الزهايمر.. داء يجتاح العالم ويؤرق الاطباء

 

شبكة النبأ: لا يزال مرض الزهايمر او خرف الشيخوخة والذي يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا في الكثير من دول العالم، محط اهتمام كبير وبحث مستمر من قبل العلماء والأطباء لأجل معرفة أسباب وعلاج هذا المرض الخطير الذي أثار قلق الكثير من الناس، خصوصا مع تصاعد أعداد المصابين التي تتضاعف كل خمس سنوات بين الأفراد الذين تعدوا سن الـ 65، يضاف إليها غياب العلاجات الخاصة بهذا المرض الذي يصيب المخ يفقد الإنسان الذاكرة و القدرة على التركيز وغيرها من الأمور الأخرى.

وفي ما يخص مرض الزهيمر فقد قال خبراء إن حكومات كثيرة غير مستعدة لمواجهة وباء الشيخوخة الذي يصيب حاليا 44 مليون شخص في العالم ومن المتوقع ان يتضاعف العدد اكثر من ثلاث مرات ليصل إلى 135 مليون شخص بحلول 2050.

وأظهرت تقديرات جديدة نشرها الاتحاد الدولي لجمعيات مرضى الزهايمر زيادة نسبتها 17 بالمئة في عدد المصابين بعته الشيخوخة مقارنة مع عام 2010. وحذر الاتحاد من انه بحلول العام 2050 فإن أكثر من 70 بالمئة ممن يعانون عته الشيخوخة سيكونون في بلدان اكثر فقرا. وقال مارك ورتمان المدير التنفيذي للاتحاد إنه وباء عالمي ويزداد سوءا إذا نظرنا إلى المستقبل سنجد ان اعداد المسنين ستزيد بشكل كبير.

ومن الحيوي ان تضع منظمة الصحة العالمية مكافحة عته الشيخوخة ضمن اولوياتها لكي يكون العالم مستعدا لمواجهة هذا الوضع. والزهيمر هو أكثر إشكال عته الشيخوخة انتشارا ولا يوجد علاج فعال له. وقال الاتحاد الدولي لجمعيات مرضى الزهيمر ان التكلفة العالمية للرعاية الصحية لمرضى عته الشيخوخة تزيد عن 600 مليار دولار أو حوالي واحد بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي العالمي وان هذه التكلفة آخذة في الزيادة.

تحد كبير

من جانب اخر لا يزال الأطباء يواجهون تحدياً كبيراً في الكشف المبكر عن إشارات الاصابة بالزهايمر غير أن باحثين في فلوريدا توصلوا إلى فحص جديد وبسيط يقوم على زبدة الفول السوداني قد يسهم في اكتشاف المرض في مراحله الأولى. وذكر موقع "لايف ساينس" أن باحثين من مركز "ماكنايت" للشمّ والتذوق قالوا إن الفص الدماغي الجبهي هو أولى المناطق الدماغية التي تتدهور عند الإصابة بالزهايمر، وهي المنطقة عينها التي تسهم بمعالجة الروائح وتشكيل ذكريات جديدة. ومن المعروف أن معالجة الروائح وتشكيل ذكريات جديدة هي أول ما يفقده الإنسان المصاب بالزهايمر. ويستند الفحص إلى فكرة أن الجانب الأيسر من الدماغ يشهد تدهوراً أكبر عند الإصابة بهذا المرض.

وفي الدراسة التي نشرت في دورية "علم الأعصاب"طلبت الباحثة جنيفر ستامبس من جامعة فلوريدا المشاركين أن يغمضوا أعينهم ويغلقوا واحدة من فتحتيّ الأنف ويخبرونها متى أصبح باستطاعتهم شمّ كوب صغير من زبدة الفول السوداني، ثمّ كررت الاختبار مع إغلاق الفتحة الأخرى من الأنف. واستخدمت ستامبس قاعدة بسيطة لتحديد المسافة التي كان عليها الكوب من كلّ فتحة أنف حين تمكن الأشخاص من شمّه.

