حرب خارج الارض.. تنافس متجدد للسيطرة على الفضاء

 

شبكة النبأ: السيطرة على الفضاء كان ولا يزال من اهم الأمور لدى الكثير من دول العالم التي دخلت اليوم وبفضل توفر التقنيات والأجهزة الحديثة والمتطورة، في حرب تنافسية في سبيل مراقبة الفضاء والسيطرة عليه من اجل تعزيز مكانتها العلمية والعسكرية واعداد البحوث والدراسات والاستفادة منها كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان السنوات القادمة ستشهد تنافس كبير ودخول دول جديدة في هذا المضمار، وفي هذا الشأن انطلق صاروخ هندي ينقل مسبارا الى المريخ من جنوب الهند التي تأمل ان تكون اول دولة اسيوية تصل الى الكوكب الاحمر بتكنولوجيا زهيدة الكلفة.

وقال معلق على التلفزيون الهندي العام لقد اقلع في الوقت الذي انطلق فيه الصاروخ الاحمر والاسود من قاعدة ريهاريكوتا الفضائية في خليج البنغال الهند. ويحمل الصاروخ البالغ وزنه 350 طنا مسبارا وزنه 1,3 طن يحتاج الى سنة كاملة للوصول الى المريخ الواقع على بعد اكثر من 200 مليون كيلومتر عن الارض.

ويتابع عشرات العلماء مسار الصاروخ من قاعة تحكم بالمهمة في اطار احد اهم المشاريع الفضائية الهندية منذ اطلاق البرنامج في العام 1963. وتطمح الهند الى دخول تاريخ استكشاف الكواكب على انها اول بلد آسيوي يصل الى المريخ. واعلن عن المهمة قبل 15 شهرا رئيس الوزراء مانموهان سينغ بعيد فشل مهمة صينية اذ ان المسبار الروسي الذي حمل القمر الاصطناعي الصيني "ينغهو-1" لم يتمكن من سلوك مسار المريخ.

وبدأ التحضير لمهمة المريخ في العام 2012، ولم تتجاوز تكاليفها 70 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنة مع تكاليف مشاريع مماثلة وهذا المسبار مزود بأجهزة لاقطة مهمتها قياس وجود غاز الميتان في الغلاف الجوي للكوكب الاحمر، الذي يعزز وجوده فرضية ان يكون الكوكب عرف في ما مضى شكلا من اشكال الحياة.

وستشكل هذه المهمة، في حال نجحت، مصدر فخر كبير للهند ذات المليار ومئتي مليون نسمة، والتي تمكنت في العام 2008 من رصد وجود مياه على سطح القمر بعد 39 عاما من اول رحلة لاستكشاف القمر قام بها نيل ارمسترونغ.

الى جانب ذلك تستعد الصين لتخطي عتبة جديدة في حلمها الفضائي بإطلاقها مركبة باتجاه القمر حاملة مسبارا استكشافيا يتم التحكم به عن بعد يدعى ارنب اليشم. واعلن التلفزيون الرسمي على مدونته الصغرى "ستنطلق المهمة تشانجه-3 من قاعدة اطلاق الاقمار الاصطناعية كسيتشانغ. وتشكل مهمة "تشانجه-3" مرحلة مهمة في برنامج غزو الفضاء الصيني الذي تنفذه بكين بتأخر كبير عن واشنطن وموسكو الا انها تضاعف الجهود لتعويضه. و"ارنب اليشم" مسبار قمري مجهز بستة عجلات ويشير اسمه الى الميثولوجيا الصينية. وبحسب الاسطورة فان "الارنب القمري" يقيم على القمر حيث يطحن اكسير الخلود في جرنه. ويرافق هذا الحيوان شانجه الهة القمر الصينية.

ومن خلال مهمة "شانجه-3" تريد ان تحط الصين للمرة الاولى على سطح القمر ب "هدوء" في اطار برنامجها الطموح "شانجه". وقد سمح المسباران القمريان "شانجه-1" وشانجه-2" اللذان اطلقا في 2007 و2010 باجراء عمليات مراقبة مفصلة للقمر. وارنب اليشم المجهز بالواح شمسية للحصول على الطاقة، مكلف القيام بتحاليل علمية ولا سيما الجيولوجية منها وارسال صور الى الارض بالأبعاد الثلاثة.

