عودة الجهاديين من سوريا الى بلدانهم..

كابوس يرعب داعمي الإرهاب

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: باتت سوريا اليوم ساحة حرب عالمية تقودها مجموعات مسلحة بالوكالة عن دول كبرى داعمة للإرهاب وتضوي هذه المجموعات تحت مسميات متعددة لأنظمة جهادية معظمها مرتبط بتنظيم القاعدة تقاتل بذريعة الجهاد الا نها في الحقيقية مجرد ادوات تنشر الموت والدمار في البلاد السورية منذ اكثر من عامين ونص العام تقريبا، لتعكس هذه المنظمات الإرهابية الغايات المشبوهة مدى التنافس والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة تحت غطاء الثورة المزعومة.

إذ يرى بعض المحللين ان الارهاب في سوريا ينتشر مثل النار في الهشيم مما سيشكل خطرا امنيا يتعدى اعتاب البلاد السورية ليصبح إرهاب متنقل ربما يهدد أغلب بلدان العالم، حيث تعمد تلك المنظمات الإرهابية وأبرزها القاعدة على نشر ايدولوجية الجهاد الإرهابي التي تستقطب بها الجهاديين وخاصة من القارة الأوربية، وتقوم بغسل أدمغتهم وتجنيدهم من أجل مآرب مشبوهة جعلت من سوريا محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط.

فيما يحذر الخبراء في مكافحة الارهاب من ان هؤلاء الشبان الاوربيين العائدين من مناطق القتال في سوريا يمثلون التهديد الرئيس على صعيد امكان شنهم اعمال عنف على الاراضي الاوربية، ويتصاعد الخوف في أوروبا من الخطر الذي يمثله مواطنون أوروبيون انخرطوا في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية في سوريا والذين تقدر أجهزة الاستخبارات الغربية أعدادهم بالمئات إذ أن من يبقى حيا من هؤلاء سيعود في النهاية إلى أوروبا ليواصل نشاطه هناك وفق الخبراء الأوروبيين.

لذا يحاول الاتحاد الأوروبي التصدي لتجنيد المقاتلين عبر الإنترنت وتفكيك الشبكات التي ترسل المجندين، كما تخشى السلطات الروسية من عودة اسلاميين متشددين ولدوا في روسيا للانضمام إلى متمردين يسعون لإقامة دولة إسلامية في الشيشان وأقاليم أخرى تقطنها أغلبية مسلمة في المنطقة الجبلية بجنوب روسيا.

بينما تعد تركيا مؤيد قوي لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون الأسد وتساعدهم بفتح حدودها أمامهم، ويقدر أن مئات الأتراك انضموا إلى آلاف المقاتلين الاجانب في صفوف المعارضة الاسلامية التي تحارب قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا ويخشى بعض السياسيين من خطر عودتهم يوما لشن هجمات على الأراضي التركية بعد ان يصبحوا أكثر تشددا وتمرسا في القتال.

لكن سياسيين أتراك من المعارضة يخشون ازدياد نفوذ جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام بين مقاتلي المعارضة السورية وسيطرتها على أراض في شمال سوريا قريبة من حدود تركيا.

ورغم ذلك لايزال الأتراك يجندون للانضمام إلى مقاتلين أجانب من أنحاء شمال افريقيا والشرق الأوسط لمحاربة الأسد مع جماعات إسلامية تعلن ولاءها للقاعدة.

وتنشر صور على المواقع الجهادية التركية لأتراك قتلوا في الحرب السورية بينما تعرض على موقع يوتيوب لقطات لمسلحين يتحدثون بالتركية من داخل سوريا على ما يبدو ويدعون أبناء وطنهم إلى الجهاد، ويرى هؤلاء أن وجود مقاتلين أجانب من شتى أنحاء العالم الاسلامي ومن بينهم أتراك يضيف إلى خطر امتداد الصراع إلى خارج سوريا متهمين الحكومة بالتقاعس عن مواجهة هذا التهديد.

في حين أظهرت بعض التقارير الصحفية أنه يكون قد نحو 350 بريطانيا سافروا إلى سوريا للانضمام إلى جماعات جهادية أو القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، حيث أصبحت سوريا الهدف الأول الذي يتوجه إليه من سينخرطون في نشاطات متطرفة، الامر الذي شكل مصدر قلق للأجهزة الأمنية البريطانية من الخطر الذي تمثله عودتهم.

