الهجرة غير الشرعية.. بين غياب الرقابة واستغلال العصابات

 

شبكة النبأ: قضية الهجرة والمهاجرين غير الشرعيين الفارين من ديارهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، أصبحت اليوم من أهم القضايا وأخطرها لعديد من دول العالم وخصوصا دول الاتحاد الأوربي التي تسعى الى تكثيف جهودها الأمنية وتشديد الرقابة على الحدود، وتعقب المهربين والمهاجرين غير الشرعيين التي ازدادت إعدادهم بشكل كبير في الفترة السابقة بحسب بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان تلك الإجراءات أسهمت بتفاقم معاناة المهاجرين الذين يتعرضون للكثير من الانتهاكات والمخاطر التي أودت بحياة العديد منهم، يضاف الى ذلك اتساع عمليات النصب والاحتيال التي يتعرضون لها من قبل عصابات التهريب الخاصة، وفي ما يخص هذه المشكلة المتفاقمة فقد أعلنت الشرطة اليونانية انه تم انتشال جثث 12 مهاجرا قبالة جزيرة ليفكادا في البحر الايوني بعد غرق مركبهم. وكانت السلطات تحدثت اولا عن انتشال جثث ثمانية مهاجرين بينهم اربعة قاصرين.

وقالت مسؤولة مكتب الصحافة في شرطة المرفأ انه "تم انقاذ 15 مهاجرا"، موضحة ان عمليات بحث تجري "للعثور على ضحايا آخرين محتملين. وابلغ ناجون سلطات المرفأ بغرق المركب الذي عثر عليه قبالة سواحل باليروس، البلدة الواقعة مقابل جزيرة ليفكادا كما قال المصدر نفسه. وعثر على الزورق المطاطي الذي يبلغ طوله حوالى ثمانية امتار في مكان قريب جدا من سواحل باليروس. وفتح تحقيق لتحديد اسباب الحادث ومصدر الزورق ووجهته التي ما زالت السلطات تجهلها حتى الآن. ولم تعرف ايضا جنسيات المهاجرين.

من جانب اخر اعلنت السلطات الايطالية انقاذ حوالى 700 مهاجر في قناة صقلية في عدة عمليات جرت. واعلنت البحرية الحربية الايطالية في بيان ان خمس عمليات انقاذ على الاقل سمحت باغاثة المهاجرين وبينهم نساء واطفال. واوضح البيان ان سفينة الدورية "سيغالا فولغوزي" انقذت اولا 99 شخصا بينهم امرأتان وعشرة قاصرين كانوا على متن مركب جرفته المياه على بعد حوالى 185 كلم جنوب جزيرة لامبيدوزا الصغيرة.

واضاف ان الطراد الحربي "شيميرا" انقذ مجموعة اخرى من 219 شخصا بينهم 37 طفلا و43 امرأة كانوا على متن مركب آخر على بعد حوالى سبعين كيلومترا عن الجزيرة. ونقلت المجموعتان الى زورق "سان ماركو" البرمائي الكبير واستأنفت السفينتان الحربيتان الاخريان دوريتهما في قناة صقلية. من جهة اخرى، انقذت ثلاث مراكب تابعة لخفر السواحل الايطالي حوالى 300 مهاجر آخرين كانوا على متن زورقين بينما اغاثت سفينة الشحن "زافيري" التي ترفع علم مالطا، مجموعة اخيرة تضم تسعين مهاجرا على بعد حوالى مئتي كيلومتر جنوب لامبيدوزا.

على صعيد متصل اعلنت البحرية الايطالية انها اعترضت في المتوسط زورق صيد مع 16 مهربا وانقذت 176 مهاجرا سوريا كانوا على متن زورق صغير على مسافة قريبة. وبعد مراقبة الزورق المشبوه بطلب من نيابة كاتانيا، نفذت العملية على بعد 500 كلم جنوب شرق ميناء كابو باسيرو (شرق صقلية) في وقت كانت تسوء فيه الاحوال الجوية. ونفذت عملية المراقبة باستخدام غواصة صغيرة للمرة الاولى. وانقذت البحرية 176 سوريا، 146 رجلا و11 امراة بينهن ثلاث حوامل و19 طفلا بينهم معوق كانوا في زورق تركه المهربون في وسط البحر. بحسب فرانس برس.

