توني بلير... هو آخر من نصغي له في الحرب القادمة..!!!

ترجمة علي الأسدي

بقلم – Stephen Golver

 

كتب السيد ستيفن غولفر المحرر في صحيفة الديلي ميل البريطانية المحافظة اليوم 28 \ 8 \ 2013 مقالا تعليقا على آراء توني بلير رئيس الوزراء السابق حول الحرب على سوريا التي تضمنها مقاله في صحيفة التايمز اللندنية يوم الثلاثاء 27 \8 \ 2013. جاء فيه:

برغم مشاغله الكثيرة في اللجنة الأممية الرباعية الخاصة بملف المشكلة الفلسطينية كان قادرا على ابداء آرائه في الوضع السوري، حيث عبر عن حماس منقطع النظير للقيام بعملية عسكرية ضد سوريا دون أن يوضح فيما اذا كان يقصد غزوا عسكريا أو قصفا جويا لمواقع داخل سوريا، فهو بالتأكيد لا يتردد في القيام بالعمليتين.

انه شخص غير مرغوب فيه لسجله السابق في مثل هذه القضايا، وبإبدائه رأيه في الحالة السورية أثبت انه هو نفسه توني بلير الذي جر بريطانيا الى كارثة الحرب على العراق. لقد بدا بلير موقنا بان بشار الأسد قد استخدم بالفعل الأسلحة الكيماوية مع أن ذلك لم يثبت لحد الآن. ان توني بلير الذي أكد علمه بحيازة صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل الذي قد يستخدمها ضد بريطانيا، لم يستخدمها ولم تكن له مثل تلك الأسلحة.

توني بلير في مقاله في التايمز قد ابدى أيضا حماسه لشن الحرب على ايران معتبرا أن ايران ديكتاتورية شمولية وتملك سلاحا نوويا. واذا أقررنا بايران ديكتاتورية شمولية، فلا يمكننا اتهامها بحيازة القنبلة النووية، لأنه ليس هناك اي أدلة على ذلك.

لكن ما معني هذا الموقف من توني بلير..؟

انه يقول: هناك أخطار في كل مكان بدءا بتهديد ايران ونظام الأسد مرورا بمصر وليبيا وتونس وأفريقيا والشرق الأقصى وآسيا الوسطى. فالتطرف الاسلامي يدمر حياة الأطفال الأبرياء الذين يجب أن نكون الى جانبهم. انه يريدنا ان نعلن الكثير من الحروب في كافة أنحاء العالم.

لم يكن بلير واضحا بقوله، فهو اعتبر التطرف الاسلامي أصل الشرور الذي يهددنا جميعا، وبتدخلنا في سوريا فاننا سنزيل تلك القوى الظلامية. لكنه لم يفسر كيف يتم ذلك. فقوى القاعدة وحليفاتها تشكل القوة الأكبر بين القوى المعارضة التي تحارب نظام الأسد، فكيف يقضي على القاعدة من خلال الاطاحة بالأسد..؟

 ونحن بقيامنا بذلك فاننا ندعمهم. هناك عدة جوانب مخجلة في دعوة بلير للتدخل العسكري. انه لم يوضح كيف نتدخل في الشأن الداخلي السوري. وانه لم يوضح الشرعية التي سنقوم وفقها بالتدخل الذي يدفعنا اليه.

توني بلير لم يسع أو ينظر الى ضرورة الحصول على التفويض القانوني قبل حربه على العراق، وقد فشل في الحصول على موافقة المدعي العام الدستوري البريطاني اللورد غولدين سمث عندما ابدى هذا تحفظه على قرار الذهاب الى الحرب على العراق. لكن هذا الأخير وبعد محادثات طويلة تراجع عن موقفه وسمح للحكومة بالسير قدما في قرارها.

بلير يبرر التدخل بكونه دفاعا عن مصالحنا، لكنه لم يذكر عن أية مصالح يتحدث؟ هل هي مصالح الولايات المتحدة..؟ أم مصالح الغرب..؟ أم مصالح بريطانيا.؟

انه لم يفرق في الماضي بين مصالحنا ومصالح الولايات المتحدة، فقد ضحينا بحياة جنودنا وبلايين الباوندات في حرب لا معنى لها. لم يكن لنا فيها أية منافع. لقد كانت فكرة طفولية متخيلة من جورج بوش الذي وجد في توني بلير الاستعداد لتبنيها وتنفيذها. فهل ورد في خلد توني بلير أن بريطانيا دولة ذات سيادة يؤدي موظفوها القسم بالولاء لجلالة الملكة وليس للرئيس الأمريكي..؟؟

انا أشك بذلك تماما. فرئيس وزراءنا السابق توني بلير أصبح مليونيرا بثروة تقدر بعشرات الملايين. ويستخدم طائرة النقل الخاصة بأحد أصحاب البلايين الأمريكان في تنقلاته، ويحيط نفسه بدائرة ضيقة منهم، وبفضلهم حصل على وظيفة في أشهر البنوك الأمريكية وهو جي مورغان مقابل دخل سنوي ببضعة ملايين. توني بلير في نظر الأمريكيين يعتبر بطلا. وقد كون ثروته الطائلة بفضل دعم وسمعة جورج بوش.

 هنا في بريطانيا يتحدث لنا عن مبررات زائفة ليأخذنا الى الحرب، سجل توني بلير هذا قد خلف شعورا عاما لدى الناس العاديين بعدم الثقة بالسياسيين في بلدنا. ويذكر المحرر في الديلي ميل، أنه في تصريح لجون كيري يوم الاثنين 26 أب \ أوغسطس الحالي قال فيه " ان التطورات الأخيرة في سوريا تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة".لقد حاولت في السابق تصديقه، أما الآن فأشك في ذلك.

قد يكون هناك سببا مقنعا للحرب، كأن يكون للمصلحة الوطنية، الخطر اليوم ان الناس لن تصغي للسياسيين، لأنهم صدقوا توني بلير الذي زعزع الرغبة في الثقة. مقال توني بلير الأخير أثبت أنه لم يستفد ابدا من الماضي. فهناك نفس الفكر المريض ولوي الحقائق حتى النهاية. وفي الحقيقة لن ننظر بثقة لهذا الرجل.

ما يمكننا قوله بثقة ان دعوته للتدخل العسكري في سوريا كافية للقول، ان أي تدخل في سوريا لا ضرورة له وغير مبرر. المناوئون للتدخل العسكري لا يرون سببا معقولا يبرر الحرب، وانهم ينتظرون بفارغ الصبر جلسة الخميس 29 الشهر الجاري لمجلس النواب التي ستناقش موضوع التدخل العسكري.

لا رئيس الوزراء كاميرون ولا وزير خارجيته هيك قد تمكنا من تفسير " ان إمطار الصواريخ على سوريا سيساعد في أي شيء". لقد مرت هذا العام عشرة سنوات على الحرب الأنكلو – أمريكية على العراق. توني بلير لم يتعلم أي درس من ذلك الخطأ المأساوي، فمن يخت البليونير الأمريكي في الولايات المتحدة يحث بريطانيا لمهاجمة سوريا.

 لكن لنتمسك بالأمل بأن الساعات التالية حتى يوم الغد قد تشير بأن ديفيد كاميرون قد استفاد من الدرس.

http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/alialasidy.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 1/أيلول/2013 - 24/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م