وعليه يرى الكثير من المحللين ان عودة الإرهابيين الى بلدانهم وخاصة بلدان الاتحاد الأوربي مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا، تشكل مسجل خطر يهدد المصالح الأوربية على مختلف الأصعدة، حيث يرى الكثير من المحللين ان هذا التهديد الأمني المضطرد في أوربا، هو نتيجة للسياسة التخبط المتبعة في مواجهة وتوجيه الارهاب من السلطة الاوريبة، وذلك من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم هذه الدول، وخاصةً عملية تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة وزجهم في الحرب السورية، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والانتهاكات الحقوقية.

الجهاد الإرهابي الأوربي

في سياق متصل حذر وزيرا الداخلية الفرنسي مانويل فالس والبلجيكية جويل ميلكيه في بروكسل من أن عددا متزايدا من الشبان الأوروبيين يتوجهون إلى سوريا للقتال في صفوف منظمات موالية لتنظيم القاعدة وأن هؤلاء يشكلون "طاقة خطيرة" على دول الاتحاد الأوروبي وحلفائها.

وأفادت توقعات ذكرها الوزيران خلال ندوة صحافية مشتركة، أن ما بين 1500 إلى 2000 شاب أوروبي توجهوا إلى سوريا، وقدر عددهم في حزيران/يونيو بنحو 600، وقالت جويل ميلكيه أن "عدد البلجيكيين ما بين 100 الى 150 منخرطين في الحركات"، بينما أعلن فالس أن "أكثر من 400 فرنسي معنيون، منهم 184 حاليا في سوريا"، وأكد أن "14 فرنسيا قتلوا في سوريا وعاد منها ثمانون ويريد نحو مئة التوجه إليها".

وأوضح فالس أنه "عندما اندلع النزاع في سوريا كان من الصعب التحرك لأن الأمر كان يتعلق بالذهاب لقتال نظام مدان من الجميع، ما جعل الانتقادات صعبة"، وتابع أن الوضع اليوم قد تغير وأن "معظم الأشخاص ابدوا إرادتهم في القتال في منظمات قريبة من القاعدة"، وشدد الوزيران على أن "هذه الظاهرة مثيرة لقلق شديد".

لكن "ليس هناك عودة لكثير" من هؤلاء المقاتلين الأجانب كما قالت جويل ميلكيه. لكن فالس أضاف "اليوم لا نلاحظ خطرا مباشرا أو محتملا على بلدينا أو مصالحنا او مواطنينا"، وحذر من أنه "يجب علينا مع ذلك أن لا نستخف بالأمر لأن المجموعات الإسلامية المقاتلة تعززت وأصبح مواطنونا خطيرين". بحسب فرانس برس.

وتنسق فرنسا وبلجيكا عمليات البلدان الأوروبية المعنية أكثر بهذه الظاهرة. وعقد الوزيران ثلاثة اجتماعات وزارية مع نظرائهما البريطاني والألماني والهولندي والاسباني والايطالي والسويدي والدنماركي، وعقد أخر اجتماع في بروكسل قبل مجلس وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي وشارك فيه وزير الداخلية الأمريكي راند بيرز وممثلون عن كندا واستراليا، كما أوضح الوزيران، وقال مانويل فالس "علينا أن نتحكم في شبكة الإنترنت، وفي هذا النطاق يطرح الأمريكيون مشكلة بسبب بندهم الأول (في الدستور) الذي يدافع عن حرية التعبير"، من جانبهم، يتعين على الأوروبيين التحرك لمكافحة شبكات إرسال المجندين من أوروبا إلى دول البلقان وتركيا والمغرب. وهكذا فككت شبكة في المغرب كانت ترسل عشرات الأشخاص كل أسبوع الى سوريا، وفق تصريح مانويل فالس.

روسيا

على الصعيد نفسه قال زعيم الشيشان المدعوم من الكرملين رمضان قادروف إن وحدة من قوات الامن الروسية تتدرب على قتال اسلاميين متشددين يحاربون الآن في سوريا وتخشى عودتهم من هناك للانضمام إلى حركة تمرد في شمال القوقاز.

وقال مسؤولون إن 400 مقاتل روسي يحاربون مع جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا لكن خبراء يقولون إن عددهم أكبر من ذلك بكثير، وأصبح بعض أبناء الشيشان الذي خاضوا حربين ضد الحكم الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي قادة بين مقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا، وقال قادروف في بيان نشره الموقع الالكتروني للحكومة الاقليمية "تذيع هذه العصابات يوميا لقطات مصورة يقولون فيها إنهم سينتقلون إلى شمال القوقاز بعد سوريا لتنفيذ أنشطة إرهابية وتخريبية، "لا يمكننا الاستماع إلى هذه التهديدات بهدوء وانتظار تحرك هذا الوباء الى روسيا.. لذا تتخذ الشرطة وقيادة الجمهورية إجراءات وقائية".

