الكتاب الرقمي يطرق بقوة ابواب القراءة التقليدية

متابعة: باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: من ادبيات القراءة ان تمسك بين يديك كتاب ورقي وتستمتع وانت تقرأ رواية (الشيخ والبحر) لـ "ارنست هيمنجواي" او (ذهب مع الريح) لـ "مارغريت ميتشل" وتطوي صفحاتها بين اناملك بدلاً من حمل جهاز الكتروني ليقوم بهذه المهمة نيابة عنك، هكذا يعارض الكثيرون اقحام التكنولوجيا الرقمية فيما درج عليه القارئ والمثقف والهاوي منذ القدم.

من جهة أخرى ينتقد اخرون هذا الميل من الإصرار على إيقاف الزمن والتطور عندما يصل الى الكتب، حيث الفوائد الجمه التي تلت هذا الامر من توفر الكتب بكميات كبيرة لمن يرغب بذلك إضافة الى حمل مكتبة ضخمة قد تصل الى ملايين الكتب أينما حللت في حلك وترحالك داخل جهاز ربما لا يتجاوز وزنه بضع مئات من الغرامات.

بين هذين الخطين تبقى المعركة والمنافسة حول طقوس القراءة بين الرقمي والورقي قائمة بانتظار من يحسمها، ولا شك ان التكنولوجيا الرقمية قادرة على المواجهة وربما الانتصار، خصوصاً وأنها اثبتت (في معارك سابقة) قدرتها على التغيير، لكن حتى يحين ذلك الوقت تبقى الكتب الورقية محط اهتمام وتقدير عشاقها. كما نرى ذلك في التقرير الآتي.   

منافسة بين الكتاب الإلكترونية والكتاب المطبوع

في سياق متصل ما زال أمام الكتاب الإلكتروني وقت طويل حتى يحل محل الكتاب المطبوع، ولكن الخبراء يقولون إن الكتاب الإلكتروني يسير على الطريق الصحيح ليوجد لنفسه كياناً راسخ الأقدام، وتقول نينا كرويتسفيلت، التي بصدد إنشاء متجر إلكتروني باللغة: «ربما تسبقنا أميركا الشمالية بعامين، ونحن مازلنا بحاجة إلى بعض الوقت كي نلحق بركبهم»، وتتابع كرويتسفيلت: «حققنا الآن تطوراً مثيراً جداً، وأعتقد أننا سنتقدم خطوة كبيرة للأمام في غضون عام»، ‫وقبل عام احتارت دور النشر كثيراً في الإجابة عن هذا السؤال: هل من الأفضل قراءة الكتب الإلكترونية على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية الكلاسيكية أَم على الحواسب اللوحية الجديدة من قبيل «آي باد» من شركة «آبل» الأميركية؟ وفي الآونة الأخيرة بات معظم الخبراء يعتقدون بإمكانية استخدام كلا النوعين كأجهزة لقراءة الطبعات الإلكترونية من الكتب، ‫ويؤكد المدير التنفيذي لأحد متاجر الكتب الإلكترونية، بير دالهايمر، أن «أرقام المبيعات التي نعرفها تبين وجود كلا النوعين جنباً إلى جنب في السوق»، ويتابع دالهايمر: «يصلح الحاسب اللوحي لقراءة الكتب الإلكترونية في المنزل مثلاً، على الأريكة أو في الفراش، أما أثناء التنقل أو عند قراءة الكثير من الكتب الإلكترونية، فحينئذ يكون قارئ الكتب الإلكترونية هو الخيار الأنسب، وذلك بفضل طول مدة تشغيل بطاريته»، ‫ويأتي قارئ الكتب الإلكترونية مزوداً بشاشة تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني، حيث يتم عرض الكتب على شاشة مطفأة غنية بالتباين ومناسبة لعين القارئ، ولا يوجد بهذه الشاشة إضاءة للخلفية، حيث يحتاج القارئ إلى ضوء النهار أو ضوء اصطناعي للقراءة، مثلما هي الحال عند قراءة الكتب المطبوعة. وهنا لا يتم استهلاك الطاقة إلا من أجل تصفح الكتاب فقط، ومن ثم يعمل الجهاز لأسابيع دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية. بحسب الوكالة الألمانية للأنباء.

