ايهما أهم الكعبة المشرفة ام العراق

محمد الوادي

 

يعتقد البعض ان الكلام العلني عن بعض الحقائق الصارخة في عراق نيسان 2003 فيه نوع من شق الصف الوطني، والبعض لايتكلم بصوت عالي مسموع خوفا من الاتهام بالطائفية، وحقيقة الامر ان الصف الوطني غير ملتحم حتى يخشى عليه من الانشقاق بل ان العراقي يكابد بسبب هذا الانشقاق العمودي والافقي الذي يعاني منه البلد والمجتمع.

ومسالة استهداف اهل البلد من شيعة العراق بالتفجيرات والقتل اصبحت واقعا يوميا منذ سقوط الصنم لذلك يجب ان لايتهم من تلقى اكثر من عشرون الف مفخخة ومتفجرة بانه طائفي لمجرد رفع صوته لتشخيص العلل الدموية هذه، وبكل الاحوال من يدعي شرف الدفاع عن امال وحياة وحرمات الناس ان لا يلتفت الى هذا النعيق الذي تحول الى سيف يحز الرقاب والمطلوب من المذبوح ان يقدم ضمانات للذباح بان لا يجرح شعوره ويتهمه فقط بالطائفية الدموية ليس الآ....

العراق اليوم في ذروة المحنة لسببين لا ثالث لهما الاول ان الكثير من سنة العراق لايريد ان يستوعب بانه جزء من معادلة الحكم في البلد وليس كل المعادلة كما كان خلال قرون وهذا الجزء يحفظه الدستور من خلال العملية الديمقراطية وحرية الاقتراع، الجانب الثاني ان جزء واضح من سنة العراق ربط مصيره ومصير طائفته ومصير البلد بنتائج المعارك في سورية، وفات عليه بان هذا الربط الكارثي سيؤدي بالنتيجة النهائية الى الدمار الكامل الذي سيتوج بتقسيم البلد.

الشيعة قبل 2003 تم تأسيس اكثر من 420 مقبرة جماعية بأجسادهم اطفالا وشيوخا نساء ورجالا، ولن اتجنى اذا قلت ان اضعاف هذه الاعداد قتلت بعد سقوط الصنم، وهذا الموت المزمن يجب ان يجد نهايته الانسانية والدينية والوطنية المطلقة لان الامور ستفلت من عقالها في اي لحظة وحينها سيكون الموت سلاح لتوازن الرعب بين العراقيين او ان دماء الابرياء ستفتح الابواب على مصرعيها لتقسيم العراق، والا ماقيمة العراق الواحد على حساب دماء واشلاء الابرياء وهذا النزيف الشيعي المزمن الذي قد يتحول في اي لحظة الى نزيف عراقي شامل، اذا كان دم الانسان اهم من حرمة الكعبة نفسها فهل العراق اهم من الكعبة نفسها، ففكروا واعقلوا.

[email protected]

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/mohamedalwade.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 10/أيلول/2013 - 3/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م