مؤتمر جنيف الثاني... انفراجة صعبة التحقق

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: تشير المستجدات الأخيرة في القضية السورية الى اقتراب موعد مؤتمر السلام الدولي المسمى بـ جنيف الثاني أكثر من أي وقت مضى، فمنذ بدء الحرب التي تدمر سوريا قبل عامين ونصف العام سعت  الولايات المتحدة وروسيا الى جمع الأطراف المتحاربة على مائدة التفاوض في جنيف، لكن تأخر انعقاد هذا مؤتمر لمدة طويلة بسبب هوة الخلافات والانقسامات الشاسعة بين اطراف النزاع السوري، بينما اليوم يبدو انعقاده قريب الاجل نتيجة التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة من لدن المجتمع الدولي وخاصة امريكا وروسيا.

لكن لا يزال تباين مواقف وأجندات القوى الإقليمية والدولية الكبرى وتزمت كل طرف بموقفه وانقسامها في دعمها لطرفي الصراع، يطرح العديد من السيناريوهات حول جدوى انعقاد محادثات جنيف في الوقت الراهن، لذا يبدو ان حدوث انفراجة في القضية السورية صعبة التحقيق على المدى القريب.

وعلى عكس ما كان متوقعا يرى الكثير من المحللين ان الميزان يميل لصالح الرئيس السوري الأسد في مواجهة مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الإطاحة به ويزدادون تشرذما.

ومنذ الهجمات بالغاز السام التي وقعت في 21 اغسطس آب على ضواح تسيطر عليها المعارضة حول دمشق وكادت الولايات المتحدة أن تشن هجوما صاروخيا على قوات الأسد بسببها تحولت الأجواء الدبلوماسية ضد المعارضة التي اعتقدت لفترة قصيرة أن التدخل الخارجي سيمكن قواتها من ان تشن هجوما نهائيا.

لكن تردد إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما واتفاقا أبرم في اللحظة الأخيرة بوساطة روسيا التي هي واحدة من الحلفاء الرئيسيين للأسد لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية وضعا مقاتلي المعارضة في موقف صعب حيث يقعون الآن تحت ضغط أمريكي وأوروبي مكثف لحضور محادثات في جنيف بأجندة مبهمة، ويخشى مستشارون للمعارضة السورية ومحللون مستقلون أن يحول هذا الصراع السوري الى عملية طويلة وغير مثمرة على غرار مشاكل إقليمية عصيبة أخرى مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وكان الحدث الدبلوماسي المهم الوحيد في هذا الصراع البيان الذي صدر في يونيو حزيران الماضي بوساطة الأمم المتحدة المعروف باسم (جنيف 1) وكان مبهما بما فيه الكفاية.

ودعا البيان الى تشكيل حكومة انتقالية بطريقة افترض كثيرون أنها تستبعد أي دور لعائلة الأسد التي حكمت سوريا بقبضة من حديد منذ سيطرة الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار على السلطة عام 1970، ولم يكن هناك اي نوع من الاتفاق داخل سوريا بشأن مستقبل البلاد منذ اندلاع الصراع في سوريا.

وقال مصدر قريب من الائتلاف الوطني السوري وهو الممثل السياسي للمعارضة المعترف به دوليا إن الائتلاف يخشى أن يكون الاتفاق الذي أبرم بوساطة روسيا وامريكا لتفكيك ترسانة الأسد من الأسلحة الكيماوية قد أعاد لإدارة الرئيس السوري شرعيتها على الرغم من استخدامها أساليب مثل تجويع المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في محاولة لاستعادة السيطرة.

يتفق محللون إقليميون ودبلوماسيون مطلعون على تطورات الموقف عن قرب على أن مخاوف الغرب لم تعد متعلقة بالإطاحة بالأسد بل بكيفية منع الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة من تحقيق مزيد من المكاسب في الصراع الذي تفقد فيه جماعات المعارضة المعتدلة التي تحظى بدعم غربي محدود السيطرة تدريجيا.

وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد إن الموقف الأمريكي هو أن "على المعارضة التفاوض مع النظام والاتفاق على خارطة طريق"، وأضاف "يريد الأمريكيون والأوروبيون محاصرة الأسد في جنيف... إنها عملية بلا سلام".

وقال المصدر من المعارضة الذي طلب عدم نشر اسمه إن الغرب يتحول "من خطاب الربيع العربي الى خطاب مكافحة الإرهاب ويضغط على المعارضة لتحضر (مؤتمر جنيف 2) والا ستخسر دعمه"، وأضاف أن سوريا أصبحت الآن بالنسبة للغرب "مصدرا لإرهابيين مجندين سيعودون الى اوروبا وامريكا... لكن هذا لا يحل المشكلة الأساسية وهي كيفية وقف هذا وأن الإرهاب سيتفاقم وكلما امتدت الحرب لفترة أطول زاد تشرذم المعارضة وراديكاليتها".

وقال ايهم كامل خبير الشؤون السورية بمجموعة أوراسيا للاستشارات "التقدم العسكري للنظام سيستمر. من الصعب تصور أن يكون موقف الأسد أضعف خلال ستة أشهر. إنه ليس في موقف ضعف"، وأضاف "تنظيم القاعدة سيبقى. هذا واقع جديد. من الصعب تصور كيف سيختفي التهديد في المستقبل"، حتى السعودية أكبر داعمة للمعارضة بين نارين.

ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في المملكة إنها تعتبر الحرب السورية معركة على النفوذ الإقليمي مع ايران وحلفائها الشيعة العرب مثل حزب الله اللبناني الذي ألقى بثقله هذا الصيف وراء الأسد، وكان انتقاد السعودية للأمم المتحدة والولايات المتحدة حادا وعلنيا على نحو غير معهود منذ بدا أن اتفاق الأسلحة الكيماوية السورية يقود الى تقارب مع ايران على الرغم من عدم تحقيق انفراجة على صعيد البرنامج النووي لطهران خلال محادثات رفيعة المستوى عقدت في جنيف الأسبوع الماضي.

وذهب الأمير بندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية الى حد التحدث عن "ابتعاد كبير" عن واشنطن، لكن دبلوماسيين في الخليج يقولون إن ابن عمه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية يشعر بقلق إزاء تنظيم القاعدة والآثار السلبية المترتبة على دعم مقاتلي المعارضة على "الإرهاب" أكثر من اهتمامه بمصير الاسد.

وفي مواجهة أصدقاء كهؤلاء وفي ظل هذا الغموض السياسي فإن المعارضة السورية ربما تتساءل ما هي الخيارات الحقيقية المتاحة لها، وقال كامل من مجموعة أوراسيا "التوافق الدولي المؤيد للمعارضة وعسكرة الصراع لم يعد موجودا... الاعتقاد بإمكانية تحقيق المعارضة انتصارا عسكريا لم يعد موجودا".

وتقول مصادر دبلوماسية إن هناك اعترافا من روسيا والغرب بقدرة الأسد على البقاء على الرغم من تحول سوريا بالفعل الى جيوب حيث يتواجد مقاتلو المعارضة السنة في الشمال والشرق والانفصاليون الأكراد في الشمال الشرقي والعلويون وغيرهم في العاصمة والمنطقة الساحلية بشمال غرب البلاد.

وذكرت هذه المصادر أن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا يجرون مناقشات غير معلنة حول اي أجهزة الدولة السورية التي ستبقى وعلى اي مستوى ومن سيرحل ومن سيستمر مما يشير الى احتمال الوصول لحل وسط، لكن منتقدين يقولون إن المحادثات في جنيف تتحول الى بديل للسياسة الحقيقية في ظل غياب خطة موحدة لوقف الحرب.

ويقارن بعض المحللين بين هذا وبين حرب البوسنة 1992-1995 حين فشلت محادثات مطولة في وقف القتال الى أن شن حلف شمال الأطلسي هجمات جوية على القوات الصربية في أواخر صيف عام 1995، ويعتقد مراقبون يتابعون الشأن السوري عن كثب والمعارضة التي وافقت من حيث المبدأ على حضور المحادثات التي تأجلت أكثر من مرة أن مؤتمر (جنيف 2) لن يكون مثمرا لأن الغرب ليست لديه استراتيجية ليفرض وقف الحرب التي أودت بحياة 100 الف شخص حتى الآن وأسفرت عن نزوح اكثر من أربعة ملايين شخص وخلفت 2.2 مليون لاجيء.

