شبكة النبأ: المهرجانات السينمائية
التي تقام في أنحاء مختلفة من العالم العربي امر مهم وضروري لتطوير
صناعة السينما العربية، التي تعاني العديد من المشاكل والصعوبات
ولأسباب مختلفة اسهمت بتراجع الانتاج السينمائي في العالم العربي كما
يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان هذه المحافل والمهرجانات التي
تقام في كل عام والتي تعد فرصة هامة لتبادل التجارب الناجحة ومعالجة
المشاكل والمعوقات، لا تزال تفتقر للكثير من المقومات الاساسية ومنها
غياب التنسيق المسبق والتداخل في مواعيد المهرجانات لدرجة ان هناك أكثر
من 9 مهرجانات في 9 مدن عربية يتم اقامتها خلال ثلاث شهور فقط، حيث
يشهد الربع الاخير من العام ذروة الصراع السينمائي بين المهرجانات،
يضاف الى ذلك تشابه الافلام المعروضة مما يجعل اغلبها نسخة واحده لا
تفيد صناعة السينما هذا بالإضافة للتدخلات السياسية والحكومية الاخرى
التي تعيق تطور بعض تلك المشاريع، وفي هذا الشأن افتتحت الدورة الثالثة
عشرة لمهرجان بيروت السينمائي الدولي فعالياتها بمشاركة 77 فيلما تعرض
في العاصمة اللبنانية.
وتم اختيار فيلم (جاذبية) للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون للمشاركة
في الافتتاح فيما توزعت الافلام على ثماني فئات بينها مسابقتان للأفلام
الشرق اوسطية القصيرة والافلام الشرق اوسطية الوثائقية. اما الفئات
الست الاخرى فهي البانوراما الدولية وركن الافلام اللبنانية وافلام
حقوق الانسان و"افلام المطبخ وافلام الاطفال اضافة الى قسم لأفلام
المخرج الروسي الكسندر سوكوروف.
وقالت كوليت نوفل مديرة المهرجان للصحفيين ان هذا العام شهد انتاجات
رفيعة المستوى لمخرجين من السعودية والامارات وايران والعراق والهند
ومصر. كما يضم المهرجان 21 فيلما لمخرجين لبنانيين معظمها افلام قصيرة
لطلاب او متخرجين حديثا. واضافت اما بالنسبة إلى الإنتاج اللبناني فقد
ظهرت لدينا براعم من المبدعين الشباب الواعدين الذين نعلق عليهم آمالا
كبيرة.
وتتكون لجنة تحكيم الدورة من المنتج والمخرج نيكول بيزجيان ومنتجة
الأفلام الوثائقية ديانا مقلد والشريكة المؤسسة ومديرة قسم الإبداع في
شركة فاير هورس للإنتاج التلفزيوني منى منير. وقالت اليس ادة رئيسة
المهرجان ان اهمية هذا المهرجان انه هو اولا مهرجان سينمائي دولي في
لبنان بدأ عام 1997 واستمر كل عام وهذه هي طبعته الثالثة عشرة. وفي
مهرجان هذا العام نحن نريد اظهار الجودة والتنوع ونريد ان نبين للناس
الافلام التي تحتوي على روح وايضا بالنسبة للأطفال نريد ان نظهر
الافلام التي تحتوي على رعب اقل وارهاب اقل وعنف اقل.
واضافت ان عددا كبيرا من الأفلام موجه للأطفال هذا العام لانهم
باتوا يشهدون كثيرا من العنف وبحاجة الى ان يروا اشياء مختلفة. كما
يتطرق مهرجان بيروت السينمائي الدولي لموضوع الربيع العربي من خلال
العديد من الافلام التي تناقش الاحداث الاخيرة في المنطقة. وقال المصور
اللبناني نيكولا هاني من المؤكد ان هناك بعض الافلام حول الوضع السياسي
في المنطقة نريد ان نشاهدها ولكن الناس تريد ان ترى ايضا السينما نفسها.
ينبغي للمرء ان يحلم قليلا ويخرج نفسه من الحقيقة.
الى جانب ذلك أعلنت إدارة مهرجان بيروت الدولي للسينما أن الرقابة
اللبنانية منعت عرض فيلم لبناني قصير يتناول زواج المتعة وفيلم فرنسي
طويل يتناول المثلية الجنسية، ضمن برنامج الدورة الثالثة عشرة للمهرجان.
