سباق التسلح... ترسانات عسكرية تجعل من العالم اقل امانا

 

شبكة النبأ: ازدياد التوترات العسكرية والصراعات السياسية وانتشار الجماعات المسلحة في مختلف دول العالم، عوامل مهمة دفعت الكثير من الدول الى بناء وتطوير قدراتها العسكرية والتكنلوجية بحسب بعض المراقبين والخبراء، الذين اكدوا على ان العالم اليوم يشهد حمى سباق التسلح خصوصا وان الكثير من دول العالم قد دخلت على خط التسلح الساخن، وهو ما قد يسهم في تطور بعض الصراعات الدولية التي ستكون لها الكثير من الانعكاسات السلبية على الامن والاستقرار العالمي، هذا بالإضافة الى المشاكل الاخرى التي تتمثل بتفاقم الفقر و المشاكل الصحية والاجتماعية و الاقتصادية بسبب توظيف مليارات الدولارات لأغراض شراء أو إنتاج الأسلحة، وفي هذا الشأن فقد أعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عزمها بيع حلفائها السعوديين والاماراتيين اسلحة وذخائر بقيمة اجمالية تصل الى 11 مليار دولار، في الوقت الذي تنظر فيه الدولتان الخليجيتان بعين الحذر الى جارتهما ايران المتهمة بان لها طموحات توسعية.

وتعتزم وزارة الدفاع الاميركية ابلاغ الكونغرس بمشروع العقد الذي سيسمح خصوصا لواشنطن بتزويد الرياض بالف قنبلة من نوع "جي بي يو-39" الخارقة للتحصينات، وخمسة الاف قنبلة مماثلة للإمارات. وتشمل الصفقة ايضا صواريخ عابرة للقارات. وهذه الاسلحة ستجهز طائرات حربية اميركية من طراز اف-15 واف-16 تملكها الدولتان.

والصفقة ستسهم في تعزيز الامن القومي والدولي للولايات المتحدة لانها ستسمح بتعزيز امن دول "صديقة" تشكل هي ايضا ركائز استقرار في منطقة الخليج، بحسب البنتاغون. وترى دول الخليج وخصوصا السعودية والامارات في الجار الايراني منافسا تعتبره بمثابة تهديد. وفي الوقت نفسه، تقول واشنطن والدول الخمس الكبرى التي تتفاوض مع طهران بشان ملفها النووي، انها لاحظت ارادة انفتاح من جانب الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني لم تشهدها مع سلفه المتشدد محمود احمدي نجاد.

الى جانب ذلك صرح على موسوي أحد معاوني رئيس الوزراء العراقي بان روسيا بدأت في تطبيق اتفاقا لتوريد اسلحة بقيمة عدة مليارات من الدولارات بموجب اتفاق ابرم مع بغداد. وبموجب الاتفاق، فانه يتعين على روسيا ان تمد العراق باكثر من عشر مروحيات هجومية من طراز نايت هينتر ام اي -28 ان إي كاملة التسليح والتجهيز بموجب اتفاق بقيمة 3ر4 مليار دولار للتعاون في قطاع الدفاع والتكنولوجيا ابرم في عام2012.

وقال موسوي في تصريحات لشبكة تلفزيون روسيا انه كانت هناك بعض الشكوك بشان العقد ولكنه قال ان تنفيذ احد مراحل العقد بدأ. واضاف في التصريحات التي نشرتها وكالة ريا نوفوستي ان العقد ينص على تسليم اسلحة تستخدم في المقام الاول في عمليات مكافحة الارهاب . وكان الكسندر ميخييف، نائب المدير العام لشركة تصدير الاسلحة الاروسية (روس أوبورون أكسبورت ) قد صرح في اواخر شهر حزيران / يونيو الماضي ان العقد الخاص بالمروحيات يغطى تدريب الطياريين والفنيين وتسليم نظم الاسلحة الاساسية. واضاف ان هذا اول عقد مع العراق من مجمل الاتفاق الشامل.

