الكمبيوتر... جليس قد يفتك بصحتك

 

شبكة النبأ: استخدام الأجهزة الإلكترونية كالكمبيوتر وباقي الاجهزة الاخرى وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة والمهمة التي تقدمها فان لها العديد من المخاطر خصوصا مع ازدياد عدد ساعات التعرض للكمبيوتر، ويمكن ان تكون سبباً مباشرا للعديد من الامراض والمشاكل الصحية التي يعاني منها المستخدم لمثل هكذا اجهزة، أقلها إصابة مستخدمها بالإجهاد العقلي و الذهني, فضلاً عن أن الإشعاعات الصادرة عنها قد تؤثر على الدم، و تؤدي مع طول وقت التعرض لها إلى الإصابة بأمراض العين و العقم والإصابة بالأورام السرطانية.. الخ من الامراض والمشاكل الاخرى، وفي الآونة الأخيرة، كثرت الإصابات بأمراض الكلى بين الناس بشكل عام، ويبدو أن أغلب الذين يراجعون العيادات الخاصة بالكلى هم ممن يجلسون أمام الكمبيوتر لساعات طويلة. وقد بينت الدراسات والأبحاث التي قامت بها مراكز خاص بالصين، بأن 16% من المصابين بأمراض الكلى هم من المستخدمين الدائمين للكومبيوتر، وممن يجلسون لفترات طويلة أمامه. ونقلت صحيفة الشعب الصينية عن الخبراء قوله، إن هؤلاء المستخدمين الدائمين للكومبيوتر، و المصابين بمرض الكلى يتعاملون مع جهاز يومياً، ويجلسون أمام شاشة الكمبيوتر لفترة طويلة، مع ما يرافق ذلك من عدم ممارسة للرياضة، وهؤلاء الناس هم في الغالب من الطبقة المتوسطة، ومن ذوي الأجور العالية نسبياً، ويتمتعون بمستويات أعلى من المعرفة، لكن ضغوطات العمل الكثيرة جداً، ووقت العمل الإضافي الطويل يضطرهم إلى البقاء أمام الكمبيوتر حتى وقت متأخر، مما قد يسبب لهم أيضاً الأرق والسمنة.

ويحذّر الخبراء من تفشي مرض الكلى بين مستخدمي الانترنيت لفترة طويلة، وينصحون المستخدمين أن يهتمون بدرجة حرارة المكان، وأن يقوموا بإجراء التمارين الرياضية للمحافظة على الجسم السليم، ومحاولة أخذ قسط كاف من الراحة يومياً.

في السياق ذاته أفادت دراسة تشيكية حديثة أن الجلوس الطويل أمام شاشات الحاسب الآلي للعمل أو لتصفح الانترنت يؤذي العضلات المحيطة بالعمود الفقري ويشوهه بشكل لا يمكن تلافيه بالعلاج ليعود كما كان في السابق. وقالت الدراسة أن ممارسة التمارين الرياضية لا تنجح أيضا في إعادة وضع العضلات الطبيعي، أو تقليل الإحساس بآلام أسفل العمود الفقري، وقالت أيضا إن التمشية بعد ساعات الجلوس الطويلة لا تفيد ولكنها نصحت بالحركة من آن إلى آخر أثناء العمل.

وأشارت الدراسة التي أجريت بمعهد الأبحاث الطبية ببراج إلى أن المشي بعد الجلوس طويلا لا يحل المشكلة، بل من الأفضل التحرك في فترات العمل والقيام بنشاط بدني بين الحين والآخر، وممارسة الجري لمسافات طويلة والمشي ساعتين يوميا. ونصحت الدراسة باللجوء وبشكل دائم إلى الحركة والرياضة، فمثلا عند الجلوس يجب أن يكون الظهر مستندا بشكل كامل وبزاوية مقدارها 90 درجة دون الانحناء إلى الأمام أو الخلف، مع ممارسة بعض التمارين البسيطة لتليين العضلات قبل بدء العمل والجلوس الطويل.

