فلسطين والتطرف الاسرائيلي... انتهاكات غير قابلة للردع

 

شبكة النبأ: يتعرض أبناء الشعب الفلسطيني، للعديد من الانتهاكات الحقوقية الصارخة، من خلال الإجراءات والحملات التعسفية والإجرامية من لدن الاسرائيليين المتطرفين، والاستهداف بشكل مباشر ومتعمد بكل وسائل العنف الوحشية والعنصرية اللانسانية، حيث ينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم دفع الثمن وتقوم على مهاجمة اهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان.

ولم تعد هذه الهجمات مرتبطة بتفكيك بؤر استطانية بل باتت انتقامية تنتهج على خلفية قومية وكراهية عنصرية شبة يومية، وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية واحراق سيارات واماكن عبادة مسيحية واسلامية واشجار زيتون والاعتداءا ت على ممتلكات عربية ومقابر عربية داخل اسرائيل، دون محاسبة الجناة، وأمام صمت المنظمات الحقوقية والبلدان العربية والعالمية، يخفي حقيقة معرفة الوجه الاخر لحقوق الانسان، فازدواجية وانتقائية بعض البلدان العربية والغريبة في موقفها من فلسطين يوجه أحلام هذا الشعب العربي نحو حافة نهاية.

فيما كثفت جماعة يهودية متطرفة حملتها الشعبية لبناء ما يسمى الهيكل في المسجد الاقصى تحت عنوان عائدون الى جبل الهيكل، وتكررت خلال المدة الاخيرة محولات اقتحام المسجد الأقصى من قبل متطرفين يهود، ويشار إلى أن جماعات يهودية متطرفة تسعى الى اعادة بناء مايسمى هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى.

حيث يشكل الحرم القدسي ابرز بؤر الخصام بين الشعب الفلسطيني والمحتل الاسرائيلي، ويقوم عدد من اليهود المتشددين والمستوطنين بدخول باحة المسجد الاقصى بشكل شبه يومي مستغلين زيارات سياحية تنظمها الشرطة الاسرائيلية للقيام باداء شعائر دينية تسبب احتكاكات مع المصلين الفلسطينيين، وتسعى اسرائيل تعديل القانون الاسرائيلي لليهود بهدف السماح لليهود بالصلاة في باحة المسجد الاقصى الذي يطلق عليه اليهود جبل الهيكل، ويجيز القانون الاسرائيلي لليهود الصلاة في باحة المسجد الاقصى لكنه يترك للشرطة تقدير الامر.

وعليه تواصل مفرمة انتهاكات حقوق الفلسطينيين عملها بوتيرة عالية وغير مسبوقة، في ظل احتلال وحشي همجي لا إنساني، لا يعرف الرحمة وهو يمثل ما تعانيه الحقوق الفلسطينية في ظل الاحتلال الذي لا يستثنيها من معادلته القاسية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وفي مختلف المجالات.

اقتحام الأقصى

فقد اقتحم وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل، ساحات المسجد الأقصى الخارجية، بحراسة شخصية وشرطية، بحسب بيان لمؤسسة الأقصى، وقالت مؤسسة الأقصى في بيان إن "وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل، اقتحم ودنس ساحات المسجد الأقصى الخارجية صبيحة اليوم، بحراسة من قوات الاحتلال وحراسة حكومية، ونظم جولة امتدت نحو نصف ساعة في أنحاء متفرقة من المسجد"، وأضافت: "وبالتزامن مع جولة الوزير الإسرائيلي، اقتحم ودنس الأقصى نحو 100 مستوطنًا برفقة عدد من الحاخامات، بالإضافة إلى 70 إسرائيليًا من الطلاب وكبار السن، ونظموا جولة تشبه ما يعرف باسم المسار التوراتي الذي تعتمده الجماعات اليهودية خلال اقتحامها للأقصى".

وأشارت مؤسسة الأقصى، في بيانها، إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وتحويل ساحاته إلى ساحات عامة"، ولفتت إلى أن "ما يحدث في المسجد الأقصى هو هجمة شرسة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم حكومي رسمي وممنهج، تشترك فيه كل أذرع الاحتلال الإسرائيلي، يهدف إلى تحقيق هدفين بالأساس: تنفيذ مرحلي لتقسيم زماني في المسجد الأقصى، وتحويل ساحات المسجد الأقصى، التي هي جزء لا يتجزأ من المسجد، إلى ساحات عامة".

