المرجع الشيرازي: ثقافة الغدير عالم من السعادة والخير والرفاه

 

شبكة النبأ: قال المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي إنّ المشاكل والبلايا الموجودة اليوم في البلدان الإسلامية والمبتلية بها الشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب، في الاقتصاد والسياسة كالاعتقالات والحبس غير المنطقيين وغير الشرعيين واللاإنسانيين، والمشاكل الاجتماعية ككثرة الطلاق وما يترتب على الطلاق من المفاسد العديدة، هذه كلّها سببها إقصاء ثقافة الغدير. لإنّ الأساس الصحيح هو ثقافة الغدير. وثقافة الغدير ليست بعداً واحداً، أو كلمة واحدة، أو مطلباً واحداً، بل هي عالم من السعادة، وعالم من الخير، وعالم من الرفاه، وهو عالم أوسع وأكبر من الدنيا. فعلى كلّ المفكّرين المسلمين، في الحوزات والجامعات وغيرها، أن يطبّقوا ثقافة الغدير في عالم اليوم الذي توجد فيه نسبة من الحريّات، حتى إن استغرق واستوجب هذا التطبيق عدّة سنوات.

جاء ذلك  في كلمة القاها المرجع الشيرازي عشيّة حلول ذكرى عيد الله الأكبر، أشرف أعياد الإسلام وأعظمها، عيد الغدير الأغرّ، الذي نصّب فيه مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، بأمر من الله عزّ وجلّ، مولانا الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين، وليّاً وإماماً على الخلق أجمعين، خلال درس سماحته في الفقه ـ بحث الخارج ـ كتاب الحجّ ـ في مسجد الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، بمدينة قم المقدّسة، صباح اليوم الأربعاء الموافق للسابع عشر من شهر ذي الحجّة الحرام 1434 للهجرة.

فيما يلي نصّها بحسب موقع الرسول الاكرم الثقافية:

بسم الله الرحمن الرحيم

ابتداء، وبمناسبة عيد الغدير السعيد، أقدّم التهاني إلى سيّدنا ومولانا، خليفة الله وخليفة آبائه المهديين، بقيّة الله الإمام المهديّ الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف. وأهنّي السادة العلماء والمدرّسين والفضلاء وأئمة الجماعة والوعّاظ، وجميع المؤمنين والمؤمنات في العالم كلّه، والمسلمين كافّة، بل وكلّ المظلومين في كل نقطة من نقاط العالم الذين ظُلموا بسبب إقصاء ثقافة الغدير. وأسأل الله تعالى بظهور مولانا بقيّة الله عجّل الله تعالى فرجه الشريف وصلوات الله عليه، أن يزيل الشقاوة الممتدّة في العالم، وأن يبدلها بالسعادة الواسعة والشاملة، في كل بيت وقرية ومدينة ولكل فرد.

لقد دعا مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تنصيب الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، دعا بالرحمة مرتين، وباللعن مرتين، حيث قال: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله). وهذا يعني: اللهم كل من يوالي عليّاً فكن له وليّاً، ومن يعاديه فكن له عدوّاً. وكل من ينصر عليّاً فانصره، سواء كان رجلاً أو امرأة، وعالماً أو جاهلاً، وغنيّاً أو فقيراً، وسواء كانت النصرة فردية أو جماعية، وبأي شكل كانت وبأي طريق، وبأي أسلوب. واخذل كل من يخذل عليّاً، مهما كان الخاذل، وفي أي مقام، وتحت أية ظروف. فاخذله بالمشاكل وبالمصاعب، وبالدنيا والآخرة، وأوكله إلى نفسه.

النصرة والخذلان لهما أنواع ومراتب. فالنصرة تكون أحياناً بالنفس، وباللسان، وبالقلم، وبالمال، وبالتشجيع، وغيره. وكذلك يكون الخذلان، أي بالنفس وباللسان وبالقلم والمال وغيره. وكل واحدة من هذه الأنواع من النصرة والخذلان لها مراتب.

إنّ الله تبارك وتعالى جعل للبشر امتحاناً عظيماً وعظيماً وعظيماً، وهو عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه. فبعض الناس بسبب عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه يصلون إلى قمّة السعادة في الدنيا والآخرة، وبعضهم وبسبب خذلانهم لعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، يسقطون إلى حضيض الشقاوة في الدارين. فيا له من امتحان عظيم! ومن مصاديق هذا الامتحان العظيم، هو دعاء النبيّ صلى الله عليه وآله الذي صدّرنا به الحديث.

