الهجرات غير الشرعية... محاولات وخيمة العواقب

 

شبكة النبأ: لاتزال مشكلة الهجرة غير الشرعية من أهم واخطر المشاكل العالمية، التي تشغل بال الكثير من الحكومات والمنظمات الإنسانية والحقوقية، التي تخشى من تزايد معاناة المهاجرين بسبب الحوادث المستمرة والأخطار المتفاقمة التي أدت الى ارتفاع أعداد الضحايا، يضاف إليها الانتهاكات والملاحقات القانونية التي تقوم بها بعض السلطات الحكومية و عمليات النصب والاحتيال التي تقوم بها عصابات ومافيا التهريب، وفي هذا الشأن أعرب اللقاء الإفريقي للدفاع عن حقوق الانسان، وهو منظمة غير حكومية مقرها في دكار، عن صدمته العميقة على اثر المأساة في لامبيوزا، ودعا الدول الافريقية الى التشاور حول الهجرة غير الشرعية لتفادي نزوح مواطنيها. وفي بيان أعرب اللقاء الإفريقي للدفاع عن حقوق الانسان عن صدمته العميقة على اثر غرق سفينة صيد في جزيرة لامبيدوزا كانت تقل مهاجرين ينحدرون من القرن الافريقي خصوصا.

وأضافت المنظمة غير الحكومية كانت السفينة التي انطلقت من ليبيا تعد على متنها حوالى 450 الى 500 مهاجر غالبيتهم من الصوماليين والا ريتريين والماليين الذين اضطروا الى مغادرة دولهم الاصلية بسبب الفقر والبطالة وعدم الاستقرار السياسي واليأس وهو ما يتآكل القارة الإفريقية. واعربت المنظمة عن خشيتها من ان تصل الحصيلة الى اكثر من 300 قتيل بعدما تم انقاذ 155 ناجيا.

واضاف البيان ان اللقاء وامام هذه المأساة الخطيرة التي اثرت بشكل كبير على الدول الافريقية، يطالب دول الاتحاد الاوروبي بالسهر على احترام الكرامة الانسانية عبر تكثيف جهودها في مكافحة الفقر في افريقيا بهدف اقامة توازن اقتصادي بين الشمال والجنوب مع تشجيعها في الوقت نفسه سياسة هجرة شاملة تأخذ في الاعتبار مخاوف الدول الافريقية. واللقاء يوصي الدول الافريقية باجراء مشاورات واسعة بشان اشكالية الهجرة غير الشرعية او غير المنتظمة لتبني سياسات واستراتيجيات فعالة تسمح بالتكفل الفعلي بمواطنيها الذين تتالف الغالبية منهم من الشباب الساعين وراء مستقبل افضل.

وتدعو المنظمة غير الحكومية ايضا المجتمعات المدنية الافريقية الى العمل معا لاطلاع الشباب وتوعيتهم بشان مخاطر الهجرة غير الشرعية او غير المنتظمة التي تعتبر طريقا انتحاريا. ويبدي اللقاء الافريقي للدفاع عن حقوق الانسان من جهة اخرى قلقه حيال الناجين. وقال ان الناجين يواجهون اوضاعا غير انسانية ومعاملات فظيعة غير انسانية او مهينة ما ان تسدل الستارة الاعلامية لانهم سيواجهون الطرد الى دول حوض المتوسط لاعتقالهم واعادتهم الى بلادهم الاصلية. هذه حالة مهاجري جنوب الصحراء الذين لا شك في جنسيتهم الافريقية.

الى جانب ذلك وعلى الرغم من كل الصعاب والمخاطر يواصل المهاجرون غير الشرعيين من جنوب الصحراء الذين يواجهون الاضطهاد والاستغلال ويقعون ضحية الخداع على خلفية عنصرية، التدفق الى ليبيا على الرغم من كل شيء في محاولة العبور المحفوف بالمخاطر من المتوسط الى اوروبا، تحت رحمة ميليشيات خارج السيطرة. وشكلوا حلقة صغيرة في باحة كنيسة طرابلس وهم يتداولون تعليقاتهم على غرق سفينة قبالة شواطىء جزيرة لامبيدوزا الايطالية وكانت انطلقت من ليبيا، لكن يبدو ان هذه المأساة لم تردع المرشحين للقيام بالرحلة نفسها الى ايطاليا. وقال الرواندي البير اوبميلا رغم الصعوبات، الافارقة هنا لا يتراجعون عن حلمهم في التوجه الى اوروبا. واعتبر ان الحياة في ليبيا اصبحت جحيما بالنسبة الى الافارقة الذين باتوا تحت رحمة الميليشيات.

