جرائم الانترنت... ظاهرة تفتقر للمكافحة

تقرير: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يشكل الإنترنت في الوقت  الراهن بيئة خصبة لمجرمين أكثر عصرية واحتراف، في ظل غياب المراقبة الرصينة من لدن الجهات المعنية سواء كانت رسمية او غير رسمية لمن يستخدم مواقع شبكة الانترنت العالمية من المتلقيين بمختلف فئاتهم وخاصة فئة الشباب والأطفال، حيث يمكن ان يتعرضوا الى مشكلة او جريمة قد تصل الى الخطف او حتى القتل، وقد تكون الخطورة والضرر فيها حاضر ايضا وعلى جميع من يستخدمه ان يتجنب هذه المخاطر والاضرار ويكون نبيها وواعيا وذكيا في التعامل معها كي يتجنب الاضرار التي قد تفقده حياته.

حيث تعددت الجرائم المرتكبة على مواقع الانترنت فشملت نشر رسائل مسيئة وارتكاب جرائم عنف بسببها، وجرائم جنسية بما في ذلك الاستمالة والمطاردة كالتهديدات بالصور، وممارسات عنصرية، وعمليات احتيال.

وبهذه الصورة تبدو هذه المواقع لاسيما موقع الفيس بوك الذي صار وسيلة رابطة للعلاقات المختلفة بين مختلف المجتمعات والاعمار، حيث هناك جرائم ومخالفات ومخاطر كبيرة يتعرض لها مستخدمو الفيس بوك، تصل الى القتل والخطف وما الى ذلك من جرائم كبرى، أما القتل عبر الفيس بوك، فيمكن ان يكون حقيقيا ويحدث فعلا، او قتل من نوع آخر يسمى القتل في الفيس بوك كما حصل في العديد من بلدان العالم.

فعلى الرغم من حملات التوعية المتعلقة بمختلف الوسائل الإعلامية حول هذا النوع من الجرائم، إلا أن العديد من الضحايا ما زالوا يقعون في شرك العصابات الاجرامية طمعا في الحصول على المال او غاية شخصية، ومع العديد من المعوقات التي تعترض مكافحة الاجرام عير الانترنت إلا أن أجهزة الأمن بدأت بمكافحة هذه الظاهرة بالتعاون على المستوى الدولي في تبادل المعلومات.

إذ أنه لابد من تفعيل نظام مكافحة جرائم المعلوماتية أمام تلك الظاهرة العالمية وكذلك من الضروري العمل على نشر الوعي الاجتماعي بالآثار السلبية لاستخدامات شبكة الإنترنت.. ولكن متى؟ وكيف.. ومن هي الجهات المسئولة بذلك؟.

شبكات التواصل الاجتماعي

فقد ارتفع عدد الجرائم على شبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، بمعدل ثمانية أضعاف في غضون أربع سنوات، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن بيانات اصدرتها الشرطة البريطانية، أن 653 شخصاً صدرت بحقهم تهم من أصل 4908 أشخاص اعتقلتهم 29 قوة شرطة في انكلترا وويلز واسكتلندا العام الماضي، واضافت أن البيانات، اظهرت أن الشرطة اعتقلت 556 شخصاً فقط للاشتباه بارتكابهم جرائم على شبكات التواصل الاجتماعي في عام 2008، ووجهت تهماً بحق 46 واحداً منهم.بحسب يونايتد برس.

واشارت إلى أن شرطة مدينة مانشستر اتهمت أكبر عدد من مرتكبي الجرائم على شبكات التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع قوى الشرطة في المدن البريطانية الأخرى خلال العام الماضي، وبلغ عددهم 115 شخصاً.

فيما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي فيديو وصوراً وتغريدات متعلقة بهذه القضية، إذ انتشرت صور لفتاة يحملها شابان مع تعليقات صاحبت الصورة تستهزئ بأن "الفتاة كانت بالتأكيد ميتة، لأنها لم تتحرك على الإطلاق عندما تعدوا على جسدها"، وهنالك تعليق آخر يقول إن :"أفضل أغنية لهذه الليلة هي أغنية (ريب مي)" أي (اغتصبني) لفرقة نيرفانا.

إذ استخدمت هذه الصور وتعليقات موقع "اليوتوب" وتغريدات عدد من المراهقين في توجيه التهم ضدهما، باغتصاب فتاة خلال احتفال بنهاية فصل الصيف في 11 أغسطس/آب، في بلدة بولاية أوهايو، ووجه مكتب المدعي العام اتهاماً لأحدهما "بتصوير فيديو عري للفتاة القاصرة"، علما أن المشتبه بهما من أبرز لاعبي كرة القدم الأمريكية في البلدة.

