السرطان... شراسة تجهد الاطباء

 

شبكة النبأ: يعتبر مرض السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبب هذا المرض في وفاة 7.6 مليون نسمة اي نحو 13% من مجموع الوفيات في عام 2008. وتفيد بعض الإحصائيات الصادرة من بعض المؤسسات والمنظمات الطبية بأن المرض زاد بنسبة 20في المئة في العالم خلال السنوات العشر الماضية حيث تظهر الفحوص الطبية أن 12 مليون شخص جديد يصابون سنويا بالسرطان، وحذرت تلك المنظمات من أن المرض قد ينتشر أكثر فأكثر إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات قوية بهدف الحد من السرطان ومكافحته وتنفيذ الاستراتيجيات الخاصة للوقاية من هذا المرض والكشف عنه في مراحل مبكّرة والتدبير العلاجي للمصابين.

وفي هذا الشأن فقد ذكر تقرير جديد أصدرته مؤسسة خيرية بريطانية لمكافحة السرطان،أن نحو نصف سكان المملكة المتحدة، سيصابون بالسرطان خلال حياتهم، بحلول عام 2020. وقال تقرير مؤسسة ماكميلان لمكافحة السرطان، إن المستشفيات البريطانية ستواجه ضغوطاً هائلة في التعامل مع تزايد حالات الإصابة بالسرطان، رغم أن الكثير من المصابين سيكونون أقل عرضة للوفاة من هذا المرض. وأضاف أن نسبة الناس المصابين بالسرطان خلال حياتهم في المملكة المتحدة بلغت 32% في عام 1992، لكنها ارتفعت إلى 44% في عام 2010 وبزيادة مقدارها أكثر من الثلث، وهذه النسبة مرشحة للارتفاع في العقد المقبل وصولاً إلى نحو 47% بين 2020 و2030.

ورجح التقرير احتمال أن تكون النسبة المتوقعة أقل من الخطر الحقيقي الذي سيواجهه البريطانيون في عام 2020، مع ارتفاع متوسط العمر المتوقع وإصابة المزيد من الناس بالسرطان. ووجد أن أعداداً أكبر من البريطانيين ظلت على قيد الحياة رغم إصابتها بالسرطان بالمقارنة مع المصابين بالمرض قبل 20 عاماً. وأوضح التقرير أن 45 ألف بريطاني، أو ما يعادل 21% من مرضى السرطان، ظلوا على قيد الحياة في عام 1992، لكن الرقم ارتفع إلى 90 ألفاً، أو يعادل 35%، في عام 2010. وتوقع ارتفاع عدد المصابين بالسرطان الذين سيبقون على قيد الحياة ويموتون بأمراض أخرى إلى 4 من كل 10 بريطانيين، أي ما يعادل 38%، بحلول عام 2020.

في السياق ذاته قالت منظمة الصحة العالمية إن سكان المنطقة الأكثر تضررا بالحادث النووي الذي وقع قبل عامين في محطة فوكوشيما دايتشي باليابان معرضين بدرجة أكبر للإصابة بأنواع معينة من السرطان. وقتل زلزال شدته تسع درجات وموجة مد عاتية في 11 مارس آذار 2011 19 ألف شخص وألحق اضرارا بالغة بمحطة فوكوشيما دايتشي النووية مما أدى إلى ذوبان قضبان الوقود وانبعاث كميات كبيرة من الإشعاع الأمر الذي أجبر نحو 160 ألف شخص على الفرار من بيوتهم.

وقالت الدكتورة ماريا نييرا مديرة الصحة العامة والبيئة بمنظمة الصحة العالمية في بيان يظهر توزيع للبيانات على أساس العمر والنوع والقرب من المحطة تزايد احتمال الإصابة بالسرطان بالنسبة لأولئك الذين كانوا يقيمون في المناطق الأكثر تعرضا للاشعاع. وقدرت المنظمة أن هناك احتمالا نسبته 70 بالمئة لإصابة الإناث في المنطقة الأكثر تلوثا اللاتي تعرضن للإشعاع عندما كن رضيعات بسرطان الغدة الدرقية أثناء حياتهن.

والغدة الدرقية من أكثر أجزاء الجسم تعرضا للإصابة لأن اليود المشع يتركز فيها ويعتبر الأطفال معرضين للإصابة بشكل خاص. وخلص تقرير لمنظمة الصحة يقع في 200 صفحة يستند إلى تقييم شامل أجراه خبراء دوليون إلى أن المخاطر الصحية المتوقعة بالنسبة للسكان في اليابان بشكل عام منخفضة لكنه قدر أن ثلث عمال الطوارئ معرضون لاحتمال متزايد للإصابة. لكن التقرير استبعد وجود زيادة ملحوظة في المخاطر الصحية خارج اليابان.