ويبلغ وزن المسبار 120 كيلوغراما وسيحط في خليج اقواس قزح وهي منطقة من القمر غير مستكشفة بعد على ما افادت ادارة الفضاء الصينية. وهي توفر ظروفا مؤاتية على صعيد الشمس والاتصال بالارض. وسيعمل المسبار القمري لمدة ثلاثة اشهر سيتنقل خلالها بسرعة 200 متر في الساعة كحد اقصى.

وشدد الخبير الاسترالي في قضايا الفضاء موريس ونز "اذا ما استثنينا ارسال رواد الى الفضاء، فان هذه المهمة ستكون الاكثر تعقيدا تجريها الصين حتى الان في الفضاء". واوضح "وهي ايضا بداية عملية قد نرى في ختامها رواد فضاء صينيين يحطون على القمر بعد العام 2025". وستصبح الصين بذلك اول بلد اسيوي يرسل انسانا الى القمر.

وتخصص الصين مليارات الدولارات من اجل غزو الفضاء الذي يعتبر رمزا لقوة البلاد الجديدة وطموحات الحزب الشيوعي الحاكم. وتخطو بكين خطوات كبيرة ايضا في اطار برنامج لبناء محطة مدارية دائمة وقد حسنت في السنوات الاخيرة لهذه الغاية عمليات الالتحام في الفضاء. بحسب فرانس برس.

في السياق ذاته نجح العلماء الايرانيون في مجال الفضاء في ارسال مسبار "البحث" (بجوهش) الذي يحمل ثاني قرد تحت عنوان "فرغام" الى الفضاء واستعادته الى الارض سالما. وتمكن مسبار البحث الذي يحمل كائنا حيا الى الفضاء من تنفيذ مهامه الفضائية بنجاح تام لتقترب بذلك ايران خطوة اخرى من ارسال الانسان الى الفضاء. ومسبار "البحث" الذي يحمل قردا من فصيلة "رزوس" عاد الى الارض بنجاح بعد ان طوى مسافة بارتفاع 120 كيلومترا في الفضاء لمدة 15 دقيقة.

ويشار الى ان علماء الفضاء الايرانيين كانوا قد نجحوا بإطلاق مسبار بيشكام (الرائد) الى الفضاء الخارجي يحمل كائنا حيا، في خطوة كبيرة نحو امتلاك التقنية الفضائية المتطورة واجراء ابحاث بيولوجية كانت تحتكرها بعض الدول. وقد تم تنفيذ مشروع ارسال الكائن الحي الى الفضاء الخارجي من خلال منظومة الادارة المتكاملة وجهود علماء منظمة الفضاء الايرانية وبواسطة منظمة الصناعات الجوفضائية التابعة لوزارة الدفاع، وبعد اجتياز المراحل المخطط لها. وسبق أن أرسلت إيران ثلاثة أقمار اصطناعية إلى الفضاء منذ 2009، إضافة إلى "مسبار" يحوي جرذاً وسلاحف وحشرات في فبراير/شباط 2010.

سبايس اكس الاميركية

الى جانب ذلك دخلت مجموعة "سبايس اكس" الفضائية الاميركية الخاصة عالم اطلاق الاقمار الاصطناعية بعد نجاحها في اطلاق قمر اتصالات، في الوقت الذي يسعى فيه قطاع الفضاء الاميركي الحكومي الى البحث عن شركاء من القطاع الخاص في استكشاف الفضاء. فبعد تأجيلات متكررة اطلقت مجموعة "سبايس اكس" قمرا اصطناعيا للاتصالات مملوكا لمجموعة "اس اي اس" من لوكسمبورغ، وهي اول عملية اطلاق قمر تنفذها هذه المجموعة.

وانطلق الصاروخ "فالكون 9"، وهو مؤلف من طابقين، قرابة الساعة 22,41 ت.غ. من قاعدة كاب كانافيرال العسكرية الاميركية في فلوريدا، حاملا على متنه القمر "اس اي اس-8" البالغة كلفته 100 مليون دولار، ووزنه 2,9 طن. وقد وضع القمر أول الامر في مدار حول الارض يشبهه العلماء بانه موقف تركن فيه الاقمار، وظل معلقا بالصاروخ.