وظهر أنه لدى الأشخاص الذين أصيبوا لاحقاً بالزهايمر، كانت فتحة الأنف اليسرى المتصلة بالجانب الأيسر من الدماغ أقل تأثراً برائحة الفول السوداني مقارنة بالفتحة اليمنى. وبمعدل عام كان يتعين تقريب الكوب مسافة 10 سنتمترات من فتحة الأنف الأيسر قبل أن يتمكن الأشخاص الذين أصيبوا لاحقاً بالزهايمر من شمّه، ما يشير إلى حصول تدهور في الجانب الأيسر من الدماغ.

في السياق ذاته أظهرت دراسة جديدة ان الاشخاص الحاملين لتحول جيني مرتبط بمرض الزهايمر يصابون بالمرض قبل ثلاث سنوات بشكل وسطي من المرضى الاخرين لان فقدانهم للخلايا الدماغية يكون اسرع. واوضح بول تومسون أستاذ طب الأعصاب وعلم النفس في جامعة جنوب كاليفورنيا وهو المعد الرئيسي للدراسة لاحظنا لدى المرضى الحاملين للتحول الجيني تريم2 اسرع وتيرة لفقدان النسيج الدماغي. وقد نشرت الدراسة في المجلة الاميركية نيو انغلاند أوف مديسين. وأوضح ان الأشخاص الأصحاء يخسرن اقل من 1% من المادة الدماغية سنويا. وتعوض هذه الخسارة جزئيا من خلال تجدد العصبونات الناجمة عن التحفيز الذهني.

واعراض مرض الزهايمر تبدأ بالظهور عندما يكون الشخص قد فقد حوالى 10% من النسيج الدماغي على ما قال الباحث. واوضح تومسون انها الدراسة الاولى التي تستخدم صورة سكانر للدماغ لإظهار تأثير التحول الجيني هذا. وقد كانت النتيجة ملفتة. وهذا التحول الجيني الذي اعلن عنه يسرع خسارة النسيج الدماغي بوتيرة كبيرة جدا. واضاف البروفسور ان الأشخاص الذين يحملون هذا التحول وهم 1% من السكان، يخسرون 3% من عصبوناتهم سنويا.

وقارن معدو الدراسة بين نتائح التصوير بالرنين المغنطيسي ل 478 بالغا يبلغ متوسط اعمارهم 76 عاما على مدى سنتين في اميركا الشمالية. وكانت المجموعة مؤلفة من 283 رجلا و195 امرأة. وكان نحو مئة من المشاركين مصابين بمرض الزهايمر و221 يعانون من مشاكل ادراكية طفيفة فيما 157 كانوا بصحة جيدة. وتبين لهم ان الاشخاص الذين لديهم التحول الجيني "تريم2" خسروا 1,4 الى 3,3% اضافية من النسيج الدماغي بوتيرة اسرع بمرتين من الذين لا يحملون هذا التحول الجيني. بحسب فرانس برس.

وتركزت الخسائر خصوصا في الفلقة الصدغية والحصين وهما منطقتان تلعبان دورا مهما في الذاكرة. وقال تومسون يبدو ان هذا التحول الجيني يزيد ثلاث او اربع مرات احتمال الاصابة بمرض الزهايمر. وهذا ساعد على اشراك اشخاص يحملون هذا التحول في تجارب سريرية لتقييم علاجات محتملة مما قد سمح بالتوصل الى نتائج ملموسة بسرعة اكبر.

غرباء عن بلدهم

الى جانب ذلك يؤدي مرض الزهايمر الى تداعيات غير متوقعة في كندا. فبعض المسنين ثنائيي اللغة ينسون أحيانا لغتهم الثانية ويصبحون غرباء في بلدهم الأم. ويكون الوضع مأساويا خصوصا بالنسبة إلى الناطقين بالفرنسية الذي يصبحون غير قادرين على التواصل بالانكليزية مع الفرق الطبية، علما أن الخدمات الطبية المقدمة بالفرنسية غير كافية، لا بل غير موجودة. وأثناء مقابلة أحد الاطباء من معهد "سانيبروك" للأبحاث في تورونتو سنة 2009، علمت سيلفي لافوا ان والدتها ايلين ترامبلي لافوا المصابة بالزهامير لم تعد قادرة على تكلم الانكليزية وانها جمعت في أحد الاختبارات اللغوية 9 علامات على 30 في الانكليزية، مقابل 19 على 30 في الفرنسية.

