شبكة النبأ: بعد تسع سنوات من وفاة
الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، تعود ملابسات موته الغامض مجددا،
عندما أُعيد طرح فرضية موت الرئيس الفلسطيني الراحل مسموما، لكن تقارير
اهل الخبرة بعد نبش رفات الزعيم الفلسطيني لا تزال مجهولة، الامر الذي
ترك مجالا للشك حول هذا الملف الحساس للغاية، وطالما أصرت سها عرفات
ارملة الزعيم الراحل على وجود شبهة جنائية في وفاة زوجها وبعد نشر
نتائج تحاليل الطب الشرعي قالت انها تعتقد أن شخصا ما من الدائرة
المقربة منه مسؤول عن ذلك.
حينما كان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يحتضر في عام 2004
وصفت أرملته سها وفاته بأنها جريمة قتل، وقوبل الاتهام الذي دعمته
النتائج التي توصل إليها فريق خبراء من الطب الشرعي السويسري بصمت من
ورثة عرفات السياسيين الذين طالما أصروا على أن إسرائيل مسؤولة عن
المرض الغامض الذي أودى بحياته.
وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى
بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس بعد ان نقل اليه في نهاية تشرين
الاول/اكتوبر على اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حرارة، في
مقره العام برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ
كانون الاول/ديسمبر 2001.
وأحيا الاتهام الذي وجهته سها عرفات خلافات قديمة داخل السلطة
الفلسطينية التي تنظر دائما إلى أرملته وهي مسيحية فلسطينية تعلمت في
فرنسا واعتنقت الإسلام وكانت تصغره بنحو 34 عاما على أنها عبء.
ولم تتهم دولة أو شخصا وقالت إن الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير
الفلسطينية كان له أعداء كثيرون لكنها أشارت إلى أن إسرائيل وصفته بأنه
عقبة في طريق السلام، ووقع عرفات اتفاقات أوسلو للسلام مع إسرائيل في
عام 1993 وتزعم انتفاضة بعد فشل محادثات في عام 2000 حول اتفاق شامل.
وظهرت على الفور مزاعم بوجود شبهة جنائية، عندما اشار الكثير من
الفلسطينيين بأصابع الاتهام إلى إسرائيل التي حاصرته في مقره في رام
الله في آخر عامين ونصف من حياته، وعليه على الرغم التحقيقات الحثيثة
الخاصة بالطب الشرعي والتحليلات الأخيرة التي كشفت ان الوفاة لا تعود
لاسباب طبيعية لا تزال الشكوك قائمة والأسباب الحقيقية وراء وفاته
قاتمة لحد الان، مما يطرح سؤالا موحدا هو هل مات ياسر عرفات مسموما؟.
اغتيال عرفات
فقد اتهم توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة ياسر
عرفات اسرائيل باغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل بعد تسلمها نتائج
تحاليل اجريت على عينات من رفات عرفات وكشفت ان الوفاة لا تعود لاسباب
طبيعية.
وقال الطيراوي في مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية ان "اسرائيل
هي المتهم الاول والاساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات"، واضاف
ان التقارير التي تلقتها السلطة تؤكد ان عرفات "لم يمت بسبب تقدم السن،
ولم يمت بسبب المرض ولم يمت موتا طبيعيا"، وتابع الطيراوي "نستطيع
التأكيد ان اللجنة لديها معطيات وبينات وقرائن وهذه النتائج قربتنا من
اثبات صحة نظريتنا حول اغتيال ياسر عرفات".
واكد رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية "نحن اقتربنا من الحقيقة"، مؤكدا
انه "سنستمر بعمل تحقيق كامل للبحث والتأكد من كافة التفاصيل"، وكان
الخبراء السويسريون الذين اجروا التحاليل على عينات من رفات ياسر عرفات
واغراضه الشخصية اكدوا ان النتائج "تدعم وتنسجم مع" فرضية تسميمه
بالبولونيوم لكن بدون ان يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة سببت وفاة
الزعيم الفلسطيني الراحل. بحسب فرانس برس.