الخصوبة والاكتئاب

في السياق ذاته توصلت دراسة أمريكية إلى أن الإفراط في استخدام الكمبيوتر المحمول (اللاب توب) قد يرتبط بفقدان الخصوبة عند الرجال لأن الحرارة المنبعثة من الجهاز تؤثر على السائل المنوي وتضعفه. ونصحت الدراسة الرجال الراغبين بالزواج والإنجاب بالتفكير قبل استخدام الكمبيوتر المحمول بسبب ارتباطه بالعقم.

وقالت الدكتورة سوزان كافيك من المدرسة الطبية بجامعة لويولا في مايوود بولاية أيلينوي أن الحرارة المنبعثة من هذا جهاز اللاب توب يمكن أن تؤثر على إنتاج السائل المنوي وتطوره وقد تضعف فرص هؤلاء الرجال في الإنجاب. ونصحت كافيك الشباب من عدم وضع الكمبيوتر المحمول على الركبتين أثناء استعماله، بل يجب وضعه على طاولة أمامهم، لإبعاده بقدر الإمكان عن الجسم تجنباً للتلف الذي قد يصيب النطف المنوية ويؤدي إلى التراجع في عددها ويؤثر على قدرتها على الحركة وإخفاقها في التخصيب والإنجاب.

ورغم حداثة الجهاز، فإن هناك أمراضا ارتبطت باستعماله، مثل متلازمة الكمبيوتر البصرية التي تتمثل بجفاف العين وهيجانها وصعوبة التركيز في أثناء القراءة ورؤية الحروف، كأنها أكبر أو أصغر مما هي عليه فعلا في بعض الأحيان وأيضا الصداع والشعور بالإرهاق. وينصح الأطباء بتفادي التأثيرات السلبية لاستعمال الكمبيوتر المحمول بوضعه على طاولة خاصة، وليس على الأرجل وان يكون الظهر مستقيما ومسنودا مع ضبط ارتفاع الكرسي، بحيث تكون قمة رأس المستخدم موازية لقمة الشاشة، حتى لا يضطر للانحناء خلال العمل إضافة إلى استخدام اليدين في الطباعة، وليس يدا واحدة وإراحة العينين والجسم كل نصف ساعة.

وحذر الأطباء ايضا من وضع أجهزة الكمبيوتر المحمولة اللاب توب على الفخذين أثناء الاستخدام، مؤكدين أن هذه الوضعية قد تسبب في إصابة الفخذين بحروق قد تؤدي إلى أمراض سرطانية. ويقول الدكتور فيل ريس (اختصاصي الأمراض الجلدية) إن الحروق التي تصيب الجلد نتيجة وضع هذه الأجهزة على الفخذين تسمى متلازمة الجلد المحمص، وهي لا تؤدي عادة إلى حرق البشرة بشكل عميق، لكنها قادرة على تحويل لونها إلى الدرجة الداكنة بشكل دائم وتجعله يبدو كالخبز المحمص، وفي حالات نادرة قد تؤدي إلى إصابة المريض بسرطان الجلد.

يشار إلى أن درجة الحرارة المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة قد تصل إلى 52 درجة مئوية، والمشكلة أن المستخدم لا يشعر بموجود الحرارة، ولا يلاحظ أن جلده يحترق. وأرجع الأطباء هذه الظاهرة إلى أن درجة الحرارة المنبعثة من أجهزة الكمبيوتر المحمولة تشبه درجة حرارة الشمس التي لا نشعر بألم أثناء التعرض لها، بينما تظهر آثارها وأضرارها في أوقات لاحقة.

وفي دراسة أخرى أجريت بجامعة ليدز البريطانية، أكد علماء النفس أن الاستخدام المفرط للإنترنت يضاعف من أعراض الاكتئاب، وأوضحت الدراسة التي أجريت على 1319 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 16 و51 عاماً، أن حوالي 2.1% من هؤلاء يمكن تصنيفهم على أنهم مدمنو إنترنت، وأنهم أكثر عرضة لتطور أعراض الاكتئاب.