وتمتنع CNN عن ذكر اسم الفتاة كجزء من سياسة الشبكة بعدم تداول أسماء ضحايا الاغتصاب، إلا أن وسائل الإعلام المختلفة  تداولت أسماء المتهمين بالجريمة وأعلنت عنهما المحكمة، حيث تم التعرف على المراهقين ترنت مايز، وماليك ريتشموند، وكلاهما يبلغان من العمر 16 عاماً، بأنهما المتهمان الرئيسيان في هذه الجريمة. بحسب السي ان ان.

ولفتت هذه القضية العديد من ردود الفعل من أبرزها ما فعلته مجموعة "Anonymous"، وهي مجموعة ناشطة من قراصنة الحاسوب، إذ قامت بنشر معلومات عن البلدة وعن فريق كرة القدم، ووجهت تهديدات خلال فيديو لها، بأنها سوف تنشر المزيد من المعلومات "إن لم يعترف المجرمون بفعلتهم قبل الأول من يناير/كانون الثاني"، وأضاف المتحدث باسم المجموعة أنه "حان الوقت لكي يضع الجميع حداً لطلاب كرة القدم وتصرفاتهم".

وتدخلت الشرطة في 14 أغسطس/آب عندما أتت والدة الفتاة وقدمت شكوى مدعية وقوع اعتداء على ابنتها، عندما أعطت مدير شرطة البلدة، وليام مكافيرتي، بطاقة للذاكرة تحتوي على صور لصفحات موقع تويتر والصورة التي انتشرت عبر الانترنت مؤخراً، كما استعانت شرطة مقاطعة جيفرسون بمساعدة المحققين في مكتب المدعي العام، الذين صادروا عدداً من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر للحصول على عددٍ من الأدلة لتثبت ما حصل فعلاً تلك الليلة.

الفيسبوك مثالا

على صعيد ذو صلة منع قاض كندي تلميذة من منطقة مانيتوبا في الثانية عشرة من العمر من الاطلاع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لمدة سنة، بعد توجيهها تهديدات لاثنتين من زميلاتها عبر الموقع، على ما جاء في الصحف المحلية، وكانت الفتاة قد كتبت أنها ترغب في خنق المراهقتين البالغتين من العمر 13 عاما.

وقد وضعت تحت المراقبة لمدة عام وفرضت عليها 50 ساعة من اعمال المصلحة العامة، على ما كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة "براندن صن" المحلية، وكانت جهة الادعاء قد طالبت باتخاذ هذه التدابير، في حين شددت جهة الدفاع على أن "فيسبوك" بات "عنصرا أساسيا" في حياة الشباب، وينبغي ألا يحرموا منه، وقالت والدة المراهقة "أظن شخصيا أنها ليست بحاجة إلى +فيسبوك+". بحسب فرانس برس.

وكانت المراهقة قد أقرت بذنبها في توجيه التهديدات إلى زميلتيها اللتين كانتا في ما مضى من أصدقائها، قبل أن "يخونها" صديقها مع وادة منهما، وهي كتبت على "فيسبوك"، "لا تعرفان إلى أي درجة أرغب في خنقكما، فانتظراني لأن ساعتكما ستأتي عما قريب!"، وكانت والدة إحدى الفتاتين قد أبلغت الشرطة بهذه التهديدات.

كما اعترف مواطن  فيتنامي بقتل صديقته السابقة في صفحته على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي قبل تسليم نفسه للشرطة، وقال مسؤول بإدارة تحقيقات الجرائم الاجتماعية، إن دانج فان  خوين 28 عاما كتب رسالة أمس الأول على موقع فيس بوك قال فيها أنه قتل منذ ستة أعوام صديقته ذات 24 عاما خريجة كلية الحقوق. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وجاء فى الرسالة بحسب ما نشرته صحيفة "دان ترى " "إن قتلي للشخص الذى أحبه جدا يعنى أيضا قتل نفسى وتدمير حياة امرأة "،وأضاف المسؤول إن خوين سلم نفسه للشرطة فى مدينة هو شى مينه أمس، وهو الآن قيد الاحتجاز، وأفادت صحيفة "دان ترى" إن خوين قتل صديقته بخنجر بعدما أنهت علاقتهما وارتبطت بصديق جديد، وكان خوين قد كتب عن انفصال صديقته عنه " لم أكن أستحق ذلك".