‫ومن أشهر أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية وأكثرها انتشاراً جهاز Kindle من شركة (أمازون)، ويُعد هذا الجهاز المزود بشاشة مقاس 6 بوصات جزءاً من مفهوم شامل، حيث يكون المستخدم ملزماً بقراءة الكتب الإلكترونية ذات صيغة Kindle فقط، وبالمثل ربطت شركة (آبل) بشكل وثيق بين حاسبها اللوحي (آي باد) ومتجر الكتب الإلكترونية الخاص بها، حيث يجلب الجهاز كتب القراءة من متجر الكتب الإلكترونية، ‫أما معظم الشركات الأخرى فتعول على الصيغة القياسية المرتبطة بتقنية لحقوق الطباعة والنشر من شركة أدوبي الأميركية، وتعد شركة (سوني) من الشركات التي لديها تاريخ يمتد لسنوات عديدة كصانع لأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، وقريباً ستطرح الشركة اليابانية جهازها الجديد PRS-T1 بالأسواق، الذي يأتي مزوداً بشاشة لمسية مُحسّنة وذاكرة داخلية سعة 2 غيغابايت، مع إمكانية زيادتها بواسطة بطاقات Mikro-SD، وتعتزم (سوني) إطلاق متجر للكتب الإلكترونية خاص بها بحلول نهاية العام الجاري، كما أنها تطرح حالياً بالأسواق موديلين من الحاسبات اللوحية، أحدهما الجهازTablet P الذي يشتمل على شاشتين يمكن فتحهما مثل صفحتي الكتاب من أجل قراءة الكتب الإلكترونية.، ويقول مدير قسم أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية لدى (سوني)، فوجيو نوغوشي: «لا نرى أي تنافس بين الحواسب اللوحية وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، بل نرى أنهما يكملان بعضهما بعضاً»، ويشير نوغوشي إلى أن أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية تتمتع بمميزات تتمثل في انخفاض سعرها وشاشتها الغنية بالتباين وطول مدة تشغيل البطارية، وهي أمور يقدرها المستخدمون كثيري القراءة على وجه الخصوص.

من جهة أخرى يشير الاحصاء السنوي لرابطة الناشرين الذي صدر مؤخراً الى صورة مختلفة حيث سجلت مبيعات الكتب العام الماضي ارتفاعا بنسبة 4 بالمئة لتصل أرباحها إلى 3.3 مليار جنيه إسترليني، واللافت للنظر أن عام 2012 نفسه شهد أيضا ارتفاعا قياسيا في مبيعات الكتب الالكترونية بنسبة 66 في المئة لتصل أرباحها إلى 411 مليار جنيه استرليني، كما تخطت مبيعات الروايات الالكترونية كل الحواجز حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 149 في المئة، ومن المدهش أيضا أن كل وسائل القراءة الالكترونية الحديثة مثل كيندل أو كوبو لم تؤثر على مبيعات الكتب الورقية سوى بنسبة 1 في المئة فقط بينما ارتفعت مبيعات الأخيرة في مجال كتب الأطفال، وتكشف الأرقام أن عناوين الكتب تؤثر على الاختيار بين شراء النسخة الورقية أو الالكترونية، حيث أنه على سبيل المثال فإن 26 في المئة من مبيعات الروايات جاءت لصالح الكتاب الالكتروني بينما لم تمثل مبيعات الكتب الالكترونية غير الروائية وكتب الأطفال نسب لا تتعدى 3 إلى 5 في المئة فقط، قد يتمثل سبب ذلك في أن الكلمة هي المعيار الرئيسي في نقل روح الرواية وهو ماتستطيع النسخ الالكترونية نقلها بدقة بينما يختلف الامر في حالة كتب الأطفال المصورة الملونة والمجسمة حيث تظل الكتب الورقية بلامنازع في هذا المجال، ومنذ أسابيع قليلة، قال مايكل سربينيز وهو أحد مبتكري جهاز (كوبو) لقراءة الكتب الكترونيا إنه يعتقد أن 90 في المئة من معدلات القراءة ستكون لمصلحة الكتب الالكترونية بينما تراوحت توقعات ريتشارد موليت عضو رابطة الناشرين لشعبية النسخ الالكترونية للكتب بين 30 إلى 50 في المئة فقط، لكنه من الواضح أن تقديرات المتعاملين مع الكتاب المقروء أكثر واقعية من حسابات العاملين في المجال الاعلامي المعني بالتغير في مناخ القراءة الالكترونية، أما بالنسبة للكتاب، فإنه من المدهش أن تجد ارباح مؤلفي الروايات من مبيعات النسخ الالكترونية من كتبهم لاتزيد سوى بنسات قليلة عن النسخ المقروءة منها رغم انخفاض تكلفة الأولى وارتفاع نسبة مبيعات الروايات من هذا النوع، ويرى كثير من الكتاب أن هذا الأمر يمثل استغلالا من قبل الناشرين بينما يدافع ناشروا الكتب عن ذلك بأنهم ينفقون مزيدا من الأموال لحماية حقوق المؤلف المعرضة للقرصنة بصورة أكبر بالنسبة للكتب الالكترونية، وتتعاطف الكاتبة الروائية البريطانية جوجو مويز مع موقف الناشرين، مشيرة إلى أنها قد تتلقى في اليوم الواحد عشرات الروابط لتحميل كتبها بالمجان، ورغم ذلك فإن القرصنة وازدهار سوق الكتب الالكترونية لم يكن لهما تأثير ذا مغزى على مبيعات الكتاب المقروء وهو ما يجعل الاختيارات بين الكتب بنسخها المتعددة أرحب أمام القارئ. بحسب بي بي سي.