في المقابل أكد مصدر رسمي أن اللجنة المولجة الرقابة على الأفلام،
والتي تضم ممثلين عن ست وزارات، أوصت بالفعل بعدم إجازة عرض الفيلمين،
لكن القرار النهائي في هذا الشأن رهن توقيع وزير الداخلية على
التوصيتين.
وأوضحت إدارة المهرجان في بيان أنها تبلغت من الرقابة اللبنانية منع
عرض الفيلم اللبناني القصير وهبتك المتعة الذي يتناول موضوع زواج
المتعة. وهذا الفيلم الذي تبلغ مدته 15 دقيقة، وهو من إخراج اللبنانية
فرح شاعر (26 عاما)، مدرج ضمن مسابقة الأفلام الشرق الأوسطية القصيرة
في المهرجان، وهو أحد 16 فيلما تتنافس على جوائزها.
كذلك افادت إدارة المهرجان بأنها تبلغت منع عرض فيلم غريب البحيرة
المدرج ضمن فئة البانوراما الدولية، وهو من إخراج الفرنسي آلان غيرودي،
ويتناول علاقة مثلية بين شابين، أحدهما قاتل خطر. وعرض هذا الفيلم ضمن
فئة نظرة ما في مهرجان كان في ايار/مايو الفائت.
واوضح مصدر مسؤول في مكتب الإعلام في الأمن العام اللبناني ان
اللجنة المولجة الرقابة على الافلام رأت أن غريب البحيرة لا يناسب
المعايير التي تسمح بها الرقابة اللبنانية، وبناء على ذلك أوصت بعدم
إجازة عرضه. وأضاف لقد ارسلنا كتابا للوزير بهذا المعنى وننتظر جوابه.
أما بالنسبة إلى وهبتك المتعة فقال المصدر نفسه إن اللجنة أصدرت توصية
بعدم السماح بعرضه أيضا.
ويمارس الرقابة الداخلية في لبنان جهاز الامن العام. وهو لا يتعرض
إجمالا سوى للأعمال التي يرى فيها اثارة للمشاعر الطائفية او نيلا من
المقدسات الدينية او انتهاكا للآداب العامة أو ترويجا للتطبيع مع
اسرائيل. وغالبا ما تكون القرارات الصادرة عن الامن العام بمنع عمل فني
او ثقافي محل انتقادات حادة من الاوساط الثقافية والحقوقية في لبنان.
من جانب اخر فاز فيلم سعودي بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم شرق أوسطي
قصير في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان بيروت الدولي للسينما بعد اسبوع
شهد عرض اكثر من سبعين فيلما لبنانيا وعربيا ودوليا ومنع عرض فيلمين.
فقد فاز فيلم حرمة للمخرجة السعودية عهد كامل بالجائزة الذهبية لأفضل
فيلم شرق أوسطي قصير في المهرجان فيما حصل فيلم من العتمة للمخرجة
اللبنانية صونيا حبيب على جائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي.
ويتناول حرمة الذي كان فاز بالمركز الثاني في مسابقة الأفلام
القصيرة ضمن مهرجان الخليج السينمائي في ابريل نيسان الماضي وبجائزة
التطوير في مسابقة الافلام العربية القصيرة بمهرجان الدوحة ترايبيكا
قصة امرأة سعودية فقيرة يموت زوجها وهي حامل وتواجه ابتزازا من
المحيطين بها وصعوبات حياتية عدة تبرز من خلالها قضايا المرأة السعودية.
أما فيلم من العتمة الذي فاز قبل أيام بجائزة أفضل فيلم وثائقي في
الدورة الثالثة عشرة لمهرجان السينما في بيسيك في جمهورية التشيك
فيتناول قصة حب تدور فصولها في مدرسة بعبدا للمكفوفين بين حسن الكفيف
ويمنى المعلمة في مدرسة الصم والبكم وهي مبصرة لكن والد يمنى يرفض هذا
الارتباط. بحسب رويترز.