الى جانب ذلك قال الصندوق العالمي لأبحاث السرطان إن ما لا يقل عن 13 ألف حالة وفاة مبكرة بسبب الإصابة بالسرطان يمكن منعها كل عام في المملكة المتحدة. وقال الصندوق إن الحكومة تستطيع أن تقوم بالمزيد من أجل زيادة الوعي لدى الناس حول كيفية تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن كشف استطلاع أجراه الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أن ثلث البريطانيين لا يزالون يعتقدون أن الإصابة بالسرطان تعود إلى القضاء والقدر. ويبلغ عدد الوفيات من جراء الإصابة بأمراض السرطان نحو 157 ألف شخص سنويا في المملكة المتحدة. وعلى الرغم من أنه يتوقع أن يستمر معدل الوفيات في الانخفاض، بسبب تزايد عدد السكان وزيادة أعداد كبار السن، فمن المتوقع أن تزداد حالات الوفاة قبل مرور عام 2025 إلى نحو 182 ألف حالة.

ويشير الاستطلاع الذي أجري على أكثر من ألفين شخص من البالغين إلى أن 28 في المئة منهم يعتقدون أنه ليس هناك ما يمكن فعله إلا القليل لوقف مرض السرطان. وقالت كيت ألين، المديرة التنفيذية للعلوم والشؤون العامة في الصندوق العالمي لأبحاث السرطان هذه النتائج تمثل مصدرا حقيقيا للقلق، لأنها تظهر أن عددا كبيرا من الناس لا يدركون أن هناك الكثير مما يمكن القيام به للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان. وأضافت من خلال تناول الطعام الصحي، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على وزن صحي، يمكننا أن نقول إنه من الممكن الوقاية من نحو ثلث أنواع السرطانات الأكثر شيوعا.

وتابعت كل شخص لديه دور للقيام به للوقاية من السرطان، ولكن الحكومة والعاملين في قطاع الصحة هم الأساس في رفع الوعي والتيسير على الأفراد للقيام بتغيير عاداتهم المعيشية. ويقدر الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وهو منظمة غير حكومية تعمل في 155 دولة، أنه يمكن إنقاذ حياة 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم إذا ما اتخذت إجراءات عاجلة لرفع مستوى الوعي بشأن مرض السرطان.

لكن في المقابل، يقول الاتحاد إنه قد تكون هناك ستة ملايين حالة وفاة مبكرة بسبب السرطان بحلول عام 2025. ويرغب كل من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان والصندوق العالمي لأبحاث السرطان في أن تقوم الحكومات والجماهير بالتخلص من أربع اساطير ومفاهيم خاطئة حول مرض السرطان. وهذه هي أن السرطان مجرد قضية صحية، وأنه يصيب الدول الغنية والمتقدمة فقط، وأنه يمثل حكما بالإعدام على المريض، وأخيرا أن الإصابة بهذا المرض تعود إلى القضاء والقدر.

السرطان والقرابة العائلية

من جانب اخر أظهرت إحدى الدراسات أن وجود حالة إصابة بورم سرطاني في عائلة شخص ما يمكن أن تزيد من احتمال إصابة الشخص بالورم نفسه أو بأي نوع آخر من الأورام السرطانية. حيث توصلت دراسة أجريت على 23 ألف شخص في إيطاليا وسويسرا إلى أنه وبالنسبة لكل نوع من 13 نوعا من الأورام السرطانية، يواجه الأقرباء مخاطر متزايدة للإصابة بنوع المرض نفسه. إلا أن ثمة مؤشرات أيضا تشير إلى أن تاريخ أسرة ما مع نوع واحد من الأورام السرطانية قد يزيد وبشكل كبير من احتمال إصابة أفرادها الآخرين بأنواع أخرى من المرض. وترى مؤسسات خيرية لعلاج السرطان إن حجم المخاطر ذلك يعتمد على الجينات ونمط المعيشة والبيئة.