ويشار الى ان السلطات العراقية قد علقت الاتفاق بعد مرور اسابيع قليلة على توقيعه على خلفية الاشتباه في حدوث فساد. وفتح البرلمان العراقي تحقيقا مع العديد من المسؤولين المشتبه بحصولهم على رشاوي. غير ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال في اذار/ مارس الماضي ان العراق وروسيا وقعتا بالاحرف الاولى على اتفاق معدل وان تسليم شحنات الاسلحة المنصوص عليها في العقد سوف يتم في وقت لاحق العام الحالي.

في السياق ذاته ذكرت صحيفة فيدوموستي الروسية اليومية ان روسيا ابرمت لتوها مع انغولا عقودا عسكرية تبلغ قيمتها مليار دولار تجعل من لواندا الزبون الاول للاسلحة الروسية في افريقيا. وتنص هذه العقود على تسليم 18 طائرة مطاردة من نوع سوخوي-30 صنعت في التسعينات واستخدمتها الهند من قبل ، كما اوضحت الصحيفة نقلا عن مصدر في الشركة العامة المسؤولة عن صادرات المعدات العسكرية.

وذكرت الصحيفة الروسية بأن انغولا كانت تقيم علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفياتي الذي جهز جيشها في السبعينات والثمانينات خلال الحرب الاهلية الطويلة التي مرت بها البلاد. ومع عودة السلام في 2002، اخذت اوغندا مكانها كأول زبون لموسكو في القارة الافريقية. وازدادت مبيعات الاسلحة الروسية كثيرا منذ عشر سنوات وبلغت في 2012 رقما قياسيا فاق 15 مليار دولار، ما يجعل منها المزود الثاني للمعدات العسكرية في العالم بعد الولايات المتحدة.

على صعيد متصل تلقت تايوان اول ستة من 30 مروحية هجوم متطورة من طراز اباتشي اشترتها من الولايات المتحدة في اطار تحديث جيشها بالرغم من تحسن علاقاتها مع الصين على ما اعلن مسؤولون. وشحنت المروحيات الست من طراز ايه اتش-64 اي وهو احدث طراز من اقوى مروحية هجوم في العالم الى ميناء كاوسيونغ الجنوبي على ما افاد مسؤولون في وزارة الدفاع. وسيصبح الجيش التايواني الجهة الوحيدة خارج الولايات المتحدة التي تستخدم الطراز الجديد بحسب المصادر.

وكان موعد التسليم مقررا في الاصل في تشرين الاول/اكتوبر لكنه تأخر بسبب شلل الحكومة الاميركية بحسب تقارير صحافية. ومن المقرر وصول ستة مروحيات اضافية في وقت لاحق فيما يسلم الباقي منها في اواخر 2014 بحسب الصحف. وتندرج صفقة المروحيات هذه في اطار اتفاق تسلح بقيمة 6,5 مليارات اعلن عنه في 2008 واثار غضب الصين. بحسب فرانس برس.

وانفصلت تايوان عن الصين عام 1949 بعد حرب اهلية، غير ان بكين ما زالت تعتبر الجزيرة جزءا من اراضيها بانتظار اعادة توحيدهما ولو بالقوة ما يدفع بتايبيه الى السعي الى مزيد من التسلح وبشكل خاص من الولايات المتحدة. وخفت حدة التوتر بين الطرفين بشكل كبير بعد تولي ما ينغ-جيو الرئاسة في تايوان عام 2008 حاملا برنامجا صديقا للصين. واعيد انتخابه في كانون الثاني/يناير 2012. لكن ما شدد على ان تايوان تحتاج لان تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وستواصل التزود بالأسلحة من الولايات المتحدة.

ايران و روسيا

من جانب اخر اعلن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان للتلفزيون الايراني ان بلاده بدأت بإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ ومضادة للطائرات من طراز صياد-2. وقال الجنرال دهقان ان الصاروخ المضاد للصواريخ والطائرات الذي يشغل بوقود صلب يمكن ان يستخدم ضد مروحيات ومقاتلات وطائرات من دون طيار. واظهر التلفزيون صورا للمصنع وحوالى ستة صواريخ وصور ارشيف لتجربة الصاروخ التي اعلن عنها في نيسان/ابريل 2011.

