رياضات تكشف وجها آخر للعنف المسالم

 

شبكة النبأ: تعتبر الرياضة بمختلف أنواعها جزء مهم وأساسي في حياة الكثير من شرائح المجتمع لذا فقد أصبحت من أولويات العديد من الدول والحكومات التي سعت الى تطوير ودعم مؤسساتها الرياضية، لما لها من فوائد بدنية وذهنية ونفسية واجتماعية مختلفة كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان بعض الممارسات الرياضية المختلفة ومنها الفنون القتالية العنيفة هي اليوم ثقافة خاصة ومميزة للعديد من الشعوب والدول التي تسعى وعلى الرغم من الانتقادات المتواصلة الى نشر وتعميم تلك الممارسات والفنون التي تستهوي الكثير، وفي هذا الشأن يتصارع رجلان بعنف في حلبة يحيط بها جمهور يردد صيحات متداخلة هيا.. اجهز عليه..لا تتركه. انها رياضة "فري فايت" (المصارعة الحرة) او فنون القتال المختلطة التي تجمع تقنيات قتالية عدة وتلقى رواجا متزايدا في روسيا. واحتشد آلاف المتفرجين في قاعة في موسكو لمشاهدة مباريات هذه الرياضة العنيفة جدا التي تحظر ممارستها في بعض الدول، من قبيل فرنسا.

وتنتشر النوادي المتخصصة في هذه الرياضة بشكل متزايد في روسيا. وهي تستقبل الرجال والنساء والاطفال الراغبين في تعلم هذه الفنون القتالية التي ما من حركة محظورة فيها والتي تستقي تقنياتها من الجودو والجوجيتسو والملاكمة والتيكواندو والكاراتيه والكيك بوكسينغ والكونغ فو. ولم تكن هذه اللعبة معروفة في روسيا قبل سنوات، لكن مبارياتها اصبحت تقام اليوم في مختلف مناطق البلاد.

ويقول ايفان ايفانوف مدير نادي "رود" ان الالعاب القتالية المختلطة تلقى رواجا واسعا في روسيا، وباتت تتمتع بشعبية موازية لشعبية الملاكمة ورياضات اخرى تمارس منذ وقت طويل في البلاد. ففي العام 2007، عندما فتح النادي ابوابه، لم يكن في صفوف متدربيه اكثر من 15 شخصا. لكن عددهم اصبح يناهز اليوم 350 متدربا يتدربون بانتظام على الالعاب القتالية المختلطة او المصارعة الحرة. ويقول ايفانون الذي كان يعمل في صفوف الشرطة من بين هؤلاء المتدربين رجال شرطة وطلاب وموظفو مكاتب.

ويقبل النادي الاطفال في التدريبات على هذه الرياضة اعتبارا من سن السادسة، ويتعلمون مثل غيرهم تقنيات قتالية قاسية. ويسمح في هذه اللعبة بكل انواع الضربات. ولا يستثنى من ذلك سوى ضربات الرأس وضربات المرفق اذا كان الخصم ممدا على الارض. وبسبب هذه القسوة المفرطة في هذه الرياضة، قررت دول عدة حظر ممارستها. أما في روسيا، فقد اعترفت السلطات بهذه الرياضة وأسس اتحاد خاص بها.

ويرأس هذا الاتحاد فيودور اميلياننكو بطل العالم في الفنون القتالية المختلطة (فئة الوزن الثقيل)، وساهم بشكل كبير في انتشار هذه اللعبة في بلده، خصوصا بعد فوزه ببطولة العالم للألعاب القتالية المختلطة في العامين 2001 و2002. ويقول احد ممارسي هذه اللعبة وهو في الحادية والاربعين من العمر ان هذه اللعبة تلقى شعبية واسعة في روسيا لانها تشبه المشاجرات التي تقع في الشارع. بحسب فرانس برس