واسعفم زورق سترومبولي الايطالي ونقلوا الى سفينة سان ماركو حيث خضعوا لفحص طبي والتقط فريق من الشرطة صورا لهم. وهنأ وزير الدفاع الايطالي البحرية الايطالية على العمل الممتاز الذي حققته. وقال الوزير ان سرعة التدخل كانت مهمة لان الاحوال الجوية في البحر كانت ستسوء وكان زورق المهاجرين غرق بالتأكيد. وعلى تويتر، هنأ رئيس الوزراء انريكو ليتا البحارة الايطاليين "لانقاذهم مئات الارواح في الايام الماضية،.

أعضاء من القاعدة

على صعيد متصل قالت وزيرة الخارجية الايطالية إيما بونينو إن اعضاء من تنظيم القاعدة ربما يكونون ضمن آلاف المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط بقوارب من افريقيا الى أوروبا وهو ما يشكل خطرا أمنيا محتملا على الاتحاد الاوروبي. وتسعى ايطاليا للحصول على المزيد من المساعدة من شركائها في الاتحاد الاوروبي للتصدي لأزمة وصول آلاف المهاجرين الأفارقة الى جزيرة صقلية هذا العام ومقتل المئات منهم اثناء هذه الرحلة.

وقالت بونينو نحن لدينا شكوك ان بين المهاجرين كانت هناك عناصر جهادية واعضاء في (تنظيم) القاعدة. وقالت انها لن تتحدث عن خطر ارهابي في هذه اللحظة لكنها تحذر من "خطر امني يشكله الجهاديون. وتريد ايطاليا ان يدشن الاتحاد الاوروبي مهمة لمكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة في البحر المتوسط في اطار السياسة الأمنية المشتركة للاتحاد. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان وزراء خارجية الاتحاد ناقشوا التداعيات الأمنية للهجرة غير الشرعية على الدول الثماني والعشرين الاعضاء.

وزادت ايطاليا من عدد الدوريات في الطرق البحرية بينها وبين ليبيا وتونس منذ غرق أكثر من 360 مهاجرا معظمهم من اريتريا بعد ان انقلب المركب الذي يقلهم قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا. وغرق قارب اخر بعد ذلك باسبوع ولا يزال مصير نحو 200 شخص مجهولا. ويصارع مركز استقبال الجزيرة لاستيعاب طوفان المهاجرين الفارين من الحرب الاهلية والاضطرابات في سوريا ومصر ودول عربية وافريقية اخرى وهو ما دفع اعدادا من المهاجرين للإقدام على مخاطرة عبور البحر المتوسط على متن قوارب وسفن متهالكة وغير مجهزة. ووصل أكثر من 3200 مهاجر من افريقيا والشرق الاوسط الى ايطاليا ومالطا حتى الآن هذا العام وفقا للأرقام الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

الى جانب ذلك دعت إيطاليا الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على ليبيا للتصدي لعصابات تهريب المهاجرين من افريقيا في قوارب مكدسة والحيلولة دون تكرار حوادث التحطم. وقال رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا بعد اجتماعه ونظيره في مالطا جوزيف موسكات في العاصمة فاليتا هناك حاجة لمبادرة من الاتحاد الأوروبي مع ليبيا لمحاولة إدارة الدوريات وضوابط الحدود بطريقة مختلفة."

وتأتي تصريحات ليتا بعد أيام من إلقاء محققين في صقلية القبض على رجل بتهمة خطف وابتزاز واغتصاب بعض المهاجرات بعد نجاتهن من حادث الغرق. وأكدت الروايات المروعة التي أخبرت المهاجرات محققين إيطاليين بها أسوأ مخاوف تنتاب الجماعات الانسانية بشأن الأوضاع في ليبيا.

وقال موسكات "علينا إرسال رسالة قوية بأننا نتعامل مع بشر. يعني هذا أيضا التصدي للشبكات الإجرامية لمهربي البشر. وتحملت إيطاليا ومالطا واليونان وطأة أزمة الهجرة المستمرة في الاتحاد الاوروبي منذ عقدين. ودعت الدول الثلاث إلى دعم أكبر من الاتحاد الأوروبي. وفي غياب رد منسق من الاتحاد الأوروبي أرسلت إيطاليا سفنا وطائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار في محاولة لمنع وقوع حوادث بشعة مماثلة في البحر.

