شكلت داعش "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إهتماما اكثر وإثارة
للجدل بين المعارضة المسلحة، لتصفها المجموعات "الجهادية" ابرزها قائد
لواء الإسلام الشيخ زهران بخوارج العصر وتصاعدت هذه المواجهات اكثر في
اعقاب رسالة الظواهري التي تنص على عدم التعاون مع الجيش الحر. بدأت
"الدولة الإسلامية في العراق والشام" بالسيطرة سريعاً في الرقة مطلع
شهر اكتوبر 2013 بزعامة أميرها العام أبو لقمان في محافظة الرقة ونائبه
أبو سعد الحضرمي.
وقعت معارك واشتباكات نوعية خلال شهر سبتمبر 2013 بين عناصر الدولة
الإسلامية في العراق والشام "داعش" ولواء عاصفة الشمال الذي يمثل "صحوات
جديدة " والوية مسانده له تابعة للجيش السوري الحر في مدينة اعزاز بريف
حلب. هذه التطورات جاءت في اعقاب الإتفاق الروسي الأميركي في جنيف
وأعقبه إعلان "الجبهة الإسلامية" في سوريا، لتعلن رسم خارطة المجموعات
المسلحة في سوريا. المعارك ما تهدأ الا تندلع من جديد، رغم جهود بعض
الالوية الإسلاموية وأمراء الحرب ابرزها جهود لواء التوحيد الذي يقاتل
تحت راية الجيش الحر، والذي قام بالوساطة ولكنها لم تأتي بنتائج
إيجابية.
ودعا بيان الجماعات الست الى وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين
وطالبهما بنقل نزاعهما الى محكمة شرعية في حلب. ووقّع البيان قادة
عسكريون من حركة أحرار الشام و لواء التوحيد والوية صقور الشام وجيش
الإسلام، هذا إعلان وقعته أكبر الوية المعارضة في سوريا. من جهة أخرى،
يتوالى توحيد الفصائل المقاتلة ضمن تشكيلات إسلاموية، فبعد الإعلان عن
جيش الإسلام، ثم جيش أهل السنة والجماعة، تمّ الإعلان عن تشكيل تجمّع
أمجاد الإسلام في دمشق وريفها. وضمّ التجمع الجديد 5 تشكيلات، هي لواء
أم القرى، ولواء أحفاد الصحابة، ولواء أبو ذر الغفاري، ولواء شهداء
الغوطة، وكتيبة شهداء عربين.
التداعيات
من تداعيات ذلك صدر في 29 سبتمبر 2013 البيان رقم واحد من قبل جبهة
الجيش الإسلامي الجديد في سوريا بزعامة محمد زهران، دعت فيه كافة
الفصائل والقوى المقاتلة الى التوحد تحت ما أسمته إطار إسلاموي واضح،
وأعلنت عدم شرعية وتمثيل الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة باعتبارها
لا تمثل القوى الموقعة على البيان. وضم التشكيل الجديد الى ما يقارب
خمسين لواء وكتيبة. هذا الجيش يسعى لإعادة تنظيم "الجهاديين"، مع
إمتلاكه لمؤسسات فاعلة على الأرض، في وقت اعتبر فيه قائد في الجيش الحر،
أن تشكيل "جيش الإسلام" يأتي في خطوة لتحسين صورة الإسلاميين التي
تشوهت بفعل تشدد تنظيم "الدولة لإسلامية في العراق والشام ". التقارير
المعلوماتية تتوقع بان الجبهة مدعومة من المملكة السعودية، في اعقاب
مباركة الشيخ عدنان العرعور والداعية الكويتي حجاج فهد العجمي للبيان.
ومايعزز ذلك هو كشف اجتماعات مابين العجمي بريف حلب مع عمر الشيشاني،
امير جيش المهاجرين والأنصار الذي اعطى داعش بيعة جهادية غير عامة
وقائد المنطقة الشمالية في دولة داعش،رغم العداء مابين داعش والعجمي.
