الاحجار الكريمة... من الارض ام من الفضاء؟

 

شبكة النبأ: يشهد العالم اليوم تنافسا شديدا على شراء المجوهرات الأنيقة العالمية ولكن بأسعار خيالية، إذ تمثل المزادات على الجواهر والاحجار الكريمة أحدى أهم الروافد الاقتصادية لدى بعض الأثرياء وعشاق اقتناء المستعدين لدفع مبالغ طائلة من اجل الحصول على بعض الماسات النادرة، لكن حجر اليشم الذي كان يجذب رمزا للسلطة المطلقة في الصين الامبريالية والذي يعتقد بأنه يتمتع بقدرات سحرية الصينيين الأثرياء، وان أجمل المجوهرات المصنوعة منه لا تجد من يشتريها بسبب ارتفاع الأسعار المفاجئ.

خلال السنوات الثماني الأخيرة، استمرت الأسعار في الارتفاع تزامنا مع زيادة اهتمام الأثرياء الصينيين بهذا الحجر الكريم والخوف من انخفاض العرض في بورما المعروفة بإنتاجها له. لكن المحللين يتوقعون أن يتحسن الوضع.

في الوقت نفسه عرض للبيع أغلى قلادة في العالم في مهرجان للمجوهرات بسنغافورة الامر الذي يعكس مدى تهافت قارة آسيا على شراء المجوهرات والأحجار الكريمة، وعلى صعيد استثنائي فقد لا نتمكن من تصديق هذا للوهلة الأولى، لكن العلماء يصرون بأن الغلافات الغازية للكواكب يمكنها أن توفر البيئة الأمثل لتكون الألماس، وعليه ربما سيصبح المال لا يساوي شيئاً حتى تنفقه.. هذه الفلسفة هي التي تقف وراء المزادات الباهظة الثمن وربما البذخ أيضاً، ولا شيء يساوي الإنفاق سوى اقتناء جواهر نفيسة وتاريخية قد تضر أكثر مما تنفع اقتصاديا.

اكبر ماسة برتقالية في العالم

فقد بيعت ماسة برتقالية من نوعية "فيفيد" يبلغ وزنها 14,82 قيراطا هي الاكبر في فئتها في مزاد علني نظمته دار كريستيز في جنيف بسعر قياسي بلغ 35,54 مليون دولار (مع الرسوم والعمولة)، وقال مفوض المزاد "انه سعر قياسي عالمي لماسة برتقالية وهو مستوى قياسي عالمي لسعر مبيع ماسة ملونة، بالقيراط".

واضاف قائلا "انه سعر خارق، انه سعر رائع" موضحا ان الكثيرين يشترون الماس كاستثمار لكن ثمة اخرين يقومون بذلك بسبب الشغف "مثلما يشتري المرء لوحة لبيكاسو او فان غوخ"، وبلع سعر القيراط الواحد اذا 2,39 مليون دولار في حين ان السعرا لقياسي السابق كان 2,15 مليون دولار لماسة زهرية "فيفيد" بيعت العام 2009 في هونغ كونغ، واشار المفوض الى ان الشاري الموجود في الصالة لكن لم يكشف عن هويته، جامع كبير.

ويبلغ وزن الماسة 14,82 قيراطا وتدعى "ذي اورانج" وهي من لون يعرف باسم "فيفيد" اي ان لديه بريقا كثيفا جدا. وحجم هذه الماسة قريب من لوزة كبيرة وكان الخبراء يتوقعون ان يصل سعرها الى 20 مليون دولار، ولم يكشف عن اسم الطرف الذي عرض الماسة للبيع ايضا، الا انه عثر عليها في جنوب افريقيا. بحسب فرانس برس.