وقال الكاتب اللبناني سركيس نعوم لرويترز "حتى اذا جرت محادثات جنيف 2 لا تتوقعوا حلا قريبا. ربما يكون هناك المزيد من مؤتمرات جنيف وستستمر الحرب"، وأضاف "كانت لدينا حرب استمرت 15 عاما وكان المبعوثون يلتقون دون أن يحدث شيء" في إشارة الى الحرب اللبنانية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990.

ويقول محللون إنه حتى اذا اتفقت الأطراف في جنيف فإنها ستحتاج الى إقناع جماعات المعارضة المسلحة في سوريا والتي قالت إنها لن توقف القتال اذا تم التوصل الى اي اتفاق لا يشمل إنهاء حكم الأسد.

وقال مصدر قريب من المعارضة "لا أرى كيف ستنجح محادثات جنيف 2 اذا كان النظام غير مستعد لإظهار أبسط بادرة على استعداده لانتقال. الأسد يقول العكس ويجري المقابلة تلو المقابلة قائلا إنه لن يسلم السلطة".

وتأمل الدول الغربية أن تتبع روسيا الاتفاق على التخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية بممارسة ضغط على الأسد، لكن في وجود الاتفاق ومع تحقيق القوات الحكومية مكاسب فإن روسيا لا تجد حافزا يذكر لتغير موقفها، واذا جرت محادثات جنيف ونجحت فستتمكن روسيا من تصوير نفسها على أنها صانعة سلام،  اما اذا لم يحدث ذلك فستواصل لوم مقاتلي المعارضة والغرب ودول الخليج قائلة إن حكومة الأسد كانت مستعدة للحضور دون شروط مسبقة بينما فشلت الولايات المتحدة وغيرها في إقناع مقاتلي المعارضة بهذا.

ولعل التقدم العسكري لقوات الجيش السوري التي أجبرت الجماعات المسلحة على الانسحاب من مناطق محيطة بدمشق ومناطق أخرى، والفوضى التي تسود بين الجماعات المعتدلة المدعومة من الغرب وتسلحها السعودية وقطرن جميعها نقاط سياسية تصب في مصلحة القيادة السورية قبل الذهاب الى مؤتمر السلام المرتقب.

في حين يتشاور اللاعبون الدوليون بشأن محادثات جنيف مازالت ساحة المعركة في سوريا تستقطب مقاتلين متشددين أجانب من الشيعة يدعمون حكم الأقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد وسنة يسعون للإطاحة بالرئيس وإقامة خلافة إسلامية، وقال المصدر القريب من المعارضة "الولايات المتحدة تتبع استراتيجية شديدة الخطورة وهي مواصلة الحديث من اجل المحادثات تقريبا... الطريق الوحيد لتنتهي هذه الحرب هو رحيل النظام"، وأضاف "اذا لم يكن هناك تدخل عسكري ضد النظام فيجب أن يكون هناك نهج مدروس واكثر جرأة لإجبار النظام على التنحي من خلال الضغط الشديد وهذا يعني إجبار روسيا وايران على المساعدة على تحقيق ذلك".

وقال جرجس "المنطق في الولايات المتحدة هو أن الطريقة الوحيدة لتنتزع المعارضة انتصارا سياسيا من بين فكي الهزيمة العسكرية هي من خلال جنيف 2." وأضاف "ربما تكون احتمالات أن تتمخض جنيف 2 عن انفراجة أقل من 20 في المئة"، وقال "إنه موقف مروع... إنها حرب طويلة... حرب استنزاف وفي الوقت نفسه ستتفاقم الأزمة الانسانية وتتحول الى مأساة عالمية كبيرة الابعاد".