الأخير كان يحاول سحب بيعة بعض الالوية من داعش ابرزها النصرة وجيش
المهاجرين.
كانت داعش تنظر الى هذه الاتصالات والمحاولات ما بين العجمي وفصائل
اخرى بانها محاولة لتهميشها وعزلها في هذه المرحلة خاصة بقرار إنضمام
النصرة للجبهة رغم عدم وضوحه لحد الان.المراقبون يعتقدون إن تشكيل هذه
الجبهة ربما تأتي خطوة لتوحيد الجهود قبل اجتماع جنيف 2.
يشار الى ان هنالك محاكم شرعية يتفق عليها الفرقاء الجهاديين في
اغلب السوح القتالية ابرزها حلب، يحتكمون اليها،رغم حالة التحارب مابين
الاطراف. وقرارات هذه المحكمة بالطبع تصدر بتوقيع امراء الحرب عليه لكن
غالبا يلتزم به.
داعش تقاتل الجميع
في العراق، كما في سورية صعد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
والشام المعروف بداعش من هجماته في كركوك شمالي العاصمة العراقية بغداد،
فيما جرت اشتباكات بين عناصر داعش وتنظيم أنصار السنة في المنطقة
الصحراوية قرب قرية المروح بناحية الرشاد، وتؤشر هذه الاشتباكات الى
رغبة داعش في توسيع رقعة عملياتها والتي كانت عملية اربيل منعطفا لجهة
التوسع. عناصر داعش تشن سلسلة عمليات ضد مواقع قوات الحماية الشعبية في
مناطق جنوبي القامشلي بسورية مرورا بحقول رميلان النفطية وصولا الى قرى
جنوب المالكية على الحدود مع العراق. ان "الدولة الإسلامية في العراق
والشام" التي تقاتل اطرافا مسلحة مختلفة في شمال سورية، تخطط لبسط
سيطرتها من دون منازع على المناطق المحاذية للعراق وتركيا، عبر محاولة
طرد كل خصم محتمل لها. الكرد اصحاب الأرض يعتبرون الند الأصعب والعقبة
في وجه داعش باعتبارهم اكثر تماسكا وأكثر تنظيما يصعب اختراقهم، كما
انهم يحاربون من اجل البقاء.
من الشمال حتى الشرق، تقيم "الدولة الإسلامية" التي يتزعمها العراقي
ابو بكر البغدادي حواجز على مقربة من الحدود السورية، وتخوض معارك
بعيداً عن معركتها الاساسية مع النظام السوري، في مواجهة مجموعات مسلحة
اخرى معارضة للنظام ومجموعات كردية مقاتلة، فيما يفيد سكان وناشطون
انها تحرص أيضاً على التواجد في نقاط حيوية، كأمكنة توافر الموارد
النفطية والطرق الرئيسية، وعلى اخضاع السكان ولو بالقوة. ويقول تشارلز
ليستر من مركز الدراسات حول الارهاب وحركات التمرد "آي اتش اس جاينز"
البريطاني "تعمل الدولة الإسلامية في العراق والشام" لفرض نفسها في
مناطق شمال وشرق سورية التي باتت مسرحاً لأكثر من انتفاضة ومواجهة
مسلحة". ويشير الى ان "هذا يتيح لها الوصول بسهولة الى مجندين جدد والى
الموارد والتمويل والامدادات". في المقابل، "تريد الحؤول دون إستخدام
المجموعات المسلحة الأخرى لطرق الإمداد هذه عبر الحدود بشكل آمن"، وذلك
بهدف انشاء دولة تمتد من شمال سورية الى العراق.
"دولة العراق الإسلامية في العراق والشام"
تأسست في اعقاب مقتل ابو مصعب الزرقاوي 2006 وانطلقت منها جبهة نصرة
الشام حتى انشقاق الأخيرة ومبايعتها الظواهري في ابريل 2013. تعتبر من
اكثر التنظيمات قدرة بشرية وعسكرية بزعامة ابو بكر البغدادي، وبدأ يتسع
جغرافيا في داخل سوريا خاصة في المناطق المحاذية الى محافظة كركوك
الغنية بالنفط ويشترك مع الأكراد بعدة مواجهات، وانضم تحت لوائها عدد
من الالوية والكتائب من تنظيمات اخرى بسبب مايقدمه التنظيم من رواتب
وامتيازات وهو الأكثر عنفا.
