استخدام العنف والرصاص تصعيد واستهتار بالأرواح!!

علي ال غراش

 

الواضح للعيان كوضوح الشمس، إن في السعودية يوجد حراك شعبي للمطالبة بالاصلاح والتغيير وتطبيق العدالة - كبقية دول المنطقة - مازال متواصلا منذ أكثر من عامين، رغم استخدام اليد الحديدية البوليسية في التعامل مع الحراك والنشطاء - اعتقالات وسجن ومحاكم – ومحاربة اعلامية وتهميش وتغييب للحراك، وكأن البلد يخلو من الحراك والمطالب الاصلاحية في جميع المناطق، كما ان هناك قتلى وجرحى من المواطنين أبرياء يسقطون بين وقت وآخر، ومع سقوط القتلى والجرحى تبرز قضية الحراك في السعودية لواجهة الاحداث في العالم، ويزداد الغضب الشعبي على السلطة لفقدان أرواح غالية محبة للوطن وللعدالة؛ وهل هناك اغلى من روح الانسان؟. وبحسب ما نقلت الصحف والمواقع الالكترونية عن أهالي الضحايا ومنهم والد الشهيد احمد المصلاب الذي حدد الجهة المسؤولة عن مقتل أبنه قائلا: "القوات الأمنية صراحة قامت بقتله عمدا..، مطالبا بتشكيل لجنة تقصٍ للحقائق وتقديم المتسببين في مقتل أبنه للمحاكمة والاقتصاص منهم، كما طالب بتشريح جثمان ابنه إذ (سيثبت) نوع الرصاص الذي استخدم في مقتل إبني".

معرفة الحقيقة

من حق المواطنين معرفة الحقيقة حول ما يجري، وحول أسباب سقوط شهداء أبرياء ليسوا مجرمين ولا مطلوبين - حسب اعتراف الامن ان هؤلاء القتلى غير مطلوبين-، ومدى مسؤولية القوات الأمنية عن ذلك بشفافية، والمطالبة بمحاكمة الجناة والمسؤولين عنهم، فهناك استهتار واضح من قبل الجهات الأمنية عبر استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي والمدرعات في داخل الاحياء وترويع الاهالي، في عملية القبض على مطلوبين نتيجة مشاركتهم في الحراك والتظاهرات!!.

كما اننا ضد العنف بأنواعه، ومع تطبيق العدالة والاقتصاص من كل من يثبت ارتكابه جريمة او اعتداء على الآخرين وهتك الأعراض، مهما كان.

الشعب في هذه الفترة الزمنية بإمكانه معرفة الحقيقة من مصادرها كما هي عبر الأنترنت - وهو أقوى من الاعلام الحكومي الرسمي وأكثر صدقا عند الناس- والتعرف على الحدث ومشاهدة الصور، قبل أن يقوم الإعلام الرسمي بنشر الخبر، وبث تصريح الجهات الأمنية عن سبب مقتل الشباب، ( وهي روايات مليئة بالضعف والركاكة والاستخفاف والغرابة.. كما حدث حول مقتل وشهادة الشاب المصلاب البريء حسب البيان (وأرجو من القراء الاطلاع عليه).

واذا كان هناك اتهامات مباشرة للجهات الأمنية بزهق أرواح غالية على الوطن، والتهرب من مسؤولية القتل عبر تزييف الحقائق والوقائع، - وهو ما يخالف طبيعة دور رجال الامن الشرفاء المخلصين إذ من المفترض ان يكونوا دورهم حماية المواطن والدفاع عنه فالأمن في خدمة الشعب لا العكس!! - فينبغي تشكيل لجنة تحقيق والاقتصاص من المتسبب لإقامة العدالة، كما طالب والد الشهيد الصلاب، ومن حق اهل الضحايا الحصول على ذلك، وان يتضامن الشعب معهم. فأرواح ودماء المواطنين غالية على كل مواطن بل كل إنسان حر شريف.

الحصار والعقاب الجماعي

من المؤلم أن يستمر نزيف دماء المواطنين الأبرياء على أرض الوطن العزيز، ومعاقبة المناطق والأهالي - الذين لديهم مطالب وطنية - عبر الحصار الجماعي للنساء والشيوخ والاطفال، ومواصلة الملاحقات والاقتحامات وهتك أعراض أصحاب المنازل والاعتقالات وإطلاق النار، وسقوط شهداء كما حدث مؤخراً في مدينة العوامية بمنطقة القطيف والتي أدت الى سقوط الشهيد الشاب أحمد المصلاب وعدد من الجرحى على ايدي القوات الأمنية كما أوضح والد الشهيد والأهالي، والرفض الشعبي لرواية السلطة الأمنية. حيث قال: " أستنكر قيام الجهات الأمنية بتزييف وقائع مقتل أبني، موضحا، أن ابني (19 سنة) قضى مقتولاً بأيدي القوات الأمنية عمدا حيث صادف مروره في الشارع المحاصر من قبل القوات الأمنية التي أطلقت النار".

قتل وجرح العشرات من الاهالي الابرياء بسبب استخدام الرصاص الحي الطائش من قبل القوات الأمنية اثناء عملية البحث والقبض على المطلوبين، يظهر مدى الخوف والهلع والاستهتار بأرواح المواطنين لدى تلك القوات، التي تطلق النار على كل ما يتحرك أمامها، - إذ لا قيمة للمواطن والانسان وأي كائن حي -، وهذا ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى أبرياء، وترويع للنساء والأطفال وتدمير للمنازل!.

ألا يوجد طريقة اكثر امانا وحكمة لمعالجة الازمات الداخلية والقبض على المطلوبين بسبب المشاركة في الحراك والمظاهرات بدون تلك الطريقة الحربية باستخدام المدرعات وسقوط قتلى وجرحى أبرياء (مواجهة الحراك والنشطاء بسفك الدماء)؟.

إن الرصاصة التي اخترقت جسم الشاب الشهيد احمد الصلاب هي الدليل المادي الذي يحدد الجهة القاتلة، فهل سيتم تشكيل لجنة لكشف القاتل الحقيقي وتطبيق العدالة؟. وهل سيتضامن الشعب مع الأهالي للمطالبة بالكشف عن القاتل والمسؤولين، ولإيقاف هذا الاستهتار الأمني حتى لا يكون أحد المواطنين الأبرياء ( أنت أو هو أو هي..) الضحية القادمة؟.

فالرصاصة الطائشة القاتلة لا تعرف الضحية.. لا أسمه ولا فكره ولا جنسه!!.

وللحديث تتمة مع استمرار....

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alialgarash.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 15/أيلول/2013 - 8/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م