الملابس..بين الأناقة والغرابة والابتكار

 

شبكة النبأ: عالم الموضة والأزياء العالمية أصبح اليوم محط اهتمام الجميع دون استثناء، فاقتناء أخر الموديلات والأزياء العالمية في سبيل تحسن المظهر أمر ضروري لدى اغلب الناسب حسب بعض المتخصصين، الذين أكدوا على وجود تنافس شديد بين الكثير من الشركات المتخصصة في الألبسة العالمية التي تسعى وبشكل دائم الى طرح موديلات جديدة ومتنوعة والغريبة باستخدام بتقنيات التصنيع الحديثة والمتطورة، وفي هذا الشأن جمعت شركة تدافع عن الصناعة الفرنسية بسهولة 19 الف يورو لدى مستثمرين اعجبوا بمنتجها المميز لصنع سراويل داخلية معطرة للرجال على ما افاد مؤسسها.

وستقوم شركة لو سليب فرانسيه (السروال الداخلي الفرنسي) التي اسسها غيوم غيبو البالغ 28 عاما في العام 2011 بصنع مجموعة اندونتابل (غير قابل للقهر) في فرنسا. وقال غيوم غيبو عبر موقع التمويل التشاركي الذي جمع حتى الان 19 الف يورو تريدون تغيير العالم وتريدون تغيير الامور ابدأوا بتغيير سروالكم الداخلي!"

وكتبت الشركة تقول العطر موضوع في جيوب صغيرة جدا وينتشر ما ان يتحرك السروال عند ارتدائه ويبقى العطر حتى 30 غسلة. وقال المقاول الشاب الذي ينتج سراويله الداخلية في منطقة دوردونيه انه عطر ذكوري لكنه ليس قويا جدا ويستند الى المسك والاجاص. واصبحت شركة "لو سليب فرانسيه" مثالا للنجاح في بلد معتاد على سماع انتقادات حول قلة تنافسيته وعدم دعم مقاوليه.

وباعت الشركة التي توظف خمسة اشخاص ومقرها في باريس 20 الف سروال داخلي بالوان الازرق والابيض والاحمر في سنتها الاولى وهي تستهدف اسواقا خارجية مثل اليابان. واكد صاحبها انها بدأت تحقق الارباح موضحا هذا يظهر اننا قادرون على التجديد والابتكار في فرنسا. وفي البداية كانت الشركة تريد جمع 10 الاف يورو لكنها تجاوزت هدفها قبل انتهاء المهلة المحددة.

الى جانب ذلك فلطالما اعتبر انتفاخ البطن من الاوضاع المحرجة، لكن الحال لم تعد كذلك بفضل شركة سيرن اليابانية التي تسوق بنجاح أول سروال داخلي يمتص الروائح الكريهة. وشرحت ناعومي يوشيدا الناطقة باسم الشركة اليابانية التي تفاجأت بنجاح ابتكارها استغرقنا الامر عدة سنوات لنبتكر سروالا داخليا مزيلا للروائح يكون مريحا في الوقت عينه. وتابعت قائلة كنا نظن بداية أن المبيعات ستقتصر على المستشفيات ودور العجزة، لكن عددا ملحوظا من الزبائن الأفراد بدأ بشرائه، ولا سيما رجال الاعمال الذين يمضون أغلبية أوقاتهم في اجتماعات. ويكمن سر هذا السروال في نسيجه الذي يحتوي على مواد سيراميكية. وبعد النجاح الذي لقيه السروال، وسعت "سيرن" نطاق هذا الابتكار الذي بات متوافرا على شكل 22 منتجا مختلفا، من الجوارب المضادة للروائح الكريهة إلى القمصان الممتصة للعرق.

من جانب اخر صممت شركة "نايك،" أحد أكبر المصنعين بعالم الأدوات الرياضية، حذاءا جديدا يتميز بعدد من الأمور إلى جانب وزنه الخفيف للغاية، الأمر الذي يترك مرتديه بطابع عدم وجود شيء في قدمه عند السير أو الركض. وجاء في التقرير الذي نشر على مجلة تايم الأمريكية، أن الحذاء الجديد لا يتعدى وزنه الـ 5.6 أوز (نحو 160 غراما) الأمر الذي يصعب على مرتدي الحذاء الشعور بوزنه.