وهذا الصاروخ نسخة محسنة لصاروخ صياد-1 ارض-جو للمضادات الارضية القادر بحسب طهران على بلوغ اهداف على علو متوسط وتعطيل التشويش الالكتروني. وفي ايلول/سبتمبر عرضت القوات المسلحة 30 صاروخا باليستيا من طرازي سجيل وغدير ومداهما المعلن 2000 كلم والقادرين نظريا على اصابة اسرائيل والقواعد العسكرية الاميركية في المنطقة. وطورت ايران في السنوات الاخيرة برنامجها الباليستي من خلال انتاج صواريخ مختلفة المدى.

وتؤكد طهران ان هذه الصواريخ ليست هجومية بل دفاعية في حين تلوح الولايات المتحدة واسرائيل بشن عمل عسكري لردع طهران عن امتلاك السلاح الذري. وابرمت موسكو في 2007 عقدا لتسليم ايران صواريخ اس-300 قادرة على اعتراض طائرات او صواريخ في الجو قيمته 800 مليون دولار. لكن روسيا الغت هذا العقد في 2010 تطبيقا للقرار الدولي حول العقوبات الجديدة المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل الذي يتم بحثه السبت في جنيف بين طهران والدول الكبرى. بحسب فرانس برس.

الى جانب ذلك اطلقت روسيا عددا من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية والموروثة من الحقبة السوفياتية، لاختبار فعاليتها. واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الغواصة بريانسك الموجودة في بحر بارنتس والغواصة سفياتوي جورجي بوبيدونوستس الموجودة في بحر اوخوتسك اطلقتا عدة صواريخ بالستية على سبيل التجربة. كما اطلقت القوات البرية صاروخا عابرا للقارات من نوع توبول وآخر من نوع فويفود من موقعين في شمال ووسط روسيا.

واعلن متحدث عسكري لوكالة انترفاكس ان الصاروخين اصابا هدفيهما في شبه جزيرة كمشاتكا في اقصى الشرق الروسي. كما اطلق الجيش الروسي ايضا اربعة صواريخ قصيرة المدى من نوع اسكندر وتوشكا-يو، و15 صاروخا من نوع اس-300 واس-400 للدفاع المضاد للطيران. وروسيا هي البلد الوحيد الذي لا يزال يجري تجارب على صواريخ عابرة للقارات بشكل دوري.

انتاج امريكي

في السياق ذاته قالت البحرية الأمريكية إنها افتتحت حقبة جديدة في التاريخ العسكري البحري بإطلاق المدمرة الحديثة "زومولت" التي ستكون فاتحة عصر جديد من المدمرات "الشبح" نظرا لصعوبة رصدها عبر أجهزة الرادار، وتمتاز المدمرة بامتلاكها لمنظومة أسلحة فائقة التطور وكذلك بشكلها الطويل والنحيف. وتعتبر "زومولت" أولى السفن من جيل DDG-1000، وهي أطول وأسرع من سائر المدمرات الأمريكية العاملة ضمن الأسطول حاليا، ولديها القدرة على تدمير أهداف تبعد عنها أكثر من مائة كيلومتر. ويبلغ طول المدمرة 610 أقدام، أما عرضها فلا يزيد عن 81 قدما في أقصى مداه، ورغم أنها أكبر وأطول من سواها غير أن أقل وزنا من سائر المدمرات بفضل هيكلها الذي يعتمد بدرجة كبيرة على ألياف الكربون الشديدة الصلابة.

وبفضل طريقة تصميم السفينة وانحناءات الزوايا فيها فإن رصدها عبر أجهزة الرادار أصعب بخمسين مرة من رصد السفن العادية، وقال الناطق باسم البحرية الأمريكية، كريس جونسون، إن أجهزة الرادار التي قد تلتقط السفينة قد تعتقد بأنها مجرد مركب صيد صغير. وكان من المقرر أن تنفق البحرية الأمريكية تسعة مليارات دولار على تطوير هذا الجيل من المدمرات، على أن تنتج سبع منها بكلفة 20 مليار دولار، غير أن تقليص الميزانية دفعها إلى الاكتفاء بثلاث فقط، وستعتبر تلك السفن أضخم مراكب قتالية قادرة على التخفي ضمن الأسطول الأمريكي.