كما اقتحمت مجموعات صغيرة من المستوطنين، ونحو 60 مجندة إسرائيلية بلباسهن العسكري المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة برفقة حراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة في الشرطة، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن أحد العاملين في المسجد قوله، إن "اقتحام المجندات يأتي في إطار الجولات الاستكشافية والإرشادية لجنود ومجندات الاحتلال". بحسب يونايتد برس.

وأضاف إن "الشرطة الإسرائيلية المتمركزة على بوابات الأقصى، شددت إجراءاتها بحق الشبان، وطلبة حلقات العلم ودققت في بطاقاتهم الشخصية، التي تم احتجازها إلى حين الخروج من المسجد".

وإقتحم عشرات المستوطنين اليهود، باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات من باب المغاربة، بعد تجمهرهم أمام حائط البراق غربي المسجد بحجة أحياء ذكرى مقتل “نشطاء الهيكل”، وقال مصدر مقدسي، إن “المستوطنين شرعوا في الإقتحام وسط حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية وذلك بعد دعوة عائلة (إيمس) اليهودية وعدد من منظمات (الهيكل) لهذا الأمر، وقاموا بالتجول في باحات المسجد في استفزاز لمشاعر المسلمين”. بحسب يونايتد برس.

ويذكر أن الدعوة شملت مشاركة عدد من الحخامات وعلى رأسهم المتطرف ‘يهودا غليك’، وسوف تتوجة الفعالية للمقبرة العبرية لإحياء تأبين (اسحق ايمس الرابع عشر) والذي قُتل وزوجته في عملية تفجير في الخليل عام 2010، أسفرت عن مقتل أربعة من حاخامات اليهود المتطرفين، بينهم اسحق، وتاليا ايمس، والذي يعتبر من أشد المنادين بزوال الأقصى وقيام الهيكل.

طقوس دينية بلباس فاضح

كما اقتحمت مجموعات متتالية من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، من بينهم نساء بلباس فاضح وشبه عارٍ، وأقاموا طقوسا دينية مقابل قبة الصخرة واقتلعوا أشجار زيتونوذكر مراسل وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن المستوطنين نظموا جولة لأطفالهم في باحات الأقصى في ظل حراسات مشددة من شرطة الاحتلال، ونقل المراسل عن أحد العاملين في الأقصى أن هذه المشاهد والاقتحامات استفزت مشاعر المصلين الذين تصدوا بهتافات التكبير احتجاجا على ذلك، وتزامنت جولة أطفال المستوطنين مع مؤتمر نظمه (معهد الهيكل) الاثنين في القدس بمشاركة وزير الأديان ‘الراب الياهو بن دهان’ كشف خلاله عن عرض لتحضيرات بناء (المذبح الصاعد في الهيكل). بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وتضمنت جولة أطفال المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى شرحا عن الهيكل المزعوم، انسجاما مع ما أعلنته جماعة (الائتلاف من أجل الهيكل) يوم الأحد من تنظيم فعاليات احتجاجية في القدس المحتلة في ذكرى ‘التاسع من آب’ أو ما أسمته (خراب الهيكل)، تهدف من خلاله الدعوة إلى إعادة بنائه (الهيكل) على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

في حين يعقد "معهد الهيكل مؤتمرا اعلن انه سيكشف خلاله عن عرض لتحضيرات بناء "المذبح الصاعد في الهيكل" كما سيعقد مؤتمر اخر، في مستوطنة "شيفي شمرون"، في الضفة الغربية، وستكون اولى توصياته اقتحام المسجد الاقصى، فيما ستقوم الجماعة اليهودية  بنصب خيم احتجاج تضمن فيها اكبر تجمع من المتدينين، ونشرت هذه الجماعة اعلانات ترويجية لحملتها ومتوقع القيام بنشاط احتجاجي كبير، في ذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، ويستمر النشاط لمدة ثلاثة ايام وستقام  النشاطات في منطقة معروفة باسم "حديقة سافر"، القائمة بالقرب من البلدة القديمة في القدس. كما سيتم تنظيم جولة خاصة للاطفال في الاقصى يقوم خلاله متدينون بالشرح عن الهيكل واهمية اعادة بنائه، يشار الى ان المؤتمر سيقام بحضور نائب وزير الأديان الإسرائيلي، الياهو بن دهان.

