الصراع على البيت الابيض... هل تعتلي هيلاري كلينتون الرئاسة؟

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لا يزال الوقت مبكر جدا على انطلاق ماثوران الرئاسة الأمريكية لاقتناص كرسي مكتب البيضاوي، لكن ما اظهرته استطلاعات الرأي حول الرئاسة الاميركية عام 2016، بتقدم وزيرة الخارجية الاميركية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، واعادت انتخاب حاكم ولاية نيو جيرزي الجمهوري كريس كريستي لولاية ثانية، في انتخابات حقق فيها فوزا كبيرا جعله مرشحا رئاسيا لا مفر منه في 2016، بدأ انطلاق موجات جديد من الصراع والمعارك بين الغريمين الجمهوري والديمقراطي، فيتضح من النوايا المعلنة لسبق الأحداث وحرب السياسية خلف الكواليس تشير الى صراع السباق على كرسي الرئاسة الأميركية القادم ربما سيكون الأكثر شراسة بين الخصمين السياسيين في الولايات المتحدة.

فتبدو الاستعدادات والمستجدات الأخيرة على الساحة السياسية الأمريكية ان الانتخابات القادمة محتدمة قبل بدئها بعيد الاجل،  فقد جاء في استطلاع للرأي نشرت نتائجه في الولايات المتحدة ان الديمقراطية هيلاري كلينتون سوف تتنافس في السباق الى البيت الابيض مع الجمهوري كريس كريستي وهي متقدمة بشكل كبير على مرشحين اخرين، وفي حال جرت الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 اليوم، فان وزيرة الخارجية السابقة ستحصل على 42% من الاصوات مقابل 43% لكريس كريستي، حاكم ولاية نيو جرزي (شرق) الذي يتمتع بشعبية كبيرة والذي اعيد انتخابه لهذه المنصب مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. واجري الاستطلاع على عينة من 2545 شخصا مع هامش خطأ بمعدل 1,9 نقطة. بحسب فرانس برس.

وامام ثلاثة جمهوريين اخرين هم السناتوران راند بول وتيد كروز والنائب بول ريان الذي خاض الانتخابات مع ميت رومني عام 2012، فان هيلاري كلينتون سوف تفوز بشكل كبير مع تقدم يتراوح بين 9 و15 نقطة، واعطى استطلاع اخر للرأي اجري لحساب "ان بي سي نيوز" ونشر الثلاثاء هيلاري كلينتون تقدما بعشر نقاط على كريس كريستي (44% مقابل 34%) مع هامش خطأ بمعدل 3,6 نقطة واجري على عينة من 1003 اشخاص.

ورغم استطلاعات الرأي التي أظهرت نتائجها تقدم كلينتون على كافة المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين المحتملين لخوض السباق الرئاسي المقبل، دعت وزيرة الخارجية السابقة إلى الكف عن التكهن بشأن 2016، فيما يترقب العالم ما إذا كانت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري ستترشح إلى الرئاسة الأمريكية عام 2016، رأى الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أن ابنته تشيلسي ستكون رئيسة ملائمة على المدى البعيد.

وقال كلينتون في مقابلة مع قناة (سي أن ان) حول من ستكون رئيسة أفضل هيلاري أو تشيلسي، “في الغد القريب، زوجتي لأن لديها خبرة أكبر ولكن على المدى الطويل، تشيلسي لأنها تعرف عن كلّ شيء أكثر منّا”، وأضاف “أشعر وكأنني أعود إلى المدرسة في كلّ مرة أتحدث إليها”، وتعمل تشيلسي حالياً ضمن مؤسسة كلينتون وهي لم تعلن بشكل واضح بعد ما إذا كانت ترغب في خوض غمار السياسة. بحسب يونايتد برس.

في المقابل اعيد انتخاب حاكم ولاية نيو جيرزي الجمهوري كريس كريستي لولاية ثانية، في انتخابات حقق فيها فوزا كبيرا جعله مرشحا رئاسيا لا مفر منه في 2016، كما افادت وسائل الاعلام الاميركية، وكان كريستي (51 عاما) يشغل منصب المدعي العام الفدرالي لولاية نيوجيرسي قبل ان ينتخب في 2009 حاكما للولاية باغلبية 48,5% من الاصوات مقابل 44,9% للحاكم الديموقراطي في حينه جون كورزين.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فانه في هذه الانتخابات التي تنافس فيها مع الجمهورية باربرا بونو حقق مزيدا من التقدم في نسبة الاصوات التي حصل عليها، ولا سيما في صفوف النساء والناخبين السود واولئك المتحدرين من اصول لاتينية، وهي ثلاث فئات من الناخبين يجد الجمهوريون في البلاد عامة صعوبة في استمالتها.

وبهذا الفوز اصبح ترشحه للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للسباق الرئاسي في 2016 امرا لا مفر منه، لا سيما وانه يتميز بشخصية قوية مفعمة بالنشاط وبقدرة على مخاطبة الجمهور بسجية وباسلوب بسيط وصريح وعلى التأثير بالمشاهدين عبر التلفزيون.

وكان 94% من الجمهوريين و64% من المستقلين و30% من الديموقراطيين من ناخبي نيو جيرزي ابدوا عزمهم على انتخابه في استطلاعات الرأي التي اجريت قبل الانتخابات، وبفوزه للمرة الثانية بولاية ذات اكثرية ديموقراطية يكون كريستي قد كرس قدرته على اقناع الناخبين في الوقت الذي تدهورت فيه شعبية حزبه الجمهوري على المستوى الوطني بحيث بلغت نسبة المعارضين لهذا الحزب 63% اثر ازمة الموازنة العامة الاخيرة والتي كان الطرف الاساس في تأجيجها حزب الشاي، الجناح الاكثر تطرفا في المعسكر الجمهوري.

