السياحة في كربلاء... قلة الاماكن الترفيهية ومحاولات ترميم خجولة

سيف حسين ألأسدي

 

شبكة النبأ: رقي المدن يقاس برقي عمرانها وتنوع ثقافاتها. فالأماكن الترفيهية والسياحية تمثل جانبا مهما من وجه الرقي، لذا نرى المجتمعات المتحضرة تهتم بإقامة هذه الأماكن وإنشائها بأساليب مبتكرة يتماشى في تصميمها الفن والإبداع، لدرجة تثير دهشة الزائرين وسرورهم وتشكل مركز جذب للسياح الأجانب والتردد عليها. معتمدة في إقامتها على كل إمكانيات المدينة مهما كان حجمها فهذه المجتمعات تستغل جميع ألإمكانيات بإنشاء المتنزهات الجميلة ومعارض الزهور وأماكن اللهو للكبار والصغار، والمراكز الفنية والثقافية وغيرها، وتسخر كل ما تملك من اجل راحة الناس وتستغل ضفاف أنهارها بإنشاء الصروح السياحية والكازينوهات ومراسي الزوارق، واستغلال تاريخها لإقامة المتاحف العامة.

 490 مليار دولار نفقات تسع دول على السياحة حسب إحصائية لبعض الدول منها , الصين 102 مليار دولار على السياحة وألمانيا 83 مليار دولار وأمريكا 83 مليارا والبريطانيون 52 مليارا والروس 42مليارا والفرنسيون 38مليارا والكنديون 35مليارا واليابانيون 28 مليارا والاستراليون27 مليارا.

فعلى سبيل المثال الأماكن الخاصة كمنازل مشاهيرها من أدباء وعلماء وشخصيات تركت بصماتها على صفحات تاريخ المدينة والإنسانية، تقوم بتحويلها الى متاحف تضم مقتنيات تلك الشخصيات، وتزين شوارعها وساحاتها ومناطقها بالنصب والتماثيل والنافورات الجميلة، وتحيي الصروح التاريخية بترميم وتطوير القلاع والقصور، وتعد المناطق الأثرية حتى المتواضع منها بشكل يثير الفضول والدهشة وجعلها مراكز سياحية. 

والحديث عن تحويل وتطوير الأماكن العادية الى أماكن ترفيهية لا ينتهي فالأمثلة كثيرة ومألوفة نراها عند زيارتنا لمدن العالم ونشاهدها من خلال الفضائيات ومواقع الانترنت. وهكذا تتجسد الملامح الجميلة للمدن.

كربلاء مدينة يقصدها ملاين الزوار

فماذا عن مدينة كربلاء، المدينة التي تمتلك ماضيا متألقا وحاضرا جميل، وتتمتع بتاريخ مشرق فقد كانت وماتزال محط الرحال للملاين من الزوار، وتضم عشرات المواقع الأثرية, فكربلاء لها كل المقومات التي تؤهلها لتصبح من أجمل المدن الترفيهية والسياحية ولكن ؟.

احمد عبد الرضا (مواطن)؛ كربلاء من المدن المؤهلة لأن تكون في مقدمة المدن الترفيهية ومدينة سياحة من طراز فريد يؤمها الزوار من مختلف أرجاء العالم لزيارة الامام الحسين (ع) وزاخرة بالمواقع الآثارية والتاريخ المشرف الذي يضم الأحداث المهمة، والشخصيات التاريخية والثقافية والأدبية والعلمية التي بالإمكان اتخاذها نواة لإقامة الأماكن الترفيهية، كما يشكل مرور نهر الفرات في قضاء الهندية مكان سياحي جميل ولكن للأسف اصبحت هذه ألأماكن مهجورة ويصطف على كتف النهر بقايا السفن والزوارق وتنتشر عليها النفايات والفوضى التي اصبحت واضحة للجميع , لذا يتحتم على الحكومة الاهتمام بإحياء هذه الأماكن وإقامة المراكز الترفيهية والسياحية الحديثة عليها لتغير ملامح مدينتنا البائس وتضفي عليها الإشراق والتألق.
 ابو انور موظف: مدينة كربلاء تقتصر على أماكن ترفيهية قليلة لا ترتقي إلى أدنى مستوى للاماكن الترفيهية في دول العالم فمثل محافظة كربلاء مدينة كبيرة لا يوجد فيها سوى متنزهين هما متنزه الحسين العائلي، ومتنزه حي الحسين ألأهلي، وانتشرت في كل حي تقريبا متنزه لكن اصبحت اماكن للرعي من قبل بعض الجهال, ومساحة هذه المتنزهات صغيرة، خاصة في المناسبات والأعياد حيث يتوافد عليها أعداد كبيرة من الزوار لا تستوعبهم والاهم من هذا إنها تفتقر الى ابسط مقومات الراحة، لذا فهي لا تشكل جزءا يسيرا من الطموح اذا ما قيست بالأماكن الترفيهية لدول شيدت بصدق وإخلاص أماكن ترفيهية وسياحية بنجاح منقطع النظير حتى باتت مقصدا للزوار من جميع أنحاء العالم ,وأصبحت عائداتها موردا ماديا يضاف لدخل تلك الدول واقرب مثل على ذلك ايران وتركيا التي ركزت اهتمامها في تطوير الأماكن الترفيهية والسياحية حتى باتت قبلة أنظار العالم إذ هناك دول اعتمدت على السياحة في دخلها بالدرجة الأولى. مثل مصر ولبنان وغيرها. 

