اصدارات جديدة: ملامح المشهد الروائي في العالم العربي

 

 

 

 

الكتاب: اللمس والنظر.. مقاربات في سرديات المحسوس المتخيلة

الكاتب: رسول محمد رسول

الناشر: دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بدولة الإمارات

عدد الصفحات: 256 صفحة متوسطة القطع

عرض: رويترز

 

 

 

 

شبكة النبأ: في قراءته النقدية لأكثر من عشر روايات يرصد الناقد العراقي رسول محمد رسول المشهد الروائي في العالم العربي متلمسا ثراء المغامرة الإبداعية وتنوعها من الاحتفاء بالجسد ومساءلة التقاليد وتحولات الهوية وعلاقة الأنا بالآخر.

ويميل في كتابه (اللمس والنظر.. مقاربات في سرديات المحسوس المتخيلة) إلى الانطلاق من النص الروائي لتفسير الظواهر وتحليل مدلولاتها بعيدا عما يطلق عليه "النقد العليل" الذي يبتعد بالنظريات النقدية عن التطبيق على العمل الأدبي.

ففي قراءته لمدلول الجسد في رواية (ستر) للسعودية رجاء عالم يتوقف أمام تحذير الأم لابنتها مريم "أفيقي. رأسك في السحاب لكن عيونهم على جسد النعامة. عرفوك رغم النقاب على وجهك. لجسدك لغة يعرفها كل من وقع بصره عليك مثل دمية خزف. أنت إعلان متنقل عن الهوية. أنت فضيحة متنقلة."

ويقول إن هذا التحذير يحمل رسائل تخص تقاليد المجتمع والزي السابغ للمرأة إلا أن جسد بطلة الرواية "يضم طاقة تعبيرية هائلة... إنه الجسد الدال على هويته الأسرية بالوطن السعودي" ولكن مريم حين تغادر بلادها إلى لندن يتخلى جسدها الذي كان يلخص سياقا اجتماعيا وثقافيا تمثله العباءة والنقاب وتصير حواسها أكثر تفاعلا مع ما حولها من روائح وأصوات وفي مقدمتها الموسيقى التي تبدو كأنها "مدفونة في جسدي من دهور."

والكتاب الذي يقع في 256 صفحة متوسطة القطع أصدرته دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بدولة الإمارات ويضم قراءات نقدية لنصوص روائية لكتاب من دول الخليج والعراق ومصر والجزائر والمغرب.

ويسجل رسول أن الروايات موضع دراسته "ليست النصوص الوحيدة في هذا المجال" بعد اتساع المشهد الروائي العربي في السنوات العشر الأخيرة لتجارب تجاوزت ما كان مألوفا وشاركت فيها الكاتبات بندية وتحد لأعراف اجتماعية ضاغطة.

ففي قراءته لرواية (تداعي الفصول) للقطرية مريم آل سعد يسجل أن مجتمعات الخليج في المتخيل الروائي تتعدد فيها "صور الفحولة الذكورية القامعة للكينونة الأنثوية" ولا تحبذ هذه المجتمعات أن تعمل المرأة في مكان فيه رجال. لكن بطلة الرواية "سارة" وهي ابنة عائلة من قبيلة مرموقة تتحدى الأعراف بالإصرار على العمل في مؤسسة ظلت حكرا على الرجال.

ويرى رسول في الرواية جرأة في تناول ما يعتبره ازدواجية رجال يرون وجود المرأة المواطنة "شبهة ومنكرا" حتى لو ارتدت الحجاب في حين يتعاملون مع أجنبيات وعربيات وافدات غير محجبات "بحرية تامة" ولا يرونهن عورة مفسرا ذلك بأنه لا يستند إلى عقيدة دينية وإنما "النعرة الاجتماعية".

ويضيف أن شخصية سارة "سعت إلى مشاركة الروح الأنثوي في عالم ذكوري لإعانته على التخفيف من فحولته الانفرادية بالعمل المؤسساتي... تجربة سارة... فضح للذات الذكورية الغارقة في وحل الفساد المؤسساتي."

وتحت عنوان (صورة الرجل في الرواية الإماراتية) يقول المؤلف إن صورة المرأة في المجتمع الخليجي حظيت باهتمام النقاد في حين مازالت صورة الرجل "مغيبة" إلى حد كبير. وينطلق من هذه المقدمة إلى قراءة رواية (أجراس) للإماراتية زينب الياسي التي ترسم من خلال البطلة "أنوثة عابثة يحدوها الطيش... أنوثة حبلى بالرعونة" في مقابل صورة إيجابية للرجل الإماراتي.

وحين يتحرر الفضاء الروائي تماما من جغرافيا الخليج فإن السرد يخلو من مفردات تدل على بحر الخليج وساحله ورماله وصحرائه وهي أمكنة دارت فيها أحداث أكثر من 60 رواية إماراتية خلال 40 عاما حتى عام 2011 حين صدرت رواية الإماراتية فاطمة عبد الله (مخطوطات الخواجة أنطوان) التي تدور بين شيكاجو وبيروت وبومباي وإسبانيا.

ويقول رسول إن (مخطوطات الخواجة أنطوان) هي "الرواية الأولى التي تخرج عن الزمان الإماراتي والمكان الإماراتي... بالكامل" فلا يوجد فيها شخص خليجي باستثناء الذات الكاتبة التي يبدو أمامها العالم "مفتوحا يؤسس كيانه على ما هو إنساني وليست الحدود الجغرافية سوى أوهام تخلقها ضرورات" وتصبح شخصيات الرواية كأن العالم كله وطن لها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/تشرين الثاني/2013 - 8/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م