ومازالت السفينة بحاجة لإضافة بعض أنظمة التسلح، وبينها أنظمة مدافع قادرة على إطلاق صواريخ موجهة بالكمبيوتر أسرع بثلاث مرات من الصواريخ البحرية العادية، وتمتاز تلك المدافع بقدرة التلقيم الذاتية، ما يعني أن السفينة لن تحتاج إلى أكثر من 150 بحارا لقيادتها، في حين تحتاج المدمرات الحالية إلى 275 بحارا. ويمكن للسفينة أيضا إطلاق أنواع متعددة من صواريخ "التوماهوك" و"الكروز" كما يمكنها حمل مروحيتين أو أربع طائرات عاملة من دون طيار.

من جانب اخر تدشن البحرية الاميركية "يو اس اس جيرالد-فورد" النموذج الاول من جيل جديد لحاملات الطائرات، وهي ضخمة بزنة 97 الف طن في منتهى الحداثة حملت تكاليف باهظة مقلقة لسلاح البحرية الذي يواجه شحا في الميزانية. وسيعود الى ابنة الرئيس الاميركي الاسبق وعرابة السفينة سوزان فورد بيلز شرف كسر زجاجة الشمبانيا بمقدم السفينة في حفل تدشين حاملة الطائرات الذي يقام في حوض بناء السفن نيوبورت نيوز الواقع على مقربة من قاعدة نورفولك الجوية الشاسعة في ولاية فرجينيا (شرق).

وسيستمر بناء السفينة الذي انجز بنسبة 70% بعد ذلك حتى شباط/فبراير 2016 ليتم تسليمها الى البحرية مع تأخير لستة اشهر. لكن رئيس اركان قوات البحرية التي تواجه اقتطاعات تلقائية في ميزانيتها وضرورة تمويل مشاريع هامة اخرى مثل الغواصة المقبلة، المح الى احتمال تأخير التسليم لسنتين لتمدد الفترة التي لن يكون فيها لدى البحرية سوى عشر حاملات طائرات في الخدمة ما سيحد من تنامي قدرتها في حال حصول ازمة.

وينص القانون على ان تملك البحرية الاميركية 11 حاملة طائرات نووية، لكن ليست هي الحال منذ ان سحبت يو اس اس انتربرايز من الخدمة في اواخر العام 2012. وحاملات الطائرات العشر الحالية التي اطلقت بين 1975 و2009 تنتمي جميعها الى الفئة نيميتز. ولحاملة الطائرة سي في ان 78 جيرالد- فورد التي ستتبعها جون-كينيدي (سي في ان-79) ثم انتربرايز (سي في ان80) حجم مماثل من 330 مترا.

لكن مصمميها يعدون بانها ستكون قادرة على القيام بطلعات جوية اكثر بنسبة 25% من طائراتها ومروحياتها المقدر عددها ب75، وستنتج مفاعلاتها كميات اكبر من الكهرباء كما ستنتج منشآتها لتحلية مياه البحر كميات اكبر بنسبة 20% من المياه العذبة يوميا ما يسمح لبحارتها من الاستحمام بشكل مريح. وستسمح مختلف التحسينات خصوصا بتسهيل عمليات الصيانة.

وتؤكد البحرية الاميركية ان الفئة فورد معدة لتقديم مزيد من القدرات القتالية مع تخفيض طاقمها الى نحو 700 عنصر (قياسا الى 5000 في الفئة نيميتز) بكلفة اجمالية اقل. لكن في هذه المرحلة فان التكلفة اكبر مما كان متوقعا. فبين تمرير العقد في 2008 والمرحلة الحالية ارتفعت تكلفة البناء بنسبة 22% لتصل الى 12,8 مليار دولار، بدون ان تأخذ البحرية "في الحسبان 4,7 مليار دولار كنفقات على الابحاث والتنمية كما ندد مكتب الميزانية في الكونغرس الذي يشرف على استخدام الاموال الفدرالية. ويرد مسؤولو البحرية بان هذه التجاوزات امر مألوف في بناء النماذج الاولى من السلسلة.