من جهته، اعرب جورج ايكبو وهو نيجيري في الاربعين من العمر تقريبا ويقيم في ليبيا منذ خمسة اعوام، عن اسفه وقال بالتاكيد كنا نعاني في ظل نظام القذافي بسبب التوقيفات والطرد، لكن ذلك لا يقاس مع ما يحصل اليوم. وأضاف لم انجح في التوجه الى اوروبا بسبب خداع المهربين الذين يعملون بالتواطؤ مع الميليشيات. واكد باتريك ادامو الكاميروني الذي اتى يشارك في القداس ليصلي ويقابل اصدقاء وينسى مرارة الحياة اليومية انا ايضا عملت بكد وقمت بكل انواع المهن الممكنة وتحملت كل الحرمان لجمع مبلغ 1500 دينار (1100 يورو تقريبا) لدفع ثمن الرحلة.

وتذكر قائلا كنا اكثر من حوالى عشرين افريقيا دفع كل منا المبلغ المطلوب لمهربين ليبيين، لكن في اليوم المحدد وبدلا من ان يأخذونا الى سفينة ارسلوا لنا رجالا مسلحين من ميليشيا اعتقلونا واحتجزونا في طرابلس. وأضاف بعد اربعة اشهر، تم الافراج عني مع اخرين ومنذ ذلك الوقت اتخذ كل الاحتياطات لكي لا اقع مجددا في هذا الفخ واحاول في الوقت نفسه ايجاد وسيلة للذهاب الى اوروبا.

وبحسب عدة شهادات فان الميليشيات المسلحة التي تغطي الفراغ في مجال الامن نظرا لضعف الدولة، تعد بتنظيم حركة العبور لهؤلاء المهاجرين مقابل مبالغ تراوح بين الف والفي دولار عن كل شخص ثم تقوم باعتقالهم. وروت اريترية اخيرا انها تعرضت للخداع بهذه الطريقة ثلاث مرات. وبعد توقيفهم، في الشارع او عند نقاط تفتيش او في منازلهم او بينما يستعدون لعبور المتوسط، يوضع المهاجرون تحت رقابة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية او في مقار تديرها ميليشيات مسلحة بحكم الأمر الواقع.

ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث لها بكون المعتقلين يشكون في غالب الاحيان من الاكتظاظ ومن غذاء غير مناسب وعدم الحصول على العلاج بصورة منتظمة وغياب الاستراحة والخروج الى الهواء الطلق والفظائع من اعمال عنصرية وشتائم وفقدان البيئة الصحية. اما بالنسبة للذين يتعذر عليهم دفع ثمن حريتهم، فانهم ينقلون بالمئات مكدسين في شاحنات الى الحدود النيجيرية او التشادية. بحسب فرانس برس.

ومع اكثر من اربعة الاف كيلومتر من الحدود البرية مع ست دول، واكثر من 1700 كيلومتر من الحدود البحرية، تطلب ليبيا باستمرار مساعدة الدول الغربية لمواجهة الهجرة غير الشرعية. واستخدم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي موضوع الهجرة غير الشرعية سلاحا لابتزازا اوروبا.

وكان طلب خمسة مليارات يورو سنويا من الاتحاد الأوروبي لوقف حركة الهجرة.

السلطات الايطالية

من جانب اخر قال مسؤولون ان السلطات الايطالية ضبطت سفينة تستخدم في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر المتوسط احتجزت نحو 200 سوري لدى فرارهم من الحرب الأهلية في بلادهم. وقال الادعاء والشرطة ان زوارق دوريات تابعة للاتحاد الاوروبي وايطاليا طاردت سفينة الصيد وافراد طاقمها وعددهم 15 شخصا والتي كانت تستخدم في نقل المهاجرين الى المياه الدولية قرب ساحل صقلية. ونقل طاقم السفينة اللاجئين الى قوارب أصغر من أجل المحطة الأخيرة من رحلتهم. واحتجزت الشرطة الايطالية 199 مهاجرا بينهم 64 طفلا كلهم سوريون.

