التجسس... استراتيجية عسكرية تعود الى الواجهة

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: باتت الدول المتنافسة على عرش العالم شبه متوازنة القوى وعلى مختلف الاصعدة، حيث تهدف القوى الدولية الكبرى لقيادة العالم وفقا لمصالحها الاستراتجية وبكل الاساليب المتاحة ولعل حروب التجسس المتخفية الملتوية والمبهمة، تسهم في ديمومة الصراع العالمية وخاصةً بين الكتلة الشرقية من المعمورة وابرزها روسيا ونظيرتها الكتلة الغربية وابرزها أمريكا من الجهة الأخرى، في وقت الذي تحتدم فيه الأزمات والتوترات السياسية الدولية بشكل بارز في العالم الحالي، مما قد  يعيد الحياة للحروب الباردة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية بين الكتلتين المتخاصمتين.

فقد أذكت قضية سنودن الحرب الجاسوسية العالمية مجددا نظرا لما أثارته من توترات حادة بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها أبزرهم دول الاتحاد الأوربي ودول عالمية أخرى، خصوصا بعدما كشف مسرب أسرار وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن سلسلة تسريبات عن قيام جهاز الامن القومي بجمع معلومات عن مكالمات هاتفية واتصالات انترنت للعديد من دول العالم.

حيث كشفت بعض المصادر الاعلامية ان وكالات الاستخبارات الاميركية والبريطانية تملك القدرة على اختراق القسم الاكبر من انظمة التشفير الالكترونية، سواء لكشف الرسائل الالكترونية او المعاملات المصرفية، ما يهدد بتاجيج الانتقادات لعمل الوكالات الاميركية.

في الوقت نفسه ذكرت مصادر أخرى الاستخبارات الأمريكية تجسست على دبلوماسيين فرنسيين محددين في الولايات المتحدة وعلى قناة الجزيرة الفضائية، واهتمت الوكالة الأمريكية بالشبكة الافتراضية الخاصة التي تربط أجهزة حواسيب البعثات الدبلوماسية الفرنسية ومقر وزارة الخارجية الفرنسية، كما تجسست على الاتصالات الداخلية لقناة الجزيرة التي تتمتع بحماية خاصة.

إذ يرى بعض المحللين أن هذه التسيربات المتتالية وضعت الادارة الامريكية في موقف محرج داخليا وخارجيا بعد أن سرب إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي وثائق تبين أن الوكالة تراقب مجموعة كبيرة من بيانات رسائل البريد والمكالمات التليفونية لكل من الأمريكيين والأجانب، في حين طالبت إدارة أوباما بتسلم سنودن ليواجه اتهامات بالتجسس، لكن منح روسيا اللجوء لسنودن زاد من فتور علاقتها المتوترة بالفعل مع الولايات المتحدة، وتحاول ادارة باراك اوباما منذ مدة الدفاع عن برامج مراقبة الاتصالات لدى وكالة الامن القومي بعد الصدمة التي احدثها سنودن اللاجىء حاليا في روسيا والذي تلاحقه واشنطن بتهمة التجسس.

وقد تجددت مخاوف العالمية من تكتيكات التجسس الأمريكية بعدما كشف عن وثائق أمريكية سرية إن الولايات المتحدة تجسست على البرازيل والمكسيك واعتبره هجوما على السيادة، وكان إدوارد سنودين هو الذي مد غرينولد بالوثائق، ويعد غرينولد أول صحفي يكشف عن وثائق سربها سنودين، وقد كتب منذ ذلك الحين عدة موضوعات عن المراقبة التي تمارسها السلطات في الولايات المتحدة وبريطانيا، وأدى احتجاز شريك غرينولد ديفيد ميراندا في مطار هيثرو لتسع ساعات الشهر الماضي إلى إثارة جدل واسع النطاق في بريطانيا والخارج.

في حين يرى الكثير من المحللين انه بالرغم من تعهد الرئيس باراك اوباما بالشفافية بشأن برامج المراقبة، فان الكشف عن معلومات جديدة مثل معلومات يعكس صورة منظمة واسعة النفوذ ذات قدرات غير محدودة على النفاذ الى الحياة الخاصة، وتحاول ادارة باراك اوباما الدفاع عن برامج مراقبة الاتصالات لدى وكالة الامن القومي بعد الصدمة التي احدثها سنودن اللاجىء حاليا في روسيا والذي تلاحقه واشنطن بتهمة التجسس، ليأتي اعترض اتصالات مرمزة للامم المتحدة من لدن وكالة الامن القومي الاميركية ويشكل نقطة محرجة أخرى على الادارة الامريكية التي تجابه موجة كبرى من الانتقادات الدولية، وعليه فإن تداعيات وتسيربات سنودن تمهد لبزوغ عصر حروب تجسس جديدة أكثر شراسة.