لكن في ظروف التقشف هذه فان هذه الزيادات تغضب حتى اكثر الداعمين المتحمسين للبنتاغون امثال السناتور الجمهوري جون ماكين الذي حمل على طلب جديد لزيادة 506 مليون دولار لبناء جيرالد-فورد. ولفت تقرير لمحكمة الحسابات الاميركية في ايلول/سبتمبر الماضي الى ان على البحرية خصوصا ان تتجاوز مشكلات كبيرة على الصعيد التكنولوجي والتصميم والبناء. وتأسف محكمة الحسابات خصوصا لقرار انتاج وادخال بعض التكنولوجيات الجديدة الى السفينة قبل ان تصل الى مرحلة نضوج معتبرة ان هذه الاستراتيجية تتضمن مخاطر تأخير وتغييرات مكلفة في التصميم.

اضافة الى ذلك يسجل تأخير وزيادة تكلفة في اعداد قاذفة جديدة لإطلاق الطائرات تعمل بطاقة كهرومغنطيسية بدلا من البخار، ورادار جديد او نظام جديد لوقف الطائرات عند الهبوط. وعبرت محكمة الحسابات ايضا عن قلقها لان بعض الانظمة الاساسية في السفينة ستشهد حتى بعد بدء تشغيل السفينة بعض العيوب المهمة في عملها ستؤثر على الارجح على التكاليف بالنسبة للحكومة كما ستحد من الفعالية العملانية للسفينة.

على صعيد متصل أكدت شركة أميركية أنها توصلت إلى صنع مسدس فولاذي بفضل طابعة ثلاثية الأبعاد عارضة السلاح الذي اختبرته مرات عدة بنجاح. وتقول شركة سوليد كونسيبتس ومقرها في كاليفورنيا أنها الشركة الأولى عالمياً في الطباعة الثلاثية الأبعاد التي تسمح بصنع منتج حقيقي بالاستعانة بجهاز كمبيوتر وطابعة خاصة، لكن إنتاج هذا المسدس مكلف جداً ويحتاج إلى أكثر من طابعة عادية على ما حذرت الشرطة. وقالت سوليد كونسيبتس في مدونة رافقت الشريط أنه يعمل بشكل جيد موضحة أنها أطلقت حوالى 50 طلقة أصابت وسط هدف يبعد أكثر من 25 متراً. بحسب فرانس برس.

والسلاح مؤلف من أكثر من 30 مكوناً مصنوعاً بفضل التكنولوجيا الثلاثية الأبعاد وبعضها كان من الفولاذ غير القابل للصدأ. وأوضح مسؤولو سوليد كونسيبتس انهم استخدموا تقنية بالليزر تقوم على تسخين مسحوق فولاذي من أجل جمع المادة. واللجوء إلى الطابعة الثلاثية الأبعاد لصناعة الأسلحة ليس بجديد لكن استخدام الفولاذ لصنعها هو العنصر الجديد. وتؤكد سوليد كونسيبتس أن نظامها قانوني لان الشركة تتمتع بترخيص فدرالي لصناعة الأسلحة.

سياسة التقشف

الى جانب ذلك قال مصدر جزائري إن وزارة الدفاع الوطني تتجه للعمل وفقا لتوجيهات سياسة التقشف المالي التي ستنتهجها الحكومة وأنها ستجمد صفقات شراء الأسلحة لنحو خمس سنوات كاملة بداية من 2017. ونقلت صحيفة (الخبر) الجزائرية عن مصدر وصفته بالمطلع، قوله إن وزارة الدفاع لن تتفاوض على صفقات سلاح جديدة بعد عام 2017، مشيرا إلى أن التجميد يشمل صفقات تجهيز أجهزة الأمن والدرك بالسلاح وأجهزة الاتصال والسيارات. وأضاف المصدر أن الجزائر أبلغت الدول التي تستورد منها الأسلحة بنيتها عدم تجديد بعض العقود بعد 2017.