وأكد العلماء أن كثرة الاعتماد على الإنترنت في جميع المعاملات اليومية، من دفع الفواتير وشراء جميع المستلزمات والتفاعل الاجتماعي فيما يعرف بغرف الدردشة، هو من الأمور التي تعتبر إدماناً. وأضافت الدراسة أن إدمان الإنترنت يؤدي إلى عزل الإنسان عن محيطه الاجتماعي وانعزاله في دائرة مغلقة عن المجتمع، مما يضر بأنشطة حياته اليومية، ويزيد من فرص إصابته بالاكتئاب والتوتر النفسي.

الطعام والشراب

على صعيد متصل حذر علماء من أن تناول الطعام وشرب الماء، أثناء العمل على الكمبيوتر من شأنه أن يهدد بالإصابة بأمراض خطيرة جدا، بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تنطلق منه. وكان علماء التغذية قد أكدوا سابقا أن تناول الطعام أثناء العمل على الكمبيوتر مضر جدا، لأنه يؤدي إلى زيادة الوزن، فمخ الشخص الذي يتناول الطعام أثناء ذلك لا يتمكن من التركيز على عملية هضم الغذاء، وبالتالي يتناول كمية غذاء أكبر من التي يحتاجها جسمه.

ويتفق علماء التغذية من معهد البيئة البشرية في كييف في أوكرانيا مع هذا الرأي، ويؤكدون على أنه تحت تأثير الإشعاعات الكهرومغناطيسية تتغير خواص المواد الغذائية، وتصبح مضرة بصحة الإنسان.

وقامت مجموعة علماء من المعهد بدراسة صفات السوائل ومنها الماء، وبعد إجراء عدة اختبارات جزيئية لهذه السوائل قبل وبعد تركها بجانب كمبيوتر عامل أو هاتف خلوي، تبين أن البنية الجزيئية للماء تغيرت بتأثير الحقل الكهرومغناطيسي، فالماء اصبح برأيهم عدوانيا (خواصه سلبية)، وهو ما حدث أيضا للشاي والقهوة وعصير الفواكه وغيرها من المواد الغذائية المحتوية على السوائل.

وبما ان حواس التذوق البشرية لا تتمكن من تمييز الماء العادي من الماء العدواني، فإن الأضرار لا تظهر مباشرة، لذلك فهي تتراكم في الجسم تدريجيا، ومن ثم تظهر أمراض سرطانية ومرض باركنسون والزهايمر. لذلك ينصح العلماء كافة الذين يرغبون بالمحافظة على صحتهم لمدة طويلة، بالتخلي عن عادة تناول الطعام وشرب السوائل أمام الكمبيوتر.

الأطفال والإدمان

الى جانب ذلك كشفت دراسة طبية أن الأطفال الذين يعانون من التوحد واضطراب نقص الانتباه، هم الأكثر عرضة بمعدل الضعفين لإدمان ألعاب الفيديو والكمبيوتر بالمقارنة بأقرانهم من الأصحاء. وأوضح الباحثون أن ألعاب الفيديو والكمبيوتر تعد بمثابة إدمان، خاصة بين مرضى التوحد واضطراب نقص الانتباه، حيث يقضون أوقاتا أطول من الأطفال الأصحاء ليتزايد بينهم مخاطر إدمان هذه الألعاب بصورة كبيرة.

وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التى تكشف النقاب عن العلاقة بين مرض التوحد واضطراب نقص الانتباه بين الأطفال، وفرص إدمان لعب ألعاب الفيديو والكمبيوتر. وكانت الأبحاث الطبية قد أجريت على أكثر من 141 من الفتيات تراوحت أعمارهن ما بين الثامنة والثامنة عشرة وبين 56 صبيا عانوا من مرض التوحد. وأشارت المتابعة إلى أن الأطفال الذين عانوا من التوحد قضوا فى المتوسط نحو 2,1 ساعة أمام ألعاب الفيديو والكمبيوتر، فى مقابل 1,7 ساعة بين الأطفال الأصحاء.