وقال ليتا إن المهمة أنقذت حياة المئات وضغطت على المهربين الذين وصفهم بأنهم تجار الموت. وتستعد مالطا لارسال سفينة عسكرية إلى ليبيا للمساعدة في حراسة السواحل ومنع القوارب التي تقل المهاجرين من الابحار. بحسب رويترز.

وقال ليتا إن الأسلوب الذي انتهجه الاتحاد الاوروبي تجاه البحر المتوسط خلال العقدين الماضيين كان خاطئا وإن إيطاليا ستدفع في سبيل تغيير سياسات الاتحاد في المنطقة عندما تتولى رئاسته الدورية العام المقبل. وأضاف نحن بحاجة إلى سياسة أوروبية جديدة تجاه افريقيا والشرق الأوسط. من ناحية أخرى قال الزعيمان إن من المحتمل أن تتوصل إيطاليا ومالطا مطلع العام المقبل إلى اتفاقية حول التنقيب عن الغاز والنفط في البحر.

أعداد تتضاعف

في السياق ذاته فقد تضاعف عدد المهاجرين الذين يسلكون ما يُطلق عليه طريق البحر المتوسط المركزي خلال العام الماضي، ليصل إلى أكثر من 30,000 مهاجر بنهاية شهر سبتمبر الماضي. وتغادر غالبية القوارب الآن من ليبيا، الدولة التي ينشط فيها المهربون بحرية نسبية بفضل الحدود المساميّة وعدم وجود قوة شرطية أو عسكرية فعالة في ظل الحكومة الانتقالية الحالية.

ويشكل السوريون الذين يفرون من الحرب الدائرة في بلدهم نسبة كبيرة من التدفق الحالي في المهاجرين، إذ يمثلون نحو 7,500 مهاجر من بين 26,100 مهاجر من الذين وصلوا جزيرة صقلية قادمين من ليبيا، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. لكن 7,500 مهاجراً قدموا من إريتريا و3,000 من الصومال، مقارنة بـ 1,890 إريترياً و3,400 صومالي استخدموا الطريق خلال عام 2012.

وقالت كاترين كاميلري من الجمعية اليسوعية لخدمة اللاجئين في مالطا، وهي دولة صغيرة في جنوب أوروبا استقبلت نحو 1,700مهاجر وطالب لجوء حتى هذا الوقت من العام، أن "نسبة الصوماليين والإريتريين قد ازدادت خلال العامين الماضيين". وعلى الرغم من الباحثين ما زالوا يبحثون عن إجابة للسؤال الذي يتعلق بأسباب تزايد أعداد الصوماليين والإريتريين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا، إلا أن التغيرات التي طرأت على سياسية الهجرة في كل من السعودية وإسرائيل تقدم بعض المؤشرات الهامة.

فحتى العام الماضي، كانت الغالبية العظمى من المهاجرين وطالبي اللجوء من منطقة القرن الأفريقي التي تشمل الصومال وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي يتجهون إما إلى دول الخليج عن طريق اليمن أو إلى إسرائيل عن طريق السودان ومصر. أما هذا العام، فقد تم إغلاق هذه الطرق تقريباً، ذلك أن السعودية قد استأنفت بناء سياج بطول 1,800 كيلومتر على طول حدودها مع اليمن وقامت بترحيل آلاف العاملين الوافدين الذين يقيمون بطريقة غير قانونية. وفي هذا الصدد، ذكر كريس هوروود من الأمانة العامة للهجرة المختلطة على المستوى الإقليمي في نيروبي أن الحدود السعودية مع اليمن أصبحت الآن "مغلقة تماماً" ولا يستطيع المهاجرون التسلل من خلالها. وعلى الرغم من أن الإثيوبيون والصوماليين يستمرون في الوصول إلى اليمن، إلا أن أعدادهم قد تراجعت من أكثر من 107,000 في عام 2012 إلى 58,000 بنهاية شهر سبتمبر من العام الجاري.

وفي مطلع عام 2013، استكملت إسرائيل تشييد سياجها على طول حدودها مع شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد وقت قصير من أن دخل القانون الذي يسمح باعتقال من يسمون بـ "المتسللين" لثلاث سنوات، حيز التنفيذ. وقبيل هذه التدابير، كان يصل إلى إسرائيل نحو 1,000 مهاجر وطالب لجوء، معظمهم من إريتريا والسودان، كل شهر. على النقيض من ذلك، لم يعبر خلال الشهور التسع الأولى من عام 2013 سوى 36 شخصاً، وذلك وفقا لما ذكرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تل أبيب.