عشاق القراءة وتطبيقات الكتب

بدورهم يستخدم محبو السينما والتلفزيون التطبيقات لمشاهدة أفلامهم ومسلسلاتهم المفضلة والان جاء دور القراء للاستفادة من هذا المنتج الالكتروني للولوج الى عدد لا يحصى من المكتبات الالكترونية، ومقابل رسم شهري لا يتعدى عشرة دولارات توفر أويستر وسكريبد لعشاق التهام الكتب فرصة للدخول فورا والتجول وقراءة الكتب الكترونيا من خلال تطبيقات الهواتف الذكية او اجهزة الكمبيوتر اللوحي وتحميلها لتكون جاهزة للقراءة حتى بدون الاتصال بالانترنت، وقال تريب ادلار الذي شارك في تأسيس سكريبد التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها ومديرها التنفيذي "نرى أنفسنا كمكتبة رقمية عالمية، يمكنك ان تقرأ ما بدا لك دون ان تكون مضطرا للدفع في كل مرة تقرأ فيها"، ويقول اريك سترومبرج رئيس اويستر ومقرها نيويورك ان جزءا من المتعة هو التمكن من تصفح الكتب كما يفعل القراء في المكتبات لكن بطريقة الكترونية، وأضاف "حين تدخل احدى المكتبات قد تتصفح عشر صفحات على الاقل قبل ان تقرر قراءة الكتاب كله. نحاول ان نقدم تجربة مماثلة"، وخدمة اويستر متاحة للآي فون وللآي باد في الولايات المتحدة ويمكن للقراء في شتى انحاء العالم الحصول على خدمة سكريبد عن طريق نظامي آي او.إس واندرويد وعلى الانترنت، وتعرض اويستر وسكريبد تجربة مجانية لمدة شهر. بحسب رويترز.

حماية الحقوق الرقمية

الى ذلك بعث مئات الكتاب والمؤلفين حول العالم خطابًا إلى الأمم المتحدة يحثونها فيه على استصدار قانون خاص بالحقوق الرقمية على شبكة الإنترنت، ووقع أكثر من 500 كاتب على خطاب مفتوح يدينون فيه مراقبة الحكومات للمحتويات الرقمية، وذلك بعد تسريبات حديثة بشأن قيام بريطانيا والولايات المتحدة بأنشطة مراقبة، وكان الكتّاب إيان ماك وإيوان توم ستوبارد وويل سيلف من بين الموقعين البريطانيين على الخطاب، وجاء في الخطاب أنه "إذا كنا نرغب في الحفاظ على ما لدينا من ثقة، فلابد من حماية حقوقنا الديمقراطية في الفضاء الإلكتروني كما في الفضاء الحقيقي"، ومن المقرر أن ينضم كل من الكتاب جانيت وينترسون وﻟﻴﻮﻧﻴﻞ ﺷﺮﻳﻔﺮ وكازيو إشيغيرو بالإضافة إلى كل جون ماكسويل كويتزي وأورهان باموك الحائزين على جائزة نوبل، وأكد الموقعون حق "المستخدمين في أن يكونوا غير مراقبين أثناء تواصلهم معا"، مضيفين أن "الدول والمؤسسات قد أخطأت في ترجمة هذا الحق عبر إساءة استخدام التطورالتكنولوجي بغرض ممارسة المراقبة الجماعية"، وشدد الخطاب على أن "الشخص المراقب لم يعد حرّا" وأن "المجتمع الذي يخضع للمراقبة لم يعد مجتمعا ديمقراطيا"، داعيا الحكومات حول العالم إلى دعم هذه الخطوة، وجاءت خطوة الكتّاب تلك عقب تسريبات المتعاقد السابق بوكالة الاستخبارات الأمريكية، إدوارد سنودن، لمعلومات حول عمليات مراقبة قامت بها الحكومة الأمريكية، وكشف سنودن لوكالات أنباء عن قيام وكالات أمريكية بالتجسس على مكالمات هاتفية وبرقيات تحمل اتصالات دولية، بالإضافة إلى اختراق شبكات إلكترونية، وبعثت ثمان شركات عاملة في مجال التكنولوجيا، من بينها آبل، وغوغل، ومايكروسوفت، وفيسبوك، خطابا إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعت فيه إلى تغيير واسع في قوانين المراقبة للحفاظ على ثقة المستخدمين في شبكة الإنترنت.