وبعد ذلك، وبالتزامن مع وجوده فوق خط الاستواء، دارت محركات الصاروخ مجددا ورفعت القمر الى مدار أعلى على ارتفاع 80 الف كيلومتر عن سطح الارض، بحسب ما كتب ايلون ماسك المدير العام لسبايس اكس على حسابه على موقع تويتر. وتمثل عملية الاطلاق بواسطة الصاروخ فالكون 9، تطورا كبيرا في مسار سبايس اكس ودخولا قويا لها في عالم اطلاق الاقمار التجارية. وكانت مجموعة "اس اي اس" عقدت الاتفاق الاول مع سبايس اكس لاطلاق هذا القمر في العام 2011، وعادت ووقعت في العام 2012 عقدا ثانيا تلتزم المجموعة الفضائية الاميركية بموجبه باطلاق ثلاثة اقمار اخرى الى مدار الارض.

وقبل ذلك، كانت المجموعة اللوكسمبورغية تعتمد على الصواريخ الاوروبية اريان والصواريخ الروسية بروتون، لكنها عادت واعتمدت على سبايس اكس لاعتبارات اقتصادية، اذ ان النفقات التي تتقاضاها المجموعة الاميركية، وقيمتها 55 مليون دولار، أقل من كلفة الاطلاق بواسطة الصواريخ الروسية او الاوروبية.

ووقعت سبايس اكس حتى الآن عقودا لأطلاق اقمار اصطناعية بقيمة اربعة مليارات دولار، ثلاثة ارباعها تتعلق بأقمار اصطناعية لأهداف تجارية. ويأتي هذا النجاح لسبايس اكس في الوقت الذي تسعى وكالة الفضاء الاميركية ناسا الى عقد شراكات مع القطاع الخاص في مجال غزو الفضاء. فعلى صعيد الشحن الفضائي، ابرمت وكالة ناسا اتفاقا مع سبايس اكس لتنفيذ 12 مهمة شحن في غضون اربع سنوات.

وابرمت الوكالة ايضا عقدا بقيمة 1,9 مليار دولار مع شركة "اوربيتال ساينس كوربوريشن" لعمليات شحن الى محطة الفضاء الدولية ايضا. وتمكنت سبايس اكس بالفعل من تسيير رحلات شحن من محطة الفضاء الدولية واليها على متن المركبة غير المأهولة "دراغون".

أما في مجال نقل الرواد، فقد اختارت ناسا ثلاث شركات خاصة لعقد شراكات معها في نقل الرواد في الرحلات الفضائية التي لا تتجاوز مدار الارض، وهي "سبايس اكس" و"بوينغ" و"سييرا نيفادا". ويهدف برنامج الشراكة بين وكالة ناسا والقطاع الخاص الاميركي الى وضع انظمة نقل للرواد من محطة الفضاء الدولية واليها انطلاقا من الاراضي الاميركية وبكلفة اقل. وتأمل ناسا أن يبدأ هذا القطاع بنقل رواد الفضاء بحلول العام 2015. بحسب فرانس برس.

وحتى ذلك الحين، لا تستطيع الولايات المتحدة ارسال رواد فضاء من المحطة الدولية واليها سوى بواسطة مركبات سويوز الروسية، وذلك بعدما سحبت المكوكات الفضائية من الخدمة في صيف العام 2011. ومنذ ذلك الحين عمدت روسيا الى رفع بدلات النقل الى 63 مليون دولار للمقعد الواحد.

ظروف الفضاء

على صعيد متصل ينظم مركز مساعدة تطوير النشاطات في انعدام الجاذبية وعمليات الفضاء الفرنسي تجارب تهدف الى معرفة حدود احتمال الجسم البشري لظروف الفضاء القاسية، خلال الرحلات الفضائية الطويلة، ولا سيما الى كوكب المريخ. ويقول رائد الفضاء توماس بيسكيه العامل في مركز المساعدة الاشخاص الذين سيذهبون الى المريخ، لن يعودوا في وضع صحي جيد. وتوماس مرشح ليكون بطل اقرب رحلة فرنسية الى الفضاء مقررة بين العامين 2016 و2017، لكنها لن تكون رحلة طويلة. ولا يتوقع توماس ان تنطلق رحلة مأهولة الى المريخ قبل عقود.