وفي السياق ذاته، قال هوروود من المنطقي أنه عقب إغلاق منفذين حدوديين رئيسيين وفي ظل عد تغير مستوى الطلب على الهجرة أن يسعى المهاجرون إلى طرق بديلة". وأكد أدريان إدواردز، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنه في ظل أن طريق سيناء بات شبه مغلق، "يتجه المهاجرون الآن نحو البحر المتوسط، حيث يأتون بالأساس إلى ليبيا، ويشقون طريقهم من السواحل الليبية وصولاً إلى لامبيدوسا وصقلية".

تحدث تيسفاميهرت شيشي (ليس اسماً حقيقياً )، وهو طالب لجوء إريتري يبلغ من العمر 29 عاماً، عبر الهاتف من مالطا واصفاً ما مر به من صعاب منذ أن ترك وطنه في فبراير 2012 بعدما أُرغم على العمل مدرساً ضمن فترة خدمته الوطنية. لم يتم تأهيل شيشي للعمل كمدرس، ولم يحصل على مرتب وتم إرساله للعمل في مكان بعيد جداً عن المنزل الذي تقيم فيه أسرته. وحول سبب هجرته قال لم يكن هناك حد أقصى لعدد السنوات التي يجب أن أقضيها هناك فأدركت أنني لن أستطيع مساعدة نفسي أو أسرتي أو حتى اقتصاد بلدي.

وعقب فترة قصيرة قضاها شيشي في مخيم للاجئين في شرق السودان، وهو مكان تنتشر فيه عمليات اختطاف للاجئين من قبل عصابات الاتجار بالبشر، دفع شيشي للمهربين بعض النقود لتوصيله إلى العاصمة السودانية الخرطوم. غير أنه عقب عام من التهرب من السلطات وعدم القدرة على إعالة نفسه، قرر أن يحاول الهجرة إلى أوروبا عبر ليبيا. وعن ذلك قال على الرغم من أنني كنت أعلم أن الحياة في ليبيا صعبة جداً، إلا أنه لم يكن لديّ خيار آخر. وأضاف قائلاً يخرج المرء من إريتريا ليس لأنه يفضل الذهاب إلى مكان آخر، بل لأن منزله يحترق ويبحث عن أناس يرحبون به. الناس يسافرون إلى إسرائيل لأنها كانت السبيل الوحيد، والآن يسافرون إلى أوروبا لأنها أصبحت هي السبيل الوحيد.

وبعد أن دفع شيشي بعض المال لأحد المهربين، قضى نحو 10 أيام في عبور الصحراء الكبرى مع مجموعة تضم 25 مهاجراً آخراً، جميعهم إريتريونلقد كانت رحلة مرعبة جداً في الصحراء، لم يكن هناك ماء وكان المهربون يهددوننا. ولكن لحسن الحظ نجونا. غير أن البعض كانوا أقل حظاً، فقد عُثر مؤخراً على جثث 92 مهاجراً في شمال النيجر ممن كانوا يحاولون الوصول إلى الجزائر. وقد تبين أنهم ماتوا عطشى بعدما تعطلت الشاحنتان اللتان كانتا تحملانهم وتخلى عنهم المهربون.

وعقب دخوله إلى ليبيا واحتجازه على يد إحدى الميليشيات في مدينة بنغازي لعدة أيام، تمكن شيشي من الهرب وشق طريقه إلى العاصمة طرابلس. وهناك، اتصل بمهرب ليبي وعده بنقله إلى أوروبا. لكن الرجل حبسه في مخزن مع 300 من المهاجرين الآخرين. وظل على هذه الحال لمدة شهرين قبل أن يرسل له أقرباؤه 1,600 دولار كان قد طلبها المهرب ليطلق سراحه وينقله إلى أوروبا.

من جانبها، قالت ميليسا فيليبس، مسؤول برامج أول في المجلس الدانماركي للاجئين في طرابلس، أن غياب الوكالات الدولية أو الحكومية في جنوب ليبيا جعل من المستحيل تتبع أعداد المهاجرين الذين يدخلون الدولة. وأضافت أن الشيء الوحيد الذي يتوفر لدينا في الوقت الحالي هو عدد القوارب التي تنطلق من ليبيا.