معارك قضائية

من جانبها رفضت محكمة أمريكية دعوى اتهم فيها مؤلفون مجموعة جوجل بالنسخ الرقمي لملايين الكتب لصالح مكتبة إلكترونية بدون الحصول على إذن، وقبل القاضي ديني تشين في مانهاتن دفوع جوجل بأن قيامها بنسخ أكثر من 20 مليون كتاب واتاحة "مقتطفات" من النص لأعمال البحث على الانترنت هو "استخدام عادل" بموجب قانون حقوق النشر الأمريكي، وقال القاضي إن المكتبة الضخمة تسهل على الطلاب والمعلمين والباحثين والعامة العثور على الكتب مع الحفاظ على الاحترام اللائق لحقوق المؤلفين، وأضاف أن النسخ الرقمي عملية تغيير في الشكل دون المضمون ويمكن توقع أن تؤدي إلى زيادة مبيعات الكتب وليس تقليلها، وكتب القاضي تشين "من وجهة نظري أن (خدمة) كتب جوجل توفر فوائد عامة كبيرة، المجتمع كله يستفيد في الواقع"، ويمثل القرار نقطة تحول في الدعوى التي بدأت عام 2005 عندما رفع المؤلفون والناشرون الدعوى ضد جوجل بسبب خطتها للكتب الرقمية، وكانت جوجل قدرت أنها يمكن أن تضطر لدفع أكثر من ثلاثة مليارات دولار إذا خسرت الدعوى التي رفعتها رابطة اوثرز جيلد وهي اتحاد للمؤلفين يطالب بمبلغ 750 دولارا عن كل كتاب تم نسخه، ولم يعلق مايكل بوني وهو شريك في بوني اند زاك وهي الشركة القانونية التي تمثل المؤلفين بشكل فوري. ولم تعلق جوجل ايضا بشكل فوري على طلب مماثل. بحسب رويترز.