فك شيفرة الاتصالات الالكترونية

في سياق متصل كتبت صحيفة الغارديان التي نقلت هذه المعلومات المسربة مع صحيفة نيويورك تايمز وموقع بروبوبليكا ان وكالة الامن القومي الاميركية و"مركز اتصالات الحكومة" الوكالة البريطانية الموازية لها، "اضرت الى حد بعيد بالضمانات التي تعطيها شركات الانترنت لزبائنها حول امن اتصالاتهم"، واستندت وسائل الاعلام الثلاث في هذه المعلومات الى وثائق سربها ادوارد سنودن المستشار السابق في الاستخبارات الاميركية الذي اثار جدلا حادا حول الحريات العامة والحياة الخاصة في الولايات المتحدة والعالم اثر كشفه برامج مراقبة تطبقها وكالات الاستخبارات الاميركية، وتخضع الاتصالات الالكترونية لتشفير تلقائي، اكانت رسائل بريدية او دردشات او معاملات مصرفية او بيانات طبية، وبحسب الوثائق، فان وكالة الامن القومي ومركز اتصالات الحكومة تمكنتا من الحصول على "مفاتيح" مختلف انظمة التشفير بواسطة اجهزة كمبيوتر فائقة التطور وتعاون شركات الانترنت ولو بواسطة اوامر قضائية احيانا.

وكانت وثائق سابقة سربها سنودن كشفت عن بعض برامج الوكالة الاميركية مثل برنامج جمع ملايين البيانات الهاتفية (الارقام التي تم الاتصال بها ومدة الاتصال...) وبرنامج "بريزم" لمراقبة الانترنت، والواقع ان "فك الشيفرة" هو المهمة الاولى لوكالة الامن القومي، وكالة الاستخبارات التي انشئت عام 1952 والمكلفة اعتراض الاتصالات الالكترونية، وتابعت الوثيقة "انه الثمن الواجب دفعه حتى تبقي الولايات المتحدة على امكانية النفاذ الى الفضاء الالكتروني واستخدامه بدون قيود".

ونقلت الغارديان ان وكالتي الاستخبارات الاميركية والبريطانية اقامتا "شراكات سرية" مع شركات التكنولوجيا ومزودي الانترنت اتاحت ادخال "نقاط خلل سرية - تعرف بالابواب الخلفية - داخل برمجيات التشفير التجارية"، وذكرت الصحيفة البريطانية ان وكالة الامن القومي انفقت 250 مليون دولار في السنة على برنامج يطبق بالتعاون مع شركات التكنولوجيا من اجل "التاثير بشكل خفي" على تصميم منتجاتها، ولم توضح التقارير ما اذا كانت الشركات تعاونت مع وكالات الاستخبارات لكنها اوحت بان وكالة الاستخبارات البريطانية تمكنت من الوصول الى حسابات المستخدمين على مواقع هوتميل وغوغل وياهو وفيسبوك، وبحسب الوثائق، فان هذا البرنامج السري المعروف باسم "بولران" يسمح بفك رموز كل ما هو مشفر على الانترنت، سواء الدردشات والرسائل الالكترونية او الاتصالات الهاتفية مرورا بالاسرار التجارية او حتى الملفات الطبية. بحسب فرانس برس.

وذكرت نيويورك تايمز وبروبوبليكا ان مسؤولين في الاستخبارات الاميركية طلبوا منهما عدم نشر هذه المعلومات خشية ان تحمل كيانات مستهدفة بهذا البرنامج الى تبديل انظمة الترميز او طرق اتصالاتهم، وكتبت نيويورك تايمز ان "وسائل الاعلام لم تذكر بعض الاوجه لكنها قررت نشر المقال بسبب اهمية قيام جدل علني حول تحركات الحكومة التي تضعف اقوى الادوات المصممة بهدف حماية الحياة الخاصة للاميركيين وغير الاميركيين"،  وان كانت هذه القدرة على فك رموز الاتصالات الآمنة يمكن ان تساعد في منع وقوع اعتداءات، الا انها قد تترتب عنها "عواقب غير متوقعة تضعف امن الاتصالات"، بحسب الصحيفة، واوضح ماثيو غرين الباحث في التشفير للصحيفة "الخطر حين تقيمون بابا خفيا للوصول الى بعض الانظمة هو انكم قد لا تكونوا الجهة الوحيدة التي تستخدمه"، واعلن اتحاد الحريات المدنية الاميركي في بيان انه "فيما تطالب وكالة الامن القومي بالمزيد من السلطات للتدخل في حياتنا الخاصة باسم امن الانترنت، فهي تجعل الانترنت اقل امانا وتعرضنا للقراصنة المعلوماتيين والتجسس الاجنبي ولمراقبة غير شرعية".