كمامن جهة أخرى اعرب الحزب الجمهوري عن انزعاجه من اعداد محطتي "سي ان ان" الاخبارية و"ان بي سي" فيلما وثائقيا ومسلسلا عن هيلاري كلينتون وهدد بمقاطعة المحطتين خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 2016.

وووجه رئيس اللجنة القومية للحزب رينس بريبوس رسالة الى المحطتين قال فيها ان عرض شريط وثائقي ومسلسل عن كلينتون "يخل بتوازن" انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2016 لخلافة باراك اوباما الذي تنتهي ولايته في 20 كانون الثاني/يناير 2017.

ولكن بريبوس اعتبر ترشيح كلينتون "مرجحا" وقال ان البرنامجين التلفزيونيين "لا ينصفان المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في 2016 (ولا) المرشح الجمهوري في حال قررت السيدة كلينتون ان تترشح"، وقال انه في حال عدم الغاء انتاج البرنامجين قبل بدء المؤتمر الصيفي للجنة القومية للحزب الجمهوري، فانه سيطلب التصويت الملزم داخل اللجنة على منع التعاون مع المحطتين.

واعلنت "ان بي سي" نهاية تموز/يوليو انها تعد مسلسلا عن كلينتون تلعب بطولته الممثلة ديان لين. وقالت "سي ان ان" من جهتها انها ستوزع فيلما توثيقيا عن كلينتون يعده تشارلز فرغوسون الحائز على جائزة اوسكار عن افضل فيلم وثائقي عام 2011. ومن المقرر ان يعرض الفيلم في 2014 في دور السينما، ولم تبد المحطتان تجاوبا مع طلب الجمهوريين. بحسب فرانس برس.

واعلن قسم تنظيم المناظرات في "ان بي سي نيوز" في بيان انه "مستقل تماما عن ان بي سي الترفيهية" التي تقوم باعداد المسلسل، واعتبرت "سي ان ان" انه "بدلا من اتخاذ قرارات متسرعة بشأن مشروع لا يزال في بدايته ولن يجهز قبل اشهر، نشجع اعضاء اللجنة القومية للحزب الجمهوري على عدم اطلاق الاحكام قبل مزيد من الاطلاع"، واضافت المحطة "اذا قرروا عدم المشاركة في المناظرات على سي ان ان، فسنعتبر الامر مستهجنا، لأن تضييق نطاق مشاركتهم في المناقشات سيسىء بشكل كبير للناخبين".

على الصعيد نفسه صحيح أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لم تعلن عن عزمها الترشح للرئاسة في الـ2016، إلا أنها بدأت تحصد الدعم وأتى هذه المرة من جهة قوية جداً هي النجم الهوليودي جورج كلوني، ونقل موقع «إي أونلاين» الأميركي، عن كلوني، قوله إنه مستعد لدعم كلينتون في حال أرادت الترشح للفوز برئاسة الولايات المتحدة. بحسب يونايتد برس.

وأشاد كلوني بكلينتون، ولدى سؤاله عما إذا كانت قادرة على الاعتماد على تصويته لها أجاب مبتسماً «بالتأكيد»، يشار إلى أن دعم كلوني لكلينتون مهم جداً من ناحية توفير دعم مادي للحملة الانتخابية، ففي أيار (مايو) استضاف النجم الهوليودي عشاء في منزله لدعم حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما الرئاسية الثانية، ما ساهم في توفير 15 مليون دولار.

الى ذلك أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها اسم (مستعدون لهيلاري) انها بدأت الاستعدادات لتوفير الدعم الكافي الدعم لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض في العام 2016.

وأفادت شبكة (سي إن إن) الأمريكية ان مجموعة “مستعدون لهيلاري” (Ready for Hillary) أعلنت عن انطلاق استعداداتها لحملة كلينتون الرئاسية بالعام 2016، وذكرت المجموعة انها تمكنت من استقطاب شخصين عملا كمستشارين للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، واللذين لعبا دوراً في جمع التأييد للرئيس الحالي وضمان وصوله إلى البيت الأبيض. بحسب يوناتيد برس.

وقال المستشار الأعلى بحملة “مستعدون لهيلاري” غريغ سميث في بيان “تمكنت المجموعة من استقطاب أفضل وأكثر الأشخاص إبداعاً في هذا المجال للبدء بالاستعدادات لجولة الـ2016″، ويشار إلى ان هذه الأنباء تأتي بالرغم من ان كلينتون لم تعلن عن عزمها الترشح من جديد لرئاسة الولايات المتحدة، وقد أوضحت بعد خروجها من وزارة الخارجية انها تريد الابتعاد قليلاً عن السياسة.

وعليه على الرغم من أن المعطيات آنفة الذكر لا تضفي بتكهنات دقيقة او حاسمة حول من سيقتنص رئاسة المكتب البيضاوي، إلا أنها تطرح العديد من التساؤلات أبرزها في الوقت الراهن، هل ستكون هيلاري كلينتون رئيسة الولايات المتحدة الأميركية المقبلة؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 18/تشرين الثاني/2013 - 14/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م