وعملت الدراسة، التي نشرت في مجلة "تاريخ علم الأورام"، على متابعة 12 ألف مصاب بمرض السرطان ممن تختلف أماكن إصاباتهم به في الجسم، وجرت مقارنتهم بـ 11 ألفا آخرين لم يصابوا بالمرض. وعمد الباحثون إلى جمع المعلومات عن تاريخ العائلة مع المرض، خصوصا بين الأقرباء من الدرجة الأولى ومن يتشاركون ما يقرب من 50 في المئة من الجينات وهم الآباء أو الإخوة أو الأبناء.

وتوصل الباحثون في هذه الدراسة إلى أن الأقرباء من الدرجة الأولى المصابين بسرطان الحنجرة تزداد لديهم الاحتمالية الطبيعية للإصابة بسرطان الفم والحلق بواقع ثلاثة أضعاف. بينما تزداد تزداد المخاطر لدى أقارب المصاب بسرطان الفم والحلق بواقع أربعة أضعاف للإصابة بسرطان المريء، كما أن سرطان الثدي يضاعف من خطورة الإصابة بسرطان المبيض لدى السيدات من أفراد العائلة نفسها. كما تزداد احتمالية الإصابة بسرطان غدة البروستاتا بواقع ضعف لدى أقارب مصاب بسرطان المثانة من الرجال.

وأكدت الدراسة أيضا على بعض المخاطر التي كانت معروفة للإصابة بالمرض، ومن بينها ارتفاع احتمالية أن تصاب السيدات بورم سرطاني في الثدي، إذا ما كان لديهن تاريخ في العائلة بالإصابة بسرطان الأمعاء. وقالت إيفا نيغري، الأستاذة بمعهد ماريو نيغري لأبحاث العقاقير في ميلان بإيطاليا إذا ما كانت هناك إصابة بأحد أنواع الأورام السرطانية بين أحد أفراد العائلة، فإن احتمال الإصابة بالنوع ذاته لدى أفراد آخرين من العائلة نفسها تتزايد.

وتابعت ما تسلط عليه الدراسة الضوء هو أنه إذا كانت هناك إصابة بنوع ما من الأورام السرطانية بين أفراد العائلة، فإنه يمكن توقع ازدياد احتمال إصابة بعض أفراد العائلة الآخرين بنوع آخر من الأورام. وأضافت إلا أنه وبشكل عام، فإن نسبة خطورة ذلك تقل عن نسبة خطورة الإصابة بالنوع نفسه من الأورام. وأكدت نيغري أنه وفي بعض الحالات، قد تكون الصلات بين أنواع مختلفة من الأورام السرطانية مرتبطة ببعض العوامل البيئية المشتركة، كعادات التدخين وشرب الكحول بين أفراد العائلة. إلا أنه كانت هناك أيضا دلائل تشير إلى وجود عوامل جينية يكون لها تأثير في العديد من المواضع التي تصيبها الأورام السرطانية داخل الجسم.

من جانبها، قالت جيسيكا هاريس، كبيرة موظفي المعلومات الصحية في الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان، إن خطورة الإصابة بورم سرطاني ترتبط بتشكيلة من الجينات التي تنتقل إلى الأبناء من الآباء، أو تنتقل عبر نمط المعيشة أو البيئة المحيطة. وأضافت هاريس وسواء ما إذا كان أحد أفراد عائلتك قد أصيب بذلك الورم أم لا، يمكن أن تكون الحياة الصحية سببا في التقليل من خطورة الإصابة بالمرض. وتابعت تتضمن الأشياء الأساسية التي يمكنك القيام بها عدم التدخين وعدم تناول الكحول، إضافة إلى المحافظة على اللياقة البدنية وتناول الأغذية المتوازنة.

أما إيلوند هاغس، من مؤسسة بريكثرو الخيرية لسرطان الثدي، فأكدت على أن بعض أنواع سرطان الثدي تنتشر الإصابة بها بين أفراد العائلة، على الرغم من أنه من المهم أن تتذكر السيدات أن أغلب تلك الحالات لم تكن لها علاقة بالوراثة. وقالت نحن بحاجة لأن نستوعب بشكل كامل الأسباب وراء الإصابة بورم الثدي، وذلك بأن نعتمد فترات أطول من إجراء الدراسات على عدد أكبر من السيدات.