كانت المنطقة الغربية في اعقاب الغزو الأميركي للعراق 2003 حاضنة
جغرافية وملاذ الى تنظيم القاعدة ثم " الدولة الإسلامية في العراق
والشام " والى تنظيمات "جهادية اخرى واختلطت مابين المقاومة والإرهاب
كثيرا حتى عام 2006 لتقاتل عشائر الأنبار تنظيم القاعدة وتخرجه من
مناطقها بعد ان عجزت الحكومة والقوات الأميركية، لكن بقيت المنطقة
الغربية تمثل ملاذا جغرافيا أحاديا لما يسمى "بالدولة الإسلامية في
العراق والشام ". وكشفت نتائج التحقيقات مع مقاتلي القاعدة في العراق،
بأن هنالك معسكرات تدريب تقام للمقاتلين، خاصة عند الحدود السورية من
جهة محافظة الأنبار ومن الشمال عند منطقة البو كمال.
أكراد سوريا
يمثل الأكراد مابين 15% تقريبا من نسبة سكان سوريا ويبلغ تعدادهم
اكثر من مليونين نسمة. يتركز غالبية الكرد في المنطقة شمال شرق سوريا
في مدينة القامشلي والحسكة والمالكية والقحطانية وعامودا وكذلك في عين
العرب وعفرين شمال سوريا عند الحدود التركية. وتعتبر مناطقهم من
المناطق الغنية بالنفط وهذا ما كان وراء محاولات " الدولة الإسلامية في
العراق والشام" والنصرة بمهاجمة مناطقهم ابرزها الحسكة والسويدية
ورميلان، الممتدة مع الحدود العراقية، وتأتي محاولات داعش والنصرة ضمن
إستراتيجيتها بالسيطرة على النفط وتأمين وارداتها.
الجيش الوطني السوري
تشكل الجيش الوطني في 28 اوكست 2013 وأصدر الجيش الوطني السوري
بيانا يوضح فيه أسباب ودواعي تأسيس الجيش الوطنيّ السّوريّ يعمل كإطار
مفتوح بحيث يستوعب الجميع ولا يستثني أحدا لتحقيق الدولة العصرية
المدنية " ويعمل الجيش تحت قيادة موحّدة تضع إستراتيجية عمل عسكري
تكتيكي عمليّاتي مؤسّساتي، تعمل هذه القيادة على التّواصل مع كافّة
الفصائل لتضمينها تحت راية واحدة تكون النّواة لجيش وطني سوري وحيد لا
يعمل لصالح أي تيار سياسي أو ديني أو مذهبي. هذه الخطوة جاءت أيضا
نتيجة ضغوط خارجية وخاصة من تركيا وفرنسا وأمريكا لتأسيس "نواة جيش
سوري نظامي مواز لتأسيس تنظيم سياسي" لإدارة المناطق التي تسيطر عليها
في المرحلة الانتقالية. يقود الجيش الوطني السوري اللواء الركن الدكتور
محمد حسين الحاج علي.
مؤتمر جنيف 2
إن مؤتمر جنيف 2 سوف يقوم على خارطة تحالفات وتوافقات جديدة غير
تقليدية خلافا الى جنيف واحد كما حصل في مؤتمر لندن الذي انعقد في مايس
2013. هذه المرة يبدو ان ايران سيكون لها دورا داخل المؤتمر في اعقاب
التقارب الأميركي الايراني. ومايعزز ذلك هو تراجع هيبة الولايات
المتحدة في المنطقة ومهادنتها طهران مع مشاكل إدارة اوباما في مواجهة
المصادقة على موازنة الولايات المتحدة الفيدرالية.
