سوريا وإيران وإسرائيل... محور صراع الحرب القادمة!

 

شبكة النبأ: مازال النزاع الطويل الأمد والعميق الجذور بين إسرائيل وإيران في تصاعد مضطرد،  فبعدما تصدرت السجالات والصراعات الحامية بينهما حول الملف النووي الإيراني المثير للجدل والتهديدات المتبادلة حول إمكانية توجيه بشن ضربة عسكرية إسرائيلية الى إيران، فرضت الأزمة السورية نفسها بقوة على الغريمين تحويل دفت الصراع بينهما الى سوريا حليف إيران الرئيسي خصوصا بعد لوحت الولايات المتحدة الأمريكية بتوجبه ضربة عسكرية وشيكة الى سوريا.

لتصبح سوريا اليوم مرتعا الصراعات الدولية ومكانا مستهدفا لدى بعض الدول المتصارعة والمهتمة بالهيمنة على بلدان الشرق الأوسط، كـ إسرائيل وإيران وبعض الدول الإقليمية، فضلا عن بعض القوى الدولية الكبرى، وذلك لجعلها  محور الصراع الشرق الأوسطي.

إذ يرى الكثير من المحللين أن سوريا باتت مسرح الانتظار لما تظهره أجندات الدول الطامعة من خلال مسلسل المماطلة السياسية و تصاعد لهجة المعارك الكلامية المستمر وخاصة بين طرفي الصراع الإسرائيلي الإيراني، يهدف لخلق بيئة مخيفة في منطقة الشرق الأوسط، من خلال ترسيخ و إبراز خطر نشوب معركة عسكرية بين إسرائيل و إيران، قد يكون لها عواقب مدمرة على منطقة الشرق الأوسط و ربما أوسع من ذلك.

بينما يرى محللون آخرون أن تصاعد حرب التصريحات و رسائل التحذير في دوامة الأعمال الاستفزازية المتواصلة بين الغريمين، ما هو إلا ذريعة لإخفاء الضعف الداخلي و الحقيقي الموجود لدى البلدين، كون حدوث مثل هكذا حرب قد ينطوي على مخاطر كبيرة اوسع نطاقا من منطقة الشرق الاوسط.

في حين بعض المحللين أن توقيت الضربة على سورية وسيناريوهاتها المتوقعة تحمل مختلف الاحتمالات والتصورات ولايمكن التكهن بابعادها على جميع اطراف الخصام، وعليه تضفي المعطيات آنفة الذكر ان اللجوء الى القوة سيكون كارثيا على منطقة الشرق الاوسط وستتعدى عواقبه المنطقة، مما يطرح سؤالا موحدا هو من سيشعل فتيل الحرب القادمة؟.

ضربة ضد سوريا تهدد وجود إسرائيل

في سياق متصل حذرت إيران الغرب من أن شن حرب محتملة على سورية قد يهدد إسرائيل أيضا، وقال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بحسب بيانات وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) “إننا نحذر الغرب:  في حال شن حرب على سورية فعليهم (الغرب) أن يقلقوا بشدة أيضا على طفلهم غير الشرعي (إسرائيل) في المنطقة”، واتهم لاريجاني الغرب بتجاهل القانون الدولي لصالح إسرائيل من خلال شن هجوم عسكري على سورية بدون تفويض من الأمم المتحدة.

وذكر لاريجاني أنه يتعين على الغرب أن يكون واعيا بأنه يستطيع أن يقرر بداية خيار عسكري في سورية، لكنه لن يستطيع تقرير نهايته، وتجدر الإشارة إلى أن إيران تدعم الرئيس السوري بشار الأسد في نزاعه مع المعارضة، كما رأى مسؤول ايراني ان إسرائيل ستزول من الوجود قريبا بسبب المشاكل الكبيرة التي تعاني منها، ونسبت وكالة (فارس) الى مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية لشؤون الاعلام والتعبئة العميد مسعود جزائري قوله “ان الكيان الاسرائيلي يعاني من مشاكل كبيرة وانه لن يمر وقت طويل حتى يزول من الوجود”، وأشار جزائري الى المشاكل الكبرى التي يعاني منها الصهاينة في مختلف المجالات خاصة العسكرية والاجتماعية”، وقال” في ظل وجود أزمات صعبة ومعقدة سوف لن يمر وقت طويل حتى ينهار الكيان الصهيوني الغاصب والمزيف”. بحسب يوناتيد برس.

في الوقت نفسه قال رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء حسن فيروزآبادي ان اسرائيل ستتعرض لهجمات انتقامية حال شن عدوان على سورية، واوضح فيروزابادي أن هذا العدوان المحتمل من شأنه أن يتسبب بمشاكل كبيرة لباقي القوى المتحالفة مع الولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة فارس للانباء الايرانية، وأوضح ان الامريكيين الذين غزوا دول المنطقة بعد أحداث 11 سبتمبر، بكذبة كبرى “محاربة القاعدة”، يحاربون حاليا في سورية لمصلحة القاعدة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

واضاف اللواء فيروزآبادي ان الامريكيين دربوا وسلحوا القاعدة في السابق، وفي الوقت الحاضر يريدون من خلال التعويض عن اخفاقاتهم وتشكيل جبهة معادية اضعاف سورية، واكد “الصهاينة باعتبارهم المحرك الرئيسي لهذه العمليات سيواجهون هجمات انتقامية”، وتابع رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة “دول المنطقة التي تدعم هذه الحرب الظالمة ستتكبد خسائر فادحة كما أنه في حال حصل العدوان الامريكي على سورية فإن روسيا ستخسر جبهة الدفاع عن القوقاز، وبالتالي يجب ان تدافع عن نفسها قرب موسكو”، واشار اللواء فيروزآبادي إلى ان الشعب الامريكي ادرك ان ذريعة البيت الابيض لاشعال الحروب باسم القاعدة هي كذبة كبرى اطلقها حكام الولايات المتحدة.