وفاز فيلم ميسي بغداد للمخرج العراقي سهيم عمر خليفة بالجائزة
الفضية في مسابقة الأفلام الشرق أوسطية القصيرة. أما المرتبة الثالثة
في فئة الأفلام القصيرة فذهبت الى فيلم بوبي للتونسي مهدي البرصاوي
الذي نال جائزة برونزية. وحصل فيلم سكراب للسعودي بدر الحمود على جائزة
لجنة التحكيم الخاصة علما أن الفيلم الذي تبلغ مدته 13 دقيقة وسبق أن
فاز بالجائزة الثالثة في مسابقة الفيلم القصير في مهرجان الخليج
السينمائي ويتناول قيادة المرأة للسيارة من خلال امرأة سعودية من
البادية تكسب عيشها من جمع الخردة (السكراب) وتضطرها الظروف لقيادة
سيارتها بنفسها فتوقفها الشرطة. وتمنع قيادة المرأة للسيارة في
السعودية وتعتبر القضية قضية رأي عام في المجتمع السعودي. ورغم أن نظام
المرور في المملكة لا ينص على منع النساء من القيادة فإن تراخيص
القيادة لا تصدر إلا للرجال.
وادي الدموع
في السياق ذاته عرض فيلموادي الدموع للمخرجة اللبنانية الكندية
ماريان زحيل ضمن فئة البانوراما الدولية في، ويعود الفيلم بالذاكرة الى
مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الإجتياح
الإسرائيلي عام 1982، من خلال عيني صحافية كندية تسبر أغوار هذا الماضي
الماسوي الذي لم تتم تسويته بعد، على ما تقول المخرجة. وتقول زحيل إن
الفيلم استند إلى أبحاث أجرتها في العام 2001 عندما كانت تعد شريطا
وثائقيا في إطار دعوى تقدم بها المحامي اللبناني شبلي الملاط أمام
القضاء البلجيكي لمحاكمة المسؤولين عن مجزرة صبرا وشاتيلا.
وتشير إلى أنها أوقفت العمل على هذا الشريط بعد مرض رئيس الوزراء
الإسرائيلي السابق أرييل شارون الذي كان وزيرا للدفاع في إسرائيل خلال
الفترة التي حصلت فيها المجزرة. لكن وادي الدموع يضم تحقيقا مصورا
وثائقيا لا تتعدى مدته دقيقة واحدة، تقول عنها المخرجة انها اللحظة
الواقعية الوحيدة في الفيلم، فيما احداثه الباقية كلها روائية متخيلة.
وتبدأ قصة الفيلم عندما تتلقى ماري ناتالي كوبال الصحافية الكندية
في مونتريال المتخصصة في مذكرات الناجين من الحرب، رسالة تحمل في
طياتها قصة علي، الشاب الفلسطيني الذي نشأ وترعرع في مخيم للاجئين
الفلسطينيين في لبنان. وينجح هذا الطرد في إثارة فضول ماري، فتبدأ
بالتحري عن هوية صاحبه، يساعدها في تحرياتها شاب لبناني يدعى جوزف يؤدي
دوره جوزف أنطاكي يصدف وجوده في مكتبها لأعمال الصيانة والطلاء.
وتنشأ بين جوزف وماري علاقة غريبة، فهما يأتيان من خلفيتين مختلفتين.
لكن جوزف يختفي فجأة وتتدافع المعطيات في الفيلم لتقود الصحافية
الكندية في رحلة إلى الماضي ستعاين فيها تاريخا داميا واسرار أيام ولت
لكنها مبهمة إلى أقصى الحدود. ويشارك في بطولة وادي الدموع مجموعة من
الممثلين الكنديين هم ناتالي كوبال وناتالي ماليت وجانين سوتو وصوفي
كاديو، إضافة إلى اللبناني جوزف أنطاكي، ونخبة من الممثلين اللبنانيين
كوفاء طربيه وليلى حكيم ووليد العلايلي.
وتشرح زحيل أن عنوان الفيلم وادي الدموع هو عبارة وردت في كتاب
العهد القديم تعني المطهر.
وتضيف هو العبور الذي يسبق الدخول الى شيء جديد. هو عبور الشخصيتين
ماري وجوزف نحو مكان افضل. وتبرز زحيل في فيلمها ان مجازر كثيرة، غير
صبرا وشاتيلا، ارتكبت من قبل كل الطوائف اللبنانية. وتضيف كوني ولدت
مسيحية، أردت ألا أتناول الجرائم التي ارتكبها الآخرون، لكي لا ينظر
إلى فيلمي من زاوية التحريض، في حين أن تناول المآسي التي ارتكبتها
الطائفة التي انتمي اليها، هدفه ان نصل الى وقت نستطيع ان يمد بعضنا
يده للبعض الآخر لكي نتحاور.