وتقول سيلفي لافوا كانت هذه النتيجة صدمة هائلة ومفاجأة كبيرة. فبما أنني اتواصل دائما مع والدتي بالفرنسية، لم اتبنه الى انها فقدت لغتها الانكليزية. لاحظت انها باتت تتكلم أقل مع زوجي الناطق بالانكليزية، لكنني نسبت ذلك إلى المرض والارهاق. وتصدرت حالة والدتها عناوين الصحف في كل أنحاء كندا، علما ان هذه المرأة المولودة في كيبيك عاشت اكثر من ثلاثين سنة في تورونتو وكانت ثنائية اللغة.

فقررت ابنتها سيلفي ان تدخلها الى مؤسسة ناطقة بالفرنسية، لكنها لم تجد أي واحدة في تورونتو. واستقبلها أخيرا مستشفى "ويلاند" بالقرب من نياغارا فولز الذي كان المستشفى الوحيد الناطق حصريا بالفرنسية الواقع على مسافة 600 كيلومتر تقريبا بين اوتاوا وويلاند. وقد أنشئت السنة الماضية جمعية باسم ايلين ترامبلي لافوا تقدم في اونتاريو خدمات رعاية طويلة الامد الى الناطقين بالفرنسية المصابين بامراض كالزهايمر تؤدي الى نسيانهم اللغة الانكليزية.

ويشرح البروفسور غي برو المتخصص في علم النفس العصبي والمنتمي الى جامعة يورك في تورونتو ان "الاشخاص الذين ينسون اللغة الانكليزية هم الناطقون بالفرنسية الاحاديو اللغة الذين يتعلمون الانكليزية في مرحلة لاحقة من حياتهم. وهم ينسون اللغة الانكليزية بسبب عصبونات تتدهور مع مرور الوقت وتؤثر في الاستعمال اللغوي". ويضيف أن "اللغة هي سلوك تلقائي في الجهاز المعرفي. فالشخص الناطق بلغتين منذ طفولته لا ينسى لغته الثانية لأنها تلقائية ومتجذرة فيه. والسلوك التلقائي لديه مقاومة كبيرة ضد امراض مثل الزهايمر".

وتسعى جمعية ايلين ترامبلي لافوا والبروفسور برو الى تأسيس عيادة للذاكرة الفرنكوفونية وثنائية اللغة تضم مركزا للابحاث في مجال الصحة المعرفية ومركزا لتشخيص الامراض المعرفية كالزهايمر في وقت مبكر وعلاجها. و90% تقريبا من الناطقين الفرنسية في تورونتو لديهم شريك غير ناطق بالفرنسية. والهدف هو عدم فصلهم عن شركائهم عندما يصابون بالمرض.بحسب فرانس برس.

ويقول غي برو هناك خدمات رعاية باللغة الفرنسية في تورونتو، لكنها متشرذمة. ويضيف جان روي رئيس مجلس ادارة الجمعية "تحاول الجمعية تنسيق ذلك". ويتابع نحن نحظى بدعم الحكومة. سوف يكلفنا المشروع 200 الف دولار سنويا لمدة 3 سنوات، ولدينا الاموال اللازمة. من المتوقع ان نبدأ به بعد بضعة أشهر فقط".

نقطة تحول

على صعيد متصل وصف علماء اكتشاف المادة الكيميائية الأولى التي يمكنها أن تمنع موت خلايا الدماغ في علاج أمراض الانتكاس العصبي بأنه "نقطة تحول" في مكافحة مرض الزهايمر. لكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتوصل إلى عقار يمكن أن يتناوله المرضى. ويقول علماء إن الدواء الناتج عن ذلك الاكتشاف يمكن أن يعالج مرض الزهايمر، ومرض الشلل الرعاش، ومرض هنتنغتون، وأمرض أخرى.

وأظهر مجلس البحوث الطبية من خلال التجارب على الفئران أن جميع حالات موت خلايا الدماغ الناجمة عن مرض البريون يمكن منعها. وقال روجر موريس، الأستاذ بجامعة كينجز كوليدج لندن أعتقد أن التاريخ سيحكم علي هذا الاكتشاف باعتباره نقطة تحول في البحث عن أدوية لمكافحة مرض الزهايمر والوقاية منه‏. ‎ وقال موريس إن ظهور علاج للزهايمر ليس وشيكا، ولكنني متحمس جدا، حيث إن هذا هو أول دليل يظهر في حيوان حي على أنه يمكن تأخير حدوث الانتكاسات العصبية. وأضاف، العالم لن يتغير غدا، لكن هذه الدراسة تمثل علامة فارقة.