إلى ذلك، تشير تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه في شهر سبتمبر فقط غادر نحو 4,619 مهاجراً ليبيا قاصدين أوروبا، مقارنة بـ 775 مهاجراً خلال الشهر ذاته من العام الماضي. وفي السياق ذاته، ذكرت فيليبس أنه لطالما كانت ليبيا وجهة للمهاجرين الاقتصاديين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى الذين يتطلعون إلى الحصول على فرص عمل. أما بالنسبة إلى طالبي اللجوء الذين يتطلعون للحماية، فإن افتقار ليبيا إلى قانون للاجئين وعمليات الاحتجاز التي يتعرضون لها، لا تجعلها وجهة نهائية لهم إلا نادراً. تضم هذه المجموعات التي تنتقل عبر ليبيا إريتريين وصوماليين وبعض الإثيوبيين والسوريين.

وخشية القبض عليهم، نادراً ما يصاحب المهربون المهاجرين في عبور البحر، على الرغم من أنهم يتقاضون مبالغ تصل إلى 1,500 دولار للفرد للعبور في سفن مكتظة للغاية وفي الغالب غير صالحة للإبحار. وقد أوضحت فيليبس ذلك بقولها يقوم بعض الأشخاص بإصدار الأوامر المتعلقة بكيفية الإبحار. يطلق الناس عليه اسم الكابتن، على الرغم من أن هذا الشخص ما هو إلا أحد رفقائهم من المهاجرين أُعطيّ فجأة جهاز جي بي إس النظام العالمي لتحديد المواقع وإذا حدث شيء سلبي في البحر، يغيرون مسارهم.

هذه كانت خبرة أحمد عمر إسحاق، وهو مهاجر صومالي يبلغ من العمر 31 عاماً، الذي وصف رحلته من مالطا وقال: لقد كنا 55 صومالياً على متن قارب مطاطي. أعطونا بوصلة وجهاز جي بي إس وأرشدونا إلى الاتجاه الذي يجب أن نبحر فيه، ثم وضعونا في البحر وقالوا لنا هيا انطلقوا. وسافر شيشي مع 300 مهاجر في قارب صيد تعطل عقب ثلاثة أيام في البحر وظلوا من دون طعام أو ماء. قامت قوات حرس السواحل الإيطالية والمالطية بإنقاذهم واقتادوهم إلى مالطا، حيث مكث شيشي في مركز لاستقبال اللاجئين.

من جهة اخرى يعتزم كل من المجلس الدانماركي للاجئين والأمانة العامة للهجرة المختلطة على المستوى الإقليمي الشروع في دراسة لبحث أسباب تدفق المهاجرين من القرن الأفريقي عبر السودان إلى ليبيا ومن ثم إلى أوروبا. ويهدف البحث إلى معرفة المزيد حول طرق ووسائل السفر التي تستخدمها هذه المجموعة من المهاجرين وطالبي اللجوء والمخاطر التي يجابهونها خلال الرحلة.

مع ذلك، يبقى واضحاً أن محاولة جعل أحد الطرق أكثر صعوبة بالنسبة لطالبي اللجوء لا يؤدي إلى شيء سوى إرغامهم على استخدام طرق أخرى، التي تكون في الغالب أشد خطورة. وهناك أنماط مشابهة حول العالم، لكنها توجد بشكل خاص على الحدود الأوروبية، حيث تدخل الآن أعداد متنامية من المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي عبر بلغاريا ودول البلقان الأخرى، وذلك في أعقاب قيام اليونان بتشديد الرقابة على حدودها، التي كانت تُعد في السابق نقطة العبور الأكثر شعبية. بحسب شبكة إيرين.

من جهته، قال إدوارد من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: إنها مثل الضغط على بالون. المشكلة تظهر في مكان آخر، ولهذا السبب بالضبط نؤكد بقوة على أنه لا يمكن العمل على الحد من الخسائر في الأرواح إلا إذا تم تبني منهج شامل. لكن إذا تم التعاطي مع القضية من زاوية الردع، فهذا يصب في صالح عصابات الاتجار بالبشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/تشرين الثاني/2013 - 24/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م