أمريكا لا تتجسس على الناس العاديين

على الصعيد نفسه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة لا تتجسس على الرسائل البريدية والمكالمات التليفونية للناس العاديين مصرا على أن المعلومات التي تجمعها المخابرات الأمريكية تستهدف مجالات محددة، وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء السويدي فردريك راينفيلت "يمكنني طمأنة الجمهور في أوروبا وفي العالم بأننا لا نتجسس على رسائل البريد الإلكتروني للناس ولا نتنصت على مكالماتهم التليفونية"، وتابع قائلا "ما نحاول ان نفعله هو أن نستهدف مجالات للاهتمام بشكل محدد جدا، واضاف أن هذه المجالات تشمل مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وأمن الفضاء الإلكتروني، وقال أوباما إنه يجب تحسين إجراءات ضمان أن تبقى برامج المراقبة في اطار حدود معينة. بحسب رويترز.

وقال "قدرتنا على عمل شيء ما لا تعني أنه يجب علينا أن نفعله"، ووصل أوباما إلى السويد سعيا لتعزيز العلاقات مع شركاء واشنطن في شمال أوروبا قبل أن يتوجه إلى روسيا لحضور قمة العشرين والمتوقع أن تخيم الأزمة السورية على أعمالها.

البرازيل والمكسيك

من جهتها تقول البرازيل إنها ستستوضح من الولايات المتحدة ما قيل عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على اتصالات الحكومة البرازيلية، وكان الصحفي المقيم في ريو، غلين غرينولد، هو الذي أشار إلى هذا في برنامج على محطة غلوبو التليفزيونية، وقد حصل غرينولد على ملفات سرية من الموظف السابق في الوكالة الأمريكية للأمن القومي إدوارد سنودين.

وقال غرينولد أيضا إن الوكالة تمكنت من الوصول إلى اتصالات خاصة بالرئيس المكسيكي، وأضاف غرينولد - الذي يعمل صحفيا في صحيفة الغارديان البريطانية - لبرنامج فانتستيكو في محطة غلوبو أن وثائق سرية سربها إدوارد سنودين تظهر كيف تجسس عملاء الولايات المتحدة على الاتصالات بين مساعدي الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.

وقال وزير العدل البرازيلي خوزيه إدواردو كاردوزو "إذا ثبتت صحة تلك المعلومات، فلا يمكن القبول بها، ويمكن وصفها بأنها هجوم على سيادة البلاد"، وتفيد التقارير أيضا بأن وكالة الأمن القومي الأمريكية استخدمت برنامجا للوصول إلى محتويات المواقع الإلكترونية التي تصفحتها الرئيسة روسيف على الإنترنت، ويضيف التقرير أن الوكالة راقبت أيضا الاتصالات التي كان يجريها الرئيس المكسيكي إنريكي بنيا نيتو قبل انتخابه، وقال غرينولد إن وثيقة يعود تاريخها إلى عام 2012 تظهر أن رسائل البريد الإلكتروني لبينا نيتو كانت تُقرأ. بحسب البي بي سي.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المكسيكية لوكالة الأنباء الفرنسية إنه رأى التقرير ولكنه لم يعلق، وقال غرينولد إن احتجاز شريكه بلغ حد "الترهيب"، وكان "يقصد من ورائه إرسال رسالة تخويف" إلى المشاركين في كشف معلومات وكالة الأمن القومي، وقالت الحكومة البريطانية إنها محقة في مطالبة الشرطة باتخاذ اللازم إن اشتبهت في أن شخصا ما "لديه معلومات سرية مسروقة".

تجسس على الدبلوماسية الفرنسية وقناة الجزيرة

كما ذكرت مجلة دير شبيغل الاسبوعية الالمانية ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على دبلوماسيين فرنسيين محددين في الولايات المتحدة وعلى قناة الجزيرة الفضائية القطرية، وقالت المجلة ان وكالة الامن القومي تجسست في 2010 على بعثات دبلوماسية فرنسية في نيويورك وواشنطن، حسب وثيقة داخلية للوكالة تعود الى حزيران/يونيو 2010 ومصنفة "سرية للغاية"، اطلعت عليها دير شبيغل، واهتمت الوكالة خصوصا بالشبكة الافتراضية الخاصة (في بي ان) التي تربط بين اجهزة كمبيوتر السفارتين والقنصليات ومقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس.