وسلم العلماء من معهد الفيزياء الاشعاعية في لوزان (غرب) تقريرهم
الى سهى عرفات، ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل، وللسلطة الفلسطينية
اللذين كلفا المعهد باجراء التحاليل، وقال الخبراء انهم وجدوا نسب
بولونيوم التي قاسوها اعلى بمعدل ثلاث مرات من تلك التي اعتادوا
قياسها، كما تلقت لجنة التحقيق الفلسطينية نتائج تحاليل قام بها خبراء
روس شاركوا في اخذ عينات من رفات عرفات، وقال رئيس اللجنة الطبية في
لجنة التحقيق عبد الله البشير ان التقرير الروسي افاد ان "التحاليل لا
تعطي دلائل كافية يعتمد عليها لتحدد ان البولونيوم 210 هو فعلا سبب
الوفاة"، وكان مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية طالب بتشكيل لجنة
دولية في موت الزعيم الفلسطيني الراحل بعد ظهور النتائج المخبرية.
من جهته طلب وزير العدل الفلسطيني علي مهنا من فرنسا تسليم تقريرها
حول العينات البيولوجية لياسر عرفات الى لجنة التحقيق الرسمية حول وفاة
الزعيم الفلسطيني والى القضاء الفلسطيني، وقال مهنا في مؤتمر صحافي
عقده في رام الله بالضفة الغربية "لم نتلق اي جواب حتى الان من الطرف
الفرنسي. لقد بعثنا برسالة جديدة الى الفرنسيين نطالب فيها بتسريع
ارسال النتائج وما زلنا ننتظر".
وكان وفد من الخبراء الفرنسيين اضافة الى خبراء سويسريين وروس،
حصلوا على عينات من رفات عرفات في تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، وذلك
للبحث في فرضية التسمم، من جهته، قال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في
وفاة عرفات ردا على سؤال لوكالة فرانس برس، ان "فرنسا تعرف الحقيقة
كاملة وتعرف كل المعطيات حول استشهاد عرفات".
من جانبه قال باتريس مانجين مدير مركز الطب الشرعي بمستشفى لوزان
لرويترز في مقابلة "الشكوك كافية لتستدعي مزيدا من التحقيقات.. لكن على
المستوى القضائي.. لفتح تحقيق للنظر في كل أنواع الأدلة .. ليس في
السجلات القياسية وإنما الاتصالات بين الفلسطينيين وغيرهم"، واضاف
"الدليل من وجهة نظري موجود في الغالب في البلد الذي كان يعيش فيه
عرفات".
وقال فرانسوا بوشو مدير معهد فيزياء الإشعاع التابع للجامعة إن
الأدلة لم تكن حاسمة، وأضاف "هل يمكننا القول يقينا إن البولونيوم هو
سبب وفاة الرئيس عرفات؟ للأسف.. الاجابة بالنسبة لمن يريدون منكم جوابا
محددا وصريحا هي لا. هذا يعني أن دراستنا لم تسمح لنا بإثبات افتراض
التسمم بالبولونيوم بشكل قاطع"، وقال بوشو لرويترز "لا يمكننا تحديد
كمية البولونيوم التي ابتلعها فعليا.. كل ما يمكننا قوله هو أن
ملاحظاتنا تنسجم مع افتراض التسمم"، وكان التقرير السري الذي جاء في
108 صفحات سلم في اجتماع سري في فندق في جنيف لأرملة الزعيم الراحل سها
عرفات والسلطة الفلسطينية وهما الجهتان اللتان طلبتا إجراء التحقيق،
وقال مصدر مطلع لرويترز إن التقرير فتح "أبواب الجحيم".