وقال ديفيد وارن مسؤول قسم المجوهرات لدى دار كريستيز ان "الماسات الملونة نادرة مقارنة بالماس الابيض ولا سيما الماسات الزرقاء والزهرية والبرتقالية منها"، وبين الماسات الملونة، تبقى الماسات البرتقالية قليلة ايضا. في العام 1990 بيعت ماسة برتقالية-صفراء معروفة باسم "غراف اورانج" وزنها 4,77 قيراط بسعر 3,92 ملايين دولار. وفي العام 1997 بيعت ماسة "بامبكين دايموند" وهي برتقالية "فيفيد" ايضا وزنها 5,54 قيراط ، بسعر 1,32 مليون دولار، وتعرض دار سوذبيز منافسة دار كريستيز ، اكبر ماسة زهرية في العالم يتوقع ان تباع بسعر 60 مليون دولار، والماسة البرتقالية التي بيعت كانت القطعة الابرز في المزاد التقليدي للمجوهرات الفاخرة الذي تنظمه دار كريستيز في جنيف في تشرين الثاني/نوفمبر.

وعرضت دار كريستيز للبيع خلال هذا المزاد ايضا، مشبكا رائعا وعصريا صممته الصينية آنا هو، البالغة 35 عاما، وهذا المشبك واسمه "كوت دازور" يحمل في وسطه ياقوتة زرقاء وزنها 58,29 قيراط ومزين بماسات كثيرة واحجار كريمة اخرى وقد بيع بسعر 3,9 ملايين دولار، وكانت آنا هو تريد ان تكون عازفة فيولونسيل. الا ان مشاكل صحية ارغمتها على تغيير توجهها فخاضت غمار تصميم المجوهرات الذي اصبحت مرجعا فيه في غضون سنوات قليلة، ومن بين القطع النادرة الاخرى التي كانت المعروضة للبيع خلال هذا المزاد، عقد من الماس والزمرد كان ملكا للاميرة فوزية المصرية (1923-1994) احدى شقيقات الملك فاروق الخمس. وقد بيع بسعر 3,59 ملايين دولار، وكانت فوزية تعشق المجوهرات والازياء الراقية ولا سيما من دار فان كليف ودار شانيل، وبيعت خاتم مصنوع من ياقوتة حمراء محاطة بماسات بسعر 2,17 مليون دولار، وباعت "عائلة مالكة" عقدا من اللؤلؤ الطبيعي بسبعة صفوف، بسعر 7,9 ملايين دولار، وبيع عقد مصنوع من زمرد كولومبي، الاجمل في العالم بحسب الخبراء ، والماس من تصميم كارتييه مأخوذ من مجموعة باتينو تيمنا بملك القصدير سيمون باتينو، بسعر 8,7 ملايين دولار. وكان سيمون باتينو اشترى العقد العام 1938 ليهديه الى زوجته وقد بقي ضمن العائلة منذ ذلك الحين، وقد ولد سيمون باتينو في كوتشابامبا (بوليفيا) العام 1860 وحقق ثروة في قطاع المناجم ولا سيما الفضة والقصدير. وفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي كان يسيطر على 60 % من انتاج القصدير العالمي وكان من اغنى خمسة رجال في العالم. وقد توفي العام 1947 في بوينوس ايرس.

ماسة بينك ستار الزهرية

كما بيعت الماسة الزهرية اللون المعروفة ب "بينك ستار" (أي النجمة الزهرية) والتي يبلغ وزنها 59,60 قيراطا في جنيف بسعر يعد قياسيا لحجر كريم بلغ 83 مليون دولار (61,65 مليون يورو)، ولم يستغرق هذا المزاد الذي نظمته دار "سوذبيز" في جنيف إلا خمس دقائق، وبيعت هذه الماسة لرجل ملتح في الستين من العمر على ما يبدو يعتمر قلنسوة رفض الكشف عن هويته، مكتفيا بالقول إنه يمثل الشاري. بحسب فرانس برس.