وركز فريق البحث بوحدة السموم بمجلس البحوث الطبية التابع لجامعة ليستر على آليات الدفاع الطبيعية التي تبنى في خلايا الدماغ. فعندما يهاجم فيروس ما خلية في الدماغ، يؤدي ذلك إلى تراكم للبروتينات الفيروسية بداخل هذا الدماغ. وتستجيب الخلايا من خلال توقف شبه كلي في إنتاج البروتين من أجل وقف انتشار الفيروس. ومع ذلك تتضمن العديد من الأمراض العصبية إنتاج بروتينات يشوبها خلل، أو بروتينات "مشوهة"، وهو ما يؤدي إلى تنشيط نفس الآليات الدفاعية، لكن ذلك يسبب أيضا عواقب أكثر سوءا.

وتتمدد هذه البروتينات المشوهة، وتوقف خلايا الدماغ انتاج البروتينات لفترة طويلة حتى يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى أن تجوع الخلايا نفسها حتى الموت. ويمكن لهذه العملية التي تتكرر في الخلايا العصبية في جميع أنحاء الدماغ أن تدمر القدرة على الحركة، أو الذاكرة، أو حتى تسبب الوفاة، وذلك وفقا لنوع المرض. ويعتقد أن هذه العملية تجري في أشكال عديدة من أشكال الانتكاس العصبي، وبالتالي فإن تعطيلها بشكل آمن من شأنه أن يؤدي إلى علاج مجموعة واسعة من الأمراض.

واستخدم الباحثون مركب كيميائي تمكن من أن يمنع هذه الآليات الدفاعية من النشاط، وبالتالي وقف الانتكاس العصبي. وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة علوم طب الحركة أن الفئران المصابة بمرض بريون تعرضت لمشاكل حادة في الذاكرة والحركة، وماتتت في غضون 12 أسبوعا‏‎ .‎ ومع ذلك، لم تظهر الفئران التي أعطيت هذا المركب الكيميائي أية علامة من علامات فقدان أنسجة الدماغ.

وقالت كبيرة الباحثين جيوفانا‎ مالوسي كانت الفئران بصحة جيدة تماما، و‏كان ذلك أمرا استثنائيا. وأضافت "الشيء المثير حقا هو وجود مركب استطاع أن يمنع تماما الانتكاس العصبي وهذا للمرة الأولى. وليس هذا هو المركب الذي سيستخدم في علاج البشر، ولكنه يعني أننا يمكن أن نفعل ذلك، وأن هذه هي البداية. وقالت إن هذا المركب قدم لنا مسارا جديدا قد يؤدي إلى انتاج عقاقير وقائية"، وستكون الخطوة التالية لشركات الأدوية هي تطوير دواء يستخدم في علاج البشر. بحسب بي بي سي.

 وتجري تجارب أخرى على هذا المركب الكيميائي في المختبرات تحت إشراف مالوسي، وذلك لاختبار أشكال أخرى من الانتكاس العصبي لدى الفئران، لكن نتائجها لم تنشر بعد. ولا زالت الآثار الجانبية لهذا المركب الكيميائي تشكل أمرا مهما، حيث يؤثر هذا المركب على البنكرياس أيضا، مما أدى إلى إصابة الفئران بنوع خفيف من مرض السكري وإلى فقدان الوزن. ويحتاج أي عقار بشري إلى أن ينشط فقط في منطقة الدماغ، وهو ما يمثل بالنسبة للعلماء ولشركات الأدوية نطقه انطلاق. ووصف ديفيد ألسوب، أستاذ علم الأعصاب في جامعة لانكستر هذه النتائج بأنها مثيرة للغاية، ومشجعة، لكنه حذر من أننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لنرى كيف تنطبق هذه النتائج على أمراض مثل الزهايمر، ومرض باركينسون (أو الشلل الرعاش).