وقطرت سفينة الصيد الى ميناء كاتانيا في صقلية. وقال الادعاء في بيان ان ضبط السفينة جاء نتيجة للتحقيق في غرق ستة لاجئين قبالة ساحل صقلية. وقال المهربون انهم جزء من عصابة مصرية. ولم يعرف بعد بشكل محدد الميناء الذي أبحرت منه سفينة الصيد. ويحاول الآف المهاجرين الوصول الى السواحل الجنوبية لايطاليا في فصل الصيف حيث تكون مياه البحر المتوسط في حالة هدوء يسمح بعبور القوارب الصغيرة من ليبيا أو تونس في العادة.

وعلى الرغم من ان غالبية المهاجرين يأتون عادة من جنوب الصحراء الافريقية الكبرى فان كثيرين منهم هذا العام يفرون من الحرب الاهلية في سوريا أو الاضطرابات السياسية في مصر أو مناطق أخرى في شمال افريقيا. وينقل اللاجئون المخالفون للقانون الذين تعترضهم السلطات الايطالية الى مراكز للمهاجرين تديرها الدولة. ويغادر بعضهم المراكز التي ليس عليها حراسة مشددة للبحث عن عمل بينما يجري ترحيل من يظلون بها ولا يثبتون انهم من اللاجئين السياسيين.

في السياق ذاته اعلنت وسائل الاعلام الايطالية اعتقال سبعة سوريين للاشتباه في انهم تسببوا في وفاة ثلاثة عشر مهاجرا غرقا قبالة سواحل صقلية لدى محاولتهم الوصول سباحة الى الشاطىء. وقد اعتقل هؤلاء السوريون السبعة واقتيدوا الى ثكنة الدرك في صقلية قرب راغوسي جنوب شرق صقلية حيث عثر خفر السواحل على الجثث الاثنين. وكان عمدة صقلية فرنكو سوسينو قال ان حالة البحر كانت سيئة لكن ليس الى درجة كبيرة. وانا على ثقة في أن هؤلاء الاشخاص ألقي بهم في البحر وانهم عوملوا معاملة الحيوانات.

وقد القي هؤلاء المهاجرون الاريتريون كما تقول الشرطة في البحر من سفينة صيد جنحت قرب الشاطىء وعلى متنها 160 شخصا. وكان ثلاث من الضحايا الثلاث عشر يحملن اوراقا ثبوتية، فيما تم التعرف على اثنين آخرين من قبل اقارب لهما كانا ايضا في السفينة. وقدم عناصر من الشرطة ومتطوعون مساعدات الى الناجين لدى وصولهم الى الشاطىء.

وتفيد العناصر الاولية للتحقيق ان السوريين القوا الاريتريين في الماء. وقد رآهم شهود يضربون المهاجرين بأسلاك واحزمة، كما اوضحت صحيفة كورييرا دو لا سييرا. واعتقلت الشرطة رجلين للاشتباه في أنهما مهربان. لكنها اخلت سبيلهما بعدما قال الاريتريون انهم من مجموعتهم. ومنذ بداية السنة، وصل اكثر من 22 الف مهاجر الى السواحل الجنوبية للبلاد صقلية وكالابريا خصوصا اي اكثر بثلاث مرات تقريبا من اجمالي الواصلين العام الماضي. بحسب فرانس برس.

من جانب اخر اعلن مسؤولون رسميون ان زورقين يقلان نحو 270 مهاجرا معظمهم من السوريين وصلا الى ايطاليا، في حين وجه زورق ثالث نداء استغاثة. ووصل الزورق الاول الذي كان يقل 150 شخصا جميعهم سوريون الى جزيرة فنديساري قبالة صقلية. وكان الزورق الثاني يقل 120 شخصا بينهم 28 امارة وخمسون قاصرا يتحدرون من مصر والاراضي الفلسطينية وسوريا.

ووجه زورق ثالث يقل 270 مهاجرا نداء استغاثة عبر هاتف يعمل بواسطة الاقمار الصناعية، موضحا انه ضل طريقه وان امراة حاملا بين الركاب ستضع جنينها. ومع تحسن الاحوال المناخية وتصاعد الاضطرابات في جنوب المتوسط والشرق الاوسط، يصل مزيد من المهاجرين على متن زوارق الى ايطاليا.

