قناة الامام الحسين عليه السلام الفضائية... نشر الثقافة الحسينية

حوار مع سماحة الشيخ مصطفى المحمدي

علي فضيله الشمري

 

شبكة النبأ: كانت انطلاقة قناة الامام الحسين عليه السلام الفضائية باللغات الثلاث، العربية والفارسية، والانكليزية، خطوات متجردة تهدف الى نشر تعاليم الاسلام الحقيقية، من تسامح، وألفة، ومحبة.

اذ اتخذت هذه القناة على عاتقها نشر علوم ومعارف أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، والدفاع عن الشعائر الحسينية الحقة، لتصبح منبراً عالمياً واسعاً، قادر على ايصال صورة جلية لاتباع اهل البيت عليهم السلام وأخبار الشيعة في كل مكان في العالم.

الشيخ مصطفى المحمدي، المدير العام لمجموعة قنوات الامام الحسين عليه السلام الفضائية، تحدث لشبكة النبأ المعلوماتية في الحوار التالي حول مشروع القناة ورسالتها الاسلامية.

* ما هي فكرة عن سياسة هذه القنوات وما هي الرسالة التي تودون إرسالها عبر المنبر الاعلامي الخاص بهذه القنوات الثلاث؟

- إن الفكرة الاساسية والرسالة التي نود إرسالها عبر قنوات الامام الحسين عليه السلام، هو التعريف بأعظم شخصية دينية في الوجود بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين عليه السلام، والسيدة الزهراء عليها السلام، والامام الحسن المجتبى عليه السلام، ألا وهو التعريف بالامام الحسين الشهيد صلوات الله وسلامه عليه، وتقديمه الى العالم كافة، وإعلان مظلومية الأئمة الأطهار عليهم السلام، ومظلومية المليار من الشيعة المتواجدين في مختلف أنحاء العالم، وفي الحقيقة يحتاج العالم الشيعي إلى نوع من الحماية الاعلامية، ولايزال محتاجاً الى قنوات تدافع عن الشيعة في كل بقعة من بقاع الارض، إلى الحد الذي لا يستطيع فيه أحد الاعتداء على إنسان مسلم شيعي في العالم كله، وإن هدف قناة الامام الحسين عليه السلام، هو الدفاع عنهم جميعاً إعلامياً إن شاء الله.

* من أين جاءت فكرة إنشاء هذه القنوات؟

- في عيد الغدير عام 1430هـ وجهنا سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الشريف، أن نستفيد من وسائل الاعلام المتطورة وأولها الفضائيات، لإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام، امتثالاً لأمر الإمام الصادق عليه السلام (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا).

في زمن تبلغ فيه القنوات المروجة للفساد الديني، والاخلاقي، والاجتماعي آلاف مؤلفة، وفي حين يحتاج الشيعة إلى أكثر من ألف قناة فضائية، قمنا بتأسيس قنوات الامام الحسين عليه السلام، باللغات العربية، والفارسية، والانكليزية، لتعريف العالم بالمذهب الشيعي، وتطبيقاً لأوامر وتوصيات وتوجيهات سماحة المرجع.

* سماحة الشيخ ماهي الركائز الاساسية التي تعتمد عليها هذه القنوات التي قمتم بتأسيسها؟

- بالنسبة للركائز الاساسية للقناة, أولاً الاستفادة من أحدث وسائل الاتصال، ونقل المعلومات في العالم، وأكثرها تاثيراً وهي القنوات الفضائية، خصوصاً وأن الشيعة هم الأقل حظاً في الاستفادة من هذه الوسيلة، التي سبقنا إلينا أصحاب الفكر الضال والمنحرف.

ثانياً: إرجاع الفكر الاسلامي الاصيل، والثقافة البناءة، عبر بوابة أولياء الله تعالى المكرمين، وخلفاء الرحمن المنتجبين، وأئمته المعصومين، وأهل بيت نبيه عليهم السلام، إلى موضعهما الطبيعي، الذي كانا عليه في الصدر الاول من الاسلام، قبل ان تنالهما يد الفكر الاقصائي الدخيل، والثقافة التكفيرية الهدامة.

ثالثاً: المساهمة في حل مشكلات العالم الغارق بالظلم والحروب، وسفك الدماء، وذلك بتقديم النموذج الأمثل، والحل الصحيح، للخروج من جميع هذه المشكلات المتزايدة والمتراكمة، وهو نموذج معصوم اختاره الله تعالى لخلقه، وارتضاه لهم، وذلك عبر التمسك بأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة عليهم السلام، واستناداً لهذه الركائز فإن الهيئة الإدارية لقناة الامام الحسين عليه السلام، حددت لها مجموعة من المبادئ والأهداف، لتسير على ضوئها و تحث الخطى.