وكانت رياضة مماثلة تدعى "سامبو" (رياضة الدفاع عن النفس من دون سلاح) قد ابصرت النور في الاتحاد السوفياتي في العام 1938. وتعتمد عدة تقنيات، من بينها فنون القتال. ويمكن القول إنها مهدت الطريق للالعاب القتالية المختلطة. وساهم وصول الرئيس فلاديمير بوتين الى السلطة في العام 2000، وهو ضابط استخبارات سابق وممارس لرياضة الجودو، في انعاش الرياضات القتالية في روسيا، بعدما تعلق الروس برياضة كرة المضرب ايام الرئيس السابق بوريس يلتسن.

الكابويرا والأطفال

على صعيد متصل وفي ساحة تجارية من ليميتيه وهو حي شعبي في كينشاسا، وجدت مصارعة الكابويرا البرازيلية الأصل التي تمارس على وقع أنغام موسيقية هواة شغوفين بهاهم أطفال الشارع. وتعد عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تضم 12 مليون نسمة ثاني مدينة في العالم بعد ريو دي جانيرو من حيث عدد الأطفال الذين تم التخلي عنهم فيها. وتختلف التقديرات بحسب المصادر، لكن منظمة "اطباء العالم" الفرنسية غير الحكومية تقدر عددهم بنحو 20 ألف طفل تركوا عائلاتهم أو تركوا.

وهم يعرفون ب "شيغي" أي أطفال الشارع بلغة لينغالا المحكية في البلاد. وهو مصطلح مرادف ل "لصوص"، إذ أن هؤلاء الأطفال يرتزقون من السرقة وهم يرفضون المساعدات التي تقدمها لهم عشرات المنظمات غير الحكومية ويقعون أحيانا في شباك الدعارة ويعيشون في شوارع يستشري فيها العنف وسوء التغذية. لكن البعض منهم قد وجد معنى لحياته بفضل رياضة الكابويرا.

وهم يمارسونها في الشوارع مع يانيك نسالامبو وهو مهندس معلوماتي كونغولي في عقده الثالث يهوى هذه الرياضة التي تعد من الفنون القتالية والتي علمه أساسياتها برازيلي تعرف عليه. ويقصد المهندس ليميتيه ثلاث مرات في الأسبوع ويتمركز وسط بائعي الفحم والخضار وبطاقات الهواتف الخلوية ومساحي الأحذية.

ويبدأ مع فرقته التي تعزف على قيثارات تعرف ب "بيريمبو" ودفوف صغيرة وآلات إيقاع تعرف ب "ريكو ريكو" بتسخين العضلات. ثم يخوض كل متصارعين ساحة المصارعة ويتفاديان التلامس قدر المستطاع. وفي بعض الأحيان، يتعذر على احد المشاركين الانسجام مع خطوات شريكه فيضرب به. ويدخل المعلم الساحة ويعلم الخاسر الخطوة المناسبة.

ويتفرج على العرض نحو 10 أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة والثالثة عشرة. ويرتدي المتصارعون ثيابا عادية مع قمصان وسراويل واسعة. وهم عراة الأقدام يبدو عليهم أنهم لا يبذلون أي جهد إضافي ولا يتصبب العرق منهم، لكنهم يقومون بالتركيز كثيرا ويتوقفون في بعض الأحيان لاسترجاع نشاطهم. وتمتد الصفوف على ساعتين وهي تنتهي بتذكير بمبادئ الرياضة ألا وهي الامتثال للواجبات المدرسية واحترام مهام كل فرد في المجموعة والالتزام بالمواعيد والحفاظ على مظهر لائق. بحسب فرانس برس

ويخبر يانيك لاحظت تقدما كبيرا. فبعض الأطفال كانوا عنيفين وقليلي الأدب يرفضون الامتثال للأوامر. لكن سلوكهم قد تحسن كثيرا بفضل الكابويرا. فهذه الرياضة تعلم أطفال الشارع ما تعذر على مدارسهم وعائلاتهم تلقينه إياهم. ونينجا البالغ من العمر 30 عاما هو أحد مساعدي يانيك وقد خرج من الشوارع بفضل هذا الفن القتالي بعد أن عاش فيها طوال 20 عاما.