من جهة اخرى أظهرت دراسة نشرت نتائجها في مجلة جورنال اوف ذي اميركان ميديكال اسوسييشن أن الراشدين الذين أصيبوا بسرطان في طفولتهم وتعافوا منه يعانون بنسبة عالية جدا من امراض مزمنة. وبينت الدراسة التي شملت اكثر من 1700 راشد نجا من السرطان في الصغر وشخص المرض لديه وتعالج بين العامين 1962 و2001، نسبة مرتفعة من الامراض المزمنة المتراكمة لدى 95,5 % منهم في سن الخامسة والاربعين ولدى 93,5 % منهم بعد 35 سنة من تشخيص السرطان لديهم. وتبين ان 80,5 % أصيبوا بحلول عامهم الخامس والاربعين بمرض معوق.

ولاحظ الباحثون من مستشفى اطفال سانت جود في تينيسي (جنوب الولايات المتحدة) وكلية الطب في جامعة تينيسي ان المشاكل الاكثر شيوعا تتعلق بالوظائف الرئوية والسمعية وبوظائف الغدد والجهاز التناسلي والجهاز الدماغي العصبي والقلب. ففي سن الخمسين، كان 81,3 % من المرضى يعاني من خلل في الرئتين و86,5 % منهم من الصمم و76,8 % من اضطراب عمل الغدة النخامية و21,6 % منهم من مرض قلبي ناجم عن سوء تغذية القلب بالدم بسبب انسداد الاوعية الدموية. بحسب فرانس برس.

واوضح الباحثون ان 31,9 % من النساء في سن الخمسين يعانين اضطرابا في عمل المبيضين و40,9 % منهم اصبن بسرطان الثدي. ولفتوا الى ان مشاكل الكبد والعظام والكليتين أقل شيوعا لدى الاشخاص الذين شملتهم الدراسة وان نسبتها ادنى من 20 %. وقالوا ان "بعض علاجات امراض السرطان لدى الاطفال ادى الى ارتفاع عدد البالغين المعرضين بنسبة عالية للاصابة بمشاكل صحية تتفاقم مع التقدم في السن".

تحور أنواع السرطان

على صعيد متصل وضع باحثون في بريطانيا أول خريطة شاملة لعمليات التحور وراء تطور الأورام وهو عمل من المتوقع أن يقود في المستقبل إلى أساليب أفضل للعلاج ومنع انتشار انواع كثيرة من السرطان. وفي دراسة نشرت في دورية (نيتشر Nature) كشف باحثون قاموا بتحليل أكثر من سبعة آلاف شفرة وراثية (جينوم) لأنواع شائعة من السرطان عن 21 "بصمة" لعمليات تحور الحمض النووي (دي.ان.ايه). وقالت سيرينا نيك-زينال من معهد ولكام ترست سانجر الذي عمل في البحث هذه خطوة مهمة على طريق اكتشاف العمليات التي تقود إلى تشكل الورم السرطاني. وأضافت من خلال تحليل مفصل يمكننا البدء في استخدام كميات ضخمة من المعلومات المدفونة في الحمض النووي للسرطانات لمصلحتنا فيما يتعلق بفهم كيف ولماذا تظهر الأورام السرطانية.

وتحدث جميع أنواع السرطان نتيجة تحور في الحمض النووي بخلايا الجسم. وتأكد العلماء من بعض الحقائق منها أن المواد الكيماوية في دخان التبغ تسبب هذا التحور في خلايا الرئة مما يؤدي إلى سرطان الرئة وان الاشعة فوق البنفسجية تحدث تحورا في خلايا الجلد مما يؤدي الى سرطان الجلد. بحسب رويترز.

لكنهم لا يعرفون العمليات البيولوجية التي تسبب التحور وراء أغلب أنواع السرطان الشائعة. وقال مايك ستراتون مدير معهد سانجر وكبير الباحثين في الدراسة بدأنا نعرف الكثير عن عواقب هذا التحور. لكن فهمنا محدود لما يسبب هذا التحور في الأساس. وأضاف في نهاية الأمر فإن الاشياء المسببة لهذا التحور هي مسببات السرطان.

دراسات اخرى

في السياق ذاته وجدت دراسة أميركية أن الإجهاد النفسي قد يتسبب بسرطان البروستات. ووجد باحثون في جامعة ألبرت آينشتاين الأميركية أن الإجهاد النفسي قد يسبب انتشار سرطان البروستات. وخلص العلماء إلى أن أفرع الجهاز العصبي المسؤولة عن الوظائف غير الإرادية، قد تلعب دوراً مهماً في التسبب بالمرض. وأشاروا إلى أن النتائج تفتح المجال أمام علاجات جديدة تشمل تطوير أدوية مثل حاصرات بيتا التي تستخدم عادة لخفض ضغط الدم، لمعالجة سرطان البروستات.