وبدأ سعر المزايدة بثمانية وأربعين مليون فرنك سويسري ثم ارتفع إلى 67 مليون فرنك سويسري ليصل إلى 68 مليون مع العمولة المخصصة لدار "سوذبيز" (أي 83 مليون دولار) وسط تصفيق الحضور المؤلف من نحو 150 شخصا، وقد قدرت قيمة هذه الماسة بستين مليون دولار.

على الصعيد نفسه اشتر ت دار هاري وينستون للمجوهرات التي اشترتها اخيرا مجموعة الساعات السويسرية "سواتش غروب"، في جنيف اكبر ماسة صافية لا لون لها تعرض في مزاد نظمته دار كريستيز، بسعر 26,7 مليون دولار.

وقد حصلت الماسة البالغ وزنها 101,73 قيراطا الصافية والتي لا لون لها والمصقولة على شكل اجاصة على تصنيف "دي" من المعهد الاميركي للاحجار الكريمة. وهو افضل لون ممكن لماسة. وحصلت ايضا على افضل شفافية وهي متماثلة بالكامل، وكانت الماسة وهي القطعة الرئيسية في مبيعات ايار/مايو التقليدية للمجوهرات الراقية والساعات الفاخرة في جنيف لدى دار كريستيز، مطروحة للبيع من قبل صائغ ايضا، وبما ان الماسة تطرح للمرة الاولى للبيع في مزاد حصل المشتري على شرف تسميتها وقد اطلق عليها اسم "هاري ليغاسي" على ما اوضح راوول كاداكيا ممثل هاري وينستون في المزاد، وكانت دار المزادات تأمل بالوصول الى سعر 30 مليون دولار على ما افادت قبل ايام من عملية البيع.

والماسة مستخرجة من منجم جواهينغ في بوتسوانا وكانت تزن وهي خام 236 قيراطا على ما قال جان-مارك لونيل مدير قسم المجوهرات في "كريستيز سويسرا"، واحتاج خبير الى 21 شهرا لصقلها واعطائها شكل الاجاصة الحالي البالغ طولها 4,1 سنتمترات وعرضها 2,5 سنتمترا، وقال كاداكيا "هذه اول عملية شراء كبيرة" لدار هاري وينستون منذ اشترتها مجموعة سواتش في كانون الثاني/يناير، ويعتبر هاري ويسنتون الذي له علاقات وثيقة مع اوساط هوليوود احد اكبر المراجع في مجال الماس في العالم. وباتت ترئس الدار الان نائلة الحايك (ابنة مؤسس سواتش التي ترئس منذ وفاة والدها مجموعة صنع الساعات السويسرية).

مؤسس هاري وينستون الملقب "ملك الماس" صقل احجارا اسطورية منها ماسة "تايلور-بورتون" وهي على شكل اجاصة وزنها 69,42 قيراطا قدمها ريتشارد بورتون الى الممثلة الاميركية ليز تايلور خلال علاقاتهما المضطربة.

من جهتها تؤكد "سواتش غروب" المعروفة عالميا بالساعات البلاستيكية الملونة من خلال عملية الشراء هذه انها دخلت عالم الالماس من بابه العريض، وقالت نائلة الحايك عند شراء مجموعتها لهاري وينستون "الماس هو افضل صديق للمرأة" في اشارة الى اغنية شهيرة ادتها مارلين مونرو في فيلم "جنتلمن بريفير بلوندز"، وكانت هذه الماسة القطعة الاغلى في فئتها التي تباع في مزاد، في العام 2007 بيعت ماسة صافية لا لون لها ووزنها 84,37 قيراطا تحمل اسم "ديامان كلوي" بسعر 16,19 مليون دولار وكانت تحمل السعر القياسي السابق لماسة من هذا النوع على ما قال الناطق باسم كريستيز كريستيانو دي لورينزو لوسائل الاعلام.