فيما حكم قاض اتحادي أمريكي بأن شركة أبل تآمرت لزيادة سعر بيع الكتب الالكترونية بالتجزئة وأمر بإجراء محاكمة بخصوص تعويضات في قرار يمكن أن يغير طريقة بيع الكتب الالكترونية عبر الانترنت، والقرار الذي أصدره دينيس كوت قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن عهو انتصارا لوزارة العدل الأمريكية و33 ولاية أقامت دعوى مكافحة الاحتكار، وقال كوت إن المدعين قدموا "أدلة دامغة" على أن أبل انتهكت القانون الاتحادي لمكافحة الاحتكار من خلال قيامها "بدور محوري" في مؤامرة مع خمسة ناشرين كبار للقضاء على المنافسة في البيع بالتجزئة ورفع اسعار الكتب الالكترونية، وأضاف في القرار الذي صدر في 159 صفحة "انضمت أبل إلى الناشرين المدعى عليهم لرفع اسعار الكتب الالكترونية وزودتهم بالوسائل اللازمة لعمل لذلك، ولم ترد أبل ومحاميها على الفور على طلبات للتعقيب، ولم تصدر وزارة العدل تعقيبا فوريا، وبدأ التواطؤ المزعوم في اواخر 2009 واستمر حتى مطلع 2010 ويتصل بإطلاق شركة التكنولوجيا العملاقة للكمبيوتر اللوحي واسع الانتشار آي باد، وجرت محاكمة أبل فقط بينما قام الناشرون بتسوية قضيتهم مقابل دفع أكثر من 166 مليون دولار مجتمعين، وقال المدعون إن المؤامرة كانت تهدف لتقليص هيمنة شركة البيع الالكتروني أمازون.كوم على سوق الكتب الالكترونية سريعة النمو، وكانت أمازون في السابق تهيمن على 90 بالمئة من السوق حيث كانت تشتري الكتب بسعر الجملة ثم تبيعها باقل من سعر التكلفة للترويج لجهاز القراءة كايندل، وعلى النقيض دخلت أبل فيما سمي "اتفاقات وكالة" التي مكنت الناشرين من تحديد اسعار مرتفعة ودفع عمولات لأبل، وقالت الحكومة الاتحادية إن هذا الترتيب دفع امازون إلى تبني نموذج أعمال مماثل مما تسبب في ارتفاع الأسعار في انحاء القطاع، وقال القاضي كوت إن المؤامرة تسببت في ارتفاع اسعار بعض الكتب الالكترونية إلى 12.99 دولار أو 14.99 دولار في حين كانت أمازون تبيعها مقابل 9.99 دولار، وشملت الأدلة في القضية تعليقات لستيف جوبز المؤسس المشارك الراحل لأبل، ودفعت أبل بأنها لم تتآمر قط مع الناشرين لرفع أسعار الكتب الالكترونية أو حتى تدرك أن الناشرين ربما كانوا يتحدثون فيما بينهم بشأن رفع الأسعار قبل إطلاق آي باد، ورفض القاضي كوت أيضا قول أبل إنه ليس من العدل توجيه اللوم إليها وحدها في حين أن أمازون وجوجل وآخرين دخلت في اتفاقات مماثلة مع الناشرين، ويتيح قرار القاضي للمدعين طلب منع تكرار تلك الترتيبات الخاصة بالأسعار فيما بعد، وكانت وزارة العدل طالبت اثناء المحاكمة بمنع أبل من استخدام نموذج اتفاقات الوكالة لمدة عامين ومنع الشركة من الدخول في عقود تضمن أن تقدم أدنى أسعار للتجزئة.

قارئ الكتب الإلكترونية

من جهة أخرى كشفت مكتبة كوبو لبيع الكتب الإلكترونية عن جهاز "أورا" أو ما يعرف بقارئ الكتب الالكتروني "فائق الدقة"، ويتمتع الجهاز بشاشة يصل حجمها الى6.5 بوصة تتيح دقة عرض بجودة 265 بيكسل للبوصة الواحدة، وهذا يضع الجهاز في منافسة أمام جهاز (كيندل بيبروايت) الأعلى مبيعا لدى مكتبة أمازون والذي تصل جودة عرض شاشته إلى 212 بيكسل للبوصة الواحدة بشاشة حجمها 6 بوصات، ويأتي طرح الجهاز في وقت تحقق فيه مبيعات الكتب الإلكترونية زيادة كبيرة، غير أن بعض المحللين يعتقدون أن الاهتمام بأجهزة عرض الحبر الالكتروني الأبيض والأسود بدأ يتراجع، وتمتلك شركة (راكوتين) اليابانية العملاقة لتجارة التجزئة مكتبة كوبو التي كانت اشترتها عام 2011، وقال مايكل سيربينيس مدير كوبو إن اتفاقا كالذي أبرم مع (دبليو اتش سميث لبيع الكتب في بريطانيا أو اتفاقات مماثلة في دول أخرى ساعد الشركة في تحقيق نمو سريع، مضيفا أن مكتبة كوبو سجلت زيادة في مبيعات الكتاب الالكتروني العام الماضي، ثلاثة أضعاف سنويا، وتتصدر أمازون سوق مبيعات أجهزة الكتب الالكترونية في سلسلة مكتبات ووترستون البريطانية، ولا تحقق الشركات المصنعة أرباحا تذكر من مبيعات الأجهزة، بل تسعى إلى تحقيق أرباح من خلال بيع الكتب الإلكترونية والوسائط الأخرى، وقال بينيدكت ايفانس، خبير الوسائط الرقمية لمؤسسة (انديرز للتحليل)، "مازالت أمازون تستحوذ على ثلاثة أرباع السوق البريطانية بحسب الناشرين الذين تحدثت معهم"، وأضاف "ويعتقد الناس في الواقع أن نسبة 80 الى 90 في المئة من مبيعات الكتب الالكترونية تتم عن طريق أمازون، إذ ينقسم هذا الرقم بين أجهزة قراءة الكتب الالكترونية وأجهزة كيندل اللوحية وتطبيقاتها لغرض الاستخدام على الهواتف."