ويخبر يانيك الذي يكسب المال من تعليم هذه الرياضة في النوادي الرياضية أن الكابويرا سمحت له بالانفتاح على الآخرين. لكن هواة هذه الرياضة ليسوا جميعهم من أطفال الشوارع . فالبعض له عائلات ويعيش في الجوار مثل أليكس كاريبو البالغ من العمر اليوم 25 عاما والذي بدأ بممارسة هذه الرياضة عندما كان في الخامس عشرة.

لعبة متفجرة

من جانب اخر فالتيخو رياضة قديمة جدا في كولومبيا لا تزال تجمع الحشود حول مبدأ بسيط يقوم على قذف اسطوانة ينبغي ان تصيب انبوبا محاطا بمتفجرات. وهذه اللعبة المنتشرة في كل منطقة جبال الانديس انطلاقا من العاصمة بوغوتا اخترعها السكان الاصليون في اتنية مويسكا. وتمارس هذه اللعبة في مراكز متخصصة في اجواء حماسية وتترافق مع طبق احشاء محشوة بالارز.

ويقول خافيير بوردا وهو محاسب عام التقته في احد نوادي العاصمة بوغوتا اني العب في عطلة نهاية الاسبوع مع اصدقائي. ورغم وزنه الزائد فهو يقذف بخفة الاسطوانة الحديد باتجاه الحلبة الصلصالية التي وزعت عليها اكياس ورقية صغيرة تحوي البارود. وعند احتكاك اسطوانته بالانبوب ونيله العدد الاقصى من النقاط او في حال نجح في تفجير واحدا من الاكياس على الاقل، فهو يطير فرحا كما لو ان فريقه المفضل في كرة القدم قد سجل هدفا.

وتتطلب لعبة "تيخو" براعة دقيقة جدا لان الاسطوانة المقذوفة يجب ان تقطع مسافة عشرين مترا تقريبا. ويوضح لويس مورينو استاذ التاريخ الذي يمارس التيخو ايضا انها رياضة كان يمارسها السكان الاصليون الذين يقيمون الان في مقاطعتي كونديناماركا وبوياكا. ويمكن للنساء والرجال على حد سواء ممارسة اللعبة ان في فرق او على انفراد.

ووفقا للقواعد الرسمية يبلغ طول الحلبة 17,5 مترا ولا يمكن للمشارك ان يندفع عن بعد يزيد عن مترين ونصف المتر ويجب ان تطال الاسطوانة المتفجرات او ان تدخل الانبوب مباشرة اي من دون ان ترتطم بشيء اخر قبل اصابتها الهدف. وفي حال عدم تحقيق اي من الهدفين تحتسب النقاط للخصم.

وفي نوادي "التيخو" تمارس اللعبة خصوصا لكي يستمتع المشاركون بوقتهم. فغالبا ما تكون النوادي مزينة بشكل زاه ويتوافد الحضور الى المكان من اجل متابعة انجازات المشاركين وتذوق الاطباق الكثير التي ترافق المباريات عادة. ويقول روبيرتو الايون احد سكان بوغوتا الشغوف جدا باللعبة "هنا نتعرف على اصدقاء جدد ونستمتع بفترة بعد الظهر ونضع المشاكل جانبا. ويعتبر التيخو رياضة وطنية فعلية وهي تمارس في المدن والارياف على حد سواء وتترافق مع اطباق محلية مثل "تشونتشيو" (امعاء البقرة) و "ريانا" (الاحشاء المحشوة بالارز) مع البطاطا الصغيرة التي تسمى "بابا كريوا".