كما أفاد موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، بأنه سيحذف مقاطع الفيديو التي يتناقلها مستخدمو الموقع وتحتوي على مشاهد القتل، ومن بينها مشهد لرجل يقطع رأس امرأة، وقال الموقع: "سنزيل مثل هذه المقاطع التي رفعت تقارير عنها ونحن نقيم سياستنا ومنهجنا في التعامل مع هذا النوع من المحتوى"، وجاء القرار بعد أقل من ساعتين من نشر بي بي سي خبرا مفاده أن عضوا في لجنة السلامة الاستشارية في فيسبوك انتقد ما قام به الموقع.

وكان فيسبوك رفض حظر تلك المقاطع، مبررا موقفه بأنه من حق الناس أن ينقلوا صورة عن "العالم الذي نعيش فيه"، إلا أن المعهد الأمريكي لسلامة الأسرة على الانترنت (فوسي) ذكر أن الطبيعة العنيفة لمثل تلك المقاطع قد "تخطت كل الحدود"ن وقبل أن يتراجع موقع فيسبوك عن موقفه، كان ستيفين بالكام الرئيس التنفيذي بالمعهد قال إنه يشعر على المستويين الشخصي والمهني أن الموقع قد أخطأ، ودعت مؤسسات خيرية في بريطانيا شبكة التواصل الاجتماعي إلى أن تعيد النظر في موقفها إزاء نشر تلك المقاطع، قائلة إنها قد تحدث أضرارا نفسية طويلة الأمد على مشاهديها.

وجاءت تلك التحذيرات بعد أن نشر الموقع مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة ويصور مشهدا يبدو أنه من المكسيك لرجل يرتدي قناعا يقطع رأس امرأة، فيما تداول مستخدمو الموقع أيضا مقطعا ثانيا كان نشر على شبكة الإنترنت يصور إعدام رجلين، ذكرا أنهما مهرِّبا مخدرات ينتميان إلى تنظيم مكسيكي، قبل أن يتعرضا لهجوم بسكين ومنشار كهربائي، وكان رايان إل، وهو طالب جامعي من بلفاست، اتصل ببي بي سي بعد أن انتشر واحد من تلك المقاطع عن طريق حساب أحد أصدقائه.

وقال رايان إنه أرسل تقييمه للفيديو بأنه "غير ملائم"، إلا أنه تلقى الإجابة التالية من إدارة فيسبوك: "شكرا لتقييمك. لقد اطّلعنا على هذا المقطع ووجدناه لا يخالف معايير عنف الصورة في فيسبوك، بما في ذلك تصوير العنف الذي يقع على الأشخاص أو الأشياء، أو ما يهدد الأمن العام أو مشاهد السرقة أو التخريب"، واعترف موقع فيسبوك في البداية بأنه رأى أن يترك مثل ذلك المحتوى على الموقع.

وفي تعليق منه على مقطع الفيديو الذي يصور مقتل تلك السيدة، أصدر الموقع بيانا يقول فيه: "ينشر الناس هذا المقطع ليدينوا ما به. فكما هو الحال تماما عندما تقوم البرامج التلفزيونية الإخبارية بنشر المقاطع التي تصور جرائم وحشية، يمكن للناس أن ينشروا هذه المقاطع من خلال حساباتهم على فيسبوك للتوعية بخطورة تلك الأفعال ونتائجها"، وتابع البيان: "ومع أن المحتوى في هذا المقطع يعد صادما، فإن أسلوبنا يعتمد على الحفاظ على حقوق العامة في وصف وتصوير العالم الذي يعيشون فيه والتعليق عليه أيضا".

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، كان موقع فيسبوك يستشير معهد "فوسي" وأربع منظمات أخرى في أمريكا الشمالية وأوروبا لمناقشة سياسته المتعلقة بالسلامة على شبكة الإنترنت، وعلى الرغم من أن هيئة المعهد لم يكن مقررا لها أن تجتمع إلا في سبتمبر/أيلول، فإن رئيس معهد فوسي قال إنه رتب لمناقشة الموضوع في مؤتمر هاتفي طارئ، وقال بالكام: "قد تمثل تلك المقاطع أهمية لدى العامة. إلا أن بعض التقارير ترى أن مستخدمي موقع فيسبوك يضمون ما يقرب من سبعة ملايين ونصف المليون ممن هم تحت سن الثالثة عشرة في الولايات المتحدة، كما أنني أرى أن مقاطع الفيديو تلك لا تنشر في نشرات الأخبار اليومية"، وتابع بالكام: "حتى وإن كان هناك تحذير مسبق قبل عرض مثل تلك المشاهد، فإنه لا يكون من المقبول عرضها".