ورفض متحدث باسم قادروف تقديم أي تفاصيل أخرى بشأن الخطوات التي اتخذتها أجهزة إنفاذ القانون، ويشن المقاتلون الان هجمات شبه يومية في أقاليم الانجوش وداغستان وكاباردينو-بلكاريا، وقالت روسيا إنها قتلت خمسة متشددين مشتبها بهم في داغستان. وقال مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه إن هؤلاء الرجال أطلقوا النار على ضباط شرطة أثناء قيامهم بدورية في قرية سادوفوي قرب خاسافيورت على بعد 90 كيلومترا شمال غربي مخاتشكالا عاصمة داغستان. بحسب رويترز.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن المتشددين العائدين من سوريا يمثلون خطرا "حقيقيا" وأقر قانونا لمكافحة الارهاب هذا الشهر يقضي بالسجن مدة تصل الى ست سنوات للمقاتلين العائدين إلى روسيا، وروسيا أقوى داعم دبلوماسي للرئيس السوري بشار الاسد في الصراع وحذرت مرارا الغرب من تنامي قوة الاسلاميين المتشددين الذين يحاربون الحكومة في سوريا، ويحمل القانون الجديد أقارب الاسلاميين المتشددين المسؤولية المالية عن الاضرار التي تحدثها الهجمات ضمن اجراءات اتخذتها قوات الامن الروسية للتصدي للاسلاميين المتشددين بالضغط على عائلاتهم.

وقال قادروف "يجب أن يعرف الارهابيون في سوريا ما ينتظرهم في روسيا إذا ظهروا هنا"، وحظرت السلطات في الشيشان إقامة جنازة لمن يقتلون في سوريا وتؤيد رسميا رجال دين يقولون إن الحرب السورية صراع سياسي داخلي لا علاقة له بالجهاد، وأعلن قادروف الشهر الماضي إقالة مسؤول كبير في الهجرة بالشيشان بسبب انضمام ابنته إلى المقاتلين السوريين، وتمكن قادروف وهو شيشاني كان يقاتل مع الانفصاليين لكنه أعلن ولاءه للكرملين من فرض سلام هش في المنطقة باستخدام أساليب صارمة، وتتهم جماعات حقوقية الاجهزة الامنية في الشيشان بتنفيذ عمليات خطف وتعذيب وقتل خارج نطاق القانون ليس فقط للتصدي للمتمردين بل لاسكات منتقدي قادروف أيضا. وينفي قادروف الاتهامات.

تركيا

على صعيد ذو صلة يقول أبو حسين إنه أرسل العشرات من بلدة شانلي اورفا القديمة في جنوب شرق تركيا للانضمام إلى جماعات جهادية في شمال سوريا ويتعهد بالاستمرار في مساعدتهم على القيام بما يصفها بأنها فريضة واجبة.

ويقول سكان إن أبو حسين التاجر يساعد في تجنيد مقاتلين في سوريا من هذه المدينة التي يعيش فيها أتراك وعرب وأكراد وتقع على بعد 50 كيلومترا من الحدود مع سوريا، وقال أبو حسين "لا يأمر أحد هؤلاء الناس بالتوجه للقتال. يكون معظمهم جماعات من ثلاثة أو خمسة أشخاص ويقررون الذهاب".

من جانبه قال نائب تركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض يدعى محمد صقر في مدينة عنتاب بجنوب شرق تركيا لرويترز "هذه هي أكبر مخاوفنا.. يحصلون على تدريبات هناك وتتبلور أفكارهم. يمكن لهؤلاء ببساطة شديدة شن الهجمات في تركيا"، ودعا صقر ونواب أتراك آخرون البرلمان إلى فتح تحقيق في تجنيد مقاتلين أتراك في الحرب السورية.

واتضح خطر امتداد العنف إلى دول مجاورة عندما استهدف مفجران انتحاريان السفارة الإيرانية في لبنان مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، وأعلنت جماعة سنية مسلحة مناهضة للأسد مسؤوليتها عن الهجوم، وفي تركيا قتل 53 شخصا في هجوم بقنبلة في مايو أيار ببلدة ريحانلي الحدودية لكن السلطات تقول إن المشتبه بهم الذين يحاكمون بسبب الهجوم مرتبطون بالأسد وليس مقاتلي المعارضة الاسلاميين، وينفي المسؤولون الأتراك بشدة أن تكون معارضتهم للأسد وصلت إلى حد دعم خصومه في تنظيم القاعدة.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بنبرة غاضبة أمام لجنة برلمانية "استخدم تعبير حب القاعدة فيما يتعلق بي شخصيا، لا يكن أي وزير تركي تعاطفا خاصا مع القاعدة ولا لأي جماعة إرهابية"، ونفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا الشهر أن تكون تركيا تؤوي مقاتلين مرتبطين بالقاعدة وقال إنها تقاتلهم، وشددت قوات الأمن التركية القيود على طول الحدود الممتدة لمسافة 900 كيلومتر وصادرت شاحنة تحمل 1200 رأس حربي وأسلحة أخرى في مدينة اضنة الجنوبية هذا الشهر.