بين الشرق والغرب

الى جانب ذلك بدأت مدرسة جديدة من اليوجا تمزج بين الشرق والغرب والتدريبات البدنية وتقنيات اعادة التأهيل تكتسب شعبية في أنحاء الولايات المتحدة. ويقول خبراء إن يوجا الدي.دي.بي قد ينقصها المزايا التي تتحقق من تدريبات الاسترخاء من خلال ممارسة اليوجا التقليدية لكنها يمكن ان توفر مجموعة متوازنة من التدريبات البدنية الفعالة.

وتقول شيرلي ارتشر المتحدثة باسم المجلس الأمريكي للتدريبات البدنية إن يوجا الدي.دي.بي تضع الاوضاع التقليدية لليوجا في اطار غير تقليدي. ويمزج هذا البرنامج بين التدريبات التي تفيد القلب وقوة العضلات والتحمل والمرونة والاتزان لكنه لا يتضمن تدريبات التأمل الذهنية ولا يوفر مزايا اليوجا التقليدية المتعلقة بالاسترخاء.

ويقول المصارع المحترف دياموند دالاس بيج الذي أعطى مدرسة اليوجا الجديدة الحروف الاولى من اسمه انه ابتكر هذا البرنامج خصيصا للناس الذين لا يطيقون ممارسة اليوجا التقليدية التي تتعامل مع العقل والبدن كوحدة واحدة. ومن جانبها تقول ارتشر خبيرة اللياقة البدنية هذا الشكل يناسب أكثر تدريبات المقاتلين. اذا استبعدت جانب التدريبات الذهنية من اليوجا ستضيع تماما مزايا التوازن الذي يتحقق في النظام العصبي وتحفيز عملية التجديد (للخلايا).

ويعمل بيج على نشر مدرسته الجديدة في اليوجا في شتى انحاء الولايات المتحدة وسيقدمها في اسكتلندا كما نقلها إلى القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان. ويقول بيج بطل العالم في المصارعة لثلاث مرات في عام 1999 اصبت اصابة شديدة في الظهر.

واقترحت علي زوجتي اليوجا وقلت لنفسي (هذه رياضة للبنات) لكني جربتها ودهشت من الدرجة التي أفادتني بها. وتمزج يوجا الدي.دي.بي بين الاوضاع التقليدية لليوجا وما يصفه بيج بتدريبات اعادة التأهيل والتدريبات الرياضية المدرسية القديمة. بحسب رويترز.

فخلال الحصة يهبط على الارض ويقوم بعدد متسارع من تدريبات الضغط في ساحة تميل أكثر الى أجواء الكشافة. والاوضاع تماثل أوضاعا موجودة في كل مدارس اليوجا التقليدية لكن بيج استبدل اسماءها الاصلية وهي باللغة السنسكريتية القديمة. فوضع الهلال وهو وضع لثني الظهر اصبح اسمه سوبرستار ووضع الجبل وهو وضع لاختبار الاتزان أثناء الوقوف أصبح اسمه الهبوط. ويقول بيج انه اختلاف في الوتيرة والمسلك.

رياضة لإعادة التأهيل

 على صعيد متصل وفي زوارق تجذيف أو على ألواح لركوب الأمواج أو في فرق إنقاذ على الشواطئ، يقوم جنود مصابون بجروح خلال مهمات في أفغانستان أو مالي بمتابعة دورة فريدة من نوعها في المحيط الأطلسي يكمن الهدف منها في تخطي إعاقاتهم ومخاوفهم. فالحرارة معتدلة والسماء ملبدة بالغيوم لكن الشاطئ مكتظ بممارسي رياضة ركوب الأمواج في منطقة بيدار الواقعة في البيرينيه الأطلسية.

وقد حان وقت جبه التحديات بالنسبة إلى 14 شابا، من بينهم شابة واحدة، يقومون بارتداء بزة ركوب الأمواج. وقد بتر جزء من أرجل ثلاثة منهم وأصابع واحد منهم، في حين أصيب الباقون بعدة كسور في أجسادهم. لكن الاخطر هي الجروح التي لا تراها العين والتي أصابتهم على الصعيد النفسي.