كما أدانت منظمات حماية الطفل البريطانية أيضا سياسة فيسبوك، حيث قال جون كار، عضو الهيئة التنفيذية في المجلس البريطاني لسلامة الطفل على الإنترنت إنه يجب على موقع فيسبوك أن يتخلى عن سياساته تلك، "لا أحب أن أتخيل ردة فعل طفل إذا ما شاهد واحدا من تلك المقاطع العنيفة على صفحته في الموقع أو بأي طريقة أخرى"، وأضاف: "لا أحب أن أتخيل رد فعل طفل إذا ما شاهد واحدا من تلك المقاطع العنيفة على صفتح في الموقع أو باي طريقة أخرى"، كما يمكن الوصول إلى المواقع التي تنشر تلك المقاطع من خلال محركات البحث ومواقع الفيديو الشهيرة الأخرى.

من جانبه قال آرثر كاسيدي، وهو طبيب نفسي يدير فرعا للمؤسسة الخيرية "ييلو ريبون"، إن الطبيعة الاجتماعية لموقع فيسبوك تجعل نشره تلك المقاطع مثيرا لإشكال حقيقي، وأضاف أنه تابع ما يجري حول تلك المقاطع من جدل، وحذر من أنها قد تتسبب في إلحاق ضرر نفسي طويل الأمد على مشاهديها، وقال: "نعلم من خلال بعض الشواهد التي لدينا أن مشاهدة مثل تلك المقاطع يمكن أن يكون لها تأثيرات نفسية سلبية عميقة، ويمكن لها أن تتسبب في استرجاع بعض المشاهد العنيفة من الماضي، أو أن تكون سببا في ظهور الكوابيس للإنسان أو حدوث اضطرابات في النوم"، وأضاف قائلا: "يمكن أن تكون لذلك تأثيرات سلبية عديدة على الأطفال والبالغين، ومنها اضطرابات القلق ونوبات الهلع"، وتابع: "أما المشكلة الأخرى فتتمثل في أن بعض الناس قد ينشرون تلك المقاطع بحسن نية، بغض النظر عن تأثيراتها المجتمعية التي لا يمكن السيطرة عليها".

وعندما نشر طلب إلكتروني يطالب موقع فيسبوك بإزالة تلك المقاطع، سرعان ما لقي تأييدا متزايدا، وكتب أحد الداعمين لتلك الحملة: "لقد ظهر ذلك المقطع مرتين على صفحتي الشخصية. ولا يمكنني تخيل تأثير مثل تلك المقاطع على الأطفال. فموقع فيسبوك يحتاج لنوع من الغربلة لمنع مثل تلك الصور من الظهور على صفحات مستخدمي الموقع"، وقد أكد فيسبوك أن الأدوات الحالية للحفاظ على الخصوصية تتيح للمستخدمين حجب ما ينشره بعض المستخدمين، إلا أنها لا تحجب محتوى بعينه، وقال بالكام إن التوصل إلى وسيلة تفضي إلى حظر انتشار مثل هذه المقاطع المصورة بالنسبة لمن لا يرغبون في استقبالها يعتبر فكرة يمكن دراستها.

الرسائل المسيئة

من جهة أخرى رفعت آلاف القضايا في محاكم بريطانية بسبب رسائل بذيئة أو تتضمن انتهاكات شخصية أرسلت إلى أشخاص عام 2012 عبر الانترنت أو برسائل نصية ، حسب ما علمت بي بي سي، وهذا يعني زيادة بنسبة 10 في المئة، وقد قدمت 600 لائحة اتهام على خلفية رسائل حقوق الاشخاص بين يناير/كانون ثاني 2011 ومايو/أيار 2013.

ويأتي الكشف عن هذه المعلومات بينما تحقق الشرطة في رسائل تتضمن انتهاكات أرسلت عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر لعضو مجلس العموم ستيلا كريسي، وكان عدد الرسائل التي تتضمن انتهاكات والتي أرسلت بين عامي 2010 و 2011 قد سجل انخفاضا، من 1637 الى 1537 ، لكن لم يعرف عدد الأشخاص المسؤولين عن إرسال هذه الرسائل. بحسب البي بي سي.