وفي هذه الفئة تعتبر ماسة "كلينان الاول" بطلة العالم من حيث الوزن مع 530,20 قيراطا وهي من ضمن مجوهرات التاج البريطاني ولم تعرض يوما للبيع، وفي تشرين الثاني/نوفمبر، باعت دار كريستيز في مزاد في جنيف ماسة "الارشيدوق جوزف" البالغ وزنها 76,02 قيراطا الاقل صفاء من ماسة الاربعاء، بسعر 21,5 مليون دولار، اما ماسة اليزابيث تايلور من الفئة ذاتها لكن وزنها 33,19 قيراط فقد بيعت بسعر 8,8 ملايين دولار في كانون الاول/ديسمبر 2011 في نيوريورك.

ثلاث ماسات حمراء نادرة

في حين اعلنت مجموعة ريو تينتو الانكليزية-الاسترالية انها تعرض للبيع في مزاد ثلاث ماسات حمراء استثنائية هي الاكبر التي تستخرج من منجمها الاسترالي، و"ارغايل فينيكس" البالغ وزنها 1,56 قيراط هي احد الماسات الحمراء الثلاث التي ستعرض للبيع في مزاد "ارغايل بينك دايمندز تندر" التقليدي، للمرة الاولى منذ ثلاثة عقود.

وقالت مسؤولة المزاد جوزفين جونسون لوكالة فرانس برس وهي تحمل الحجر في يديها "هي اكبر ماسة حمراء تستخرج من منجم ارغايل. لم يسبق ان رأينا شيئا كهذا ولن نرى على الارجح في المستقبل"، ولا تكشف ريو تينتو اسعار البيع الا ان الماسات الزهرية والحمراء والزرقاء تباع عادة بين مليون ومليوني دولار اميركي للقيراط الواحد وقيمتها تكون بشكل وسطي خمسين مرة اكثر من الماس الابيض. بحسب فرانس برس.

ويضم المزاد السنوي التقليدي العام 2013 ما لا يقل عن 64 ماسة هي 58 ماسة زهرية وثلاث زرقاء وثلاث حمراء. وستعرض في سيدني ونيويورك وطوكيو وهونغ كونغ وبيرث (استراليا)، منجم ارغايل الذي تستغله ريو تينتو في غرب استراليا يزخر بغالبية الماس الزهري المكتشف في العالم. والماسات الزهرية الاستثنائية منها تميل الى الاحمر.

وتلقى هذه الماسات رواجا خصوصا في اليابان. فاليابانيون يحبون خصوصا الماسات التي يذكر لونها بزهرة الكرز وهي شجرة اسطورية في اليابان. الا ان الطلب ينمو ايضا في اسواق اخرى مثل الهند والصين خصوصا على ما اوضحت جوزفن جونسون.

أغلى قلادة

في السياق ذاته رصعت القلادة بألماسة في حجم بيضة الدجاجة ثمنها 55 مليون دولار. وابتكر القلادة التي تعرف باسم "الفريدة" خبير الجواهر الثمينة المصمم معوض وتتوسطها ألماسة صفراء خالصة تزن اكثر من 400 قيراط مثبتة في قاعدة ذهبية مرصعة بأكثر من 90 من الجواهر الكريمة البيضاء تزن في مجموعها نحو 230 قيراطا، وقال جان نصر المدير الاداري لدار معوض في سنغافورة إن زوجين من آسيا - امتنع عن ذكر جنسيتهما - أبديا اهتماما جديا في شراء القلادة.

واضاف "من يسعون لاقتناء اشياء مثل هذه ينظرون للأمر من منظور مختلف." ويفتتح مهرجان المجوهرات في سنغافورة في 11 اكتوبر تشرين الاول الجاري ويستمر حتى 20 من الشهر ذاته، وعثرت فتاة من جمهورية الكونجو الديمقراطية قبل نحو 30 عاما على الالماسة الفريدة عن طريق الصدفة وسط انقاض عمليات تنقيب، ورغم ان سنغافورة تنعم بالحد الادنى من معدلات الجريمة الا ان احتياطات الامن ستكون على أشدها خلال فترة المهرجان الذي يقام في جناح خاص بمركز تجاري راق.