توجيهات الظواهري للإسلاميين
اصدر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في 16 سبتمبر 2013، اول
توجيهات محددة بشأن "الجهاد" حث خلالها على الامتناع عن مهاجمة الطوائف
الإسلامية الأخرى وغير المسلمين وتجنب بدء صراعات في دول قد يجد فيها
الجهاديون قاعدة آمنة لترويج افكارهم. أشار الظواهري بأن القاعدة
ستتعاون مع المجموعات الإسلامية الأخرى. هذه الاشارة تعكس تنازل
القاعدة عن تكفيرها لبعض المجموعات الإسلامية من أجل تقليص فجوة
الخلافات معها بعد ان خسرت القاعدة الكثير من المساحة التي تقف عليها
تنظيميا وفكريا. وهي إشارة الى التقارب مع السلفية من غير "الجهاديين"
والاخوان فكريا وتنظيميا. الظواهري يحاول ان يضم تحت عبائته التنظيمات
الإسلامية بمختلف درجاتها الجهادية من اجل مواجهة الأنظمة العربية
والحكومات.
الخاتمة
لقد تغير مشهد المواجهات بين اطراف الصراع في سوريا منذ شهر ابريل
2013 في اعقاب إعلان الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع المملكة
السعودية بوجود جهود على الأرض لتهميش التنظيمات الجهادية المتطرفة
ابرزها دولة داعش وجبهة النصرة وغيرها من الالوية والكتائب القاعدية.
هذا التوجه جاء في اعقاب إيقاف دور قطر داخل الفصائل المسلحة المتطرفة
وتسنم الأمير تميم مقاليد السلطة.
فقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في 23 ابريل 2013، بأن اجندة لقاء
اوباما في واشنطن مع امير قطر حمد ال ثاني تضمن تحذير اميركي الى حمد
ال ثاني برفع يده من تسليح المعارضة السورية ومنها جبهة النصرة
والقاعدة والتنظيمات الجهادية المتشددة. وهي اشارة الى إن الدور القطري
المرسوم بدعم " الثورات" قد توقف في سوريا، ليعود الملف السوري بأيدي
خليجية، السعودية. وقد أبلغت الدوحة الأمين العام لـ الائتلاف المعارض،
بأن ملف القضية السورية أصبح في يد السعودية.
لقد تغيرت خارطة المجموعات المسلحة وأطراف النزاع في سوريا والدول
الداعمة والممولة، وزاد تعقيدا بعد التقارب الأميركي الأيراني في اعقاب
إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر 2013 ومفاوضات
الملف النووي في مجموعة الدول الخمس + واحد في جنيف اكتوبر 2013.
خارطة اطراف الصراع في سوريا
أن ابرز تضاريس خارطة اطراف الصراع في سوريا هي: الجيش النظامي
السوري والجيش الحر السوري و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"
وتتحالف معها النصرة امام الجبهة الإسلامية التي اعلنت بيانها الأول
بتشكيل مجلس حرب وجبهة إسلامية من الفصائل التي كانت تقاتل تحت مظلة
الجيش الحر وهذا يعني وجود اربع اطراف رئيسية في النزاع. وهنالك طرف
جديد يعتبر مكمل الى الجيش الحر او بديلا له على غرار الجيش الوطني،
اعلنته الولايات المتحدة ويلقى تدريبا داخل الأراضي السورية عبر
الأراضي الأردنية، الجيش الوطني هو على شاكلة تشكيلات الجيش النظامي أي
وحدات تكمل بعضها البعض وليس على شكل كتائب والوية منفصلة او سائبة
كمايحدث الأن. وممكن وصفه بأنه تجاوز الى سلبيات الجيش الحر والتنظيمات
الإسلاموية المدعومة من الغرب.