وكان من بين الذين حمستهم هذه الصور للقتال توأمان يبلغان من العمر 20 عاما اختفيا من منزلهما بمدينة أديامان على بعد 150 كيلومترا عن الحدود السورية قبل عدة أشهر بينما كان يتعين عليهما الالتحاق بالجامعة. ويحمل محمد والدهما الاسلاميين في المدينة المسؤولية عن تجنيدهما.

وقال محمد وهو موظف متقاعد توجه إلى سوريا في بحث يائس عن ولديه قبل شهرين وعلم أنهما موجودان في مبنى بمدينة حلب "أخذوا ولدي بالقوة، غسلوا دماغيهما، حتى إن مت سأحاول وسأحضرهما إلى هنا وسأضعهما نصب عيني حتى لا يلحق بهما سوء"، وأضاف وهو يقسم على العودة مرة اخرى إلى سوريا "رفضوا أن أرى ولدي وأبقوهما في دور علوي. وعندما جادلتهم أشهروا أسلحتهم وكانوا سيطلقون النار علي لذا اضطررت إلى الرحيل", وحذر سفير بريطانيا في تركيا ديفيد ريداواي الأتراك من خطر عودة إسلاميين متشددين من سوريا لشن هجمات، وكتب ريداواي في مقال افتتاحي بصحيفة بمناسبة الذكرى العاشرة لتفجير سيارات مفخخة في اسطنبول استهدفت القنصلية البريطانية ومكاتب لبنك (اتش.اس.بي.سي) يقول "انضم آلاف الأجانب ومن بينهم عدد كبير من المملكة المتحدة إلى جماعات موالية للقاعدة (في سوريا)، "نحن قلقون للغاية بشأن احتمال عودة هؤلاء إلى تركيا ودول أخرى لشن هجمات"، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت عام 2003 ضد أهداف بريطانية في اسطنبول وأسفرت عن مقتل 32 شخصا وجاءت بعد أسبوع من تفجير سيارتين ملغومتين في معبدين يهوديين باسطنبول مما أسفر عن مقتل 30 شخصا.

وقتل عثمان كاراهان - المحامي التركي للعقل المدبر لتفجيرات 2003 وكان مواطنا سوريا - في الحرب السورية العام الماضي. وذكرت مواقع جهادية على الانترنت أنه قتل في اشتباك مع قوات الأسد في حلب، وأقيمت جنازة رمزية للاتراك الذين قتلوا في الصراع السوري بمسجد بمدينة اسطنبول التركية هذا الصيف وحضرها مؤيدون للجماعات الاسلامية.

قدر رئيس جمعية أوزجور دير الاسلامية التركية التي تقدم المساعدات للسوريين أن نحو 50 تركيا قتلوا في سوريا من بين المئات الذين توجهوا للقتال فيها، وقال رضوان كايا من مكتب الجمعية في اسطنبول إن أوزجور دير نفسها لا ترسل مقاتلين جهاديين إلى سوريا لكنها ليست ضد الجماعات التي تفعل ذلك ودافع عنها في مواجهة ما وصفه "بالدعاية السوداء" في وسائل الاعلام الغربية، وأضاف "لا نعتقد أن هناك حاجة للمقاتلين هناك لانه يوجد كثيرون في سوريا يقاومون النظام. لكننا نعتقد أن هناك حرب دعاية على المقاتلين الجهاديين الاسلاميين".

ويطالب أهالي الأتراك الذين توجهوا للقتال في سوريا الدولة بالتحرك لمنع آخرين من عبور الحدود.

بريطانيا

فيما أشارت صحيفة ديلي تلغراف في عددها الصادر إلى أن نحو 20 بريطانيا قتلوا في النزاع المسلح الدائر في سوريا، وقد قاتل العديد منهم إلى جانب جماعات متشددة أو إرهابية، ونشرت الصحيفة تحقيقا، أسهم فيه محررها للشؤون الأمنية توم وايتهيد واثنين من مراسليها، كشف عن أن مثل هذه الحصيلة من القتلى تعزز المخاوف في أن عدد البريطانيين الذين يتوجهون إلى هذا البلد المنكوب بالنزاع المسلح ليتحولوا إلى جهاديين في جماعات متشددة هو أكبر بكثير مما كان متوقعا، وكان يعتقد أن أربعة بريطانيين قتلوا في سوريا في الأشهر الاخيرة، إلا أن مصادر أمنية حسب الصحيفة، تعتقد أن عدد من قتلوا هناك يصل إلى أرقام مضاعفة.