وبين التقرير أن الحذاء الجديد تم تصميمه بطريقة بعيدة جدا عن الطرق التقليدية المتبعة بخياطة الأحذية حيث قام المهندسين في نايك بصنع الحذاء خاليا من أية خيوط، في الوقت الذي صمموا قياسات الحذاء بصورة محددة لتلف قدم الرياضي بصورة تعزز التجربة الرياضية. ونوه التقرير أن التصميم الجديد للحذاء يدعم بصورة كبيرة الاحتكاك المطلوب مع الأرض لتحفيز سرعة الرياضي بالإضافة الى التقليل من الجهد الكبير المبذول. وأشار التقرير إلى أن الحذاء الجديد أطلق عليه أسم "فلاي نيت رايسر،" ويبلغ سعره يبلغ 150 دولارا.

مراعاة للبيئة

من المواد الملونة المشتقة من النبيذ إلى الانسجة المصنعة من زجاجات المشروبات الغازية أو البيرة، بات قطاع صناعة النسيج المعروف بأساليبه الملوثة يعتمد تقنيات مراعية للبيئة غريبة من نوعها لصناعة سروال الجينز المستقبلي. ويؤكد خبراء شؤون البيئة أن هذا النوع من السراويل هو شديد التلويث اذ تستهلك صناعته الكثير من المياه والكهرباء والمواد السامة، وهم يطالبون باعتماد المزيد من استراتيجيات إعادة التدوير في القطاع.

وقد قررت عشرات المجموعات العاملة في القطاع، لا سيما تلك التي تقدم بضاعة رفيعة المستوى، التطرق إلى هذه المشكلة، لأسباب أخلاقية ومالية على حد سواء. وقد تطورت التقنيات المستخدمة في القطاع خلال السنوات الأخيرة، مع اللجوء إلى تقنية الليزر لتفتيح الالوان ورسم البقع بدلا من استعمال حجر الخفاف أو الرمل اللذين يستهلكان الكثير من المياه ويضران بصحة العمال في قطاع النسيج.

وقد قامت المجموعة الايطالية "آي تي في" التي اشترت البراءة التي كانت تملكها شركة "إيكويا" الكورية الجنوبية المتخصصة في التلوين الطبيعي بتطوير تقنية جديدة تحمل اسم "ولين تكس" تستخدم النبيذ أو الحديد محل التركيبة الكيميائية التي يصبغ بها الجينز. واعتمدت الشركة الأميركية "كون دنم" وهي المزود الرئيسي لعلامة "ليفايس" استراتيجية إعادة التدوير، وهي تذكر على البطاقات المرفقة بسراويلها مكونات غريبة، من قبيل المشروبات الغازية والبيرة. وهي تصنع الانسجة جزئيا من زجاجات البيرة والمشروبات الغازية التي أعيد تدويرها.

وشرحت كارا نيكولاس إحدى المسؤولات عن التسويق في الشركة أن سراولا واحدا يتطلب ما يعادل سبع زجاجات. غير أن هذه التقنية لا تطبق حتى الآن إلا على 10 % من إجمالي الانتاج. وقد نجحت مجموعة "تافك" الاسبانية من جهتها في جعل الصبغة الزرقاء الخاصة ببنطال الجينز أقل استهلاكا للمياه، علما أن هذه الصبغة، طبيعية كانت أم اصطناعية، تتطلب الكثير من المياه لتثبت على النسيج.

وأوضحت "تافك" انها توصلت إلى تقنية خاصة تسمح بتثبيت الصبغة كيميائيا. وأكد ديفيد باردين المسؤول عن التسويق في أوروبا بفضل هذه التقنية، نوفر 300 ألف ليتر مياه في اليوم، أي 12 ليترا لكل بنطال جينز. وتسمح هذه التقنية بتخفيض فواتير المياه وكلفة معالجتها أيضا. بحسب فرانس برس.

وتدر صناعة الجينز إيرادات مرتفعة تقدر بمئة مليار دولار، على ما ذكر فيليب باسكه رئيس معرض الجينز الذي نظم منذ فترة وجيزة في باريس. ولا شك في ان علامات كثيرة باتت تعتمد معايير مراعية للبيئة، غير أن القطاع لن يصبح مراعيا لبيئة بالكامل إذ ان القطن الذي يستخدم بصورة رئيسية في صناعة الانسجة يستهلك الكثير من المياه والمبيدات.