داخل التنظيمات الجهادية هنالك حالة من الاقتتال والتصفية فيما
بينها، فهنالك تنقلات في الولاء وتغيير في مصادر التمويل ليجعل خارطة
التنظيمات "الجهادية" او اطراف الصراع متشابكة وغير واضحة للقاريء
العادي. وهذا يعني إن المرحلة الحالية والمرحلة القادمة سوف تشهد تقلص
في اعداد التنظيمات ومساحات تواجدها وربما تضعف لكنها سوف لا تنتهي.
التجارب في مناطق النزاعات والصراعات القاعدية تؤكد مطاولة الفوضى كما
يحصل في افغانستان والعراق واليمن والصومال وليبيا وسيناء ومناطق اخرى.
إستراتيجية داعش
اخطر الأطراف هي داعش "الدولة الإسلامية في العراق والشام" هي تقاتل
الجميع بدون إستثناء وعلى عدة جبهات في العراق والشام. إن إستراتيجية
داعش قد تغيرت من المنطقة الغربية في العراق الى المنطقة الشمالية
الغربية، اي كركوك والموصل وتمتد ايضا عرضا الى محافظة صلاح الدين
لتترابط مع الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا عند الرقة
والحسكة الغنية بالنفط. هذه الإستراتيجية بدأت واضحة في توسع داعش التي
بدأت تبتلع تنظيمات والوية وكتائب إسلاموية لتقاتل الى جانبها. داعش
تتمتع بإمكانيات قتالية وتسليح جيدة وتمنح مقاتليها والالوية التي
تقاتل الى جانبها إمتيازات اكثر من الجيش الحر ومصادر التمويل الأخرى.
هذه الخارطة الجديدة تمتد عند الحدود التركية بمسافة لاتبعد عن خمس
كيلومترات عند منطقة أعزاز السورية التي تخضع تحت سيطرة داعش. وهذا ما
اثار قلق الحكومة التركية، انقرة التي تصدر الجهاديين عبر بوابة
انظاكيا الى سوريا عبر شبكات عمل منظمة،اصبحت تعاني من خطر التنظيمات
الجهادية وداعش ليعكس الموقف الازدواجي الى انقرة، مما دفعها الى قصف
مواقع داعش بالمدفعية منتصف شهر اكتوبر 2013. داعش تكاد ان تسيطر على
منافذ ومعابر التمويل مابين تركيا وسوريا، وهذا يعني انها تلعب دور
الاعب الاكبر في اطراف الصراع بالسيطرة على منافذ التمويل وخنق بقية
التنظيمات الجهادية والجيش الحر لترفع راياتها السوداء في المنطقة
الشمالية والشمالية الشرقية خاصة الحسكة والرقة التي ترتبط بمحافظة
كركوك والموصل التي تشهد حركة نشطة لداعش.
إستراتيجية داعش هي السيطرة على الثروة النفطية، ويرجح أن اندفاع
داعش على السيطرة على مناطق الثروة النفطية هو، خطوة إستباقية لانقطاع
مصادر التمويل عنها.
إنحراف داعش عن القاعدة المركزي
داعش هذا التنظيم الذي ينفذ عشرات الهجمات في العراق من عمليات
تفخيخ وقتل للعراقيين يوميا يثير الكثير من التساؤلات حول الأطراف التي
تقف وراء تمويله. بعد مراجعة ما ينشر على المنتديات الجهادية وخاصة
التنظيم المركزي للقاعدة و "الدولة الإسلامية في العراق والشام " يكشف
حقائق ربما لم يتطرق اليها الباحثين من قبل بشكل واضح وهو ان الدولة
الإسلامية في العراق والشام قد انحرفت عن التنظيم المركزي في اعقاب
مقتل وزير حربها السابق ابو عمر البغدادي الى جانب ابو ايوب المصري في
ابريل 2010 في عملية عسكرية نوعية للجيش العراقي عند منطقة الثرثار.