رافاييل فيركاتادجي هو جندي في السابعة والعشرين من العمر وقع ضحية عبوة ناسفة عندما كان في سيارة مصفحة في أفغانستان في العام 2011. ويخبر خسرت زميلي ألكساندر ريفيير وقد قام الأطباء ببتر رجلي وأنا طالبت بذلك بعد سنة إذ كنت أتألم جدا. ويتابع تقبلت خسارة رجلي وأتيت إلى هنا لممارسة الرياضات المائية وأتشارك تجربتي مع آخرين عانوه أيضا، إذا يتعذر علي التكلم عنها مع المدنيين أو حتى الجنود الآخرين.

وبمساعدة مدربين اثنين يرتديان قميصا ملونة، يقوم المتدربون بالتجذيف في زورق لتعزيز إنسجام الفريق ثم يمارسون رياضة ركوب الأمواج لاستعادة الثقة بالنفس والتوازن. وسرعان ما يتجلى حس التضامن في الفريق عندما يطلب أحد المتدربين المساعدة بعد معاناته تشنجات. فزملاؤه هم الذين يساعدونه على الخروج من الماء. ثم يقرر أحد المجذفين الارتقاء بالمستوى ويطلق منافسة صغيرة بين المشاركين. ويشرح رافاييل الذي يعتزم بعد فترة نقاهته الالتحاق مجددا بصفوف القوات البحرية لكن في القسم الإداري أنا أتألم لكن يبدو لي أنني أستعيد أحاسيسي.

ويوضح إيريك لابيير كبير الأطباء في مستشفى أوبيتال داستروكسين ديزارميه في منطقة كلامار القيم على هذه الدورة التدربية أن الرياضة هي جزء أساسي من عملية إعادة تأهيل الجنود. وقد قام الطبيب باختيار النشاطات الثلاثة المتكاملة في البرنامج، نظرا لتأثيرها المزدوج على الصعيدين الجسدي والنفسي. ويلفت إلى أن هذه النشاطات تتماشى مع الجنود الشباب النشطين والرياضيين الذين يواجهون الخطر مجددا في إطار فريق وتمرينات بدنية وتقنية خاصة وهم يقولون لأنفسهم إنه في وسعهم جبه هذا التحدي وإنقاذ حياتهم وحياة الآخرين. بحسب فرانس برس

وهذا هو بالتحديد هدف سيسيل ترومبيت البالغة من العمر 28 عاما والتي التحقت بالبرنامج لاستعادة الثقة بنفسها. وكانت قد أرسلت إلى أفغانستان في العام 2010 حيث تعرضت سيارتها المصفحة لعبوة ناسفة. وتخبر سيسيل عانيت عدة كسور ورضات دماغية ومعاناة نفسية. وما أزال أفكر في الحادثة وأنا أخاف جدا عندما أكون على الطرقات. وأتيت إلى هنا لأتشارك تجربتي مع الآخرين. وأنا أريد العودة إلى الميدان لكن ليس في أفغانستان.

تحطيم المحرمات

آية شري هي قائدة فريق "ستار اكاديمي" النسائي اللبناني لكرة الصالات لكنها اضطرت الى مواجهة معارضة عائلتها وبيئتها لممارسة هذه الرياضة.ةوتقول هذه الشابة البالغة 27 عاما "في البداية ارضت عائلتي الامر. وكانت تقول لي ان كرة القدم او كرة الصالات ليست رياضة للفتيات. واضطررت الى فرض رأيي والان كما ترون فاني امارس هذه الرياضة.

والى جانب سبعة فرق اخرى، بدأ فريق آية خوض اول دوري لكرة الصالات للسيدات في لبنان. وقد ولدت هذه الرياضة في اوروغواي في بداية الثلاثينات وهي مشتقة عن كرة القدم مع قواعد مكيفة وتخاض مبارياتها داخل قاعات ويتألف كل فريق من حارس مرمى واربعة لاعبين.