تمييز عنصري

إنهم يعاملوننا كالحيوانات هكذا اختصر عبد الرحمن معاملة بعض المغاربة للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء المقيمين في البلاد بطريقة غير قانونية. وقال عبد الرحمن (23 عاما) وهو سنغالي الجنسية وقد صف بضعة هواتف نقالة على علبة كرتونية لبيعها بجانب أحد أسواق العاصمة الشهيرة نسمع جميع أنواع السباب والشتيمة العنصرية من مغاربة. كما أننا معرضون للاعتداء من طرف مشردين..ولا أحد يدافع عنا. وتابع قدمت إلى المغرب من أجل البحث عن فرصة أفضل لكن في الواقع في بلدي كنت في أحسن حال وكل ما يوجد في المغرب يوجد في السنغال مضيفا بانفعال أنه مصمم على العودة إلى بلده بعد أن جمع ثمن تذكرة الطائرة.

وتشاطره مواطنته مريم نفس الرؤية عن واقع المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء المقيمين بطريقة غير قانونية في المغرب. وتقول إنها لا تستطيع العودة حاليا لأنها لا تكاد تجني ما يكفي لسد الرمق ودفع الإيجار بالتعاون مع رفيقات لها يستأجرن منزلا بتمارة في ضواحي الرباط. وتضيف وهي تفترش الأرض لبيع بضع إكسسوارات نسائية بجانب بعض مواطنيها في وسط الرباط إنها لا تشعر بالأمان خاصة بعد مقتل مواطن سنغالي هنا. وقالت مريم إنها لم تأت من أجل التسلل في أقرب فرصة إلى أوروبا التي لا يفصلها عن المغرب سوى مضيق جبل طارق (14 كيلومتر) وأنما من أجل التجارة في المغرب والبحث عن حياة أفضل.

ويقول المهاجرون الافارقة انهم يتعرضون لاعتداءات. وقتل سنغالي قبل وقت قصير وهو يهم بالسفر داخل المغرب في حافلة عندما تشاجر مع مغربية نعتته بألفاظ عنصرية فطعنه مغربي اخر. وقالت تقارير حقوقية إن الجريمة ارتكبت بدوافع عنصرية. ودعا العاهل المغربي إلى معاملة الأفارقة من جنوب الصحراء معاملة إنسانية وقانونية. وجاء تدخله بعد أن رفع له المجلس الوطني لحقوق الإنسان تقريرا عن أوضاع المهاجرين غير الشرعيين خصوصا الأفارقة من جنوب الصحراء وصفها بالسيئة وقال إنهم يعيشون ظروفا صعبة. وعقد العاهل المغربي جلسة عمل مع وزراء وكبار مسؤولي الدولة وجاء في بيان من القصر إنه سيتم تنفيذ سياسة هجرة جديدة بهدف بلورة سياسة شاملة ومتعددة الأبعاد لقضايا الهجرة.

وتفيد تقارير حقوقية بأن في المغرب نحو 20 ألف مهاجر إفريقي من جنوب الصحراء. ورحلت السلطات المغربية ألاف المهاجرين غير الشرعيين في 2005-2006 بدعم من الاتحاد الأوروبي الذي حث المغرب على وقف محاولات تسلل المهاجرين الأفارقة إلى أوروبا من أراضيه. وقالت تقارير حقوقية محلية ودولية إن المهاجرين الأفارقة في المغرب يتعرضون لسوء المعاملة والعنصرية ويعيشون في مناطق مهمشة وفي الغابات وعلى الحدود مع الجزائر وجيبي سبتة ومليلية الإسبانيين.

وفي العام 2005 قتل أكثر من 11 مهاجر إفريقي عندما حاولوا تجاوز الحاجز السلكي الفاصل بين مدينة مليلية والأراضي المغربية عندما أطلق الحرس الإسباني النار عليهم. ويقول متتبعون إن المغرب الذي كان دائما أرضا مصدرة ومستقبلة للهجرة شهد في السنوات العشر الاخيرة تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء يحدوهم الأمل في العبور إلى أوروبا والبحث عن مستقبل أفضل.

