عادات وتقاليد... للحظ والرزق والسلام

 

شبكة النبأ: تختلف حياة الشعوب من مكان الى أخر بتنوع العادات والتقاليد التي يمارسها الأفراد في مجتمعاتهم، خصوصا وأنها قد تمنحهم الشعور بالأمن والاطمئنان، وتضمن تماسكهم في مواجهة أية تغيرات جديدة كما يقول بعض المتخصصين. والعادات والتقاليد وبحسب بعض المصادر هي عبارة عن تجارب طويلة لحياة الناس خلال تاريخهم الحافل بالأحداث والتطورات، ويترك سلوك الناس وأنماط عملهم ومعتقداتهم أثراً واضحا في المجتمع ويميزه بعادات وتقاليد خاصة، تتناقل هذه العادات والتقاليد من الآباء الى الأبناء وتتوارثها الأجيال على مر العصور، وقد يصاحب هذا الانتقال بعض التغيرات بالزيادة أو النقصان، سلبًا أو إيجابًا، بما يتفق مع ظروف وقيم كل جيل، وفي هذا الشأن يؤدي نحو ألفي حاج بلباس ابيض رقصة شعائرية عند شروق الشمس في منطقة البحيرات السبع في جبل ريلا في بلغاريا، على ايقاع آلات الكمان وبرفقة جوقة من النساء. وفي شهر اب/اغطس من كل عام، يجتمع اتباع الاخوة العالمية البيضاء من كل انحاء العالم في منطقة البحيرات الجبلية هذه الواقعة على ارتفاع 2100 متر عن سطح البحر، للاحتفال بيوم التاسع عشر من اب/اغسطس، رأس السنة لديهم.

وهؤلاء الحجاج ينتمون الى فئات عمرية مختلفة. وهم يشكلون اثناء تأدية طقوسهم حلقات بيضاء ويمارسون مزيجا من الحركات الرياضية والرقصات التأملية. ويعتقد اتباع هذه الطائفة ان الطاقة الكونية تتجلى بأعلى مستوياتها في هذه المنطقة عند التاسع عشر من اب/اغسطس، ويعتقدون ايضا ان الطقوس التي يمارسونها تجمع هذه الطاقة وتوزعها على كل العالم.

وتقول الكسندرينا ستويلوفا البالغة من العمر ثمانين عاما قبل ان تنضم الى الرقصة الطقسية نحن نأتي الى جبل ريلا بهدف التخلص من الشوائب التي تتراكم في حياتنا اليومية في المدينة، ويساعدنا في ذلك الطاقة الموجودة في هذا المكان. يخاطب اتباع هذه الطائفة بعضهم البعض مستخدمين عبارة "أخي" او "أختي"، وهم يصلون الى المكان قبل ايام من التاريخ المحدد ويحيون الشمس لدى شروقها بصلوات وتمارين للتأمل، بهدف ان يصبحوا على اتصال مع قوى الطبيعة، ثم يحضرون دروسا تساعدهم على فتح ارواحهم.

تأسست هذه المدرسة الروحية في العام 1897 على يد عالم اللاهوت البلغاري بيتر دونوف، وهي طريقة تجمع بين عناصر الديانة المسيحية وبين التصوف الهندي. وتركز هذه المدرسة على الحب الاخوي وعلى التفكير الايجابي والتناغم مع الطبيعة. ويطلق الاتباع على مؤسس طريقتهم اسم المعلم بينسا دونو، وهم اول من قصد هذا المكان مصطحبا عددا من الاتباع، وذلك في العام 1929. في تلك الحقبة كان عدد اتباعه يصل الى اربعين الفا، اما اليوم فلا تدلي الطائفة بأي معلومات حول اعدادها.

وكانت الحكومة البلغارية اقرت بالنتائج الصحية الايجابية الناجمة عن ممارسة هذه التمارين الحركية، وادرجت احدى مدارس العاصمة صوفيا هذه التمارين في صفوف التربية البدنية على سبيل التجربة. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية وقيام نظام شيوعي في بلغاريا في العام 1944، انتقلت هذه الطريقة الروحية من العلن الى السر. ويقول هريستو مادجاروف البالغ من العمر 68 عاما وهو احد مدربي هذه المدرسة في ظل الحكم الشيوعي لم يتوقف الناس عن القدوم الى جبل ريلا، مع ان ذلك كان ممنوعا. ويضيف بعد العام 1957 تدهورت الاوضاع، وقامت السلطات بمصادرة كتبنا واحراقها وفقد الكثيرون من اخواننا واخواتنا اعمالهم.