ويتدرب رائد الفضاء هذا البالغ من العمر 35 عاما في المركز الاوروبي لرواد الفضاء في كولونيا الالمانية حيث يتعرض لظروف قاسية تحاكي الظروف التي يواجهها الانسان في الفضاء. ويقول توماس خلال رحلة فضائية مأهولة من ستة اشهر، يخسر رواد الفضاء 10 % من كتلتهم العضلية، و10 % من كتلة العظام، حتى ولو مارسوا الرياضة ساعتين يوميا. ويضيف اما رائد الفضاء الذي يمضي ستة اشهر في محطة الفضاء الدولية، التي تسبح في مدار منخفض حول الارض، فهو يتلقى كمية من الاشعاعات تعادل تلك التي يتعرض لها قبطان طائرة يعمل على خطوط ملاحة جوية شاهقة على مدى عشرين عاما.

ويعمل مركز المساعدة على التحضير والتنظيم والتنفيذ للتجارب العملية التي تجري في ظروف انعدام الجاذبية، على متن محطة الفضاء الدولية او على متن اي كبسولة او مركبة فضائية. وعلى الشاشات العملاقة في غرفة التحكم في المركز يظهر باستمرار خمسة رواد موجودون على متن محطة الفضاء الدولية، وهم يقومون بالتجارب بالتنسيق مع مركز التحكم على الارض. والتجربة الاخيرة كانت تحمل اسم "انيرجي" (طاقة)، وقد انطلقت في ايار/مايو من العام 2012 وانتهت في وقت قريب ، بحسب ما تشرح طبيبة الاعصاب الفرنسية هيلين روجيه.

وتقول حضر هذه التجربة عالم فرنسي اراد منها دراسة الطاقة التي يبذلها رائد الفضاء يوميا في ظروف انعدام الجاذبية. وقد شارك في هذه التجربة خمسة رواد من بينهم الايطالي لوكا بارميتانو الذي ما زال حتى الان على متن المحطة، على ارتفاع 400 الف متر عن سطح الارض. وفي غرفة مجاورة، يجلس مسؤول قسم علم وظائف الاعضاء في المركز الان ماييه، ويعرض مقعدا كبيرا متطورا يستفاد منه في دراسة ضمور العضلات لدى رواد الفضاء وتردي المفاصل، في برنامج بشارك فيه علماء اوروبيون، بالتعاون مع الاميركيين والروس.

ويقول رئيس المركز الوطني للعلوم الفضائية جان ايف لو غول ان مركز المساعدة يشكل احدى نقاط القوة التي تمنحها فرنسا في اطار التعاون الدولي في مجال الفضاء. ويضيف ان ارسال الرواد في مهمات طويلة تستغرق سنوات في الفضاء، يعرضهم الى اشعاعات قاتلة ويفاقم من اثار انعدام الجاذبية. ويتذكر رائد الفضاء السابق فيليب بيرين اهمية الدعم الذي قدمه له مركز المساعدة فيما كان يسبح في الفضاء في العام 2002، محاولا جمع ذراع روبوتية كندية في محطة الفضاء الدولية. بحسب فرانس برس.

ويقول العاملون في مركز المساعدة كانوا يشرفون مباشرة على استقراري الصحي والنفسي. ويخلص بيرين الى القول الهدف الاكبر الآن هو المريخ، حيث ستطأ اقدام الانسان يوما ما. ولكن حتى اذا توفرت لنا الميزانيات والتقنيات اللازمة. يبقى العائق الاكبر هو طاقة جسم الانسان على احتمال هذه الظروف.

بلانك يتقاعد

في السياق ذاته تقاعد التلسكوب الفضائي الاوروبي بلانك بشكل رسمي بعد اربع سنوات امضاها في تعقب الاضواء الاولى المنبعثة من تشكل الكون اثر الانفجار الكوني الهائل (بيغ بانغ) قبل 14 مليار سنة. ويعد هذا التلسكوب من الاجهزة الفضائية التي زودت العلماء بمعلومات وصور مذهلة حول تشكل الكون في مراحله الاولى. وارسل المسؤولون عن هذا البرنامج من مركز العمليات في وكالة الفضاء الاوروبية في مدينة دارمشتادت الالمانية، التعليمات الاخيرة لهذا التلسكوب القاضية باطفاء اجهزته.