مجوهرات سان جينارو

من المزمع أن ينقل كنز سان جينارو وهو من أكبر مجموعات المجوهرات في العالم للمرة الأولى من نابولي ليعرض في روما من 30 تشرين الأول/أكتوبر إلى 16 شباط/فبراير 2014، وبدأ تغليف بعض القطع من هذه المجوهرات التي تشمل 90 قطعة من الذهب أو الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة والماس في نابولي. بحسب فرانس برس.

ومن بين هذه القطع، عقد سان جينارو من الذهب والفضة والأحجار الكريمة الذي صممه ميشيل داتو في العام 1679 والتاج الأسقفي من الفضة المطلي بالذهب والمرصع ب 3326 ماسة و164 حبة ياقوت و198 حبة زمرد من تصميم ماتيو تريغليو في العام 1713، وهذه المجموعة التي توسعت على مر السنين بفضل هبات الباباوات والأباطرة والملوك والعائلات الثرية في نابولي قد أخفيت عن الأنظار خلال الحرب العالمية الثانية في عدة مدن إيطالية، وهي أعيدت إلى نابولي في العام 1945 وأودعت في خزنة مصرفية ولم تعرض للجمهور إلا جزئيا، وجاء في دراسة صادرة عن متخصصين في الأحجار الكريمة أن هذه المجموعة "تتمتع بقيمة تاريخية تتخطى تلك التي تميز مجوهرات التاج الملكي البريطاني ومجموعات القياصرة الروسيين".

حجر اليشم لا يجد من يشتريه بسبب ارتفاع الاسعار

فيما يقول التاجر لي كوونغ كي لوكالة فرانس برس في معرض المجوهرات والاحجار الكريمة في هونغ كونغ إن "الزبائن لا يمكنهم أن يقبلوا بالأسعار الحالية، ولذلك لا أحد يشتري شيئا"، ويشير التاجر المتحدر من هونغ كونغ والذي يشارك في هذا المعرض منذ عشر سنوات إلى أن دورة هذه السنة أكثر هدوءا من سابقاتها، ويضيف لي وهو يتفحص سوارا تبلغ قيمته 194 الف يورو "نحن مجبرون على رفع الأسعار لأنه من الصعب جدا العثور على يشم خام ذي نوعية ممتازة من بورما. إذا توقفنا عن الشراء، تذهب الأحجار الأجمل إلى المنافسين".

وتقول المغنية التايوانية جودي شن "قررت أن أنتظر حتى تنخفض أسعار اليشم ذي النوعية الجيدة أو الممتازة. أعتقد أن الأسعار وصلت إلى أعلى مستوى لها حاليا"، وتطال هذه الظاهرة أيضا المتاجر الأصغر حجما. ففي سوق اليشم الشهيرة في هونغ كونغ التي يقصدها السياح والمواطنون من الطبقة الوسطى، انخفض عدد الزبائن بشكل ملحوظ.

ويقول وونغ فونغ-يين إن "الأسعار مرتفعة والسوق ضعيفة"، مضيفا أنه رأى الكثيرين من زملائه يقفلون متاجرهم، ويرمز حجر اليشم إلى النقاوة والعمر المديد ويقال في الصين إنه يجلب الصحة ويبعد الأرواح الشريرة. وقد اصبح هذا الحجر الذي يفضله المواطنون على الذهب رمزا للغنى بالنسبة إلى الصينيين الأثرياء.

ويخشى التجار شحا في الأحجار الآتية من بورما لأن هذا البلد بدأ يفضل أن يصنع مجوهرات من اليشم ويبيعها على أن يبيع الحجر الخام، لينغ جيانهوي هو تاجر صيني شارك في مزاد علني نظم في حزيران/يونيو في نايبييدو، عاصمة بورما الجديدة، لكنه غادره فارغ اليدين، ويقول "قمت بجمع مليوني دولار خصيصا من أجل هذا المزاد، لكنني أدركت لاحقا أن هذا المبلغ لا يكفي لشراء قطعة واحدة عالية الجودة". بحسب فرانس برس.