ويقول تقرير الصحيفة إنه على الرغم من أن طبيعة النزاع في سوريا تجعل من الصعب التحقق من عدد القتلى، فإن مصدر في "وايت هول" مقر الحكومة البريطانية يعتقد أن عدد البريطانيين الذين قتلوا هناك يصل إلى 20 شخصا.

ويشير التحقيق إلى أن ذلك يجدد المخاوف من الخطر الذي يمثله المئات من الشباب الذين ذهبوا الى هذا البلد ومن سيرجع منهم إلى بريطانيا على أمنها، ويضيف أن هذا التقييم جاء بعد أن كشف أصدقاء لبريطاني يعتقد أنه قتل في سوريا يدعى محمد الأعرج أنه قد تعرض لغسيل دماغ في مسجد في لندن قبيل توجهه الى سوريا.

ويعتقد أن الأعرج البالغ من العمر 23 عاما، ويسكن في منطقة نوتنغ هيل غربي لندن، قد قتل في منتصف آب/أغسطس. وسبق أن سجن في بريطانيا لـ 18 شهرا إثر احتجاجات عنيفة أمام السفارة الإسرائيلية في عام 2010، ويقول المركز الدولي لدراسة التطرف إن الأعرج كان مرتبطا بجماعات جهادية من بينها جبهة النصرة، الجماعة المسلحة المرتبطة بتنظيم بالقاعدة.

وفي السياق ذاته تنشر صحيفة التايمز تقريرا عن تسجيل يظهر عددا ممن تقول الصحيفة أنهم من الجهاديين البريطانيين الذين يقاتلون في جماعة مرتبطة بالقاعدة في سوريا، يتحدثون فيه عن رغبتهم بالتضحية بحياتهم من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية.

ويشير التحقيق الى أن صحفيا مسلما يعمل في المنطقة هو من سجل الشريط، الذي يقول الشباب فيه أنهم غير آسفين لمغادرتهم بريطانيا قبل ثمانية أشهر للانضمام إلى الانتفاضة ضد نظام الأسد، ويقول التقرير إنهم يشيرون في الشريط إلى أن الحديث عن المخاوف من عودتهم وقيامهم بهجمات في بريطانيا مبالغ بها، ويشير التحقيق الى أنهم يقاتلون في الفيلق الأجنبي في قرية "أطمه" شمالي سوريا قرب الحدود التركية، ويعتقد أنهم ينشطون بالقرب من المنطقة ذاتها، في محافظة حلب، التي تقول الصحيفة أنها كشفت سابقا عن مقتل أربعة متشددين بريطانيين في القتال فيها.

فرنسا

الى ذلك افاد مصدر قضائي انه تم التحقيق مع رجل في الخامسة والثلاثين من العمر اعتقل في شمال فرنسا في اطار تحقيق حول شبكة لتجنيد مقاتلين وارسالهم الى سوريا، ثم اخلي سبيله تحت رقابة قضائية.

وفي هذا الملف، جرى التحقيق مع رجلين في الثانية والعشرين والثالثة والعشرين يشتبه في انهما توجها الى سوريا للقتال هناك في صفوف الاسلاميين المتطرفين، في منتصف تشرين الاول/اكتوبر لمشاركتهما في عصابة اشرار على علاقة بمنظمة ارهابية، وقد اودع احدهما السجن.

وبحسب تقديرات اخيرة، فان اجهزة الاستخبارات الفرنسية تعتقد ان حوالى 440 شخصا يقيمون في فرنسا توجهوا الى سوريا او ياملون في الذهاب اليها لمقاتلة نظام الرئيس بشار الاسد وغالبيتهم في صفوف مجموعات جهادية، امكن التاكد من مقتل 13 من بينهم في حين عاد ما بين 50 الى 60 منهم الى فرنسا. بحسب فرانس برس.

وفي فرنسا نحو عشرين اجراء قضائيا قيد المتابعة. وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اعتقلت الادارة المركزية للاستخبارات الداخلية اربعة اشخاص في فال دو مارن في ما وصفه مصدر مقرب من التحقيق بانه الشبكة "الاكثر تنظيما" التي انشئت حتى الان لارسال مسلحين الى سوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الأول/2013 - 7/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م