مصداق للنصرة بالنفس

إنّ من مصاديق نصرة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالنفس هو: أبوذر الغفاري. فقد كتب التاريخ أنه مات بسبب الجوع! والموت بسبب الجوع يدعو إلى التأمّل، فليس بالسهل والهين أن يموت الإنسان بسبب الجوع. فالذي يموت بسبب العطش قد يكون عدم حصوله على الماء قد طال لمدّة يومين أو ثلاث، ولكن الموت بسبب الجوع، لا يكون في طول يوم واحد أو عشرة أيّام، بل يجعل صاحبه يتأذّى ويتألّم كثيراً ولأيام.

إنّ أباذر نصر بنفسه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، لكن لماذا صار هكذا بأبي ذر وهو من السابقين ومن الأوائل الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله ودافعوا عنه؟ ولماذا هكذا مات أبوذر في عصر زعموا وسمّوه كذباً بالخلافة الراشدة؟ فأيّ رشد هذا؟ وأية خلافة هذه التي يدّعون أنها خلافة لرسول الله صلى الله عليه وآله؟

هل إنّ خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله يجب أن يكون ممثّلاً عن النبيّ، ومظهراً لأسلوب النبيّ صلى الله عليه وآله، أم يكون مظهراً للظالمين؟

مصداق للنصرة باللسان

أما من مصاديق النصرة باللسان فهو عمل المرحوم السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليه. فالسيد القزويني كان معاصراً للشيخ الأنصاري رضوان الله تعالى عليه ومن تلامذته، وتوفي سنة 1300 للهجرة تقريباً. وكتب الحاج نوري ـ الذي عاصر السيد القزويني ـ في خاتمة المستدرك الذي نقل فيه أحوال بعض العلماء بمناسبة المسائل الرجالية، كتب ان السيد مهدي القزويني وصل إلى مقام هداية المنحرفين عن أهل البيت وهداية من يتسمّون بالمسلمين، وهداية من يجهلون أهل البيت صلوات الله عليهم، وصرف الكثير من عمره في هذا الطريق، في زمن لم يكن فيه التلفاز ولا القنوات الفضائية، بحيث يسمعه ويراه الناس في مختلف البلدان بالعالم. وكتب النوري أيضاً بأن السيد مهدي القزويني رحل عن الدنيا وقد استبصر وتشيّع بسببه 100 ألف شخص، من الرجال والنساء والشباب والكبار.

إنّ السيد مهدي القزويني كان مصداقاً لنصرة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه باللسان.

مصداق للنصرة بالقلم

وأما من مصاديق النصرة بالقلم، فهو المرحوم العلاّمة الشيخ الأميني رضوان الله تعالى عليه. فهنا أذكر لكم ما شاهدته بنفسي شخصياً مع اثنين من الأصدقاء، أحدهما توفي والآخر لايزال على قيد الحياة:

في سنة 1381 للهجرة تشرّفت بزيارة السيّدة زينب والسيّدة رقيّة سلام الله عليهما بدمشق، وكان بالقرب من مرقد السيّدة رقيّة سلام الله عليها، مكتبة قالوا إنّ فيها 11 ألف نسخة من المخطوطات، 300 منها نادرة ولا توجد نسخة مماثلة لها في أي مكان آخر. وفي ذلك الحين كان المرحوم الأميني في دمشق، وكان يسكن في غرفة استأجرها بالقرب من مرقد السيّدة رقيّة سلام الله عليها. فذهبنا إلى المكتبة المذكورة، فنقل لنا مدير المكتبة عن العلاّمة الأميني وقال:

إنّ العلاّمة الأميني استجاز مسؤولي المكتبة وأخذ مفتاح غرفها ومفتاح باب المدخل الرئيسي لها، ويأتي يومياً إلى المكتبة ويبحث في الكتب والمخطوطات ليكمل موسوعة الغدير. ويتواجد في المكتبة يومياً 18 ساعة، ويقضي ست ساعات الباقية من يومه في غرفته التي استأجرها بالقرب من المقام الطاهر. وكلما دخلت عليه في المكتبة وجدته إما واقفاً يبحث في الكتب، أو يطالع، أو ينقل عن الكتب. وكان هذا ديدنه في الـ18 ساعة، ولا يخرج من غرفة المكتبة إلاّ لتجديد الوضوء. وكان لا يتغدّى ولا يتعشّى، بل كان يأكل ما وضعه في جيبه من قطع طعام يابس. وقال مدير المكتبة: لا أدري هذا الرجل متى يرتاح؟

أقول: اعلموا ان العلاّمة الأميني قام بهذه النصرة وهو كان كسائر الناس، أي كانت له مشاكل وكان يعاني من ظروف خاصّة!

