في سوريا قد يكون "الافضل بين ثلاث سيناريوهات مرعبة جدا جدا" لا يتضمن اي منها انتصار المعارضة.

وفي كلمة امام المؤتمر السنوي السابع حول الارهاب الذي نظمه معهد جيمس تاون، اشار هايدن الذي كان مديرا لوكالة المخابرات المركزية الاميركية من 2006 الى 2009 ومديرا للوكالة الوطنية للمخابرات من 1999 الى 2005، الى ما يعتبره السيناريوهات الثلاثة الممكنة لتطور الوضع في سوريا موضحا انها جميعا "مخيفة بشكل رهيب".

وقال ان احد الاحتمالات هو ان "ينتصر الاسد" وقال "يجب ان اقول لكم انه في حال تحقق هذا الامر وهو امر مخيف اكثر مما يظهر، اميل الى الاعتقاد بان هذا الخيار سيكون الافضل بين هذه السيناريوهات المرعبة جدا جدا لنهاية الصراع. الوضع يتحول كل دقيقة الى اكثر فظاعة"، واعتبر مع ذلك ان المخرج الاكثر احتمالا حاليا هو ان اننا ذاهبون الى تفتت البلاد بين فصائل متخاصمة. وقال "هذا يعني ايضا نهاية سايكس-بيكو (الحدود التي رسمت في العام 1916 خلال الاتفاقات الفرنسية البريطانية). وهذا يؤدي الى تفتت دول وجدت بشكل اصطناعي في المنطقة بعد الحرب العالمية الاولى". بحسب فرانس برس.

واضاف "اخشى بقوة تفتت الدولة السورية. سوف يؤدي هذا الامر الى ولادة منطقة جديدة بدون حوكمة على تقاطع الحضارات"، واشار الى ان كل دول المنطقة وخصوصا لبنان والاردن والعراق سوف تتأثر بهذا الوضع.

واوضح "القصة هي ان ما يجري في هذا الوقت في سوريا هو سيطرة المتطرفين السنة على قسم كبير من جغرافيا الشرق الاوسط" مضيفا "هذا يعني انفجار الدولة السورية والشرق كما نحن نعرفه"، وقال ايضا ان سيناريو اخر محتمل وهو استمرار المعارك الى ما لا نهاية "مع متطرفين سنة يحاربون متعصبين شيعية والعكس بالعكس. ان الكلفة الاخلاقية والانسانية لهذه الفرضية ستكون باهظة جدا"، وختم مايكل هايدن بالقول "لا استطيع ان اتخيل سيناريو اكثر رعبا من الذي يجري حاليا في سوريا".

من جهتها اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان بشار الاسد سيبقى رئيسا وسيقود المرحلة الانتقالية في حال التوصل الى اتفاق خلال مؤتمر جنيف-2 المقرر عقده في كانون الثاني/يناير في جنيف، وقال الزعبي "اذا كان احد يعتقد باننا ذاهبون الى جنيف-2 لتسليم مفاتيح دمشق (للمعارضة) فلا داعي لذهابه"، وذلك في حديث الى قناة "الميادين" الفضائية نقلته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا)، اضاف "القرار للرئيس الاسد وهو قائد المرحلة الانتقالية اذا وصلنا اليها وقائد سوريا ... وسيبقى رئيسا لسوريا".

وانتقد الوزير المملكة العربية السعودية الداعمة للمعارضة السورية، رافضا مشاركتها في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده الشهر المقبل سعيا للتوصل الى حل للازمة المستمرة منذ 33 شهرا، وقال الزعبي انه "لا مبرر اطلاقا لوجود السعودية في أي عملية سياسية في المنطقة (...) ونتمنى الا تحضر (المؤتمر) لأنها اساءت لسوريا وأخطأت بحق السوريين كثيرا"، وتابع "لم يعد هناك شيء يمكن المحافظة عليه في العلاقة مع السعودية بعد اعلانها وتدخلها المباشر في الحرب على سوريا".

أخطر تهديد لأمن العالم

من جانب آخر وصف أنتونيو غوتيريس، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الصراع في سوريا بأنه أخطر أزمة تهدد الأمن العالمي منذ قرابة سبعة عقود، وجاءت تصريحات غوتيريس في مقر الأمم المتحدة في جنيف حيث دعا بان جي مون الأمين العام للمنظمة الدولية إلى وقف القتال قبل بدء مؤتمر السلام بشأن الأزمة السورية في جنيف الشهر المقبل.

وقال غوتيريس إن الحرب في سوريا ساعدت في زيادة عدد الفارين من النزاعات في أوطانهم لأكثر من مليوني شخص العام الحالي وحده، وهو أعلى معدل للنزوح منذ عام 1994، عندما فر المدنيون من الإبادة الجماعية في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.

وقد أطلقت الأمم المتحدة أكبر حملة من نوعها لحشد الدعم الإنساني للسوريين، وتهدف الحملة إلى جمع 6.5 مليار دولار لتوفير المعونات الإنسانية لسوريا العام القادم.