ونشر التقرير كاملا على الموقع الالكتروني لتلفزيون الجزيرة القطري،
ولا توجد حالات كثيرة معروفة لتسمم بالبولونيوم غير أن أشهر مثال حديث
هو ضابط المخابرات الروسي المنشق الكسندر ليتفيننكو الذي احتسى فنجانا
من الشاي مسمما بالبولونيوم في فندق في لندن عام 2006، واتهم ليتفيننكو
وهو على فراش الموت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أمر بقتله،
وقال بوشو إن بضعة ميكروجرامات من البولونيوم تكفي لقتل شخص ما، وقال "يمكن
على سبيل المثال دسه في مشروب أو طعام .. خمسة ميكروجرامات لا تمثل
شيئا على الإطلاق"، وتابع قوله "ما نعرفه بخصوص الفترة الزمنية بين
ابتلاع سم مشع والوفاة هي أنها عادة ما تكون حوالي شهر. هذا يلاحظ
دائما في التسمم بالاشعاع وهذا بالفعل أيضا ما لاحظناه في حالة السيد
عرفات"، وقالت سها عرفات لرويترز في باريس يوم الاربعاء "نحن نكشف
جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي"، وأضافت "تأكد علميا أن وفاته لم تكن
طبيعية ولدينا دليل علمي على أن هذا الرجل قتل"، وأبلغت رويترز أنه لا
بد وأن شخصا ما "من دائرة المقربين منه" وضع له البولونيوم لأن الخبراء
أبلغوها أن السم كان من الممكن دسه في القهوة أو الشاي او الماء، ولم
تتهم دولة أو شخصا وقالت إن الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية
كان له أعداء كثيرون لكنها أشارت إلى أن إسرائيل وصفته بأنه عقبة في
طريق السلام. ونفت إسرائيل أي صلة لها بوفاته، ووقع عرفات اتفاقات
أوسلو المؤقتة للسلام مع إسرائيل عام 1993 وتزعم انتفاضة بعد فشل
محادثات عام 2000 حول اتفاق شامل، ولم يتم تشريح جثة عرفات وكان السبب
المعلن رسميا للوفاة هو سكتة دماغية، وقال التقرير السويسري إن عينات
الدم والبول والبراز والنخاع التي أخذت من الزعيم الراحل أثناء الفترة
التي قضاها في المستشفى بفرنسا "دمرت بعد ذلك"، وقال بوشو "بالتأكيد لو
كنا حصلنا على العينات البيولوجية التي أخت من السيد عرفات (وقت وفاته)
.. لو كانت قد حفظت .. فربما كانت النتائج قاطعة بدرجة أكبر".
هل سممت إسرائيل عرفات
من جهتها قالت اسرائيل انها لم تسمم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات، وجاء النفي بعد ان قالت أرملته سها عرفات عقب تسلمها نتائج
تحاليل خبراء الطب الشرعي في سويسرا لعينات من رفاته ان زوجها مات
مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004.
وقال سيلفان شالوم وزير الطاقة الذي شغل عام 2004 منصب وزير
الخارجية وكان عضوا في الحكومة الاسرائيلية المصغرة المعنية بشؤون
الامن لراديو اسرائيل "لم نتخذ قط قرارا بايذائه بدنيا"، وأضاف "في
رأيي.. هذه زوبعة في فنجان. ولكن حتى لو كان (سمم) فلم تكن اسرائيل
بالقطع (المسؤول عن ذلك)، ربما كان هناك أحد في الداخل لديه أفكار أو
مصلحة في ذلك"، وفي الضفة الغربية المحتلة وجه عضو كبير في منظمة
التحرير الفلسطينية دعوة جديدة لاجراء تحقيق دولي في وفاة عرفات، وجاءت
الدعوة بعد ان نشرت قناة الجزيرة التلفزيونية تقريرا علميا سويسريا
استند الى عينات من عظام عرفات اخذت من قبره في رام الله في نوفمبر
تشرين الثاني الماضي يكشف عن وجود مستويات عالية غير معتادة من
البولونيوم القاتل في رفاته. بحسب رويترز.
وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
لرويترز "هذا الامر يستدعي تشكيل هيئة قضائية دولية للنظر فيه ومحاسبة
الجاني"، واضاف "الوحيد الذي كانت له مصلحة في وفاته هو الاحتلال (اسرائيل)"،
ورفض وزير المخابرات الاسرائيلي يوفال شتاينتز هذه المزاعم ووصفها
بانها "غير معقولة" وتشويه مدبر، واضاف لاذاعة الجيش الاسرائيلي "هذا
الأمر (تسميم عرفات) يضاف بوضوح الى سلسلة لا تنتهي من المزاعم الزائفة
ضد دولة اسرائيل"، وكان صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين قد
طالب العام الماضي بتحقيق دولي في وفاة عرفات حين كشفت الجزيرة لأول
مرة عن وجود البولونيوم في ملابس الرئيس الراحل.
أرملة عرفات تقول إنه مات مسموما بالبولونيوم
المشع
الى ذلك قالت سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات
بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثته ان
عرفات مات مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004، وأضافت لرويترز في باريس
"نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي"، وكان فريق خبراء من معهد
فيزياء الاشعاع في مستشفى جامعة لوزان قد فتح قبر عرفات في رام الله
بالضفة الغربية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وأخذ عينات من رفاته
بحثا عن أدلة على تسمم مزعوم.