واليوم، تنظر الكنيسة الارثوذكسية في كل من بلغاريا وفرنسا الى هذه المدرسة الروحية على انها طائفة مستقلة. وفي بلغاريا، تم تسجيل هذه الطائفة على انها دين رسمي، وذلك بعد سقوط الحكم الشيوعي في العام 1989. وفي العام 2007، اظهر استفتاء شعبي ان دنوف هو من اهم الشخصيات في التاريخ البلغاري. وتوسعت حركة الاخوة العالمية البيضاء خارج حدود بلغاريا، ولا سيما في فرنسا.

ويقول السويسري دافيد جيرار الذي انضم الى الاخوة قبل 37 عاما انها المرة الثانية التي ازور فيها جبل ريلا، اتمنى ان اواصل زياراتي الى هنا، لان الرقص الذي نقوم به في هذه الجبال يختلف تماما عن ممارسته في سويسرا. وتقول ماريا خيسو، وهي متخصصة في الاقتصاد اتت من غرناطة في اسبانيا، انها تمارس الرقص التأملي في بلادها يوميا منذ ثماني سنوات، وقد منحها ذلك تناغما روحيا وحيوية. بحسب فرانس برس.

واظهرت دراسة نشرت حديثا ان الاثار الايجابية لممارسة هذا النوع من الرقصات الروحية يمكن ان تظهر بعد ستة اشهر فقط من التمرين. وتؤدي هذه الرقصات التي صممها دونوف الى تعزيز توازن الانسان، وقدرته على التحمل، وتقليص مستويات العدوانية لديه، وزيادة التفاؤل ومكافحة الاكتئاب.

الدم غير النقي

الى جانب ذلك وعلى أحد أرصفة وسط المدينة القديم في نيودلهي، تشق ليلافاتي ديفي أحد أوعيتها الدموية بشفرة حلاقة في إطار ممارسة جد شائعة في الهند تخرج عن سيطرة الطب الحديث وتتم انطلاقا من معتقدات دينية في بعض الأحيان، وبداعي الفقر في أغلبها. وتوكل ليلافاتي وهي أم لثلاثة أطفال طبيبها محمد غياس إسالة الدم غير النقي من عروقها، ظنا منها أنه سبب لها إلتهابا في المفاصل.

وأكدت ليلافاتي أن العلم والطب الحديث فشلا معي. وقام أحد مساعدي هذا الطبيب التقليدي بصب المياه الباردة على يديها النازفتين ودهنهما بمسحوق من الأعشاب رمادي اللون. و شددت قائلة إن إسالة الدماء عمدا من الشرايين المعروفة علميا بمصطلح الفصد هي الطريقة الوحيدة لتسكين آلام المفاصل التي أعانيها، معربة عن امتنانها للطبيب الثمانيني. ويستخدم هذا العلاج منذ آلاف السنوات لمداواة الأمراض على أنواعها، لكن أغلبية بلدان العالم قد تخلت عنه على ضوء تقدم الطب الحديث. وهو لا يزال معتمدا في المناطق الفقيرة في الهند وتلك النائية التي تعد الخدمات الطبية فيها جد مكلفة. وطوابير الانتظار تزداد طولا أمام عيادات الأطباء المشكوك في شهاداتهم. ويعاين الطبيب محمد غياس نحو خمسين مريضا في اليوم الواحد في مسجد جاما الأكبر في البلاد.

من الشلل إلى السكري، في وسع الفصد معالجة الامراض جميعها، حتى سرطان الرحم، على حد قول الطبيب. وأكد محمد غياس أن المبدأ الأساسي لهذا العلاج يقضي بأن الدم غير النقي هو سبب العلل جميعها. ويؤدي التخلص منه إلى حل المشاكل الصحية جميعها. وقد نقل له والده تقنية الفصد وهو يزاول مهنة الطبابة منذ 40 عاما. وشرح قائلا أن اول معيار هو تحديد مسار الدم غير النقي، وينبغي التحقق من حال كل شريان قبل شقه.

وقبل الزيارة، يطلب الطبيب من المرضى الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة لمدة 40 دقيقة مع تضميد الأذرع والأرجل لدفع الدم إلى سطح البشرة. ولفت الطبيب إلى أنه لا يتقاضى أجرا من المرضى في أغلب الأحيان، لكنهم يدفعون 40 روبية (50 سنتيما من اليورو) لمساعديه. وقال الطبيب الذي يعيش على نفقة أحد أبنائه الذي يعمل في مجال التجارة إن المرضى الذين يلجأون إلى خدماتي لا يملكون أموالا كثيرة، فماذا عساني آخذ منهم. وأكد طبيب آخر يدعى محمد إقبال أن ممارساتنا لا تختلف كثيرا عن وصفات الطب التقليدي. ونحن لا نبغى الربح، فجل ما يهمنا هو رفاه المريض. بحسب فرانس برس.