ونجحت آية شري التي تقيم في بيروت وتعمل في شركة لمستحضرات التجميل وتحضر شهادة ماجيستر في التسويق، في اقناع والديها من خلال المحافظة على الجدية في دراستي لاثبت لهما ان الرياضة تجعلني سعيدة. واتى الانجاز الاكبر مع اعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد اللبناني للعبة بهذا الدوري الخاص بالسيدات. وتوضح مبتسمة اني العب منذ خمس سنوات وقد شاركت في مباريات في اسبانيا وايطاليا والاردن. لكني فخورة فعلا لاننا نجحنا بالحصول على الاعتراف في لبنان.

وواجهت لاعبات اخريات، مثل شري، مراحل احباط بسبب معارضة عائلتهن لهذه الهواية. آية الخطيب فلسطينية في العشرين من العمر أصلها من اريحا، أتت الى لبنان للانضمام الى الفريق. وتؤكد هذه الطالبة في التربية البدنية انا امارس كرة القدم وكرة الصالات منذ سن الحادية عشرة. وهي جزء لا يتجزأ من حياتي. وتعتبر ان الرياضة اكثر من مجرد نشاط جسدي موضحة انه الامر الوحيد الذي يجمعنا يوحدنا.

فقد تمكنت شعوب عانت كثيرا في الماضي من تجاوز الصدمات التي عاشتها بفضل الرياضة. وتشدد آية الخطيب وهي لاعبة وسط على ان "مجرد مصافحة الخصم في بداية المباراة هي طريقة للمساهمة في السلام وهذا ما تحتاجه منطقتنا فعلا. وبالنسبة للاعبات اللبنانيات في الفريق، توفر اللعبة فرصة لنسيان الطائفية والعوائق السياسية التي تشرذم هذا البلد الصغير.

وتؤكد رانية شهيب وهي من مدينة عاليه في جبل لبنان وتلقى "تشجيعا" من زوجها اننا من كل لبنان ومن كل الطوائف لكن لا اهمية لذلك. اننا نشكل فريقا. وبات الان لكرة الصالات للسيدات دوري خاص بها مع مباريات اسبوعية فيما هناك اعتراف رسمي بمنتخب لبنان للسيدات في كرة القدم.

وسبق لدول عربية اخرى مثل الاردن وفلسطين، ان اعتمدت دوريا لكرة الصالات للسيدات على ما يؤكد مدرب فريق "ستار اكاديمي" للرياضة وائل غرز الدين (35 عاما). ويوضح هناك دوري لكرة القدم للسيدات في لبنان منذ سبع سنوات. والان لدينا دوري لكرة الصالات كل هذا يساعد على القبول بكرة القدم كرياضة للسيدات.

ويضيف المجتمع يعتبر عادة ان كرة القدم وكرة الصالات هي لعبة للصبيان لانها رياضة احتكاك لكن ثمة عددا متزايدا من النساء يمارسن هذه الرياضة. ويؤكد نحن في القرن الحادي والعشرين، الامور تغيرت والنساء يمارسن مهنا لطالما كانت حكرا على الرجل والعكس صحيح". بحسب فرانس برس

وتأمل حارسة المرمى ناتالي جلينغيريان (27 عاما) وهي من اصل ارمني ان تنضم فتيات اخريات الى هذه الرياضة. وتقول خلال التمارين اننا نتقدم في السن وسننجب الاطفال بعد ذلك. قد لا نتمكن من تكريس الوقت الكافي لهذه الرياضة كما في السابق. وتؤكد المعالجة الفيزيائية هذه نريد ان تنضم الينا شابات، وانا مستعدة لتدريبهن. وتختم قائلة قبل ان تصد ركلة قوية نريد ان نرى جيلا جديدا في الملاعب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الأول/2013 - 8/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م