ويضيف أن "قطعة اليشم التي كانت تباع في السابق مقابل 100 ألف يورو تباع هذه السنة مقابل 500 ألف يورو"، وحوالى 90% من أحجار اليشم الممتازة مصدرها حقول هباكانت في شمال بورما. وعادة، يتم تنظيم مزاد مرتين على الاقل في السنة. لكن في العام 2013، لم تنظم السلطات البورمية سوى مزاد كبير واحد، وكان عدد القطع المعروضة فيه أقل ب38% منه خلال مزادات ربيع العام 2012، بحسب الأرقام الرسمية.

ويشرح لي ليانجو، نائب مدير وزارة الموارد في يونان الصينية، الذي يشرف على تجارة اليشم بين بورما ويونان أن البورميين "باتوا يشتغلون الحجارة ويبيعون (القطع) في الصين"، ويشير يو انغدونغ، مدير قسم علم الاحجار الكريمة في جامعة كانمينغ في يونان، إلى أن "قيمة الحجر تزيد عشرين مرة عندما يتم تحويله إلى سوار أو خاتم أو عقد"، ويخشى البعض أيضا أن تعلق بورما إنتاج اليشم أو تخفف منه إلى حد كبير من أجل حماية مواردها، ويقول لي ليانجو إن أسعار اليشم المنخفض النوعية تتراجع، ولذلك لا خوف من حدوث شح في هذه الفئة، ويتوقع أن تبقى أسعار المجوهرات المصنوعة من أحجار تم شراؤها في حزيران/يونيو مرتفعة جدا، لكن "الأسعار ستنخفض بحلول نهاية السنة".

تجارة الماس .. في الفضاء!

على صعيد مختلف فصلت كل من الباحثة مونا دليتسكي من معهد كاليفورنيا الهندسي وكيفين بينز الباحث في جامعة ويسكونسن دراسة نشراها، إذ استعان الباحثان في دراستهما بنظرية وجود ماس على سطح كوكبي نيبتون وأورانوس، والتي وضعت من قبل مارتن روس عام 1981، وأضافا بأن هذين الكوكبين يمكن أن يحملا مستقبل الاستثمار الفضائي في الماس، وشددا بأن كوكبي زحل والمشتري يمكنهما أن يحتويا أيضاً ماساً مشابها لما نملكه على كوكبنا، إلا أنه سيكون أكثر كثافة، وتوقعت دليتسكي بحساباتها وجود أكثر من عشرة آلاف طن من الألماس الذي يمكن أن يصل حجمه إلى حجم "كف اليد" على هذين الكوكبين.

ورغم أن الدراسة اعتمدت على النظرية إلا أن بحثهما اعتمد على حقائق مثبتة، منها:

- وجود غاز الميثان الذي يحتوي ذرة كربون حولها أربع ذرات من الهيدروجين، في كل من نيبتون وأورانوس وبالأخص في زحل والمشتري، مما يزيد من احتمال تحول الكربون إلى أشكال متعددة من ضمنها حجر الألماس الثمين.

- الحرارة المرتفعة والبرق الصادر من العواصف التي أثبت وجودها في دراسات سابقة في كوكبي زحل والمشتري، يمكنها أت تؤكد وجود الماس لتكونه تحت درجات حرارة مرتفعة.

- اللب الداخلي لكوكبي زحل والمشتري بارد لدرجة يمكن فيها الاحتفاظ بالحالة الصلبة للماس، على عكس عطارد والزهرة الذي يمكن للبيهما أن يذيبا هذا الحجر القاسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 19/تشرين الثاني/2013 - 15/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م