وتضم الهند مستشفيات نظيفة وحديثة، لكنه يتعذر على الكثير من السكان تكبد تكاليف خدماتها. فقد سمح النمو السريع الوتيرة بدفع عجلة مبادرات مكافحة الفقر في البلاد. لكن نظام الصحة العامة لا يزال مقصرا في حق 1,2 مليار مواطن، وفق ما جاء في تقرير صادر عن منظمة أوكسفام غير الحكومية. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تسجل الهند مستويات هي من الأكثر تدنيا في العالم على صعيد الاستثمارات العامة في مجال الصحة. وليس الفقر السبب الوحيد الذي يدفع السكان إلى اللجوء إلى هذا النوع من العلاجات. فبعضهم مقتنع بمنافع الفصد. وقد أكد جايانت كومار البالغ من العمر 42 عاما أنه استعاد قدرته على المشى بفضل هذا العلاج.

المنازل المسكونة

في السياق ذاته تلقى المنازل المسكونة نجاحا كبيرا في اليابان في موسم الصيف المؤاتي للأشباح بحسب التقاليد اليابانية. وعرض "السن الملعون" هو من العروض العشرة التي تستقطب اليابانيين الراغبين في الترفيه عن أنفسهم في خضم حرارة الصيف الخانقة. وتقول ساياكا ماكابيه على سبيل المزاح إن القشعريرة تخفف من الحرارة. وقد أتت هذه الطالبة لحضور هذا العرض المخيف لقصة متوفرة أيضا على شكل رواية ومسلسل تلفزيوني.

ويتناول هذا العرض قصة امرأة ممسوسة تقوم باقتلاع أسنانها في منزل مسكون قصده ريوتا ساتو مع أولاده الثلاثة. ويتمسك الاولاد بوالدهم من شدة الخوف أمام تمثال امرأة عجوز شك سكين في عنقها وسط دم مزيف يغطي الأرض والجدران. ويقر ريوتا عند خروجه من المنزل بأنه خاف أكثر بكثير مما ظن. ويقول هذا الأربعيني كنت أحضر هذا النوع من العروض عندما كنت صغيرا.

ويشكل فصل الصيف عادة موسما مؤاتيا لقصص الأرواح في اليابان. وتعود هذه التقاليد إلى فترة إيدو (1603 - 1868) عندما اقتبس عرض مسرحي من رواية أشباح شهيرة. ومن الأسباب الأخرى التي يقدمها هيروفومي غومي مخرج عرض السن الملعون لتفسير هذا النجاح الباهر أن عيد تذكار الموتى المعروف في التقاليد البوذية بأوبون ، ويقال إن الموتى يعودون في هذه المناسبة. وليست المراسم الدينية لعيد أوبون مخيفة بحد ذاتها، لكنها تستند إلى معتقدات شعبية متجذرة جدا في المجتمع الذي يعتقد أن أرواح الموتى تعود لتمضي بضعة أيام على الأرض. وعائلة تومينغا زارت مثل غيرها من اليابانيين المقبرة في هذه المناسبة. ويقوم الزوجان المتقاعدان اللذان كانا يزاولان مهنة التدريس بتكنيس الأرض أمام مقابر أجداد الزوج كنجي. وهما يضعان الأزهار ويحرقان البخور ويصليان أمام المقابر. وقد حضرت الزوجة يوميكو تمثالين صغيرين لثور وحصان من شأنهما أن يساعدا الأجداد على العودة إلى الجنة. وهي أعدت أيضا أطباقا من الأرز تمكن الأجداد من سد جوعهم. بحسب فرانس برس.

وتشرح يوميكو لطالما قمت بممارسة هذه التقاليد لأنني على يقين من أن أجدادي يعودون حقا. وأنا أشعر بهم إلى جانبي . وعندما أموت وأعود إلى الأرض، أتمنى أن يقوم أولادي أيضا بممارسة هذه التقاليد. وبحسب المعتقدات السائدة في البلاد، يرتقي الأجداد إلى مصاف الآلهة بعد موتهم. وفي اليابان، تمتزج البوذية بالشنتوية ويؤثر هذا المزيج على الثقافة الشعبية بصورة لافتة.