قتل متعمد

في سياق متصل أصيبت طفلة فلسطينية بجروح ورضوض مختلفة صباح الخميس بعد تعرّضها للدهس من قبل مستوطن بمدينة الخليل جنوب الضفّة الغربي، وقال مصدر أمني فلسطيني ان مستوطنا دهس بسيارته الطفلة جنان مكرم الرجبي (6 أعوام) ما أدى لإصابتها بجروح ورضوض وتم نقلها إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج. بحسب يونايتد برس.

من جهة أخرى قال المصدر ان الجيش الإٍسرائيلي اعتقل فلسطينيين اثنين أثناء تسللهما إلى إسرائيل من منطقة جحر الديك بغزة، وأضاف “إن آليات وجيبات إسرائيلية وصلت الى مكان تسلل الشابين الفلسطينيين فور رصدهما، وألقت القبض عليهما وأجبرتهما على نزع ملابسهما قبل أن يتم اعتقالهما ،تزامنا مع إطلاق نار كثيف من الأبراج العسكرية الإسرائيلية شرق البريج صوب منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية، دون وقوع إصابات تذكر”.

من جهة أخرى اقتحم مئات المستوطنين قبر يوسف في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية تحت حماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال شاهد “إن جيش الاحتلال فرض إغلاقا تاما على الأحياء والقرى المجاورة من منطقة القبر قبل أن يتدفق مئات المستوطنين على المكان الذي أقاموا فيه احتفالات وطقوساً دينية حتى الصباح”، وأضاف ان شبانا فلسطينيين قاموا برشق المستوطنين بالحجارة أثناء إنصرافهم. بحسب يونايتد برس.

انتهاكات همجية

الى ذلك اعلنت الشرطة الاسرائيلية بانه تم ثقب اطارات 6 سيارات في حي فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري في بيان "ثقبت اطارات 6 سيارات تعود ملكيتها لعرب في بيت صفافا" مشيرة الى انه تم خط عبارات "دفع الثمن" و"الانتقام" بالعبرية على بعضهم، والقى متطرفون زجاجة حارقة على دير كاثوليكي في اسرائيل وكتبوا شعارات عنصرية بالعبرية مثل "الموت للاغيار" (وهو مصطلح يطلق على غير اليهود) بالاضافة الى "انتقام". بحسب فرانس برس.

وقامت مجموعات من المستوطنين المتطرفين بثقب اطارات نحو 21 مركبة لمواطنين عرب ليل في حي بيت حنينا في القدس الشرقية المحتلة ورسموا نجمة داود على هياكل السيارات، وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري انه "تم خلال الليل ثقب واعطاب اطارات حوالى 21 مركبة تابعة لمواطنين عرب في حي بيت حنينا في مدينة القدس"، موضحة انه يشتبه بان هذه الاعمال "تندرج ضمن جرائم تدفيع الثمن"، واضافت ان المستوطنين "كتبوا على الجدران شعارات +لن نصمت ازاء القاء الحجارة+" ورسموا نجمة داوود على هيكل احدى السيارات، مؤكدة ان "الشرطة فتحت تحقيقا بالحادث في كل الاتجاهات". بحسب فرانس برس.

وقبل اسبوع كتب منتمون الى تنظيم "دفع الثمن" على جدران بلدة ابو غوش العربية داخل اسرائيل وشمال غرب القدس عبارة "ايها العرب ارحلوا"، وثقبوا اطارات 28 سيارة، اكدت الناطقة ان مجموعات "تدفيع الثمن" نفذت 167 جريمة "تحت بند جرائم الكراهية القومية منذ بداية العام وحتى اخر نيسان/ابريل"، موضحة انه تم "اعتقال 165 شخصا وقدمت لوائح اتهام بحق 31 شخصا غالبيتهم من القاصرين والغالبية السائدة من اليهود"، واشارت في الوقت نفسه الى ان "هناك بعض الملفات ضد شبان عرب ضربوا يهوديا في باب العمود في القدس".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/أيلول/2013 - 16/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م