في السياق ذاته أكّدَت دراسة طبية نُشِرَت ، بواسطة وكالة الصحة العامة في إنكلترا أن الأطفال البريطانيين الذين يقضون معظم وقتهم أمام شاشات التليفزيون وشاشات الكمبيوتر لديهم احترام قليل للذات، بالإضافة إلى مشاكل عاطفية. وخلص التقرير إلى أن الإفراط في الجلوس لوقت طويل أمام الشاشة، أكثر من أربع ساعات في اليوم، كان مرتبطًا بالقلق والاكتئاب، وكان مسؤولاً عن الحدّ من فرصة الطفل للتفاعل الاجتماعي والنشاط البدني.

وقال مدير إدارة الصحة والرفاهية في مؤسسة PHE الصحة العامة الإنكليزية البروفيسور كيفن فنتون كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة زاد الأثر السلبيّ على كلّ من القضايا السلوكية والعاطفية المتعلقة بنمو الطفل. وأوضح البروفيسور فنتون أن الكثير من الوقت أمام الشاشة يحُدّ من فرص الطفل لممارسة النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي وجهًا لوجه مع الأصدقاء والعائلة، وهي عوامل أساسية للحدّ من القلق في مرحلة الطفولة.

ولاحظ التقرير أن الأطفال البريطانيين يقضون على نحو غير متناسب كميات كبيرة من الوقت أمام شاشات التليفزيون والكمبيوتر، مقارنة بنظرائهم في بلدان أخرى في أوروبا الغربية. وأضاف في بريطانيا، 62 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 عامًا و 71 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 13 عامًا و 68 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا يشاهدون التليفزيون أكثر من ساعتين يوميًا طوال أيام الأسبوع، مقارنة مع سويسرا حيث النسبة أقل من 35 في المائة في جميع الفئات العمرية الثلاث.

وقال البروفيسور فنتون كان هناك جرعة تأثير واضحة من الجلوس طويلاً أمام الشاشة على حالة الطفل العاطفية وأوضح كلُّ ساعة إضافية من مشاهدة التليفزيون أو الكمبيوتر تزيد من معاناة الأطفال من المشاكل الاجتماعية والعاطفية وانخفاض احترام الذات. ووجد التقرير، الذي يحمل عنوان كيف أن صحة السلوك تدعم رفاهية الأطفال أن مستويات عالية من مشاهدة التليفزيون لها تأثير سلبيّ على رفاهية الأطفال، بما في ذلك خفض تقدير الذات، ومستويات أقل للثقة في النفس، بالإضافة إلى مستوى منخفض من السعادة الذاتية.

ويتزايد مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال البريطانيون أمام أجهزة التلفزيون والكمبيوتر والشاشات الأخرى بسرعة كبيرة، مدفوعًا ذلك بألعاب الكمبيوتر. وقال التقرير نسبة الشباب الذين يلعبون ألعاب الكمبيوتر لمدة ساعتين أو أكثر ليلاً خلال الأسبوع ارتفعت من 42 في المائة إلى 55 في المائة بين الأولاد، و 14 في المائة إلى 20 في المائة بين الفتيات. واستندت الدراسة على أبحاث أجرتها جمعية الأطفال بين 42 ألف طفل يبلغون ما بين 8 إلى 15 عامًا، بالإضافة إلى عدد من البيانات الأخرى.

وقالت مديرة السياسة العامة ليلى كابراني إن الأطفال الذين كانوا أقل احتمالاً أن يكونوا سعداء في حياتهم يكونون من الذين يقضون وقتًا أطول أمام الشاشات. وأردفت إن التفاعل الاجتماعي عبر جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المحمول لا يُقدِّم أو ينقل الفوائد ذاتها في الرفاهية العاطفية. وأضافت إنها ليست قريبة من أيّ مكان، عليك أن تكون موجودًا فعليًا مع أصدقائك للحصول على الفوائد من التفاعل الاجتماعي، وإن الرسائل النصية، والدخول على فيسبوك، أو حتى الدردشة على الهاتف لها عُزلة، وهو ما يعني أنك تفقد الكثير من الأثر الإيجابي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/أيلول/2013 - 1/ذو القعدة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م