السياحة في اربيل تشهد تراجعا مع تفاؤل بعودة الحركة قريبا

 

شبكة النبأ: تشهد اربيل منذ الهجوم الذي استهدفها الشهر الماضي تراجعا في اعداد السياح الوافدين اليها، وخصوصا من العراقيين الآتين من المناطق الاخرى والذين يرون في عاصمة اقليم كردستان متنفسا آمنا بعيدا عن ازماتهم اليومية.

وعشية عيد الاضحى، شكا اصحاب الفنادق خصوصا من الغاء مئات الحجوزات، الا انهم يبدون في الوقت ذاته تفهمهم للاجراءات الامنية التي تحد من اعداد الوافدين، معربين عن ثقتهم بقدرة المدينة الكردية على التعافي سريعا. ويقول رئيس رابطة الفنادق والمطاعم في اقليم كردستان شمال العراق هيرش احمد كريم ان "القطاع السياحي تاثر بفعل العمل الارهابي (...) حيث انخفضت نسبة حجوزات الفنادق بنحو ٥٠٪ مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي". ويستدرك "السياحة في اربيل وكردستان ستعود على كل حال الى طبيعتها خلال فترة قصيرة، على الارجح بداية العام ٢٠١٤".

وقتل في ٢٩ ايلول/سبتمبر سبعة عناصر امن اكراد في تفجيرات انتحارية استهدفت مديرية امن "الاسايش" وسط اربيل (350 كلم شمال بغداد)، في هجوم نادر في الاقليم الكردي.

وكان هذا اول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة اقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والمستقر امنيا، منذ ايار/مايو 2007 حين استهدفت شاحنة مفخخة المقر ذاته في هجوم قتل فيه 14 شخصا.

واعلن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الموالي لتنظيم القاعدة تبنيه لهذا الهجوم، مؤكدا انه جاء ردا على تهديدات الاقليم بمقاتلة الجماعات الجهادية الى جانب الاكراد في سوريا المجاورة.

وتشهد اربيل منذ وقوع الهجوم تشددا في الاجراءات الامنية تجاه العراقيين الاتين من المناطق الاخرى، وهي اجراءات تشمل التفتيش الدقيق للسيارات والحقائب ورفض منح التاشيرات للافراد.

ويقول نادر رستي المتحدث باسم هيئة السياحة التابعة للحكومة المحلية في اقليم كردستان "هناك اجراءات مشددة تهدف الى حماية حياة السياح اولا، ثم حماية الامن في الاقليم، وهذا لصالح المواطن هنا واهل العراق".

ويضيف "الاجراءات الامنية على كل حال تعني الجهات المختصة بها، اما نحن فما زلنا وسنبقى نقدم نفس مستوى الخدمات السياحية بل ونطورها لكي نجذب عددا اكبر من السياح".

وينظر الى اربيل على انها عاصمة السياحة في العراق لما تملكه من بنية تحتية امنية متينة، وايضا لما تحمله من مقومات سياحية جذابة تشمل الاماكن الاثرية وكذلك المصايف التي تتمتع بطبيعة خلابة تفتقدها مناطق العراق الاخرى.

وبحسب هيئة السياحة، فقد زار اربيل خلال عيد الفطر الماضي اكثر من مئة الف عراقي اتوا من مناطق اخرى، واكثر من ٤٠٠ الف على مدى الاشهر الثلاثة الماضية.

في المقابل، فان العراقيين وجدوا طريقا قد تكون اقل تكلفة في بعض الاحيان حتى لقضاء عطلهم، حيث باتوا يتوجهون نحو دول في شرق اوروبا وابرزها جورجيا التي فتحت ابوابها امام هؤلاء المتعطشين للسفر.

والى جانب السياحة، تمثل اربيل بمشاريعها العمرانية مركزا اقتصاديا اقليميا بارزا نجح على مدى فترة قصيرة في جذب استثمارات ضخمة من دول عربية مجاورة واخرى خليجية، ودول غربية كبرى بينها الولايات المتحدة.

وتقول مالكة فندق "بيلا روما" نانسي سلامة وهي لبنانية تعمل في اربيل منذ اكثر من عامين "هناك نسبة تراجع كبيرة في هذا الشهر حيث جرى الغاء او تاجيل حجوزات".

ورغم ذلك، ترى سلامة التي تدير ايضا مطعمين في المدينة الكردية، ان "الاجراءات التي اتخذت والاستنفار الامني العام يفيدنا كثيرا للمستقبل". وتتابع "لا مانع لدينا في ان يتأثر عملنا لإسبوعين او لثلاثة او لشهر، لاننا ندرك ان الامور يجري تداركها حاليا حتى لا يتكرر ما حصل". بحسب فرانس برس.

وفي السوق القديم المجاور لقلعة اربيل الاثرية وسط المدينة، يجلس اصحاب المحلات التي تبيع الملابس والمأكولات والانواع المختلفة من البهار والحلويات.

ووحدها المقاهي والمطاعم الشعبية في السوق القديم تبقى مزدحمة بروادها وغالبيتهم من الاكراد، وهم من سكان اربيل نفسها، او من المناطق الكردية الاخرى المحيطة بها.

وامام محله الذي يبيع فيه المكسرات والحلويات، يجلس سعد عبد الرزاق (٣٧ عاما) على كرسي خشبي صغير يتأمل الاعداد القليلة من المارة.

ويقول عبد الرزاق "في السنة الماضية كان الازدحام كبيرا جدا عشية العيد"، مضيفا انه في العام الحالي انخفضت مبيعاته مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بنسبة ٤٠ الى ٥٠ بالمئة "بسبب الاجراءات الامنية". ويستدرك "لست منزعجا على كل حال، فالامور ستتحسن بالتأكيد. الامان هو للجميع ولمصلحة الشعب والمواطن".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/تشرين الاول/2013 - 22/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م