لكن مع الأزمة الاقتصادية الأوروبية بدأت أعداد منهم تفضل الاستقرار في بلدان العبور كالمغرب. وعرف المغرب أيضا نوعا جديدا من المهاجرين بعد الأزمة الأوروبية مع توافد إسبان وفرنسيين وبرتغالين. غير أن حقوقيين يرون أن المغرب يتعامل بازدواجية مع هذه الهجرات حيث أصدرت وزارة الداخلية مؤخرا بلاغا للفئة الثانية من المهاجرين تطالبهم بالتقدم إلى المصالح الأمنية لتسوية أوضاع إقامتهم في المغرب.

وتقول خديجة عناني نائبة رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة صدر بلاغ بخصوص الأوروبيين في حين ليست هناك أية التفاتة للأفارقة من جنوب الصحراء. وتمثل قضية الهجرة بالنسبة للمغرب موضوعا بالغ الأهمية فيما يخص علاقاته مع جيرانه الأفارقة الذين يعول عليهم خصوصا في دعمه في قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو.

وفي الوقت نفسه يسعى المغرب إلى كسب ود الاتحاد الأوروبي الذي منحه وضع الشريك المتميز والذي يضغط على المغرب لوقف تسلل المهاجرين الأفارقة عبر أراضيه. ويقول محمد بنحمو رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية أمام الحواجز تكسر حلم العديد من المهاجرين غير الشرعيين في الهجرة إلى الشمال.

بل بدأت تفد على المغرب أعداد أخرى من المهاجرين من أوروبا. وقال كل هذه الهجرات هي في العمق اقتصادية.. نحن الأن أمام شريحة من المهاجرين غير الشرعيين غير متجانسة لا من حيث طبيعة تكوينها الجغرافي ولا من حيث جنسها حيث أغلبها رجالية (نحو 70 في المئة) مضيفا أنه ينبغي وضع استراتيجية للحفاظ على حقوق هؤلاء المهاجرين لأن اغلبهم لا يريدون سوى حياة أفضل.

وتقول السلطات إنها لا تتعامل بصرامة إلا مع أفراد شبكات الجريمة المنظمة والمتاجرون في البشر وتنفي نفيا قاطعا سوء المعاملة. وقال العاهل المغربي إن بعض التجاوزات تقع أحيانا لكنها تبقى حالات معزولة وليس هناك أي عنف ممنهج من قبل القوات العمومية. وأشار العاهل المغربي إلى أن عدد الوافدين على المغرب من جنوب الصحراء تضاعف أربع مرات. وقال نظرا لما يتطلبه استقبال المهاجرين من إمكانيات لتوفير الظروف الملائمة لإقامتهم وتمكين المقيمين منهم بطريقة غير شرعية من فرص الشغل وأسباب الاندماج الاقتصادي والاجتماعي. فإن المغرب لا يمكنه استقبال جميع المهاجرين الوافدين عليه.

وقالت خديجة عناني السلطات العمومية تقوم يوميا باعتقالات وترحيلات خارج إطار القانون. الواقع اليومي بعيد كل البعد عن احترام حقوقهم يعيشون في الغابات والمناطق المهمشة والأكثر يعيشون الخوف اليومي. أما بخصوص معاملة بعض المغاربة لهم بطريقة عنصرية فتقول هذا واقع تحصيل حاصل بسبب بعض التصريحات الرسمية التي تصورهم على أنهم مجرمون ويهددون أمن المغرب. كما تعزو ذلك أيضا إلى عدم إشاعة ثقافة حقوق الإنسان في المغرب. وفالت معلقة على تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان إن الدولة لها ازدواجية الخطاب. اقرار بالواقع من جهة وتعنيف المهاجرين من جهة أخرى. بحسب رويترز.

ويرى بعض المغاربة أن الواقع الاقتصادي والاجتماعي للمغرب هش ولا يسمح بتوفير العيش الكريم حتى لأبنائه. لكن خديجة تقول لا يجب أن نعلق الأزمة التي يعيشها المغرب بسبب اختياراته الاقتصادية والسياسية على الأفارقة. هذا نفس الخطاب العنصري الذي يواجه به المهاجرون المغاربة في أوروبا أيضا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 9/تشرين الاول/2013 - 3/ذو الحجة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م