وتهدف هذه المحادثات الى تحديد موعد لمؤتمر جنيف2 رغم الخلافات الواسعة حول من يجب ان يشارك في المفاوضات وتزايد الخلافات بين صفوف المعارضة السورية.

وفي هذا السياق قالت مصادر تشارك في محادثات في اسطنبول إن ائتلاف المعارضة السورية بصدد الموافقة على محادثات السلام الدولية في جنيف لكنه يشترط موافقة مقاتلي المعارضة داخل البلاد أولا لإضفاء الشرعية على المفاوضات، وتجتمع قيادة الائتلاف للاتفاق على موقفه إزاء محادثات جنيف 2 الرامية لانهاء المعارك في سوريا المستمرة منذ عامين ونصف العام.

وقالت مصادر في المعارضة إن مسودة قرار تؤكد على التزام الإئتلاف بالحل السياسي للصراع وتتفق مع الإعلان الصادر في لندن الشهر الماضي عن مجموعة اصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة في استبعاد اي دور للرئيس بشار الأسد في أي إدارة انتقالية.

غير أن مصادر المعارضة ذكرت أن اعضاء الائتلاف يريدون مساندة الوحدات القتالية وزعماء الاقليات والنشطاء داخل سوريا للقرار للتصدي لانتقادات تقول بانفصال الإئتلاف عمن يقاتلون داخل سوريا، واعلنت الجماعات الإسلامية الكبرى المعارضة رفضها لمحادثات جنيف إذا لم تسفر عن ابعاد الأسد وقال البعض ان كل من يشارك في المحادثات الدولية المزمعة سيتهم بالخيانة.

وقال عضو في المجلس الوطني السوري المشارك في الإئتلاف "ينبغي ان نطلع القوات في الداخل على (مسودة القرار) فضلا عن زعماء الاقليات والنشطاء ويتعين التشاور معهم"، وذكر أن مسودة القرار تتضمن شروطا صارمة بالفعل للمشاركة في المؤتمر لكن ربما يريد من يقاتلون على الأرض تشديدها، وقد يعني ذلك التأجيل، وقالت عدة مصادر انه قد يتسنى الحصول الموافقة قبل نهاية اجتماع اسطنبول ولكن اخرين ذكروا أن القرار النهائي قد يستغرق اسبوعين.

وقال اعضاء في الإئتلاف ان المبعوث الامريكي روبرت فورد التقى مع كبار زعماء الإئتلاف في اسطنبول قبل الاجتماع لحثهم على الموافقة على محادثات جنيف. وعبر دبلوماسيون ومسؤولون اجانب عن تفاؤلهم، وقال دبلوماسي غربي كبير "نريد ان يتوصلوا لقرار بانفسهم وان يمعنوا التفكير فيه. ينبغي ان يدعمه الشعب السوري."

من جانبه قال الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي رأس الاجتماع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف "كنا نأمل ان نكون في وضع يتيح لنا الاعلان عن موعد اليوم. للاسف لم يتحقق ذلك"، وأضاف "لكننا ما زلنا نسعى جاهدين لنرى ان كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام".

وتشاور الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قبل توسيع نطاق المحادثات لتشمل ممثلين عن بريطانيا وفرنسا والصين والعراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية.

وقال الإبراهيمي انه سيعاود الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في 25 نوفمبر تشرين الثاني وعبر عن امله في ان يتفق معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على مندوبين لتمثيلهم قبل ذلك ببضعة أيام، وقال "أمام المعارضة وقت صعب جدا جدا ..انهم منقسمون وهذا ليس سرا يخفى أحد. انهم يواجهون مشكلات من كل صوب وحدب وليسوا مستعدين."

وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الذي اجتمع هو وزميله النائب الثاني ميخائيل بوجدانوف مع الإبراهيمي ان الولايات المتحدة التي تدعم الانتفاضة ضد الأسد لا تملك النفوذ اللازم لتجميع وفد معارض يتحلى بالمصداقية لتمثيل فصائل المعارضة المختلفة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله "ليس المطلوب هو تمثيل المعارضة فحسب بل مشاركة وفد معارض يضم مجموعة واسعة من قوى المعارضة. وهذا ما يعجز الأمريكيون عن تحقيقه"، وشاركت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا كمندوبين عن الولايات المتحدة في المحادثات مع الإبراهيمي، وقال مسؤول أمريكي رفيع ان المحادثات كانت "بناءة للغاية ومفيدة جدا..نحن متفائلون بأن هذا المؤتمر سينعقد قبل نهاية العام."