وتفتخر شركة كوبو بأن شاشة جهاز (أورا) فائقة الدقة هي الأعلى أداء من حيث عرض خطوط الحبر الالكتروني في السوق، إضافة إلى سرعتها الفائقة في قلب الصفحات، وسوف يطرح الجهاز للبيع في الأسواق في بريطانيا وأمريكا الشمالية هذا الشهر، على أن يطرح للبيع في غيرها من الأسواق في مايو/أيار المقبل، ويصل سعر الجهاز 140 جنيه استرليني في سوق مبيعات التجزئة، وهو أغلى ثمنا بـ30 جنيها مقارنة بجهاز (كيندل بيبرهوايت)، وقال فيليب جونز، محرر مجلة (بوكسيلر) "أعتقد انه من الممتع أن تكون هناك اختلافات تستهدف أسواق أجهزة الحبر الالكتروني غالية الثمن، أتوق لرؤية شاشة فائقة الأداء تسجل مبيعات عالية، إذ يمكن أن تكتسب شعبية لدى من يرغبون في شراء كتب للأطفال أو كتب تحتوي على رسوم توضيحية"، تراجعت مبيعات الكتب الورقية في بريطانيا بـحوالي 5 في المئة خلال عام2012 من حيث القيمة، حسب ما أكده خبراء السوق في مؤسسة نيلسن بوكسكان، وفي المقابل قال الباحثون إن سوق الكتب الالكترونية في البلاد سجلت زيادة بنحو 100 في المئة خلال نفس الفترة بحوالي 150 مليون جنيه إسترليني، كما تشهد دول أخرى نموا سريعا من حيث المبيعات، ويذكر مدير كوبو البرازيل والهند بوصفهما من الاقتصادات الصاعدة ذات الامكانيات العالية، وقال اندري بريديت، خبير البحوث والتطوير لدى شركة نيلسين "مازلنا في طريق وعر والمنافسة تتنامى"، وأضاف "الأجهزة متعددة الأغراض على غرار الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية ستستحوذ على حصة أكبر من السوق مقارنة بأجهزة قراءة الكتب الالكترونية، وفي بعض الدول نجد أن شركات خدمات الهاتف المحمول تقتحم الميدان فضلا عن شركات تصنيع أنظمة التشغيل مثل ابل وغوغل"، وقال "هناك مراكز تجارية تشتري بعض شركات أجهزة الكتب الإلكترونية الصغيرة، لذا أعتقد أن الاجهزة الأكثر ابتكارا والعلامات التجارية الشهيرة ستطرح منتجاتها في المستقبل".

تعزيز المحتوى الرقمي

في سياق اخر أعلن موزع "أمازون" الإلكتروني عن شراء الموقع الإلكتروني لتقديم دروس الرياضيات "تينماركس"، في خطوة من شأنها أن تعزز المحتويات الرقمية التعليمية التي يقدمها الموزع الأميركي، ولم يكشف عن تفاصيل هذه الصفقة، ومن المفترض إتمامها بحلول نهاية العام، وقال ديف ليمب نائب رئيس قسم "أمازون كيندل" في بيان "سيتعاون أمازون مع تينماركس لإعداد محتويات وتطبيقات رقمية لعدة منصات"، ويستخدم موقع "تينماركس" المتخصص في دروس الرياضيات للصفوف الابتدائية والثانوية المكيفة بحسب الحاجات "في عشرات آلاف المدارس في الولايات المتحدة"، على حد قول ديف ليمب، وتندرج عملية الشراء هذه في إطار الاستثمارات الكبيرة التي يقوم بها "أمازون" في المحتويات الرقمية، بغية تدعيم مكانة جهازه "كيندل فاير" في سوق الأجهزة اللوحية التي يهيمن عليها جهاز "آي باد" من "آبل"، ولا يخفي "امازون" أن هدفه ليس جني الأرباح من الأجهزة اللوحية بل من المنتجات المشتقة منها، لا سيما المحتويات الرقمية، وهو بدأ ينافس بالفعل موقع "نيتفلكس" مع الحصول على حقوق إعادة بث أفلام أو مسلسلات تلفزيونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 19/كانون الأول/2013 - 15/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م