* فضيلة الشيخ ذكرتم بأن الهيئة الإدارية للقناة قامت بوضع مجموعة من الأهداف والمبادئ هل يمكن أن تطلعونا على تلك الاهداف أولاً؟

- نعم الهدف الرئيسي الذي نطمح إليه هو تبليغ علوم ومعارف أهل البيت عليهم السلام، لعطاشى الحقيقة في كل بلاد العالم، والحفاظ على عقائد الملايين من الشباب، في مختلف أنحاء العالم، وتوعية وتحصين الشباب الشيعي على الخصوص، من تأثير القنوات الفضائية الفاسدة، والمساهمة في مساعدة الآباء والأمهات، على تربية اطفالهم، واليافعين من ابنائهم، بشكل صحيح، في عالم مليئ بالفسق واللاهوية، سواء في الشرق أو الغرب، وذلك بتقديم المعلومة الصحيحة والمركزة، وتبليغ الاسلام الاصيل، للمليارات من غير المسلمين، الذين لا تصلهم كنوز القرآن، وسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والعترة الطاهرة عليهم السلام، والدفاع عن كيان الشيعة أمام من يعتقدون أن الشيعة مشركون، وأن إراقة دمائهم من المباحات، وتعميق الإيمان بكتاب الله، والسنة النبوية، والعترة المحمدية، من خلال باب الامام الحسين عليه السلام.

* سماحة الشيخ لو تذكرون لنا مبادئ القناة التي حددتموها في الهيئة الادارية؟

- إن المبادئ التي قمنا بتحديدها كأولويات في عملنا، هو اتباع نهج القرآن، ونهج أهل البيت الأطهار عليهم السلام، واستشارة العلماء، ومراجع الدين، والحفاظ على التعاليم الاسلامية، والترويج للأخلاق الحميدة، وأحكام الدين، والمعتقدات الإسلامية في كافة برامج القناة، والدفاع عن المستضعفين، وخصوصاً الشيعة منهم، في كافة دول العالم، والتركيز في الخطاب الاعلامي على شريحة الشباب.

* ما هي المعطيات والرؤى والأفكار التي تتعاطى معها سياسة القناة من أجل نشر ثقافة دينية حقة لأداء الرسالة الاعلامية الخاصة بسياسة القناة؟

- بالنسبة إلى الرؤى والأفكار فهما القرآن وأحاديث العترة الطاهرة، كما أوصانا رسول الله صلى الله عليه واله، عندما قال: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً).

والرؤية القرآنية المقدسة ألا وهي شعائر الله، الذي قال الله فيها ((ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)) وأهمها في زماننا، وزمان انتشار المذهب الشيعي، هي شعائر الامام الحسين عليه السلام المقدسة، واتخاذ منهج البراءة من أعداء الله، وأعداء النبي، وأهل بيته عليهم السلام، الذين ذكروا في القرآن الكريم.

* سماحة الشيخ ماذا عن الوجهة التي تتخذها قناة الامام الحسين عليه السلام؟

- تتخذ قناة الامام الحسين عليه السلام اتجاهاً دينياً، بعيداً عن الاتجاهات، والتدخلات السياسية، في أي دولة كان، وتتخذ خطواتها طبقاً، للتوجيهات والتوصيات المستمرة، من سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي حفظه الله، لإيصال الصوت الديني الأصيل إلى داخل بيوت المشاهدين الكرام.

* ما هو تقييمكم عن أداء القناة خلال الفترة المنصرمة؟

- في الواقع تبقى هناك حقيقة ساطعة في ميدان الاعلام، والذي مسسناه بأنفسنا، وشاهدناه بأعيننا، ألا وهو تواصل الجاليات المختلفة مع قنوات الامام الحسين عليه السلام الفضائية، من المشرق والمغرب، ومن كل القارات، وكل دولة ومدينة يكون فيها مجلس، أو حسينية، أو جالية لها أدنى حضور، وفعالية إسلامية، وحتى شاهدنا التواصل معنا من المذاهب المختلفة، غير مذهب أهل البيت عليهم السلام، وهذا التواصل والتمسك بالقناة، والمشاهدة المستمرة من هؤلاء وعوائلهم تثبت لنا حقيقة حضور، وتأثير هذه القناة في الجاليات الاسلامية، والشيعية، وغيرها والباحثة عن الحقيقة، التي تقدمها هذه القنوات الثلاث بلغاتها المختلفة.

* سماحة الشيخ إلى أي من الدول يصل صوت قنوات الإمام الحسين عليه السلام؟

- تقوم فضائية الامام الحسين عليه السلام، بالبث عبر الأقمار الفضائية، نايل سات، وهوتبرد، وجالكسي، وأقمار فضائية أخرى، توصل بث فضائية الامام الحسين عليه السلام الى دول كثيرة، كامريكا، وكندا، وأوربا، وقارة استراليا، والشرق الاوسط، وشمال أفريقيا، وهذا كله بالاضافة الى طرق إعلامية أخرى، كالموقع الرسمي على الانترنت، الذي يصل إلى كل أنحاء العالم، ومواقع إجتماعية أخرى، كالفيسبوك، واليوتيوب، وتويتر، وتقوم قنوات الامام الحسين، بالتواصل مع كل مشاهديها، عبر هذه الوسائل الاعلامية، والجدير ذكره، بأن هذه القنوات، أصبحت مرافقة لمشاهديها، ومحبيها، في كل ثانية من اليوم، عن طريق بث البرامج مباشرةً على الموبايل والحاسبات.