قلة وسائل الترفيه

سناء حسين موظفة: المجتمع العراقي مرهق بسبب الأحداث الكارثية التي مرت به وهو أحوج ما يكون الى الترفيه والتسلية والاستمتاع بأجواء جميلة ولكن للأسف كربلاء بصورة عامة تعاني من قلة الأماكن الترفيهية والسياحية فتلجأ العوائل في بعض الاحيان الى الذهاب الى محافظة اخرى لغرض الترفيه.

 وأضافت هناك الكثير من اصحاب رؤوس الاموال الذين لديهم الرغبة بأقامة اماكن ترفيهية في كربلاء فمدينة كربلاء توجد فيها مساحات ارض كبيرة وغير محصورة بزاوية ضيقة ومفتوحة على صحراء يمكن استغلالها وعمل مدن ترفيهية عملاقة.فالأماكن السياحية الموجودة عندنا في كربلاء تشكو الاهمال وتجاهل صيانتها وتطويرها، وهي أماكن تعاني من ضعف وسائل التسلية والترفيهية والخدمات والإنارة اللازمة.

الحاج ابو صالح: كانت في كربلاء وحتى فترة السقوط أماكن ترفيهية توفر التسلية والمتعة مثل مدينة اللعاب الحر التي تم تخريبها وسلبها ولم يبقى منها سوى اعمدة حديدية ظلت وحيدة وخالية ولم يتم اعادة ترميمها. واضاف هذه الأماكن طالها الخراب والفوضى وباتت مرتعا للنفايات والأنقاض وأصبحت مهملة ومنسية إضافة الى حدائق ومتنزهات دمرت وسرقة محتوياتها واسيجتها ولا ندري لمَ لا تقوم الحكومة بإحيائها والاهتمام بإعادتها الى ما كانت عليه من نشاط وحيوية وإقامة مزيد من الصروح الترفيهية عليها وإضفاء الرونق والجمال إليها كواجهة حضارية فقد كانت هذه الأماكن مقصدا لسكان محافظة كربلاء وسكان المحافظات لأنها تقع بالقرب من مرقد الحر الرياحي.

ام علي: ان الاماكن الترفيهية الموجودة في بعض من الاحياء تفتقر الى مقومات السلامة وهي غير امنة للأطفال وتشكو من الاهمال وبعضها بل اكثرها لم يصل اليها التيار الكهربائي لحد الان هذا من جانب ومن جانب اخر اصبحت هذه الاماكن للأسف مكان لتجمع الشباب مما ادى الى ابتعاد العوائل عنها.

احتواء الاطفال فترة العطل

 حيدر عبد صالح (معلم): حقوق الطفل في بلدنا مغيبة فليس هناك برامج واضحة للارتقاء بواقع الطفولة وابسط مثال على ذلك غياب المراكز الترفيهية كالمسابح والنوادي الثقافية والرياضية التي تخفف من معاناة أطفالنا خاصة فترة العطلة الصيفية إذ تضطرهم العطل المدرسية الى لزوم البيت وذلك يحيلهم الى الركود والشعور بالملل أو اللعب وسط الأزقة أو إنفاق المال في لعبة البلي ستيشن والحاسوب مما يعرضهم الى الحوادث والمشاكل والبعض منهم يضطر الى العمل في مهن لا تليق بهم. كما إن بعضهم لديه مهارات ولكن غياب المراكز المتخصصة تحول دون تنمية هذه المهارات والمواهب وسد الفراغ الذي يعانون منه لذا على الجهات المتخصصة وضع الخطط والمشاريع التي تهتم بالطفل وتطوير قابلياته وتوفر له أماكن لقضاء أوقات الفراغ بممارسات ذات فائدة وتوفر له المتعة والبهجة.

بناء وترميم

بينما اضاف ألأستاذ جاسم هاني رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس محافظة كربلاء المقدسة, خلال الفترة القادمة ستشهد محافظة كربلاء المقدسة انشاء اكبر مجمع ترفيهي للعوائل , وهو مشروع نوارة كربلاء السياحي الذي يستوعب اعداد كبيرة من المواطنين وخاصة في ايام المناسبات التي تشهد توافد المواطنين لغرض الترويح وقضاء اوقات جميلة , ومن اجل سحب الزخم من المحافظة هناك توجه لاقامة مجمع ترفيهي يبعد 11 كم عن مركز المحافظة وبالتحديد قرب بحيرة الرزازة وهذا المجمع سيسهم من اعادة الحياة لتلك المنطقة وانعاشها ,وفيما يخص المواقع الاثرية فمحافظة كربلاء يوجد فيها العديد من المواقع ألأثرية العريقة التي تعود الى ألاف السنين مثل حصن الأخيضر وخان الربع وبعض من الكنائس القديمة الموجودة في كربلاء فخان الربع مثلا العمل جاري بترميمه وبانتظار وضع اللمسات الاخيرة مثل تبليط الطريق المؤدي اليه ونصب اعمدة للانارة وازالة التجاوزات التي تحجب الرؤيا وهي على ابواب التسليم.

وبخصوص ألأماكن التي كانت في السابق اماكن ترفيهية التي تعرضت للسلب بعد احداث عام 2003 فلا يمكن اعادتها وذلك لصغر مساحتها اولا وتؤثر على مشروع التوسعة الجديد للمدينة, فالمشاريع القادمة ستشهد كربلاء تغير ملحوظ في جانب السياحة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 30/أيلول/2013 - 23/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م