وكانت كريسي قد تلقت الرسائل التي تتضمن انتهاكات عبر تويتر بعد أن أعلنت عن دعمها للناشطة النسوية كارولاين ركيادو بيريز التي استهدفت بدورها بسبب مطالبتها بوضع صور شخصيات تاريخية نسائية على الأوراق النقدية في المملكة المتحدة، وتلقت المرأتان رسائل تهديد بالقتل والاغتصاب عبر تويتر، وقالت ديل هارفي مدير المدير العام لموقع تويتر لشؤون السلامة العامة إن الموقع سيضيف خاصية "الإبلاغ عن رسائل" ترسل عبره، وقد تعرض موقع "تويتر" لضغوط من أجل تعزيز خواص السلامة، وقال أندي تروتر مدير رابطة ضباط الشرطة إن على "المواقع اتخاذ تدابير من أجل تمكين الضحايا من الإبلاغ عن انتهاكات".

ابتزاز الكتروني

على صعيد ذو صلة كان من بين الضحايا كاسيدي وولف ملكة جمال المراهقات في الولايات المتحدة لعام 2013، اعترف مراهق أمريكي يُدعى جاريد جيمس أبراهامز أمام المحكمة بتهمة اختراق أجهزة كمبيوتر لفتيات واستخدام كاميرات أجهزتهن في التقاط صور لهن ثم استخدام هذه الصور في ابتزاز ضحاياه، ويقول المدعون إن أبراهامز قام بتنفيذ عمليات اختراق أجهزة كمبيوتر على مدار عامين، وكان من بين الضحايا كاسيدي وولف، ملكة جمال المراهقات في الولايات المتحدة لعام 2013، ومن المتوقع أن يصدر حكم قضاي بحق أبراهامز (19 عاما) في مارس/آذار المقبل، وقد تصل العقوبة إلى السجن لمدة 11 عاما مع غرامة تبلغ قيمتها مليون دولار.

ويقول مدعون إن نحو 24 فتاة في الولايات المتحدة وأيرلندا وأماكن أخرى تعرضت أجهزتهن لعملية اختراق نفذها أبراهامز، وتشير وثائق المحكمة إلى أن خبير الكمبيوتر قال لفتيات - تتراوح أعمارهن من 16 عاما إلى أوائل العشرين - إنه التقط لهن صورا وهن متجردات من ملابسهن، وهدد أبراهامز ضحاياه بنشر صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذا لم يستجبن ويرسلن له مزيدا من الصور أو يتجردن من ملابسهن أمامه عبر برنامج (سكايب).

وقالت السلطات إن اثنتين على الأقل من ضحاياه استجبن له، فيما لم تستجب لتهديداته كاسيدي وولف، وهي زميلة دراسة لأبراهامز، ونشر أبراهامز صورة لملكة جمال المراهقات وهي متجردة من ملابسها على الإنترنت وكتب لها رسالة قال فيها :"حلمك كي تصبحين عارضة أزياء سيتحول إلى أن تصبحين نجمة أفلام إباحية".

وأقر أبراهامز أمام محكمة سانتا أنا في ولاية كاليفورنيا بثلاث تهم ابتزاز وتهمة الدخول على جهاز كمبيوتر دون تصريح، وقال أمام القاضي إنه كان يعاني من مرض التوحد، وهو عامل قال محاميه إنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار أثناء توقيع العقوبة، ولا تعد هذه القضية الأولى من نوعها، ففي شهر يوليو/تموز أقر أمريكي آخر يدعى كارين "غاري" كازاريان بتهم اختراق أجهزة كمبيوتر خاصة نساء وسرقة هويتهن على الإنترنت ثم استخدامها لخداع نساء أخريات بغية تجريدهن من ملابسهن أمام الكاميرات.

كما أدانت محكمة أمريكية العام الماضي تريفور تيموثي بوضع برنامج تجسس على أجهزة كمبيوتر محمولة لنساء ثم إرسال رسالة تحذير تقول إنهن بحاجة إلى وضع الأجهزة "على مقربة من بخار ساخن" لإصلاح جهاز استشعار داخلي، وهو ما كان يدفع الكثير منهن إلى وضع الأجهزة في الحمامات في الوقت الذي كان يلتقط تيموثي صورا وهن يتجردن من ملابسهن.

ودفعت هذه الحوادث مؤسسة (تشايلدنت انترناشيونال) الخيرية إلى الإعراب عن قلقها في يونيو/حزيران واقتراح ضرورة فصل الكاميرات عن أجهزة الكمبيوتر في حالة عدم استخدامها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/تشرين الثاني/2013 - 22/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م