وتنفي زحيل أن يكون فيلمها ينطوي على إدانة للمسيحيين اللبنانيين،
وتشدد على أن مقاربتها للموضوع مقاربة انسانية فحسب. وتضيف لا اساءة
دينية اوسياسية في الفيلم لاي طرف. قد لا استطيع التحكم بآراء الذين
يريدون تسييسه، ولكن لم أشأ أن ادين احدا من خلاله. وشهدت سنوات الحرب
الاهلية اللبنانية (1975-1990) مجازر وجرائم حرب متبادلة ارتكبتها معظم
اطراف النزاع. ومع انتهاء الحرب صدر عفو عام عن كل الجرائم المرتكبة
خلال سنوات النزاع الدامي، وهو عفو ما زال يثير حفيظة المجتمع المدني
اللبناني لكونه منح حصانة لكل امراء الحرب، وحال دون المصالحة الحقيقية
القائمة على العدالة والمحاسبة.
وتامل المخرجة ان يستاثر فيلمها باهتمام الجمهور اللبناني لدى عرضه
في الصالات اللبنانية. وتقول إن وادي الدموع الذي صورته بين كندا
ولبنان في عشرين يوما، يتناول قصة من خلال عيني امرأة كندية، مقدما
لمحة كبيرة عن كندا ولبنان، وما يمكن ان يحصل في ظل ماض مأسوي لم تتم
تسويته وحل مشاكله. بحسب فرانس برس.
تجدر الإشارة إلى أن وادي الدموع هو الفيلم الروائي الطويل الثاني
لزحيل، بعد من نافذتي، من دون وطن. وفي جعبتها مشروع فيلم جديد اجتماعي
محض، بعيدا من أجواء الحرب، تجري احداثه بين البلدين. وكان وادي الدموع
فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان غرينبوينت في نيويورك هذه السنة.
مهرجان الإسكندرية
من جانب اخر فاز الفيلم الفرنسي أولين بجائزة أفضل فيلم في مهرجان
الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الذي اختتمت دورته التاسعة
والعشرون ونال فيها الفيلم الإيطالي علي ذو العيون الزرق بجائزة لجنة
التحكيم الخاصة. ونال الفيلم المغربي يا خيل الله جائزتي الإبداع الفني
وأحسن سيناريو لكاتبه جمال بن حامد. وحصلت بطلة الفيلم اليوناني متعة
على جائزة أحسن ممثلة في حين ذهبت جائزة أحسن ممثل لبطل الفيلم
السلوفيني بطل شنغهاي.
وفي المسابقة الرسمية نفسها والتي تنافس فيها 14 فيلما روائيا طويلا
من 14 دولة أجنبية وعربية حصلت المخرجة المصرية هالة لطفي على جائزة
أحسن مخرج عن فيلمها الخروج للنهار الذي نال أيضا ثلاث جوائز أخرى في
مسابقة بانوراما السينما المصرية هي أحسن مخرج وأحسن فيلم كما نالت
الممثلة دعاء عريقات عن دورها في الفيلم وهو مشهد واحد على شهادة تقدير.
والمهرجان الذي استمر ستة أيام أقيم تحت شعار نحو عالم أكثر حرية وشارك
فيه نحو 140 فيلما من 27 دولة.
وفي المسابقة العربية فاز فيلم ناجي العلي في حضن حنظلة للفلسطيني
فايق جرادة بجائزة أحسن فيلم تسجيلي ونال المخرج السعودي حمزة طرزان
جائزة خاصة عن فيلمه كيرم ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير لفيلم ويبقى
العدوان إخراج الفلسطيني معتصم عدوان ونال فيلم بغداد ميسي للعراقي
سهيم عمر جائزة أحسن فيلم روائي قصير. والمهرجان الذي تنظمه الجمعية
المصرية لكتاب ونقاد السينما عرض 14 فيلما مصريا قصيرا منها في 6 ساعات
لخليل شوقي وأبطال من مصر لأحمد راشد وصائد الدبابات لخيري بشارة وجيوش
الشمس لشادي عبد السلام وذلك عنوان 40 سنة على حرب أكتوبر التي تمكن
فيها الجيش المصري من عبور قناة السويس وتوغل في شبه جزيرة سيناء التي
استولت عليها إسرائيل في حرب يونيو حزيران 1967. بحسب رويترز.
ومنح المهرجان في حفل الختام درعه للمخرجين المصريين إنعام محمد علي
مخرجة فيلم الطريق إلى إيلات وعلي عبد الخالق الذي أخرج فيلم أغنية على
الممر قبل أكثر من 40 عاما. وكان المهرجان كرم في حفل الافتتاح اسم
مدير التصوير الإيطالي ماركو أونوراتو وثلاثة مخرجين عرب هم الفلسطيني
محمد بكري والمغربي محمد مفتاح والتونسي نوري بوزيد إضافة إلى المكرمين
المصريين وهم الممثلان محمود حميدة وإلهام شاهين والسيناريست وحيد حامد
والمخرج محمد خان.
