اصدارات جديدة: تراجع الهيمنة الامريكية

 

 

 

الكتاب: دور الهيمنة الامريكية في العلاقات الدولية

الكاتب: نصار الربيعي

الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت

عدد الصفحات: 495 صفحة متوسطة القطع

عرض: جورج جحا

 

 

 

 

شبكة النبأ: يقول الباحث العراقي نصار الربيعي ان هناك العديد من الاشارات التي تدل على تراجع الهيمنة الامريكية مما يؤدي الى اضعاف دور الولايات المتحدة وشرعية قيادتها للنظام الدولي.

وقال الوزير في الحكومة العراقية وعضو مجلس النواب العراقي "ان دراسة مسار الهيمنة الامريكية توضح بان هنالك العديد من الاشارات التي تؤكد تراجعها مما يؤدي الى اضعاف دورها وكذلك شرعية قيادتها للنظام الدولي.

"وما ازمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الامريكية في بداية العام 2007 والازمة المالية العالمية الامريكية عام 2008 والتي عبرت عن ازمة الرأسمالية في كينونتها ومقوماتها الا آخر الشواهد على هذا التراجع حيث يمكن لنا ان نقول بان بداية التراجع الحقيقي في قدرة الولايات المتحدة في لعب دور القائد تعود الى السيعينات من القرن الماضي عندما فقدت سيطرتها على الانتاج العالمي وبدأت سطوتها تتأكل في قطاع التمويل العالمي منذ تسعينات القرن الماضي ويواجه دورها الريادي الحالي في مجال التكنولوجيا تحديات شتى."

وكان نصار الربيعي يتحدث في كتابه الذي حمل عنوان "دور الهيمنة الامريكية في العلاقات الدولية" الذي صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت وجاء في 495 صفحة متوسطة القطع. واشتمل الكتاب على خمسة فصول مع مقدمة ومبحث تمهيدي ومبحث ختامي وخاتمة واستنتاجات. وان كان ثمة ما يؤخذ عليه فعلى رأسه الاخطاء اللغوية.

يتحدث الربيعي عن الهيمنة فيقول انها "مفهوم اكاديمي حديث الاستخدام في العلاقات الدولية ويشير في احد معانيه الى السيطرة والتحكم من قبل قوة عظمى قادرة على توجيه النظام الدولي وفق قواعد معينة ومتفق عليها. يشاركها في هذا النظام مجموعة من القوى تمتلك من القدرات ما يؤهلها لان تكون احدى قوى النظام غير ان قدراتها لا تمكنها من تحدي القوة العظمى. يتسم هذا النوع من النظم الدولية بالاستقرار الكبير وذلك بسبب ان القوى المشاركة فيه راغبة وبطواعية للعمل مع القوة العظمى مما يضفي الشرعية على قيادة القوة العظمى (المهيمنة) للنظام." بحسب رويترز.

اما الدولة المهيمنة فيقول عنها انها "تلك الدولة التي تحوز من القوة ما يجعلها تتحكم في الدول الاخرى كافة بحيث لا تمتلك اي منها القدرة العسكرية على شن حرب عليها. وبتعبير اخر هي القوة العظمى الوحيدة في نظام دولي لا توجد فيه قوى عظمى اخرى ولا يتطلب بالضرورة ان تمتلك القوة العظمى القدرة على هزيمة كل منافسيها مجتمعين بل يكفي ان تكون هناك فجوة كبيرة وواضحة بينها وبين القوى الكبرى التي تليها.

"ان الهيمنة بهذا المعنى هي حالة دولة تضعف فيها المشاركة من قبل الدول الاخرى المكونة للنظام الدولي وتضيق فسحة المناورة امام الدول جميعا وذلك بسبب غياب التنافس الدولي بين القوى الذي يخلق مساحة المناورة."

وقال "الهيمنة مفهوم نسبي يراد به وصف الحالة التي يصبح فيها الطرف المهيمن هو الموجه الرئيس للسياسة العالمية. وبما ان الهيمنة مفهوم نسبي اذن فهي حالة عرضية غير قابلة للاستمرار."

ويرى نصار الربيعي ان "نظرة فاحصة في مسار المستقبل تؤكد ان دور هيمنة الولايات المتحدة الامريكية البارز وعلى ضوء المتغيرات الدولية التي تتفاعل بين الدول الكبرى والتطورات داخل الدول الكبرى قد بدأ ياخذ اشكالا اخرى تعبر عن الواقع التعددي الذي يسود العلاقات فيما بين الدول المشاركة في توجيه النظام الدولي ولعقود قادمة.

"ان التوجه نحو التعددية يبرز لنا وبشكل جلي ان ثمة نتائج محتملة متضادة ومتضاربة في بروز اكثر من قوة في العالم تمثل تحديا لوضع الولايات المتحدة الامريكية في هيكل الهيمنة العالمي وهو تعبير عن فعالية ومرونة النظام الدولي بكامله وفقا لما يستبطن من علاقات دولية كامنة تعبر عن المحتوى الحقيقي لهذا النظام."

ويرى الربيعي أن التفوق العسكري وحده لا يخلق الهيمنة ولا العامل الاقتصادي وحده ولا التكنولوجي ولا غيرها من العوامل والمقومات الطبيعية لأن "التكامل بين العوامل هو الذي يخلق الهيمنة."

يقول "بالرغم من تاريخ الولايات المتحدة القصير نسبيا والذي لا يتجاوز الثلاثة قرون استطاعت هذه الامة القوية والفتية لعب الدور الفاعل الاساس في حقبة من تاريخها والمهيمن في حقبة تاريخية تالية ولاكثر من نصف عمرها منذ نشائها وتأسيسها كدولة اتحادية حتى يومنا هذا لانها تمتلك بالفعل وتتكامل عندها باطار مؤسساتي معظم القوة الاجمالية في العالم."

ويضيف ان عالم اليوم هو "عالم التكنولوجيا حيث اصبح فيه المتغير التكنولوجي المتسارع هو المحرك الاساس لدواليب الماكينتين الاقتصادية والعسكرية للقوى الفاعلة في النظام المعاصر. فلا يمكن ان يكون هناك اقتصاد متقدم او تطور في المجال العسكري اذا لم يكن مركزا ومرتكزا على التقنية.

"ان التنافس والتعاون التكنولوجي بين الوحدات الدولية ينبيء بان الصراع القادم سيكون صراعا معرفيا يتزايد فيه دور العامل التكنولوجي ويتعاظم فيه دور القوة الاقتصادية."

وانتقل الى القول "ان الصين الشعبية القوة الصاعدة قطبيا ستمثل مستقبلا الطرف الثاني في الثنائية القطبية مع الولايات المتحدة الامريكية ... ان خريطة القوى في العالم ستحتوي قوى تتميز بانها قوى قطبية وهي قوى مهيمنة والمتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية الموجودة بالفعل والصين والاتحاد الاوروبي وروسيا الاتحادية الموجودة بشكل كامن وستتمظهر قطبيتها في المستقبل ودول كبرى كاليابان والهند والبرازيل وهي قوى توازن داعمة او مؤخرة لهيمنة القوى المهيمنة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تشرين الثاني/2013 - 29/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م