وأضاف المسؤول "اذا استغرق الأمر من الائتلاف المعارضة بضعة اسابيع اخرى لتجهيز انفسهم بالطريقة التي يشعرون انهم بحاجة اليها وان يكونوا شركاء كاملين بايفاد وفد شامل إلى المؤتمر فاننا سندعمهم على القيام بذلك"، ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية عن عمران الزعبي وزير الاعلام السوري قوله الليلة الماضية ان "سوريا الدولة والوطن والشعب باقون والرئيس بشار الأسد سيكون رئيسا لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيسا فيها."

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو "شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا" مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد، واضاف "لا اعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد"، وقالت روسيا انه يجب دعوة إيران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لن يشارك اذا حضرت إيران، وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تدرك ان إيران ستقوم بدور في المنطقة وتريد التأكد من انه لن يكون دورا سلبيا. وتابع "لكن... الولايات المتحدة تعتقد ان على كل من يشارك في مؤتمر جنيف ان يؤيد بيان جنيف وان يتعهد بذلك قبل حضوره. إيران لم تختر عمل ذلك"، واشار المسؤول ايضا إلى جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران والتي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا.

وتابع "من المؤكد ان لدينا بعض بواعث القلق الكبيرة ازاء اشتراك إيران في الصراع وتمويل إيران لحزب الله"، ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا بوضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر (جنيف 2).

ودافعت موسكو عن الأسد في مواجهة مساعي غربية وعربية لفرض عقوبات دولية على النظام السوري، وأوضحت موسكو وهي المورد الرئيسي للسلاح للحكومة السورية ان المحاولات الرامية لانهاء حكم عائلة الأسد المستمر منذ اربعة عقود حول اجزاء من سوريا إلى جماعات مسلحة يسيطر عليها متشددون إسلاميون.

وكرس الصراع في سوريا الانقسام الطائفي في الشرق الأوسط. ويشكل السنة الأغلبية في سوريا والجزء الأكبر من مقاتلي المعارضة ويتلقون الدعم من دول بالخليج العربي في حين تدعم إيران غير العربية الأسد، وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو "يجب بكل تأكيد دعوة كل اصحاب التأثير على الوضع... وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل ايضا ايران."

وتعارض السعودية والولايات المتحدة توجيه أي دعوة لإيران، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ان طهران قد تساهم في التوصل إلى حل سلمي وانها مستعدة لتوجيه نداء لانسحاب جميع القوى الاجنبية من سوريا، وقال لتلفزيون فرانس 24 "نعتقد ان على الجميع ان يساعد الاطراف السورية على الجلوس إلى مائدة التفاوض للتوصل إلى حل..اولئك الذين يدعمون الجماعات المسلحة عليهم ان يقوموا بدورهم لانهاء هذا الوهم بان هناك حلا عسكريا (للصراع) في سوريا"، وايدت الجامعة العربية محادثات السلام المقترحة وحثت المعارضة على تشكيل وفد تحت قيادة الائتلاف الوطني.

لكن حتى في ظل الغطاء الدبلوماسي العربي فمن غير الواضح هل ستشارك المعارضة التي تملك تأثيرا محدودا على المقاتلين المعارضين في سوريا وبعضهم على صلة بتنظيم القاعدة، وقال دبلوماسي عربي في جنيف "يحاول القطريون التوصل الى موقف موحد بين المعارضة لكن لا اعتقد انهم سينجحون"، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر بأن محادثات جنيف الثاني المرتقبة محاولة غير مثمرة بأجندة مبهمة ولا يبدو انها ستخفف معاناة السوريين في المستقبل القريب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/تشرين الثاني/2013 - 13/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م