وقال بيتر كيسلر، كبير المتحدثين الإقليميين باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن 120 ألف سوري على الأقل يفرون سعيا للمأوى في لبنان والأردن وتركيا والعراق كل شهر، وفي اتصال هاتفي من بلدة عرسال على الحدود اللبنانية السورية مع وكالة أسوشيتدبريس، قال كيسلر إن الاحتياجات هائلة ولا يمكن للدول المضيفة (للاجئين السوريين) بمفردها الوفاء بها... إنهم يحتاجون إلى مساعدة".

وتشير تقديرات إلى أن حوالي 1.4 مليون سوري يعيشون الآن في لبنان وحده، وبالإضافة إلى 2.3 مليون سوري فروا من سوريا خلال الحرب، هناك 6.5 مليون سوري مشردون داخل الأراضي السورية، وفي جنيف أيضا، وصف أمين عام الأمم المتحدة الوضع في سوريا بأنه "تردى بما يفوق أي تصور". بحسب البي بي سي.

من ناحية أخرى، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين قد يلتقون مع بعض قادة الجبهة الإسلامية السورية بعد أن سيطرت الجبهة على مخازن أسلحة للمعارضة المسلحة التي تلقى دعما غربيا، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي "قد يلتقي مسؤولون من وزارة الخارجية مع ممثلين للجبهة الإسلامية".

ولا تزال ملابسات هذا الصدام غير واضحة، إذ تشير تقديرات إلى إن الجبهة الإسلامية سعت إلى حمايتها من هجمات جماعات متطرفة بينما أشارت تقارير أخرى إلى أنه عمل عدائي.

ويجري قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم إدريس مفاوضات مع قادة مقاتلي المعارضة الإسلاميين، ولكن لم يتضح حتى الآن فحوى تلك الاتصالات مع الائتلاف الوطني السوري قبل محادثات السلام الدولية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

على صعيد ذو صلة حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من ان سوريا قد "تتفكك" كليا في حال لم يتم التوصل الى تسوية في العام 2014، وقال هيغ "في حال استمر النزاع فان سوريا نفسها قد تتفكك ومع التطرف المتصاعد فان مساحة خارجة عن سيطرة اية حكومة قد تخلق في قلب الشرق الاوسط" داعيا الى الى ان يكون عام 2014 عام حل النزاع الذي يجتاح البلاد منذ حوالى ثلاث سنوات، واعتبر ان استمرار النزاع سيؤدي الى "ازمة انسانية لن يعود بالامكان السيطرة عليها" مع عدد اللاجئين الذي وصل الى "اربعة ملايين شخص اي خمس سكان سوريا".

الجبهة الاسلامية ترفض محادثات أمريكا

الى ذلك اعلن السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد في مقابلة مع قناة العربية ان الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخرا في سوريا رفضت الاجتماع بمسؤولين اميركيين، وقال فورد غداة اعلان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان اللقاء مع الجبهة الاسلامية "ممكن"، ان "الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك".

واضاف "نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا"، واعلنت الولايات المتحدة انها لا ترفض اجراء لقاءات مع "الجبهة الاسلامية"، واقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف بوجود "شائعات" عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين اميركيين وممثلين للجبهة الاسلامية.

واعلنت دمشق انها "تستغرب" عزم واشنطن إجراء مباحثات مع "الجبهة الاسلامية"، متهمة الاخيرة بانها تنظيم "ارهابي"، ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن ناطق باسم وزارة الخارجية ان الاخيرة "تستغرب ما ورد على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية والناطقة باسم الخارجية الاميركية مؤخرا الذي اكد عزم الولايات المتحدة اجراء مباحثات مع تنظيم +الجبهة الاسلامية+ الارهابي".

واعتبر الناطق ان "هذا الموقف المستهجن (...) يتناقض مع مسؤوليات الولايات المتحدة بوصفها عضوا دائما في مجلس الامن الدولي، عن تنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بمكافحة الارهاب والالتزام بها"، اضاف "لا ندري كيف ستبرر الادارة الاميركية لرأيها العام حوارها مع تنظيم القاعدة في سوريا، في حين قام هذا التنظيم بتفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك (في 11 ايلول/سبتمبر 2001)، وكيف ستبرر موقفها هذا امام الرأي العام العالمي وهي التي قامت بغزو افغانستان بذريعة مكافحة الارهاب"، ورأى انه "كان الاجدر بالولايات المتحدة ان تقرأ ميثاق +الجبهة الاسلامية+ قبل ان تقرر الحوار معها"، مذكرا بان هذه الاخيرة تهدف الى اقامة "امارة اسلامية". بحسب فرانس برس.

واعتبرت الخارجية السورية ان هذا الحوار "يتناقض كذلك مع التعهدات الدولية بان مؤتمر جنيف لن يتيح الفرصة لمشاركة التنظيمات الارهابية في اعماله"، في اشارة الى المؤتمر الدولي المقرر عقده في 22 كانون الثاني/المقبل بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، بحثا عن حل للازمة، واصطلح على تسمية المؤتمر "جنيف 2"، الا انه سيعقد في مدينة مونترو السويسرية بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف خلال الفترة المحددة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/كانون الأول/2013 - 19/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م