وفي رأي فيليب باسكه، ينبغي ألا يكون التقدم في مجال التنمية المستدامة على حساب الموضة. وأصبح من الرائج اليوم ارتداء سراويل الجينز القديمة. وقد أكد المستشار فيليب فريدمن أن آخر الصيحات تقضي بارتداء جينز يتميز بمواصفات خاصة مفصلة على قياس صاحبه.

حمالة الصدر و المواد السامة

في السياق ذاته أثار طبيب متخصص في الطب الرياضي الذعر في فرنسا المعروفة بولعها بالملابس النسائية عندما أعلن ان دراسته التي أجراها على صدور أكثر من 300 امرأة على مدى 16 عاما خلصت إلى ضرورة التخلي عن حمالات الصدر. وسلطت الأضواء على الطبيب جان ديني روليون (62 عاما) بعد أن قال لمحطة إذاعية طلابية إن بحثه أظهر أن ارتداء حمالة الصدر يضعف العضلات الطبيعية الحاملة للثديين مضيفا أنه ينبغي على النساء التفكير في عدم ارتدائها.

ووصل هذا النبأ إلى الإذاعة الوطنية وسرعان ما لاحقت الصحف والقنوات التلفزيونية روليون الذي يعمل في جامعة فرانش كومتيه الصغيرة ببلدة بيزانسون شرق البلاد. وأجرت إذاعة فرانس إنفو مقابلة مع إحدى المتطوعات في الدراسة وتدعى كابوسين (28 عاما) حيث قالت إن خلعها حمالة الصدر ساعدها على التحرر في أكثر من ناحية وتحسين تنفسها واستقامة جسدها. وقالت كابوسين للمحطة الإذاعية الإخبارية يمكنك التنفس بشكل أفضل والوقوف بصورة أكثر استقامة ويقل احساسك بالآم الظهر.

واهتمت صحيفة لوموند اليومية الشهيرة أيضا بهذه الدراسة إذ نشرت تقريرا يؤرخ لأصول حمالة الصدر التي يرجع تاريخها إلى القرن الرابع عشر. وقال روليون إن هذه الدراسة التي لم تنشر بعد ما زالت في مراحلها الأولى وإنه يرى من السابق لأوانه إسداء نصيحة قاطعة لجميع النساء رغم الضجة الإعلامية التي أثارها بحثه. وأظهرت النتائج الأولية لدراسته التي أجراها على 330 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما أن ارتداء حمالة الصدر في سن مبكرة غير مفيد للثدي والاستغناء عنها يمكن أن يزيد من قساوته.

وقال روليون إن حمالات الصدر تضعف الأربطة الحاملة للثدي موضحا انها تعيق حركة الدورة الدموية أيضا. ومضى يقول لكن ماذا عن المرأة التي بلغت محطة منتصف العمر وتعاني من زيادة الوزن ولديها أطفال؟ لست على يقين تام من أنها ستستفيد من خلع حمالة الصدر.

من جانب اخر نظمت منظمة غرينبيس المدافعة عن البيئة تحرك توعية امام متاجر الماركة الاسبانية "زارا" في اطار حملة لمكافحة استخدام المواد الخطرة في الصناعات النسيجية. ففي فرنسا والمانيا واسبانيا والسويد والمكسيك احتج ناشطون تابعون لغرينبيس على استخدام مواد سامة في اقمشة زارا وعلى غياب تعهد ملموس من الماركة بهذا الشأن على ما قال الجهاز الاعلامي لهذه المنظمة غير الحكومية في باريس.

وقام ناشطون في غرينبيس بمحاكاة عروض ازياء مرتدين اقنعة واقية من المواد الكيميائية امام متاجر "زارا" في 19 مدينة في فرنسا ولا سيما في باريس على جادة الشانزليزيه. وفي تولوز ارتدى نحو عشرين متظاهرا من غرينبيس قمصانا كتب عليها "زارا سامة". وفي نيس وضع نحو عشرة ناشطين اقنعة وشارات سوداء كتب عليها "سام". بحسب فرانس برس.

وقالت نادين كردات الناشطة في غرينبيس نيس اننا نستهدف زارا لانها من اكبر بائعي الملابس الجاهزة في فرنسا. وحان الوقت لكي تنظف زارا سلسلة انتاجها كما فعلت متاجر مثل سي اند ايه وماركس اند سبنسر. ونشرت "غرينبيس" تقريرا حول "خفايا الموضة السامة" كشفت فيه ان في ملابس الكثير من الماركات مواد تؤثر على وظيفة الغدد.