تأجيل الضربة يدفع إسرائيل للاعتماد على نفسها

فيما ارتفعت أصوات الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين، الرافضة للسياسة الأميركية تجاه الملف النووي الإيراني، في أعقاب قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، تأجيل الضربة العسكرية على سورية، واعتبروا القرار مؤشراً أن الولايات المتحدة لن تكون حازمة تجاه إيران وسترضخ للتهديدات والضغوط..

ورأى وزير الإسكان أوري آرئيل أن "قرار أوباما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية موقفاً واضحاً وحازماً، يؤكد أن إسرائيل لن تعتمد على غيرها في الدفاع عن نفسها، تجاه المخاطر المحدقة بها من جميع الأطراف، ومن إيران بشكل خاص".

واعتبر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، قرار أوباما أن "تأجيل الضربة العسكرية قد يكون في صالح توجيه ضربة عسكرية أكبر وأكثر فاعلية، لأن التأجيل بانتظار قرار الكونغرس سيتيح للإدارة الأميركية إجراء مزيد من المداولات، وبالتالي توسيع نطاق الأهداف العسكرية ضد سورية، وعلى رغم التأكيد أن الضربة لن تكون قبل أسبوع على الأقل، قررت الأجهزة الأمنية إبقاء حال التأهب في أقصى درجاتها، وأصدر الجيش قراراً استثنائياً للإبقاء على جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم بقرار من المجلس الأمني المصغر للحكومة، كما أبقت الأجهزة الأمنية منظومات الدفاع، القبة الحديدية والباتريوت وحيتس، في المناطق التي نصبت فيها.

من جانب آخر نفت وزارة الخارجية الايرانية تصريحات منسوبة للرئيس الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني اتهم فيها الحكومة السورية باستخدام الغاز السام في الحرب الاهلية هناك قائلة ان هذه التصريحات "محرفة"، ونقلت وكالة العمال الايرانية للانباء عن رفسنجاني قوله ان السلطات السورية أطلقت اسلحة كيماوية على شعبها في تأكيد مذهل في ضوء التحالف الوثيق مع دمشق. وبعد ساعات غيرت الوكالة التقرير بآخر لم يوجه اللوم لأحد في الهجوم، وذكرت وكالة الطلبة الايرانية للانباء ان مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية قالت "تصريحات رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام (رفسنجاني) محرفة ونفاها مكتبه". بحسب رويترز.

وكانت وكالة العمال الايرانية للانباء قد نقلت عن رفسنجاني قوله "كان الشعب هدفا لهجوم كيماوي من حكومته والان عليه ان ينتظر هجوما من أجانب.، وفي التقرير التالي لوكالة العمال الايرانية للانباء نقلت الوكالة عنه قوله "من ناحية كان الشعب السوري هدفا لهجوم كيماوي والان عليه ان ينتظر هجوما من اجانب"، وكان رفسنجاني يشير الى استعدادات امريكية لتوجيه ضربة عسكرية الى الاسد بشأن الهجوم الكيماوي، وكانت النسخة الاولى من تصريحاته تختلف بشدة عن تصريحات مسؤولين ايرانيين آخرين قالوا ان مقاتلي المعارضة الذين يحاولون الاطاحة بالرئيس بشار الاسد هم المسؤولون عن هجوم الغاز يوم 21 اغسطس اب على منطقة محاصرة قرب دمشق، ورفسنجاني حليف وثيق للرئيس الايراني الجديد حسن روحاني ويرأس مجمع تشخيص مصلحة النظام، وتعرض جنود ايرانيون لهجوم بالغاز السام اثناء الحرب مع العراق التي استمرت في الفترة بين عامي 1980 و1988 وندد زعماء ايرانيون مرارا باستخدام الاسلحة الكيماوية.

من المسئول عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط

الى ذلك حمل وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إيران المسؤولية عن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، جاء ذلك خلال اجتماع يعالون مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية مارتن ديمبسي، بحسب الاذاعة الاسرائيلية، وقال الوزير يعالون ان ايران هي احد اسباب حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الشرق الاوسط نظرا لضلوعها في جميع النزاعات الاقليمية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

من جانبه، اكد الجنرال الامريكي تعهد واشنطن بالحفاظ على المصالح الامنية المشتركة للبلدين، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال خلال لقاء الجنرال ديمبسي ان التهديدات في المنطقة ضئيلة مقارنة بالتهديد الذي تشكله ايران المسلحة نوويا، واضاف نتنياهو “سوف نعمل سويا حتى لايحدث ذلك”، من جانبه، أكد ديمبسي التزام الولايات المتحدة بتقوية الشراكة مع اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/أيلول/2013 - 26/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م