العالم يكبح جماح الغرور الإسرائيلي؟!

 

شبكة النبأ: عندما يتفق العالم على صفقة سياسية تاريخية ويشيد بها، وتعترض عليها إسرائيل وحدها، فهذا يؤكد أن الغرور الإسرائيلي قد بلغ أقصى مداه، في المقابل لم يعد العالم، بما في ذلك الحلفاء التقليديين لإسرائيل، قادرين على غض الطرف عن السلوك الشائن المتطرف التي تمارسه إسرائيل على العالم اجمع.

لقد خاضت إيران جولة مفاوضات شاقة وطويلة النفس، واستطاعت أن تحافظ على حقوقها فيما يتعلق بالملف النووي، وعندما أبرمت الدول الست (5+1)، اتفاقا تاريخيا مع ايران، يمنحها هذا الحق، ويخفف العقوبات المفروضة على ايران، استشاطت اسرائيل غضبا وغيضا، و وصل بها التطرف وفقدان التوازن الى وصف هذا الاتفاق بـ (الخطأ التاريخي) على لسان نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، فيما أثنى العالم أجمع على هذا الاتفاق وتم وصفه بالاتفاق التاريخي الذي سوف يساعد على بناء السلام العالمي، وينشر روح التآلف والسلام بين دول العالم أجمع، ويخفف من حدة التوتر التي تضرب منطقة الشرق أوسط والعالم كله بقوة.

من هنا لم يخطئ المحللون حينما وصفوا إسرائيل، بأنها مغرورة، وتمارس أنانية كبرى على دول العالم اجمع، بموقفها الرافض لصفقة النووي الايراني، ويعكس هذا السلوك الإسرائيلي عدم اهتمام ولا مبالاة بالرأي العالمي، وتفرد وانانية قاتلة، واهتمام بالمصالح الذاتية على حساب العالم اجمع، علما أن هذا الاتفاق الذي لاقى ترحيبا رسميا وشعبيا عالميا كبيرا، حصر اسرائيل في زاوية حرجة، وجعلها ازاء مطلب عالمي يتعلق بترسانتها النووية التي تهدد بها دول الشرق الاوسط، بل ودول اخرى من العالم.

ولذلك بات من الواضح أن يتحرك العالم كله، بقوة واردة حقيقية، لتحجيم الذرائع الإسرائيلية، ونبذ ورفض اساليب اسرائيل المخادعة، لاسيما طريقتها السمجة المكشوفة التي تحاول من خلالها أن تستدر عطف العالم، فتعيد وتصقل بقضية المحرقة (الهولوكوست)، أو سواها كي تكسب العالم الى جانبها، لذلك فان العالم اليوم وخاصة الدول الغربية وامريكا بوجه خاص، تقوم باعادة النظر بموقفها تجاه اسرائيل وتعريتها، والضغط عليها من اجل تدمير ترسانتها النووية، أسوة بدول إقليمية اخرى من الشرق الأوسط، وترك التعامل وفق سياسة المكيالين، التي لم يعد لها أي مبرر في ظل كذب اسرائيل وتباكيها من النووي الايراني، في وقت انها تمتلك ترسانة مرعبة، تهدد بها دول العالم ليل نهار، بحجة أنها تعاني من التجاوزات الدولية عليها، في حين ان العالم كله يعاني من اسرئيل المارقة التي تتعامل مع الجميع بصلف وعنجهية وغرور منقطع النظير.

إن الاتفاق الاخير بين الدول الست وايران، جاء في وقته المناسب تماما، فقد كانت المنطقة والعالم يعاني من موجات عنف واحتراب وإرهاب، لاسيما في الدول العربية ودول الشرق الأوسط، وأصبحت هذه المنطقة بحاجة كبيرة الى التقارب والعيش بهدوء تحت مظلة السلام العالمي، وقد تمكنت صفقة الاتفاق الكبيرة هذه، أن تضفي اجواء الهدوء والتوازن والسلام على المنطقة برمتها، لهذا استغرب العالم موقف إسرائيل الرافض للاتفاق، عندما عدّت الاتفاق خطأً تاريخيا!!، وكأنها تعلن للجميع بأنها تريد أن تستأثر بكل شيء موجود في الكرة الأرضية لها وحدها، وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا، وهو نوع من حب التملك سوف يقود إسرائيل الى عزلة قاتلة، تجعلها في منأى عن تحقيق أهدافها.

ويرى مراقبون انه لابد من التحرك الدولي المدروس والمنظّم والمخطط له، لكي يتم وضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بكيفية التعامل مع إسرائيل، لأن العالم لم يعد قادرا على غض الطرف عن سلوكها الشائن، و(الدلال) المغالى به، خاصة ان الغرب وامريكا فهما هذه اللعبة الإسرائيلية المتكررة، وباتت الدول الكبرى تفكر بطريقة تحاول ان تجعل من العالم اكثر استقرارا، لذلك بات لزاما عليها ان تضبط اسرائيل، هذا الكيان الصغير (الشاذ) عن الرأي العالمي أجمع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/تشرين الثاني/2013 - 26/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م