وقالت سها عرفات التي التقت مع أعضاء من فريق الطب الشرعي السويسري
في جنيف "هذا أكد كل الشكوك التي كانت تساورنا"، وأضافت "تأكد علميا أن
وفاته لم تكن طبيعية ولدينا دليل علمي على أن هذا الرجل قتل".
وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
في بيان "الشهيد ياسر عرفات ذهب ضحية اغتيال وارهاب دولة منظم وهي
اسرائيل التي كانت معنية بالتخلص منه، "والآن وصول النتائج الى ان
البولونيوم هو الذي قتل الرئيس ياسر عرفات هذا عمل ارهاب دولة منظم
وبالتالي لا بد من متابعة هذه المسألة"، وأنكرت حكومة إسرائيل ضلوعها
في وفاته مشيرة إلى أن عمره كان 75 عاما ولم يكن يتبع نمط حياة صحيا.
ولم تعلق إسرائيل بشأن النتائج الجديدة.
وكان تحقيق أجرته قناة الجزيرة التلفزيونية القطرية أول من ذكر
العام الماضي أنه تم العثور على آثار للبولونيوم-210 على مقتنيات شخصية
لعرفات سلمها المستشفى العسكري الفرنسي الذي توفي فيه لأرملته، ودفع
ذلك المدعين الفرنسيين إلى فتح تحقيق في أغسطس آب 2012 في الشكوك التي
أحاطت بوفاته بطلب من أرملته.
وأخذ خبراء في الطب الشرعي من سويسرا وروسيا وفرنسا عينات من رفاته
لفحصها بعد أن وافقت السلطة الفلسطينية على فتح قبره، وكانت وكالة
انترفاكس الروسية نقلت الشهر الماضي عن فلاديمير أويبا مدير الوكالة
الطبية والبيولوجية الاتحادية وهي بمثابة هيئة الطب الشرعي في روسيا
قوله إنه لم يتم العثور على أي أثر للبولونيوم في العينات التي تم
فحصها في موسكو. لكن الهيئة نفت في وقت لاحق أن يكون أويبا قد أدلى بأي
تعليق رسمي بشأن النتائج، ولم يعلن خبراء الطب الشرعي الفرنسيون
نتائجهم أو يطلعوا الفريق القانوني لسها عرفات عليها. وقالت متحدثة
باسم مكتب المدعي العام الفرنسي إن المحققين لم يتسلموا تقرير الخبراء
حتى الآن، وقال أحد المحامين إن تقرير المعهد السويسري سوف يترجم من
الانجليزية إلى الفرنسية ويسلم إلى قضاة التحقيق الثلاثة في القضية.
وقال البروفيسور ديفيد باركلي عالم الطب الشرعي البريطاني الذي طلبت
منه الجزيرة تفسير نتائج الفحوص السويسرية إن نتائج فحص العينات التي
أخذت من رفات عرفات أكدت نتائج العام الماضي من تحليل آثار لسوائل
جسدية على ملابسه الداخلية وفرشاة أسنانه وثيابه، وقال باركلي لرويترز
"في رأيي من المؤكد قطعا أن سبب مرضه كان التسمم بالبولونيوم.
المستويات التي وجدت فيه كافية للتسبب في وفاته، "ما حصلنا عليه هو
الدليل الدامغ.. الشيء الذي سبب مرضه ووضع له مع تعمد إيذائه"، وكان
تقرير الخبراء السويسريين الذي نشر بالكامل على الموقع الالكتروني
للجزيرة أكثر حذرا. وخلص إلى أنه بالأخذ في الاعتبار القيود التحليلية
المذكورة سابقا وخاصة الفاصل الزمني منذ الوفاة وطبيعة وجودة العينات
فإن النتائج تقدم دعما بدرجة معتدلة للافتراض بأن الوفاة حدثت نتيجة
التسمم بالبولونيوم-210، وقالت الجزيرة إن مستويات البولونيوم التي عثر
عليها في اضلاع عرفات وحوضه وفي التربة التي امتصت رفاته كانت أعلى من
المستويات الطبيعية بثماني عشرة مرة على الأقل.