وقالت المجلة ان هذا العمل ضد وزارة الخارجية الفرنسية وصف "بالناجح"، وكانت المجلة نفسها كشفت ان الوكالة التي قام المستشار الاميركي السابق للاستخبارات ادوارد سنودن بتسريب وثائق لها اخترقت نظام الامم المتحدة صيف 2012، كما تحدثت في حزيران/يونيو استنادا الى وثائق سنودن، عن استهداف مكاتب الاتحاد الاوروبي في بروكسل والبعثة الدبلوماسية للاتحاد في واشنطن والامم المتحدة.

وقالت المجلة الالمانية ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست ايضا على الاتصالات الداخلية التي تتمتع بحماية خاصة لقناة الجزيرة القطرية، وهي تستند في هذه المعلومات على تقرير لمركز التحليل التابع لشبكات الوكالة نفسها يعود الى آذار/مارس 2006 ورد بين وثائق سنودن. بحسب فرانس برس.

ويبدو ان المجلة تمكنت من الاطلاع على وثائق محمية قادمة من "اهداف مهمة" للشبكة الناطقة باللغة العربية، وافادت هذه الوثيقة ان مضمون الوثائق الذي تم تحليله سلم الى مكاتب وكالة الامن القومي، واوضحت المجلة انه لم يعرف الى اي حد وحتى اي تاريخ تم التجسس على صحافيي ومسؤولي القناة.

الامم المتحدة ستطلب توضيحات من واشنطن

الى ذلك اعلنت الامم المتحدة انها ستطلب توضيحات من السلطات الاميركية بشان معلومات نشرتها مجلة دير شبيغل الالمانية مفادها ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على مؤتمرات لمسؤولين كبار في الامم المتحدة كانت تجري عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق "لقد اطلعنا على هذه المعلومات ونحن عازمون على الاتصال بالسلطات المعنية لبحثها"، وصرح للصحافيين ان ميثاق فيينا 1961 الخاص بالعلاقات الدولية اصبح "قانونا دوليا راسخا، وبالتالي فان على الدول الاعضاء الالتزام به لحماية حصانة البعثات الدبلوماسية".

وذكرت مجلة دير شبيغل ان وكالة الامن القومي الاميركية اخترقت شيفرة تسمح للاستخبارات الاميركية بالاستماع الى المؤتمرات التي تجريها الامم المتحدة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، وذكرت المجلة نقلا عن وثائق من وكالة الامن القومي الاميركية ان ذلك اشتمل على مؤتمرات وكالة الطاقة الذرية الدولية التابعة للامم المتحدة، والتي لعبت دورا كبيرا في مراقبة برنامج ايران النووي، وقال حق "عندما كنا نتلقى مثل هذه المعلومات في السابق، كنا نرفعها الى السلطات المختصة"، وردا على سؤال، اكدت الخارجية الاميركية ان "الحكومة الاميركية سترد عبر القنوات الدبلوماسية على شركائها وحلفائها في العالم حين يعبرون عن قلقهم"، واكدت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف ان واشنطن تقدر الامم المتحدة وتتعاون معها غالبا في "تبادل المعلومات ومن بينها المعلومات الاستخباراتية". بحسب فرانس برس.

وذكرت دير شبيغل ان وكالة الامن القومي الاميركية اخترقت نظام الامم المتحدة في صيف 2012. وفي غضون اسابيع، ازداد عدد الاتصالات التي قامت بتفكيك رموزها من 12 الى 458، وقالت ان وكالة الامن القومي الاميركية امسكت مرة بالاستخبارات الصينية تتنصت على الامم المتحدة في 2011، وتزعم المجلة كذلك ان الوكالة الاميركية راقبت الاتحاد الاوروبي بعد ان نقل مكاتبه الى نيويورك في ايلول/سبتمبر 2012، ومن بين الوثائق التي سربها سنودن خططا لمقر الاتحاد الاوروبي اطلقت عليه وكالة الامن القومي الاميركية اسم "ابالاتشي"، وتحدثت تقارير سابقة في دير شبيغل وصحيفة الغارديان البريطانية عن عمليات مراقبة واسعة قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية لمكاتب الاتحاد الاوروبي بما في ذلك البعثات الدبلوماسية في واشنطن ومكاتب الامم المتحدة في نيويورك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/أيلول/2013 - 3/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م