الشعر لمساعدة المرضى

في السياق ذاته تبدأ مراهقة تلاوة قصيدة شهيرة لروديارد كيبلينغ قاطعة الصمت في قاعة جلوس تغفو فيها رؤوس غزاها الشيب قائلة اذا استطعت ان تحتفظ برأسك عندما يفقد كل من حولك رؤوسهم، فترد عليها متقاعدة مصابة بمرض الزهايمر هامسة فستكون رجلا يا بني. لمحاربة فقدان الذاكرة التي يعاني منها 800 الف شخص في بريطانيا تلجأ مؤسسات متخصصة ومستشفيات الى الشعر.

النغم والوتيرة في ابيات معروفة تتطلب العودة الى الذاكرة المكتسبة في الطفولة ويمكن ان تساهم في "تنشيط" القدرة على الكلام والتذكر على ما توضح جيل فريزر من جمعية "كسينيغ ايت بيتر" التي ترئسها وهي تنظم جلسات قراءة في مآو للعجز. وتقول ايلين غيبز مديرة مأوى هايلاندز في ستراتفورد ابون ايفون (وسط انكلترا) الذي يضم 19 متقاعدا مصابا بمرض الزهايمر "في حال سمع المرضى كلمة واحدة من قصيدة يذكرونها فهذا يجعل نهارهم مشرقا".

ميريم كولي صاحبة الشعر الاشيب والجسم النحيل تصغي بانتباه الى مراهقة تتلو قصيدة النرجس البري" لوليام وردوزورث تدرس في مدارس بريطانيا كلها. وتقول كولي وهي مدرسة متقاعدة لا اذكر الكلمات الا ان ذلك يحمل الي ذكريات جميلة. لقد تعلمت القصيدة في المدرسة. وتؤكد ايلين التي تعاني من فقدان للذاكرة على المدى القصير ساقوم باحلام جميلة مريحة الان ساحلم بالاشجار والنرجس البري.

وتقول هانا وهي قارئة متطوعة "عندما نصل الى المركز يكون الجميع جالسا في زاويته وعندما نباشر تلاوة قصيدة بصوت عال تبدأ اعينهم باللمعان. وهذا امر رائع. وتضيف انيتا رايت وهي ممثلة سابقة في فرقة رويال شكسبير كومباني العريقة انه لامر رائع عندما ينضمون إليك لإنهاء بيت من الشعر.

وتراوح اعمار قراء جمعية "كسينيغ ايت بيتر" بين سن السادسة والحادية والثمانين. وثمة مدارس شريكة في المشروع وكذلك فرقة "رويال شكسبير كومباني" ومقرها في ستراتفورد ابون ايفون مسقط رأس شكسبير التي ترسل طلابا سابقين لقراءة الشعر لدى المرضى المصابين بالزهايمر. وتقول لين دارنلي التي ترأس دائرة الصوت والنص في الفرقة ان وتيرة القصيدة تسري في اعماقنا. الشعر يمكنه ان ينعش الذكريات وليس فقط التذكير بعواطف.

والدليل على ذلك التجربة المؤثرة لانيتا (81 عاما) التي تتمتع بحماسة فائضة. فهي كانت تتلو قصيدة حول رجل يودع حبيبته، عندما اجهشت امرأة مسنة بالبكاء قبل ان تتحدث بكلامها الخاص عن خطيبها الذي قتل. وتقول انيتا بتأثر كبير لم تكن قد نبست ببنت شفة منذ دخولها المؤسسة. الا ان القصيدة ادت الى تفاعل داخلها لانها كانت صدى لمرحلة من مراحل حياتها.

ويؤكد ديف بيل الممرض الذي يعمل مع منظمة "ديمنشيا يو كاي" التي تكافح مرض الزهايمر الشعر لا يشفي من الخرف. الا انه قادر كما الاغنية على تسليح المرضى بالثقة مجددا فهم يكتشفون انهم يتذكرون شيئا ما مع انهم يفشلون في تذكر اسمهم الاول. ويضيف الشعر يسمح ايضا بتجديد الرابط بين الناس" والاجيال. وتقول هانا البالغة 15 عاما عندما ساتقدم في السن اريد ان يأتي اشخاص لزيارتي وقراءة القصائد وتأدية الاغاني من اجلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/كانون الأول/2013 - 5/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م