وتتجه الجزائر إلى تخفيض نفقات التسليح بعد 3 سنوات من الإنفاق الأمني والعسكري القياسي، و10 سنوات تقريبا من الارتباط بصفقات تسليح كبرى، وذلك لعدة أسباب أهمها الالتزام بتوجيهات الحكومة التي تقضي بالتقشف وتقليص النفقات الحكومية قدر الإمكان. ولفت المصدر إلى أن التزام الجزائر ضمن صفقات السلاح مع مختلف المصنعين سينتهي قبل عام 2018، كما أن مخططات تحديث القوات البرية والجوية والبحرية بلغت مرحلة متقدمة جدا، ما يعني أن الحاجة لصفقات سلاح كبرى باتت غير مطروحة، على الأقل حتى 2022.

وأوضح أن برنامج تحديث الجيش الجزائري وتحويله إلى قوة عسكرية احترافية الذي بدأ قبل 14 عاما تاريخ اعتلاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكم، يتضمن إنشاء قاعدة صناعية تسند القوات المسلحة، عن طريق توفير ما لا يقل عن 50% من حاجات الجيش وأجهزة الأمن من الأسلحة الخفيفة والذخائر وقطع الغيار والعربات القتالية الخفيفة والزوارق الحربية من مصانع جزائرية، وهو ما سيوفر للجيش إمكانية كبرى لتخفيض فاتورة الاستيراد، ويوفر مداخيل للمجمع الصناعي العسكري الجزائري عن طريق تصدير منتجات عسكرية جزائرية لبعض الدول.

وبحسب تقارير محلية، فإن القوات العسكرية الجزائرية بعد سنوات من استيعاب منظومات أسلحة حديثة تم استيرادها من روسيا ومن دول غربية، قد بلغت مرحلة متقدمة من تفوق نوعي على المستوى الإقليمي لن تكون محل تهديد قبل عام 2022 أو ما بعده. وعزا المصدر ذلك إلى سياسة رفع الإنفاق العسكري والأمني إلى أكثر من 10 مليار دولار أمريكي ثم 14 مليار دولار الذي تبنته الجزائر بهدف تحديث أنظمة السلاح في فروع القوات الجوية والبرية والبحرية، فضلا عن أن رفع الإنفاق تضمن تمويل مشاريع لتحديث الصناعة العسكرية ونقل وصاية بعض الصناعات الميكانيكية إلى عهدة وزارة الدفاع، مثل ما وقع في إطار مشروع الشراكة لإنتاج العربات القتالية مع كل من ألمانيا والإمارات.

واعتبر أن السياسة الجديدة لوزارة الدفاع مرتبطة بمدى استقرار الوضع الأمني على الحدود مع الدول الإفريقية والعربية التي تشهد اضطرابات داخلية وتهديدات أمنية، بحيث يحتاج ضبط النفقات العسكرية عند مستويات معينة إلى استقرار أمني، وعدم وقوع أو تطور أي اضطراب أمني جديد على الحدود الجزائرية الممتدة على مسافة 4 آلاف كلم، والتي باتت مبعث قلق لصانع القرار السياسي والعسكري الجزائري. بحسب يونايتد برس.

وكان تقرير صادر عن مركز البحوث الإستراتيجية الأوروبي صنف العام 2009 الجيش الجزائري في المركز الثاني إفريقياً، بعد مصر، من حيث التسليح والتجهيز وفي المركز الـ20 عالمياً وفي المركز الثامن بين جيوش الدول الإسلامية، مشيراً إلى أن إمكانات الجيش الجزائري تضاعفت خلال 7 سنوات بعد أن كان يصنف في المركز 54 عالمياً قبل 15 عاماً. وصنف المركز القوات الجوية الجزائرية في المرتبة الثالثة عربياً والثانية إفريقياً و19 عالميا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/تشرين الثاني/2013 - 12/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م