رسائل التنظيم المركزي والحوار مابين الجهاديين على منتدياتهم
الجهادية، كانت تنتقد كثيرا داعش وتعتبره خوارج العصر من خلال مقاتلته
الالوية "الجهادية "الأخرى. وكشفت رسائل بن لادن في مايس 2011، بأن
إختيار بديل ابو عمر وهو ابو بكر البغدادي لم تأتي بموافقة بن لادن
وتنظيم القاعدة بل جائت وفق مجبس شورى "الدولة الإسلامية " آنذاك
واعتبرته قيادات القاعدة المركزي بأنه انحرافا. ومايؤكد هذا الاحتمال
هو الخلاف مابين ابو بكر البغدادي في ابريل 2013 مع الظواهري حول جبهة
النصرة وابو محمد الجولاني. وقد تكتم عليه التنظيم المركزي حفاظا منه
على " وحدة الجهاد العالمي ".
داعش إمتداد الى ابو مصعب الزرقاوي
التنظيمات تعيش ازمة ثقة خاصة في اعقاب استعادة الجيش السوري
النظامي قوته باستعادة مساحات في ريف دمشق وريف حمص من سيطرة التنظيمات
"الجهادية". ازمة الثقة ازدادت في اعقاب تسريبات ربما كانت مقصودة
لإرباك "الجهاديين " وهي وجود إتصالات مابين الجيش الحر والجيش النظامي،
وهنالك ايضا الوية وكتائب حافظت على تنظيمها لكنها تقاتل بالوكالة عن
النظام السوري.
اما الخطاب الطائفي التي تعتمده "الدولة الإسلامية " في مقاتلة
الطوائف الإسلامية فهو يتعارض اصلا مع رسالة الظواهري في 13
سبتمبر2013، التي يوصي بها عدم مقاتلة الطوائف الإسلامية وحتى من
الديانات الأخرى التي تعيش جنبا الى جنب مع المسلمين، لكن هذا لايعتبر
شهادة براءة الى ماترتكبه القاعدة من عمليات عنف مسلحة ضد بعض الأنظمة
والشعوب العربية والغرب. دولة داعش يبدو انها اكثر دموية وهي إمتداد
الى تنظيم التوحيد والجهاد وزعيمه ابو مصعب الزرقاوي، الذي اثار الكثير
من التساؤلات حول تطرفه حتى دفع شيخه ومرجعه ابو محمد المقدسي ان
يخاطبه قائلا: "اتق الله بدماء المسلمين". داعش تبتعد عن عولمة اهداف
القاعدة المركزية وربما تخدم بشار الأسد كونها تقاتل في مناطق بعيدة عن
دمشق. هي تقاتل الجميع بينها التنظيمات الإسلامية في العراق منها انصار
الإسلام وتنظيمات جهادية قريبة لها ايدلوجيا في سوريا لتمضي باعلان "دولتها
الإسلامية في العراق والشام".
..................................................
المراجع
1ـ تقرير سكاي نيوز 19 سبتمبر 2013 استمرار القتال
في اعزاز بين الحر و"داعش"
2ـ تقرير أسد الجهاد يقرع زعيم تنظيم القاعدة في
العراق 7 أكتوبر 2013
3 ـ تقرير اذاعة هولندا العالمية الجيش الوطني
السوري"
4ـ تقرير تداعيات البيان رقم (١) على “داعش” و”جبهة
النصرة” 26 سبتمبر 2013
5ـ تقرير تداعيات البيان رقم واحد على “داعش” و”جبهة
النصرة” 26 سبتمبر 2013
6ـ مجموعة تقارير تفاعلية ونشرات اخبار قناة
الميادين
7ـ ـ موقع سايت
Site ـ ISI Leader Takes Issue with Zawahiri
Letter in Alleged Audio Speech 15 june 2013
8ـ صحيفة “ديلي تليغراف”، May 20, 2013 انقسام جبهة
النصرة بعد إعلان زعيمها الولاء لتنظيم القاعدة
9ـ http://news.siteintelgroup.com الغاء الدمج بين
"جبهة النصرة" في سوريا و"دولة العراق الإسلامية
10ـ ـ تقريرمفرخة الجهاديين السلفيين الجدد في
سوريا،المانيا، رانيا رفاعي |