مهرجان الفيلم العربي
على صعيد متصل اختار منظمو الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان
الفيلم العربي في فاميك لبنان كضيف شرف لهذه الدورة التي تقدم فيها
أفلام جديدة وثائقية وروائية وقصيرة لمخرجين شباب قاموا بخطواتهم
الأولى في الميدان السينمائي. ويركز المهرجان الذي يقام في المدينة
الفرنسية الصغيرة الواقعة في منطقة لورين والتي يشكل المهاجرون من أصول
عربية نسبة كبيرة من سكانها العاملين بأغلبيتهم في مناجم المنطقة على
ربط أبناء المهاجرين بتاريخهم ولغتهم وبلدانهم الأصلية عبر السينما
أساسا وأيضا عبر معارض وأنشطة ثقافية تقدم في إطاره.
وتفتتح عروض الأفلام اللبنانية بفيلم "هلأ لوين؟" للمخرجة نادين
لبكي يليه فيلم "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا الذي رشحه لبنان لجائزة
"أوسكار" في فئة أفضل فيلم أجنبي. ومن الأفلام الروائية الجديدة التي
أنتجت خلال العامين الماضيين والمشاركة في هذه الدورة من المهرجان،
فيلم "عصفوري" لفؤاد عليوان فضلا عن فيلم "ذي آتاك " (الهجوم) لزياد
الدويري الذي أثار جدلا في لبنان ومنعت وزارة الداخلية عرضه. وهو فاز
بجائزة "النجمة الذهبية" في مهرجان مراكش السينمائي.
كما يقدم المهرجان الخاص بالسينما العربية فيلم "تنورة ماكسي" لجو
بو عيد وهو مخرج لا يأبه بالمحرمات في السينما يتناول فيلمه قصة حب
غريبة أثارت جدلا في بيروت. ومن الأعمال الوثائقية اختير فيلم " الوطن
الحلم" لجيهان شعيب وفيلم "خلفي شجر الزيتون" لباسكال أبو جمرة الذي
يروي الصعوبات التي تواجه شابة جنوبية تحاول إيجاد عمل كان والدها
عنصرا من عناصر جيش لبنان الجنوبي وهرب مع عائلته إلى إسرائيل. كما
يعرض في فئة الفيلم القصير فيلم "ستديو بيروت القصير" لمختار بيروتي.
وأغلبية الأفلام المعروضة في المهرجان هي من المغرب الذي يعتبر
البلد العربي الأكثر إنتاجا للأفلام، متقدما بالتالي على مصر. ويقدم من
المغرب فيلم لحسن زينون "موشومة" وفيلم أنور معتصم "فجر 19 فبراير"
ولنبيل عيوش "يا خيل الله" و"بيع الموت" لفوزي بن سعيدي و"ملك" لعبد
السلام قلعي و"روك ذا قصبة" لليلى مراكشي و"محاولة فاشلة لتعريف الحب"
لحكيم بلعباس و"زيو" لنور الدين لخماري.
وتشارك أيضا في المهرجان أفلام من تونس والجزائر ومصر وفلسطين
والأردن، بالإضافة إلى فيلم "وجدة" السعودي لهيفاء المنصور وفيلم
"صديقي الأخير " لجود سعيد من سوريا بعد أن كان عدد من المهرجانات
الفرنسية امتنع عن عرضه بسبب موقف مخرجه المؤيد لنظام الرئيس السوري
بشار الأسد. بحسب فرانس برس.
ولا يكتفي المهرجان بعرض أفلام عربية، بل يعرض أيضا عددا من الافلام
من أفغانستان واسرائيل، فضلا عن أفلام فرنسية كثيرة تتعلق بالهجرة أو
العيش والتأقلم في المجتمع الفرنسي أو أفلام عن عودة أبناء المهاجرين
إلى بلدانهم الأصلية بهدف اكتشافها والتعرف على العائلة. وبصورة
إجمالية، يقدم المهرجان ما يزيد عن خمسين فيلما أنتج في خلال السنوات
الأخيرة في بلدان مختلفة، وهو يستهدف بالدرجة الأولى الجمهور الشاب. |