* ماهي البرامج التي تعتقدون أنها ناجحة بحسب رؤيتكم الاعلامية وأيها لقيت استحسان متابعي القناة وكان لها الحصة الأكبر من المشاهدة؟

- هناك برامج كثيرة مختلفة التنوع وأهمها: البرنامج اليومي الذي ينطلق بالبث المباشر من جوار سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام، وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام، والذي يمكّن المشاهد عن طريقه من إرسال سلامه الى قبة الامام الحسين عليه السلام.

والبرامج الكثيرة والمختلفة، التي تعرض في مناسبات عديدة طوال السنة، ومن أماكن متعددة ككربلاء المقدسة، والنجف الاشرف، والكوفة، والكاظمية، وسامراء، وقم المقدسة، ومشهد المقدسة والتي يهتم بها ويشارك فيها العديد من أهم شخصيات العالم الاسلامي.

ومن البرامج الموفقة في قنوات الامام الحسين الفضائية، برنامج المستبصرون الذي يعرض في قنوات الامام الحسين عليه السلام، والذي يتميز عن باقي برامج المستبصرين في قنوات أخرى، حيث يقوم كادر القنوات بمتابعة المستبصرين في حياتهم اليومية، ويرافقونهم إلى الأماكن التي يذهبون اليها، كالمساجد، والحسينيات، والمدارس، ويتعرفون على عوائلهم، التي استبصرت معهم، وعرضها الى العالم الاسلامي أجمع.

وهناك برنامج وثائقي تحت عنوان: شهداء الاربعين والذي سيعرض قريباً في قناة الامام الحسين عليه السلام الفضائية.

* لأي من شرائح المجتمع توجهون خطابكم الاعلامي؟

- بما أن الحسين عليه السلام رمز عالمي، يمثل الثقافة، والتوعية، والإرشاد، تقوم قناة الامام الحسين الفضائية، بإشباع كافة الطالبين بالتوعية الدينية، والثقافية، ولا تميز بين الصغير والكبير، وانما تمثل دورها في إحياء منهج الامام الحسين عليه السلام، الذي لم يميز بين الناس.

وقد قامت قناة الامام الحسين عليه السلام، بتقسيم برامجها إلى مواضيع مختلفة، في أوقات مختلفة تتناسب مع كل شريحة من شرائح المجتمع.

* ماهي أفكاركم وآراءكم المستقبلية التي تتيح لكم فضاء أوسع في نشر رسالتكم الإعلامية التي تودون إيصالها للمشاهد؟

- قال الامام الحسين عليه السلام عند خروجه من المدينة الى كربلاء: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي محمد وأبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ".

ومحور المنهجية التي اتخذتها فضائية الإمام الحسين عليه السلام، هو الاصلاح، استناداً لهدف الامام الحسين عليه السلام، ولإحياء هذا الهدف، بعد عشرات القرون ومئات السنين، بإيصال صوت القناة إلى كل منزل ودار، في هذا العالم الواسع.

ومن جوار الإمام الحسين عليه السلام، ننطلق لنشر الثقافة الحسينية الكاملة، التي حققها أبي عبد الله صلوات الله عليه، ونجعل من مشاهدي القناة تلاميذ في مدرسة اهل البيت عليهم السلام بشكل عام، ومدرسة الامام الحسين عليه السلام بشكل خاص، ونحن بحمد الله مفتخرون بهذه النعمة.

* ماهي الصعوبات التي تواجهونها وما هي نقاط التوفيق في عملكم وكيف تهدفون إلى توسعة هذا المشروع الديني الثقافي المبني على الأهداف الحسينية؟

- منذ تأسيس فضائية الامام الحسين عليه السلام، واجهتنا صعوبات من أطراف مختلفة، ومناهج متطرفة، كأمثال الوهابية والسلفية، وغيرهم من مخالفي اهل البيت عليهم السلام ولكن قد صرح الله جل وعلا في كتابه المجيد: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)).

وقد صرحت بذلك أيضاً بنت أمير المؤمنين عليها السلام حين قالت: (وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهوراً وأمره إلا علواً).

بالرغم من كل هذه الصعوبات، انتشرت قناة الامام الحسين عليه السلام، إنتشاراً واسعاً، يلفت الأنظار، بحيث أنه بدلاً من إنشاء قناة واحدة، أصبحت لفضائية الامام الحسين عليه السلام ثلاث قنوات تنطق بثلاث لغات عالمية، العربية، والفارسية، والانجليزية، وأصبح لها سفراء في دول مختلفة ومكاتب في أنحاء العالم.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 14/أيلول/2013 - 7/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م