ومع ان هذا المسبار الفضائي سيغمض عدساته الى الابد، الا ان جهدا كبيرا ما زال ينتظر العلماء في تحليل كل المعطيات والبيانات والصور القيمة التي جمعها في السنوات الماضية. ويقول الفارو جيمينيز المسؤول في وكالة الفضاء الاوروبية "لقد اضاء لنا بلانك على نشأة الكون وتطوره بشكل لم يسبق له مثيل".

واطلق بالنك في العام 2009، وهو صمم بهدف رصد الاشعاعات الكونية الناجمة عن الانفجار الكوني الهائل (بيغ بانغ) الذي ادى الى نشوء الكون. وكان العلماء القيمون على هذه المهمة اصدروا في مطلع العام الجاري خارطة لهذه الاشعاعات، ومن المقرر ان يكشف عن باقي هذه المعطيات بحلول العام 2014. وخارطة الاشعاعات هذه هي بمثابة "صورة فوتوغرافية للكون في طفولته"، وهي الادق من نوعها، وهي تصور الكون حين كان عمره 380 الف عام فقط، وكان متوسط حرارته ثلاثة الاف درجة.

ولدى نشر الصورة في اذار/مارس الماضي، قال جورج افستاثيو المتخصص في الفيزياء الفضائية في جامعة كامبريدج البريطانية ان هذه الصورة التي التقطها القمر بلانك "تشبه الى حد ما صورة كرة ركبي او لوحة من الفن المعاصر، لكن يمكنني ان اؤكد ان بعض العلماء قد يضحون باولادهم مقابل الحصول على هذه الصورة". وقال المدير العام لوكالة الفضاء الاوروبية جان جاك دوردان "انها خطوة عظيمة لفهم بدايات الكون" الذي تشكل قبل 13,82 مليار سنة، مع معارف توازي عشرين ضعفا ما كان متوفرا للعلماء من قبل.

وتمكن القمر بلانك ايضا من التوصل الى ان وتيرة تسارع الكون اقل من تلك التي حددها علماء الفلك، وبالتالي فان "عمر الكون هو 13,82 مليار سنة" اي اكثر بثمانين مليون سنة مما كان يعتقد، بحسب وكالة الفضاء الاوروبية. وعمل الجهاز الاساسي على متن المسبار بلانك، على مدى ثلاثين شهرا، اي ضعفي عمره التشغيلي المتوقع، الى ان نفد منه غاز الهيليوم الذي يستخدم في تبريده في كانون الثاني/يناير 2012.

وقال جان توبير المسؤول العلمي للمهمة لقد اتاح لنا بلانك ان نلقي نظرة جديدة على المادة التي يتشكل منها الكون، وعلى تطوره. لكن جهود العلماء مستمرة لفهم كيف انتقل الكون من حالة الصغر اللامتناهي الى حالة الاتساع الهائل. واضاف نأمل الى نصل الى مزيد من المعلومات بحلول العام المقبل.

ومع احالة هذا المسبار والتلسكوب الى التقاعد، سينضم بلانك الى زميله هيرشل في الدوران في مدار حول الشمس تركن فيه الاقمار الاصطناعية المنتهية الصلاحية. وكان هذان القمران التوأمان اطلقا في ايار/مايو من العام 2009، على متن صاروخ اوروبي من طراز أريان. وهيرشل هو اكبر تلسكوب أرسل الى الفضاء، وكانت مهمته دراسة تشكل النجوم، وقد احيل الى التقاعد في السابع عشر من حزيران/يونيو. بحسب فرانس برس.

وتستعد وكالة الفضاء الاوروبية لاطلاق التسلكوب غايا الذي يعرفه مصنعوه في مجموعة استريوم على انه التسلكوب الفضائي الاكثر تطورا الذي تنتجه اوروبا. ومن المقرر ان يرسم هذا التسلكوب خارطة بالأبعاد الثلاثية لمجرة درب التبانة التي تقع فيها مجموعتنا الشمسية. ويفيد ذلك في التعمق في فهم تشكل الكون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/كانون الأول/2013 - 11/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م