مصداق للنصرة بالمال

أما بالنسبة لمصداق النصرة بالمال، فحالياً لا يحضر في ذهني مثالاً مرادفاً للأمثلة الثلاثة التي ذكرتها آنفاً، ولكن أخاطب جميع الذين أنعم الله عليهم بقدرات مالية، مهما كان مقدارها، وسواء في الدول الإسلامية كانوا أو في غيرها، وفرادا وجماعة، وأقول لهم:

فكّروا بأن تسعوا إلى الحصول على قمر اصطناعي كي تستفيد منه المئات من القنوات الفضائية الشيعية، وتنشر ثقافة الغدير، التي لو طبّقت في كل بعد، وفي كل جانب، وبأي مقدار، فإنها توجب السعادة بذلك المقدار وفي ذلك البعد والجانب. فاشتروا قمراً اصطناعياً وأوقفوه للإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، والقرآن يقول في مثل هذه الأعمال: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). وهذا العمل لا شكّ وبالتأكيد يمكن أن يقوم به حتى فرد واحد من الشيعة من الذين أنعم الله عليه بقدرة مالية، وأن يكون مصداقاً لـ(من نصره). فالعمل عبر هذا الطريق اليوم هو طريق نصرة واسع وشامل.

وحول مدى تأثير ثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في سعادة الإنسان، أذكر لكم مقطعاً من مقاطع التاريخ، ولعلّ بعضكم اطّلع عليه:

في الحرب العالمية الثانية سحقت الكثير من الشعوب والبلدان، ومن أكثر البلدان التي سحقت في هذه الحرب هو اليابان وإحدى الدول الإسلامية، لا أذكر اسمها. ولكن انظروا ماذا صنع اليابان بعد انتهاء الحرب؟

إنّ الذي قام به اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هو العمل بفقرة من كتاب الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كتابه إلى مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه حينما ولاّه على مصر. حيث كتب الإمام صلوات الله عليه إلى مالك (ما مضمونه) بأن يجعل التجارة حرّة، بالأخصّ التصدير والاستيراد، وأن يكون دوره (أي دور الحاكم والحكومة) هو الرقابة فقط لكي لا يحدث غبناً بحقّ الناس. فكان ما عمل به اليابان أنه جعل التجارة بيد الشعب الياباني، فتقدّم وارتفع حتى صار يزاحم أميركا في الاقتصاد، وحتى في داخل أميركا أيضاً، بل وصل الارتفاع والتقدّم باليابان إلى مرتبة أعلى بحيث أنه كاد أن يُفقر أميركا المعروفة بعظمتها الاقتصادية وبقدراتها المالية الضخمة!

فهذه من أبعاد ثقافة الغدير ومن أمثلتها العديدة والكثيرة.

أما تلك الدولة الإسلامية فإنّها وليومك هذا لم تستطع أن تضع حتى حلاًّ واحداً لمشكلة واحدة من مشاكل أبناء شعبها. فتراها ولحدّ الآن تعلن رسمياً، ويومياً، بأن فيها الملايين من الفقراء والعاطلين عن العمل. وأنا شخصياً قرأت قبل بضع سنوات في إحدى صحفها الرسمية ان 80 بالمائة من الشعب هم تحت خطّ الفقر! وهذا هو حال دولة إسلامية! لأنها لم تعمل بنهج الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

نعمة الحرية

بإمكان فرد واحد يعيش في أجواء الحريّة أن يفعل الكثير، وأفضل من الملايين ممن يعيشون في أجواء تنعدم فيها الحريّة.

على سبيل المثال: كلنا نعرف عظمة وهيبة وحجم الطائر النسر ومدى سعة تحليقه وسرعة طيرانه في السماء وهيبته عندما ينقضّ من أعالي السماء على الفريسة. فهذا الطائر المهيب والكبير لو حبسته في القفص فإنه سوف لا يستطيع أن يتحرّك حتى بمقدار متر واحد. ولكن إذا جعلت العصفور، ذلك الطائر الصغير الضعيف، طليقاً فستراه يصول ويجول في السماء.