وكانت نفس المادة المشعة قد دست في فنجان من الشاي فقتلت ضابط
المخابرات الروسي المنشق الكسندر ليتفيننكو في فندق في لندن عام 2006.
واتهم ليتفيننكو وهو على فراش الموت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
باصدار أمر بقتله.
ورفضت الحكومة البريطانية إجراء تحقيق علني في وفاته بعدما تكتم
وزراء على بعض المعلومات كان من شأنها أن تسلط الضوء على الاشتباه
بضلوع روسيا في الحادث، وقال باركلي إن نوع البولونيوم الذي اكتشف في
جثمان عرفات لا بد وأنه صنع في مفاعل نووي، واضاف أنه في حين أن من
الممكن أن يكون المصدر دول كثيرة فلابد وأن أحد المقربين من عرفات قد
دس جرعة صغيرة من العنصر المشع الفتاك ربما كمسحوق في شرابه أو طعامه
أو قطرات عينه أو معجون الأسنان، ومرض عرفات في اكتوبر تشرين الاول
2004 وظهرت عليه أعراض التهاب حاد في المعدة والامعاء مع إسهال وقيء.
وقال مسؤولون فلسطينيون في البداية انه مصاب بأنفلونزا، ونقل جوا الى
باريس في طائرة حكومية فرنسية لكنه دخل في غيبوبة بعد قليل من وصوله
الى مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية كلامار حيث توفي يوم 11 نوفمبر
تشرين الثاني، وكان السبب المعلن رسميا للوفاة هو سكتة حادة لكن اطباء
فرنسيين قالوا في ذلك الوقت انهم غير قادرين على تحديد اصل مرضه. ولم
يجر تشريح للجثمان، وقال باركلي انه لم يكن ليخطر على بال أحد أن يبحث
عن البولونيوم كسم محتمل حتى قضية ليتفيننكو التي حدثت بعد عامين من
موت عرفات.
وشكك بعض الخبراء فيما اذا كان عرفات مات مسموما بالبولونيوم
واشاروا الى تعاف قصير اثناء مرضه قالوا انه لا يتسق مع التعرض لمادة
مشعة. وأشاروا ايضا الى انه لم يفقد شعره بالكامل. لكن باركلي قال ان
ايا من هاتين الحقيقتين لا تتناقض مع النتائج.
وأضاف ان البولونيوم يفقد 50 في المئة من قدرته الاشعاعية كل اربعة
اشهر ولذلك فإن الآثار في جثمان عرفات كانت ستتلاشى لدرجة ألا يمكن
تعقبها لو أن الاختبارات اجريت بعد عامين من الموعد الذي أجريت فيه،
وقال إن "كمية ضئيلة من البولونيوم في حجم قشرة من الرأس ستكون كافية
لقتل 50 شخصا إذا أذيبت في الماء وشربوها."
وقاد تحقيق الجزيرة الصحفي الاستقصائي كليتون سويشر وهو ضابط سابق
في الحماية الدبلوماسية بوزارة الخارجية الامريكية وربطته علاقة ودية
مع عرفات وتشكك في طريقة موته، ودعت سها عرفات الى تحقيق داخل المقاطعة
مقر الحكومة الفلسطينية وقالت انها وابنتها الطالبة زهوة عرفات
ستتابعان القضية من خلال المحاكم في فرنسا واماكن أخرى حتى تقديم
الجناة للعدالة.
وقال هاني الحسن وهو مساعد سابق في 2003 انه شهد 13 محاولة اغتيال
لعرفات ترجع الى السنوات التي امضاها ملاحقا كزعيم لمنظمة التحرير
الفلسطينية. وزعم عرفات انه نجا من 40 محاولة لقتله، ونجا عرفات
بأعجوبة من ضربة جوية اسرائيلية لمقره في تونس عام 1985. وكان خرج لتوه
للتريض حين شنت القاذفات هجوما قتل 73 شخصا.
ونجا من محاولة أخرى لاغتياله حين اقتربت الطائرات الاسرائيلية من
قتله أثناء الغزو الاسرائيلي لبيروت عام 1982 وقصفت مبنى كانوا يعتقدون
انه يستخدمه كمقر لكنه لم يكن هناك. وفي ديسمبر كانون الاول 2001 نقل
عرفات على وجه السرعة الى مكان آمن قبيل قصف طائرات هليكوبتر اسرائيلية
لمقره في رام الله بالصواريخ. |