عربات التوك توك

من جهة اخر فالتوك توك جزء لا يتجزأ من المشهد في بعض مدن آسيا لكنها باتت منتشرة منذ سنتين في باريس ايضا حاملة السياح الا ان هذا النشاط المزدهر لا يحظى بتنظيم جيد وتراقبه الشرطة عن كثب. فمنذ سنتين، يزداد عدد هذه المركبات بثلاث عجلات والمؤلفة من دراجة صغيرة بمحرك ومن عربة مغطاة امام المواقع السياحية في العاصمة الفرنسية من برج ايفل الى ساحة كونكورد.

وبينما كان عددها حوالى عشر مركبات عند ظهورها في العام 2011 في باريس، فان عدد هذه العربات المتعددة الالوان القديمة الطراز الاتية من تايلاند زاد خمس مرات على ما تفيد الشرطة التي عززت اجراءات المراقبة والتدقيق منذ مطلع الصيف. ويقول سائق توك توك هو واقف في طابور على طول جسر ايينا قرب برج ايفل البطالة منتشرة قد وجدنا نشاطا يروق للسياح الا ان الشرطة تضايقنا مع انها تدرك ان ثمة غموضا في ما يتعلق بالقانون.

وليست هذه المرة الاولى التي يتعرض فيها هذا الرجل البالغ 29 عاما للتدقيق. ويقول نينو وهو شرطي قام بالتدقيق في اوراق عدة سائقي توك توك ان كل الوثائق قانونية من تصريح الى ادارة العمل وتأمين وزيارة طبية وسواها. الا ان مديرية شرطة باريس تعتبر ان سائقي التوك توك لا يحق لهم بالتفتيش عن زبائن في الشارع بل ان يجب ان يتم ذلك بناء على حجوزات مسبقة عبر الهاتف او الانترنت. ويوضح الشرطي نيو هذه التوك-توك مخالفة لان المركبة لم تحجز مسبقا.

وفي فرنسا وحدها سيارات الاجرة الرسمية يحق لها ان تكون مركونة في الشارع وان تنقل الزبائن من دون حجوزات. ولا ينظر سائقو هذه السيارات بعين الرضا الى هذه المنافسة الجديدة مثل دراجات الاجرة النارية او الهوائية. ويقول مدير شرطة مركبات الاجرة برنار بولار ان الاطار القانوني يصعب تطبيقه. والسبب في ذلك عدم وضوح في القانون اذ يمكن قيادة مركبة بثلاث عجلات مجهزة بمحرك باجازة سوق سيارة عادية. لكن ينبغي الحصول على اجازة قيادة دراجة نارية للحصول على البطاقة المهنية لنقل ركاب في مركبات بعجلتين او ثلاث عجلات مثل دراجات الاجرة النارية. وهي ثغرة قانونية يستغلها سائقو التوك توك للمطالبة ببعض الحقوق.

صفيان الذي كان يحلم بان يعمل على حسابه الخاص اشترى عربة توك توك بسعر تسعة الاف يورو. وهو يجني منها 90 الى 110 يورو في اليوم يحسم منها المخالفات في الايام العاثرة التي قد تراوح بين 35 و135 يورو. ويقول هذا النادل السابق لم لا استفيد مثل اخرين من المثلث الذهبي المنطقة الفخمة والسياحية حول الشانزيليزيه. ويقول بنجامين ماريك مدير شركة ألو توك توك، نريد ان نعامل مثل الحافلات السياحية بطبقتين والعبارات والقطارات الصغيرة. فالحق بان نركن عرباتنا هو الحق في العمل. بحسب فرانس برس.

وبسبب العجز عن نقل الزبائن من الشارع مباشرة تعول هذه الشركة على الجولات مع تعليق في تك توك كهربائية والموجهة الى سياح يسعون الى اكتشاف الوجه الحقيقي لباريس مثل سوق اليغر او بوت او كاي وهما حيين جميلين في العاصمة الفرنسية . وقد زاد عدد هذه العربات بشكل كبير فالى جانب عربات التوك توك ثمة 150 الى 200 دراجة اجرة هوائية تجوب شوارع باريس بكلفة تراوح بين 5 و15 يورو. ويقول ابراهيم نمر امام النصب ببطء فيما تضيف صديقته نازنين انها طريقة رائعة لزيارة باريس من دون ان نتعب. هذان السائحان الهنديان سعيدان بالنزهة التي يقومان بها في دراجة بثلاث عجلات تقود الى مدخل اللوفر.