إنّ أكثر دول عالم اليوم فيها نسبة من الحريّة، وهذا ما يسهّل تعميم ثقافة الغدير في العالم. فظروف ووسائل اليوم ليست كزمن العلاّمة الأميني أو كزمن السيد مهدي القزويني رضوان الله تعالى عليهما. فاليوم تتوفّر الانترنت والقنوات الفضائية. ولو وصل الحقّ للعالم غير الشيعي وللكافر، وعلموا الفضائل والإسلام الصحيح، وعرفوا الغدير بحقيقته ـ كما صرّحت الروايات الشريفة بذلك ـ فسيسبقون غيرهم ممن هم في البلدان الإسلامية إلى الإيمان بالغدير. وهذا ما نجد له مثيلاً في التاريخ. ففي زمن حكومة النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله لم يكن كل الذين كانوا حول النبيّ صلى الله عليه وآله ومن هم في المدينة، مسلمين ومؤمنين بما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، بل كان فيهم المنافقين الذين بدّلوا وحرّفوا من بعد استشهاد النبيّ صلى الله عليه وآله. ولكن كان غيرهم ممن هم في البلدان والمدن الأخرى يؤمنون ويسلمون لسماعهم أخبار النبيّ صلى الله عليه وآله ومواعظه وتعاليمه.

نحن أهل العلم لدينا قدرة بالقوّة كثيراً، ومسؤوليتنا كبيرة أيضاً بتلك النسبة من القدرة، لأننا نفهم مثل تلك العبر والمقاطع التاريخية المشرقة، ويمكننا أن نفهمها ونعلم بها ونتعلّمها، فيجدر أن نعمل بمسؤوليتنا. وهكذا هم طلبة الجامعات والمثقفين الشيعة في كل مكان، أي لديهم قدرة بالقوّة، ويشكّلون قوّة عظمى. فلنسع جميعاً إلى أن نكون من المشمولين بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالرحمة، وهو: (وانصر من نصره). وأن نرتقي أعلى مراتب النصرة. فمجال نصرة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، كثير وواسع، وفي كل الأبعاد.

إنّ المشاكل والبلايا الموجودة اليوم في البلدان الإسلامية والمبتلية بها الشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب، في الاقتصاد والسياسة كالاعتقالات والحبس غير المنطقيين وغير الشرعيين واللاإنسانيين، والمشاكل الاجتماعية ككثرة الطلاق وما يترتب على الطلاق من المفاسد العديدة، هذه كلّها سببها إقصاء ثقافة الغدير.

لقد أعلن مسؤول رسمي لدولة إسلامية في صحيفة رسمية انه في بلده يقع في كل أربع دقائق حالة طلاق أو حالتين!

نحن ـ أي أهل العلم والمثقّفين والمؤمنين ـ يمكننا أن نرفع هذه المشاكل ونزيلها، وذلك بالعمل على تطبيق ثقافة الغدير. وعلينا أن نعلم بأن هذا الأمر لا يتمّ بين ليلة وضحاها، بل يحتاج إلى فترة زمنية، وقد يعطي ثماره بعد زمن طويل. فرفع المشاكل والبلايا عن الدول الإسلامية لا يتمّ عبر سنّ القوانين الوضعية، ولا بجعل المحدوديّات. لأن الأساس واه وفاسد. فحلّ المشاكل بالقوانين الوضعية مثله كمثل من يلصق أوراق المناديل المسمّاة بـ(الكلينكس) على الثقب الحاصل بسقف الغرفة بسبب ماء المطر. فهل يمنع المنديل قطرات الماء من التسرّب أو يصدّ عنها؟ أم أن ذلك سيؤدّي إلى اتّساع رقعة الثقب في السقف وبالتالي يؤدّي إلى خراب السقف وسقوطه؟ أم أن الصحيح هو معرفة سبب وأساس حدوث الثقب والعمل على سدّه وإعادة إعمار السقف؟

إنّ الأساس الصحيح هو ثقافة الغدير. وثقافة الغدير ليست بعداً واحداً، أو كلمة واحدة، أو مطلباً واحداً، بل هي عالم من السعادة، وعالم من الخير، وعالم من الرفاه، وهو عالم أوسع وأكبر من الدنيا. فالأساس الصحيح هو الذي بيّنه الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، وبيّنه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، نفسه، وذكره الصالحون من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله، كراراً ومراراً، وهو: الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وثقافة عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه، التي لو طبّقها الناس وعملوا بها لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.

في الختام: أوجز كلامي وأقول: على كلّ المفكّرين المسلمين، في الحوزات والجامعات وغيرها، أن يطبّقوا ثقافة الغدير في عالم اليوم الذي توجد فيه نسبة من الحريّات، حتى إن استغرق واستوجب هذا التطبيق عدّة سنوات. وهذا العمل من مصاديق نصرة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ومن يسعى في هذا السبيل سيكون مشمولاً بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم انصر من نصره.

وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/تشرين الاول/2013 - 24/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م