وطلبت "غرينبيس" من الماركة الاسبانية الالتزام بشكل طموح وموثوق بوقف استخدام هذه المواد الكيميائية الخطرة. وقالت "غرينبيس" ان سبع ماركات اخرى كبيرة (بوما واديداس ونايكه واتش اند ام وماركس اند سبنسر وسي اند ايه ولي نينغ) تعهدت بعدم استخدام مواد كيميائية خطرة بعد الان بضغط من المنظمة غير الحكومية المدافعة عن البيئة.

فساتين نسائية

في السياق ذاته رغم تغير وتيرة الموضة بسرعة، يبقى للفستان الأسود سحره وجماله، فاللون الأسود في الفساتين النسائية يبقى ملك الألوان، ترتديه السيدات في مختلف المناسبات، لذا أقام أندريه ليون تاللي، محرر مجلة Vogue، معرضاً خاصاً للفساتين السوداء. وافتتح ليون معرضه، المقام في كلية سافانا للفنون والتصميم، في ولاية جورجيا الأمريكية، ويضم 81 فستانا أسودا من أجمل التصاميم المبتكرة لمجموعة مختلفة من مصممي الأزياء، منها البراق، والعملي، والمفتوح، والشفاف.

وعلق أندريه على المعرض قائلاً الموضة تهم النساء، والمرأة هي الوحيدة التي تستطيع وصف الفساتين السوداء، لذا طلبت من بعض مصممات الأزياء المفضلات لدي، إضافة إلى مارك جاكوبز، مساعدتي في وصف هذه الفساتين في الدليل المصاحب للمعرض. ووصفت مصممة الأزياء نورما كمالي الفساتين السوداء في دليل المعرض قائلة اللون الأسود يرافقنا في الكثير من المناسبات، في السراء والضراء، فيمكننا ارتداء الفساتين السوداء في الحفلات ومقابلات العمل، وحفلات الزفاف، كذلك حفلات التأبين، ويمكن أن يكون اللون الأسود محتشما أو ملفتا للنظر وفقاً لتصميم الفستان والمناسبة.

والفساتين من وجهة نظر ليون هي التقييم الفعلي لإبداعات وتصاميم كبار مصممي الأزياء، حيث تظهر شجاعتهم وجرأتهم في التصميم، وجميع مصممي الأزياء المشاركين في معرض ليون في الأصل من أصدقائه، مثل ستيلا ماكرتني ولورين سكوت، وجميعهم يؤمنون أن المرأة هي التي تعطي الفستان الأسود معناه وجماله.

وعبر ليون عن تجاوبه وتفاعله مع الموضة والأزياء، مشيراً إلى لقاء جمعه بالنجمة سارة باركر بالقول أتجاوب بكل مشاعري مع الموضة والأزياء، ففي العام الماضي كنت جالساً في دار أزياء مانولو، ودخلت النجمة سارة جيسيكا باركر، مرتدية فستانا أسودا وحذاء أبيض، وهذه ليست عادتها، وكان مظهرها ملفتا جداً، فقد كسرت بملابسها قوانين الموضة، وقد تعجبت في البداية، لكني تريثت قليلاً، وقلت لها هذا ما تؤول إليه الموضة هذه الأيام، فالموضة تتطور وتختلف بصورة سريعة.

فيما ترى مصممة الأزياء المبدعة ستلا مكارتني أن الإبداع والذوق ليسا عنوان شخصية السيدة فقط، بل ملابسها أيضاً. ويرى ليون أن الحرية باتت تؤثر في موضة الرجال قائلاً لاحظت تغيرا كبيرا في خط الموضة داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات القليلة الماضية، وباتت الحرية التي نعيشها تنطبق على الملابس أيضاً، حيث شاهدت مجموعة من الطلاب يرتدون ملابس تشبه التنورة، داخل الحرم الجامعي. بحسب CNN.

وأضاف حين سألتهم قالوا إن عمال يرتدون هذه الملابس كونها تساعد في الحركة، ويمكنهم وضع أدواتهم بها، ورغم ما قالوه إلا أنني مازلت أرى أن ما كانوا يرتدونه هو تنورة نسائية، وأظن أنه مادام الشباب شرعوا في ارتداء التنورة سوف يأتي يومٌ يرتدون فيه الفساتين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/تشرين الثاني/2013 - 1/محرم الحرام/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م