الفولكلور النمساوي

على صعيد متصل يقر ماركوس البالغ من العمر 26 عاما وهو يرتدي بفخر السروال النمسوي التقليدي المصنوع من الجلد والمزود بحمالتين عندما كنت في الخامسة عشرة من العمر، لم أكن أفكر يوما في ارتداء سروال ليديرهوزن. ويؤكد الشاب خلال الدورة السبعين من مهرجان كيرشتاغ في مدينة فيلاخ وهو أكبر مهرجان نمسوي للتقاليد الفولكلورية أن جميع الشباب لديهم اليوم سروال مماثل. ففي هذا البلد الواقع في قلب منطقة جبال الألب والذي يتمتع بمناظر خلابة تشهد التقاليد الفولكلورية إقبالا كثيفا خصوصا في أوساط الشباب، شريطة ان تكون مثيرة ومسلية.

وقد باتت الفساتين التقليدية المعروفة ب "ديرندل" أقصر من الركبة، والسراويل الجلدية باتت من الملابس النسائية لكن بنماذج أقصر. وأطلقت فيينا منذ ثلاث سنوات دورتها الخاصة من مهرجان الجعة الشهير في ميونخ جنوب ألمانيا تحت عنوان "فيزن". وتكشف بيرناديت البالغة من العمر 16 عاما أنه من الأسهل الرقص بفستان ديرندل قصير. وأصبحت السهرات في النوادي الليلية مع أزياء تقليدية رائجة جدا، علما أنها كانت تعتبر منذ بضع سنوات من المواقف الأكثر إحراجا.

وانتهزت متاجر التنزيلات هذه الفرصة لتقديم ملابس تقليدية مصنعة في آسيا او أوروبا الوسطى بسعر لا يتخطى المئة يورو. وباتت المجموعة النمسوية د تسيليرتالر تراشتنفلت التي أسست قبل ثمانية أعوام تحتل مرتبة الصدارة في هذا القطاع مع 33 متجرا ورقم اعمال يوازي 30 مليون يورو. حتى أن متاجر "هوفر" التابعة لسلسلة المتاجر الألمانية ألدي تبيع الملابس التقليدية في متاجرها الكبيرة. وبحسب يوليا فيغشايدر الناطقة باسم تسيليرتالر تراشتنفلت، يبدأ السكان بتقدير تقاليد بلادهم، في ظل ازدياد الأنباء السيئة التي تأتيهم من أنحاء العالم أجمع. وهي تضيف الافتخار بالبلاد بات مجددا مهما في نظر الشباب. فبلدنا جميل جدا.

ولا يقتصر حماس الشباب على الأزياء التقليدية فحسب، بل هم باتوا يتحمسون أيضا للأغنيات الشعبية، ولا سيما أغنيات الفنان أندرياس غابالير. ويلقى هذا المغني بوجهه البشوش وعينيه الزرقاوين وملابسه الضيقة وحركاته المثيرة شهرة متزايدة في أوساط النساء اللواتي يفقدن الوعي في حفلاته أو يخلعن قمصانهن.

وأندرياس غابالير البالغ من العمر 29 عاما والذي يسرح شعره مثل إلفيس برسلي قد أعطى زخما جديدا لنوع موسيقي كاد يفقد شعبيته، وذلك بفضل حملات ترويجية مكثفة. فقبل 10 سنوات، كانت 13 أسطوانة موسيقية للأغنيات الشعبية مدرجة في قائمة الأسطوانات المئة الأكثر مبيعا في النمسا. وقد بلغ عدد الاسطوانات الشعبية العام الماضي 24، وأربع منها في قائمة الأسطوانات العشر الأكثر مبيعا وثلاث أسطوانات تعود لأندرياس غابالير. بحسب فرانس برس.

وازدهار التقاليد الفولكورية في اوساط الشباب المسجل أيضا في جنوب ألمانيا لا يعني نبذ الحياة المعاصرة، على حد قول توماس بوم من جمعية الصناعة الموسيقية النمسوية. و يكشف أن الشباب قد يحضرون حفلا لغابالير بالأزياء التقليدية ويذهبون في اليوم التالي للرقص على أنغام أغنيات ريهانا أو دافيد غيتا. أما هيلغا ماريا فولف عالمة الإتنيات التي ألفت عدة كتب عن هذا الموضوع، فهي تعتبر أن العولمة هي التي تدفع الشباب إلى التمسك بجزء من تقاليدهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/أيلول/2013 - 28/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م