وأجريت الدراسة على عينات من الأنســـجة البـــشرية والحيوانية التي تعود إلى الفئران، وركزت على الجهاز العصبي غير الإرادي الذي يتحكم بالوظائف غير الإرادية مثل نبضات القلب والهضم. ووجد العلماء أن الجهاز العصبي غير الإرادي بفرعيه له آثار مهمة على تحفيز السرطان. وربطوا الإجهاد النفسي بسرطان البروستات في شكل خاص، لأن جزء الجهاز العصبي غير الإرادي يعزز نمو الأورام.

من جانب اخر أظهرت دراسة نشرت نتائجها في الولايات المتحدة أن النساء الطويلات القامة معرضات للإصابة بالسرطان أكثر من النساء القصيرات. ودرس الباحثون نحو 145 الف امرأة انقطع لديهن الطمث وتراوحت اعمارهن بين 50 و79 عاما ولاحظوا أنه في مقابل كل 10 سنتمترات اضافية في الطول، يرتفع خطر الاصابة بسرطان الثدي والقولون والرئة والمبيض والمستقيم والغدة الدرقية والجلد بنسبة 13 %.

وشرح الدكتور جيفري كابات وهو عالم أوبئة من كلية ألبرت اينشتاين للطب في جامعة ييشيفا في نيويورك ان السرطان ينجم عن عملية مرتبطة بالنمو. وبالتالي، من المنطقي أن تزيد الهرمونات وغيرها من العوامل المساهمة في النمو خطر الاصابة بالسرطان. ولاحظ الباحثون ان العلاقة بين الطول وارتفاع خطر السرطان بقيت موجودة حتى بعد مراعاة عوامل أخرى قد تزيد احتمال الاصابة بالمرض، كالسن والوزن والمستوى التعليمي والتدخين واستهلاك الكحول والعلاجات الهرمونية.

واضاف الدكتور قائلا تفاجأنا بعدد مراكز علاج السرطان التي بينت فيها الاحصاءات بوضوح وجود علاقة بين الطول والاصابة بالمرض. وفي تلك الاحصاءات، يبدو أن الامراض السرطانية مرتبطة بالطول اكثر منه بمؤشر الكتلة الجسدية. واستنتج الباحثون ايضا ان خطر الاصابة ببعض الانواع السرطانية الرئة والمستقيم والدم والغدة الدرقية يرتفع أكثر لدى النساء الاكثر طولا ، وتراوح نسبته من 23 الى 29 % لكل 10 سنتمترات اضافية.

واوضح الدكتور كابات ان الدراسة لم تحدد طولا معينا يبدأ معه خطر الاصابة بالسرطان بالارتفاع، مشيرا الى ان هذا الخطر يبقى محدودا. واضاف من المهم الاشارة الى ان السن والتدخين والوزن الزائد وبعض العوامل الاخرى تلعب دورا أكبر بكثير من طول القامة في زيادة خطر السرطان. بحسب فرانس برس.

على صعيد متصل قد لا يكون كل ما هو مفيد للقلب مفيداً لبقية أعضاء الجسم، هذا تحديداً خلاصة دراسة بريطانية حديثة، وجدت أن أحماض أوميغا قد ترفع احتمالات إصابة الرجال بسرطان البروستاتا. وتقول الدراسة، المنشورة في دورية المعهد القومي للسرطان، إن الرجال الذين ترتفع في دمهم نسبة أحماض أوميغا 3، يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 43 في المائة.

ويرى العلماء أن أوميغا 3 في حد ذاته ليس مؤذياً، بل ربما الأحماض الدهنية التي لها تأثير أكثر تعقيداً مما كان يعتقد في السابق، وفسروا بأنها قد تتحول لمركبات تؤذي الحمض النووي DNA في الخلايا، وخلق أرضية خصبة للأورام السرطانية. ويشار إلى أن "أوميغا 3" موجودة في الأسماك الدهنية كالسلمون، وتباع أقراص زيت السمك كمكملات غذائية، وقد خضعت لدراسات واسعة بينت أن لها فوائد صحية عندما تؤكل كجزء من حمية متوازنة، في الحماية من أمراض القلب، وحتى "الزهايمر. ويعتبر سرطان البروستاتا من أكثر أمراض السرطان شيوعاً بين الرجال، ويصاب به نحو 250 ألف أمريكي سنوياً، يفتك بنحو 30 ألف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/تشرين الثاني/2013 - 3/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م